مشاهدة النسخة كاملة : ****************وأمتلك قلبها****************
عاشقة أهل البيت
14-02-2007, 05:06 PM
السلام عليكم
هذه روايه جميلة جدا
ولكن منقوله للكاتبه بنت النور<< مو اللي عندنا من منتدى ثاني
يعني مو بكيفي انزل الاجزاء اذا نزلت جزء جديد بعطيكم اياه
والحين عندي 28 جزء بنزلهم شوي شوي مو دفعه وحده
ونزلتها هنا على طلب الاخ بيست فريند
للتسهل عليكم
العائلة الاصلية
1) ابو حسام وام حسام: لديهم حسام سيتزوج أنهار
مهند سيتزوج أبرار
وانهار وابرار هما اختان
البدايه بالرد القادم
اتمنى ان تنال اعجابكم
عاشقة أهل البيت
14-02-2007, 05:07 PM
(1)
سقطت الزهرية من بين يديه.. أنخفض يلتقط قطع
الزجاج من على الأرض...كيف لهذه الزهرية أن
تقع على الأرض من بين يديه وتوقظه من حلمه
الجميل الذي كان يعيشه...
كم يحترق شوقاً لوصول والدته برفقة نبأ السعادة
التي هو على موعد معها....
سمع صوت باب غرفته يفتح ترك قطع الزجاج وتوجه
مسرعاً نحو والدته رأى عيناها تلمعان....
لا بد أنها تحمل نبأ سار ابتسمت في وجهه باد لسؤالها
قال:
أخبريني هل وافقوا هل تمت الخطبة
قالت:
رويدك يا بني رويدك نعم لقد وافقوا على خطبتك
أنت وأخيك سيتم عقد قرانكما في ليلة واحدة..
أخذ يطوف حول والدته من سعادته الغامرة أنحنى على
يداها اللتان حملتا له نبأ السعادة يقبلهما....
عانقها بفرح وسرور أخيرا معشوقته الأميرة الجميلة
ستكون له ويروي ظمأ عينيه برؤيتها...
لطالما سهر الليالي وأرق وهو يفكر فيها وبها لطالما
راودته أحلام وردية معها......
تلك الجميلة التي كانت تجذب كل الأطفال حولها
عندما كانت طفلة بجمالها الخلاب وغنجها ودلالها
أمور كانت تدفع الجميع للرغبة في التقرب منها...
ابتسمت والدته وقالت:
سأذهب لأبلغ أخيك بالنبأ السعيد..
أغلقت الباب.....
وهو ألقى بنفسه على فراشه الوثير وضم وسادته لصدره
وأخذ يحلق بخياله لسعادته القادمة والجمال القادم لحياته
ليزينها......
،،،،،،،،،،
أزاحت خصلات شعرها المجعد الأسود عن وجهها وأخذت
تحاول إكمال قراءة الكتاب الذي بيدها ولكنها عاجزة عن تفهم
ما به فعقلها مشغول بكلمات أختها أنهار مع والدتها لعلها تجد
كلمة تروي فضولها عن مهند العريس المرتقب ولكن كان كلمات
والدتها وأختها عن حسام العريس المرتقب لأنهار....
قالت أنهار بغنج ودلال وهي تلف خصلة من شعرها الحريري
الأسود:
لقد رفضت الكثير يا والدتي ولكن هل ترين بأن حسام
هو أفضل من تقدم لي...
أجابت والدتها:
نعم عزيزتي هو الأفضل فهو يحظى بحب واهتمام أهله
لأنه البكر كما وأن لديه وظيفة مرموقة وهو وسيم وأنيق
.....
علت ضحكة من أنهار وكانت ضحكتها جميلة وعذبة
كجمالها الأخاذ وتجبر من يستمع لها أن يشاركها الضحك
أحمر خديها بعد تلك الضحكة وقالت بخيلاء:
ولكن لا تنسي يا والدتي أنه يحال أن يفوقني جمال....
وقفت أبرار واقتربت من مكان جلوس والدتها وأختها
وقالت: هل من الممكن يا والدتي العزيزة أن أحصل على
معلومات عن مهند..
قالت والدتها: لا بأس به ولا أظن أنك ستحصلين على شاب
أفضل منه.....
قالت أنهار:
كوني عاقلة يا عزيزتي أبرار ودعي عنك هذا الإنكباب على
قراءة تلك الكتب وتفرغي قليلاً للاهتمام بمظهرك لترضي
عريسك القادم....
نظرت أبرار نظرات استنكار نحو أنهار وانصرفت نحو غرفتها
لطالما كانت تسمع أختها وهي ترد هذا وذاك وترفض الزواج
بهم لكم تفننت في سحر الرجال بجمالها ودلالها دون أن تراعي
ديناً أو عرفاً لطالما سخرت منها لتوجهها وتفكيرها بالآخرة
قبل الدنيا....
،،،
علت رائحة البخور والتهاليل في كل مكان والكل يقول مبروك
جلس مهند بجوار حسام وأقبل الجميع يهني العريسين ويتمنى لهما
السعادة كان وجه مهند يهل فرحا وسعادة فهو سيحظى بمن تنافس
العديد من الشباب للحصول عليها ولكن لم يستطيعوا الحصول عليها
وكان هو الفارس الحائز على هذه الأميرة الجميلة....
كان والده يحادث والد العروسين وهو يقول:
لقد جأتك من قبل خاطباً أختك أم حسام وها أنا أعود إليك
لأخطب منك ابنتيك لولدي....
ستكون أنهار لحسام وأبرار لمهند...
هنا أنتفض مهندا من مكانه من هذه أبرار التي ستكون له
وقف نظر الجميع ناحيته لا حظ والده علامات الضيق على
وجهه امسك بيد ابنه واتجه معه للغرفة المجاورة.....
قال له: ما بك يا بني
صرخ مهند:
أريد محادثة والدتي
......
حضرت أم حسام وهي تضع يدها على قلبها وكأنها لم
تكن قبل لحظات قليلة في غاية السعادة...
أقبلت نحو مهند وقالت:
ما بك يا بني ؟؟؟؟
قال مهند بعد أن اخذ نفساً عميقاً:
لقد طلبت منك يا والدتي خطبت أنهار لي وليس
أبرار لما خدعتني لما؟؟؟؟
ألأنك تحبين حسام أكثر مني وهو الأقرب لقلبك
لم تريدي أن تكون عروسي الأفضل....
وضعت أم حسام يدها على فم مهند لتمنع
بقيت الكلمات من الوصول لمسمعها........
قالت:
بني حسام حبيبي أنا أحبك كأخيك ولم أفكر بما تقوله
أبداً ولكنك طلبت مني أساعدك لتتزوج وطلبت أن
أخطب لك ابنة أخي انهار ......
ولكن وجدت من المعيب أن اخطب لك قبل
أخيك الأكبر ولهذا قررت أن أخطب لكما
أنتما الاثنين أبنتا أخي وبما أن أنهار هي الكبيرة
فالوضع الطبيعي أن تكون من نصيب الكبير
وتكون أبرار من نصيبك....
صمت طويلاً مهند.....
ثم قال:
ولكني لا أريد الزواج من أبرار إما أنها
أو لن أتزوج......
بانت الحيرة والقلق على والد حسام
انخفضت والدة مهند على يديه تقبلهما
وتبلل يديه بدموعها وهي تقول:
أرجوك يا بني لا تحرجني مع أخي والناس
أرجوك أقبل يديك.....
وسقطت تلك العجوز أرضاً تنتظر الحكم
الذي سيصدره أبنها....
نظر مهند ناحية والدته ونظر لعينيها التي تحاطان
بتجاعيد رسمتها السنون عليها وتختفي تلك التجاعيد
تحت دموع والدته النازفة....
هل يوافق وتكون أبرار زوجته ومن هذه أبرار..
إنها تلك الطفلة التي تصغر أنهار بسنتين ولكن من
يراها يحسبها هي الأكبر بخمس سنين.....
لم تكن تملك ما تملكه أختها من جمال ودلال كانت
دائماً صامتة متفكرة وكأنها تعيش سناً أكبر من سنها
تهتم بأمور لم تجذب طفلة يوماً ما كالقراءة والرياضيات
مادة لطالما كرهها الأطفال بينما كانت هي تستمتع تلهو
بحل تلك المسائل الصعبة....
لا تراها وهي طفلة إلا وهي برفقة قلم وورقة وكتاب
تتحدث عن الرياضيات وتحلم بأن تستطيع التحدث بكل
اللغات.............
لم يكن فيها ما يلفت انتباه طفل لتشد انتباه رجل
أفاق من أفكاره هذه على صوت أنين والدته
ونظراتها المتوسلة نحوه.....
يتبع...............
:) بانتظار ردودوكم:)
bestfriend
14-02-2007, 05:11 PM
مشكورة اختي عاشقه اهل البيت
انا منتظرج احر من الجمر الى هذه القصه الجميله والروعه
والف جزيل الشكر لكي
دلوعه
14-02-2007, 05:19 PM
عشوقه با الصراحه بداية الروايه روعه
bestfriend
14-02-2007, 05:23 PM
ماشاء الله جزء جميل جدا
والله يساعد مهند لو بيدي زوجته لك ههههههه
منتطر الجزء الثاني احر من الجمر
وشكرا جزيلالالالالالالالا
عاشقة أهل البيت
14-02-2007, 05:24 PM
2
أيتركها تنهار سار نحوها أوقفها وضمها لصدره
وقال:
لأجلك يا أمي أنا موافق.
عاد لحيث كان يجلس ليتم قرانه على أبرار وقلبه
يعتصر ألماً وهو يرى أخيه يحوز على معشوقته
أنهار....
ولكن ليسلم أمره لله لعل ما هو قادم به خير..
،،،
جلست أبرار بجانب أختها أنهار ترتدي فستانها
الأزرق بينما كانت أنهار ترتدي فستان ذو لون
زهري....
كانت وجود أنهار وهي بكامل أناقتها يبهر الجميع
بل كان حضور أكثرهم ليمتع عينيه بجمال حوراء
إنسية على الأرض تدعى أنهار....
لم تكن تعلم أبرار ما سبب هذه النظرات الخالية
من أي مضمون والتي لدى الحضور فكل ما يهم
هؤلاء هو الجمال والمظهر ولم يبالي أحد بالجوهر
ألهذه الدرجة لا قيمة لروح الإنسان ولكن أليس
في النهاية يفنى الجسد ويبلى وتبقى الروح نعم
يبقى المضمون.........
قالت أبرار في نفسها:
لو علمت أنهار ما يجول في خاطري لقالت أنك
حقاً إنسانة معقدة وغريبة الأطوار ابتسمت في نفسها
وواصلت مراقبة الحضور من حولها........
،،،
ابتدأت نبضات قلب مهند تضطرب وضع
يده على صدره لحظ والده ذلك أقترب منه والقلق يدب
في نفسه كم تمنى لو كان بإمكانه إبدال قلب مهند المريض
بقلب سليم منذ ولد وهو مالك لهذا القلب الضعيف
كم تمزق قلبه أشلاءاً أشلاء وهو يرى مهند بقلب
يمنعه من الحياة كأي إنسان آخر ويلمح الموت بين كل
لحظة في حياته وأخرى.....
هل التضحية التي قام بها من أجل رفع رأس والدته
هي السبب ربما....
قال:
أأنت بخير يا بني ؟؟؟؟
نظر مهند وأزاح يده عن صدره وقال:
نعم أنا بخير يا والدي..
،،،
جلست مقابل شريك حياتها حيا ة عايشتها
معه بلحظاتها الحلوة والمرة....
ولكن نظرات الشريك الحبيب مليئة بالحزن
وكأنه يستعرض أمام عينيه اللحظات المرة
وتناسى لحظات السعادة العديدة التي عاشها بجانبها
ولكن ما هذا هل يعقل ذلك هل ما تراه حقيقي اقتربت
أكثر لم تصدق اقتربت بعينيها عند عينيه أكثر
أ هذه دموع أيعقل أن تهطل من تلك العينين البارزتين
هذه الدموع نظرت ناحية تلك الشعرات البيضاء
وبدأت تنقل بصرها بين الدموع والشعر الأبيض
هل يمكن للنقيض أن يجتمع
أيكون الشيء باردا كالجليد وملتهب كالجمر في
آن واحد مستحيل هذا من المسلمات في
هذه الدنيا وقفت عند الكرسي الذي
يجلس عليه خللت أصابعها بين الشعرات البيضاء
وحاولت أن تكون هي الأقوى نعم إنها في موقف
لابد أن تكون فيه هي الأقوى
قالت:
ما الذي يبكيك يا أبا حسام؟؟؟
نظر لها ولكنه لم يحاول أخفاء دموعه عنها
وكأنه لحزنه الكبير تناسى أنه في الخمسينات
من العمر فهو الآن بحاجة لأن يعود طفلاً ليجد
صدر حنون يعطف عليه ويلطف به نظر لأم حسام
كما كان ينظر لوالدته وهو طفل ولعل ابتسامتها
العذبة هي التي شجعته ليواصل دور الطفل..
قال:
عزيزتي أجد نفسي مكتئباً حزيناً حينما أنظر
لأبني مهند وأجده بهذا القلب المريض وهو مقبل
على بداية حياته التي يفترض أن تكون مملؤة
بالقوة والنشاط ولكنه ليس كالآخرين
كم هو مؤلم منظره الليلة وهو حزين لعدم
حصوله على من أحب ولكن لما لم تخبريه
الحقيقة ؟؟؟
أعلم يا أم حسام أنه يفترض بي أن أكون الأقوى
ولكن سامحيني.
بدأت الدموع تتقاطر من بين جفني أم حسام
وقالت:
ماذا تريدني أن أخبره هل أخبره بأني حين طلبت
من أختي أبنتها أنهار زوجة له رفضت لعلمها
بمرضه وأن مرضه هو سبب في عدم حصوله على من
يحب وأنها عرضت علي أن تكون أنهار لحسام لأنه
شاب بكامل قوته وصحته...
ولم تمانع لو خطبت له أبرار لأن حظها لن يكون
كأختها في الحصول على شاب مناسب....
لا....لا أحتمل إيذاءه وفيما أؤذيه في قلبه الذي بين
أضلاعه فبالتالي سيكره قلبه ويكره نفسه....
فلأكن بنظره سبب عدم حصوله على سعادته
ولا ينظر يوماً لقلبه كمتهم نعم لا أريده
أن يكره قلبه أتعرف يا أبا حسام معنى
أن يكره الإنسان قلبه...
وبدأ النشيج يعلو في غرفة العجوزين وكل منهما
يتمنى لو بإمكانه تقديم قلبه لمهند ليحيا كالآخرين..
،،،
جلست على الكرسي وهي تنظر
لصورت وجهها الجميل الذي يشد كل من حولها
ليبدي إعجابه بجمالها حتى أنها تظن بأنها معجزة
إلهية لتملك دون سواها هذا الجمال..
فلما لا تمتع هي الأخرى عينيها بجمالها بل
أنها تكاد ترى المرآة تريد أن تنطق وتخبرها كم هي جميلة.
تذكرت صورة حسام حين رآها وقد أحمر وجهه
خجلا ولم يتمالك نفسه فلم يعد قادراً على
رفع بصره عنها.
وكلماته وتساؤلاته العذبة التي زادت من غنجها
ودلالها الكثير..
تارة يقول: أنا محظوظ..
أن الله يحبني حقاً
لأملك جمالاً كجمالك...
وتارة أخرى:
لابد أني في الجنة لا أعتقد بأنه توجد
امرأة بهذا الجمال على سطح الأرض...
وأخرى:
أتسمحين لي أن أمسك يدك لأتأكد بأنك
حقيقة ولست خيالاً ولأتأكد من أني لا
أحلم...
ابتسمت للمرآة كأنها سمعت منها هي
الأخرى إطراء لجمالها كما المدعوون
نظرت ناحية أختها وهي تجلس على كرسيها
الهزاز المعتاد لقد بدلت ملابسها وارتدت
ملابس النوم
قالت:
هل ستنامين يا أبرار لا أعتقد أن جفني
سينطبقان هذه الليلة ففكري مشغول بحسام
وكلماته العذبة وإعجاب الحاضرين بي ألم تلحظي
ذلك..
نظرت أبرار ناحية أنهار بلا مبالاة وقالت:
نعم لاحظت ذلك.
قالت أنهار:
ما بالك أعتقد بأنك غاضبة مني لأني خطفت
الأضواء منك ولكن ليس ذنبي أني جميلة
ولكن أقلاً لم يرني خطيبك ليشعر بأنك
أقل جمالاً مني.
هنا انتفضت أبرار من مكانها وقالت:
ما هذا الكلام يا أنهار ؟؟؟؟
ضحكت أنهار ضحكتها التي ملأت الغرفة
وقالت:
أبداً كنت أمزح لأني أريدك أن تهتمي
بحديثي لك فتعمدت إغاظتك؟؟
ابتسمت أبرار ببراءة وعادت للقراءة
وقفت أنهار واتجهت حيث تجلس أبرار
سحبت الكتاب من بين يدي أبرار وقالت:
أف مللت من رؤيتك برفقة هذه الكتب
حتى في ليلة مميزة كهذه تقرأين أخبريني
ماذا تقرأين نظرت لغلاف الكتاب
لتعرف ما هو عنوانه..
قالت:
كتاب للأدعية ولما؟؟
قالت:
أنهار أبحث عن دعاء لليلة عقد القران
ليطرح الله لنا البركة في هذه الليلة
المميزة هل عرفت ما أقرأ ؟؟
هيا أعيدي ألي الآن الكتاب.
قالت أنهار:
لا لن أعيده إلا إن أخبرتني
ماذا قال لك مهند هيا أخبريني..
علت وجه أبرار مسحة من الخجل
أخذت أنهار تلح على أبرار أن تخبرها
بما قال لها زوجها المقبل ولكنها ظلت
خجلة وضعت يديها على كتفيها وهزتها
قائلة:
هيا أخبريني لا تخجلي سأخبرك أنا بما
قال لي حسام..
قالت أبرار:
حسنا سأخبرك.
ووقفت واتجهت ناحية فراشها
وقالت:
قال لي بأنه علي النوم باكراً وأخذت
الغطاء و أطبقته على وجهها وهي تضحك
أخذت تضحك أنها وتقول:
يا لك من خبيثة هربت مني الليلة
ولكن سأعرف ما قال لك بأي طريقة..
