المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملف خاص عن الامام الكاظم عليه السلام متنوع المشاركات


نووورا انا
18-05-2009, 03:19 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

علم الامام الكاظم سلام الله عليه


إن قاعدة الرسالات الإلهية قائمة على أساس الإيمان بالغيب ، وأبرز مظاهر الغيب هو العلم به من قبل عباد اللـه المقربين ، أوليس ذات الكتاب الذي يوحى إلى النبي - أيّ نبي - ويؤمر الناس باتباعه من الغيب ؟

كيف علّم اللـه رسوله النبي الأمي كل تلك الرسالة العظيمة وذلك الكتاب الكريم ، الذي تحدّى العالمين أن يأتوا بمثل بعض سوره أو آياته .

إننا نقرأ في الكتاب حجة عيسى ابن مريم على قومه أن ينبئهم بما يدّخرون في بيوتهم .

وهكذا يكون علم الإمام الإلهي الذي تجاوز حدود علم الناس دليلاً على أنه مؤيد باللـه ، وأنه الإمام ، والحجة على الناس أجمعين .

كيف يكون هذا العلم ؟ هل يكون عبر توارث الحديث عن رسول اللـه عن جبرائيل عن اللـه ، أم عبر نكت في القلوب ونقرٍ في الأسماع ، أو عبر عمود من نور ينظر إليه الإمام متى شاء اللـه أن يعلم شيئاً فيعلم ، أم بنزول الروح - وهو أعظم من الملائكة - عليه ليلة القدر ؟!

الصحيح أن كل ذلك وربما غير ذلك مما لا نعلم من سبل العلم الإلهي يكون طريق علم الإمام ، ولم نكلف نحن بمعرفة تفاصيل ذلك ، إنما يكفينا أن الإمام يعلم - بإذن اللـه - بما يجهله الناس ، وبذلك يفضّل عليهم ، ولا بدّ أن يكون مطاعاً فيهم بإذن اللـه .

جاء في حديث شريف عن أبي عبد اللـه الصادق (ع) :

“ فال قلت : أخبرني عن علم عالمكم ؟ قال : وراثة من رسول اللـه (ص) ومن علي بن أبي طالب (ع) ، فقلت : إنَّا نتحدث أنه يقذف في قلبه أو ينكث في إذنه ، فقال : أو ذاك “ (9).

أي لعله يكون ذلك .

والإمام الكاظم نطق بعلم الرسالة في كافة الحقول ، ويكفيك وصيته لهشام التي تعتبر خلاصة حكم الأنبياء ، وزبدة رؤى الرسالات ، وما نذكره فيما يلي رشح من بحر علمه الزاخر :

1 - روي أن إسحاق بن عمار قال : ( لما حبس هارون أبا الحسن موسى (ع) دخل عليه أبو يوسف ، ومحمد بن الحسن ، صاحبا أبي حنيفة فقال أحدهما للآخر : نحن على أحد الأمرين ، إما أن نساويه أو نشكله ، فجلسا بين يديه ، فجاء رجل كان موكلاً من قبل السندي بن شاهك ، فقال : إن نوبتي قد انقضت وأنــا على الإنصراف فإن كان لك حاجة أمرتني حتى آتيك بها في الوقت الذي تخلفني النوبة ؟ فقـال : مالي حاجة ، فلما أن خرج قال لأبي يوسف :

( ما أعجب هذا يسألني أن أكلفه حاجة من حوائجي ليرجع وهو ميت في هذه الليلة ) .

فقاما فقال أحدهما للآخر : إنا جئنا لنسأله عن الفرض والسنَّة وهو الآن جاء بشيء آخر كأنه من علم الغيب .

ثم بعثا برجل مع الرجل فقالا : إذهب حتى تلزمه وتنظر ما يكون من أمره في هذه الليلة وتأتينا بخبره من الغد ، فمضى الرجل فنام في مسجد في باب داره ، فلما أصبح سمع الواعية ورأى الناس يدخلون داره فقال : ما هذا ؟ قالوا قد مات فلان في هذه الليلة فجأة من غير علة ، فانصرف إلى أبي يوسف ومحمد واخبرهما الخبر ، فأتيا أبا الحسن (ع) فقالا : قد علمنا أنك أدركت العلم في الحلال والحرام فمن أين أدركت أمر هذا الرجل الموكل بك أنه يموت في هذه الليلة ؟ قال :

( من الباب الذي أخبر بعلمه رسول اللـه (ص) علي بن أبي طالب (ع) ) . فلمّا ردّ عليهما هذا بقيا لا يحيران جواباً ) (10) .

هكذا أوتي الإمام موسى بن جعفر (ع) علم المنايا كما أوتي ذلك من قبل أنبياء اللـه وأوليائه الكرام .

2 - وكذلك أوتي علم منطق الناس بإذن اللـه تعالى ، فقد جاء في الحديث عن ابن أبي حمزة قال : (كنت عند أبي الحسن موسى (ع) إذ دخل عليه ثلاثون مملوكاً من الحبشة اشتروا له ، فتكلم غلام منهم فكان جميلاً بكلام فأجابه موسى (ع) بلغته ، فتعجب الغلام وتعجبوا جميعاً وظنوا أنه لا يفهم كلامهم ، فقال له موسى : إني لأدفع إليك مالاً فادفع إلى كل منهم ثلاثين درهماً ، فخرجوا وبعضهم يقول لبعض : إنه أفصح منا بلغاتنا ، وهذه نعمة من اللـه علينا .

قال علي بن أبي حمزة : فلما خرجوا قلت : يابن رسول اللـه رأيتك تكلم هؤلاء الحبشيين بلغاتهم ؟! قال : نعم ، قال : وأمرت ذلك الغلام من بينهم بشيء دونهم ؟ قال : نعم أمرته أن يستوصي بأصحابه خيراً ، وأن يعطي كل واحد منهم في كل شهر ثلاثين درهماً ، لأنه لما تكلم كان أعلمهم فإنه من أبناء ملوكهم ، فجعلته عليهم وأوصيته بما يحتاجون إليه ، وهو مع هذا غلام صدق ، ثم قال : لعلك عجبت من كلامي إياهم بالحبشة ؟ قلت : إي واللـه قال : ( لا تعجب فما خفي عليك من امري أعجب وأعجب ، وما الذي سمعته مني إلاّ كطائر أخذ بمنقاره من البحر قطرة ، أفترى هذا الذي يأخذه بمنقاره ينقص من البحر ؟! والإمام بمنزلة البحر لا ينفذ ما عنده وعجائبه أكثر من عجائب البحر ) (11) .

3 - وجاء في حديث آخر يرويه علي بن حمزة قال : ( أرسلني أبو الحسن (ع) إلى رجل قدّامه طبق يبيع بفلس فلس وقال : أعطه هذه الثمانية عشر درهماً وقل له : يقول لك أبو الحسن : انتفع بهذه الدراهم فإنهــا تكفيك حتى تموت ، فلما أعطيته بكى ، فقلت : وما يبكيك ؟ قال : ولم لا أبكي وقد نعيت إليّ نفسـي ، فقلت : وما عند اللـه خير مما أنت فيه ، فسكت وقال : من أنت يا عبد اللـه ؟ فقلت علي بن أبي حمزة ، قال : واللـه لهكذا قال لي سيدي ومولاي أني باعث إليك مع علي بن أبي حمزة برسالتي ، قال علي : فلبثت نحواً من عشرين ليلة ثم أتيت إليه وهو مريض فقلت : أوصني بما أحببت أنفذه من مالي ، قال : إذا أنا متّ فزوج ابنتي من رجل دين ، ثم بع داري وادفع ثمنها إلى أبي الحسن ، واشهد لي بالغسل والدفن والصلاة . قال : فلما دفنته زوّجت ابنته من رجل مؤمن وبعت داره وأتيت بثمنها إلى أبي الحسن (ع) فزكاه وترحم عليه وقال : رد هذه الدراهم فادفعها إلى ابنته ) (12) .

4 - وإذا كان علم الأئمة من اللـه ، فإن اللـه سبحانه لا يعجزه شيء في السماوات والأرض ، وقد تقضي حكمته أن يجعل علمه عند صبي في المهد ، كما فعل بالمسيح عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا (ع) ، وهكــذا أظهر قدرته في شخص الإمام الكاظم (ع) حيث جاء في حديث شريف مأثور عن عيسى شلقان قال : ( دخلت على أبي عبد اللـه (ع) وأنا أريد أن أسأله عن أبي الخطاب فقال لي مبتدئاً من قبل أن أجلس : ما منعك أن تلقى ابني موسى فتسأله عن جميع ما تريد ؟ قال عيسى : فذهبت إلى العبد الصالح (ع) وهو قاعد في الكتّاب وعلى شفتيه أثر المداد فقال لي مبتدئاً : يا عيسى إن اللـه أخذ ميثاق النبيين على النبوة فلم يتحوّلوا عنها ، وأخذ ميثاق الوصيين على الوصية فلم يتحولوا عنها أبداً ، وإن قوماً إيمانهم عارية ، وإن أبا الخطاب ممن أعير الإيمان فسلبه اللـه إياه ، فضممته إليّ وقبلت ما بين عينيه وقلـت : ذرية بعضها من بعض .

ثم رجعت إلى الصادق (ع) فقال : ما صنعت ؟ قلت : أتيته فأخبرني مبتدئاً من غير أن أسأله عن جميع ما اردت ، فعلمت عند ذلك أنه صاحب هذا الأمر ، فقال : يا عيسى إن ابني هذا الذي رأيت لو سألته عما بين دفتي المصحف ، لأجابك فيه بعلم ثم اخرجه ذلك اليوم من الكتاب ) (13).

5 - حينما يسقط الحجاب بين الرب وعبده ، وحينما يبلغ الصفاء الروحي والمعرفة الإلهية القمة ، فإن الدنيا تاتي مطيعة للعبد الصالح ، كما قال اللـه في الحديث القدسي :

“ عبدي ، أطعني تكن مِثلي ( أو مَثَلي ) أقول للشيء كن فيكون وتقول للشيء كن فيكون “ .

هكذا يروي لنا شقيق البلخي جانباً من الكرامة التي خصها اللـه تعالى لإمامنا السابع موسى بن جعفر (ع) فيقول : ( خرجت حاجّاً في سنة تسع وأربعين ومائة ، فنزلت القادسية فبينا أنا أنظر إلى الناس في زينتهم وكثرتهم ، فنظرت إلى فتى حسن الوجه شديد السمرة ضعيف ، فوق ثيابه ثوب من صوف مشتمل بشملة ، في رجليه نعلان وقد جلس منفرداً ، فقلت في نفسي : هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلا على الناس في طريقهم ، واللـه لأمضين إليه ولأوبخنَّه ، فدنوت فلما رآني مقبلاً قال : يا شقيق :

{ اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ } (الحُجُرات/12)

ثم تركني ومضى ، فقلت في نفسي إن هذا الأمر عظيم قد تكلم بما في نفسي ونطق بإسمي ، وما هذا إلاّ عبد صالح لألحقنَّه ولأسألنه أن يحللني ، فأسرعت في أثره فلم ألحقه وغاب عن عيني ، فلما نزلنا واقصة وإذا به يصلّ وأعضاؤه تضطرب ، ودموعه تجري فقلت : هذا صاحبي أمضي إليه وأستحلّه .

فصـبرت حتى جلس ، وأقبلت نحوه فلما رآني مقبلاً قال : يا شقيق اتلُ : { وإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَن تَابَ وءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى } (طه/82)

ثم تركني ومضى ، فقلت : إن هذا الفتى لّمِنَ الأبدال ، لقد تكلّم على سرّي مرتيــن ، فلما نزلنا زُبالـة إذا بالفتى قائم على البئر وبيده ركــوة يريد أن يسقي ماءً ، فسقطت الركوة من يده في البئر وانا أنظر إليه ، فرأيته قد رمق السماء وسمعته يقول :

أنــت ربـي إذ ظمئت إلـى الماء * وقوتـي إذا أردت الطعـــــــــامـا

“ اللـهم سيدي مالي غيرها فلا تعدمنيها “ .

قال شقيق : فواللـه لقد رأيت البئر وقد ارتفع ماؤها فمد يده وأخذ الركوة وملأها ماءً ، فتوضأ وصلى أربع ركعات ، ثم مال إلى كثيب رمل فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة ويحركه ويشرب ، فأقبلت إليه وسلّمت عليه ، فرد عليّ السلام فقلت : أطعمني من فضل ما أنعم اللـه عليك ، فقال : يا شقيق لم تزل نعمة اللـه علينا ظاهرة وباطنة فاحسن ظنك بربك ، ثم ناولني الركوة فشربت منها فإذا هو سويق وسكّر ، فواللـه ما شربت ألذّ منه ولا أطيب ريحاً فشبعت ورويت وأقمت أياماً لا أشتهي طعاماً ولا شراباً .

ثم لم أره حتى دخلنا مكة ، فرأيته ليلة إلى جنب قبة الشراب في نصف الليل قائما يصلي بخشوع وأنين وبكاء ، فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل ، فلما رأى الفجر جلس في مصلاه يسبّح ، ثم قام فصلّى الغداة وطاف بالبيت أسبوعاً وخرج فتبعته ، وإذا له غاشية وموال وهو على خلاف ما رأيته في الطريق ، ودار به الناس من حوله يسلّمون عليه ، فقلت لبعض من رأيته بقرب منه : من هذا الفتى ؟ فقال : هذا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) فقلت : قد عجبت أن تكون هذه العجائب إلاّ لمثل هذا السيد ، ولقد نظم بعض المتقدّمـين واقعة شقيق معه في أبيات طويلة اقتصرت على ذكر بعضها فقال :

ســـل شقـــيــق البلخــــي عـــنه ومــــــا * عـا يــن منـــه ومـــا الــــذي كــان أبصـرْ

قــــال لمـــا حجـــجــت عــاينـت شخصــاً * شــاحـــب اللون ناحــــل الجـــسم أســمرْ

ســــائـراً وحـــــده ولـــيـس لــــــــه زا د * فـــمــــــــازلـــــت دائـــمـــــــا اتـــفـــكــــرْ

وتـــــوهـــمـت أنـــــه يـــسـأل النــــــاسّ * ولـــــم أدر أنـــه الحــــــج الأكــــــبــــــــر

ثـــم عـــايـــنـــتــــــه ونـــحـــن نــــــزول * دون فيـدٍ عَـــلــى الكثـــيـــب الأحـــمــــــر

يضــع الـــرمل فـي الإنـــاء ويـشـــربـــــ * ــهْ فـــنــــاديتــه وعـــقـــلــــي مـــحـــيـــر

أسقـنــي شربـــــة فــــنــاولـــنــي مـــنــــ * ـهُ فـــعــــايـــنـــتـــــه ســويـــقـاً وسكّـــــر

فســألت الحجـــيج مــــن يــــــــك هــذا ؟ * قيل هـذا الإمـام موسى بــن جعفـر(14)




(1) العلاّمة المجلسي خصص في موسوعته بحار الأنوار الجزء 48 جزءاً مفصلاً ( من ص 29 - 100 ) حول بعض معاجزه .

(2) المصدر : ( ص 213 - 215 ) .

(3) المصدر : ( ص 66) .

(4) المصدر : ( ص 45) .

(5) المصدر : ( ص 44) .

(6) المصدر / ( ص 85 ) .

(7) المصدر : ( ص 45 - 46 ) .

(8) المصدر : ( ص 46 - الرقم 30 ) .

(9) بحار الانوار : ( ج 2 ، ص 174) .

(10) المصدر : ( ص 64 ، 65) .

(11) المصدر : ( ص 70 ) ( 93/ ) .

(12) المصدر : ( ص 76) .

(13) المصدر : ( ص 58 ) .

(14) المصدر : ( ص 80 - 82 ) .

عاشق الامام الكاظم
19-05-2009, 12:54 AM
اللهم صلي على محمد وال محمد
سلمت اناملكِ اختي
في ميزان اعمالج يا رب
حشركِ الله مع ال بيت النبي (صلوات الله عليهم)
لا تنسيني اختي بلدعاء

أرجوان
19-05-2009, 12:46 PM
اللهم صل على محمد وال محمد
وفقك الله ..

غصون الحياة
19-05-2009, 03:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد و على آله وعجل فرجهم يا كريم

بارك الله فيك

أختي الكـريمة

طرح قيم

وفقك الله لخدمة أهل البيت

( سلام الله عليهم )

نووورا انا
20-05-2009, 09:11 PM
اللهُمَ صَلْ عَلىَ مُحَمَدٍ وََ آَلِ مُحَمَدٍ الطَيِبِين الطَاهِرَينْ المُنْتَجَبِين وَعَجِلْ فَرَجَهُم


الحب احساس مو كلمة

ارجوان

غصون الحياة

شكرا للمرور العطر

نووورا انا
29-05-2009, 10:15 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

عبادة وزهد الامام الكاظم عليه السلام


من أبرز سمات القيادات الرسالية الزهد ، والتقشف والإجتهاد في التبتل إلى اللـه تعالى ، وقد كان عصر الإمام الكاظم (ع) معروفاً بالعصر الذهبي ، وكانت بيوت السلطة العباسية تفيض بالثروات الطائلة، وتشهد حفلات المجون ، كالتي نقرأ بعضها في قصص ألف ليلة وليلة ، وفي ذات الوقت ينقل إبراهيم بن عبد الحميد ويقول : ( دخلت على أبي الحسن الأول (ع) في بيته الذي كان يصلي فيه فإذا ليس في البيت شيء إلاّ حضفة (1) (http://www.14masom.com/14masom/09/mktba9/book02/4.htm#1) وسيف معلق ومصحف ) (2) (http://www.14masom.com/14masom/09/mktba9/book02/4.htm#2).
وكان (ع) يسعى إلى بيت اللـه الحرام ماشياً لشدة تواضعه لله ، واجتهاده في العبادة ، وإذا عرفنا المسافة بين المدينة ومكة التي تقارب ( 400) كليو متر وطبيعة الصحراء في أرض الحجاز ، عرفنا مدى تحمل الإمام للصعاب في سبيل اللـه .
يقول علي بن جعفر (ع) : ( خرجنا مع أخي موسى بن جعفر (ع) في أربع عُمَرٍ يمشي فيها إلى مكة بعياله وأهله ، واحدة منهن مشى فيها ستة وعشرين يوماً ، وأخرى خمسة وعشرين يوماً ، وأخرى أربعة وعشرين يوماً ، وأخرى واحداً وعشرين يوماً ) (3) (http://www.14masom.com/14masom/09/mktba9/book02/4.htm#3).
أما شدة اجتهاده في الصلاة وهي قرة عين المؤمنين وملتقى الحبيب مع الحبيب فيقول عنها الحديث التالي :
“ روي أنه كان يصلي نوافل الليل ، ويصلها بصلاة الصبح ، ثم يعقب حتى تطلع الشمس ، ويخر لله ساجداً فلا يرفع رأسه من السجدة والتحميد حتى يقرب زوال الشمس ، وكان يدعو كثيراً فيقول : اللـهم إني أسألك الراحة عند الموت ، والعفو عند الحساب ، ويكرر ذلك ، وكان من دعائه (ع) عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك ، وكان يبكي من خشية اللـه حتى تخضلّ لحيته بالدموع ، وكان أوصل الناس لأهله ورحمه ، وكان يفتقد فقراء المدينة “ (4) (http://www.14masom.com/14masom/09/mktba9/book02/4.htm#4) .
والواقع أن اجتهاد الإمام في عبادة ربه والتبتل إليه بالصلوات والأدعية ، هو السبب الذي بعثه اللـه به مقاما محموداً . وهو الذي أعطاه قدرة تحمل أعباء الرسالة التي نهض بها وضحّى بما لديه في سبيل تبليغها ، وكانت صلواته أعظم مؤنس له في ظلِّ ظُلم الطغاة ، فهذا أحمد بن عبد اللـه ينقل عن أبيه فيقول : ( دخلت على الفضل بن الربيع وهو على سطح فقال لي : إشرف على هذا البيت وانظر ما ترى ؟ فقلت : ثوباً مطروحا فقال : أنظر حسناً فتأملت فقلت : رجل ساجد ، فقال لي : تعرفه ؟ هو موسى بن جعفر أتفَّقده الليل والنهار فلم أجده في وقت من الأوقات إلاّ على هذه الحالة ، إنه يصلي الفجر فيعقب إلى أن تطلع الشمس ثم يسجد سجدة ، فلا يزال ساجداً حتى تزول الشمس ، وقد وكّل من يترصّد أوقات الصلاة ، فإذا أخبره وثب يصلّي من غير تجديد وضوء ، وهو دأبه فإذا صلّى العتمة أفطر ، ثم يجدد الوضوء ثم يسجد فلا يزال يصلي في جوف الليل حتى يطلع الفجر ، وقال بعض عيونه : كنت أسمعه كثيراً يقول في دعائه :
“ اللـهم إنك تعلم أنني كنت أسألك أن تفرِّغني لعبادتك ، اللـهم وقد فعلت فلك الحمد “ (5) (http://www.14masom.com/14masom/09/mktba9/book02/4.htm#5) .
أما قراءته للقرآن ، فيحدثنا عنها حفص ويقول : ( ما رأيت أحداّ أشد خوفاً على نفسه من موسى بن جعفر (ع) ولا أرجى للناس منه ، وكانت قراءته حزناً ، فإذا قرأ فكأنه يخاطب إنساناً (6) (http://www.14masom.com/14masom/09/mktba9/book02/4.htm#6).
لقد علّمه القرآن الكريم أسمى القيم ، ومن أبرزها الإشفاق على نفسه ، والسعي الدائب لتزكيتها وخلاصها من غضب الرب ، وإصلاحها لتكون موضع محبة الخالق ورضوانه .
بينما كان يرجو للناس كل خير ، ولم يكن رجاؤه مجرداً عن العمل ، بل كان (ع) يتقرب إلى اللـه بالإحسان إلى الناس ، فقد كان يتفقد فقراء أهل البيت فيحمل إليهم في الليل العين والورق وغير ذلك ، فيوصله إليهم وهم لا يعلمون من أي جهة هو)(7) (http://www.14masom.com/14masom/09/mktba9/book02/4.htm#7).

الهوامش

(1) الحضفة : الحيكة تعمل من الخوص للتمر ، وأيضاً يقال للثوب الغليظ جداً .
(2) المصدر : ( ص 100 ).
(3) المصدر.
(4) المصدر : ( ص 102 ).
(5) المصدر : ( ص 107 ، 108 ) .
(6) المصدر : ( ص 111 ) .
(7) المصدر : ( ص 108 )

نووورا انا
29-05-2009, 10:20 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

علم الامام الكاظم عليه السلام

سبق الحديث عن علم الإمام ونعود هنا لنثبت رواية طريفة في علمه ، حيـث ينقل عن محمـد بن النعمان المعروف بأبي حنيفة إمام المذهب أنه قال :
( رأيت موسى بن جعفر وهو صغير السن في دهليز أبيه ، فقلت : أين يحدث الغريب منكم إذا أراد ذلك ؟ فنظر إليّ ثم قال : يتوارى خلف الجدار ويتوقَّى عن أعين الجار ، ويتجنب شطوط الأنهار ومساقط الثمار ، وأفنية الدور والطرق النافذة ، والمساجد ، ولا يستقبل القبلة ، ولا يستدبرها ، ويرفع ويضع ذلك حيث شاء .
قال : فلما سمعت هذا القول منه ، نبل في عيني ، وعظم في قلبي فقلت له : جعلت فداك ممن المعصية ؟ فنظر إليّ ثم قال : إجلس حتى أخبرك ، فجلست فقال : إن المعصية لابد أن تكون من العبد أو من ربه أو منهما جميعاً ، فإن كانت من اللـه تعالى فهو أعدل وأنصف من أن يظلم عبده ويأخذه بما لم يفعله ، وان كانت منهما فهو شريكه ، والقوي أولى بإنصاف عبده الضعيف ، وإن كانت من العبد وحده فعليه وقع الأمر ، وإليه توجه النهي ، وله حق الثواب والعقاب ، ووجبت الجنة والنار فقلت :
{ ذريةً بعضها من بعض } ( آل عمران / 34) .
وروي عنه الخطيب في تاريخ بغداد ، والسمعاني في الرسالة القومية ، وأبو صالح أحمد المؤذن في الأربعين ، وابو عبد اللـه بن بطة في الإبانة ، والثعلبي في الكشف والبيان ، وكان أحمد بن حنبل مع انحرافه عن أهل البيت (ع) لما روي عنه قال : حدثني موسى بن جعفر قال : حدثني أبي جعفر بن محمد وهكذا إلى النبي (ص) ثم قال أحمد : ( وهذا إسناد لو قُرِأ على المجنون أفاق ) .