،،
جلس مهند على الفراش يحمل بيده العلبة
التي جمع بها قطع الزهرية كان يفكر بأن يعيد
إصلاحها لشدة سعادته حين علم بالموافقة ظناً منه
بأن أنهار باتت له.
فظن بأنه قادر بوجودها بجانبه على المستحيل حتى
إصلاح زهرية تحطمت لقطع صغيرة.
ولكن لم يتحقق الحلم وأنهار ليست له فحان الوقت
ليلقي بالعلبة وما تحويه من قطع زجاج في سلة المهملات
فهذه الزهرية المكسورة كقلبه المريض لا أمل في إصلاحها..
تراءت له ذكريات إصلاح قلبه المريض وتلك العمليات
المرهقة والشاقة ومع كل تلك
العمليات والآلام إلا أن قلبه المعطوب
لم يكن كغيره من قلوب البشر صحيحاً معافى.
خرج عند باب المنزل وأراد أن يلقي بالعلبة في
سلة المهملات فرأى الخزانة التي بجانب المرآب
فقرر وضعها بداخل تلك الخزانة كغيرها من
المخلفات..
أخذ يسير في حديقة المنزل الصغيرة بحثاً عن
شجرته المفضلة شجرة التين..
جلس على الكرسي المقابل لها رأى
ثمرة تين قد نضجت قطفها وعاد للجلوس على الكرسي
كم يهوى أن يقضم حبة التين بحيث يقسمها لنصفين
فيأكل النصف ويتأمل النصف الآخر الذي يبدو
كقلب..
عندما كان طفلاً كان يتمنى أن يستبدل قلبه المريض
ولو بثمرة تين على أن لا تكون مريضة.
وعادة به الذكرى لأيام كان يقطف ثمر التين الناضج
ليقدمه لأنهار دون سواها فكان كلما حصل على شيء
مميز بادر لتقديمه لأنهار.
أخذ يقول بصوت خافت:
آه يا أنهار..
تذكر كيف دخلت عليه الليلة عروسه أبرار
كان أول ما رأى باقة الورد التي بيدها كانت
زهور حمراء تتوسطها زهور بيضاء كانت غاية
في الجمال وأدخلت لقلبه السعادة واللون الأزرق
الداكن الذي كان يحيط تلك الزهور وهو فستان
عروسه أضاف لتلك الزهور المزيد من الحياة
فأبتسم و بدأت نبضات قلبه تتسارع أكثر..
ولكن شعور الراحة والسعادة تلاشى وكان
كمن يعيش كابوس حين رأى بأن تلك العروس
القادمة له ليست معشوقته الجميلة بل هي فتاة
جمالها أقل بكثير من معشوقته ولكنها لم تكن قبيحة
ذات ملامح هادئة وابتسامة عذبة وعينان تتقدان
بالذكاء والفطنة..
يتبع....
ودمتم سالمين
__________________
bestfriend
14-02-2007, 05:37 PM
مشكورة اختي عاشقه على القصه الروعه والجزء الجميل فعلا روعه
يله الجزء الثالث
تابعي فنحن نريد المزيد
والف جزيل الشكر لكي
عاشقة أهل البيت
14-02-2007, 05:51 PM
3
كان يجلس بجانبها ويتذكرها طفلة لم تتغير
كثيراً عن ما كانت عليه كانت تحني رأسها
لأسفل ولم تستطع حتى رفعه للنظر له بل
كلما ألتقت عيناه بعينيها صدفة ارتبكت
وزادت من انحناء رأسها لم يسمع حتى
صوتها حتى أنه شك بأن تكون بكماء
لا تستطيع الكلام ابتسم لهذه الفكرة
وعاد لفراشة ليحظى بقليل من النوم..
لم تدم فترة الخطوبة طويلاً فما هي إلا أشهر
قليلة ليتم الزواج..
كانت ترى أبرار أنهار وهي برفقة خطيبها
حسام تختار أفخر الأثاث بل وحتى أغراضها
الخاصة كان يشتريها هو لها ولم تصرف
إلى حد الآن من مهرها أي فلس..
بينما هي في المرات القليلة التي خرجت برفقة
مهند تخجل كثيراً من أن تطلب منه الكثير ولكن
لما تشعر بأنه غير متحمساً لهذا الزواج..
رن جرس الباب وكانت أنهار تقف عند الباب
بانتظار حسام لترافقه للخروج.
بينما كانت أبرار تجلس على الكرسي المقابل وهي
تقرأ في أحدى كتبها الدراسية..
نظر مهند بوسع عينيه لهذا الجمال الذي يظهر
إعجاز الخالق في هذه المخلوقة كانت ملامح
وجهها بل والأصباغ التي وضعتها على وجهها
تنطق بحسنها وجمالها أيعقل أن هذه إنسانة حقيقة
من لحم ودم كم تمنى لو كانت ملكه...
بدأ تلك الجميلة تبتسم له وقالت:
أهلا مهند ظننت بأن حسام هو القادم
تفضل أبرار بالداخل..
وقفت أبرار واتجهت ناحية الباب حين سمعت
أنهار تناديها كانت لا زالت تحمل الكتاب
بيدها رأت كيف أن أنهار كانت تقف أمام
مهند دون أن تراعي ارتداءها للحجاب
شعرت بحرارة تسري في بدنها وقع الكتاب من بين
يديها..
أشارت أنهار بيديها ناحية المنزل وقالت:
تفضل يا مهند بالدخول هيا..
دخل مهند داخل المنزل وعينيه عالقتين بوجه
أنهار تمنت أبرار أن تصفع أنهار على وجهها
وتصفع مهند الآخر والذي لم يكن حتى يشعر
بوجودها قربه...
سقط الكتاب من بين يديها
شعرت بدموع تكاد تتغلب عليها وتتساقط
اتجهت ناحية المطبخ لكي تحاربها بمفردها
إنها تعلم بأن أنهار متهاونة في حجابها
وأنها لا تبالي بالالتزام به خصوصاً مع أقاربها
ولكنها لم تكن تعلم بأن مهند لا يبالي
بأن يغض بصره تحطمت تلك الصورة التي
باتت ليلها ترسمها له..
تخيلته شاباً ملتزماً يقدر الجوهر قبل المظهر
غلب الإيمان على جوانب قلبه..
ولكنها صدمت به الآن وكيف مع أختها..
دخلت أنهار المطبخ وهي تقول:
ما بك يا أبرار تركت خطيبك بمفرده
نظرت أبرار بحنق ناحية أنهار وقالت:
لقد تمت خطبتك يا أنهار ولا زلت
تهملين في حجابك.
ردت أنهار بضحكتها الساحرة
وقالت:
ما بالك يا أبرار وما الذي تغير
قالت أبرار:
ألا تفكرين بأن تحفظي جمالك
لزوجك فقط فهو الوحيد الذي يجب أن
يحظى بجمالك هذا ؟؟؟
ألا تفكرين بمشاعره؟؟؟.
قالت أنهار:
إن حسام رجل متحرر ومتفهم وليس
رجعياً مثلك يا أبرار ولا أظنه يجد في
نفسه من أمر حجابي شيئاً ولم ألحظ
أي ضيق باداً عليه أثناء خروجنا فهو
يثق بي وأنا أيضاً أثق بنفسي وبه.
ولكن على ما يبدو يا أبرار أنك لا
تثقين بنفسك ولا بخطيبك.
ازدادت نظرات أبرار حدة و قالت:
هناك فرق يا عزيزتي بين الثقة التي
تتحدثين عنها وبين الالتزام بأوامر
الله عز وجل أم أنك واثقة بأن العذاب
لن يطالك يا أنهار..
أخيتي أن الجمال الذي حباك الله به هو
نعمة وأنت واقعة تحت امتحان المحافظة
عليه وشكر الله على هذه النعمة بإطاعة
أوامره واجتناب نواهيه..
قالت أنهار:
أرجوك ارحميني من محاضرتك هذه
لقد أفسدت صفو نفسي أذهبي وأعرضي
آراءك هذه على خطيبك كم هو مسكين مهند.
وسارت كأنها تفر من صدى كلمات
أبرار...
********
اتجهت أبرار حيث يجلس مهند وكان شارد
الذهن يسترجع صورة أنهار الجميلة أمام عينيه
مرة تلو الأخرى ولكن قطع عليه هذا الشريط
كلمة أهلاً...
نظر باحثاً عن مصدر هذه الكلمة كانت
أبرار تقف أمامه إنها مصدر هذه الكلمة كان صوتاً
دافئاً..
وعندما تلاقت عيناه بعينيها أحنت رأسها للأرض
وجلست على الكرسي المقابل له قال لها:
مرحباً
وكأنه أحب أن يسمع المزيد من صوتها الدفيء
والذي لتوه يستمع له جيداً بعيداً عن زحمة السوق
فهذه المرة الثانية التي يجلس منفرداً معها بعد ليلة
عقد القران التي ظن فيها بأنها بكماء فقال:
هل أنت مشغولة فعذراً قد أتيت بدون موعد
ولكني شعرت بالملل ففكرت بالحضور و
الجلوس معك لنتحدث قليلاً بعيداً عن زحمة الأسواق.
قالت: لا أبداً لا بأس لست مشغولة
أطربه صوتها كثيراً مد يديه بالكتاب
وقال:
لقد وقع منك هذا الكتاب عند الباب
هل كنت تدرسين؟؟
مدت يدها لتأخذه من بين يديه تعمد
أن يضم يديها بين يديه أحنت أبرار رأسها
أكثر إلى الأرض وسحبت يدها من بين يديه
كالمصعوقة بتيار كهربائي أثار فيه منظرها
المرتبك وحياءها نشوة عارمة جعله يراها
أكثر جمالاً وحسناً من قبل..
قطع عليه هذه النشوة صوت الجرس أقبلت
أسماء الأخت الصغيرة لأبرار وفتحت الباب
ومن ثم عادت تقول:
لقد حضر حسام.
وقفت أبرار من مكانها على عجل وأسرعت
تصعد الدرج أثار هذا الموقف حيرة مهند
أقبلت أنهار وأدخلت حسام وكانت تضحك
وتحادثه دخل حسام وابتسم حين رأى مهند
وقال:
أنت هنا؟؟
ووالداك حائرين يتساءلان أين أنت؟؟
عادت أبرار ولكن بهيئة مختلفة كانت ترتدي
عباءتها وكأنها خارجة قال حسام:
كيف الحال يا أبرار؟
أجابته بصوت منخفض:
الحمد لله.
وجه حسام كلامه لمهند وقال:
هل أنتما خارجان
قال مهند:
لا ولكن على ما يبدو أن أبرار تريد منا الخروج.
ضحكت أنهار ضحكتها المعتادة التي جعلت من
حولها يذوب لسماعها و قالت:
إن أبرار فتاة رجعية أو كما يحلو لها تسمية
نفسها هي فتاة ملتزمة دينياً فهي ترتدي الحجاب
عنك يا حسام..
هيا لنتجه لغرفة الجلوس..
أخذت كلمة أنهار رجعية تتكرر في مسمع
مهند وشعر باستياء عارم لسخرية أنهار وحسام
منه ومن أبرار نظر نظرة عتاب ناحية أبرار وقال:
لما تصرفت هذا التصرف يا أبرار أتحبين
أن تكوني في موضع سخرية؟؟
أشتد صوت أبرار وهي تقول:
ما هذا الذي تقوله يا مهند أنه شرع الله
أتسميه وضع سخرية؟؟
قال:
ولكن حسام أخي وها قد رأيت بأن أنهار
تتصرف بحرية معي فلما لا تفعلين أنت مثلها
مع أخي..
أخذ اليأس والأسى يطرق أبواب قلب
أبرار وقالت بيأس:
إني أحافظ على نفسي لأجلك يا مهند
فأنت الوحيد الذي..
وصمتت
فقال مهند:
ولكني آذن لك يا أبرار أن تتصرفي
بحرية فلا أرى بأن هذا الحجاب الذي ترتدين
سوى رجعية وتخلف فدعيه عنك..
قالت أبرار:
ولكن ربي لم يأذن لي أن أتجاوز حدود
حجابي هذا مع غير زوجي ومحارمي من
رجال العالم.
وقف مهند وكأنه يظهر لأبرار ضيقه من
رأيها هذا وقال:
حسناً علي العودة للمنزل لأتيح لك
الفرصة للدراسة..
وقفت أبرار وقالت:
في أمان الله.
ومد يده لمصافحتها فصافحته
وجلست على كرسيه وشيعته بنظراتها
له وهو قاصداً الخروج.
رفعت قدميها على الكرسي وضمتهما
لصدرها ووضعت وجهها بين ركبتيها
وأخذت تفكر..
أفعلاً هي متخلفة ورجعية أيعقل أن
يكون الجميع على خطأ وهي على حق..
ربما لأنها ولدت في منزل حمل أصحابه
شعار التقدم والانفتاح ولو على حساب
الدين.
فكانت هي كمن يسير عكس التيار..
كانت تظن بأن بيئة زوجها القادم مهند
ستكون موافقة لها لأنها كانت ترى
عمتها أكثر محافظة على حجابها من والدتها
ولكن ها قد ذهبت أحلامها أدراج الرياح..
********
لما يهجره النوم هذه الليلة؟؟
إن صورة أنهار تغزو خياله وتفكيره
ومقارنته بينها وبين أبرار تخيفه وترعبه..
هل سيستطيع العيش معها وهو يشعر بأنها
فتاة ليس لها حظاً وفير من الجمال ؟؟
ولكي يزداد الطين بلاً رجعية متخلفة وكأنها والدته
في أفكارها لا خطيبة له كيف سيعيش معها
بقية حياته بل كيف سيحتمل أن يرى أنهار الجميلة
المتفتحة لأخيه دونه..
تذكر موعد دوائه أخذه واتجه نحو المطبخ
ليحضر كوب ماء..
سمع صوت نشيج وهمس داخل المكتب
أقترب عند الباب ليرى من بالداخل
فتح الباب فتحة صغيرة وجد والده منكب على
مصلاه يدعو الله تأمل كلمات والده ليرى
ما الذي يطلبه والده من الخالق عز وجل..
عاد للخلف اتجه للمطبخ تناول دواءه
وأخذت دموعه تنهمر شرب كأس الماء
وألقى بدوائه في المطبخ تحطم زجاجه
وملأ أركان المطبخ..
أخذ يصرخ ويبكي قائلاً:
لما أنا لما لم يهبني الله أي شيء
حرمني من قلب سليم كالآخرين وحتى
من أحب انتقلت لغيري ولا وظيفة
مميزة ولا قدرة على القيام بأي شيء مجرد
إنسان لا قيمة له لما وجدت في هذه الدنيا..
أقبل والده رآه منحناً على الأرض
يضربها ويعترض لوجوده في الحياة
أمسك بكتفيه وقال له:
أهدأ يا بني واستغفر الله من ما تقول.
وقف وقال:
كنت قبل لحظات قليلة تطلب من الله أن يكفيك
من البلاء الذي ابتلاك الله به في ابنك الذي
هو أنا أ لست مصيبة حلت عليك وعلى والدتي
أمسك والده بيده وقال:
إن يدك تنزف سأضمدها لك..
صرخ مهند:
لا دعني أموت لأرتاح وأريحكم مني..
ووقع أرضاً ازداد فزع الرجل العجوز
حين رأى ابنه واقعاً أرضاً..
وكأنه عاد بقوته لأيام الشباب وأحتمل ولده
وهرع به إلى السيارة قاصداً المستشفى..
أتعلمون كيف يشعر أب وهو يرى أبنه
يموت أمام عينيه..
أتعلمون معنى دموع رجل ناهز الخمسين
من العمر
يتبع >>
عاشقة أهل البيت
14-02-2007, 06:04 PM
بيست فريند
دلوعه
مشكورين على الردود والتشجيع
أستمروا لأستمر
لكن مابزيد عن 3 في اليوم<<<< مابتفيد ماحولاتك بيست ودلوعه
مايصلح تالي تلبسو نظارات
عاشقة أهل البيت
15-02-2007, 02:11 PM
4
كانت أنفاس أبرار متلاحقة ومتسارعة
حين سمعت من والدتها بأن مهند يرقد
في المستشفى أسرعت تجري خلفها
في ممرات المستشفى بحثاً عن عريسها
المقبل...
أخيراً وصلت للغرفة لم تلمح وجه أي من
الموجودين في الغرفة لم تكن عيناها تبصر
سوى مهند.
كان مستلقياً على ظهره فوق الفراش الأبيض
وقد ألصقت على صدره عدة أسلاك موصولة
بأجهزة عدة كان وجهه شاحبا أصفر...
لم تتمالك أبرار دموعها التي جعلت تنهمر
بغزارة لحاله كانت الأفكار والتساؤلات تدور
بذهنها لما هو بهذه الحال ما السبب؟؟
فلم تكن تعلم أبرار بمرض مهند..
مرت الأيام طويلة على أبرار التي كانت
تزور مهنداً يومياً ولا ترى منه أي بادرة
أو رغبة منه في الحياة..
هل قدرها أن تكون أرملة قبل أن تتزوج
هل هذا من ما تخفيه لها الأيام القادمة.
تذكرت كلمات والدتها وهي تخبرها بأن مهند مريض
منذ طفولته وأنه لطالما تعرض لهذه النوبات وعاد من
جديد للحياة وكأن شيء لم يكن.
قطع عليها هذه الأفكار وجه أنهار الذي لاح أمام عينيها
نظرت أنهار لها باندهاش وقالت:
لما تقفين يا أبرار عند الباب؟؟
قالت أبرار:
أنتظر عمتي وزجها لأرافقهم لزيارة مهند.
قالت أنهار:
أما زال على حاله يفتح عينيه وينظر لمن حوله
ويعود لسباته.
قالت أبرار:
أجل لا زال على حاله وأني أدعو الله له بالشفاء.
قالت أنهار:
فليكن الله في عونك.
قالت أبرار:
هل أنت خارجة يا أنهار؟؟
قالت أنهار:
نعم سأخرج برفقة حسام فنحن ذاهبان لشراء ثوب
الزفاف وآمل أن تتحسن حال مهند ليتم الزفاف في
ميعاده.
قالت أبرار:
إن شاء الله.
وخرجت أنهار مخلفة خلفها رائحة عطرها النفاذ
تشمه أبرار...
وأخيراً ظهرت سيارة والد حسام فأسرعت أبرار للسيارة
وألقت التحية على عمتها وزوجها واستوت جالسة..
كان الصمت مطبقاً على الجميع وكأنهم يسيرون في جنازة
أخذت أبرار تتردد في ذهنها فكرة شراء ثوب الزفاف و
لكن فيما يبدو فأن عليها شراء الثوب الأسود لجانب الثوب
الأبيض فهي لا تعلم من هو الأقرب فيهما لها...
هيا سننصرف كانت هذه كلمات عمتها وزجها اللذان سأما
مكوثهم لجانب مهند الذي لم يكن منه إلا أن فتح عينيه وتأملهم
وعاد من جديد لغفوته..
نظرت ناحيته أبرار وقالت:
سأبقى لجانبه لبعض الوقت.
قالت عمتها: ولكني أخشى أن تصابي بالملل ببقائك بمفردك
قالت أبرار: أأشعر بالملل بجانب شريك حياتي القادمة..
ابتسمت عمت أبرار وبان الفرح والسرور على محياها
وقالت: بارك الله فيك يا أبرار..
وانصرفت برفقة زوجها وقد أطمأنت نفسها بكون أبرار غير
نادمة لارتباطها بمهند المريض..
جلست على الكرسي المجاور لفراش مهند تأملت صدره العاري
الذي قد رفعت من عليه الأسلاك فلقد تحسنت صحته قليلاً.
تلمست بيدها مكان قلب مهند اقتربت بأذنها لتستمع لنبضه
أخذت دموعها تنهمر لهذا القلب المريض عله يستجيب
لرجائها وحزنها ويرحم حالها وحال حبيبها ويشفى..
أخذت دموعها تنهمر بغزارة بللت خديها وصدر مهند
شعر مهند بحرارة تلك الدموع المنهمرة على صدره أفاق
من غفوته وخلل شعر الرأس القابع على صدره بأصابعه
شعر بصدق وحرارة المشاعر التي تكنها له أبرار رفعت
أبرار رأسها من على صدر مهند وقد أصطبغ وجهها بحمرة
الخجل..
استوى مهند جالساً قالت أبرار: آسفة يا مهند فقد أزعجتك في
أثناء نومك وأرادت أن تحني برأسها للأسفل ولكن مانعها مهند
ذلك وأمسك بوجهها وتأمل عينيها الحمراوان ودموعها التي
تبلل وجهها البريء....
قال: هذا أحلى إزعاج ، أأستحق هذه اللآليء المنثورة على
خديك يا أبرار هل أنا غالٍ لهذه الدرجة..
ابتسمت أبرار وقالت: أنت تستحق أغلى شيء في هذه
الدنيا يا مهند تستحق حتى قلبي فلن أبخل به عليك..
وقف مهند وهو يرفع يديه للأعلى ويقول: كم أنا محظوظ بك
يا أبرار كم أتمنى أن أخرج بأسرع وقت من المستشفى..
وأخذ يضحك ويتأمل وجه أبرار ويقول: ومن ثم يتم زواجنا.
كانت الحيرة ومشاعر متمازجة تختلط داخل نفس هذه
العجوز فقد باتت ليلتها والنوم جافاً لها فكيف لا يهجرها
النوم وهي تنتظر ليلة كهذه ليلة لزواج أبنيها الوحيدان مهند
وحسام كانت محتارة بماذا تبدأ ؟؟؟
وأي عمل هو الأول أنه يوم لن يتكرر في حياتها من جديد
فهي لا تملك إلا هذان الولدان...
كم تمنت لو كان لديها العديد من الأولاد ولكن مرض مهند
جعلها تقرر هي وزوجها عدم الإنجاب حين تبين أن مرضه
وراثي مصاب به أهل زوجها فبعد كل تلك المعاناة مع
مهند لم يريدا أن يعيدا تكرار تلك التجربة المريرة مع ابن آخر
لهما..
ثم قالت العجوز في نفسها:
الحمد لله على كل حال وبإذن الله سأحظى بأحفاد كثر..
جلست أبرار على الكرسي وسلمت نفسها لخبيرة التجميل
التي كانت كفنانة تحاول رسم لوحة لها..
تأملت أبرار وجه خبيرة التجميل والتي كانت فيما يبدو
مرتاحة وهي تقوم بعملها كانت مشغولة تماما وكأنها تتعامل
مع لوحة ونسيت أن التي تجلس بين يديها هي إنسان...
أغمضت أبرار عينيها كما أمرتها خبيرة التجميل وأخذت
تستجمع جميع حبائل المشاعر التي اختزنتها.
مشاعر حب وشوق ووله مشاعر لطالما دفنتها في
خبايا نفسها وأبت أن تظهرها أو تبوح إلا لمن سيربطه
بها رباط مقدس رباط ديني تفخر بإظهاره للناس
لا تخجل من إظهاره..
تراءت لها صور قديمة لزميلاتها اللاتي لطالما كن يحكين
مغامرتهن مع أبطال من الواقع أو أبطال من التلفاز..
كن يحاولن أن يعرفن من هو فارسها الذي تحلم به ولكنها
لطالما كانت تؤكد لهن أنها لا تكن لأحد أي مشاعر طالما
لم ترتبط به برباط مقدس لا تخجل من أن يعرفه الناس
وليس سراً تخفيه...
كن أحياناً يضحكن من أفكارها هذه وأحيانا يقلن لها:
يبدو أنك لا تملكين أي مشاعر ولهذا تختفين خلف هذا
الستار...
ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت في نفسها:
حان لك يا مشاعري العميقة أن تظهري وتنمي كشجرة
يافعة تنمو وتنشر فروعها في أعماق نفسي وجميع
شراييني وتغرس جذورها في أعماق قلبي وتتغذى بدمي
لأني وجدت أخيراً حبيبي مهند..
جلس على الأريكة الموجودة في الغرفة ينتظر دخول عروسه
عليه تلك العروس التي ظلمها في أيام مرضه فلطالما كان يفتح عينيه ويبحث عن أنهار بين الموجودين وكأنه تناسى وجود
عروس ربطه بها رباط الزواج لطالما كانت أنهار تذهله بجمالها وتشده حتى عن التفكير مجرد تفكير بأبرار التي رأى منها مشاعر
جياشه في الأيام الأخيرة...
قرر في نفسه أن يتناسى انهار والجمال أن يترك
المظهر والخداع ويبحث عن الجوهر في مشاعر أبرار
المحبة له خشي أن يشعر بالصدمة التي شعر بها حين
التقى بأبرار في عقد قرانه...
قرر أن يتأمل وجه القادمة لا باقة الورد التي تحملها أخذ
يرسم صورة أبرار في خياله ويطرد صورة أنهار اخذ يقنع
نفسه وهو يقول بصوت خافت: أبرار زوجتي أنهار زوجة أخي.
قطعت أفكاره هذه بأصوات التهليل والصلاة على محمد وآله تسبقها
رائحة البخور...
دخلت والدته والتي كأنها عادت بها السنين للخلف تبدو أكثر شباباً
والتي يبدو أنها لم تترك أي قطعة حلي في دولابها إلا وارتدتها
أخذت تهلل وتضم مهند لها شعر مهند بالسعادة لرؤية والدته
والسعادة التي تغمرها وعاد وجلس على الأريكة فهو لا يعلم لما
يشعر بأنه غير قادر على الوقوف وبدأ يتصبب العرق منه
كانت خالاته وعماته ونساء أخريات لا يعرفهن ينهلن عليه
بالتهاني والتبريكات وهو حائر لا يعلم بما ينطق لسانه كانت عينيه
تبحثان بين هؤلاء النسوة ألا يفترض أن تكون عروسه بينهن
أين هي؟؟؟
وكأن والدته شعرت به يبحث عنها فقالت:
هيا بعد مباركتكن أفسح الطريق لدخول العروس.
أخذ يحدق وسع عينيه عند الباب دخلت كانت في غاية الجمال
وكأنها أبرار ثانية كان الشال الأبيض الذي تضعه على رأسها
وقد انتشر حولها يشعر الناظر إليها بأنها ملاك قادم من السماء
خصلاتها المجعدة التي كانت تقع على كتفيها جعلتها تبدو
أكثر أنوثة وعقد اللؤلؤ الذي يحيط بعنقها وفي وسطه ماسة
تبهر نظر من يتأملها.
أذناها تحملان هما الأخريان ماستان وأحاطت بهما شعرات مجعدة.
ألوان متناسقة رسمت على وجه أبرار جعلته يراها جميلة الجميلات وهاهي كالعادة يصطبغ وجهها بحمرة الخجل.
أمسكت بيدها والدته وأجلستها لجانبه وأخذت رداء أخضر
مطرز بخيوط ذهبية وأخذت كل واحدة من الحاضرات بطرفه
وأخذن ينشدن أبيات شعرية..
يتبع...
عاشقة أهل البيت
15-02-2007, 02:11 PM
(5)
وسادته الجديدة في غاية النعومة أنها ليلته
الأولى بجانب أبرار يتأمل وجهها عيناها
مغمضتان هل هي نائمة ربما؟؟
ولكن ربما تصطنع النوم من أجل
أن تهرب من نظراته إليها.....
رنت ساعة المنبه في هاتفه المحمول لتذكره
بموعد دواءه وحتى في ليلة كهذه يجب أن
يتذكر أن له قلباً مريضاً......
لقد نسي إحضار الدواء من غرفته القديمة
خرج من الغرفة ليحضر علبة الدواء
سمع أصوات موسيقى صاخبة وضحكات
مرتفعة كانت تصدر من غرفة أخيه العريس
حسام يبدو أنه وعروسه لازالا مستيقظين
نظر للساعة أنها الرابعة فجراً وما زالا
مستيقظين....
تذكر كلمات أخيه وهو يقول إليه ممازحاً
: بماذا وعدتك عروسك؟؟
ونظر إليه وقال:
ماذا تقصد.
ضحك حسام وقال:
أنا بصراحة وعدتني عروسي بليلة صاخبة..
أخذ يفكر ويقول في نفسه:
ماذا أتوقع من عروسي أبرار فهي رجعية ليست
كأنهار الفتاة المنفتحة على الدنيا إنها متحضرة
وحتى ليلة زواجها تظهر فيها حضارتها وليست
كأبرار يال حظي التعس أيامي قليلة في هذه
الدنيا وأحظى بعروس تدفنني معها حياً..
تناول دواءه وعاد للغرفة وهو يمقت حظه الذي
ألقاه مع فتاة رجعية تأبى التحضر...
دخل الغرفة ألقى بجسده على الفراش ولكن
أفتقد شيئاً أين هي أبرار لقد كانت قبل لحظات ترقد
هنا أين ذهبت أيعقل انه كان يحلم......
لا لم يكن يحلم فهذه الغرفة الجديدة سمع صوت
باب الحمام يفتح ظهرت من خلفه أبرار ابتسمت
له وقالت: صباح الخيرات.
أجابها: صباح الخير.
توجهت أبرار نحو الأدراج وأخرجت منها شيئاً
وبعد لحظات وجدها تقف بحجابها للصلاة..
أي صلاة هذه التي تصليها في هذه الوقت هذه الفتاة
تذكر أنها صلاة الفجر لطالما كان ينام عنها ولا يؤديها
حتى أنه نسي بأن هناك صلاة فجر....
خجل من أبرار فقام لأداء الصلاة....
وضع رأسه لجوار رأس أبرار على الوسادة كانت
قطرات من شعرها المبلل تتساقط على وجهها ابتسم
وقال: هل تشعرين برغبة في النوم.
قالت أبرار: لا.
قال: ما رأيك أن نتسلى معاً وقفز من على السرير
وأحضر كاسيت موسيقى وأدار مفتاح آلة التسجيل
وقال: ما رأيك أن نقوم بالرقص كما نشاهد على شاشة
التلفاز...
قالت: مهند ألا تعلم أن الغناء الفاحش حرام..
توقف في مكانه نظر ناحيتها نظرات عميقة حزينة
أخذ يقول: أبرار يال حظي التعس حاولت أن أبعد
عن نفسي أفكار بأنك رجعية ومتخلفة ولكنك أثبت هذا لي
وهل يوجد من لا يستمع الغناء أنهم كثر وستجدين الغناء في
كل مكان في التلفاز في السوق في السيارات في كل مكان
فأين نذهب أين نعيش أن كنت تخشين هذا الحرام...
وكيف سأستمتع بحياتي وأيامي القليلة في هذه الدنيا برفقة
فتاة مثلك رجعية متخلفة عن ركب الحضارة والتطور الناس
وصلت للقمر وأنت الغناء حرام أمرك غريب...
قالت أبرار: ولكن يا عزيزي مهند ليست الكثرة التي
تدل على الحق وأن كنت تتحدث عن الحضارة ألا
يمكننا أن نأخذ من الحضارة ما يفيدنا ويناسب ديننا
ونترك ما هو ضد الدين وتعاليمه..
قال مهند: لا أريد استماع المزيد يكفي هذه بداية حياتي
فما بالي بالتالي..
أعطى كل منهما ظهره للآخر وألقى بجسده على الفراش
أخذت تتقاطر دموع أبرار وتختلط بقطرات الماء التي
على وجهها شعرت وكأن تلك الشجرة التي غرستها بقلبها
لحب مهند بدأت تذبل وتموت شيئاً فشيئاً...
دخلت الغرفة وأغلقت الباب بقوة كانت الدموع تريد أن تتساقط
من عينيها ولكنها حبستها لكي لا تفسد جمالها تمنت لو أنها
تستطيع أخذ شهادة أبرار وتمزقها....
ألقت أنهار بنفسها على الكرسي المواجه للمرآة تتأمل جمالها
الذي تكاد تنطق به المرآة...
كيف؟؟ أبرار التي لا تملك شيئاً من الجمال تحصل على شهادة
وهي ترسب رسبت كما السنتين السابقتين...
ولكنها تشعر بالقهر الآن أكثر فها قد سبقتها أبرار في الدراسة
والفرح الذي تبديه عمتها العجوز يخنقها ويجرحها أكثر تلك
السعادة كم تتمنى أن تحيلها لحزن أخذت المشط وأخذت تسرح
شعرها قالت لنفسها بصوت مرتفع: وما فائدة الشهادة فهي حتى
لا تجذب زوجها لها يبدو النفور واضح بينهما.....
هنا لمعت بعينيها فكرة لتطفأ بها لهيب الغيرة الذي يجتاحها
فلكم ضايقتها معاملة عمتها لأبرار فهي تحبها وتعاملها بحنو
ورفق وتفتخر بها أمام عجائز المدينة اللاتي يزرنها...
ضحكت وخرجت من الغرفة بحثت عن أبرار والعمة وجدتهما
بالمطبخ قالت: ماذا تفعلين يا أبرار أتعدين لحفلة الليلة هل ستدعين
رفيقاتك وأخذت تضحك....
قالت أبرار: ولما أدعو رفيقاتي عائلتي أولى بهذه الحفلة و
بمشاركتي فرحي..
قالت أنهار: هل عائلتك أولى أم لأنك لا تملكين صديقات..
وخرجت من المطبخ بعد أن أفرغت قليلاً من ما في قلبها..
شعرت أبرار بحزن عميق لكلمات أنهار فبنات جيلها يختلفن
كثيراً عنها فلم تستطع التأقلم معهن وهن لم يستطعن التأقلم
معها ولهذا كانت تؤثر الوحدة على مخالطتهن وحدوث المشادات
بينها وبينهن حين تنصحهن بان هذا حرام وتلك ذنوب فيسخرن
منها ويتحين الفرص لإذلالها..
في المساء اجتمعت العائلة على العشاء الفخم الذي أعدته
أبرار وعمتها بهذا المناسبة وكالعادة كانت أنهار بزينتها
الصارخة ولا تبالي بوجود مهند وزوجها حسام يجلس بجانبها
بزهو إنه هو من يملك هذا الجمال..
قال والد حسام: ما هو المجال الذي ستختارينه للدراسة؟؟
قالت أبرار وهي تكاد تطير من الفرح بهذا السؤال:
أفكر أن ادرس الحاسب الآلي فهو أساسي في عصرنا الحالي
ومن يجهل استخدامه كالأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب..
قال والد حسام: وفقك الله يا ابنتي.
قالت أنهار: الحاسب الآلي والعلوم المتطورة ولمن؟؟
لك يا أبرار عجيب أمرك فهل لا طورت من نفسك قليلاً
وتركت رجعيتك لتتناسب مع تخصصك.
قالت أبرار بحنق فقد آذتها سخرية أنهار منها وأمام
الجميع فقالت: الدين ليس ضد العلم بالعكس بل هو معه
ويحث عليه ولكن علينا أن نعرف ماذا نأخذ من التطور
وماذا نترك فلست مثلك أخذت بالمظاهر الخداعة وتركت
العلم لأظل سنين ثلاث بدون شهادة..
وقفت أنهار وهي غاضبة وقالت: لا حاجة لي بعشائك
أيتها المغرورة المتكبرة القبيحة..
وأخذت تجري ناحية غرفتها وتبعها حسام...
نظر مهند ناحية أبرار نظرات تأنيب وعتاب وقام
هو الآخر من على الطاولة واتجه ناحية الغرفة
قالت العمة: لا عليك يا أبرار هي من بدأت بالتهجم
عليك فلا ضير في كونك رددت عليها هيا لنحتفل
أنا وأنت وعمك...
لم تستطع أبرا أن تأكل شيئاً من ما أعدت فقد فقدت
شهيتها للأكل بعد الذي حصل جلست قليلاً مع عمتها
وعمها وكانا يتحدثان لكنها لم تسمع شيئاً من حديثهم
واستأذنت وأقبلت للغرفة وكان مهند كعادته أمام التلفاز
وهو سارح التفكير..
لما رآها قال: ما كان عليك أن تؤذي مشاعر أنهار هكذا
مسكينة أنهار...
قلت أبرار: ولكنك تعلم هي من ابتدأ.
قال: لا تنسي أنها أكبر منك يا من تدعين التدين أليس واجب
عليك أن تحترميها..
صمتت أبرار كان ضميرها يؤنبها لقسوتها على أختها ولكن
كيف لها أن تعتذر منها...