نسمات شرقية
29-05-2009, 11:44 PM
جزاكِ الله خيراً غاليتي
حفظكِ الرحمن

ايمان حسيني
30-05-2009, 02:34 AM
السلام على باب الحوائج
السلام عليك سيدي سلام متصل بإتصال الليل والنهار
سلمت يداك غاليتي وبارك الله فيك

القلب الصبور
30-05-2009, 03:52 AM
الف شكر اختي على الموضوع

قضى الله حوائجكم بحق الامام الكاظم

عاشق الامام الكاظم
30-05-2009, 01:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
الله يعطيكِ العافية على الطرح الرائع

جزاكِ الله خير الجزاء

وجعلة الله في موازين حسناتكِ

سلمت يداكِ اختي

نووورا انا
01-06-2009, 03:29 AM
اللهُمَ صَلْ عَلىَ مُحَمَدٍ وََ آَلِ مُحَمَدٍ الطَيِبِين الطَاهِرَينْ المُنْتَجَبِين وَعَجِلْ فَرَجَهُم

ايمان حسني

عاشق الامام الكاظم

شكرا للمرور لاحرمنا تواجدكم

ثائر محسن
12-07-2009, 02:30 PM
من عبق راهب آل محمد صلوات الله عليهم
نعزي الامة الاسلامية وامامها صاحب العصر القريب الظهور ومراجعنا العظام
قال الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ( رحم الله شيعتنا خُلقوا من فاضل طينتا وعُجنوا بنور ولايتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ))
أن الحديث عن المعذب بالقعر والسجون حديث الاباء والعزة والشهامة
فلقد سأل هارون الرشيد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام : أنت الذي تبايعك الناس سرا
قال عليه السلام : أنا أمام القلوب وأنت أمام الأجسام )
القرآن يُقسم الأئمة على نوعين :
أئمة حق ، وأئمة باطل قال تعالى (وجعلناهم ائمة يهدون بأمرنا ) وقال في موضع أخر ( وجعلناهم ائمة يهدون إلى النار )
فحتى هارون العباسي يعلم من هو موسى بن جعفر لكنه ( الملك ) كما يقول فلقد دخل عليه موسى الكاظم عليه السلام أكرمه وعانقه ويسأله عن حاله وعياله ولما قام الإمام نهض هارون وودعه باجلال واحترام فلما خرج سأله المأمون : من هذا الذي فعلت له ما لم تفعله لأحد ٍ سواه .
فقال هارون : هذا وارث علم النبيين هذا موسى بن جعفر فأن أردت َ العلم الصحيح فعند هذا.
فلماذا أذن سجن وقتل الإمام هل هو اللؤم والحقد ؟؟
أما أنه المنصب ؟؟
أن ذات الإنسان أي أنسان تتحول من حقيقيتها قبل الحكم إلى حقيقة أخرى بعده ؟؟
بحيث أن أرباب المناصب يقيسون كل شيء بما يحفظ مناصبهم وسلطانهم فلا دين ولا عقل ولا وجدان ولا علم ولا شيء ألا المنصب
كما نرى اليوم من شخصيات كان لها وزن لكنها سقطت في هذا الداء الوبيل ؟؟
حتى الزعامة الدينية ليست ببعيدة عن هذا الداء الجاه السلطة ؟
وهذه الكلمة المشهورة لسماحة آية الله السيد محسن الحكيم ( للأنصاف أنه يصعب جدا بقاء العدالة للمرجع في الفتوى اذا لم تكن نفسه بمرتبة عالية ذات مراقبة ومحاسبة فأن في ذلك مزلة الاقدام ومخطرة الرجال العظام )
أما حال الأمة في عهد الإمام الكاظم عليه السلام كانت كاليوم فعشرات الارامل لم يملكن غير ثوب واحد فالعلويات الارامل في عهده لم يملكن غير ثوب واحد يتناقلنه في الصلاة فكانت تخلع الثوب وتعطيه للأخرى فتصلي به في البرد يحتمين بالشمس هذا الا يذكرني بالمهجرين وأزمة الوقود بالعراق الجريح وفقرائه .
ولقد كانت أمراة تستجدي في شوارع الكوفة وكانت تتبع احمال الرطب فتلتقط ما يسقط منه فتجمعه في كساء رثّ عليها , فمرَّ بها محمد بن ابراهيم بن أسماعيل بن أبراهيم بن طباطبا بن الحسن بن الأمام حسن عليه السلام وهو صاحب أبي السرايا لا فسألها عما تصنع بذلك فأنتسبت فأذا بتا من عائلة من الأنصار ، ثم قالت : أني امراة لا رجل لي يقوم بمؤونتي ولي بنات لا يملكن شيء فانا اتتبع هذا من الطريق واتقوته إنا وولدي ، فبكى بكاءا شديدا وقال : أنت ِ والله والله وأشباهكِ تخرجوني غدا حتى يسفك دمي .
أي ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن كلفه ذلك دمه لما يرى من الضيم والحيف والابتعاد عن الله جلّ في علاه واليوم نرى الفساد الاداري في كل مكان والرشوة والمحسوبية وانتهاء التعليم بالرشوة والغش حتى إن اغلب الطلبة لا يحسنون لغتهم العربية ،
أما الكاظم عليه السلام فكان يعيش في هذه المحن العظام نعم الإمام ضحى بنفسه من أجل اهداف عظام ذكرها بقوله عليه السلام
( طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبنا في غيبة قائمنا ، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا أولئك منا ونحن منهم وقد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة ، طوبى لهم ثم طوبى لهم هم والله معنا في درجتنا يوم القيامة ))
أي حبّ يعنيه الأمام الكاظم ( المتمسكين بحبنا ) حتى إن الأمام الصادق يقول ويحصر الدين بالحبّ ( وهل الدين ألا الحب ّ)
بعقيدتي ليس الحب بلقلقة لسان أنما عمل قال السجاد عليه السلام ( أحبونا حبّ الأسلام ولا تحبونا حبّ الأصنام ) لقد وقع الكثير منا في الحب الثاني حبّ الاسماء لا حبّ من يكون موسى بن جعفر لذلك في الأختبار والتمحيص يخسر المبطلون ..
موسى بن جعفر كان ثوري كما في لغة اليوم مغامر في سبيل بقاء كلمة الله هي العليا .
من خلال الثورات التي يدعمها أو الحركات الرسالية كعلي بن يقطين وغيرهم .
أن آل محمد يعلموننا ..
.قال باقرهم ( ويل لقوم لا يدينون الله بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر )
قال صادقهم عليهم السلام ( أمروا بالمعروف وأنهوا عن المنكر فأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يقربا أجلا ولم يبعدا رزقا ))
وهذا والله ما تيقنت منه .
فوالله ما سُجن موسى بن جعفر بل كان يحمد الله على هذا ما يسمونه سجن الطغاة كان يقول (( اللهم أنك تعلم طالما سألتك أن تفرغني لعبادتك ))
نعم إن من هوان الدنيا على الله ما يجري بها على آل محمد
قال جعفر الصادق عليه السلام ( أن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )
وقال أيضاً ( لو يعلم المؤمن مالهُ في المصائب من الأجر لتمنى أن يقرض بالمقاريض )
فلنؤدي واجبنا وليكن ما يكون ولنتحدى كل طاغوت كقول موس بن جعفر لهارون ( أنا أمام القلوب وأنت أمام الأجسام )
وقال له ( يا هارون ... ما ينقضي عني يوم من البلاء حتى ينقضي عنك يوم من الرخاء ثم نفنى جميعا ألى يوم ليس له أنقضاء ويخسر هنالك المبطلون )
نعم يتنقل من سجن عيسى بن جعفر إلى سجن الفضل بن ربيع إلى سجن الفضل بن يحيى وكلهم يرففضون قتله لهيبته وعبادته خوفا من نزول البلاء بهم حتى أن هارون العباسي بعث له بجارية لها من الجمال والفتنة العالية في سجنه لعله يقع في ما يتمناه هارون ولكن خرجت الجارية عابدة أثار الخشوع على نفسها واضحة ، لا ترفع رأسها وتقول : قدوس سبحانك قدوس
فقال هارون : سحرها والله موسى بن جعفر .
وفي أحد الأيام صعد هارون سطحا يشرف على السجن فكان يرى الأمام ساجدا
فقال للربيع : ما ذاك الذي أراه كل يوم
قال الربيع : يا أمير الكذا ما ذاك بثوب أنما هو موسى بن جعفر
فقال هارون : أما أن هذا من رهبان بني هاشم
فقال الربيع : فما بالك قد ضيقت عليه في الحبس
قال هارون : هيهات لا بدّ من ذلك
نعم انه المنصب والملك والجاه والرئاسة
وأذكر هنا قول الشهيد محمد باقر الصدر مخاطبا طلبته متسائلا ؟
من منا أ ُعطي دنيا هارون الذي يخاطب السحاب قائلا : أينما تمطرين يأتيني خراجك
كان يملك من الصين إلى الاندلس
نحن نلعن هارون لقتله موسى وسجنه وا عجباه لو أعطينا هذه الدنيا بيننا وبين الله ألا نقتل موسى الكاظم
صدقت يا أبا جعفر أنه التمحيص والتمييز والغربلة التي نعيشها اليوم
وكم من باكي على ظلم الشعب وهو اليوم بمكان الظالم فما قدم للشعب المظلوم
انتم أجيبوني يرحمكم الله

خادم الشيخ الكوراني
12-07-2009, 03:10 PM
عظم الله اجورنا واجوركم بااستشهاد سيدنا ومولانا الامام الكاظم عليه السلام سلمت يداك اخي ثائر في ميزان حسناتك

القلم المستبصر
14-07-2009, 09:21 PM
بهذه العبارات المتواضعة نخاطب ذلك الإمام العظيم:
في ذلك الوقت... عند غروب الشمس يهبّ النسيم العليل فيبدأ سعف النخيل يهمس في اذن بعضه البعض ويتناجى بنشيد ملحمة حياتك ايّها الإمام الفذ، ويرسل مع ذلك النسيم المهاجر رسالة تتضمن كل الوان الظلم التي جرت عليك...
وفي الربيع عندما ينشق ويتفجّر حزن السماء الكئيبة فتتساقط دموع السحاب، تمثّل هذه الدموع همّ وحزن اتباعك الذين يتجرّعون الوان الظلم على طول التاريخ فيبكون عليك ايّها الإمام العظيم !
لكنّ الستائر الغليظة لهذه الدموع لا يمكن ان تحول دون رؤية ملحمتك وصمودك وصبرك وبالتالي شهادتك في سبيل الحق، واذا كنّا نبكيك واقفين حتّى نجلّ فيك الصمود والوقوف، وحتّى ينهض التاريخ اجلالاً لبطولتك.
فسلام لك من اروع واشجع نقطة في اعماق قلوبنا دائماً ومن غير انتهاء..



عظم الله اجورنا واجوركم بذكر استشهاد المعذب بقعرالسجون موسى الكاظم عليه السلام

أحسنت اخينا الموالي ثائر محسن لموضوعك القيم والمحزن بحق الامام الكاظم

Dr.Zahra
14-07-2009, 11:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعزيكم بذكرى استشهاد المعذب في قعر السجون امامنا الغريب الكاظم
ورحم الله والديكم
قضى الله جوائجكم بحق الغريب
موفقين بحق محمد وال محمد الطاهرين
دمتم محاطين بالالطاف المهدويه

مرتضى العاملي
15-07-2009, 04:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد

لماذا اغتالوا الإمام الكاظم عليه السّلام ؟!
الوصوليون، والنفعيّون، والعاشقون للرئاسة والسلطة، والسياسيّون الذين لا يُعْمِلون سياستهم بالدِّين.. هؤلاء غالباً ما يركبون الموجة ويردّدون مطاليب الأُمّة وشعاراتها التي تنطوي فيها آمالها، ويتملّقون لها ويطالبون بحقوقها وتحقيق أهدافها، أو يفتعلون الأحداث ويختلقون الفتن، ويستثمرون الوقائع لصالحهم، أو يخدعون الجماهير بالأضاليل، ويشترون الذممَ الرخيصة بالأموال والمغريات الدنيويّة.

وعلى كلّ حال.. يسلكون كلَّ ما يؤدّي إلى هدفهم، وهو: السلطة الحاكمة. فإذا قبضوا عليها تنكّروا لما ادّعَوا، وعاثُوا في الأرض فساداً.. يُهلكون الحرثَ والنسل، وينشرون الظلم والرذيلة. كما فعل الأُمويّون، فطغَوا وذبحوا عشرات الآلاف من المؤمنين والصحابة والتابعين والأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ. وهنا وجد العبّاسيّون الفرصة مناسبةً لاستثمار النقمة الشعبيّة، فتباكَوا على ظليمة أهل البيت عليهم السّلام وركبوا التيّار العامّ.. حتّى إذا قبضوا على الحكم قتلوا أضعاف ما قتل الأُمويّون وعاثوا في الأرض ظلماً وإفساداً، تقتيلاً وتشريداً.

والمقطع التاريخيّ الذي عاشه الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السّلام صورة موضِّحة لهذا الأمر.. نتبيّنه للمثال والاعتبار.
* * *
لقد علم العبّاسيّون أنّهم لن يصلوا إلى السلطة إلاّ من خلال التظاهر بالتعاطف مع أئمّة أهل البيت النبويّ.. ثمّ وجدوا أنفسهم بعد تسلّطهم في خوفٍ وريبةٍ إذا فسحوا المجال للأئمّة عليهم السّلام ليؤدّوا مسؤولياتهم الرسالية، فذلك يهدّد سلطتهم التي قامت على الادّعاء والنفاق. فالعبّاسيّون مغتصبون لخلافة النبيّ صلّى الله عليه وآله، والسلطة التي حصلوا عليها بعد سنواتٍ طويلةٍ من الخداع والتضليل أعزّ عليهم حتّى من أولادهم، فكيف يتركون أبناء رسول الله صلّى الله عليه وآله يوضّحون للناس شروط الخلافة ومواصفات الخليفة ؟! والحال أنّ العبّاسيّين بعيدون كلَّ البعد عن الإسلام الذي يتقمّصونه في المناسبات العامّة.. كصلاة الجمعة وصلاة العيدين، وإذا أرادوا قتل أئمّة أهل البيت اصطدموا بالمسلمين أوّلاً، وبالرَّحِميّة ثانياً؛ فهم أولاد عمّ العلويّين، فأبو طالب والد أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام هو أخو العبّاس بن عبدالمطّلب، والنبيّ صلّى الله عليه وآله هو ابن أخ العبّاس، فالعبّاسيّون المنسوبون إلى العبّاس بن عبدالمطّلب هم أولاد عمّ الأئمّة أولاد رسول الله صلّى الله عليه وآله من فاطمة الزهراء وعليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهما، ولذلك:
حينما غضب هارون الرشيد وأراد قتل الإمام موسى الكاظم عليه السّلام على ما كان يسمعه ويصله مِن أنّ الأموال تأتي من الشيعة إلى الإمام الكاظم عليه السّلام ـ أفهمَه الإمام بأنّ ذلك ليس خَراجاً وإنّما هو هديّة.. ثمّ قال عليه السّلام بعد أن استأذنه لرواية حديثٍ عن أبيه عن جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله:
ـ حدّثني أبي عن جدّي، يرفعه إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله: « إنّ الرَّحِم إذا مسّت رحماً تحرّكت واضطربت.
بعدها قال عليه السّلام لهارون العبّاسيّ: فإن رأيتَ أن تناولني يدك. فما كان من هارون إلاّ أن ناوله يدَه بعد أن كان غاضباً طائشاً، ثمّ أشار إليه بأن يدنوَ منه.. فلمّا دنا الإمام موسى الكاظم عليه السّلام صافحه الرشيد وجذبه إلى صدره مليّاً، ثمّ فارقه وعينه دامعة قائلاً:
ـ إجلسْ يا موسى، فليس عليك بأس.. صدقتَ وصدق جدُّك، وصدق النبيّ، لقد تحرّك دمي واضطربت عروقي، واعلمْ أنّك لحمي ودمي.
* * *
ومع ذلك.. فإنّ العقدة ظلّت تعيش في قلوب العبّاسيين، تُريبهم وتكدّر عليهم عيشَهم وحكمهم، فيتصابرون حيناً وحيناً يطيشون قتلاً بالسيوف والسموم والسجون المظلمة الرهيبة.
وقد حاولوا أن ينتقصوا من المقام العلميّ للأئمّة عليهم السّلام، فعجزوا.. بل بان ضعف العبّاسيين وجهلهم أمامَ أهل البيت عليهم السّلام في كلّ شيء حتّى افتضحوا أمام الناس. سأله هارون الرشيد يوماً:
ـ لِمَ جوّزتُم للعامّة والخاصّة أن ينسبوكم إلى رسول الله، ويقولوا لكم: يا بني رسول الله، وأنتم بنو عليّ ؟! وإنّما يُنسَب المرء إلى أبيه، وفاطمة إنّما هي وعاء، والنبيّ جدُّكم مِن قِبلَ أُمِّكم!
ـ لو أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله نُشر، فخطب إليك كريمتك.. هل كنتَ تُجيبه ؟
قال هارون: سبحان الله! ولِمَ لا أُجيبُه ؟! بل أفتخر على العرب والعجم بذلك.
ـ لكنّه لا يخطب إليّ ولا أُزوّجه.
ـ ولِمَ ؟!
ـ لأنّه وَلَدني ولم يلدك.
ثمّ قال هارون يسأل: كيف قلتم: إنّا ذريّة النبيّ صلّى الله عليه وآله، والنبيّ لم يعقّب، وإنّما العقب للذَّكَر لا للأُنثى ؟! وأنتم وُلْد الابنة، ولا يكون لها عقب!
فأجابه الإمام موسى الكاظم عليه السّلام قائلاً:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: « ومِن ذُرّيّتِهِ داودَ وسليمانَ وأيّوبَ ويُوسُفَ وموسى وهارونَ، وكذلك نَجزي المُحسنين * وزكريّا ويَحيى وعيسى.. مَن أبو عيسى ؟
قال هارون: ليس لعيسى أب.
فقال الإمام الكاظم عليه السّلام: إنّما ألْحَقناه بذراري الأنبياء عليهم السّلام مِن طريق مريم عليها السلام، وكذلك أُلِحقْنا بذراري النبيّ صلّى الله عليه وآله مِن قِبَل أُمِّنا فاطمة عليها السّلام.
ثمّ سأله عليه السّلام: أزيدُك ؟
قال هارون: هاتِ!
فقال عليه السّلام: قول الله عزّوجلّ: « فمَن حاجَّك فيهِ مِن بَعدِ ما جاءَك مِن العِلْمِ فقُلْ تَعالَوا نَدْعُ أبناءَنا وأبناءَكم ونساءَنا ونساءَكم وأنفسَنا وأنفسَكم ثمّ نبتهلْ فنجعَلْ لعنةَ اللهِ على الكاذبين ، ولم يَدَّعِ أحدٌ أنّه أدخله النبيُّ صلّى الله عليه وآله تحت الكساء عند مباهلة النصارى إلاّ عليَّ بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام.
فكان تأويل قوله عزّوجلّ « أبناءَنا » الحسن والحسين، و « نساءَنا » فاطمة، و « أنفسَنا » عليّ بن أبي طالب.
*****

من كلام الامام موسى ابن جعفر عليهم السلام
عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلام):
يَا هِشَامُ إِنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَشَّرَ أَهْلَ الْعَقْلِ وَالْفَهْمِ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ :فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ الله وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الالْبابِ.
يَا هِشَامُ إِنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَكْمَلَ لِلنَّاسِ الْحُجَجَ بِالْعُقُولِ وَنَصَرَ النَّبِيِّينَ بِالْبَيَانِ وَدَلَّهُمْ عَلَى رُبُوبِيَّتِهِ بِالادِلَّةِ فَقَالَ :وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ. إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالارْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ الله مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الارْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالارْضِ لاياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ.
يَا هِشَامُ قَدْ جَعَلَ الله ذَلِكَ دَلِيلاً عَلَى مَعْرِفَتِهِ بِأَنَّ لَهُمْ مُدَبِّراً فَقَالَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لاياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَقَالَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَقَالَ إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ الله مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الارْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالارْضِ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَقَالَ يُحْيِ الارْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الاياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَقَالَ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى‏ بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى‏ بَعْضٍ فِي الاكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لاياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَقَالَ وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الارْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لاياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَقَالَ قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ الله إِلا بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَقَالَ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الاياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ.يَا هِشَامُ ثُمَّ وَعَظَ أَهْلَ الْعَقْلِ وَرَغَّبَهُمْ فِي الاخِرَةِ فَقَالَ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الاخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ .
يَا هِشَامُ ثُمَّ خَوَّفَ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ عِقَابَهُ فَقَالَ تَعَالَى ثُمَّ دَمَّرْنَا الاخَرِينَ. وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ. وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ. وَقَالَ إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى‏ أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ.يَا هِشَامُ إِنَّ الْعَقْلَ مَعَ الْعِلْمِ فَقَالَ وَتِلْكَ الامْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلا الْعالِمُونَ.

يَا هِشَامُ ثُمَّ ذَمَّ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ فَقَالَ وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ الله قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَ وَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ وَقَالَ وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلا دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ. وَقَالَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ وَقَالَ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالانْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً وَقَالَ لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ وَقَالَ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ.
يَا هِشَامُ ثُمَّ ذَمَّ الله الْكَثْرَةَ فَقَالَ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الارْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ الله وَقَالَ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالارْضَ لَيَقُولُنَّ الله قُلِ الْحَمْدُ لله بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ وَقَالَ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الارْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ الله قُلِ الْحَمْدُ لله بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ.
يَا هِشَامُ ثُمَّ مَدَحَ الْقِلَّةَ فَقَالَ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ وَقَالَ وَقَلِيلٌ ما هُمْ وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ الله وَقَالَ وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلا قَلِيلٌ وَقَالَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ وَقَالَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ وَقَالَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَشْعُرُونَ.

نسألكم الدعاء

عشقي حيدره
15-07-2009, 07:36 AM
سلمت يمنااك اخي العزيز(مرتضى العاملي)***
في ميزان اعمالك ان شاااء الله

ابوجواد السنبسي
15-07-2009, 12:00 PM
سلمت الأنامل
مشكورين.

ثائر محسن
15-07-2009, 12:57 PM
السلام عليكم
احسن الله لكم العزاء وشكرا للمروركم الكريم
تلميذ الشيخ الكوراني
القلم المستبصر
خادمة السيد الفالي

ثائر محسن
15-07-2009, 01:00 PM
من عبق راهب آل محمد صلوات الله عليهم
نعزي الامة الاسلامية وامامها صاحب العصر القريب الظهور ومراجعنا العظام
قال الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ( رحم الله شيعتنا خُلقوا من فاضل طينتا وعُجنوا بنور ولايتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ))
أن الحديث عن المعذب بالقعر والسجون حديث الاباء والعزة والشهامة
فلقد سأل هارون الرشيد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام : أنت الذي تبايعك الناس سرا
قال عليه السلام : أنا أمام القلوب وأنت أمام الأجسام )
القرآن يُقسم الأئمة على نوعين :
أئمة حق ، وأئمة باطل قال تعالى (وجعلناهم ائمة يهدون بأمرنا ) وقال في موضع أخر ( وجعلناهم ائمة يهدون إلى النار )
فحتى هارون العباسي يعلم من هو موسى بن جعفر لكنه ( الملك ) كما يقول فلقد دخل عليه موسى الكاظم عليه السلام أكرمه وعانقه ويسأله عن حاله وعياله ولما قام الإمام نهض هارون وودعه باجلال واحترام فلما خرج سأله المأمون : من هذا الذي فعلت له ما لم تفعله لأحد ٍ سواه .
فقال هارون : هذا وارث علم النبيين هذا موسى بن جعفر فأن أردت َ العلم الصحيح فعند هذا.
فلماذا أذن سجن وقتل الإمام هل هو اللؤم والحقد ؟؟
أما أنه المنصب ؟؟
أن ذات الإنسان أي أنسان تتحول من حقيقيتها قبل الحكم إلى حقيقة أخرى بعده ؟؟
بحيث أن أرباب المناصب يقيسون كل شيء بما يحفظ مناصبهم وسلطانهم فلا دين ولا عقل ولا وجدان ولا علم ولا شيء ألا المنصب
كما نرى اليوم من شخصيات كان لها وزن لكنها سقطت في هذا الداء الوبيل ؟؟
حتى الزعامة الدينية ليست ببعيدة عن هذا الداء الجاه السلطة ؟
وهذه الكلمة المشهورة لسماحة آية الله السيد محسن الحكيم ( للأنصاف أنه يصعب جدا بقاء العدالة للمرجع في الفتوى اذا لم تكن نفسه بمرتبة عالية ذات مراقبة ومحاسبة فأن في ذلك مزلة الاقدام ومخطرة الرجال العظام )
أما حال الأمة في عهد الإمام الكاظم عليه السلام كانت كاليوم فعشرات الارامل لم يملكن غير ثوب واحد فالعلويات الارامل في عهده لم يملكن غير ثوب واحد يتناقلنه في الصلاة فكانت تخلع الثوب وتعطيه للأخرى فتصلي به في البرد يحتمين بالشمس هذا الا يذكرني بالمهجرين وأزمة الوقود بالعراق الجريح وفقرائه .
ولقد كانت أمراة تستجدي في شوارع الكوفة وكانت تتبع احمال الرطب فتلتقط ما يسقط منه فتجمعه في كساء رثّ عليها , فمرَّ بها محمد بن ابراهيم بن أسماعيل بن أبراهيم بن طباطبا بن الحسن بن الأمام حسن عليه السلام وهو صاحب أبي السرايا لا فسألها عما تصنع بذلك فأنتسبت فأذا بتا من عائلة من الأنصار ، ثم قالت : أني امراة لا رجل لي يقوم بمؤونتي ولي بنات لا يملكن شيء فانا اتتبع هذا من الطريق واتقوته إنا وولدي ، فبكى بكاءا شديدا وقال : أنت ِ والله والله وأشباهكِ تخرجوني غدا حتى يسفك دمي .
أي ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن كلفه ذلك دمه لما يرى من الضيم والحيف والابتعاد عن الله جلّ في علاه واليوم نرى الفساد الاداري في كل مكان والرشوة والمحسوبية وانتهاء التعليم بالرشوة والغش حتى إن اغلب الطلبة لا يحسنون لغتهم العربية ،
أما الكاظم عليه السلام فكان يعيش في هذه المحن العظام نعم الإمام ضحى بنفسه من أجل اهداف عظام ذكرها بقوله عليه السلام
( طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبنا في غيبة قائمنا ، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا أولئك منا ونحن منهم وقد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة ، طوبى لهم ثم طوبى لهم هم والله معنا في درجتنا يوم القيامة ))
أي حبّ يعنيه الأمام الكاظم ( المتمسكين بحبنا ) حتى إن الأمام الصادق يقول ويحصر الدين بالحبّ ( وهل الدين ألا الحب ّ)
بعقيدتي ليس الحب بلقلقة لسان أنما عمل قال السجاد عليه السلام ( أحبونا حبّ الأسلام ولا تحبونا حبّ الأصنام ) لقد وقع الكثير منا في الحب الثاني حبّ الاسماء لا حبّ من يكون موسى بن جعفر لذلك في الأختبار والتمحيص يخسر المبطلون ..
موسى بن جعفر كان ثوري كما في لغة اليوم مغامر في سبيل بقاء كلمة الله هي العليا .
من خلال الثورات التي يدعمها أو الحركات الرسالية كعلي بن يقطين وغيرهم .
أن آل محمد يعلموننا ..
.قال باقرهم ( ويل لقوم لا يدينون الله بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر )
قال صادقهم عليهم السلام ( أمروا بالمعروف وأنهوا عن المنكر فأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يقربا أجلا ولم يبعدا رزقا ))
وهذا والله ما تيقنت منه .
فوالله ما سُجن موسى بن جعفر بل كان يحمد الله على هذا ما يسمونه سجن الطغاة كان يقول (( اللهم أنك تعلم طالما سألتك أن تفرغني لعبادتك ))
نعم إن من هوان الدنيا على الله ما يجري بها على آل محمد
قال جعفر الصادق عليه السلام ( أن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )
وقال أيضاً ( لو يعلم المؤمن مالهُ في المصائب من الأجر لتمنى أن يقرض بالمقاريض )
فلنؤدي واجبنا وليكن ما يكون ولنتحدى كل طاغوت كقول موس بن جعفر لهارون ( أنا أمام القلوب وأنت أمام الأجسام )
وقال له ( يا هارون ... ما ينقضي عني يوم من البلاء حتى ينقضي عنك يوم من الرخاء ثم نفنى جميعا ألى يوم ليس له أنقضاء ويخسر هنالك المبطلون )
نعم يتنقل من سجن عيسى بن جعفر إلى سجن الفضل بن ربيع إلى سجن الفضل بن يحيى وكلهم يرففضون قتله لهيبته وعبادته خوفا من نزول البلاء بهم حتى أن هارون العباسي بعث له بجارية لها من الجمال والفتنة العالية في سجنه لعله يقع في ما يتمناه هارون ولكن خرجت الجارية عابدة أثار الخشوع على نفسها واضحة ، لا ترفع رأسها وتقول : قدوس سبحانك قدوس
فقال هارون : سحرها والله موسى بن جعفر .
وفي أحد الأيام صعد هارون سطحا يشرف على السجن فكان يرى الأمام ساجدا
فقال للربيع : ما ذاك الذي أراه كل يوم
قال الربيع : يا أمير الكذا ما ذاك بثوب أنما هو موسى بن جعفر
فقال هارون : أما أن هذا من رهبان بني هاشم
فقال الربيع : فما بالك قد ضيقت عليه في الحبس
قال هارون : هيهات لا بدّ من ذلك
نعم انه المنصب والملك والجاه والرئاسة
وأذكر هنا قول الشهيد محمد باقر الصدر مخاطبا طلبته متسائلا ؟
من منا أ ُعطي دنيا هارون الذي يخاطب السحاب قائلا : أينما تمطرين يأتيني خراجك
كان يملك من الصين إلى الاندلس
نحن نلعن هارون لقتله موسى وسجنه وا عجباه لو أعطينا هذه الدنيا بيننا وبين الله ألا نقتل موسى الكاظم
صدقت يا أبا جعفر أنه التمحيص والتمييز والغربلة التي نعيشها اليوم
وكم من باكي على ظلم الشعب وهو اليوم بمكان الظالم فما قدم للشعب المظلوم
انتم أجيبوني يرحمكم الله

عاشق الامام الكاظم
15-07-2009, 01:13 PM
اللهم صل على محمد وال محمد
احسنتم اخي الغالي ثائر
عظم الله لكم ولنا الاجر بهذه المصاب العظيم
ان شاء الله اخي لن انساك بلزيارة والدعاء
عند الكاظمين (عليهم السلام)

شيعي الدم
15-07-2009, 03:39 PM
مشكوورررر....

عاشق الامام الكاظم
15-07-2009, 03:45 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد
عظم الله لك ولنا الاجر بمصاب سيدنا ومولانا
الامام الكاظم (عليه السلام)
ان شاء الله تعالى سازور نيابة عنك اخي
واشكرك على هذه الطرح القيم

عاشق الامام الكاظم
15-07-2009, 05:37 PM
كيف كان الامام (عليه السلام) يقضي أيّام سجنه :


خُلِقَت الارض كلّها في نظرِ الامامِ لتكونَ معبداً ومسجداً ـ كما جاء في حديث رسول الله (ص) ـ وَوُجِدَت الدُّنيالتكونَ مِحراباللعبادةِ ومجالاللتسبيح والتقديس ، ورحلةً للتقرّب إلى الله سبحانه والوصول إلى معرفته ، فلا تتغيّر عليه الاحوال ، ولا تختلفُ لديه الاماكنُ ، بل كلّما ضاقتْ عليه حلقاتُ المضيق،وعظمتِ الشّدائدُ،وتراكمتِ المحنُ ازداد قُرباً من الله،واستعانةً بالصّبرِ والصّلاة.فلقد اتّخذ الامام من السجن مسجداً،ومن وحشة الحبس ووحدته مُعْتَكَفاً ومأنساً بذكر الله وقربه سبحانه ، فنهاره صيام وليله مناجاة وقيام.
فقد روى أحد الّذين كُلِّفوا بمراقبةِ الامامِ في سجنِ عيسى بن جعفر أنّه سمع الامام يقول :
«اللّهمّ ! إنّكَ تعلم أ نّني كنتُ أسالكَ أن تُفَرِّغَني لعبادَتِك ، اللّهمَّ ! وقَد فَعلتَ فَلَكَ الحَمْدُ»
وعن أحمد بن عبد الله عن أبيه قال :
« دخلتُ على الفضل بن الرّبيع وهو جالسٌ على سطح ، فقال لي : أشرفْ على هذا البيت ، وانظر ماذا ترى ؟ فقلت : ثوباً مطروحاً . فقال : انظر حسناً ، فتأمّلت فقلت : رجلٌ ساجد . فقال لي : تعرفه ؟ هو موسى بن جعفر ، أتفقّدُهُ اللّيلَ والنّهارَ ، فلم أجِدْهُ في وقت من الاوقات إلاّ على هذه الحالة ، إنّه يصلِّي الفجرَ فَيُعَقِّبُ إلى أنْ تطلعَ الشمسُ ، ثمّ يسجدْ سجدةً ، فلا يزالُ ساجداً حتّى تزولَ الشمسُ ، وقد وكّل مَن يترصّدُ أوقاتَ الصّلاة ، فإذا أخبرهُ وثبَ يُصلِّي مِن غيرِ تجديدِ وضوء ، وهو دأبُهُ ، فإذا صلّى العُتمةَ أفطَرَ ، ثمّ يُجدِّدُ الوضوءَ ، ثمّ يسجِدُ فلا يزالُ يُصلِّي في جوفِ اللّيلِ حتّى يطلعَ الفجرُ »
وأضيف في رواية اُخرى :
«فهذا دأبه منذ حُوِّلَ إلَيَّ»
وجاء كذلك :
«فأمر بتسليم موسى إلى الفضل بن يحيى ، فجعله في بعض دوره ، وَوَضَعَ عليه الرّصد، فكانَ مشغولاً بالعبادة ، يُحيي اللّيل كلّه : صلاةً ، وقراءةً للقرآنِ ، ويصوم النّهار في أكثرِ الايّام ، ولا يصرفُ وجهَهُ عَنِ المحرابِ ، فوسّعَ عليه الفضل بن يحيى وأكرمه»
وهكذا كان الامام يؤثّر في سجّانيه وجلاّديه ، فقد كان يقضي أوقاته في السجن دعاءً ومناجاةً واستغفاراً ، وركوعاً وسجوداً وتفرغا للذكر والعبادة ، وهو يعـتبر ذلك منّةً من الله ورحمة ، إذ فرّغه لعبادته ، واستخلصه لنفسه .
أيّ رجل هذا ، وأيّة قوّة يمكنها أنْ تقهرَهُ ، لقد كان نورُ قلبه يُزيحُ ظُلماتِ السجون ، وصلابةُ صبرِهِ تُحطِّمُ قيودَ السجّان وإرادةَ الطّاغية ، ولذيذُ مناجاته يملا آفاقَ الوحدة والوحشة اُنساً وسُروراً ، فما عسى الجلاّدُ أنْ يصنعَ ، وماذا بوسعِ الطّاغية أن يفعل ؟ فالامام يؤثِّرُ فيمن حولَهُ ويشعُّ بسلوكه وخُلُقِهِ وروحِهِ على مَنْ يُجاورونَه .
فمِن روائع تأثيرِهِ وهَدْيِهِ،وإشعاعِ سلوكِهِ وإخلاصِهِ،ما رواهُ العامري في كتاب«الانوار»قال:
« إنّ هارون الرشيد أنفذ إلى موسى بن جعفر جاريةً خصيفةً ، لها جمالٌ ووضاءةٌ لِتَخدِمَهُ في السجنِ فقال : قُل له : «بَلْ أنتُمْ بهديّتكُمْ تَفرحون» . لا حاجةَ لي في هذه ولا في أمثالها ، قال : فاستطارَ هارون غضباً ، وقال : ارجع إليه وقُل له : ليسَ برضاكَ حبسناكَ ، ولا برضاكَ أخذناك ، واتركِ الجاريةَ عندهُ وانصرِفْ . قال : فمضى ورجعَ ، ثمّ قامَ هارون عن مجلسِهِ وأنفذَ الخادمَ إليهِ ليستفحّصَ عن حالِها ، فرآها ساجدة لربِّهالا ترفعْ رأسَها ، تقولُ : قدّوسٌ ، سبحانكَ ، سبحانكَ ، فقال هارون : سَحَرَها والله موسى ابن جعفر بسحره
فلعلّ هارون أراد أن يُغريَ الامامَ ويشغلَهُ عن أهدافِهِ بجمالِ الحسان ، ومُتَعِ الحياة ، منطلقاً من فهمه وتقييمه هو لنفسه ، وما درى أنّ الامام مستغرقٌ في جمال الحقِّ وفان بحبِّ الله ، قد أعرضَ عن الدُّنيا وزينَتَها ، فلا الجواري يشغلن بالَهُ ، ولا مُتَع الحياة تستهوي نفسه ، بل هو داعيةُ حقٍّ ، وصاحبُ رسالة؛ قد نذرَ نفسه لمبادئه ، وأوقفَ ذاته على ذات الله سبحانه ، فغدا مناراً يهدي بقوله وعمله ، وداعيةً يرشدُ بِصَمْتِهِ ونُطقِهِ ، فَصمتُهُ نَطَقَ بلسانِ العمل ، ونطقُهُ هَدى بكلمة الحقّ ، لذا استهوى هديُ قلبَ الجارية ، واستولى سلطانُ روحِهِ على روحها وعقلها حتّى غدت تُنادي «سبّوحٌ ، قدّوسٌ» ، مشدوهةً ساجدةً ، بعد أنْ كانت تَرتَعُ في مسارحِ اللّهوِ ، وتكرعُ في كؤوسِ الهَوى والغَرام ، وتقضي وقتها وهي تداعب أوتارَ الطّربِ وأنغامَ الشِّعر ، وتستمتعُ بِحُلَلِ الديباجِ وعقودِ اللّؤلؤ، فصار ديدنُها الصّلاةَ والتسبيحَ والتقديسَ حتّى ماتت ، وقيل إنّ موتها كان قبلَ شهادة الامام موسى بن جعفر (ع) بأيّام .
وهكذا اختطَّ الامام لاجيال المسلمين السيرة الفذّة ، والسير في طريق ذات الشوكة، رغم الصعاب والمحن، فعلّم السائرين في هذا الطّريق الصّبرَ على مرارة السّجون والثّبات على الحقِّ ، والاسـتهانةَ بأساليبِ الجلاّدين ، ووسائلِ القهرِ والارهابِ ، فقد كان الرشيدُ ينقلُ الامامَ مِن سجن إلى سجن ، فمن عيسى ابن جعفر ، إلى الفضل بن الربيع ، إلى الفضل بن يحيى ، إلى السندي بن شاهك لعلّه يُخفي شخصَ الامام ، ويقتلُ روحَ المقاومة ويُغيِّبُهُ عن الاذهان ، إلاّ أنّ وجود الامام موسى بن جعفر في السجن كان له مغزىً سياسي ، وقيمة جهادية كبرى ، وخصوصا لتنقّله بين السّجون ومتابعة أبناء الاُمّة لاخباره ، وعجز السلطة عن حسم الموقف معه .
فقد كان وجودُهُ يغذِّي روحَ الثورة والرّفض والمقاومة ، ويُضفي عليها صفةَ الشرعيّة ، لذلكَ فقد رفضَ الامام التوسّط لدى الحكّام لاخراجه من السجن ، أو اللّجوء إلى أي موقف من شأنه أنْ يُضعِفَ في الاُمّة هذه الرّوح ، فقد رفضَ وقالَ لبعضِ مَن طلبَ منه أن يُرسِلَ بعض الشّخصيات إلى هارون الرشيد للوساطة وإطلاق حرِّيّته :
« حدّثني أبي عن آبائه ، أنّ الله عزّ وجلّ أوحى إلى داودُ : يا داود ! إنّه ما اعتصمَ عبدَ مِن عبادي بأحَد مِن خَلقي دوني ، وعرفتُ ذلكَ منهُ إلاّ قطعتُ عنهُ أسبابَ السّماء ، وأسَخْتُ الارضَ مِن تحته » .
بهذا الردّ الحاسم الصادق عزّز موقِفَهُ وإباءَهُ وثقتَهُ بالله سبحانه .
ولمّا أحسَّ الرشيد أنّ روح المقاومة الصامتة الّتي أبداها الامام في السجن قد بدأت تأخذ طريقها إلى النفوس ، وأنّ مواقفه بدأت تتفاعل مع وعي الجمهور وإحساس الاُمّة ، خاف أن يتكثّف هذا الوعي ، وينمو ذلك الاحساس فيتحوّل إلى ثورة ، فاستشار وزيرَهُ يحيى بن خالد ، فأشار عليه باطلاق سراح الامام .
وقد نقل العلاّمة المجلسي صاحب «بحار الانوار» هذا الموقف من السلطة العباسية كالآتي:
« لمّا حَبَسَ هارونُ الرشـيد أبا إبراهيم ـ موسى بن جعفر ـ ، وأظهر الدلائل والمعجزات وهو في الحبس ، تحيّر الرشيد ، فدعا يحيى بن خالد البرمكي ، فقال له : يا أبا عليّ ! أما ترى ما نحنُ فيه من هذه العجائب ؟ ألا تدبِّر في أمرِ هذا الرّجل تدبيراً تُريحنا مِن غمِّهِ ؟ فقالَ يحيى بن خالد : الّذي أراهُ لكَ يا أمير المؤمنين ! أنْ تمتَنَّ عليه ، وتَصِلَ رَحِمَهُ ، فقد والله أفسدَ علينا قلوبَ شيعتنا ، وكان يحيى يتولاّه ، وهارون لا يعلم ذلك ، فقالَ هارون : انطلِق إليه ، وأطلِقْ عنهُ الحديدَ ، وأبلِغْهُ عنِّي السّلامَ وقُل له : يقولُ لكَ ابن عمّك أنّه قد سبقَ منِّي فيكَ يمينٌ أنِّي لا اُخَلِيك حتّى تقرَّ لي بالاساءة ، وتسألَني العفوَ عمّا سَلَفَ مِنكَ ، وليسَ عليكَ في إقرارِكَ عارٌ ، ولا في مسألتك إيّايَ مَنْقَصَةٌ »
ولمّا وصل يحيى إلى الامام موسى بن جعفر وأخبرَهُ برسالة الرشيد ، رفضَ الامام أن يلبّي طلب الرشيد الّذي أراد أن يوقف الامام موقف المخاطب المعتذر ، وأجابه :
«وستعلمُ غداً إذا جاثَيْتُكَ بينَ يدي الله مَنِ الظّالِم والمُعتدي على صاحبِهِ والسّلام»
وهكذا حطّمَ الامام موسى الكاظم (ع) بصبره وثقته بالله سبحانه كلَّ وسائل الجور والارهاب من السجن والضغط والقيود والتزييف وتضليل الرأي العام ، فلم يكن أمامَ الرشيد إلاّ الحلُّ الاخير وهو اغتيال الامام ، وإنهاء حياته الشريفة ، وقد تخيّل أنّه سيسدلُ الستارَ بذلك على أروعِ فصل من فصولِ الجهـادِ والثـورةِ ضدّ الطّغيان ، وسيُطفئُ نورَ الامامةِ في أهل هذا البيت ، ويتخلّصُ من أعظمِ شخصيّة علمية وقيادية في عصره ، لذلك أقدمَ على الجريمة الكبرى ، وقرّرَ اغتيال الامام




اسالكم الدعااء

عاشق الامام الكاظم
15-07-2009, 07:23 PM
عظم الله أجوركم ساداتي وموالي

وائمتي بمصاب سابع أنوار العترة الطاهرة(ع)

سيدي ومولاي موسى بن جعفر سلام الله عليه

عظم الله لك الأجر ياسيدي ومولاي يا رسول الله (ص)

وعظم الله لك الأجر ياسيدي ومولاي يا أمير المؤمنين (ع)

وعظم الله لك الأجر ياسديتي ومولاتي يا فاطمة الزهراء (ع)

وعظم الله لك الأجر ياسيدي يا أبا صالح (ع) في جدك فلعن الله

امة اسست اساس الظلم والجور عليكم أهل البيت(ع)

ولعن الله امة قاتلتكم وناصبت لكم العداء

والحرب وازالتكم عن المراتب التي رتبكم الله فيها

عظم الله لكم الأجر بمصابه الجلل

السلام عليك ياسيدي ومولاي يوم ولدت طاهرا مطهرا

ويوم ظلمت ويوم استشهدت مسموما مظلوما

فلعن الله اول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد واخر تابع له على ذلك

اللهم العن العصابة التي شايعت وتابعت وبايعت على قتالهم من الأولين

والآخرين الى قيام يوم الدين "ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

وَقَبْرٌ بِبَغْدَادٍ لِنَفْسٍ زَكِيَّةٍ.. تَضَمَّنَهَا الرَّحْمَنُ بِالغُرُفَاتِ




http://www.saifoali.org/up/files/wvyzuhmwht8b9yikw3je.jpg


لم يكتفوا أن يسجنوا شمس الهدى ... ما بين قضبـان بسجن مظلـم ِ
لا بل أرادوا الشمس في بطن الثرى ... كي لا يشعّ ضياؤهـا للمعتـم ِ
خسئوا. فإن شمـوس آل محمّـد ... أبداً بكلّ عصورهـا لـم تُعـدَم ِ
حتى النشور تظـلّ نبـع هدايـةٍ ... وتظلّ مصباحـاً لكـلّ العالَـم ِ

عاشق الامام الكاظم
15-07-2009, 07:46 PM
http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif



اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع)


http://anwaralhuda.com/vb/images/statusicon/wol_error.gifهذه الصورة مصغره ... نقره على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 526x360 والحجم 42 كيلوبايت .http://www.aljamri.org/Cards/w_emam(7)-1424.jpg




عظم الله أجوركم ساداتي وموالي

وائمتي بمصاب تاسع أنوار العترة الطاهرة(ع)

سيدي ومولاي موسى بن جعفر سلام الله عليه

عظم الله لك الأجر ياسيدي ومولاي يا رسول الله (ص)

وعظم الله لك الأجر ياسيدي ومولاي يا أمير المؤمنين (ع)

وعظم الله لك الأجر ياسديتي ومولاتي يا فاطمة الزهراء (ع)

وعظم الله لك الأجر ياسيدي يا أبا صالح (ع) في جدك فلعن الله

امة اسست اساس الظلم والجور عليكم أهل البيت(ع)

ولعن الله امة قاتلتكم وناصبت لكم العداء

والحرب وازالتكم عن المراتب التي رتبكم الله فيها

عظم الله لكم الأجر بمصابه الجلل

السلام عليك ياسيدي ومولاي يوم ولدت طاهرا مطهرا

ويوم ظلمت ويوم استشهدت مسموما مظلوما

فلعن الله اول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد واخر تابع له على ذلك

اللهم العن العصابة التي شايعت وتابعت وبايعت على قتالهم من الأولين

والآخرين الى قيام يوم الدين "ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

إنا لله وإنا اليه راجعون

وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين




نسألكم الدعاء



http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif

عاشق الامام الكاظم
15-07-2009, 07:48 PM
سيرة الإمام موسى الكاظم (ع)



http://www8.0zz0.com/2008/11/07/06/488774640.gif




الإسم :




موسى (ع)




اللقب :




الكاظم




الكنية :





أبو الحسن




اسم الأب :





جعفر بن محمد الصادق (ع)




اسم الأم :






حميدة




محل الولادة :





الأبواء ـ بين مكة والمدينة





تاريخ الولادة :






7 صفر 127هـ




أشهر الألقاب :





الكاظم





كتابة الخاتم :





حسبي الله





العمر الشريف :





55 سنة





عدد البنون :





18




عدد البنات :





19




الشهادة :





25 رجب 183هـ




مدة الإمامة :





35 سنة




تاريخ الوفاة :





الجمعة 25 رجب 183 هـ




قاتله أو سبب القتل :





هارون الرشيد بسبب السم الذي سقاه إياه




مكان الدفن :





العراق - الكاظمية





نسألكم الدعاء




http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif

عاشق الامام الكاظم
15-07-2009, 07:50 PM
http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif



اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع)



http://www.ebaa.net/khaber/2003/09/30/images/002.jpg



إمامة الكاظم (ع):

ترعرع الامام موسى بن جعفر في حضن أبيه أبي عبد الله الصادق (ع) فنهل منه العلوم الالهية وتخلق بالأخلاق الربانية حتى ظهر في صغره على سائر إخوته، وقد ذكرت لنا كتب السيرة أن مناظرة حصلت بينه وبين أبي حنيفة حول الجبر والاختيار بيّن له فيها الامام على صغر سنه بطلان القول بالجبر بالدليل العقلي ما دعا أبا حنيفة الى الاكتفاء بمقابلة الابن عن مقابلة الامام الصادق وخرج حائراً مبهوتاً

عاش الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) مدة إمامته بعد أبيه في فترة صعود الدولة العباسية وانطلاقتها. وهي فترة تتّسم عادة بالقوّة والعنفوان. واستلم شؤون الإمامة في ظروف صعبة وقاسية، نتيجة الممارسات الجائرة للسلطة وعلى رأسها المنصور العباسي، ومما أوقع الشيعة في حال اضطراب إدَِّعاء الإمامة زوراً من قبل أحد أبناء الإمام الصادق (ع) وهو عبد الله الأفطح وصار له أتباع عُرفوا بالفطحية

كما كان هناك الاسماعيلية الذين اعتقدوا بإمامة إسماعيل بن جعفر الصادق (ع) الابن الأكبر للإمام الصادق مع أنه توفي في حياة أبيه. ولكن هذه البلبلة ساعدت في الحفاظ على سلامة الإمام الفعلي وهو الإمام موسى الكاظم (ع)، حيث اشتبه الأمر على الحكام العباسيين فلم يتمكنوا من تحديد إمام الشيعة ليضيقوا عليه أو يقتلوه، وهو ما أعطى الامام الكاظم فرصة أكبر للقيام بدوره الالهي كإمام مسدد للإمامة

منزلة الإمام (ع):

وبما أن الإمام في عقيدة الشيعة هو وعاء الوحي والرسالة، وله علامات وميزات خاصة لا يتمتع بها سواه فقد فرض الامام الكاظم نفسه على الواقع الشيعي وترسخت إمامته في نفوس الشيعة