قررت أن تعتذر منها في اليوم التالي أخذت كتابها الذي
وأخذت تقرأ فيه فلم يعد بينها وبين مهند
سوى الكلمات العابرة فقد جفت الكلمات والمشاعر فيما
بينهما منذ اليوم الأول..
لكم تمنى لو أنه صفع أبرار لقد آذت أنهار الجميلة
معشوقته التي يعيش بنظراته لها كم تمنى لو كان
هو من جرى خلفها ليضمها لصدره ويكفكف دموعها
أيعقل لهذا الجمال أن تشوبه دموع حزينة....
نظر ناحية أبرار وهي تقرأ أطفأ جهاز التلفاز وخرج
من الغرفة لم يكن يعلم ماذا يفعل فهو يشعر بالملل
سمع صوت همس في المطبخ أقترب وجد أخيه وزوجته
يأكلان ظهر صوت بطنه تذكر أنه جائع فهو الآخر
لم يتناول طعام العشاء....
قال حسام: الله يعينك يا أخي على هذه الزوجة الغريبة
العجيبة بصراحة أشفق عليك...
قالت أنهار: لقد كنت آسف لحالك كثيراً منذ بداية الخطبة..
كانت أريدك أنت يا جميلتي لقد طلبت من والدتي أن تخطبك
أنت لي لو تعلمين مدى حبي لك لأشفقت لعذابي أكثر...
كانت هذه الكلمات على طرف لسان مهند ولكنه منعها من الظهور.
يتبع......
__________________
عاشقة أهل البيت
15-02-2007, 02:12 PM
(6)
خرج مهند للحديقة تاركاً خلفه حسام وأنهار كم
يشعر بالأكتئاب والوحدة فهو لا يشعر أبداً أن
أبرار قد أزاحت عنه هذه الوحدة.....
يشعر بأنها غريبة فليس هناك أي توافق في الأفكار
أو الاهتمام يشعر بأن رابط الزواج الذي ربطه بها
لا يعدو كونه حبر كتب على ورق.....
قطف ثمرة التين كانت يابسة قد فقدت الحياة وكأنها
زواجه الذي فقد هو الآخر معنى الحياة...
تشعر بنيران تتقد في قلبها وهي ترى أبرار تستعد للخروج
فهو يومها الأول بالجامعة أخذت تتأمل لبسها وحجابها لم
يتغير فيه شيء.....
قالت: هل ستذهبين بهذا اللبس يا أبرار
كان وجه أبرار تعلوه البهجة والسعادة وكأنما أرادت
أن تبدأ يومها الجديد بعيداً عن المشاحنات والمشادات
مع أختها فقالت:
نعم أعذريني يا أنهار فأنا على عجلة من أمري.
بقيت أنهار تقف مكانها وآلام وحسرات تجرعها وهي
ترى أبرار تركب في الحافلة لتبدأ حياتها الجديدة في
الجامعة..
رجعت أدراجها تريد العودة لغرفتها رأت عمتها ترتب
وتنظف تقدمت وقامت بمساعدتها..
انتهى العمل بعد ساعتين أعدت العمة طعام الإفطار
وكلها سعادة قالت في نفسها:
يبدو أن أنهار تغيرت وبدأت تشعر بالمسؤولية تجاه
منزلها الحمد لله..
أخذت ترشف أنهار فنجان الشاي وتنظر لعمتها التي
تكاد تطير من السعادة بها وهي تستشيرها بترتيب
المنزل والأثاث الجديد الذي ستشتريه وأنها تريد منها
مرافقتها إلى السوق لاختياره....
نظرت أنهار بدهاء لعمتها وقالت:
وهل سأتكفل أنا بكل هذا العمل الشاق وأبرار ستظل
تلهو في جامعتها لما لا تطلبين منها ترك الدراسة فمنزلها
هو الأولى بمجهودها هذا أليس كذلك؟؟
تركت العمة كوب الشاي على الطاولة ونظرة لأنهار نظرات
عميقة وقالت وهي تتصنع الابتسام:
ظننت للحظات أنك تغيرت وإذا بك تقومين بمساعدتي لتمكري بأختك لا أعلم يا أنهار لما هذه الغيرة العمياء
التي تسود قلبك أنها أختك الصغرى يا أنهار ألا تحبين
لها الخير....
وقفت أنهار وقد أحمر وجهها من الغضب وقالت:
أغار؟؟ أغارمن من؟؟ أيتها العجوز الخرفة لابد
أنك كبرت فعلاً في السن ما الذي تملكه أبرار ولا أملكه
أنا الأجمل ولدي العديد من الصديقات كما أن زوجي هو الأفضل ليس زوج بقلب مريض....
وقفت العمة وأخذت تصرخ:
حرام عليك ألا يكفيك ما قلت به حين طلبتك للزواج به
والآن تعيبين أختك لاختيارها له أنهار أرجعي إلى رشدك
ودعي عنك هذا الحقد الأعمى والغرور الذي يقتل
صاحبه...
أدارت أنهار ظهرها للعمة وأسرعت ناحية غرفتها
أخذت دموعها تهطل ألقت بنفسها على فراشها أخذت
الوسادة وأخذت تشدها....
تقول لها عمتها أنها تغار من أبرار هل فعلاً هي تغار
أنها بمفردها لا أحد يستمع لها تسأل نفسها هذا السؤال
هل هي فعلاً تغار من أبرار؟؟؟
لا أبداً هي لا تغار منها أنها تحتقرها فهي أنما أخذت
فضلتها مهند هو الزوج الذي حصلت عليه ولكن لا
لن تتركها وشأنها فما الذي يجعل العمة تستأثرها
وتحبها كل ذلك الحب لا بد أن تراها تعيسة حزينة
لتسلي فؤادها...
أخذت تشد الوسادة أكثر لتفرغ فيها جام غضبها
ومزقتها.....
كانت والدة أنهار وأبرار تجلس برفقتهما كانت
تشعر بأن ابنتيها ليستا على ما يرام فكل منهما يعلو
وجهها الحزن لم تعرف كيف تبدأ وكيف تعرف
ما يجول في خاطر أي منهما كانت أنهار هي ابنتها
المقربة لها ومدللتها....
قالت والدتهما وهي تحاول أن تطفي على الجو بعض
المرح:
من منكما ستجعلني جدة وتأتي لي بحفيدي الأول..
قالت أنهار وهي ترفع شعرها الحريري عن عينيها:
بالتأكيد هي أنا يا والدتي فلا أظن مهند المريض قادراً
على الإنجاب...
أثارت تلك الكلمات حفيظة أبرار وقالت:
وهل تعلمين الغيب يا سيدة أنهار...
قالت أنهار:
ما بك أيتها المتعلمة طبعاً تعلمين أن زوجك ذو
قلب ضعيف فمن أين له القدرة على إنجاب الأطفال..
وقفت أبرار وقالت:
لم يسبق لي أن سمعت بهذه المعلومة وأظن بأنها معلومة
خاطئة...
شغلت كلمات أنهار فكر أبرار فهي تتمنى طفلاً يملأ حياتها
بل هو الأمل الذي تنتظره بفارغ الصبر كي...
لعل وجود هذا الطفل يسير بعلاقتها مع مهند إلى الأفضل
لطالما كانت تترقب كل شهر منذ تزوجت قدوم هذا الطفل
ولكن إلى الآن لم يأن وقته...
لقد مر على زواجها سنة ونصف ولكن لم تحظى لا هي ولا
أختها بمولود بعد كانت أنهار تقول دائماً بأنها لا تريد
أبناء في هذا الوقت...
أما هي فقد كانت تتحرق شوقاً لتحظى بطفل لطالما كان
يشغل تفكيرها تأخرها في الإنجاب ولكنها تخشى حتى
عرض الموضوع على مهند...
كانت تسير أبرار برفقة زميلاتها بعد انتهاء المحاضرة
جلسن على الكراسي أخذت تتحدث سناء وتقول:
لقد مر على زواجي خمس سنوات ولم أحظى بطفل وقد
راجعت المستشفى وأخذت بعض العلاجات وظللت
أراجع لفترة طويلة حتى أني اضطررت لإجراء جراحة
وبعد ذلك تبين أن زوجي غير قادر على الإنجاب كانت
هذه إحدى سخرية الأقدار مني...
وأخذت نفساً عميقاً وكأنما يمر أمامها شريط الذكريات
وتابعة تقول:
وها أنا عدت للدراسة لعلي أنسى هم وغم يطاردني لا تعلمن مدى الحيرة التي أعيشها فأنا أحب الأطفال وأرغب بهم ولكن زوجي غير قادر على الإنجاب فهل أتركه وأتزوج آخر...
خيانة خيانة كانت هذه كلمات أبرار التي كانت تتخيل
بأنها هي التي تقع في هذا الموقف نظر جميع نحوها
انتبهت أبرار لوضعها علت وجهها حمرة الخجل و
قالت: عفواً أنا آسفة لقد انسجمت كثيراً مع حكايتك وفقدت
القدرة على ضبط أعصابي أرجوك أعذريني لم أكن أقصد..
وجلست على الكرسي وكانت الحيرة ترتسم على وجوه
زميلاتها لأنهن لم يفهمن تصرفها..
ابتسمت سناء وقالت:
بالعكس يا أبرار لقد وضعت لأفكاري حداً أشكرك من كل
قلبي نعم لو فعلتها أكون خائنة....
جلس الجميع على طاولة الطعام وأخذوا يتناولون الطعام
كان مهند قد بدت عليه آثار التعب لاحظت ذلك أبرار
ووالده قال له:
أتأخذ دواءك يا مهند في مواعيده..
نظر مهند بدون أي اهتمام وقال:
نعم يا والدي أطمأن ...
كانت أبرار تختلس النظرات لمهند يبدو أنه قد فقد شهيته
للطعام تناول القليل فقط ليرضي والديه واتجه للغرفة
تبعته أبرار وإذا بصوت يصرخ خلفها:
هل ستهربين الآن وتتركين الشغل المتبقي علي وعلى
عمتك يكفي أنك طوال الوقت تلهين في الجامعة والآن
ستهربين وتتركينا...
عادت أبرار أدراجها وأسرعت تقوم بشغلها وكانت
أنهار لا تكف من لومها وأنها تأخذ الدراسة فقط
لتهرب من الأعمال المنزلية و....و...
لكن أبرار لم تكن تسمع شيئاً من كلماتها فبالها مشغول
بمهند وصحته المتدهورة...
وأخيراً انتهت من أعمال المنزل وأسرعت إلى الغرفة
فتحت الباب بهدوء تجولت بعينيها في الغرفة كان مهند
مستلقاً على الفراش أقتربت منه وأخذت تمسح على رأسه
ونامت وهي تضع رأسه في حجرها.....
أفاقت وهي تشعر بحركات مضطربة على السرير
بحثت عن سبب هذه الحركات المضطربة كان رأس
مهند لا يزال في حجرها وكان جسدها يرجف على الفراش
لمست جبينة كانت حرارته مرتفعة لم تعرف كيف تتصرف
كان الوقت متأخر أسرعت وأحضرت كأس ماء وطلبت منه
أن يشرب ولكن لم يجب كلماتها ولا دموعها أخذت بسرعة
حجابها وخرجت تصرخ وتستغيث...
أقبل والد مهند إليه ورآه في حالته تلك فأسندة من جهة وقامت أبراربإسادة من الجهة الأخرى وأسرعا ناحية السيارة
وهرعت العجوز ورافقتهما وكان حسام وأنهار لتوهما قد خرجا من غرفتهما بعدما سمعا الصراخ والهلع جلست
العجوز بجانب زوجها وجلست أنهار في الخلف وهي تضع
رأس مهند في حجرها كان يهذي بكلمات غير مفهومة و
الكلمة المفهومة الوحيدة التي نطقها كانت أنهار أحبك...
لقد سمعتها أبرار بأذنيها شعرت هي الأخرى بأن قلبها
مريض ومجروح فزوجها يقول بأنه يحب أختها فكيف
لا يمرض قلبها ويعطب...
استقرت أخيراً حال مهند جلست أنهار على الكرسي
بجوار فراش مهند وهي تضع وجهها بين كفيها وهي
ترسل الدموع لحال مهند هذه ولحالها وهي إعتراف
مهند بحبه لأنها ورأسه على حجرها شعرت بيد
على كتفها كانت عمتها نظرت لها أنهار وعينيها غارقتان
في الدموع قالت لها العمة:
بنيتي لا تحزني وأنسي ما سمعت منه فإنه أنما كان يهذي
فقط ليس ألا...
لم تحرك أبرار شفتيها لتنبس بأي كلمة وعادت لتضع
وجهها بين كفيها...
يتبع.....
__________________
عاشقة أهل البيت
15-02-2007, 02:13 PM
يلا اعضاء بالخصوص( بيست فريند- دلوعه)
نزلت 4 و5 و6
اقرأوهم لأكمل
دلوعه
16-02-2007, 11:27 PM
قراتهم يا الله نزلي الباقي
عاشقة أهل البيت
16-02-2007, 11:32 PM
لا مافيه روحي نامي عليك مدرسه
بكرة اذا رجعت من المدرسه بحط لك
دلوعه
17-02-2007, 12:03 AM
بنشوف يا البطه اذا حطينتهم
bestfriend
17-02-2007, 09:04 AM
مشكورة اختي عاشقه يله حطيهم مو تشلعين كلبنا مثل قبل ههههههههه
ثوار المهدي
17-02-2007, 09:31 AM
اختي الف شكر لكـ ولموضعك الرائع ،،
مسترسل بابداعاتك الفكرية ،،
دمت ودام هذا التألق
********************
هذا هو صوتي اليوم معكم ويمكن بكره يغيب عن مسامعكم
اعذروني لو في يوم كسرت خواطركم
او بكلمة جرحت مشاعركم
اذا مت خلوا قبري يملاه
حبكـــــــــــم
عاشقة أهل البيت
17-02-2007, 01:57 PM
ههههههههههههههههههاي
بيست لما مابشعل كلبك
مشكورين دلوعه البطه
خيو بيست
خيو ثوار
الاجزاء الجديده بالقادم
عاشقة أهل البيت
17-02-2007, 02:14 PM
(7)
أصبحت أبرار بمفردها مع مهند في الغرفة...
هدوء يعم تلك الغرفة لا يقطع ذلك الهدوء سوى صوت
الأجهزة التي ربطت بجسد مهند...
اقتربت من السرير أخذت تتأمل مهند وعيناها تفيضان
بالدموع...
أخذت تمتم بهذه الكلمات:
ليتك لم تطلبني للزواج ولم أوافق أن أكون زوجتك...
ليتك لم تكن ابن عمتي ولم أكن ابنة خالتك.....
ليتك مت صغيراً ولم تعش لتكبر......
ليتني لم أولد ولم ألقاك يوماً....
أخذت تجهش بالبكاء علا منها النحيب وعم تلك الغرفة
بل تغلب على أصوات تلك الآلات الموصولة بجسد مهند..
خرجت من الغرفة ولكن أين تذهب أخذت تسير على
غير هدى.....
وأخيراً جلست على العشب في حديقة المستشفى وأسندت
ظهرها للشجرة التي خلفها...
كانت حرارة الشمس ملتهبة والوقت ظهراً والجميع
في شأناً غير شأن أبرار....
زوجها يحب أختها أنهار ولما أنهار لما؟؟؟
أهو تحررها ما يجذب مهند والجميع لها؟؟
وما الذي يمنع مهند من أن ينجذب لها هي؟؟
أهو هذا الحجاب أهو حقاً ما منع الجميع من أن
يهتموا بها أو حتى يقدرونها....
ولكن ماذا تنتظر بعد؟؟
لما لا تكون كأختها ووالدتها متحررة وتترك هذه القيم
التي يراها الجميع بالية ورجعية...
وبذلك ستحوز على إعجاب مهند بها وإطراء الجميع لجمالها
كأختها أنهار ستكون مثلها بل نسخة عنها...
شعرت بالجو قد برد وبدأ ضوء النهار يختفي ظلت
تتأمل تلك المعركة بين الليل والنهار فهاهو الليل
يقاتل النهار ويحاول أن يسطو عليه بظلمته والنهار
يقاوم ليظل نوره وأخيراً تغلب الليل وبدأت تختفي
الشمس رويداً رويداً...
إلى أن اختفت واختفت كل رموز النهار إلا بقية
من أشعة تلك الشمس الغائبة
تصارع بمفردها ظلمة الليل العاتية...
أخذت دموعها تنساب ألماً وحسرة على هذه الشمس
الحزينة الغائبة التي غربت وكأنها تسير مطأطأة رأسها
تعلن انهزامها أمام الظلمة......
نظرت حيث كانت قبل لحظات الشمس تغيب
وكأنما كانت تودعها بعينيها....
عادت حيث كان ينبغي لها أن تغيب
عن ذلك المكان........
عادت لغرفة مهند تتأمله وترى علائم
الخيانة بادية على وجهه أشاحت بوجهها عنه
وسارت نحو النافذة وكأنما تبحث عن الشمس
علها عادت لتنتصر من جديد.....
فتحت النافذة على وسعها أخذت نفساً عميقاً شعرت
برائحة الأعشاب العطرية ولاح لها القمر المضيء
وفجأة لاحت على محياها ابتسامة أعادت لروحها
الرغبة في الحياة....
عادت للمنزل تمنت أن لا ترى أنهار لبقية حياتها
القادمة...
وكأنما الأقدار أبت ألا أن تخبرها بأن أمنيتها باءت بالفشل
من لحظة ما تمنتها وجدت أنهار أمامها تحمل باقات
من الأزهار وتختال وهي تسير بها...
،،،،،
تشعر بملل قاتل لم يعد حسام يرضي غرورها مع أنه
ما زال بعد الزواج يبدي اهتمامه بها ويحيطها بالهدايا
والكلمات الجميلة والأشعار إلا أن هذا لا يرضي
غرورها ويروي ظمأ جمالها الفاتن.....
اعتادت على أن ترى الجميع منبهراً بجمالها ويسترضيها
الجميع بكلمات الإعجاب بل وحتى الأشعار التي تصف
جمال ما فوقه جمال....
ولكنها بزواجها فقدت الكثير من المعجبين وكم
تحن لتلك الأيام حيث كانت تسير بالأسواق و
العديد من الرجال يسير خلفها يتمنى منها
لو نظرة أو ابتسامة لتروي غلائل أشواقه لها....