فجسّد الإمام الكاظم (ع) دور الإمامة بأجمل صورها ومعانيها، فكان أعبد أهل زمانه وأزهدهم في الدنيا وأفقههم وأعلمهم. وكان دائم التوجّه لله سبحانه حتى في أحرج الأوقات التي قضاها في سجون العباسيين حيث كان دعاؤه "اللهم إنك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك وقد فعلت فلك الحمد" كما احتل الإمام (ع) مكانة مرموقة على صعيد معالجة قضايا العقيدة والشريعة في عصره. حيث برز في مواجهة الاتجاهات العقائدية المنحرفة والمذاهب الدينية المتطرفة والأحاديث النبوية المدسوسة من خلال عقد الحلقات والمناظرات الفكرية مما جعل المدينة محطة علمية وفكرية لفقهاء ورواة عصره يقصدها طلاب العلوم من بقاع الأرض البعيدة فكانوا يحضرون مجالسه وفي أكمامهم ألواح من الإبنوس (نوع من الخشب) كما ذكر التاريخ

وقد تخرّج من مدرسة الإمام الكاظم (ع) في المدينة، والتي كانت امتداداً لمدرسة الإمام الباقر (ع) واستمراراً لمدرسة الإمام الصادق (ع) الكثير من العلماء والفقهاء في مختلف العلوم الأسلامية انذاك

الإمام (ع) والسلطة:

عاصر الامام الكاظم (ع) من خلفاء العباسيين المنصور والمهدي والهادي وهارون الرشيد، وقد إتسم حكم المنصور العباسي بالشدّة والقتل والتشريد وامتلأت سجونه بالعلويين حيث صادر أموالهم وبالغ في تعذيبهم وتشريدهم وقضى بقسوة بالغة على معظم الحركات المعارضة. وهكذا حتى مات المنصور، وانتقلت السلطة إلى ولده المهدي العباسي الذي خفّف من وطأة الضغط والرقابة على ال البيت (ع) مما سمح للإمام الكاظم (ع) أن يقوم بنشاط علمي واسع في المدينة حتى شاع ذكره في أوساط الأمة

وفي خلافة الهادي العباسي الذي اشتهر بشراسته وتضييقه على أهل البيت (ع). قام الحسين بن علي أحد أحفاد الإمام الحسن (ع) بالثورة على العباسيين فيما عرف فيما بعد بثورة "فخ" وسيطر على المدينة واشتبك مع الجيش العباسي في قرية "فخ" قرب مكة ولكن انتهت المعركة بفاجعة مروّعة، وحملت الرؤوس والأسرى إلى الهادي العباسي الذي راح يتوعد ويهدّد بالإمام الكاظم (ع) فقال بصدده: "والله ما خرج حسين إلاّ عن أمره ولا اتبع إلا محبته لأن صاحب الوصية في أهل البيت، قتلني الله إن أبقيت عليه". ولكن وبحمد الله لم تسنح الفرصة له بذلك إذ مات بعد وقت قصير، فانتقلت السلطة إلى هارون الرشيد الذي فاق أقرانه في ممارسة الضغط والإرهاب على العلويين

إزاء هذا الأمر دعا الامام أصحابه واتباعه الى اجتناب كافة أشكال التعامل مع السلطة العباسية الظالمة التي مارست بحق العلويين ظلماً لم تمارسه الدولة الأموية ودعاهم الى اعتماد السرية التامة في تحركهم واستخدام التقية للتخلص من شر هؤلاء الظلمة

ومع كل هذا الحذر فقد عصف بقلب هارون الرشيد الحقد والخوف من الامام (ع) فأودعه السجن وأقام عليه العيون فيه لرصد أقواله وأفعاله عسى أن يجد عليه مأخذاً يقتله فيه. ولكنهم فشلوا في ذلك فلم يقدروا على ادانته في شيء، بل أثّر فيهم الامام (ع) بحسن أخلاقه وطيب معاملته فاستمالهم إليه، مما حدا بهارون الرشيد الى نقله من ذلك السجن الى سجن السندي بن شاهك بغية التشديد عليه والقسوة في معاملته

ورغم شدة المعاناة التي قاساها الامام (ع) في ذلك السجن فقد بقي ثابتاً صلباً ممتنعاً عن المداهنة رافضاً الانصياع لرغبات الحاكم الظالم

زوجاته وأولاده (ع):

كان غالب زوجاته (ع) من الاماء، لذلك لم يذكر أولاد من غيرهن وكان له منهن أولاد كثيرون أبرزهم علي بن موسى الرضا (ع)

وابراهيم وكان يكنى به والعباس والقاسم واسماعيل وجعفر وهارون والحسن ومن بناته فاطمة المعصومة المدفونة في قم المقدسة

شهادته (ع):

أمضى الامام الكاظم (ع) في سجون هارون الرشيد سبع سنوات، وفي رواية 13 سنة حتى أعيت هارون فيه الحيلة ويئس منه فقرر قتله، وذلك بأن أمر بدس السم له في الرطب فاستشهد سلام الله عليه في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة 183ه. ودفن في الكاظمية

زيارة الإمام الكاظم عليه السلام

السَّلامُ عَلَيكَ يا وَليَّ اللهِ وَابنَ وَليِّهِ،السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا صَفيَّ اللهِ وَابنَ صَفيِّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا أمينَ اللهِ وَابنَ أمينِهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا نورَ اللهِ في ظُلماتِ الأرضِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا إمامَ الهُدى، السَّلامُ عَلَيكَ يا عَلَمَ الدِّينِ وَالتُّقى، السَّلامُ عَلَيكَ يا خازنَ عِلْمِ النَبيينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا خازِنَ عِلمِ المُرسَلينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا نائِبَ الأوصياءِ السّابِقينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَعدِنَ الوَحي المُبينِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا صاحِبَ العِلْمِ اليَقينِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا عَيبَةَ عِلْمِ المُرسَلينَ

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ اللهِ فِي ظُلُماتِ الأرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَابَ اللهِ

السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها الإِمامُ الصّالحُ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها الإِمامُ الزّاهِدُ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها الإِمامُ السَيِّدُ الرَّشيدُ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها المقتولُ الشَّهيدُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا ابنَ رَسولِ اللهِ وَابنَ وَصيِّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَولايَ يا موسى بن جَعفرٍ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ



نسألكم الدعاء



http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif

عاشق الامام الكاظم
15-07-2009, 07:52 PM
http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif



اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع)


http://i252.photobucket.com/albums/hh39/habib652/kathum1.jpg



قصيدة بمناسبة استشهاد الإمام الكاظم عليه السلام



تجري المدامع يا سجين لجل المصارع يا سجين

طوال دهري الحزن يسري يا سجين

يشهد التاريخ عنه ويروي ما عاش بحياته

صابر وزاهد وعالم ذني كلهن من صفاته

بالعلم بحر ألمعرفه وبصبر خاتم مماته


عابد وزاهد يا سجين ** والله شاهد يا سجين

دمعاتي تجري والحزن يسري يا سجين

سيدي بيومك تجدد عاشر ألطف ومصابه

وعادت أحزان الزچية وظلــع بسمارة صابه

وهاشم انجمعت تعزي وتنحب بصوت ألصحابه


تلك الرزايا يا سجين ** أعظم بلايا يا سجين


أحنيت ظهري والحزن يسري يا سجين

حالته السجان يروي يحچي أهات ومحن

تنقله الزمرة الخبيثة من سجن عاش بسجن

موسى بن جعفر أمامي والده محيي السنن


ماذا جنيته يا سجين ** يوم اعتقلته يا سجين


للاه أمري والحزن يسري يا سجين

ما يهم بالموت موسى ويدري ما عدهم رحم

قارع بصبره وتحده وناده كلا للحكم

يشبه حسين بو كفته من تحده لظم

صوتاً تجلا يا سجين بالحق علا يا سجين

أفديت عمري والحزن يسري يا سجين

أخر أيام بحياته ناده أنصاره ويكه

نلتقي باجر يشيعه على جسر موسى وعده

وشيعته طلعت تتأني يخرج وتنظر أملـه

چثه رموها يا سجين قد سمموها يا سجين

قد ضاق صدري والحزن يسري يا سجين


بقلوب تتجرع الحزن والأسى نتقدم بجليل العزاء


للنبي العظيم وآله الطيبين الطاهرين

لاسيما مولانا صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف

والعلماء الأفاضل والأمة الإسلامية ولكم بذكرى استشهاد

الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام


فعظم الله أجورنا وأجوركم بهذا المصاب الجلل




نسألكم الدعاء



http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif

عاشق الامام الكاظم
15-07-2009, 07:57 PM
http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif



اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع)



http://www.maash.com/vb/imgcache/2913.imgcache.jpg


قصة الإمام كاظم الغيظ موسى بن جعفر سلام الله عليه



وُلد الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) يومَ الأحد السابعَ من شهر صفر سنة 128 هجرية في الأبواء 1 بين مكة والمدينة المنوّرة

أبوه : الإمامُ جعفرٌ الصادق ؛ السادسُ من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام )

أمّه : حميدة ؛ جارية من البربر ، كانت امرأة على قدر كبير من الأدب والخلق ؛ قال فيها الإمامُ الصادق : حميدة مصفّاة من الأدناس كسبيكة الذهب

قال أبو بصير – وكان من أصحاب الصادق ( عليه السلام ) : كنتُ مع أبي عبد الله – ( عليه السلام ) فلما وصلنا الأبواء وضع لنا الإمامُ طعامَ الغداء ، وفي الأثناء جاءه رسول من حميدة وقد جاءها المخاض . فنهض أبو عبد الله فرِحاً وانطلق مع الرسول ثم عاد إلينا مسروراً وقال : وهَب الله لي غلاماً وهو خير من برأ الله

وعندما وصل الإمام المدينة صنع وليمة ، ودعا إليها الفقراء ثلاثة أيام ؛ وقد اخبر الإمام الصادقُ بعض أصحابه بأنّ ابنه هذا هو الإمام من بعده .
نشأ الإمام الكاظم في أحضان أبيه ، وأدّبه فأحسن تأديبه

أطلق الناسُ عليه ألقاباً عديدة تدلّ على صفاته الأخلاقية ؛ منها : الصابر ، العبد الصالح ، الأمين ، ولكنه اشتهر بلقب ( الكاظم ) ، لأنه كان يكظم غضبه


http://www.maash.com/vb/imgcache/2914.imgcache.jpg

أمضى الإمام مع والده عشرين سنة ، وعاش بعد والده 34 سنة . . قضى نصفها في السجون المظلمة

كان الإمام الكاظم نحيفَ الجسم . . أسمرَ اللون . . كثُّ اللحية . . عليه سيماءُ الأنبياء


أخلاقه

كان رجلٌ بالمدينة يؤذي الإمام ، فكلَّما رآه شتمه وسبّ سيدنا علياً ( عليه السلام )
فقال بعض أصحاب الإمام : دعنا نؤدّبه
فنهاهم الإمام عن التعرض له بسوء
وسأل الإمام عن شغل الرجل ، فقالوا : إنّ له مزرعة خارج المدينة .فقصده الإمام واخترق المزرعة
فصاح الرجل : لا تطأ زرعنا


http://www.maash.com/vb/imgcache/2915.imgcache.jpg


واستمر الإمام في طريقه حتى وصل إليه ، فسلّم عليه وجلس عنده ، وراح يضاحكه ، ثم قال له : كم تضرّرتَ في زرعك ؟
قال الرجل : مائة دينار
فقال الإمام فكم ترجو أن يكون محصولك منه ؟
فقال الرجل : أنا لا أعلم الغيب !
فقال الإمام موضحاً : إنّما قلتُ لك كم ترجو
فقال الرجل : مائتا دينار . فأعطاه الإمام ثلاثمائة دينار
فأخذها الرجل شاكراً
وفي اليوم التالي ، وعندما ذهب الإمام إلى المسجد ، نهض الرجلُ واستقبله بحفاوة وقال له : الله أعلم حيث يجعل رسالته
وتعجب أصحاب الإمام ، فأخبرهم الإمام بما فعل ، وأوصاهم بمداراة الناس ، ومعاملتهم بالحسنى

كرَمُ الإمام

http://www.maash.com/vb/imgcache/2916.imgcache.jpg


كان الإمام الكاظم يتفقّد فقراءَ المدينة ، فيخرج في الليل ويوزّع عليهم الطعام والمال ، وكانوا لا يعرفون من أين يأتيهم ذلك

وحُكي أن المنصورَ طلب من الإمام الكاظم ( عليه السلام ) الجلوسَ للتهنئة في عيد النيروز واستلام الهدايا

فقال الإمام : إني قد فتّشتُ الأخبار عن جدّي رسولِ الله ( صلى الله عليه وآله ) فلم أجد لهذا العيد خبراً وأنه سنّة للفرس ، ومحاها الإسلام ، ومعاذَ الله أن نحيي ما محاه الإسلام

ولكن المنصور أصرّ على الإمام أن يفعل ذلك ، فجلس الإمام كارهاً ودخل عليه الأمراء والقادة يهنّئونه ويقدّمون الهدايا والتحف ، وكان خادمُ المنصور يسجّل كلَّ ذلك

فجاء في آخر الناس شيخٌ طاعنٌ في السن ، فقال له : يا بن بنت رسول الله إني رجلٌ فقير ، وليس معي هدية ولكن أتحفك بثلاث أبيات قالها جدّي في جدِّك الحسين (عليه السلام )

عجبتُ لمصقول علاك فرندُهُ يومَ الهياج وقد علاك غبارُ
ولأسهم نفذتك دون حرائر يدعون جدّك والدموعُ غزارُ
ألا تغضغضت السهام وعاقَها عن جسمكَ الإجلالُ والإكبارُ

أبيات رقيقة يتعجّب فيها الشاعر لجرأة السيف على ضرب جسم علاه الغبار ، وعلى سهام تستهدف رجلاً يدافع عن بنات النبي ، وكان الأولى بالسهام أن تتحطّم إجلالاً وإكباراً له

http://www.maash.com/vb/imgcache/2917.imgcache.jpg


تأثر الإمام وقال للشيخ : اجلس بارك الله فيك ، وقال لخادم المنصور : انطلق إلى سيّدك وعرّفه بهذا المال وما يصنع به ، فذهب الخادم وعاد وهو يقول : كلها هبة مني له ، يفعل بها ما أراد
فالتفت الإمام إلى الشيخ وقال : قد وهبتُها لك

الإمام والعمل

كان الإمامُ الكاظم يحبّ العمل ، وكان له أرض يزرعها ويعمل فيها ، وذات يوم مرّ به أحد أصحابه وكان اسمه " علي " فرآه منهمكاً في العمل والعرق يتصبّب منه . فقال له ( علي )

جعلت فداك أين الرجال ؟ أليس هناك من يقوم بالعمل عنك ؟

فقال و هو يجفّف جبينه : يا علي قد عمل باليد من هو خيرٌ مني ومن أبي ، فقال علي : من هو ؟ فقال الكاظم ( عليه السلام ) : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وآبائي كلّهم كانوا قد عملوا بأيديهم ، وهو من عمل النبيين والمرسلين و الأوصياء والصالحين

حكاية وعبرة


http://www.maash.com/vb/imgcache/2918.imgcache.jpg


كان الإمام الكاظم ( عليه السلام ) يمشي في الأزقّة يوماً فسمع غناءً ماجناً ينبعث من أحد البيوت . وفي الأثناء خرجتْ فتاة ، فتوقّف الإمام وسلّم عليها ، ثم سألها قائلاً : صاحب البيت حرٌّ أم عبد ؟
فقالت متعجّبة : بل حرّ
فقال الإمام : صدقتِ لو كان عبداً لخاف سيّده
عادت الفتاة وسألها صاحب البيت – واسمه بشر – عن سبب تأخّرها ، فقالت : مرّ رجلٌ وسألني : صاحب البيت حرّ أم عبد
فقال بشر : وبماذا أجبتيه ؟
قالت الفتاة : قلت له : حرّ ، فقال لي : صدقتِ لو كان عبداً لخاف سيّده
أطرق بشر مفكراً ، وشعر بالكلمات تهزّ أعماقه ، فانطلق خلف الإمام حافياً يعلن توبته وعودته إلى أحضان الدين والإيمان . ومن ذلك اليوم دُعي ببشر الحافي ، واشتهر بين الناس بزهده وعبادته

زهد الإمام


http://www.maash.com/vb/imgcache/2919.imgcache.jpg


كان الإمامُ مضرِبَ الأمثال في الزهد والعبادة ، وكان يطيل السجود لله معمقاً معاني العبودية للخالق القهّار

وعندما يعبد الإنسانُ ربَّه فإنه يشعر بالحرّية تملأ كيانه ، فلا يخشى شيئاً ولا يهاب شيئاً إلا الله سبحانه ؛ لهذا نرى صمودَ الإمام في وجه الظلم فلم ينحنِ لغير الله رغم ظلام السجون ، بل أنه شكر الله على السجن وعدّ ذلك نعمةً لأنه تفرّغ إلى عبادة الله سبحانه

لقد حيّرت مواقف الإمام أعداءه ، وكان بعض سجّانيه يبكي أمامه ويلتمس منه العفو

لم ينفع معه الجوعُ ، ولا القيود ، ولا ظلمة السجن في النيل من إرادته . وكان هارون يسعى في كل شيء من أجل رؤية الإمام خاضعاً

حتى انه أرسل له ذات يوم جاريةً حسناء علّها تغوي الإمام ، فعادت مبهورة بروح الإمام ، فإذا هي تترك حياة اللهو والمجون ، وتأوي إلى عبادة الله والدعاء والصلاة

في بغداد

http://www.maash.com/vb/imgcache/2920.imgcache.jpg

تُوفّيَ المنصورُ سنة 158 هجرية وخلفه في الحكم ابنُه المهدي

أراد المهديّ اتّباعَ سياسةٍ جديدة تجاه العلويين والشيعة ، فأطلق سراح السجناء السياسيين وأعاد إليهم أموالهم المصادَرة ، وراح يُنفق من بيت المال بلا حساب

حتى أنه صرف على زواج ابنه ( هارون ) أكثر من 59 مليون درهم ، ووهب الشعراء الذين يهاجمون أهل البيت الجوائزَ الضخمة


نسألكم الدعاء



http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif

عاشق الامام الكاظم
15-07-2009, 08:00 PM
http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif



اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع)



http://www.maash.com/vb/imgcache/2913.imgcache.jpg


قصة الإمام كاظم الغيظ موسى بن جعفر سلام الله عليه


وأراد بعضُ ذوي الأطماع التزلّف إلى السلطة ، فاختلقوا أخباراً كاذبة عن نشاط الإمام ومعارضته ، فأمر المهدي بإشخاص الإمام من المدينة إلى بغداد وزجّه في السجن ، ولكنه سرعان ما أطلق سراحه

يقول المؤرخون أن المهدي رأى ذات ليلة – في منامه – أمير المؤمنين علياً ( عليه السلام ) يقرأ هذه الآية ويقول له : يا محمد ، فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم

فاستيقظ المهدي مذعوراً ، وأمر بإطلاق سراح الإمام في منتصف الليل


واقعة فخّ


http://www.maash.com/vb/imgcache/2921.imgcache.jpg


مرّت عشرة أعوام ، وتُوفّي المهدي ، فجاء إلى الحكم ابنُه الهادي ، وكان شابّاً نزِقاً ، معروفاً بالقسوة ، وقد ارتكب الهادي مذبحة مروّعة بأهل البيت تُشبه _ إلى حدّ بعيد – مذبحةَ كربلاء ، وذلك في واقعة فخ ، عندما حاصر الجيش العباسي ثلاثمائة ثائر بقيادة الحسين بن علي من أولاد الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، وقد لقي الحسينُ مصرعه في المعركة ، واقتيد الكثيرُ منهم أسرى إلى بغداد ، فأصدر الهادي أمراً بإعدامهم

هارون الرشيد

بعد مذبحة " فخّ " توعد الهادي الإمام الكاظم بالتهديدات ، ولكنه مات قبل أن ينفِّذ تهديداته ، فجاء إلى الحكم بعده هارونُ الرشيد سنة 170 هجرية ، كان الإمام الكاظم قد بلغ من العمر 42 سنة . وفي عهد هارون سيطر البرامكة على مرافق الدولة ، وعاشوا حياة البذخ والترف والتلاعب بأموال المسلمين . واتّبع هارون الرشيد سياسةَ البطش والقتل ، وراح يطارد العلويين في كلّ مكان

المذبحة

استدعى هارونُ الرشيد " حميدَ بن قحطبة " في منتصف الليل ، وأراد ان يعرف مدى وفائه للسلطة ، فقال له : كيف وفاؤك لي ؟


http://www.maash.com/vb/imgcache/2922.imgcache.jpg


فقال حميد بن قحطبة : أفديك بأهلي وأولادي
فكرّر الرشيد سؤاله ، وأجاب ابن قحطبة : أفديك بأهلي وأولادي
وللمرة الثالثة كرر الرشيد السؤال
عندها أدرك قحطبة هدف الرشيد ، فقال : أفديك بديني

وهنا قال الرشيد : إذن انطلق مع " مسرور " 2 ونفّذ ما يأمره بك

قال مسرور لابن قحطبة – بعد أن وصلا إلى السجن : إنّ الخليفة يأمرك بقتل جميع من في السجن ورمي جثثهم في البئركان المسجونون من أولاد علي وفاطمة ، وكان عددهم 60 شخصاً فيهم الصبي الصغير والشيخ الكبير ، وراح " حميد بن قحطبة " يضرب رقابَهم الواحد تلو الآخر دون رحمة أو شفقة

وقد بلغت قسوة " الرشيد " من الفظاعة أنّه أمر بفتح الماء على قبر سيّدنا الحسين ( عليه السلام ) ، ومنَع الناسَ من زيارته والتبرك به

موقف للإمام

http://www.maash.com/vb/imgcache/2923.imgcache.jpg


كانت حكومةُ هارون الرشيد تمثّل الظلمَ والقهر والاستبداد والاعتداء على أرواح الأبرياء وممتلكاتهم ، وكان الناس يعيشون حياة القهر والبؤس والحرمان ، في حين يتمتع هو وأعوانه بحياة تشبه حياة الأساطير

السجون المظلمة تزخر بالمظلومين والأبرياء ، وهو يعيش في قصور خيالية

لهذا كان موقف الإمام ( عليه السلام ) شديداً تجاه الرشيد . وكان ينهى الناس عن التعاون مع حكمه ؛ لأنه ركون إلى الظلم ، وهو حرام

قال الإمام يوماً لصفوان الجمّال – وكان من أصحابه
-كل ّ شيء فيك حسِن لولا كِراؤك الجِمال إلى هارون
فقال صفوان : أنا لا أكريه الجمال ألا إذا أراد الحج !
فقال الإمام تحبّ ان يعود هارون سالماً حتى يعطيك أجرك ؟
فقال صفوان : نعم
فقال الإمام : من أحبّ الحياة للظالمين كان منهم
قرّر صفوان بيع جماله جميعاً حتى لا يضطرّ إلى تأجيرها للرشيد
وعندما سمع هارون ، أدرك أن صفوان قد باع الجمال استجابة للإمام ( عليه السلام ) ، فقرّر قتله ، ولكنه تراجع فيما بعد ، وظلّ يحقد على الإمام

كان موقف الإمام عدم التعاون مع الظالمين ، ولكنه كان يسمح للبعض أن يشغلوا مناصب حساسة في حكومة الرشيد لكي يخفّفوا من حدّة الظلم والقهر ، ويقدِّموا بعض العون للمظلومين ، كما حصل للوزير " علي بن يقطين " الذي كان من أتباع الإمام ، ولكنه كان يُخفي ذلك

وكان الرشيد يراقب وزيره بدقّة ، ولكنه فشل في العثور على أي مستمسك يؤيد تشيّعه للإمام الكاظم ( عليه السلام )

حوار مع هارون


http://www.maash.com/vb/imgcache/2924.imgcache.jpg


كان هارون يعتبر الإمام خطراً يهدّد حكمَه ، وكان يحاول ان يوجِّه له أسئلة محرجة . . لعلّها تُظهر عجزه وعدم قدرته

سأل الرشيدُ الإمامَ ذات يوم ، وقال له

ـ أخبرني لم فُضِّلتم علينا ونحن وأنتم من شجرة واحدة . . نحن بنو العباس وأنتم بنو أبي طالب ، وهما عمّا رسول الله ( صلى الله عليه وآله )

فأجاب الإمام

ـ نحن أقرب إلى رسول الله لأن عبد الله ( والد النبي ) وأبو طالب أخوان من أم واحدة وأب واحد ، والعباس ليس من أم عبد الله
وسأله هارون سؤالاً آخر : لِمَ يدعوكم الناسُ بأنّكم أولاد رسول الله وهو جدّكم ، وأبوكم علي ؟
فقال الإمام : يا أمير المؤمنين لو بُعث النبي فخطب ابنتك هل تزوِّجه ؟
فقال هارون : نعم ، وأفتخر بذلك على العرب والعجم
فقال الإمام : أما نحن فلا يخطب منا رسول الله ولا نزوِّجه ؟
فقال هارون : ولماذا ؟

http://www.maash.com/vb/imgcache/2925.imgcache.jpg


فقال الإمام : لأنّه ولدني ولم يلدك

الخيانة

هناك نفوس مريضة لا ينفع معها كل شيء . . كخيانة علي بن إسماعيل لعمه الكاظم ( عليه السلام )

لقد عامل الإمام ابن أخيه بالإحسان ، فكان جوابه الإساءة

قرر علي بن إسماعيل السفر إلى بغداد ، فاستدعاه الإمام وسأله عن الهدف . فقال: عليّ دينٌ وأريد أن أقضيهفقال الإمام

أنا أقضي دينك ، فلا تذهب إلى بغداد

رفض علي بن إسماعيل ذلك ، وأصرّ على السفر
فقال الإمام : إذا ذهبت إلى بغداد ، فلا تشترك في قتلي
نهض علي بن إسماعيل دون جواب ، وناوله الإمام صرّة فيها ثلاثمائة دينار ينفقها على عياله


http://www.maash.com/vb/imgcache/2926.imgcache.jpg



وأمام هذا الإحسان كان عليُّ بن إسماعيل يضمر في نفسه الخيانة .
كان يريد التملّق إلى الرشيد ، وكان يعرف أنّ الطريق إلى ذلك هو اتهام الإمام

دخل علي بن إسماعيل على الرشيد ، وقال بخبث : خليفتان في زمن واحد ! . لقد تركتُ موسى بن جعفر في المدينة يدّعي الخلافة وتجبى إليه الأموال

شعر الرشيد بالغضب ، وأصدر أمره بإلقاء القبض على الإمام وإيداعه السجن في البصرة

لم يحصل علي بن إسماعيل إلاّ على جائزة تافهة قيمتها 200 درهم وخرج من القصر ذليلاً ، ولكنه شعر بآلام شديدة ، وسرعان ما لقي حتفه فخسر الدنيا والآخرة

إلى البصرة


http://www.maash.com/vb/imgcache/2927.imgcache.jpg

قَدِم الرشيدُ بنفسه إلى المدينة للإشراف على إعتقال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وخرج الناس يبكون

كان الرشيد يدرك مدى حبّ الناس للإمام ، فخاف أن يحدث ردّ فعل لاعتقاله ، فأصدر أمره بنقل الإمام إلى البصرة في منتصف الليل

وفي الصباح تحرّكت قافلة باتجاه بغداد . . أشاع الرشيد بأنّها تحمل الإمام الكاظم إلى بغداد

أُلقي الإمام في زنزانة مظلمة في سجن البصرة ، وقد تعجّب حاكم البصرة من اعتقال رجلٍ على هذا المستوى من التقوى والعبادة والزهد ، وبعث إلى الرشيد برسالة يطلب فيها الإفراج عن الإمام

أمر الرشيدُ بإرسال الإمام مخفوراً إلى بغداد . . حيث أودع السجن

وقد بهرتْ أخلاقُ الإمام سجّانيه ، فتنقّل من سجن إلى سجن ، وكان الرشيدُ يسعى للتخلّص من الإمام ، فأودعه في سجن السندي بن شاهك وهو رجل غاية في القسوة والوحشية

وقضى الإمام حياته في السجن بين صلاة ودعاء وصوم ، وهو لا يزداد إلى الله إلاّ شكراً

وقد حاول البعض دفع الإمام إلى التماس العفو من الرشيد ، ولكن الإمام كان يرفض الخضوع ، وبعث برسالة إلى الرشيد يقول فيها : لن ينقضي عني يوم من البلاء حتى ينقضي عنك معه يوم من الرخاء ثم نمضي معاً ! إلى يوم ليس له انقضاء لا يخسر فيه إلاّ المبطلون

كانت حالة الإمام تدعو إلى الأسف ، فأراد بعضهم نصيحة الإمام بأن يتوسّط أهل النفوذ في الخروج من السجن ، ولكن الإمام رفض ذلك أيضاً وقال : حدَّثني أبي عن آبائه أنّ الله أوصى إلى داود أنه ما اعتصم عبدٌ من عبادي بأحد من خلقي دوني إلا قطعتُ عنه أسباب السماء وأسخْتُ الأرض من تحته

وبعد أعوام طويلة قضاها الإمام في سجون العباسيين ، لقي مصرعه شهيداً بعد أن دسّ إليه الرشيدُ السمَّ في الطعام وذلك سنة 183 هجرية

وُضع جثمانُ الإمام فوق الجسر غريباً بعيداً عن أهله وأحبّته ، وادعى الرشيد أنّه تُوفيّ وفاة طبيعية ، ولكن طبيباً مرّ – صدفة – من فوق الجسر وفحص جثمان الإمام قال : إنّ الإمام قد سُقي سمّاً قاتلاً أدّى إلى موته .
وأحدثت شهادة الإمام ضجّة في بغداد ، وخلّفت مرارة في قلوب شيعة أهل البيت ( عليهم السلام )

دُفن الإمام في مقابر قريش . . . حيث مرقده الآن في مدينة الكاظمية

أصحاب الإمام

ابن أبي عمير : وقد لازم الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وبعده علياً الرضا (عليه السلام ) ثم محمداً الجواد ( عليه السلام ) ، أُلقي القبض عليه ، وطلبوا منه الاعتراف على شيعة العراق ، ولكنه رفض ذلك ، فتعرض إلى ألوان من التعذيب ، ومكث في السجن 17 سنة ، وصادروا جميع أمواله .
علي بن يقطين :وكان من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، تعرّض لمطاردة الأمويين ، وعندما حكم العباسيون عاد إلى الكوفة ، وكان له علاقات حسنة معهم

عيّنه الرشيد وزيراً له ، وكان يهبّ لمساعدة المظلومين والمقهورين ؛ لذا حظي بمباركة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وقد عرض على الإمام الاستقالة ولكن الإمام ( عليه السلام ) كان يشجّعه على البقاء والاستمرار في مسؤوليته في حفظ جزء من تراث أهل البيت ( عليهم السلام )

مؤمن الطاق : وكان من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) أيضاً ، كان عالماً كبيراً ومتكلماً لبقاً ، وكان له دور في التصدي للحركات الإلحادية والضالّة

هشام بن الحكم : وهو من تلامذة الإمام الصادق ( عليه السلام ) . . ترك مؤلفات كثيرة

من كلماته المضيئة

المؤمن مثل كفّتي الميزان كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه
ليس حسن الجوار كفّ الأذى و لكن حسن الجوار الصبر على الأذى
ينادي منادٍ يوم القيامة : ألا من كان له على الله أجرٌ فليقم . . فلا يقوم إلا من عفا وأصلح فأجره على الله
ليس منا من ترك دنياه لدينه أو ترك دينه لدنياه



نسألكم الدعاء



http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif

عاشق الامام الكاظم
15-07-2009, 08:04 PM
http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif



اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع)



http://www8.0zz0.com/2008/08/18/16/308533059.jpg


السلام على المعذب في قعر السجون


حياة الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) تشع بالنور والجمال والخير، وتحمل العطاء السمح، والتوجيه المشرق للأمة

إن حياة الإمام موسى بجميع أبعادها تتميز بالصلابة في الحق، والصمود أمام الأحداث، وبالسلوك النير الذي لم يؤثر فيه أي انحراف أو التواء، وإنما كان متسماً بالتوازن، ومنسجماً مع سيرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وهديه واتجاهه، والتزامه بحرفية الإسلام

وكان من بين تلك المظاهر الفذة التي تميزت بها شخصيته هو الصبر على الأحداث الجسام، والمحن الشاقة التي لاقاها من طغاة عصره، فقد أمعنوا في اضطهاده، والتنكيل به، وقد أصر طغاة عصره على ظلمه فعمدوا إلى اعتقاله وزجّه في ظلمات السجون، وبقي فيها حفنة من السنين يعاني الآلام والخطوب. ولم يؤثر عنه أنه أبدي أي تذمر أو شكوى أو جزع مما ألم به، وإنما كان على العكس من ذلك يبدي الشكر لله، ويكثر من الحمد له على تفرغه لعبادته، وانقطاعه لطاعته

فكان على ما ألمّ به من ظلم واضطهاد من أعظم الناس طاعة، وأكثرهم عبادة لله تعالى، حتى بهر هارون الرشيد بما رآه من تقوى هذا الإمام وكثرة عبادته فراح يبدي إعجابه قائلاً: (إنه من رهبان بني هاشم)

ولما سجن في بيت السندي بن شاهك، كانت عائلة السندي تطلّ عليه فترى هذه السيرة التي تحاكي سيرة الأنبياء، فاعتنقت شقيقة السندي فكرة الإمامة، وكان من آثار ذلك أن أصبح حفيد السندي من أعلام الشيعة في عصره

إنها سيرة تملك القلوب والمشاعر فهي مترعة بجميع معاني السمو والنبل والزهد في الدنيا والإقبال على الله. لقد كانت سيرة الإمام موسى بن جعفر مناراً نستضيء بها حياتنا

ومن ظواهر شخصيته الكريمة هي السخاء، وإنه كان من أندى الناس كفاً، وأكثرهم عطاءً للمعوزين. لقد قام الإمام موسى (عليه السلام) بعد أبيه الإمام الصادق (عليه السلام) بإدارة شؤون جامعته العلمية التي تعتبر أول مؤسسة ثقافية في الإسلام، وأول معهد تخرجت منه كوكبة من العلماء وقد قامت بدور مهم في تطوير الحياة الفكرية، ونحو الحركة العلمية في ذلك العصر، وامتدت موجاتها إلى سائر العصور وهي تحمل روح الإسلام وهديه، وتبث رسالته الهادفة إلى الوعي المتحرّر واليقظة الفكرية، لقد كان الإمام موسى (عليه السلام) من ألمع أئمة المسلمين في علمه، وسهره على نشر الثقافة الإسلامية وإبراز الواقع الإسلامي وحقيقته

ويضاف إلى نزعاته الفذّة التي لا تُحصى حلمه وكظمه للغيظ، فكان الحلم من خصائصه ومقوماته، وقد أجمع المؤرخون أنه كان يقابل الإساءة بالإحسان، والذنب بالعفو، شأنه في ذلك شأن جدّه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وقد قابل جميع ما لاقاه من سوء وأذى، ومكروه من الحاقدين عليه، بالصبر والصفح الجميل حتى لقب بالكاظم وكان ذلك من أشهر ألقابه

وما أحوج المسلمين إلى التوجيه المشرق ، والرسالة التي سطرها لنا هذا الإمام في التضحية في سبيل الله والانطلاق نحو العمل المثمر البناء



نسألكم الدعاء

مرتضى العاملي
15-07-2009, 08:06 PM
عظم الله اجوكم جميعا في ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم سابع الحجج الاطهار عليهم السلام
شكرا لحضوركم جميعا وتقديركم

عاشق الامام الكاظم
15-07-2009, 08:11 PM
http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif



اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع)



http://i252.photobucket.com/albums/hh39/habib652/dc465be4ef.jpg




شعر عن الإمام الكاظم عليه السلام




وما لعيني لا تبكي وقد نظرت

باب الحوائج موسى فخر عدنان

لهفي عليه سجينا طول مدته

مازال ينقل من سجن إلى ثاني

إلك يا موسى بـن جعفـر

لهيـب الـروح يتـوجـر

حزينة الشيعة لمصابـك

وتـذرف دمعـة أحبابك

إلك يا موسى بـن جعفـر

إلك يـا سابـع الأطهار

آنـه وكـل هلـي ننحـب

نعـزي الهـادي والكـرار

يل عمرك سجـن غيهـب

ووين الزهرة والمختـار

ماتـم بالحـزن ننـصـب

وانطـوف بسـواد الليـل

نشيـع نعشـك بتمثـيـل

بكل شبـر وارض نفتـر

إلك يا موسى بـن جعفـر

آنه من الصغـر مـولاي

شفت دمعة أبوي عليـك

وحق موسى بن جعفر هاي

اسمع صوته مـن ينخيـك

ويـاه أصبحت رجـواي

عشقتك بالكلـب أفديك

مـولاي وإلك هالـيـوم

اذرف دمعـه يـا مظلـوم

تشفـع والـدي وتحضـر

إلك يا موسى بـن جعفـر

يسابع نور مـن عدنـان

يا حامـل سـراج الديـن

للحـق والعـدل عنـوان

شخصـك علـة التكويـن

حـار بشانـك السـجـان

يل نورك سطـع صوبيـن

من سجن لسجـن خلـوك

اطــاوع للظـلـم رادوك

وانته لكل عـزم مصـدر

إلك يا موسى بـن جعفـر

يم (جسر الائيمه ) اليـوم

زحـفـت شيعـتـك زوار

يـا مسجـون يامسمـوم

تنعـاك بـدمـع مــدرار

يــدرون التشـيـع دوم

ثـوره اتزلـزل الاشـرار

يم جسـر الائيمـه ارواح

يمـك هـومـت تـرتـاح

والمـاي الصبـح احمـر

الك يا موسى بن جعفـر

ضريحـك مكصـد الوفـاد

وشخصك قبلـة العرفـان

وبيـك أتنورت بـغـداد

ونورك شع على الأكوان

الكل حاجه وطلـب تنـراد

أصبح قبـرك العنـوان

سمـوك بـابـو طلـبـه

تكشف كل محـن صعبـه

ابن حنبل شهد مـن قـر

إلك يا موسى بـن جعفـر

يسـر يمفسـر الآيات

يل جفـك طفـح بالجـود

طورك بالسجـن سجـدات

طويلة أتسبح المعبـود

ونارك تكشـف الأزمات

وسجانـك صبـح نمـرود

نعـاك بحسرتـه التأويـل

وبصوته اتنحـب جبريـل

واسرافـيـل والمحـشـر

إلك يا موسى بـن جعفـر




نسألكم الدعاء



http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif

مرتضى العاملي
15-07-2009, 08:11 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد

عظم الله لك ولنا الاجر بمصاب سيدنا ومولانا
الامام الكاظم (عليه السلام)
ان شاء الله تعالى سازور نيابة عنك اخي

واشكرك على هذه الطرح القيم


احسن الله لك اخي الفاضل وتقبل الله زيارتكم وهذه افضل هدية تقدمها لاخيل المقصر في زيارة نيابة عني
لك شاركا
ولك خالص دعائي

عاشق الامام الكاظم
15-07-2009, 08:15 PM
http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif



اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف




ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم (ع)


http://anwaralhuda.com/vb/images/statusicon/wol_error.gifهذه الصورة مصغره ... نقره على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 640x427 والحجم 64 كيلوبايت .http://www3.0zz0.com/2008/07/25/04/877741215.jpg


الإمام السابع : أبو الحسن موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام )


ولادته ( عليه السلام )

ولد بالأبواء بين مكة والمدينة يوم الأحد في 7 صفر سنة 128 ه‍

إمامته ( عليه السلام )

كان ( عليه السلام ) نموذج عصره ، وفريد دهره ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، مهيب الطلعة ، كثير التعبد ، يطوي ليله قائما ونهاره صائما ، عظيم الحلم ، شديد التجاوز ، حتى سمي لذلك كاظما ، لاقى من المحن ما تنهد لهولها الجبال فلم تحرك منه طرفا ، بل كان ( عليه السلام ) صابرا محتسبا كحال آبائه وأجداده ( عليهم السلام ) . يعرف بأسماء عديدة منها : العبد الصالح ، والكاظم ، والصابر ، والأمين

وفاته

وقد اتفقت كلمة المؤرخين على أن هارون الرشيد قام باعتقال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وإيداعه السجن لسنين طويلة مع تأكيده على سجانيه بالتشديد والتضييق عليه

قال ابن كثير

فلما طال سجن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) كتب إلى الرشيد : " أما بعد يا أمير المؤمنين إنه لم ينقض عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك يوم من الرخاء ، حتى يفضي بنا ذلك إلى يوم يخسر فيه المبطلون "

ولم يزل ذلك الأمر بالإمام ( عليه السلام ) ، ينقل من سجن إلى سجن حتى انتهى به الأمر

إلى سجن السندي بن شاهك ، وكان فاجرا فاسقا ، لا يتورع عن أي شئ تملقا ومداهنة للسلطان ، فغالى في سجن الإمام ( عليه السلام ) وزاد في تقييده حتى جاء أمر الرشيد بدس السم للكاظم ( عليه السلام ) ، فأسرع السندي إلى إنفاذ هذا الأمر العظيم ، واستشهد الإمام ( عليه السلام ) بعد طول سجن ومعاناة في عام 183 ه‍

ولما كان الرشيد يخشى ردة فعل المسلمين عند انتشار خبر استشهاد الإمام ( عليه السلام ) ، لذا عمد إلى حيلة ماكرة للتنصل من تبعة هذا الأمر الجلل ، فقد ذكر أبو الفرج الأصفهاني وغيره: أن الإمام الكاظم لما توفي مسموما أدخل عليه الفقهاء ووجوه أهل بغداد ، وفيهم الهيثم بن عدي وغيره ليشهدوا على أنه مات حتف أنفه دون فعل من الرشيد وجلاوزته ، ولما شهدوا على ذلك أخرج بجثمانه الطاهر ووضع على الجسر ببغداد ونودي بوفاته

ودفن في بغداد في الجانب الغربي في المقبرة المعروفة بمقابر قريش المشهورة في أيامنا هذه بالكاظمية

فالسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد سجينا مظلوما مسموما ، ويوم يبعث حيا


نسألكم الدعاء



http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif

عاشق الامام الكاظم
15-07-2009, 08:18 PM
انطباعات عن شخصية الإمام موسى الكاظم(عليه السلام)


أجمع المسلمون - على اختلاف نحلهم ومذاهبهم - على أفضلية أئمّة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام، وأعلميّتهم ، وسموّ مقامهم ، ورفعة منزلتهم، وقدسيّة ذواتهم وقرب مكانتهم من الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) حتّى تنافسوا في الكتابة عنهم، وذكر أحاديث الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) فيهم، وبيان سيرهم، وأخلاقهم، وذكر ما ورد من حكمهم وتعاليمهم

ولا غرو في ذلك بعد أن قرنهم الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) بالقرآن الكريم ـ كما ورد في حديث الثقلين- ووصفهم النبي(صلى الله عليه وآله) بسفينة نوح التي من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق وهوى، ومثّلهم بباب حطّة الذي من دخله كان آمناً. الى كثير من أحاديثه(صلى الله عليه وآله) في بيان فضلهم، والتنويه بعظمة مقامهم

ونقدّم في هذا الفصل بعض الانطباعات ممّن عاصر الإمام الكاظم(عليه السلام) عنه وممّن تلا عصره

1 ـ قال عنه الإمام الصادق(عليه السلام)

فيه علم الحكم، والفهم والسخاء والمعرفة فيما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم، وفيه حسن الخلق، وحسن الجوار، وهو باب من أبواب الله عزّ وجلّ

2 ـ قال هارون الرشيد لإبنه المأمون وقد سأله عنه

هذا إمام الناس، وحجّة الله على خلقه، وخليفته على عباده

وقال له أيضاً

يا بنيّ هذا وارث علم النبيين، هذا موسى بن جعفر، إن أردت العلم الصحيح فعند هذا

3 ـ قال المأمون العباسي في وصفه

قد أنهكته العبادة، كأنه شنّ بال، قد كلم السجود وجهه وأنفه

4 ـ كتب عيسى بن جعفر للرشيد

لقد طال أمر موسى بن جعفر ومقامه في حبسي، وقد اختبرت حاله ووضعت عليه العيون طول هذه المدّة، فما وجدته يفترعن العبادة، ووضعت من يسمع منه مايقوله في دعائه فما دعا عليك ولا عليّ، ولا ذكرنا بسوء، وما يدعو لنفسه إلاّ بالمغفرة والرحمة، فإن أنت انفذت اليّ من يتسلّمه مني وإلاّ خليت سبيله، فإني متحرّج من حبسه

5 ـ قال أبو علي الخلال ـ شيخ الحنابلة ـ

ما همّني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسّلت به، إلاّ وسهّل الله تعالى لي ما أحبّ

6 ـ قال أبو حاتم

ثقة صدوق، إمام من ائمّة المسلمين

7 - قال الخطيب البغدادي

كان سخيّاً كريماً، وكان يبلغه عن الرجل أنّه يؤذيه، فيبعث إليه بصُرّة فيها ألف دينار، وكان يصرّ الصرر: ثلاثمائة دينار، وأربعمائة دينار، ومائتي دينار ثم يقسّمها بالمدينة، وكان مثل صرر موسى بن جعفر إذا جاءت الإنسان الصرة فقد استغنى

8 ـ قال ابن الصبّاغ المالكي

وأمّا مناقبه وكراماته الظاهرة، وفضائله وصفاته الباهرة، تشهد له بأنّه افترع قبّة الشرف وعلاها، وسما الى أوج المزايا فبلغ علاها، وذلّلت له كواهل السيادة وامتطاها، وحكم في غنائم المجد فاختار صفاياها فأصطفاها

9 ـ قال سبط ابن الجوزي

موسى بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام)، ويلقّب بالكاظم والمأمون والطيّب والسيّد، وكنيته أبو الحسن، ويدعى بالعبد الصالح لعبادته، واجتهاده وقيامه بالليل

10 ـ قال كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي

هو الإمام الكبير القدر، العظيم الشأن، الكبير المجتهد الجادّ في الاجتهاد، المشهور بالعبادة، المواظب على الطاعات، المشهور بالكرامات، يبيت الليل ساجدا وقائما، ويقطع النهار متصدّقاً وصائماً، ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دعي (كاظماً). كان يجازي المسيء باحسانه إليه، ويقابل الجاني بعفوه عنه، ولكثرة عبادته كان يسمّى بـ (العبد الصالح) ويعرف في العراق بــ (باب الحوائج الى الله) لنجح مطالب المتوسّلين الى الله تعالى به . كراماته تحار منها العقول، وتقضي بان له عند الله قدم صدق لا تزال ولا تزول

11 ـ قال أحمد بن يوسف الدمشقي القرماني

هوالإمام الكبير القدر، الأوحد، الحجّة، الساهر ليله قائما، القاطع نهاره صائما،المسمّى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين ( كاظماً ) وهو المعروف عند أهل العراق بـ (باب الحوائج) لأنه ما خاب المتوسّل به في قضاء حاجة قط... له كرامات ظاهرة، ومناقب باهرة، افترع قمة الشرف وعلاها، وسما الى اوج المزايا فبلغ علاها

12 ـ قال محمد بن أحمد الذهبي

كان موسى من أجود الحكماء، ومن عبادالله الاتقياء، وله مشهد معروف ببغداد ، مات سنة ثلاث وثمانين وله خمس وخمسون سنة

13 ـ قال ابن الساعي

الإمام الكاظم : فهو صاحب الشأن العظيم، والفخر الجسيم، كثير التهجّد، الجادّ في الاجتهاد، المشهود له بالكرامات، المشهور بالعبادات، المواظب على الطاعات، يبيت الليل ساجدا وقائما، ويقطع النهار متصدّقاً وصائماً

14 - قال عبدالمؤمن الشبلنجي

كان موسى الكاظم رضي الله عنه أعبد أهل زمانه، وأعلمهم، واسخاهم كفّاً، وأكرمهم نفساً، وكان يتفقّد فقراء المدينة فيحمل إليهم الدراهم والدنانير الى بيوتهم ليلاً، وكذلك النفقات، ولا يعلمون من أيّ جهة وصلهم ذلك، ولم يعلموا بذلك إلاّ بعد موته. وكان كثيراً ما يدعو

« اللّهم إني أسألك الراحة عند الموت، والعفو عند الحساب »

15 - قال عبد الوهاب الشعراني

احد الأئمة الاثني عشر، وهو ابن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، كان يكنّى بـ (العبد الصالح) لكثرة عبادته واجتهاده وقيامه الليل، وكان إذا بلغه عن احد يؤذيه يبعث إليه بمال

16 ـ قال عبد الله الشبراوي الشافعي

كان من العظماء الاسخياء، وكان والده جعفر يحبّه حبّاً شديداً، قيل له: ما بلغ من حبّك لموسى؟

قال : وددت أن ليس لي ولد غيره، لئلاّ يشرك في حبّي أحد

ثم تحدث عن الإمام(عليه السلام) ونقل بعض كلامه

17 ـ قال محمد خواجه البخاري

ومن أئمة أهل البيت: أبو الحسن موسى الكاظم بن جعفر الصادق رضي الله عنهما، كان رضي الله عنه صالحاً، عابداً، جواداً، حليماً، كبير القدر، كثير العلم، كان يدعى بـ (العبد الصالح) وفي كل يوم يسجد لله سجدة طويلة بعد ارتفاع الشمس الى الزوال

وبعث الى رجل يؤذيه صرّة فيها ألف دينار

طلبه المهدي بن المنصور من المدينة الى بغداد فحبسه، فرأى المهدي في النوم علياً كرّم الله وجهه يقول: يا مهدي « فهل عسيتم أن تولّيتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا أرحامكم » فأطلقه

18 ـ قال محمد أمين السويدي

هوالإمام الكبير القدر، الكثير الخير،كان يقوم ليله، ويصوم نهاره، وسمّي (كاظماً) لفرط تجاوزه عن المعتدين ... له كرامات ظاهرة، ومناقب لا يسع مثل هذا الموضع ذكرها

19 ـ قال محمود بن وهيب القراغولي البغدادي الحنفي

هو موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، وكنيته أبو الحسن، والقابه أربعة: الكاظم، والصابر، والصالح، والامين، الأول هو الاشهر، وصفته معتدل القامة أسمر، وهو الوارث لأبيه رضي الله عنهما علماً ومعرفة وكمالا وفضلا سمي بـ (الكاظم) لكظمه الغيظ، وكثرة تجاوزه وحلمه. وكان معروفاً عند أهل العراق بـ (باب قضاء الحوائج عند الله) وكان أعبد أهل زمانه، وأعلمهم ، واسخاهم