ارتدت أجمل فساتينها رشت العطر على سائر
بدنها وقصدت السوق لعل هناك ما يرضي
غرورها ويشفي غليلها...
أخذت تسير وتتجول بين أنحاء السوق وهي تستمتع
بنظرات المعجبين لها شعرت بنشوة عارمة من
تلك النظرات اللاهثة خلفها.........
كانت أوقات سعيدة قضتها وحان لها أن تنتهي لتعود
للمنزل....
استقبلها عند بوابة المنزل حسام أقبل نحوها شعرت
بأعضائها تضطرب هل كان يلاحقها في جولتها في
السوق ورآها وهي تتبادل النظرات مع ذلك الشاب
أو وهي تتبادل الابتسامات مع الآخر أو لعله رآها
والشاب الثالث يطلب منها رقم هاتفها....
ولكن بدد عنها هذا الاضطراب وهذه التساؤلات
حسام وهو يبتسم لها.....
لابد أنه لا يعلم بشيء فهو يستقبلها بكل بشاشة
وحنو....
قال لها: أترافقيننا لزيارة أخي مهند فسوف أوصل
أختك أبرار ووالدتي لزيارته...
ابتسمت أنهار وأخذت تمسح قطرات العرق التي
رشح بها جبينها حين اضطربت من لقاءه....
وقالت:
حسنا سأرافقكم.
قال حسام:
أركبي السيارة وسوف أطلب من والدتي
وأبرار الإسراع....
،،،
أيكتب القدر لها أن ترافق أنهار لتزور مهندا
لما هذه الأقدار الظالمة التي تضعها في هكذا
مواقف كادت تطلب من أنهار النزول من السيارة
لتمنعها من زيارة مهند ولكن كيف يمكنها ذلك...
أقبلت نحو الغرفة فتحت الباب وجرت خلفها
العجوز تقدمت تلك العجوز نحو الفراش فاضت
عيناها بالدموع أخذت تقبل جبين ولدها لا زالت
تتذكره طفلاً تحمله بين يديها كم يثير منظره وهو
ملقى على هذا الفراش الألم في قلبها....
هاهي أنهار تقترب من فراش مهند برفقة حسام
تكاد أبرار تشدها للخلف لتمنعها من الوصول
لفراش مهند تخشى أن يستيقظ وتقع عينيه عليها..
وبعد فترة خرجت أنهار من الغرفة شعرت
الآن أبرار بالراحة فقد أبتعد قليلاً عنها كابوس
أن يستيقظ مهند ويرى أنهار جوار فراشه....
اقتربت من فراشه تتأمله بدأ يفيق شيئاً فشيئاً
كان أول ما وقع عليه هو وجه أبرار الذي
ينظر له بحيرة ابتسم لها وقال:
أعلم أني أؤذيك يا أبرار بمرضي المتكرر
أرجوك أعذريني ما باليد حيلة.
بدأت دموع أبرار تتساقط أنه يعتذر لأنه
يؤذيها بمرضه المتكرر وليس بيده حيلة ولكنه
يفجعها بحبه لأختها فهل في هذا أيضاً ليس
بيده حيلة...
شعرت أبرار بدوار في رأسها جلست على
الكرسي بصعوبة...
قالت لها عمتها:
ما بك أتشعرين بشيء.
قالت أبرار:
لا فقط أشعر بدوار في رأسي..
قالت عمتها:
أخرجي للخارج قليلاً وتناولي كوب ماء لعل
ذلك يساعدك أتريدين أن أرافقك...
أشارت أبرار بيدها نافية وقالت:
لا سأذهب بمفردي أستطيع ذلك...
وخرجت من الغرفة واقترب من فراش مهند
حسام يطمأن لحال أخيه مهند.
بدأ الدوار يشتد أكثر سارت بصعوبة وجدت في الممر
براداً للماء أخذت كأساً ورقي ورفعته لتشرب
لم تكد قطرات الماء من ذلك الكوب تصل
لشفتيها حتى سحبت ذلك الكأس بهلع أيعقل
ما تراه أهو حقيقة أم أنه كابوس وحقدها
الأعمى الذي يصور لها هذه الصور...
كانت أنهار تقف لجانب شخص يبدو من زيه
أنه أحد العاملين في المستشفى وهو يتحدث وهي
تضحك وهاهو يرفع يدها ويقبلها...
رأتهما من خلال الفتحة البسيطة من الباب
الذي كان مواجهاً لبراد الماء....
أسرعت تجري وصلت إلى حيث تقف أختها
بسرعة الرياح بل بسرعة سهم أنطلق
ولم تشعر بنفسها إلا وقد صفعت وجه
أنهار صفعة استجمعت فيها كل غضبها
وغيرتها حتى أن الدماء سالت من شفتي
أنهار شعرت أن عقرب الثواني توقف
في هذه اللحظات بل عاد للوراء ليتكرر
على مسمعها قول مهند: أحبك أنهار..
ذهلت أنهار لتصرف أبرار فهذه ليست
المرة الأولى التي تراها في هكذا وضع
بل تكرر كثيراً...
ولكنها كانت تكتفي بالمحاضرات
المملة والطويلة والتهديد والوعيد
ما الذي تغير....
لاحظت أن جميع من حولها ينظر لها ثارت
لكرامتها أخذت تشد حجاب أبرار وتشد
شعرها وهي تقول:
أيتها القبيحة والغيورة كل هذا لأنه لا أحد
يهتم بك نعم لأنك نكرة ورجعية ومتخلفة
وغبية وهذا الحجاب الذي ولى زمنه وانتهى
ولا زلت ترتدينه كم آسف أنك أختي....
وبعد أن أفرغت شحنات الغضب التي بداخلها
وتركت شعر أبرار وإذا بها تفاجأ أنها سقطت
على الأرض بلا حراك....
هل ماتت هل قتلتها أخذت ترتعد وترتجف
ماذا تفعل اقتربت أحدى الممرضات والتي
كانت تشاهد ما يجري من أبرار وأسرعت
أنهار نحو غرفة مهند...
فتحت الباب وأخذت تصرخ:
لقد وقعت أبرار على الأرض
لا أعلم ماذا بها.....
أخذ مهند يتأمل أنهار و علامات
القلق بادية على وجهها وبعد
أن تأملها لفترة فهم معاني كلماتها
أسرع برفقة والدته وأخيه حسام
ووجدوا أبرار ملقية أرضاً وقد
أجتمع عدد من الممرضات و
ألأطباء حولها....
كان مهند يتأمل أنهار وهي تجلس
بقلق شديد عند الفراش الذي ترقد فيه
أبرار للمرة الأولى التي يشعر فيها
أن أنهار تحب أختها أبرار فقلقها
الشديد يدل على حبها الشديد لها..
كانت تقضم أنهار أظافرها باضطراب
أيعقل أن أبرار حين تستيقظ ستخبر
حسام بما حصل لتنتقم لنفسها من ما بدر
منها...
هزت رأسها تريد أن تبعد هذه الأفكار عن
ذهنها لا مستحيل فأبرار بالرغم من كل
ما يحصل بينهما ومن سخريتها المتواصلة
منها فأنها لم تسعى في يوم من الأيام لإيذائها
كان الجميع يظن أن إصرار أنهار على
البقاء بالقرب من أبرار هو قلقاً منها عليها
ولكن الحقيقة التي تخالج نفس أنهار هو أن
تطمأن أن أبرار لن تخبر أحداً ما بما حصل
بينهما....
أقبلت والدة أنهار مسرعة فالقلق بادي
على وجهها وجدت أنهار تجلس لجوار
فراش أبرار ضمتها لصدرها وهي تقول
أطمأني يا عزيزتي لن تصاب أبرار
بمكروه فقد طمأننا الطبيب وقال أنها
فقط تعاني من نقص في الحديد هو ما
سبب لها الإغماء وربما تستيقظ بعد أن
ترتاح قليلاً......
بدأ الهدوء يعم المستشفى فهي الساعة
الثانية عشرة منتصف الليل بقيت أنهار
برفقة أبرار ورفضت مرافقة حسام للمنزل
بدأت تشعر بالملل فألقت المجلة التي في يدها
ووقفت تسير قليلاً في الغرفة تأملت أبرار
كان وجهها شاحب شعرت بدموعها تحاول
الوصول لعينيها تذكرت طفولتهما فلطالما
كانت أبرار تطيع أوامرها وتلبي لها رغباتها...
قطع عليها أفكارها صوت طرق على الباب
اتجهت نحو الباب وفتحته كان مهند ويحمل
بيديه كوبين من الشاي ابتسم لها وقال:
لقد علمت أنك بقيت برفقة أبرار فقلت لعلك
بحاجة لكوب من الشاي.
قالت أنهار: نعم أنا فعلاً بحاجة لشراب
دفيء.
فقال مهند: أتسمحين لي مرافقتك أن كان جلوسي
لا يسبب لك مضايقة.
قالت أنهار: أبداً ليس هناك أي مضايقة أدخل فأنا أشعر
بالملل.
جلست أنهار على السرير المعد لها في الغرفة
وجلس مهند على الكرسي كانت تسحره أنهار بجمالها وخصلات شعرها الملقاة على وجهها دون تنظيم
جعلتها تبدو أكثر سحراً وخيالاً..
أخذت أنهار تحرك كوب الشاي بين يديها
وهي تقول: بصراحة أن أخيك حسام أصبح
يضايقني كثيراً ولهذا أردت البقاء هنا لأبتعد
قليلاً عنه لعله يعود كسابق عهده ويزداد الشوق
بيننا..
كان مهند موجه كل أحاسيسه ناحية أنهار وكلماتها
ومشاعره تلتهب كلما نظرت ناحيته بعينيها..
كانت هذه المرة الأولى التي تلاحظ فيها
أنهار اهتمام مهند الشديد بها..
فتخابثت قليلاً وقالت:
وأنت هل تشعر بالسعادة برفقة أبرار.
في هذه اللحظات أفاقت أبرار سمعت
سؤال أنهار الموجه لمهند فلم تصدر أي
حركة تنتظر سماع إجابة مهند..
صمت مهند قليلاً ونظر ناحية أبرار وأطرق
رأسه أرضاً اقتربت أنهار من مهند بدأت أبرار
تشعر بقلبها يتمزق أخذت تنشب أظافرها في
السرير الذي ترقد عليه لكي تتماسك و لا تصدر
أي صوت....
قالت أنهار وهي توجه سهام عينيها لمهند: أجبني
وكن صريحاً معي كما أنا صريحة معك لعل
ذلك يريحنا نحن الاثنين..
نظر مهند ناحية أنهار رأى عيناها الجميلتان
شعر بها تكاد تلتصق به قال بعد تفكير طويل:
بصراحة لك يا أنهار مكانة كبيرة في قلبي..
عاشقة أهل البيت
17-02-2007, 02:15 PM
كانت هذه الكلمة فوق ما توقعته أنهار إن
مهند يحبها تذكرت نظراته المستمرة لها
امتلأ قلبها سعادة ونشوة فهاهي يزداد معجبيها
يوم فيوم...
أخذت أبرار تضغط بشدة على الفراش إلى أن تكسرت أظافرها وسالت الدماء أخذت تبكي بحرقة وألم
فهاهو السهم القاتل يوجه لها مهند ويقتل كل أمل
لحبها ولقلبها في الحياة...
إذاً ما قاله في مرضه لم يكن هذيان بل
حقيقة هاهو يؤكدها...
أخذت تصرخ أسرع ناحيتها مهند أمسك بيدها
كان يخشى أن تكون سمعت كلماته التي وجهها
لأنهار كانت أبرار ترتجف على فراشها وتصرخ
وتبكي كطائر مذبوح أخذت الدماء تزداد أكثر
ملأت ملابس مهند بدمائها أسرعت أنهار تطلب
الطبيب الذي جاء بسرعة وطلب من الممرضة
أن تحقن أبرار بحقنة مهدأة...
أخذت أبرار تنظر ناحية مهند وهي تكاد تغفو
وتراه ملطخاً بدمائها والتي هي دليل قتله
لحبها وقلبها وعادت لتغفو..
في اليوم التالي أفاقت أبرار أحست بالضمادات
التي تلف يدها ورأت الفراش الذي تلطخ بدمائها
جلست على الفراش أخذت تتأمل ما حولها رأت مهند
جالساً على الكرسي وقد أسند رأسه للخلف
وغفا لم تشأ إيقاظه بحثت عن أنهار لم تجدها
شعرت بارتياح لعدم وجودها...
أستيقظ مهند أقبل ناحيتها وجلس لجوارها على الفراش
تمالكت أبرار نفسها لتظهر له بأنها طبيعية..
اصطنعت الابتسام قال لها: لقد أفزعتني البارحة
يا عزيزتي ما بك..
صمتت أنهار طويلاً ومن ثم قالت:
لا أعلم لقد رأيت حلماً مزعج..
سألها مهند: وما هو هذا الحلم أخبريني خيراً
إن شاء الله...
قالت أبرار: لقد حلمت أنك كنت تخنقني
حتى الموت...
أطرق مهند قليلاً إلى الأرض وفي هذه
اللحظة دخلت الطبيبة الغرفة وهي تبتسم
اقتربت من أبرار فابتعد مهند ليتيح المجال
للطبيبة.
قالت الطبيبة: كيف حالك اليوم يا أبرار
لقد أفزعتنا البارحة..
قال مهند وهو يبتسم:
أتعلمين كل هذا يا طبيبة نتيجة حلم مزعج
ضحكت الطبيبة وقال:
لا أعاد الله عليك يا أبرار الأحلام المزعجة..
ومن اليوم ستكون أحلامك وردية شفافة..
قالت أبرار: ولما؟؟؟
قالت الطبيبة: أحمل لك خبراً ساراً
قالت أبرار: و ما هو؟؟
قالت الطبيبة : أنت حامل وقريباً أن
شاء الله سترزقين بمولود وهذا هو
سبب الدوار...
امتلأ وجه أبرار سعادة وطار مهند من
السعادة وأقبل ناحية أبرار وضمها وقال:
كم أنا سعيد يا أبرار أرأيت سأخنقك من
شدة سعادتي بك...
أخذت دموع أبرار تهطل من شدة سعادتها
بالأمل القادم لحياتها من جديد...
يتبع.....
عاشقة أهل البيت
17-02-2007, 02:17 PM
8
أخذت تضم قدميها لصدرها هل يعقل ما سمعت
أبرار حامل وهي لم يكتب لها ذلك تراءت لها
صور السعادة المرسومة على وجه عمتها والجميع
في المنزل كان خبراً حمل السعادة للجميع إلا
هي التي حملت في قلبها حزن كبير....
أخذت تفكر لما لم تحصل هي على الطفل
لما الجميع يحب أبرار وسعيد بها.......
لقد أزداد كرهها لأبرار أكثر وأكثر فهي تكرهها
نعم تكرهها ما الذي تملكه هذه الفتاة لا تملك
شيء............
دخل حسام وهو يبتسم نظر لأنهار وهي تجلس
على الفراش وتضع وجهها بين ركبتيها قال
لها: ما بك يا أنهار...
رفعت وجهها ونظرت بعينيها المحمرتان نحوه
ابتسم وقال: ألم تسمعي بالخبر المفرح بعد إن
أبرار حامل سأصبح أنا عم وأنت ستصبحين
خالة ألست سعيدة....
وقفت على الفراش وأخذت تصرخ: لا لست
سعيدة أيها الغبي أنت السبب في تعاستي هذه
لطالما طلبت منك أن ترافقني للمستشفى لنرى
ما هو سبب تأخرنا في الإنجاب ولكنك ترفض
أنا أكرهك أنت سبب تعاستي...
أخذ ينظر حسام نحو زوجته جمدت الكلمات في
حلقه آلمه منظرها وهي تصرخ وكأنها تحكي عن
عذاب شديد بداخلها....
أطرق نحو الأرض وكأنما شعر بتأنيب الضمير
لأنه لم يستجب لطلبها بمرافقتها للمستشفى لإجراء
بعض الفحوصات....
فهو شعر ببعض الغيرة حين علم أن مهند سيرزق
بطفل قبله فلا بد أن هذه الأحاسيس ترافق عروسه
الحزينة......
علت أصوات زغاريد من الخارج فتح الباب حسام
وخرج ليرى ما الأمر....
كان الجميع فرح بعودة أبرار من المستشفى وارتسم
الفرح على الجميع....
أخذت أنهار تسترق النظر عبر الفتحة الضيقة
من الباب كانت ترى الجميع يعانق أبرار ومهند
ويبارك لهما هذا المولود القادم الحفيد الأول
للعائلتين.....
الجميع يبدي اهتمامه بأبرار ويخشى عليها أن
تتضايق ويطلب منها لزوم الراحة....
حتى ذلك الرجل العجوز كان يتحدث بلطف
وسلاسة لأبرار وهي تبتسم في خجل....
أغلقت الباب وأخذت تبكي بحرقة وألم أخذت
عهداً على نفسها أن تسقي أبرار من الكأس التي
هي تشربها الآن....
أسرعت وغسلت وجهها وقفت أمام المرآة
أخذت تتزين ارتدت أجمل ملابسها وخرجت
على الجميع تتصنع الابتسام أقبلت نحو أبرار
التي كانت تنظر ناحية أنهار وتستعيد بذاكرتها
ما حصل في اليومين الماضيين اقتربت أنهار
أكثر وأكثر.....
عانقت أبرار بشدة وأخذت تقول : لكم أنا
سعيدة بهذا الخبر لك يا أبرار...
،،،
بدأت تشعر ببعض الإعياء فهي الآن تحمل في
أحشائها الطفل المنتظر...
ومجهود الدراسة بدأ يتعبها كانت تعجب لهذا
التعب الذي تعانيه مع أنها في الشهور الأولى
من حملها....
ولكن كل هذا التعب والإعياء كانت تنساه وهي
ترى الاهتمام الذي يوليها إياه مهند...
فرحت كثيراً فها قد بدأت تستعيد زوجها الحبيب
بالقرب منها أكثر ملأت نشوة وسعادة وهي تراه
يعاملها بكل لطف وحب حتى أنها كادت تنسى
ذلك الجرح الذي نزفت منه حين وجدته يحب
أخرى يبدو أنه نساها نسى أنهار وجمالها...