20 - قال محمد أمين غالب الطويل

وكان العلويون يقتدون بالرجل العظيم، الإمام موسى الكاظم، والمشهور بالتقوى، وكثرة العبادة، حتى سماه المسلمون (العبد الصالح) وكان يلقب أيضاً بــ (الرجل الصالح ) تشبيها له بصاحب موسى بن عمران، المذكور في القرآن، وكان الإمام الكاظم كريماً وسخياً






نسألكم الدعاء



http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif

عاشق الامام الكاظم
15-07-2009, 08:26 PM
http://farm4.static.flickr.com/3257/2694767729_fd0d322fac_o.gif




مظاهر من شخصية الإمام الكاظم (عليه السلام)



1 ـ وفور علمه :

لقد شهد للإمام موسى الكاظم(عليه السلام) بوفور علمه أبوه الإمام جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام) إذ قال عنه

«إنّ ابني هذا لو سألته عمّا بين دفتي المصحف لأجابك فيه بعلم»

وقال أيضاً:

«وعنده علم الحكمة، والفهم، والسخاء، والمعرفة بما يحتاج إليه الناس فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم»

ويكفي لمعرفة وفور علومه رواية العلماء عنه جميع الفنون من علوم الدين وغيرها مما ملأوا به الكتب، وألّفوا المؤلّفات الكثيرة، حتى عرف بين الرواة بالعالم

وقال الشيخ المفيد:

وقد روى الناس عن أبي الحسن موسى فأكثروا، وكان أفقه أهل زمانه

2 - عبادته وتقواه :

نشأ الإمام موسى (عليه السلام) في بيت القداسة والتقوى، وترعرع في معهد العبادة والطاعة، بالاضافة الى أنه قد ورث من آبائه حب الله والايمان به والاخلاص له فقد قدموا نفوسهم قرابين في سبيله ، وبذلوا جميع إمكانياتهم في نشر دينه والقضاء على كلمة الشرك والضلال فأهل البيت أساس التقوى ومعدن الايمان والعقيدة، فلولاهم ماعبد الله عابد ولا وحّده موحّد. وما تحقّقت فريضة، ولا أقيمت سنة ، ولا ساغت في الاسلام شريعة

لقد رأى الإمام(عليه السلام) جميع صور التقوى ماثلة في بيته، فصارت من مقوّمات ذاته ومن عناصر شخصيته، وحدّث المؤرخون أنه كان أعبد أهل زمانه حتى لقّب بالعبد الصالح، وبزين المجتهدين إذ لم تر عين انسان نظيراً له قط في الطاعة والعبادة. ونعرض انموذجاً من مظاهر طاعته وعبادته

أ ـ صلاته

إنّ أجمل الساعات وأثمنها عند الإمام(عليه السلام) هي الساعات التي يخلو بها مع الله عزّ اسمه فكان يقبل عليه بجميع مشاعره وعواطفه وقد ورد: أنه إذا وقف بين يدي الله تعالى مصلّياً أو مناجياً أو داعياً ارسل ما في عينيه من دموع، وخفق قلبه، واضطرب موجدة وخوفاً منه، وقد شغل أغلب أوقاته في الصلاة «فكان يصلّي نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح، ثم يعقب حتى تطلع الشمس، ويخرّ لله ساجداً فلا يرفع رأسه من الدعاء والتمجيد حتى يقرب زوال الشمس ، من مظاهر طاعته أنه دخل مسجد النبي(صلى الله عليه وآله) في أول الليل فسجد سجدة واحدة وهو يقول بنبرات تقطر إخلاصاً وخوفا منه

« عظم الذنب من عبدك، فليحسن العفو من عندك»

ولمّا أودعه طاغية زمانه الملك هارون الرشيد في ظلمات السجون تفرغ للطاعة والعبادة حتى بهر بذلك العقول وحير الالباب، فقد شكر الله على تفرغه لطاعته قائلا :

« اللّهم انّني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك، اللهمّ وقد فعلت فلك الحمد»

لقد ضرب الإمام المثل الأعلى للعبادة فلم يضارعه أحد في طاعته واقباله على الله، فقد هامت نفسه بحبه تعالى، وانطبع في قلبه الايمان العميق

وحدّث الشيباني عن مدى عبادته، فقال : كانت لأبي الحسن موسى (عليه السلام) في بضع عشر سنة سجدة في كل يوم بعد ابيضاض الشمس الى وقت الزوال وقد اعترف عدوه هارون الرشيد بأنه المثل الأعلى للانابة والايمان، وذلك حينما أودعه في سجن الربيع فكان يطل من أعلى القصر فيرى ثوباً مطروحاً في مكان خاص من البيت لم يتغير عن موضعه فيتعجب من ذلك ويقول للربيع

«ما ذاك الثوب الذي أراه كل يوم في ذلك الموضع» ؟ !

ـ يا أمير المؤمنين: ما ذاك بثوب، وإنما هو موسى بن جعفر، له في كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس الى وقت الزوال

فبهر هارون وانطلق يبدي إعجابه

ـ أما إنّ هذا من رهبان بني هاشم ! !

والتفت إليه الربيع بعد ما سمع منه اعترافه بزهدالإمام وعزوفه عن الدنيا طالباً أن يطلق سراحه ولا يضيّق عليه قائلاً

يا أمير المؤمنين: ما لك قد ضيّقت عليه في الحبس ! ! ؟

فأجابه هارون بما انطوت عليه نفسه من عدم الرحمة والرأفة قائلاً

«هيهات: لابد من ذلك !»

ب ـ صومه

كان الإمام(عليه السلام) يصوم في النهار ويقوم مصلّياً في الليل، خصوصاً لمّا سجنه هارون فإنه لم يبارح العبادة الاستحبابية بجميع أنواعها من صوم وغيره، وهو يشكر الله ويحمده على هذا الفراغ الذي قضاه في عبادته

ج ـ حجّه

وما من شيء يحبه الله وندب إليه إلاّ فعله الإمام عن رغبة واخلاص، فمن ذلك أنه حج بيت الله ماشياً على قدميه، والنجائب تقاد بين يديه، وقد حج معه أخوه علي بن جعفر وجميع عياله أربع مرات، وحدّث علي بن جعفر عن الوقت الذي قطعوا به طريقهم فقال: كانت السفرة الاُولى ستاً وعشرين يوماً، والثانية كانت خمساً وعشرين يوماً، والثالثة كانت أربعاً وعشرين يوماً، والرابعة كانت إحدى وعشرين يوماً

د ـ تلاوته للقرآن

كان الذكر الحكيم رفيق الإمام في خلواته، وصاحبه في وحشته وكان يتلوه بامعان وتدبر، وكان من أحسن الناس صوتا به، فاذا قرأ يحزن، ويبكي السامعون لتلاوته

وحدّث حفص عن كيفية تلاوته للقرآن فقال: وكان قراءته حزناً فاذا قرأ فكأنه يخاطب إنساناً بهذه الكيفية كان يتلو آيات الذكر الحكيم فكان يمعن في تعاليمه ويمعن في آدابه، ويتبصر في أوامره ونواهيه وأحكامه

هـ ـ عتقه للعبيد

ومن مظاهر طاعة الإمام(عليه السلام) عطفه واحسانه على الرقيق فقد أعتق الف مملوك[13] كل ذلك لوجه الله، وابتغاء مرضاته، والتقرب إليه

3 ـ زهده :

كان الإمام في طليعة الزاهدين في الدنيا والمعرضين عن نعيمها وزخارفها فقد اتجه الى الله ورغب فيما أعدّه له في دار الخلود من النعيم والكرامة، وقد حدثنا عن مدى زهده ابراهيم بن عبد الحميد فقال: دخلت عليه في بيته الذى كان يصلي فيه، فاذا ليس في البيت شيء سوى خصفة، وسيف معلق، ومصحف، لقد كان عيشه زهيداً، وبيته بسيطاً فلم يحتو على شيء حتى من الأمتعة البسيطة التي تضمها بيوت الفقراء الأمر الذي دل على تجرده من الدنيا، وإعراضه عنها. على أنه كانت تجبى له الأموال الطائلة، والحقوق الشرعية من العالم الشيعي، بالاضافة الى أنه كان يملك البسرية وغيرها من الأراضي الزراعية التي تدر عليه بالاموال الخطيرة، وقد أنفق جميع ذلك بسخاء على البائسين والمحرومين في سبيل الله وابتغاء مرضاته، وكان(عليه السلام) دوماً يتلو على أصحابه سيرة أبي ذر الصحابي العظيم الذي ضرب المثل الاعلى لنكران الذات والتجرد عن الدنيا والزهد في ملاذها، فقال (عليه السلام):

«رحم الله أبا ذر . فلقد كان يقول: جزى الله الدنيا عني مذمة بعد رغيفين من الشعير، أتغدى بأحدهما، وأتعشى بالآخر، وبعد شملتي الصوف أئتزر باحدهما وارتدي بالاُخرى...»
4 ـ جوده وسخاؤه :


لقد تجلّى الكرم الواقعي، والسخاء الحقيقي في الإمام فكان مضرب المثل في الكرم والمعروف، فقد فزع إليه البائسون والمحرومون لينقذهم من كابوس الفقر وجحيم البؤس وقد أجمع المؤرخون أنه أنفق(عليه السلام) جميع ما عنده عليهم كل ذلك في سبيل الله لم يبتغ من أحد جزاءاً أو شكورا، وكان(عليه السلام) في صِلاته يتطلب الكتمان وعدم الذيوع لئلا يشاهد على الآخذ ذلة الحاجة، وكان يلتمس في ذلك وجه الله ورضاه، ولهذا كان يخرج في غلس الليل البهيم فيصل الطبقة الضعيفة ببرّه وإحسانه وهي لا تعلم من أيّ جهة تصلها تلك المبرة، وكان يوصلهم بصراره التي تتراوح ما بين المائتي دينار الى الاربعمائة دينار[1] وكان يضرب المثل بتلك الصرار فكان أهله يقولون

«عجباً لمن جاءته صرار موسى وهو يشتكي القلة والفقر!!»

وبلغ من عطفه المستفيض أنه إذا بلغه عن شخص يؤذيه ويسيء إليه بعث له بصرّة فيها ألف دينار وقد قامت هباته السرية وصلاته الخفية بإعاشة فقراء يثرب، فكانوا جميعاً يرتعون بنعمته ويعيشون من عطاياه.

وحدّث عيسى بن محمّد القرطي قال : «زرعت بطيخاً وقثاءً وقرعا في موضع بالجوانيّة على بئر يقال لها اُم عضام

فلمّا استوى الزرع بغتني الجراد، فأتى على الزرع كلّه، وكنت قد غرمت عليه مع ثمن جملين مائة وعشرين ديناراً. فبينما أنا جالس إذ طلع عليّ الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام) فسلّم ثم قال لي: كيف حالك؟

فقلت: أصبحت كالصريم بغتني الجراد فأكل كل زرعي

فقال: كم غرمت فيه؟

فقلت: مائة وعشرين ديناراً مع ثمن الجملين

فالتفت (عليه السلام) لعرفة وقال له: زن لابن المغيث مائة وخمسين ديناراً. ثم قال لعيسى: فربحك ثلاثون ديناراً مع الجملين

5 ـ حلمه :

وكان الحلم من أبرز صفات الإمام موسى(عليه السلام) فقد كان مضرب المثل في حلمه وكظمه للغيظ، وكان يعفو عمن أساء إليه، ويصفح عمن اعتدى عليه، ولم يكتف بذلك وانماكان يحسن لهم ويغدق عليهم بالمعروف ليمحو بذلك روح الشر والانانية من نفوسهم، وقد ذكر المؤرخون بوادر كثيرة من حلمه فقد رووا: «أن شخصاً من احفاد عمر بن الخطاب كان يسيء للامام، ويكيل السب والشتم لجده أمير المؤمنين(عليه السلام) فأراد بعض شيعة الإمام اغتياله فنهاهم (عليه السلام) عن ذلك ورأى أن يعالجه بغير ذلك فسأل عن مكانه فقيل: أنه يزرع في بعض نواحي المدينة، فركب(عليه السلام) بغلته ومضى إليه متنكراً، فوجده في مزرعته فأقبل نحوه، فصاح به: لا تطأ زرعنا واستمر الإمام حتى وصل إليه، ولمّا انتهى إليه جلس الى جنبه وأخذ يلاطفه ويحدّثه بأطيب الحديث، وقال له بلطف ولين :

ـ كم غرمت في زرعك هذا ؟

- مائة دينار

- كم ترجو أن تصيب منه ؟

- أنا لا أعلم الغيب !

- انما قلت لك : كم ترجو أن يجيئك منه ؟

- أرجو أن يجيئني منه مئتا دينار

فأعطاه (عليه السلام) ثلاثمائة دينار، وقال: هذه لك وزرعك على حاله فتغير العمري، وخجل من نفسه على ما فرط من قبل في حق الامام، وتركه (عليه السلام) ومضى الى الجامع النبوي، فوجد العمري قد سبقه، فلما رأى الإمام مقبلاً قام إليه تكريماً وانطلق يهتف

(الله أعلم حيث يجعل رسالته) في من يشاء»

فبادر إليه اصحابه منكرين عليه هذا الانقلاب، فأخذ يخاصمهم، ويتلو عليهم مناقب الإمام ومآثره، ويدعو له، فالتفت(عليه السلام) إلى أصحابه قائلا:

أيّما كان خيراً؟ ما أردتم أو ما أردت أن أصلح أمره بهذا المقدار؟»

ومن آيات حلمه(عليه السلام) أنه اجتاز على جماعة من حسّاده وأعدائه، وكان فيهم ابن هياج فأمر بعض اتباعه أن يتعلق بلجام بغلة الإمام ويدّعيها فمضى الرجل الى الإمام وتعلق بزمام بغلته فادعاها له فعرف الإمام غايته فنزل عن بغلته وأعطاها له لقد أقام(عليه السلام) بذلك أسمى مثل للانسانية الفذّة والحلم الرفيع

وكان(عليه السلام) يوصي أبناءه بالتحلّي بهذه الصفة الرفيعة ويأمرهم بالصفح عمن أساء إليهم فقد جمعهم وأوصاهم بذلك فقال

«يا بُنيّ : إني أوصيكم بوصية من حفظها انتفع بها، إذا أتاكم آت فأسمع أحدكم في الاذن اليمنى مكروهاً ثم تحوّل الى اليسرى فاعتذر لكم، وقال: إني لم أقل شيئاً فاقبلوا عذره»

6 ـ ارشاده وتوجيهه :

إنّ إرشاد الناس الى الحق وهدايتهم الى الصواب من أهم الأمور الاصلاحية التي كان الإمام يعنى بها، فقد قام بدور مهم في انقاذ جماعة ممن أغرّتهم الدنيا وجرفتهم بتيّاراتها. وببركة ارشاده ووعظه لهم تركوا ما هم فيه من الغيّ والضلال وصاروا من عيون المؤمنين. وقد ذكر المؤرخون بوادر كثيرة له في هذا المجال فقد رووا قصته مع بشر الحافي، إذ كان في بداية أمره ـ فيما يقول الرواة ـ يتعاطى الشراب ويقضي لياليه وأيامه في المجون والدعارة فتاب ببركة إرشاد الإمام(عليه السلام) وتوجيهه كما سوف نشير الى قصّته مع الإمام (عليه السلام) فيما سيأتي

وممن أرشدهم الإمام(عليه السلام) الى طريق الحق: الحسن بن عبدالله، فقد كان شخصية مرموقة عند الملوك زاهداً في الدنيا، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم، فاجتمع بالامام فقال(عليه السلام) له

يا أبا علي ، ما أحب اليّ ما أنت عليه، وأسرني به، إلا أنه ليست لك معرفة فاطلب المعرفة

قال: وما المعرفة ؟

فقال له: تفقّه واطلب الحديث

فذهب الرجل فكتب الحديث عن مالك وعن فقهاء أهل المدينة، وعرضه على الإمام فلم يرض (عليه السلام)، وأرشده الى فقه أهل البيت وأخذ الأحكام منهم، والاعتراف لهم بالامامة فانصاع الرجل لذلك واهتدى

لقد كان (عليه السلام) يدعو الناس الى فعل الخير ويدلّهم على العمل الصالح ويحذرهم لقاء الله واليوم الآخر، فقد سمع رجلا يتمنّى الموت فانبرى(عليه السلام) له قائلا : «هل بينك وبين الله قرابة يحابيك لها ؟

فقال: لا

فقال له(عليه السلام): فأنت إذن تتمنّى هلاك الأبد»

7 - احسانه الى الناس :

وكان الإمام بارّاً بالمسلمين محسناً إليهم، فما قصده أحد في حاجة إلاّ قام بقضائها، فلا ينصرف منه إلاّ وهو ناعم الفكر مثلوج القلب، وكان(عليه السلام) يرى أن إدخال الغبطة على الناس وقضاء حوائجهم من أهم أفعال الخير فلذا لم يتوان قط في إجابة المضطر، ورفع الظلم عن المظلوم، وقد أباح لعلي بن يقطين الدخول في حكومة هارون وجعل كفارة عمل السلطان الاحسان الى الاخوان مبرّراً له، وقد فزع إليه جماعة من المنكوبين فكشف آلامهم وملأ قلوبهم رجاءاً ورحمة

ومن هؤلاء الذين أغاثهم الامام(عليه السلام) شخص من أهالي الري كانت عليه أموال طائلة لحكومة الري فلم يتمكّن من أدائها، وخاف على نعمته أن تسلب منه، فأخذ يطيل الفكر فيما يعمل، فسأل عن حاكم الري، فأخبر أنه من الشيعة، فطوى نيته على السفر الى الإمام ليستجير به فسافر الى المدينة فلما انتهى اليها تشرف بمقابلة الإمام فشكى إليه حاله، فزوده(عليه السلام) برسالة الى والي الري جاء فيها بعد البسملة

إعلم أنّ لله تحت عرشه ظلا لا يسكنه إلاّ من أسدى الى أخيه معروفاً، أو نفّس عنه كربة، أو أدخل على قلبه سروراً، وهذا أخوك والسلام

وأخذ الرسالة، وبعد أدائه لفريضة الحج، اتّجه الى وطنه، فلما وصل، مضى الى الحاكم ليلا، فطرق عليه باب بيته فخرج غلامه، فقال له : من أنت ؟

فقال: رسول الصابر موسى ؟

فهرع الى مولاه فأخبره بذلك فخرج حافي القدمين مستقبلا له، فعانقه وقبّل ما بين عينيه، وجعل يكرر ذلك، ويسأله بلهفة عن حال الامام، ثم إنه ناوله رسالة الإمام فقبّلها وقام لها تكريماً، فلما قرأها أحضر أمواله وثيابه فقاسمه في جميعها وأعطاه قيمة ما لا يقبل القسمة وهو يقول له : يا أخي هل سررتك ؟

فقال له: أي والله وزدت على ذلك ! !

ثم استدعى السجل فشطب على جميع الديون التي عليه وأعطاه براءة منها، وخرج الرجل وقد طار قلبه فرحاً وسروراً، ورأى أن يجازيه على إحسانه ومعروفه فيمضي الى بيت الله الحرام فيدعو له، ويخبرالإمام بما أسداه إليه من البر والمعروف، ولمّا أقبل موسم الحج مضى إليه ثم اتّجه الى يثرب فواجه الإمام وأخبره بحديثه، فسرّ(عليه السلام) بذلك سروراً بالغاً، فقال له الرجل: يا مولاي : هل سرّك ذلك ؟

فقال الإمام(عليه السلام): إي ، والله ! لقد سرّني، وسرّ أمير المؤمنين، والله لقد سرّ جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولقد سرّ الله تعالى..»

وقد دلّ ذلك على اهتمامه البالغ بشؤون المسلمين ورغبته الملحة في قضاء حوائج الناس







نسألكم الدعاء



http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif

عاشق الامام الكاظم
15-07-2009, 08:37 PM
http://www.amal-alalam.net/forum/imgcache/2/78alsh3er.gif


سيرته وفضائله

لقد نقلت الروايات عن علاقة هذا الإمام بالله تعالى، وعن عبادته وورعه وزهده، ولقد كان الإمام دؤوباً على ترتيل القرآن وحفظه، وله صوت رائع، وكان من العاملين بمبادئه وقيمه والتمسك به، وكان (عليه السلام) إذا قرأ يحزن ويبكي السامعين لتلاوته، ولورعه وزهده وتقواه كان الناس بالمدينة يسمّونه (زين المجتهدين). ومن فضائله بالإضافة الى ما ذكر العلم والحلم والتواضع وشدّة الخوف من الله تعالى, والكرم وكثرة التصدق على الفقراء والمساكين

ولقد كان من (الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس...)

وكان عفوه مشهوداً للناس، فروي أنّ غلاماً زنجيّاً مملوكاً، قد اشتاقت نفسه الى الحرية فلم يجد سبيلاً الى ذلك غير الإمام الكاظم (عليه السلام)، فقصده إلاّ أن الحياء عقد لسانه، ولكنه عرض أمره الى الإمام (عليه السلام)، وأهدى هدية للإمام فقبلها, مما حدا بالإمام الى إطلاقه وحرّره من عبوديته ردّاً للجميل. وهذه القصة طويلة ذكرها الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد)

حكمه ومواعظه (عليه السلام)

قال (عليه السلام)

(وجدت علم الناس في أربع: أولها أن تعرف ربّك، والثانية أن تعرف ما صنع بك، والثالثة أن تعرف ما أراد منك، والرابعة أن تعرف ما يخرجك عن دينك)

وقال (عليه السلام)

(كثرة الهمّ تورث الهرم، والعجلة هي الخرق، وقلة العيال أحد اليسارين، ومن أحزن والده فقد عقّهما)

وقال (عليه السلام)

(اتّق الله وقل الحقّ وإن كان فيه هلاكك فإنّ فيه نجاتك، واتّق الله ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك فإن فيه هلاكك)

استشهاده (عليه السلام)

لقد عاصر الإمام (عليه السلام) أربعة خلفاء عباسيين, وهم: المنصور، المهدي، الهادي، الرشيد، وقد امتلأت هذه الحقبة بالأحداث والوقائع التاريخية المريرة، وأبرز مظاهرها الملاحقات والسجن والقتل بأنواعه والتشريد لآل الرسول وأتباعهم. فالحكّام الجائرون يتحكّمون بالمسلمين كيف شاؤوا دون رادع أو وازع، حيث التسلّط على الرقاب, لا إرادة بسط العدل وإقامة أحكام وحدود الإسلام

ومن وقع تحت تأثير الظلم والجور المستشري هو الإمام الكاظم (عليه السلام)، فقد زجّه هارون العباسي في السجن، بل أخذ ينقله من سجن الى سجن

حتى سمّ الإمام (عليه السلام) بغضاً له وحسداً، حيث استشهد (عليه السلام) مسموماً في سجن السندي بن شاهك في بغداد. وكان ذلك اليوم هو الخامس والعشرين من رجب الأصب من سنة (183هـ)، ووضعه على الجسر وحيداً, ثم دعا الناس لتشيّعه

فسلام على عالم آل محمد يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً


نسألكم الدعاء



http://ququ1.jeeran.com/kadh.gif

عاشق الامام الكاظم
15-07-2009, 08:40 PM
http://www.mesopotamia4374.com/adad9/11_bestanden/image007.jpg


الإمام الكاظم(ع) في مواجهة السلطة العباسية


عندما نستذكر هذا الإمام العظيم، فإنَّنا نجد هناك خصوصيّة في حياته لم تكن لأيِّ إمامٍ من أئمة أهل البيت(ع) الذين يلتقون جميعاً في أنَّهم عاشوا الاضطهاد في حياتهم من قِبَل الخلفاء الذين كانوا يضيّقون على حركة الأمّة الإسلاميّة، وهذه الخصوصيّة تنحصر في تضييق السلطة العباسيّة على حركته بشكل فوق العادة، وانتقاله من سجن إلى سجن، وهذا ما سنتعرّض له في مطاوي البحث إن شاء الله

عاش الإمام الكاظم(ع) في عهد هارون الرشيد الذي امتدّت سلطته إلى أبعد مدىً من مواقع البلاد الإسلاميّة، وكان هذا الرجل معروفاً بسلطته الظالمة التي كان يتجاوز بها حدود الله، وكان معروفاً أيضاً بابتذاله ولهوه فيما كان يعيشه من أجواء اللهو والفسوق التي لا تناسب إنساناً مسلماً، فكيف يمكن أن تتناسب مع شخص يجلس في مركز خلافة المسلمين؟

وكان هارون الرشيد يعرف القيمة التي اختزنتها قلوب المسلمين في محبته، ويعرف مدى امتداداته الشعبيّة، وكان يعرف أيضاً أنَّ الناس كانت تحمل إليه الأموال مما هو واجبٌ عليها من الحقوق الشرعيّة.. وبهذا أدرك أنَّ الكثيرين من الناس كانوا يعتقدون بأنَّه الإمام الشرعيّ الذي يجب على الأمة أن تمتثل أوامره ونواهيه وطاعته، كان يعرف ذلك كلَّه من خلال رصده لحركة الإمام(ع).. وقد كان يشعر بأنَّ الناس إنما تنجذب إليه كحاكم من خلال سلطته وقهره وقوّته، بينما كان يرى أنَّ الأمة تنجذب إلى الإمام الكاظم(ع) بقلوبها وعقولها وإيمانها، لما كان يمثّله من الخطِّ المستقيم الذي يريد الله سبحانه وتعالى للناس أن يهتدوا إليه وينطلقوا فيه في كلِّ حياتهم

فَدَك.. وشرعيّة الإمامة

ومما ملأ قلب هارون الرشيد حقداً على الكاظم(ع) وأبدى بسببه ـ من جملة أسباب كثيرة ـ قلقه من حركة الإمام الكاظم(ع)، هو عندما أراد الرشيد إعادة فدك للكاظم(ع) وكان له مما لم يرغب فيه.. فمما ينقله التاريخ أنَّ الرشيد استدعى يوماً الإمام الكاظم(ع) وأخبره برغبته بإعادة فدك إليه ـ وفدك هي الأرض التي أُخذت من فاطمة الزهراء(ع) بعد وفاة رسول الله(ص) ـ ولكنَّ الإمام(ع) لم يقبل بردِّها إلا بحدودها.. "فقال الرشيد: ما حدودها؟ فقال(ع): "إنْ حدّدتُها لم تردّها"، (هو يعرف أنَّ فَدَك مجرّد قطعة أرض موجودة في المنطقة المحيطة بالمدينة، مهما كثرت أو قلّت مساحتها، فإنَّها مجرّد أرض بسيطة)، فأصرَّ هارون عليه أن يبيّنها له قائلاً: بحقِّ جدِّك إلاَّ فعلت

ولم يجد الإمام بُدّاً من إجابته، فقال له

"أما الحدّ الأول، فعدن ـ فلما سمع الرشيد ذلك تغيّر وجهُه، واستمرّ الإمام(ع) في بيانه ـ والحدُّ الثاني: سمرقند ـ فاربد وجه الطاغية ـ والحدُّ الثالث إفريقيا ـ فاسودّ وجهه ـ والحدُّ الرابع سيف البحر مما يلي الخزر وأرمينيا. قال هارون: لم يبقَ لنا شي‏ء. فقال(ع): قد علمت أنَّك لا تردُّها"

المناقب، 2/381

ففدك برأي الإمام الكاظم(ع) لا تمثّل قطعة أرض، بل هي برأيه تمثّل ولاية أمور المسلمين، وبذلك فإنَّها تمثّل شرعية الإمامة وشرعية الحكومة الإسلامية في خطِّ أهل البيت(ع)، باعتبار أنّهم أولو الأمر الذين يجب على الناس طاعتهم لا طاعة العباسيين.. ونفهم من كلمة الكاظم(ع) في هذا المجال، أنَّ الزهراء(ع) عندما طالبت بفدك، فلأنَّها كانت تمثّل عنوان المطالبة بحقِّ عليٍّ(ع) في الولاية، ولم تكن تمثّل بالنسبة إليها أرضاً في المسألة الجغرافية فحسب

ولذلك، فإنَّ حدود فَدَك في ما نفهمها هي حدود الدولة الإسلاميّة في كلِّ امتداداتها وسعتها.. وفي هذا المجال، يُقال بأنَّ هارون الرشيد قد عزم على قتل الإمام الكاظم(ع)

الإمامة في صلابة الموقف

وينقل لنا التاريخ أنَّ الرشيد عندما زار مدينة رسول الله(ص)، "توجَّه لزيارة النبيِّ(ص) ومعه الناس، فتقدّم إلى قبر رسول الله(ص) وقال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يابن العم ـ وكأنَّه يريد أن يفهم كل مَن حوله بأنَّه يملك الخلافة على أساس قرابته من رسول الله(ص)، فتقدّم أبو الحسن الكاظم(ع) إلى القبر فقال: "السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبتاه"، وتغيّر وجه الرشيد وتبيّن الغيظ فيه"

الإرشاد، ص:234. وتاريخ بغداد، ج:13، ص:31

وكأنَّه(ع) يريد أن يقول إذا كنت تتحدّث عن قرابتك للرسول(ص) على أساس أنَّه ابن عمِّك، لأنَّك ابن العباس، عم رسول الله(ص)، فهو(ع) أبو فاطمة الزهراء(ع)، والرشيد عندما تغيّر وجهه، فباعتبار أنَّ الكاظم(ع) لم يترك له مجالاً ليأخذ عنفوانه وزهوه على هذا الأساس

ويسأله هارون الرشيد: "لِمَ جوّزتم للعامة والخاصة أن ينسبوكم إلى رسول الله(ص) ويقولون لكم: يا بَني رسول الله، وأنتم بنو عليّ، وإنَّما يُنْسَبُ المرء إلى أبيه وفاطمة إنَّما هي وعاء، والنبيّ جدُّكم من قِبَل أمّكم؟ فقال(ع): لو أنَّ النبيّ(ص) نُشر ـ عاد إلى الحياة من جديد ـ فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيب؟ فقال: سبحان الله ولِمَ لا أُجيبه؟ بل أفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك. فقال(ع): لكنَّه(ص) لا يخطب إليَّ ولا أزوّجه. فقال: ولِمَ؟ قال(ع): لأنَّه ولدني ولم يَلِدْك"

بحار الأنوار، ج:48، ص:127ـ128

وجاء في وفيات الأعيان أنَّ الإمام(ع) أراد أن يدعم قوله ببرهان آخر، فقال لهارون: "هل كان يجوز له أن يدخل على حرمك وهُنَّ مكشّفات؟ فقال هارون: لا، قال(ع): له أن يدخل على حرمي"

وفيات الأعيان، ج:1، ص:394

لم يكن الإمام(ع) يريد أن يركّز على مسألة الخلافة والإمامة من موقع القرابة كما كان العباسيّون يفعلون عندما كانوا يقدّمون أنفسهم للناس على أنّهم أبناء عمِّ الرسول(ص)، لأنَّ الأئمة(ع) ينطلقون في مسألة الإمامة من خلال النصّ الإلهيّ الذي يحدّد ذلك ويجعلهم أولياء الأمر بعد رسول الله(ص).. فكان الإمام(ع) يريد أن يسقط هذا العنفوان والاستكبار لهارون الرشيد

ومن هنا قرّر الرشيد حبس الإمام(ع) بعد أن عرف تأثيره في المجتمع الإسلاميّ، ورأى أنَّ هذا التأثير يمكن أن يمتدَّ ويقوى ويتعمّق بالمستوى الذي قد يجعل للإمام(ع) امتداداً أكبر، فيهدّد حكمه بعد ذلك، ولذلك يُقال: بأنَّ هارون وقف أمام قبر رسول الله(ص) معتذراً منه(ص) بأنَّه يريد حبس الكاظم(ع) "لأني قد خشيت أن يلقي بين أمتك حرباً يسفك فيها دماءَهم"

بحار الأنوار، ج:17، ص:296


هذا منطق كلِّ الطغاة الذين يتحدّثون عن أيّة قوة معارضة بأنَّها تفرّق بين النّاس، وتهدّد أمنهم، وما إلى ذلك من الكلمات

ويصدر هارون أمراً بإلقاء القبض عليه، حيث يسيّره إلى البصرة، وبعد ذلك إلى بغداد، ثم يُوضع(ع) في سجن السندي بن شاهك الذي كان رجلاً فظّاً غليظاً، ويُقال إنَّه لم يكن مسلماً، فضيّق عليه ووضعه في "طامورة" لا يُعرف فيها الليل من النهار، ودسَّ إليه السُّمَّ في طعامه فاستُشهد(ع) في سجنه"

عيون أخبار الرضا، ج:1، ص:93

وعلى الرغم من أنَّ الإمام(ع) لم يكن يعترف بشرعية خلافة الرشيد، إلاَّ أنَّه كان يلتقيه ويحاوره ويناظره، وكان الرشيد لا يملك إلا أن يعظّمه، وهذا ما أشار إليه المأمون ابن الرشيد، الذي قيل له: من أين تعلّمت التشيّع؟ ـ وكانت هذه الكلمة تُطلق على الذين يحبُّون أهلَ البيت(ع) ويعظّمونهم ـ فقال ـ كما رُويَ عنه ـ: لقد تعلّمته من أبي هارون الرشيد، وذكر ما لقيه الإمام الكاظم(ع) من تعظيم عند استقبال هارون الرشيد له، ما أدّى إلى اعتراض المأمون على أبيه لجهله بالإمام، فقال له: إنَّ النّاس لو عرفوا من فضل هذا وأهل بيته ما نعرفه لما تركونا في مواقعنا. فقال له المأمون: لِمَ لم تتنازل عن موقعك إذا كنت تعرف من فضله ما تقول؟ فقال له: "إنَّ المُلْكَ عقيم، ولو نازعتني عليه لأخذتُ الذي فيه عيناك"


بحار الأنوار، ج:48، ص:129ـ131

شيعيه ابا عن جد
15-07-2009, 09:04 PM
http://www.3llk.net/get-7-2009-7hcai7bj.gif

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ مُوسَى بْنَ جَعْفَر وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُه

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ولِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللهِ وَابْنَ صَفِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَمينَ اللهِ وَابْنَ اَمينِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلُماتِ الاَْرْضِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اِمامَ الْهُدى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ الدّينِ وَالتُّقى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ عِلْمِ النَّبِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ عِلْمِ الْمُرْسَلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نائِبَ الاَْوْصِياءِ السّابِقينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الْوَحْيِ الْمُبينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْعِلْمِ الْيَقينِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْبَةَ عِلْمِ الْمُرْسَلينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاِْمامُ الصّالِحُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاِْمامُ الزّاهِدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاِْمامُ الْعابِدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الاِْمامُ السَّيِّدُ الرَّشيدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الْمَقْتُولُ الشَّهيدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ وَابْنَ وَصِيِّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ مُوسَى بْنَ جَعْفَر وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ ما حَمَّلَكَ وَحَفِظْتَ مَا اسْتَوْدَعَكَ، وَحَلَّلْتَ حَلالَ اللهِ وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللهِ، وَاَقَمْتَ اَحْكامَ اللهِ، وَتَلَوْتَ كِتابَ اللهِ وَصَبَرْتَ عَلَى الاَْذى في جَنْبِ اللهِ، وَجاهَدْتَ في اللهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ مَضَيْتَ عَلى ما مَضى عَلَيْهِ آباؤُكَ الطّاهِرُونَ وَاَجْدادُكَ الطَّيِّبُونَ الاَْوْصِياءُ الْهادُونَ الاَْئِمَّةُ الْمَهْدِيُّونَ، لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلى هُدىً، وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ اِلى باطِل، وَاَشْهَدُ اَنَّكَ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاَِميرِ الْمُؤمِنينَ، وَاَنَّكَ اَدَّيْتَ الاَْمانَةَ، وَاجْتَنَبْتَ الْخِيانَةَ، وَاَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَاَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً مُجْتَهِداً مُحْتَسِباً حَتّى أتاكَ الْيَقينُ فَجَزاكَ اللهُ عَنِ الاِْسْلامِ وَاَهْلِهِ اَفْضَلَ الْجَزاءِ وَاَشْرَفَ الْجَزاءِ، اَتَيْتُكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ زائِراً، عارِفاً بِحَقِّكَ، مُقِرّاً بِفَضْلِكَ، مُحْتَمِلاً لِعِلْمِكَ، مُحْتَجِباً بِذِمَّتِكَ، عائِذاً بِقَبْرِكَ، لائِذاً بِضَريحِكَ، مُسْتَشْفِعاً بِكَ اِلَى اللهِ، مُوالِياً لاَِوْلِيائِكَ، مُعادِياً لاَِعْدائِكَ، مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ وَبِالْهُدَى الَّذي اَنْتَ عَلَيْهِ، عالِماً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ وَبِالْعَمَى الَّذي هُمْ عَلَيْهِ، بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي وَنَفْسي وَاَهْلي وَمالي وَوَلَدي يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ، اَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً بِزِيارَتِكَ اِلَى اللهِ تَعالى، وَمُسْتَشْفِعاً بِكَ اِلَيْهِ فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رِبِّكَ لِيَغْفِرَ لي ذُنُوبي، وَيَعْفُوَ عَنْ جُرْمي، وَيَتَجاوَزَ عَنْ سَيِّئاتي، وَيَمْحُوَ عَنّي خَطيئاتي وَيُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ، وَيَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِما هُوَ اَهْلُهُ، وَيَغْفِرَ لي وَلاِبائي وَلاِِخْواني وَاَخَواتي وَلِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ في مَشارِقِ الاَْرْضِ وَمَغارِبِها بِفَضْلِهِ وَجُودِهِ وَمَنِّهِ.

عشرون عاماً والجراح تتمتم .. والحزن والآهات فيها ترسمُ

وأنا الذي تاهت أحاسيس الجوى .. في اصغري فصار بوحيَ أبكم

عشرون عاماً في حياتك تلتقي .. الآلام والأيام فيك محرم

يا سيدي يا كاظم الغيظ الذي .. صلى بواديك الحطيم وزمزم

يا كاظم سيَرُ البلاء طويلة .. لا أبتدى في حصرها أو أختم

يا سيدي أرض السجون حزينة .. والحزن من أناته يتألم

في ظلمة مسكونة ندباً له .. في قيده حتى استثار المعصم

أواه يا سجن الإمام أما ترى .. روح الإمام بشجوها تتكلم

أحنت عليه النائبات ذيولها .. وانصبَّ حقد من غاصبين أقدم


اللهمّ صل على محمدٍ وأهل بيته، وصلّ على موسى بن جعفر وصي الأبرار، وإمام الأخيار، وعيبة الأنوار، ووارث السكينة والوقار، والحكم والآثار، الذي كان يحيى الليل بالسهر إلى السحر بمواصلة الاستغفار، حليف السجدة الطويلة، والدموع الغزيرة، والمناجاة الكثيرة، و الضراعات المتصلة، ومقر النهى والعدل، والخير والفضل، والندى والبذل، ومألف البلوى والصبر، والمضطهد بالظلم، والمقبور بالجور، والمعذّب في قعر السجون، وظلم المطامير، ذي الساق المرضوض بحلق القيود، والجنازة المنادى عليها بُذل الاستخفاف، والوارد على جده المصطفى، وأبيه المرتضى، وأمه سيدة النساء، بإرث مغصوب، وولاء مسلوب، وأمرٍ مغلوب، ودمٍ مطلوب، وسمّ مشروب، اللهم وكما صبر على غليظ المحن، وتجرع غصص الكرب، واستسلم لرضاك، وأخلص الطاعة لك ومحض الخشوع، واستشعر الخضوع، وعادى البدعة وأهلها، ولم يلحقه في شيء من أوامرك ونواهيك لومة لائم صل عليه صلاةً ناميةً منيفةً زاكيةً توجبُ له بها شفاعة أممٍ من خلقك، وقرون من براياك، وبلّغه عنا تحية وسلاماً وآتنا من لدنك في موالاته فضلاً وإحساناً، ومغفرة ورضواناً إنك ذو الفضل العميم والتجاوز العظيم، برحمتك يا أرحم الراحمين.

من كلام الإمام الكاظم عليه السلام

1- من استوى يوماه فهو مغبون، و من كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون، و من يعرف الزيادة في نفسه فهو في النقصان، و من كان إلى النقصان، فالموت خير له من الحياة

2- المؤمن مثل كفتى الميزان، كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه

3- من عقل قنع بما يكفيه، و من قنع بما يكفيه استغنى

4- قليل العمل من العالم مقبول مضاعف، و كثير العمل من أهل الهوى و الجهل مردود.

5 - إنا أهل بيت حج صرورتنا، و مهور نسائنا و أكفاننا من ظهور أموالنا.

6- عونك للضعيف من أفضل الصدقة

7- من كف غضبه عن الناس كف الله عنه عذاب يوم القيامة.

8- من بذر و أسرف زالت عنه النعمة.

9- ما من شيء تراه عيناك إلا و فيه موعظة

10- من حسن بره بإخوانه و أهله مد في عمره

مأجورين
في ميزان حسناتك اخي الكريم
عاشق الامام الكاظم

عاشق الامام الكاظم
15-07-2009, 10:33 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد
مشكورة اختي شيعية للاضافة
عظم الله لكم ولنا الاجر بهذه المصاب العظيم

سيدرا
16-07-2009, 02:46 AM
سلام الله على بااااااب الحوائج الى الله الامام موسى بن جعفر

سلام الله على المعذب في قعر السجون الامام موسى بن جعفر


يقضي حوائجنا وحوائجكم ببركة محمد وال محمد

وعظم الله اجورنا واجوركم بذكرى استشهاد باب الحوائج

ورزقنا الله زيارته في الدنيا وفي الاخرة شفاعته

وفقكم الله اخي عاشق الامام الكاظم لهذا الموضوع الثري

والوفير بالخيرات والبركات وسدد للخير خطااكم

القلب الصبور
16-07-2009, 04:39 AM
سلام الله على بااب الحوائج الى الله الامام موسى بن جعفر

سلام الله على المعذب في قعر السجون الامام موسى بن جعفر

الف شكر يا خوي على الموضوع
قضى الله حوائجكم وحوائج المؤمنين وحوائجنا بحق المسجون في سجون الظالمين

صبرًا على البلاء يا رب

عازف الليل
16-07-2009, 01:24 PM
سلام الله على بااااااب الحوائج الى الله الامام موسى بن جعفر

سلام الله على المعذب في قعر السجون الامام موسى بن جعفر

ثائر محسن
16-07-2009, 02:10 PM
وعليكم السلام
شكرا اختي
عاشقة الكاظم

عظم الله لك الاجر موفقة

احمد الزينبي
16-07-2009, 05:08 PM
شهيد بغداد
بعد مدة مريرة قضاها الإمام موسى بن جعفر عليه السلام في سجون طواغيت بني العباس كان أشدها سجون هارون من سجن البصرة إلى سجون بغداد وكان السجن الأكثر شدة على الإمام عليه هو سجن ألسندي بن شاه حيث روي أن خادم ألسندي كان يقول : كنت من اشد الناس بغضا لآل أبي طالب فدعاني ألسندي بن شاهك يوما فقال لي : إني أريد أن ائتمنك على ما ائتمنني عليه هارون فقال : هذا موسى بن جعفر قد دفعه إلي وقد وكّلتك بحفظه فجعله في دار دون حرمه ووكّلني عليه فكنت أقفل عليه عدة أقفال .
وروي أن الرشيد أمر أن يقيد الإمام بثلاثة قيود وزنها ثلاثون رطلا .
ثم أمر هارون ألسندي بن شاهك أن يقدم للإمام عليه السلام رطبا وضع فيه سما فاتكا واستشهد على اثر تناوله ذلك السم وقد اخبر الإمام عليه عن ذلك فقال إني سقيت السم في يومي هذا وفي غد يصفّر بدني ثم يحمر النصف مني ثم يسود ثم أموت
وبعد استشهاده عليه السلام حمل على نعش ونودي عليه : هذا إمام الرافضة فاعرفوه ثم نودي عليه بنداء خبيث آخر وفي تلك اللحظات خرج سليمان بن أبي جعفر عم الرشيد من قصره إلى الشط فسمع الصياح والضوضاء فقال لولده وغلمانه ما هذا؟
فقالوا : ألسندي بن شاهك ينادي على موسى بن جعفر على نعش
فقال لولده وغلمانه : يوشك إن يفعل هذا به في الجانب ألغربي فإذا عبر به فانزلوا مع غلمانكم فخذوه من أيديهم فان مانعوكم فاضربوهم وخرّقوا ما عيهم من السواد فلما عبروا به نزلوا إليهم فأخذوه من أيديهم وضربوهم ووضعوا النعش في مفرق أربعة طرق وقام المنادون ينادون : ألا من أراد الطيب بن الطيب موسى بن جعفر فليخرج فخرج الناس وشيعوا الإمام عليه السلام وهكذا مضى إمامنا شهيدا غريبا مظلوما مسجونا مسموما فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا .
السلام عليك أيها المضطهد بالظلم والمقبور بالجور والمعذب في قعر السجون وظلم المطامير ذي الساق المرضوض بحلق القيود والجنازة المنادى عليها بذل الاستخفاف والوارد على جده المصطفى وأبيه المرتضى وأمه سيدة النساء بإرث مغصوب وولاء مسلوب وأمر مغلوب ودم مطلوب وسم مشروب
اللهم وكما صبر على غليظ المحن وتجرع غصص الكرب واستسلم لرضاك واخلص الطاعة لك ومحض الخشوع واستشعر الخضوع وعادى البدعة وأهلها ولم يلحقه في شيء من أوامرك ونواهيك لومة لائم صل عليه صلاة نامية منيفة زاكية توجب له بها شفاعة أمم من خلقك وقرون من براياك وبلّغه عنا تحية وسلاما وآتنا من لدنك في مولاته فضلا وإحسانا ومغفرة ورضوانا انك ذو الفضل العمين والتجاوز العظيم برحمتك يا ارحم الراحمين

نووورا انا
16-07-2009, 05:54 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم


السلام عليك ياصاحب السجدة الطويلة

عاشق الامام الكاظم
16-07-2009, 06:31 PM
نعزي صاحب العصر و الزمان
(عج) والمرجعية الدينية والعالم الاسلامي أجمع وشيعة اهل البيت(عليهم السلام) خاصة بشهادة وصي الابرار وامام الاخيار راهب بنى هاشم الإمام موسى بن جعفر الكاظم(عليه السلام) رزقنا الله زيارته في الدنيا وشفاعته في الاخرة انه سميع مجيب

الهادي@
16-07-2009, 06:32 PM
الإمام الكاظم(عليه السلام) سجين الحق والحريه


شهدت المرحلة التي عاشها الإمام الكاظم (عليه السلام)، اضطرابات ونزعات اجتماعية، وسياسية اندفعت أثارها المفجعة إلى السطح بسرعة من خلال ظهور الأزمات والنكبات العلنية.. التي خطط لها ونظم حركتها زعماء النهج الجاهلي في تاريخنا العربي والإسلامي، وذلك بقصد صرف الأمّة عن مسيرتها الارتقائية الحضارية في التكامل الروحي والمفاهيمي، والنيل من العمق الواعي للإسلام الرسالي المنفتح المتجذر في وعي أهل البيت (عليهم السلام)، حيث أدّت تلك الأفعال المشبوهة، ذات المنطق العائلي الضيق المخالف لروح
وقيم الإسلام الأصيل، إلى ابتعاد المسلمين عموماً عن ممارسة التجربة الصحية والواعية للإسلام.. وإدخالهم في متاهات الكفر والعصبية البغيضة، المعبرة عن ميل انحداري شديد نحو كرسي الحكم وعرش السلطنة.. حتى لو كلّف ذلك الأمّة خسارة نهجها المشرق، وطموحات رسالتها الإنسانية ومنظومتها الفكرية والقيمية.
لقد استنزفت الأحداث الكارثية الشيء الكثير من طاقات ومواهب الأمّة، كما وحددت مقدراتها وإمكانياتها التي كان من المفترض أنّ تشكل الأساس المتين لبناء قاعدة إسلامية صلبة في العمل الدعوتي الرسالي على مستوى تبليغ ونشر الإسلام في كافة الأرجاء والأنحاء.
وبالعودة إلى المراجع التاريخية المعتمدة كمصادر دراسية أساسية في الحقل التاريخي الإسلامي، نجد إنّ الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) عاصر في حياته عدة خلفاء، ممن أتسم حكمهم بالاستبداد والفردية والتسلط، والظلم، وشدة الضغوطات الأمنية، ووطأة الخطط السياسية التي كانوا يضعونها، حيث كان إمامنا (عليه السلام) واعياً لها، ومدركاً لحجم وأبعاد خطورتها، على المدى القريب والبعيد.. لقد قضت تلك الخطط بالسيطرة على مقدرات الأمّة، ونهب خيراتها من خلال إتباع سياسة الترغيب والترهيب، والتأكيد على مبدأ القوة الحديدية والقمعية، الذي طبع كل تاريخهم، وذلك من خلال ما يلي:
- قتل الناس الأبرياء..
- تبذير الأموال العامة في أماكن اللهو والطغيان..
- هدر ثروات العباد على مظاهر الترف والبذخ الزائل والزائف..
- ملاحقة المؤمنين والصلحاء والانقياء..
- الضرب على أوتار العشائرية، والقبلية، عبر إذكاء وإشاعة الصراع القبلي..
- ممارسة التصفية الجسدية، والاغتيال السياسي المنظم لأعلام المسلمين.. وهدر دورهم، وإسقاط جميع حقوقهم المدنية..
- إتباع سياسة كمّ الأفواه، وشراء الذمم والضمائر وتأجير العقول.. وبالتالي إدخال الأمّة بكل مواقعها في غياهب المجهول..