شعرت بأنه يراها أجمل مخلوقة في هذه الدنيا
لكم هو أحساس جميل أن تجد المرأة نفسها أجمل
مخلوق بعين زوجها...
،،،
انتهت أيام الدراسة الثقيلة وهاهي تنتظر النتيجة
كانت جميع زميلاتها تجمهرن حولها ويبدين
إعجابهن بهذه البطن الكبيرة التي تحوي طفلها
القادم....
يبدو أن الفتيات يكن ألطف مع المرأة الحامل
فهذه تقف من على مقعدها وتطلب منها أن
تجلس لتستريح وتلك تحضر كوب ماء وعلبة
من الحليب وتطلب منها تناولها لينمو الطفل
ويكون قوي....
كانت أبرار تنظر نحوهن وابتسامة الرضا
مرسومة على وجهها كانت تكرر في داخل
نفسها الشكر والحمد لله على هذه السعادة
التي نالتها أخيراً.....
احتمال الحمل ضعيف عند الطرفين كانت
هذه كلمات الطبيب التي وجهها نحو أنهار
ومهند....
أخذت أنهار تلطم خديها وتذرف دموعها
وهي تصرخ لا مستحيل أعد الفحوصات
قد يكون هناك خطأ....
نظر الطبيب بشفقة ناحية أنهار وقال:
يا ابنتي لما كل هذا أنا قلت أنه ضعيف وليس
مستحيل فقد تحملين بعد فترة بسيطة هذا كله
بإرادة الله أطمأني فلا زلت في بداية حياتك
كما أن هناك طرق كثيرة ومضمونة بإذن الله....
عادت للمنزل برفقة حسام الذي آثر الصمت
كان صمته قاتل لها فهو حتى لم يحاول مواساتها
بأنها تكفيه وأنه يريدها هي ولا يريد أطفال...
تسمع أصوات ضاحكة فرحة تراءى لها
أن الجميع في هذا المنزل فرح شامت بها
تكاد تنفجر من الغيظ لا تريد أن تجد شخصاً
سعيداً في هذا المنزل....
أقبل حسام كالذي يبحث عن الأخبار السعيدة
علها تنسيه حزنه فقال:
خير يا أمي يبدو أن هناك أمراً ساراً...
ابتسمت والدته وقالت:
لقد نجحت أبرار وبتفوق أيضاً..
تغير وجه حسام فهو يعلم أن مثل هذا الخبر
سيزيد من أحزان أنهار فأطرق نحو الأرض..
أقبلت أنهار ترمق الجميع بنظراتها الغاضبة
وأدارت وجهها واتجهت لغرفتها.........
لابد أن تستعيد اهتمام الجميع بها وبأي طريقة
لقد أقترح الطبيب لهما طفل الأنابيب فهو وسيلة
قد تكون ناجحة لهما للإنجاب وأن كانت نسبة
ضئيلة نوعاً ما وتكلف الكثير من المال....
دخل حسام الغرفة نظرت نحوه أنهار وقالت:
أريد أن نقوم بإجراء عملية طفل الأنابيب..
قال حسام:
حسناً سأحاول أن أوفر بعض المال لنقوم بتلك
العملية..
رمقته بنظرة غاضبة وقالت:
أتريدني أن أنتظر إلى أن تستطيع الحصول على المبلغ
لا مستحيل أطلب من والدك أن يقدم لك بعض المال...
قال حسام:
ولكن أخشى أن أحرج والدي فقد لا يملك المبلغ
المطلوب.
قالت أنهار: بل يملكه فها أنت ترى كيف يصرف
المال هو ووالدتك لأقامت الحفلات من أجل أرضاء
غرور أبرار يجب أن يقدم لنا المال أتفهم يجب ذلك..
كانت كلمات أنهار قد حازت على قناعة حسام فقرر
أن يطلب من والده أعارته بعض المال ليحصل هو
على مولود قادم يسعده في حياته...
أقبلت أم حسام وهي ترى أبرار تصف كتب في المكتبة
الجديدة التي طلبت من مهند شراءها وترتبها على أحسن
ما يكون قالت أم حسام: لا ترهقي نفسك يا عزيزتي..
قالت أبرار وقد علت وجهها ابتسامة عذبة:
على العكس يا عمة أنا سعيدة بهذه المكتبة وها أنا أضع
فيها جميع الكتب الدينية التي أقرأها لكي عندما يكبر
طفلي القادم يتثقف كم أتمنى أن يكون أبنا صالحاً يا عمتي..
ابتسمت العمة ووضعت يدها على بطن أبرار وشعرت بحركة حفيدها المنتظر فزادها ذلك نشوة وسعادة وقالت:
بإذن الله يا أبرار سيكون طفلاً قوياً صحيحاً وصالحاً..
يبدو أنه سيكون سميناً فبطنك كبيرة يا أبرار ابتسمت
أبرار واصطبغ وجهها بحمرة الخجل..
بدأت تشعر أبرار بتعب شديد فهي لا زالت في شهرها السادس ولكن طلبت منها الطبيبة لزوم الفراش والراحة
كانت تنظر لها أنهار بنظرات تجعل قلب أبرار يقلق ويزداد
حيرة وكأنما تعد لها أمراً ما...
أخذت أنهار تلح على حسام بقولها:
سنعيد المحاولة أطلب من والدك المال أفعل ذلك أتريد
أن يأخذ مهند كل المال الذي سيرثه من والدك بعد وفاته
لا تكن غبي لاحظ الاهتمام المبالغ فيه من والديك بمهند
وزوجته فلا تنسى شوقهما للحفيد الذي سيقدمه لهما مهند وأبرار لابد أن تلح عليه في طلب المال أتفهم ألح عليه في ذلك..
وكانت كلمات حسام لها: حسناً حسناً..
وأغمض عينيه فقد أرهقه العمل المضني الذي قضاه نهاراً
والإحباط الذي شعر به حين فشلت عملية طفل الأنابيب..
فوجد في النوم وسيلة للهروب من همومه...
خرجت أنهار من الغرفة بعد أن شعرت بالملل من
حسام النائم سارت في أنحاء المنزل لاحظت المكتبة
التي وضعتها أبرار في غرفة المكتبة أخذت تبتسم
ساخرة من أفكار أبرار لطالما شعرت بأن أبرار
فتاة تافهة لا تملك شيء يستحق الذكر من التطور
رجعية ومتحجرة..
قررت العودة لغرفتها لعلها تحظى بالقليل من النوم
وبينما كانت تصعد الدرج رأت مهند يقصد النزول
أسرعت إلى أن أصبحت بمواجهته....
لطالما كان يحاول الهرب منها ومن نظراتها إليه
بعد اعترافه لها بأنها تعني له الكثير ولكنها لن
تفوت الفرصة بل ستستغلها لتحرق قلب أبرار
أخذ مهند يحاول العودة من حيث خرج من غرفته
ولكن استوقفه صوت أنهار وهي تناديه:
مهند..
أيعقل أن يسمع اسمه من أعذب صوت في هذه الدنيا
من أجمل فتاة من معشوقته ويدير ظهره لها أدار وجهه
ناحيتها وقال: نعم يا أنهار..
قال بمكر ودهاء: لم تحصل لي فرصة أن أبارك لك
المولود القادم مبروك..
إبتسم مهند وقال: أشكرك يا أنهار...
قالت أنهار: أرجو أن يكون مولودك يشبهك
فأنت أكثر جمالاً من أبرار...
شعرت أبرار بتأخر مهند عليها فقد كانت طلبت
منه أن يحضر لها بعض الماء والحليب ولكنه
تأخر أرادت أن تعرف سبب تأخره فتحت الباب
وجدت مهند يقف وتكاد أنهار تلتصق به...
جمدت أبرار في مكانها كما جمدت دمعتين على
عينيها ...
سمعت مهند يقول: أتمنى أن أحظى بأطفال بمثل
جمالك يا أنهار..
ابتسمت أنهار وقالت: تشبهني مستحيل فأبرار
هي والدتهما وليس أنا...
أخذ قلب مهند يخفق بقوة لكم تمنى أن تكون أنهار
هي أم أطفاله لا أبرار ولكن الأقدار سارت به
إلى حيث لا يريد...
دلوعه
17-02-2007, 02:18 PM
مشكوره عشوقه
عاشقة أهل البيت
17-02-2007, 02:18 PM
كان يتأمل عينا أنهار واللتان كانتا تأسرانه أكثر
تاهت الكلمات في لسانه تمنى لو تختفي أنهار
لعله يعود لوعيه فهو يشعر بأنه يعيش في حلم
وفجأة نطق لسانه من حيث لا يريد قائلاً:
كم أنت جميلة يا أنهار...
أخذت أنهار تبتسم وتقول: بل عيناك الجميلتان
يا مهند..
كانت أبرار تراقب ذلك وقلبها يتقطع أرادت أن تغلق
الباب فلا فائدة ترجى من ذلك لا زال مهند يحب أنهار
يحب الجمال يرى الظاهر لا الجوهر بدأت تشعر أن
جسدها بدأ يرفض طفل مهند الذي يخونها لاحظت
باب غرفة أنهار وكأنه سيفتح لابد أنه حسام هل تدعه
يخرج ويفاجأ أخيه وزوجته هل تدع أنهار تضيع لما
لا فلتترك ذلك يحصل لعل مهند يفيق من أحلامه
ويعرف معنى الزوجة المخلصة الوفية...
أخذت تصرخ: مهند أنهار..
التفت الاثنان لها قالت: مهند أنا أنزف دماء..
بدأت الآلام تزداد بأبرار والدماء تنزف أقبل
مهند إلى أبرار نظرت له بعينيها الدامعتان
سار بها للمستشفى...
ظلت أبرار في المستشفى لعلها تتمكن من إكمال
شهرها السابع ومن ثم تنجب الطفل الذي تنتظر
وكانت أنهار تتحين الفرص لتستطيع الاستيلاء
على مشاعر مهند..
كانت حالة أبرار تزداد سوءاً والشكوك والظنون
تروح وتجيء بخيالها وهي قابعة على فراش أبيض
بلا حراك ...
كانت العمة تلحظ ازدياد حال أبرار سوءاً وتحاول
معرفة ذلك ولكن تأبى أن تخبر أحد عن همها الذي
تقاسي آلامه بمفردها....
بدأت الآلام تزداد حان ميعاد ظهور المولود الجديد
للحياة كانت العمة ومهند في الخارج بانتظار الخبر
فلم يدخل مهند لمرافقة أبرار في وضع كهذا خوفاً
على قلبه المريض من أنه قد لا يحتمل هذا المنظر..
كانت الآلام تزداد بأبرار والدماء تنزف دماءها
التي كانت تحوي حب مهند حان لها أن تنزف
وتخرج من جسدها الذي أحب رجل لم يستحق
هذا الحب كانت آلام لتخرج روح جديدة في هذه
الحياة بل روحان أجتمع بهما حب ضائع ...
أقبلت الممرضة وهي تبتسم وتقول للعمة:
مبروك لقد أنجبت لكما ولدين وهما بخير
فرحة العمة كثيراً طفلين لم تتخيل ذلك كان
بطن أبرار كبير ولكن لم تساورها الشكوك أن
يكونا أثنين نظرت ناحية مهند وقالت:
رزقت بطفلين يا مهند.
ابتسم وقال: نعم كنت أعلم ولكن لم تشأ أبرار
أن نخبر أحد لتكون مفاجأة للجميع...
هيا لتراهما أسرعت أم حسام برفقة مهند لترى حفيديها
قالت للممرضة: أين هما؟؟
أشارت لحيث يناما ولكن كان أحدهما تحيط به أجهزة
قال والخوف يرتسم على وجهها: مابه؟؟
نظرت الممرضة ناحية العجوز وحاولت أن تطمأنها
خير أن شاء الله سيخبرك الطبيب بكل شيء...
يتبع......
__________________
عاشقة أهل البيت
17-02-2007, 02:22 PM
(9)
فتحت عينيها بعد كل ذلك العناء حاولت رفع رأسها
من على الوسادة ولكن دوار شديد منعها من القدرة على
الحراك....
وضعت يدها على بطنها لقد خرج للحياة طفليها فلم يعودا
في بطنها التي عادت صغيرة من جديد...
تأملت الأنابيب الشفافة الموصلة بها كان بأحدها
محلول شفاف والآخر محلول أحمر قاني لابد أنها
دماء لتعويض ما فقدته من دماء أثناء ولادتها...
تلك الدماء التي نزفتها ونزفت معها حب حياتها
الضائع تذكرت لحظات الولادة تذكرت النهاية
عند نهاية الألم وبدأ الأمل كانا طفلين كانا يصرخان
ويستقبلا هذه الحياة بصراخهما الذي ملأ أرجاء
الغرفة ولكن لم تستطع تأملهما كثيراً فقد أخذا بسرعة
ولم يسمح لها سوى بإلقاء نظرة وحيدة عليهما....
كم تشعر بشوق شديد لهما لما لاتجدهما بقربها
لتشمهما وتضمهما لصدرها وتنهال عليهما
بقبلها............
أخيراً فتح الباب أقبلت عمتها برفقة مهند أقبلت
عمتها وضمتها وهي تقول:
الحمد لله على سلامتك يا أبرار وهنيئاً لك بالمولودين
الجديدان جعلهما الله مولدي بركة...
ابتسمت أبرار وقالت: ومبروك لك أنت أيضاً يا
عمتي فهما ولديك كما هما ولدي...
كان مهند يتأمل وجه أبرار الذي بدا شاحباً ومصفراً
كانت تبدو أهزل بكثير من ما كانت عليه قبل الحمل
شعرها المجعد مبعثر وعيناها تحيط بهما هالات
سوداء تحكي عذاب تعيشه هذه المرأة...
إنها أمرأة حياته أقبل نحوها بعد أن ابتعدت العمة
لتتيح له المجال....
أقبل نحو أبرار والتي أحنت رأسها أرضاً قبل
رأسها وقال: الحمد لله على السلامة...
نظرت ناحيته ولكن حدث كالذي حدث في هذا
اليوم والمولودين المقبلين على هذه الحياة كان
كافياً لينسي أبرار أحزانها وجروحها الماضية
أمسكت بيد مهند وقالت:
كيف حال الطفلين أهما بخير..
بان التردد على وجه مهند..
قالت العمة:
نعم هما بخير يا عزيزتي لقد رأيتهما وهما بصحة
جيدة وبسلامة إن شاء الله...
قالت أبرار:
ولكني ألمح على وجه مهند القلق..
ضحكت العمة وقالت:
لا يا ابنتي هذا من المفاجأة لا تنسي يا عزيزتي
أنها المرة الأولى التي يصبح فيها أباً...
دخلت الممرضة وهي تحمل بيدها بعض العلب
وقالت:
أرجو أن تتركا المريضة لترتاح فهذا ضروري
وغداً صباحاً يمكنكم زيارتها..
قالت أبرار:
ولكن أيتها الممرضة أريد رؤية طفلي..
قالت الممرضة:
عذراً ولكن لابد أنهما نائمان الآن فحاولي
أن تنامي وترتاحي وغداً ترينهما وتملأ
عينيك برؤيتهما.....
أنصرف مهند برفقة والدته وحقنت الممرضة
أبرار بحقنة مهدئة واستسلمت أبرار للنوم..
أخيراً لاح ضوء النهار فتح أبرار عينيها أنها
بداية يوم جديد وحياة جديدة لها أنها اليوم أم
تشعر بأنها إنسانة جديدة إنسانة أخرى ولدت يوم ولد
طفليها...
أخيراً حضر الجميع والدتها عمتها والدها زوج
عمتها ومهند كان الجميع يحيط بها وسعيد بالمولودين
الجدد...
والدها يشاركها في يوم كهذا لطالما شعرت بأنها
غريبة عن والدها لطالما شعرت أنها لا تفهمه ولكنه كان ينظر لها اليوم كطفلة الأمس نظراته مبهمة...
فهي دائما مجهولة لدى الجميع ويستعصى فهمها في مجتمع منفتح كالذي تعيش فيه مجتمع تلاشى فيه مبدأ الحجاب وكل ما يمت للدين بصلة أصبح من حكايات التاريخ والماضي...
أحد طفليها مريض هذا كل ما فهمته من كلمات الطبيب
القابع أمامها نظر الجميع لبعضهم البعض بحيرة وقلق
قالت أبرار:
وما هو مرضه مابه أرجوك أخبرني أيها الطبيب؟؟
قال الطبيب:
لديه مشاكل في قلبه على ما يبدو أنه مرض وراثي..
كان مهند يستمع لتلك الكلمات والدموع تترقرق على
عينيه تخيل عذابه يعاد مرة أخرى في طفله القادم
الجديد للحياة....
عاشقة أهل البيت
17-02-2007, 02:23 PM
قالت أبرار: أريد أن أراهما أرجوكم أريد ذلك قبل
أن يفارق قلبي جسدي بدأت دموعها تنسكب وتنهمر
على خديها أمسك بها مهند وهو الآخر دموعه تنهمر
لقلب ضعيف حان له هو الآخر أن يقاسي في الحياة
ما يقاسيه هو وسار معها نحو الغرفة التي يقبع فيها
الطفلين..
ارتدت أبرار الملابس الخضراء وسارت ببطء
رغم كل الآلام التي تشعرها لترى طفليها اللذان
رافقاها ليال وأيام تحدثهما وتحكي لهما الحكايات و
يشعران معها بسعادتها وحزنها رافقاها ليال
حزينة وطويلة ليال سعيدة وجميلة رافقاها
كل تلك اللحظات والساعات....
وصلت كانا داخل تلك الحاضنة الزجاجية
تأملتهما صغيران للغاية اقتربت من طفلها
الذي أنجبته أول كان على ما يبدو بصحة جيدة
تمنت أن تخرجه من الحاضنة الزجاجية وتضمه
ولكن خاب أملها حين قالت لها الممرضة:
أنه لازال صغيراً ويحتاج لأن يبقى في الحاضنة
لفترة بسيطة قد تكون عشرة أيام فقط ومن ثم
يمكنك أخذه....
بدأت الدموع تلمع على خدي أبرار أثارت تلك
الدموع شفقة الممرضة ففتحت نافذة على شكل
دائرة في تلك الحاضنة الزجاجية وقالت:
يمكنك إمرار يدك عبر هذه الفتحة ولمس
طفلك ابتسمت أبرار رغم الدموع التي على
خديها ومررت يدها بهدوء عبر تلك الفتحة
أخيراً وقعت يدها على ذلك الجسد الصغير
ازدادت دموعها انهمارا أخرجت يدها ووضعت
قبلة على أصابعها ومسحت بأصابعها فوق
خدي طفلها الصغير علها تقنع نفسها أنها
قد طبعت قبلة على خدي صغيرها....
استدارت تبحث عن الآخر كانت الأجهزة
تحيط به أخذت تسكب دموعها فوق الزجاج
الذي يحيط به وإذا بها فجأة تشعر بدوار ووقعت
على الأرض أسرعن الممرضات ورفعنها عن
الأرض أخذن يشممنها قطعة شاش مبللة بالكحول
لعلها تستفيق...
كان مهند يقف بين الطفلين كالمتجمد من ما يرى
طفله الذي يحمل قلب مريض كقلبه...
،،،،،
لقد أنجبت أبرار طفلين في حين أنها لم تحظى
بطفل واحد فشلت كل محاولاتها بدأت تضغط
على حسام ليستدين المال من أجل تكرار المحاولة
فهي لا تطيق أن يقدم الطفلين للمنزل وهي لم تحظى
بمولود بعد......
كانت ترى أبرار الغارقة في حزنها ودموعها
تراها تقلب الملابس التي أعدتها لصغيريها حتى
بدت أنها تعيش في عالم آخر كانت عذابات أبرار
تريحها أحياناً ولكن أحياناً كان ضميرها يؤنبها
فكيف تفرح لحزن أختها...........
مرت عشرين يوماً وحان الوقت ليقدم الطفل
الأول للمنزل لم تستطع أبرار أن تنام ليلتها
تلك كانت بين كل لحظة تعود وتتأكد من أن
كل شيء معد لاستقبال فادي طفلها البكر...
وأخيراً هاهي تحتضن فلذة كبدها بيدها
بدأ وجهها تعلوه السعادة قبلت طفلها وأقبل
مهند ينظر إليه بسعادة قبله وقال لأبرار:
لقد عاد لنا كنت خائفاً أن نخسره...
نظرت أبرار نحوه ومن ثم وجهت نظرها
نحو الطفل الثاني وقالت:
الحمد لله على كل شيء وبإذن الله سنعود
لنأخذ هادي طفلنا الصغير...
سارت أبرار لجنب مهند الذي وضع
يده على كتفها يربت عليه..
علمت أبرار أن مهند يشعر بالسعادة عهدت إلى
نفسها أنها ستستعيده من أجل فادي وهادي
نعم ستقوم بكل ما يمكنها لتجذبه نحوها وليكون
لها هي فقط.....
،،
أخذت تضع يديها على أذنيها كي لا تسمع ضحكات
السعادة التي تعم البيت الجميع سعيد بقدوم الطفل
الأول معافاً للمنزل كم تمنت لو أن هذا الطفل مات
لو أنه لم ينجب أخذت دموعها تتطاير من عينيها
كشرار عله يطفيء لهيب غيظها....
لما كل هذا الاهتمام الذي يوليه الجميع أبرار يجب
أن تنجب هي طفلاً وتحوز على اهتمام الجميع لها
من جديد لقد كانت في السابق محط اهتمام الجميع
والديها كانا لا يريان سواها كانت أبرار نكرة بالنسبة
لهما ما بال جمالها لم يعد محط اهتمام الجميع هناك
أمر ما أخذت تتأمل نفسها في المرآة ......
لا زالت جميلة ولكن هل لم يعد أحد يلحظ جمالها
أخذت ترسم ألوان متناسقة على بشرتها ولبست
أجمل ملابسها وخرجت على الجميع...
أخذ الجميع يتأملها ولكن بكاء الطفل جعل الجميع
يلتف حوله ويتأمله وبدأ
هذا يقول: ما ألطفه..
وآخر يقول: يبدو أنه يشبهك...
وآخر يقول: لا أنه يشبه مهند....
اقتربت أنهار إلى حيث تجلس أبرار حاملة طفلها
نظرت نحوه وهو يصدر صوت بكاء ناعم وعذب
يدعو الجميع للإحساس بالرغبة في ضمه...
،،،
كانت أبرار تحمل فادي بين ذراعيها وتجلس على
الكرسي بانتظار دورها لتجلس على الكرسي لقد
قررت أن تقوم بتغيير شامل بمظهرها ستغير قصة
شعرها ستصبغ شعرها ستضع عدسات ملونة لعينيها
يجب أن تكون مختلفة لتلفت انتباه مهند....
تركت طفلها بين يدي أختها فدوى وجلست
على كرسي التجميل....
أقبلت والدة مهند نحو مهند وهي تقول:
لقد تحسنت حال هادي يقول الطبيب أنه بنهاية
هذا الأسبوع يمكننا أخذه....
نظر مهند ناحية والدته وقال بحزن:
نعم سنأخذه ونأتي به هنا ولكنه سيظل يعيش عذاب
وآلام بسبب هذا القلب المريض.........
سيظل طوال حياته يتناول أدوية وأدوية إلى نهاية
حياته لن يتوقف عن تناولها...
أخذت دموع مهند تسيل على خديه وهو يقول :
لقد أنجبت هذا الطفل ليتعذب بسببي ما كان ينبغي
لي أن أسمح له بالظهور في هذه الحياة ليتعذب...
سمع صوت يقول: الحمد لله على كل حال دع عنك
يا مهند هذا الكلام فما هذا سوى ابتلاء من الله لنصبر
عليه فلنشكره لأنه وهبنا هادي وفادي...
لم يكن هذا صوت والدته كان صوت أبرار ألتفت
لمصدر الصوت كان صوت أبرار ولكن التي تقف
أمامه تبدو مختلفة كانت فاتنة وجميلة ذات شعر
أشقر مجعد وعينان خضراوان وخصر رشيق
قد ارتدت فستاناً أحمر بدت به أكثر فتنة من
تراها هذه تكون نظر ناحية والدته وجدها هي
الأخرى تقف والدهشة قد رسمت على وجهها...
وقف مهند وقال: من أنت أبرار؟؟
ابتسمت أبرار وأزداد خدها حمرة على اللون
الأحمر الذي صبغته به و أحنت رأسها إلى
الأرض ...
تأكد مهند أن هذه الجميلة الفاتنة أبرار حين
رأى فادي بين ذراعيها...
وقف وأقترب منها وقال:
كم أنت جميلة يا أبرار؟؟
شعرت أبرار بسعادة غامرة ونشوة عارمة
وكأنها للمرة الأولى يراها فيها مهند فهو لم
يرفع عينيه عنها وظل يحدق بها ويهيل
عليها كلمات الإطراء والإعجاب....
أقبلت العمة وأخذت فادي من بين يدي أبرار
وقالت:
دعا فادي معي لأهتم به وأنتما أخرجا في
سهرة خاصا تستحقاها فمنذ فترة طويلة
لم تخرجا هيا وتمتعا بوقتكما....
راقت الفكرة مهند كثيراً وقال:
نعم هيا يا عزيزتي....
قالت أبرار : حسناً سأحضر بعض
الأغراض التي قد يحتاجها فادي
وسأحضر....
غابت للحظات أبرار وعادت تحمل
حقيبة صغيرة وقد ارتدت حجابها..
نظر نحوها مهند وقال:
ولما ترتدين هذا؟؟؟
قالت أبرار:
تعلم أني منذ تزوجتني ألتزم بحجابي..
قال مهند بخيبة:
لقد ظننت أنه مع هذا التغيير بمظهرك قد غيرت
أيضاً من أفكارك الحجرية ولكن لا بأس هيا بنا..
شعرت أبرار بحزن كبير في داخلها هاهو مهند
يبدي لها رأيه أنها رجعية ومتخلفة...
جلست لجواره في السيارة ولكن كانت تشعر
بفراغ لعدم وجود فادي معها فقد اعتادت أن
يكون بين ذراعيها طوال الوقت..
قال مهند: ما رأيك أين نذهب؟؟
بعد فترة صمت قالت أنهار: فلنقصد مكاناً غير
مزدحم وأن كان خاصاً فهذا أفضل كي أستطيع
أخذ راحتي أكثر....
نظر مهند ناحية أبرار نظرات لم تفهم معناها
أبرار وقال: تقصدين من أجل حجابك...
نظرة نحوه أبرار ولم تملك سوى أن تصمت
فهذه المرة الأولى التي يناقشها فيها مهند بأمر
حجابها منذ زواجهما.....
قال مهند:أبرار لا أحب أن أفرض عليك أي أمر
فلك مطلق الحرية في أفكارك التي بداخلك كما
أنني لي الحرية أفكاري....
أثارت هذه الكلمات حفيظة أبرار لعله يقصد حبه
لأنهار كادت تخبره أنها تعلم بحبه لأختها وأنها
رأته في تلك الليلة وسمعت كلامهما ولكن تراجعت
فهي لا تريد إفساد ليلتها وتذكرة العهد بأن تحوز على
رضاه بأي شكلاً كان.....
أخيراً أستقر بهما الجلوس في أحد الفنادق الفخمة
والتي يبدو أنها ستكلف مهند ثمناً باهظاً ولكنه لم
يكن يبالي فلحظاته في هذه الحياة قليلة ويريد أن
يستمتع بحياته كاملة....
كان المكان مناسباً وخاصاً فاستطاعت أبرار
أن تأخذ حريتها وتخلع حجابها أخذ مهند يتأملها
كانت نظراته تملأ أبرار سعادة فهاهو مهند ينظر
لها ويراها أجمل الجميلات أخذ قطعة لحم بيده
وقال : اسمحي يا حبيبتي أن أطعمك إياها بيدي..
طار قلب أبرار سعادة مهند يناديها بحبيبتي
أنها المرة الأولى التي تسمعها منه...
تناولت منها قطعة بالرغم من أن هذه
الكلمة قد أشبعتها حتى التخمة ولم تعد تشعر
بالجوع إلا أنها لم ترفض أي لقمة من يد مهند..
وأخيراً قرر مهند بعد وجبة العشاء العودة
للمنزل كانت أبرار قد اشتاقت لفادي كثيراً
وتمنت أن تخبر صغيرها بالسعادة التي
تشعر بها الآن وتخبره أنها بدأت تستعيد والده
من جديد لجانبها.....
،،،،
وقفت أنهار تنظر بانبهار وتطوف حول أبرار
وهي تقول: لا أصدق كيف فعلت هذا أخيراً
بدأت تأخذين بنصائحي وتركت عنك لباس
الغابرين والقدماء.....
نظرت أبرار بحنق وألم لأنهار التي حلت لعنة
عليها لتفسد عليها ليلة كهذه كانت تنظر لمهند
الذي بدا مضطرباً عرفت أنها لم تنجح تماماً
فلا زالت مشاعر مهند نحو أنهار بالرغم من
كل ما قامت به أقبلت نحوه أبرار وأمسكت بيده
وهي تقول:حبيبي هيا لقد تأخرنا على فادي
لابد أنه قد أشتاق لنا ألم تشتق إليه....
أخذ مهند ينظر لأبرار وقد سحرته فتنتها
ودلالها وغنجها الذي بدت به فسار برفقتها
تاركاً خلفه أنهار بغيظها...
أخذت أنهار تضغط على شفتيها هل كانت
تقصد أبرار أغاظتها وتلمح لها بأنها قد
فشلت في الحصول على مولود ولكنها
أخذت تردد في نفسها:صبراً يا أبرار
أيام سعادتك قليل ولك الكثير من التعاسة....
عاشقة أهل البيت
17-02-2007, 02:24 PM
بالرغم من كل شيء كانت ليلة حميمة لأبرار
كرر فيها مهند إعجابه بها بجمالها...
ها قد حان لهادي أن ينضم للأسرة وتكتمل
أسرة أبرار من جديد تضاعفت المسئوليات
أكثر على أبرار فأصبحت ترعى طفلين
وكانت رعاية هادي أكثر صعوبة من أي
طفل عادي فهو يحتاج لرعاية خاصة بسبب
قلبه المريض كان كثير البكاء ليلاً أخذ
مهند يقول متأففاً: لا أستطيع الحياة هكذا يا أبرار
عليك أن تجد حلاً فأنا أشعر بتعب شديد...
قالت أبرار: أرجوك يا مهند لا تبدي تأففك
من هادي فهو طفل حساس وأشعر بأنه يشعر
حين يكون هناك من يتضايق منه...
أخذت أبرار تضم مهند لصدرها وترضعه
وهي تتلو بعض الآيات القرآنية كان يرضع
لثوان ومن ثم يعود للصراخ أخذت دموع
أبرار تهطل فهي تشعر بألم صغيرها المسكين
وتتألم له كان مهند ينظر نحو أبرار بغضب
وأخيراً بدأ الطفل يهدأ ويغفو....
قال مهند: أرى أنه من الواجب أن نجد
حلاً لهذا يا أبرار....
قالت أبرار: ماذا تقصد يا مهند؟؟
وقطع عليهما الحديث هادي وهو يصرخ
من جديد أسرعت أبرار ورفعته من سريره
وأخذت تهزه إلا أن صراخه علا....
سمعت أبرار صوت طرق على الباب اتجهت
إلى الباب وهي تحمل صغيرها فتحتها كانت
أنهار تقف خلفه....
قالت أنهار: ما هذا الإزعاج نريد أن ننام ولا
تنسي أن زوجي لديه عمل في الصباح الباكر
ولا يستطيع النوم بسبب الحضانة التي تمتلكيها
هنا أبحثي لك عن غرفة أخرى بشرط أن تكون بعيدة عن غرفتي أيتها الحاضنة.....
قالت أبرار: أرجوك يا أنهار قدري ظروفي
هذه الفترة فقط فهادي كما تعلمين ذو قلب
مريض ويحتاج لرعاية خاصة وحين يبلغ
السنة كما قال الطبيب سيكون هناك تحسن
في حالته ولم يتبقى سوى خمسة أشهر فأرجوك
اصبري قليلاً.....
نظرت أنهار نحو أبرار بإشمأزاز وقالت:
لا أرى حلاً سوى أن تبحثين لك عن غرفة
أخرى فلن أطيق هذا الوضع أكثر....
وأدارت ظهرها تاركة أبرار في حيرتها....
يتبع...............
__________________
عاشقة أهل البيت
17-02-2007, 02:27 PM
يا البطه رجعتي من المدرسه ولا حطيتهم
هههههههههههههه
بطتي العزيزه
فتحي عينك عدل
انا نزلت
وعلى فكرة الاجزاء كل مايالها تصير اطول
عشان كذا مااقدر احطها برد واحد
قراءة ممتعه يابطتي الغاليه
دلوعه
17-02-2007, 03:13 PM
اصلان انا ما شفتهم لانش يوم اتنزليهم كنت اكتب ولا شفتهم وبعدين شفتهم
وانا مو بطه انتي البطه البخيله الدبه
عاشقة أهل البيت
17-02-2007, 03:29 PM
هي هي هي جايش الخير اذا شفتج
اقول اقري وانتي ساكته
عاشقة أهل البيت
04-03-2007, 06:26 PM
ماخلصتوااااااااا؟؟
ثوار المهدي
05-03-2007, 05:22 PM
مشكوره اختي الغاليه ع هذي القصه الروعه
اتصدقي توني اقرائها
عذريني يالغاليه تراني ماشفته من كثر لهموم والحزن عندي
السموحه والله قصتج روعه وعجبتني حتي اني حطيته في ملف عندي
عاشقة أهل البيت
05-03-2007, 06:49 PM
اهلا خيو
واخيرا احد كملها لان بيست فريند ودلوعه كانوا يتابعون بس الحين هم مشغولين
اية نصدق اهم شي عجبتك
الله يزيل جميع همومنا وهمومكم
تبي أنزل الباقي؟؟؟؟؟
من عيوني بس ادور بالمنتدى وتالي بنزل
عاشقة أهل البيت
05-03-2007, 09:46 PM
(10)
إنها الآن في مملكتها الخاصة كما يحلو لها تسميتها
فبعد تأفف الجميع من طفليها وبكائهم اضطرت
أبرار أن تخضع لطلب الجميع واختارت غرفة
من غرف الملحق لتبيت فيها ليلها ونهارها لترعى
طفليها حتى مهند آثر البقاء في الغرفة القديمة ولم
يرافقها سوى لليال قليلة كانت تنتهي بخروجه غاضباً
من بكاء هادي المستمر....
ولكن ها قد بدأ الطفلين يكبران ويبتسمان لوالدتهما
التي تقبع على الكرسي الهزاز أمامهم وبيدها
كتبها الدراسية كانت ابتسامتهما تلك بلسم يشفي
كل الجروح التي بين فترة وأخرى تلتهب حين
تلمح مهند لجوار أنهار.....
لقد تأخر الوقت أنها الليلة الأخيرة والامتحان
الأخير لها وبعدها ستتخرج كانت تشعر أنها
نهاية الآلام فقد كبر هادي وفادي وأصبحا
أكثر هدوءاً وبعدها ستعود لغرفتها لجوار
مهند من جديد لقد مرة سنين وكل منهما
يقبع في غرفة منفصلة...
حتى أن هادي وفادي لم يتعلقا به كثيراً...
أنها الصفحة الأخيرة ولكن الأفكار المتضاربة
في عقلها تمنعها من التركيز.....
قررت أن تنزل من الغرفة لتتناول شيء تأكله
لعلها تجدد من نشاطها قليلاً....
سمعت صوت همس في غرفة المكتب نظرت
للساعة أنها الواحدة فجراً من يا تراه لا زال
مستيقظاً لهذا الوقت رتبت حجابها فلعله حسام
أقبلت نحو المكتب كان مهند يجلس على الكرسي
المقابل لأنهار ويمسك بيدها.....
تسارعت أنفاسها وازدادت درجة حرارة جسمها
لتصل بدمائها للغليان أرتبك مهند وترك يد
أنهار التي أصدرت ضحكتها المعهودة وقالت:
ما بال وجهك يا أبرار تبدين كمن رأى شبح؟؟
صرخت أبرار: نعم أنا لا أرى شبح بل أرى شيطان
يحوم حولكما في هذه الغرفة...
شعرت بدموعها ستخونها لتهطل فأبت أن تسمح لهم
برؤيتها فأسرعت لمملكتها لعلها تدفن بها أحزانها
لقد كفاها الصبر على ما يجري..
لقد حان الوقت لتطلع مهند بما يجول في خاطرها
يجب أن تنتهي هذه المهزلة وبأي طريقة غمرت
وجهها خلال وسادتها وضمتها بقوة لتنال
بعض المواساة منها فالأنفس التي حولها
متحجرة لا أحاسيس أو مشاعر لها....
شعرت بالباب يفتح بهدوء علمت أنه مهند
لم ترفع وجهها فهي تكره رؤيته تشعر بأنه
قد رسمت على وجهه صورة لشيطان..
أمسك بيدها سحبتها بقوة من بين يديه عاد وأمسكها
وهو يقول:أرجوك أبرار ارحميني فأنت تعلمين بحالي
وقلبي المريض لا تفعلين بي ذلك قد أموت...
نظرت نحوه بعينيها المحمرتان شعر ببعض الراحة
أقترب أكثر منها وقال: لا تسيئي فهمي فليس ما تبادر
لذهنك..
هنا رفعت أبرار رأسها من الوسادة وقالت:
كفاك كذباً يا مهند فأنا على علم بعلاقتك بأنهار
وحبك لها بالرغم من أنها زوجة أخيك أنا لن
أطلب منك أن تراعي مشاعري كزوجة لك
ولكن راعي مشاعر أخيك ألن تخجل لو علم
بما بينكما....
أدار مهند ظهره لأبرار وأعتدل في جلسته
وظل لفترة صامتاً كانت تنتظر منه بفارغ
الصبر كلماته تنتظر أن يقول لها أنها
تعني له شيئاً أنه يراعي شعورها...
وأخيراً تحركت شفتاه لتسمح لكلماته بالظهور
والوصول لمسامعها قال:
أبرار هناك أمر ينبغي أن تعرفيه أنا منذ البداية
طلبت من والدتي أن تطلب أنهار لتكون لي زوجة
وليس أنت فقلبي منذ الطفولة ملأ حباً بأنهار
ويستحيل علي يوماً أن أنساها أنا أحبها وأكذب
أن قلت أني أستطيع نسيانها أبرار والدتي قبلت يدي
لأقبل بك زوجة و إلا لما وافقت يوماً أن تكوني لي
زوجة وسار خارجاً.....
أخذت أبرار تقول: لقد تكلم وليته لم يتكلم لقد أنزل
بي سيوفاً تهيل علي طعنة تلو الأخرى أنا لاشيء
له أنا نكرة فرضت فرضاً يا ليتني مت ولم أسمع
هذه الكلمات وآخذت تصرخ: آه آه وتشهق الشهقة
تلو الأخرى حتى غرقت في نوبة بكاء حادة تبعها
بكاء طفليها.......
أخذت تضمهم لها وكأنهما يبكيان الحظ العاثر
الذي ألقى بوالدتهما لجنب والدهم...
،،،
ما بالك عيناك محمرتان جداً أهناك مشكلة ما؟
كانت هذه كلمات العمة توجهها لأبرار..
نظرت أبرار نظرات من فقد الحياة
لما قبلت يده ليوافق ويتزوجني لما ساعدتِ
الأقدار التعيسة التي قادته لي لأكون زوجة له
زوجة بالاسم فقط كانت هذه الكلمات تقبع في
فكر أبرار وتتمنى لو توجهها لعمتها ولكن أبت
أن تثير الحزن وتألم قلب أمرأة عجوز في نهاية
حياتها...
قالت ببرود: كنت أذاكر ولم أنم في الليلة الماضية
وخرجت لتلتحق بالحافلة التي ستوصلها للجامعة..
كان الجميع ينظر لها ويلمح آثار حزن قاتل في نفسها
ولكنها لم تعر تلك النظرات أي اهتمام...
أنهت الامتحان و لم تكن تعلم ماذا كتبت في تلك
الأوراق فحزنها كبيرو لم يبعده عنها امتحان نهائي.
غيرت قرارها فلن تترك مملكتها لتعيش في غرفة
بالقرب من مهند كانت تمر أيام عديدة دون أن تراه
سوى لحظات قليلة يحضر لغرفتها ويجلس ويلاعب
طفليه وكل منهما صامت لا يحدث الآخر...
وأخيراً حان لقلبها أن يبتهج لقد حصلت أخيراً
على ثمار تعبها السنين الماضية لقد تخرجت
وبمعدل امتياز كان نجاحها فسحة أمل حان لها
أن تعيشها نظرة لمستقبل قد يكون أفضل....
هيا يا حبيبي هادي تناول طعامك كانت هذه الكلمات
توجهها أبرار لطفلها وقد رسمت على وجهها إبتسامة
بريئة.....
فتح هادي الصغير فمه وأخذ يتناول الطعام الموجود
بالملعقة ومن ثم عاد ليواصل عبثه باللعبة التي بيده
قالت أبرار: أخيراً ها قد أنهينا الطعام...
وجلست تلاعب طفليها هادي وفادي كانت تتأملهم
كانت متشابهان لحد كبير وعيناهما العسليتا اللون
حين ينظران بهما لوالدتهما تشعر بنشوة غامرة...
أنهما بلسم حياتها قالت:
أتعلم يا فادي وهادي أمكما انتهت من الدراسة...
نظر الطفلان ناحية والدتهما لم يفهما كلماتها
تلك ولكنهما ابتسما لها وأخذا يضحكان أخذت
تضحك لهما أبرار من أعماقها وتقول:
تضحكان إذن أنتما سعيدان أن والدتكما أنهت
دراستها سأتفرغ الآن كلياً لكما ألستما سعيدان
بذلك......
أخذا يضحكان ويتعلقا بوالدتهما وهي تقول:
صبرا عزيزي فلقد كبرتما لن أستطيع حملكما
معاً ليس كالسابق سأحمل أولاً فادي ومن ثم
سأحمل هادي...
أخذت تحمل الواحد تلو الآخر وتدور به فتنطلق
الضحكات من ثغري طفليها الصغيرين وتطلق
هي الأخرى معهما ضحكاتها....
هيا حان وقت النوم كانت هذه كلمات أبرار توجهها
لطفليها اللذان جلسا لجانبها على الفراش أخرجت
من درج الطاولة المجاورة للفراش صورة مهند
وقالت:
هيا قولا تصبح على خير يا بابا وضعا قبلة على
جبينه...
فعل الطفلين ما طلبته منهما والدتهما وقبلاها
ومن ثم غاصا في نوم عميق...
أخذت أبرار تتأمل الصورة التي بيدها أنها أول
صورة لمهند في ليلة عقد قرانهما طلبت من أخيها
أن يلتقطها له لتعلق عليها أحلامها وحبها ولكن
كل تلك الأحلام وكل ذلك الحب حان له أن يتبخر
من عقلها لعلها ترتاح بعد كل هذا العذاب فخيبتها
كبيرة لم تخطر في بالها في يوم من الأيام....
،،،
دخل الغرفة بهدوء تأمل طفليه النائمين
وترقد بينهما أبرار كانت تبدو هزيلة جداً
فهي لم تعد تحضر لتناول وجبات الطعام
مع العائلة بل كرست وقتها بالكامل لطفليها
ودراستها....
علم أنها نجحت بتفوق ولكنها لم تخبره
فلم يعد بينهما أي كلام من تلك الليلة
رأى أطار بيد أبرار جلس على الفراش
وسحبه من بين يديها كان يحمل صورة
له نظر ناحية أبرار....
هل كانت تستحق منه تلك الطعنات التي
وجهها لها وبالرغم من ذلك فقد لزمت
الصمت ولم تخبر أحد بما حصل......
إنها أنهار والسحر الذي تملكه ويجذبه نحوها
لما لا يستطيع تجاهل مشاعره لها لما لا
يتوقف ويفكر في حال هذه المسكينة التي ترقد
لجوار طفليه أتستحق منه هذا الأذى.....
قطع عليه أفكاره صوت فادي يبكي أسرع
وحمله كي لا يوقظ أبرار ضحك فادي بوجه
والده وقال : بابا
كانت المرة الأولى التي يسمع أحد طفليه
يناديه....
إن فادي يناديه شعر بسعادة كبيرة
قال:هيا أعدها يا حبيبي قل بابا..
أشار فادي للصورة التي بيد والده وقال:
تصبح على خير بابا وقبل الصورة.....
ضم مهند فادي لصدره جعل يقول في نفسه:
مسكينة أبرار بالرغم من كل شيء فهي تحاول
أن تحبب طفلي لي مع أني أهملتهما ونادراً
ما أجلس معهما.....
أخذ مهند يضم فادي لصدره ويهزه حتى عاد
للنوم أخذه ووضعه في فراشه عاد وأحتمل
هادي ووضعه في فراشه.....
رقد لجوار أبرار لمح شيء يلمع عند عينيها
مسحه بيده كانت دموع ....
آلمه كثيراً فلابد أن أبرار ترقد كل ليلة
ودموعها تبلل خديها من الحزن لابد
أن يكون رجل لابد أن يتصرف
ويفعل شيء لينسى أنهار.....
كانت سعادة أبرار لا توصف هذا الصباح
هل قرر مهند أخيراً أن يفيق من غفوته
ويعيش معها وطفليها ويملأ حياتهم
سعادة بدأت ترتب كل شيء لتعود
لغرفتها السابقة لجوار مهند وابتسامة
عذبة على وجهها وبين لحظة وأخرى
تدعو الله أن يكون مهند لها أخيراً...
وأن تعم حياتهم السعادة....
خرجوا في ذلك اليوم في نزهة مع
الأطفال كان الجميع سعداء بهذه
النزهة بدأ فادي وهادي يلعبان
ويمرحان برفقة والدهم وأبرار
تنظر لهم والسعادة تغمرها وإن
أطلت عليها من الماضي ذكرى
مؤلمة طردتها بألحان ضحكات
طفليها لترى المستقبل القادم زهري
اللون.....
،،،
فتحت أبرار الباب لترى من الطارق
كانت أنهار خلفه قالت أنهار:
والدتنا و فدوى بغرفة الجلوس ويريدون مقابلتك
والطفلين فقد اشتاقا لكم...
قالت أبرار: حسنا سأرتدي حجابي وأنزل..
عاشقة أهل البيت
05-03-2007, 09:48 PM
تقدم فادي من أنهار وهو يبتسم ويحاول
الخروج من الباب...
قالت أنهار: سأنزل فادي معي وأنت
أحضري هادي...
قالت أبرار: حسناً وشكراً...
نظرت أنهار ناحية أبرار و قالت: ولما
الشكر....
قالت أبرار : لأنك ستنزلين فادي..
وابتسمت ابتسامة بريئة.....
خرجت أنهار من الغرفة وهي تحمل فادي
بين ذراعيها كانت تتمنى لو كان هذا الطفل
طفلها لكانت سعادتها لا توصف ولكن....
سمعت أبرار صوت صراخ هرعت خارجة
من الغرفة لترى سبب الصراخ هالها ما رأت
صرخت بأعلى صوتها:أنهار........
نزلت بأسرع ما يمكنها حضر الجميع عند
سماعهم صوت صراخ أبرار.........
كانت أنهار ملقاة على الأرض ودمائها تنزف
ولجوارها فادي يبكي أسرع حسام
بانتشال أنهار ليصل بها للمستشفى
وتبعه الجميع......
،،،
لقد فقدت الجنين كانت هذه كلمات أنهار توجهها
لحسام..
نظر حسام باندهاش وقال:
أي جنين عن ماذا تتكلمين؟؟
قالت أنهار: قل للجميع أني كنت حامل في
شهوري الأولى وقد فقدت الجنين نتيجة سقوطي
وأن أبرار هيا من دفعني من فوق الدرج....
نظر حسام ملياً ناحية أنهار التي عصب رأسها
بالضمادات كما قد أحاطت الضمادات برجلها
المكسورة وقال:
ولكنك لست حامل يا أنهار و على ما أظن
لم تدفعك أبرار من فوق الدرج.....
نظرت أنهار بحنق ناحية حسام وقالت:
ما بك هذا لصالحنا ألا ترى كيف يحيط
الجميع أبرار برعايته وأصبحنا نحن
الاثنين نكرة لا فائدة منا لأنا لا نستطيع
الإنجاب أفعل ما أقوله لك لتحظى بحب
والديك ألا ترى كيف يقدم والديك أي
شيء لأبرار ومهند وطفليهما....
صمت حسام وأخذ يقلب كلمات أنهار
في ذهنه عادت له صورة والده وقد
جزع كثيراً حين رأى فادي يبكي
ولم يعر أنهار أي انتباه وتذكر كيف
قد عم عليه هو ووالدته الحزن عندما
علما أن ساق فادي قد كسرت نتيجة
لوقوع أنهار به وكأنهم يوجهون اللوم
لأنهار لأنها وقعت به......
فقال: حسناً سأفعل ما طلبته...
ابتسمت أنهار بمكر وأسندت ظهرها
للفراش وأغمضت عيناها فهذا يريحها
أن ترى اللوم يوجه لأبرار.....
أخذت تقول أبرار: لا لم أفعل صدقوني
كان الجميع ينظر لها كمتهمة......
قالت والدتها:لما فعلت هذا يا أبرار لقد
فقدت أختك الطفل الذي لطالما انتظرناه
أ هذا بسبب غيرتك لطالما كانت تحدثني
أنهار بقلقها من غيرتك العمياء وها أنا
أرى ذلك بأم عيني.....
قالت أبرار: كيف أفعل ذلك وهي تحمل
طفلي ألا أخاف عليه أن يؤذى أن انهار
تكذب صدقوني.....
قال حسام: وما السبب الذي سيدفع أنهار
تكذب؟؟؟
قالت أبرار: لعله قد تهيأ لها أن أحداً قد
دفعها و ظنت أنه أنا لأني قلت لها بأني سآتي
خلفها مباشرة....
قال حسام: أن أنهار تركب وتنزل من فوق
الدرج باستمرار ولم يحدث لها أن وقعت
من فوق الدرج لا تكذبي يا أبرار أنت الفاعلة
أخذت دموع أبرار تتساقط وهي تقول:
لا لست أنا صدقوني....
ولكن الجميع أدار ظهره لها وسار وكان
مهند ينظر لها نظرات تقتلها.....
،،،
جلس مهند مقابلاً لأبرار وقال:
لما فعلت ذلك يا أبرار...
قالت أبرار:
صدقني يا مهند لم أفعل..
قال مهند:
أنا أعلم أنك غاضبة كثيراً من أنهار
بسبب الحب الذي أشعره تجاهها....
وفجأة أرتفع صوت مهند وبدأ الشرر
يتطاير من عينيه وهو يقول:
ولكن لم أتوقع يوماً أن تكوني مجرمة
وقاتلة كدت تقتلين أختك وفادي أيضاً
أ لهذه الدرجة أنت حقودة....
وخرج من الغرفة تاركاً أبرار لدموعها..
كانت نظرات الجميع لها نظرات احتقار
لما قامت به...
وأنصب اهتمام الجميع بأنهار التي عادت
للمنزل تعرج من ما جعل الجميع يشفق
لحالها....
كان مهند متأثراً كثيراً لحال أنهار فهي
قد أصابها ذلك بسببه وبدأ حبه يزداد
لها فقد أثبتت أنها صاحبة قلب كبير
حين رفضت أن تخبر الشرطة أن
سبب وقوعها هو أبرار فقالت:
إنه كان مجرد حادث....
شعرت أنهار بسعادة غامرة
فقد عاد الجميع يهتم بها وعاد
مهند إليها ولحبها من جديد
أخيراً عادت لها أيام السعادة
من جديد وأصبحت أبرار مجرد
نكرة في هذا المنزل.....
،،،
أخيراً يلتقي أنهار بمفردها في غرفة
المكتب وقفت أنهار وحاولت الخروج
سار مهند خلفها وقال:
أنا آسف يا أنهار لما سببته لك أبرار..
قالت أنهار: وما جدوى الأسف وقد
فقدت طفلي الذي كنت أنتظر وتشوه
جمالي بهذه العاهة....
قال مهند:
أبداً ستتحسنين قريباً ولا زلت جميلة
قالت أنهار: آه أشعر ببعض الألم هلا
أسندتني يا مهند....
أقترب مهند من انهار شعر بتيار
كهربائي يسري في جسده فهو بقرب
معشوقته أخيراً هاهو قريباً منها.......
لمحت أنهار عمها واقفاً..
دفعت مهند بقوة وهي تقول:
ما قلة التهذيب هذه ابتعد عني
أرجوك يا عمي أبعده عني...
كانت أبرار تنزل من على الدرج وهي
ترقب زوج عمتها واقفا بذهول وقد قطب
حاجباه وسمعت كلمات أنهار تلك....
وفجأة قفز زوج عمتها من مكانه أسرعت
أبرار للنزول رأت مهند ووالده رافعاً يده
هاهي يد والده تصفعه على وجهه....
انحدرت دموع أبرار على خديها ففي
هذه المرة وصلت متأخرة ولم تستطع
تحذير مهند فكان ما كان.....
صرخ والد مهند:أخرج من بيتي فأنت
رجل دنيء لا أريد أن أراك....
كانت أنهار تجلس على الأرض تصطنع البكاء
ولم تستطع إخفاء ابتسامتها حين سمعت
مهند يطرده والده من المنزل.....
أقبلت والدة مهند وهي تقول:
أرجوك يا أبا حسام هدأ من نفسك
ماذا حصل....
ووصل حسام كالأبله لا يعلم ما الذي يجري
أخذ والد مهند يشد ولده من ثيابه وهو يقول:
أخرج ولا تعد لقد تعبت منك أخرج....
وفتح البوابة الخارجية للمنزل ودفعه للخارج
أقبلت أبرار تسحب طفليها من يديهما وهما
يبكيان نظر نحوها الرجل العجوز وألتزم
الصمت....
أقبلت عمتها وهي تشد على يدها وتقول:
أتبعي مهند يا عزيزتي لا تتركيه بمفرده
خرجت أبرار وجدت مهند قد ركب السيارة
وهو مستعد للانطلاق ففتحت الباب الخلفي
وركبت مع طفليها....
يتبع......
__________________
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024