قبسات من فكر الإمام:

قال لأحد أصحابه: ((بلغ خيراً وقل خيراً ولا تكن أمّعه، قال: وما الأمّعه؟ قال: أنّ تقول أنا مع الناس وأنا كواحد من الناس، فإنّ رسول الله قال: إنّما هما نجدان نجد خير ونجد شر.. فلا يكن نجد الشر أحبّ إليكم من نجد الخير)). بهذا الحديث يريد أن يخاطب الناس الذين يواجهون الحياة في كل صراعاتها، وفي كل إشكالاتها بالطريقة السلبية، بحيث لا يتبعون فكرهم في اتخاذ الموقف وفي مواجهة الموقف المضاد. وهم اتكاليون يريدون للآخرين أن يفكروا ليتحركوا على ضوء خط تفكيرهم أو لا يتحركون، ولا يرون أنّ يعيشوا مسؤولية الفكر، وإنّما يقولون للآخرين فكّروا لنا ويقولون معنا..
عاصر الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) عدة خلفاء عباسيين، فقد عايش (عليه السلام)، أربع سنوات ونصف السنة من عهد عبد الله بن محمد بن علي الملقب بالسفاح، وبقي تسع سنوات وأشهراً في عهد المنصور الدوانيقي.. حيث كانت وفاة الإمام الصادق (عليه السلام)، وعاش بعد أبيه خمسة وثلاثين عاماً مدة إمامته.. قضى منها مع المنصور، بعد أبيه، نحواً من عشر سنوات، ومع ولده محمد الملقب بالمهدي عشر سنين، ومع ولده موسى الهادي سنة واحدة، ومع أخيه هارون نحواً من خمسة عشر عاماً.. وسنستعرض بعض مواقفه الثابتة من أولئك الحكام، ورؤيته الفكرية والسياسية للنهج السياسي والاجتماعي، الذي اتبعوه وساروا عليه في إدارتهم لشؤون الدولة والمجتمع.
تؤكّد المرويات الكثيرة إنّ الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) تعرّض، هو وأصحابه، خلال الفترة التي أعقبت وفاة أبيه الصادق (عليه السلام) إلى رقابة شديدة من قبل الحكّام.. لكن يبدو، من خلال تتبع المراحل التاريخية التي مر بها في عهد المنصور، أنّه لم يلتق معه، ولم يطلب حضوره إليه في بغداد كما كان يستدعي والده. ويتهدده بالنفي والقتل.. وقد بقي الإمام الكاظم طيلة حكم الخليفة المهدي تحت الرقابة الصارمة، من قبل أجهزة النظام الحاكم، وقد قام باستدعائه (عليه السلام) إلى بغداد أكثر من مرة، فحبسه وأساء معاملته، ثم قام بإطلاق سراحه لرؤية رآها.
جاء في تذكرة الخواص لابن الجوزي: إنّ أهل الشعر قالوا: لقد كان مقام موسى بن جعفر بالمدينة فاستدعاه المهدي إلى بغداد وحبسه بها ثم رده إلى المدينة لطيف رآه.
ولم يمارس الخليفة الهادي، حسب المصادر التاريخية أيّ نوع من الضغوط أو الإساءة إلى الإمام الكاظم (عليه السلام)، ولم يحدثنا التاريخ أنّه استدعاه إلى بغداد على الرغم من اتصافه بالقسوة والشدة، ولعل المدة الزمنية القصيرة التي قضاها الهادي على كرسي الخلافة العباسية لم تسمح له بممارسة أساليب جده وأبيه مع الإمام (عليه السلام).
وقد كانت السنوات التي قضاها الإمام (عليه السلام) تحت حكم هارون الرشيد من أسوأ وأفظع المراحل التاريخية التي قضاها في حياته، فقد كانت المهمة الأولى لجهاز الحكم (الرشيدي) تكمن في المراقبة المستمرة، خوفاً منه ومن مجرد وجوده في الحياة، وهذا ما صرّح به هارون، عندما كان يعتقل الإمام (عليه السلام) ويحضره إلى مجلسه.. حتى إنّ الإمام (عليه السلام) قد سأله، أكثر من مرة، عن سبب اعتقاله وسجنه، وهو لمّا يفعل شيئاً يسيء إلى الدولة، ولم يهدد أمن المجتمع واستقراره، فلماذا الحبس والاعتقال..؟ فكان جواب هارون السكوت، لأنّه لا يملك أيّ دليل ضده.
نحن لا نستغرب هذا الأمر إطلاقا، عندما نقرأ عن هارون الرشيد أنّه كان مستعداً لقتل نجله من اجل الملك والخلافة، جاء في رواية: إنّ المأمون (ابن هارون) استغرب تكرار عمليات استدعاء الإمام (عليه السلام) إلى بغداد وحبسه ثم إطلاق سراحه.. فسأله والده الرشيد، بعد أن انفرد به، عن سبب تقديره وإجلاله للإمام الكاظم (عليه السلام)، على الرغم من حبسه له أكثر من مرة، فقال له هارون: يابني إنّه صاحب الحق.
قال له المأمون: إذا كنت تعلم ذلك.. فردّ عليه حقّه، فقال: إنّه الملك، والله لو نازعتني فيه لأخذت الذي فيه عيناك.
تنقل الإمام الكاظم (عليه السلام) في السجون العباسية واحداً تلو الآخر، ولم يبق في سجن واحد، لقد كان الحاكم يأمر بنقله من سجن لآخر، وذلك لأنّهم عندما كان يضعونه في احد السجون يرون، بعد مضي فترة زمنية قصيرة، إنّ السجّانين وعمّال السجن قد أصبحوا من عشّاقه ومحبيه (عليه السلام). يقبلون عليه ويتباركون به.
وفي مواجهة الوضع المضطرب المليء بالفوضى والمواقف الضاغطة، والوقائع القسرية والإكراهية، اتخذ إمامنا الكاظم (عليه السلام) موقفاً ظهر جلياً في بعض أخباره وأحاديثه، فقد دخل الإمام (عليه السلام) على هارون في بعض قصوره المشيدة الجميلة التي لم ير مثلها في بغداد ولا في غيرها، فانبرى إليه هارون وقد أسكرته نشوة الحكم قائلاً: ما هذه الدار؟ فأجابه الإمام (عليه السلام) غير مكترث بسلطانه وجبروته قائلا له: ((هذه دار الفاسقين)). وقرأ الآية المباركة: (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً)(سورة الأعراف: الآية 146)، مما آثار غضب هارون عليه وأغلظ في كلامه على الإمام (عليه السلام) بعد أن سمعه يتحداه بموقف لا هوادة فيه.
وفي إطار العمل السري المنظم والمحدد بدقة من قبل الإمام (عليه السلام) نفسه، سلكت مقاومته (عليه السلام)، للأوضاع القائمة، الطريقة التي تمحورت حول تحريم التعاون مع السلطة القائمة، وضرورة مقاطعة الحاكم الظالم والتبرم منه وتجنب أيّة معاملة معه على أيّ صعيد أو مستوى، وقد ظهر هذا الموقف جلياً في حواره (عليه السلام) مع احد أصحابه (صفوان)، عندما قال له الإمام (عليه السلام): ((يا صفوان، كل شيء منك حسن جميل ما عدا شيئاً واحداً.
- جعلت فداك أي شيء؟.
- كراؤك جمالك هذا الطاغية
- والله ما أكريته أشراً، ولا بطراً، ولا للصيد ولا للهو ولكن أكريته لهذا الطريق - يعني طريق مكة - ولا أتولاه بنفسي، ولكن ابعث معه غلماني.
- فقال الإمام (عليه السلام): يا صفوان، أيقع كراك عليهم؟
- نعم جعلت فداك.
أتحب بقاءهم حتى يخرج كراءك؟
- نعم، فقال (عليه السلام): من أحبّ بقاءهم فهو منهم، ومن كان منهم كان وارداً للنار)). فقام صفوان ببيع جماله دفعة واحدة، وتخلى عن هذا العمل).
لقد بقي إمامنا (عليه السلام) يمارس دوره الريادي، فكرياً واجتماعياً، في دعوته إلى التمسك المبدئي الراسخ بثوابت الإسلام وهدي القرآن، حتى آخر حياته الشريفة التي عانى فيها ما عاناه من عذاب السجن، والتضييق والتنكيل بالقيود.. لقد مكث الإمام (عليه السلام) زمناً طويلاً في سجن هارون، وقد هَدّ السجن صحته وأذاب جسمه حتى أصبح، حين يسجد لربّه، كالثوب المطروح على الأرض، فيدخل عليه رسول الزعامة المنحرفة فيقول: إنّ الخليفة يتعذر إليك ويأمر بإطلاق سراحك على أن تزوره وتعتذر إليه.. أو تطلب رضاه.. فيشمخ الإمام (عليه السلام) وهو يجيب بالنفي بكل صراحة، لا لشيء، إلاّ لكي لا يحقق للزعامة المنحرفة هدفها في أن يبارك الإمام (عليه السلام) خطّها.. وهذا ما يبدو واضحاً من خلال كلمات الرسالة التي أرسلها (عليه السلام) لهارون وهو لا يزال في السجن معرباً له فيها عن بالغ سخطه عليه، جاء فيها: ((أنّه لن ينقضي عنك يوم من الرخاء حتى تفنى جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء.. وهناك يخسر المبطلون)).
بعد ذلك، وبفترة قصيرة، كانت شهادته في حبسه بواسطة السندي بن شاهك (أمير السجن العباسي)، خلال شهر رجب من سنة 183 للهجرة.

للأمانه منقول

عاشق الامام الكاظم
16-07-2009, 06:36 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد
عظم الله لكم الاجر والثواب
جعلنا الله واياكم
من الذين تنالهم شفاعة باب الحوائج يا رب

عبق الزهور
16-07-2009, 07:13 PM
سلام الله على باب الحوائج إلى الله الامام موسى بن جعفر
وعظم الله أجوركم

عاشق الامام الكاظم
16-07-2009, 07:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
تسلم أخي على الطرح الرائع
بـــارك اللــه فيــك
الله يحفظك ويسدد خطاك بالأيمان
موفق دووما لكل خير
نسألكم الدعاء

عاشق الامام الكاظم
16-07-2009, 08:25 PM
سلام الله على باب الحوائج إلى الله الامام موسى بن جعفر


وعظم الله أجوركم

واجوركم يا رب
شاكرا مرووورركم المنور

نووورا انا
16-07-2009, 10:34 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم


السلام عليك ايها المعذب في قعر السجون

عاشق الامام الكاظم بوركت اخي وعظم الله لك الاجر

نووورا انا
16-07-2009, 10:46 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

السلام عليك يا كاظم الغيظ

الهادي

بارك الله بكم وسدد خطاكم

نووورا انا
16-07-2009, 10:52 PM
السلام عليك أيها المضطهد بالظلم والمقبور بالجور والمعذب في قعر السجون وظلم المطامير ذي الساق المرضوض بحلق القيود والجنازة المنادى عليها بذل الاستخفاف والوارد على جده المصطفى وأبيه المرتضى وأمه سيدة النساء بإرث مغصوب وولاء مسلوب وأمر مغلوب ودم مطلوب وسم مشروب
اللهم وكما صبر على غليظ المحن وتجرع غصص الكرب واستسلم لرضاك واخلص الطاعة لك ومحض الخشوع واستشعر الخضوع وعادى البدعة وأهلها ولم يلحقه في شيء من أوامرك ونواهيك لومة لائم صل عليه صلاة نامية منيفة زاكية توجب له بها شفاعة أمم من خلقك وقرون من براياك وبلّغه عنا تحية وسلاما وآتنا من لدنك في مولاته فضلا وإحسانا ومغفرة ورضوانا انك ذو الفضل العمين والتجاوز العظيم برحمتك يا ارحم الراحمين

نووورا انا
16-07-2009, 11:17 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم


السلام على ذِي السّاقِ الْمَرْضُوضِ بِحَلَقِ الْقُيُودِ، وَالْجِنازَةِ الْمُنادى عَلَيْها بِذُلِّ الاِْسْتِخْفافِ


عظم الله لكم الاجر

نووورا انا
16-07-2009, 11:38 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم



عصر الإمام موسى بن جعفر (ع) :



لقد كانت مدّة إمامة الكاظم عليه السلام خمسةً وثلاثين عاماً حيث اضطلع بها منذ أن كان عمره عشرين ربيعاً عام 148 هـ إلى أن استشهد عام 183 هـ وعمره خمسة وخمسون عاماً .
وهكذا عاصر من ملوك بني العباس بقية ملك المنصور ، وملك المهدي لمدة ( 10) سنوات ، والهادي لمدة سنة واحدة ، وهارون الملقب بالرشيد لمدة (15) عاماً .
وكان ملك بني العباس من أقوى ما يكون خلال هذه الفترة حتى سمّي عصر الرشيد بالعصر الذهبي ، ولا ريب أن قوة البلاد الإسلامية خلال هذا العصر لا يمكن قياسها بسائر العصور ، وفي ذات الوقت كانت الحركة الرسالية قد بلغت من القوة خلال عهد الإمام الكاظم عليه السلام ما أهّله للقيام بثورة شاملة لولا بعض الأقدار التي منعت اندلاع الثورة ، وأخرت نجاحها .
وقد بلغ الصراع بين السلطة العباسية والحركة الرسالية الذَّروة في عهد الرشيد ، حيث نستوحي من مجموعة نصوص وحوادث تاريخية أن مخطط الثورة كان جاهزاً ، وأن السلطة العباسية قد فشلت في احتواء الثورة على أنها كانت في عصرها الذهبي ، ذلك لأن أنصار الحركة الرسالية قد ازدادوا ليس فقط بين الناس بل كان بعض كبار رجالات الدولة يميلون إلى حدٍ ما إلى الحركة الرسالية ، ولعل ذلك يفسر لنا محاولة المأمون العباسي خليفة الرشيد ، للتقرب إلى البيت العلوي وبالذات إلى الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام الذي قتل الرشيد والده عليه السلام . والحوادث التي تهدينا إلى تلك الحقيقة هي التالية :
هناك بعض الأحاديث التي تدل على أنه كان المقدر أن يقوم الإمام السابع بالأمر ، وقد اشتهر عند الشيعة أنه القائم من آل محمد صلى الله عليه واله وسلم وأنه لا يموت حتى يملأ اللـه على يديه الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً .
فعن أبي حمزة الثمالي قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام إن علياً (ع) كان يقول : ( إلى السبعين بلاء ، وكان يقول : بعد البلاء رخاء ) وقد مضت السبعون ولم نر رخاءً ، فقال أبو جعفر عليه السلام : ( يا ثابت إن اللـه تعالى قد وقّت هذا الأمر في السبعين ، فلما قتل الحسين اشتد غضب اللـه على أهل الأرض فأخّره إلى أربعين ومائة سنة ، فحدثناكم فأذعتم الحديث وكشفتم قناع السرّ ، فأخّره اللـه ولم يجعل له بعد ذلك وقتاً عندنا، ويمحو اللـه ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) قال أبو حمزة : وقلت ذلك لأبي عبد اللـه عليه السلام فقــال :
( قد كان ذلك ) .
وهنالك رواية عن داود الرقّي قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام جعلت فداك أنه واللـه ما يلج في صدري من أمرك شيء إلاّ حديث سمعته من ذريج يرويه عن أبي جعفر عليه السلام قال لي : ( ما هو) قال سمعته يقول : ( سابعنا قائمنا إن شاء اللـه ) .
قال : ( صدقت وصدق ذريج وصدق أبو جعفر عليه السلام ، فازددت واللـه شكاً ، ثم قال لي : ( يا داود بن أبي كلدة ! أما واللـه لولا أن موسى قال للعالم { سَتَجِدُنِي إِن شَآءَ اللـه صَابِراً } (الكهف/69) ما سأله عن شيء ، وكذلك أبو جعفر عليه السلام لولا أن قال إن شاء اللـه لكان كما قال : فقطعت عليه ) .
لقد بدأ الرساليون في ذلك الظرف يتناقلون الكلام ، وبلغ الأمر إلى السلطات ، إلى درجة أنه شاع وفشى ، فاعتقلت مجموعة من الرساليين وسجنت الإمام عليه السلام وقتلته بعد ذلك (1) (http://www.14masom.com/14masom/09/mktba9/book02/2.htm#1).
ولقد شاعت فكرة قيام الإمام السابع إلى درجة أن السلطة استخدمتها كورقة إعلامية ضد الحركة الرسالية ، بعد أن دسّت السمّ إلى الإمام وقتلته في غياهب سجون بغداد ، كيف ؟
إن من المعروف أن القائم لا يموت حتى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً ، وها هو الإمام السابع قد فارق الحياة ، إذاً هو ليس القائم المنتظر .
وهكذا حاولت السلطة إبراز التناقض في أقوال الحركة الرسالية ، حيث نادى أزلام السلطة على نعش الإمام الكاظم (ع) ما يلي :
هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت ، فانظروا إليه فنظروا (2) (http://www.14masom.com/14masom/09/mktba9/book02/2.htm#2).
والواقع أن ( فشل الثورة ) أو تأخيرها ، واستشهاد الإمام المنتظر لقيادتها ، سبّب صدمة عنيفة لبعض أبناء الحركة الرسالية ، وكان امتحاناً عسيراً لولا ما ظهر بعدئذ من حكمة ذلك حيث تحول الوضع السياسي لمصلحتهم بعد هارون من دون إراقة الدماء .
ولقد استغل بعض أصحاب المصالح الطامعين في الرئاسة أو المال هذه الصدمة عند السذّج من الناس ، وطفقوا يقولون أن موسى بن جعفر عليه السلام لم يمت ، وأنه لا يموت حتى يقوم بالأمر .
ولقد قاوم الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام هذا المذهب الفاسد ، حتى اضمحل ولم يعد لهم وجود يذكر .
فمثلاً جاء في الحديث المأثور عن جعفر بن محمد النوفلي قال : أتيت الرضا عليه السلام وهو بقنطرة أربق (3) (http://www.14masom.com/14masom/09/mktba9/book02/2.htm#3) ، فسلمت عليه ثم جلست وقلت : جعلت فداك إن أناساً يزعمون أن أباك حيّ ، فقال : كذبوا لعنهم اللـه ، لو كان حياً ما قسم ميراثه ولا نكح نساءه ، ولكنه واللـه ذاق الموت كما ذاقه عليّ بن أبي طالب عليه السلام(4) (http://www.14masom.com/14masom/09/mktba9/book02/2.htm#4) .


(1) بحار الأنوار : ( ج 48 ، ص 291 ) .
(2) مقاتل الطالبيين : ( ص 505) .
(3) من نواحي رامهرمز في خوزستان إيران .
(4) موسوعة البحار : ( ج48 ، ص 260 ) .


المصدر
الامام الكاظم عليه السلام قدوة واسوة

نووورا انا
16-07-2009, 11:44 PM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم


الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) ينعي نفسه


علم الإمام المعصوم موسى بن جعفر أن لقاءه بربّه أصبح قريباً، فنعى نفسه لبعض شيعته الخاصة، وعزّاهم بمصيبته بدل أن يعزّوه، فأوصاهم بالتمسك بالعروة الوثقى من آل محمد (صلّى الله عليه وآله) وذلك في جوابه عن المسائل التي بعثها إليه علي بن سويد(14) (http://www.14masom.com/14masom/09/mktba9/book01/7.htm#14) حينما كان في السجن، فيها بعض المسائل يسأله عنها، فأجابه (عليه السلام) بهذا الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العلي العظيم الذي بعظمته ونوره أبصر قلوب المؤمنين، وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون، وبعظمته ونوره ابتغى من في السماوات والأرض إليه الوسيلة بالأعمال المختلفة، والأديان المتضادة، فمصيب ومخطئ وضال ومهتدي، وسميع وأصم، وبصير وأعمى فالحمد لله الذي عرف ووصف دينه بمحمد (صلّى الله عليه وآله).
أما بعد؛ فإنك امرؤ أنزلك الله من آل محمد بمنزلة خاصة، وحفظ مودة ما استرعاك من دينه، وما ألهمك من رشدك، وبصّرك من أمر دينك بتفضيلك إياهم، وبردّك الأمور إليهم؛ كتبت إلى تسألني عن أمور كنت منها في تقية، ومن كتمانها في سعة، فلما انقضى سلطان الجبابرة وجاء سلطان ذي السلطان العظيم بفراق الدنيا المذمومة إلى أهلها العتاة على خالقهم، رأيت أن أفسّر لك ما سألتني عنه مخافة أن تدخل الحيرة على ضعاف شيعتنا من قبل حبها لهم، فاتق الله عزّ ذكره، وخصّ بذلك الأمر أهله، وأحذر أن تكون سبب بلية على الأوصياء أو حارشاً عليهم(15) (http://www.14masom.com/14masom/09/mktba9/book01/7.htm#15) بإفشاء ما استودعتك، وإظهار ما استكتمتك وإن تفعل إن شاء الله.
إن أول ما أنهى إليك أني أنعي إليك نفسي في ليالي هذه، غير جازع ولا نادم ولا شاك فيما هو كائن ممّا قد قضى الله عزّ وجلّ وختم، فاستمسك بعروة الدين، آل محمد والعروة الوثقى الوصي بعد الوصي، والمسالمة لهم، والرضا بما قالوا: ولا تلتمس دين من ليس من شيعتك، ولا تحب دينهم، فإنهم الخائنون الذين خانوا الله ورسوله، وخانوا أمانتهم، أو تدري ما خانوا أمانتهم؟
إئتمنوا على كتاب الله فحرّفوه، ودلّوا على ولاة الأمر منهم فانصرفوا عنهم (فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)(16) (http://www.14masom.com/14masom/09/mktba9/book01/7.htm#16) وسألت عن رجلين اغتصبا رجلاً مالاً كان ينفقه على الفقراء والمساكين وأبناء السبيل وفي سبيل الله فلما اغتصباه ذلك لم يرضيا حيث غصباه حتى حملاه إيّاه كرهاً فوق رقبته إلى منازلهما فلما أحرزاه توليا إنفاقه أيبلغان بذلك كفراً؟
فلعمري لقد نافقا قبل ذلك وردا على الله عزّ وجلّ كلامه، وهزئا برسوله (صلّى الله عليه وآله) وهما الكافران عليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، والله ما دخل قلب أحد منهما شيء من الإيمان منذ خروجهما من حالتيهما، وما زادا إلا شكاً، كانا خداعين مرتابين منافقين حتى توفتهما ملائكة العذاب إلى محل الخزي في دار المقام.
وسألت عمن حضر ذلك الرجل وهو يغصب ماله ويوضع على رقبته منهم عارف ومنكر فأولئك أهل الردة الأولى من هذه الأمة فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
وسألت عن مبلغ علمنا، وهو على ثلاثة وجوه: ماض وغابر وحادث، فأما الماضي فمفسر وأما الغابر فمزبور، وأما الحادث فقذف في القلوب، ونقر في الأسماع، وهو افضل علمنا، ولا نبي بعد نبينا محمد (صلّى الله عليه وآله). وسألت عن أمهات أولادهم وعن نكاحهم وعن طلاقهم، فأما أمهات أولادهم فهنّ عواهر إلى يوم القيامة نكاح بغير ولي، وطلاق في غير عدة. وأما من دخل في دعوتنا فقد هدم إيمانه ضلاله ويقينه شكه، وسألت عن الزكاة فيهم فما كان من الزكاة فأنتم أحق به لأنّا قد أحللنا ذلك لكم من كان منكم وأين كان.
وسألت عن الضعفاء فالضعيف من لم يرفع إليه حجة، ولم يعرف الاختلاف، فإذا عرف الاختلاف فليس بضعيف. وسألت عن الشهادة لهم، فأقم الشهادة لله عزّ وجلّ ولو على نفسك والوالدين والأقربين فيما بينك وبينهم، فإن خفت على أخيك ضيماً فلا وادع إلى شرائط الله عزّ ذكره من رجوت إجابته ولا تحصن بحصن رياء. ووال آل محمد ولا تقل لما بلغك عنا ونسب إلينا هذا باطلاً وإن كنت تعرف منا خلافه، فإنّك لا تدري لما قلناه، وعلى أي وجه وضعناه آمن بما أخبرك، ولا تفش بما استكتمناك من خبرك، إن من واجب حق أخيك أن لا تكتمه شيئاً تنفعه به لأمر دنياه وآخرته، ولا تحقد عليه وإن أساء، وأجب دعوته إذا دعاك ولا تخل بينه وبين عدوه من الناس وإن كان أقرب إليه منك، وعده في مرضه، ليس من أخلاق المؤمن الغش ولا الأذى، ولا الخيانة ولا الكبر والخنا(17) (http://www.14masom.com/14masom/09/mktba9/book01/7.htm#17) ولا الفحش ولا الأمر به، فإذا رأيت المشوه الأعرابي في جحفل جرار فانتظر فرجك ولشيعتك المؤمنين وإذا انكسفت الشمس فارفع بصرك إلى السماء وانظر ما فعل الله بالمجرمين، فقد فسرت لك جملاً مجملاً، وصلى الله على محمد وآله الأخيار...)(18) (http://www.14masom.com/14masom/09/mktba9/book01/7.htm#18).




الهوامش
14 - السائي نسبة إلى ساية من قرى المدينة. روى عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) وقيل أنه روى عن أبي جعفر، وروى رسالة لأبي الحسن موسى (عليه السلام). راجع النجاشي، ص211.
15 - التحريش: هو إغراء بعض القوم ببعض.
16 - سورة النحل: الآية 112.
17 - الخنا: الفحش في الكلام.
18 - روضة الكافي، ص124-126. كما ذكرت هذه الرسالة في مرآة العقول.

العراقي33
17-07-2009, 12:36 AM
السلام على المعذب في قعر السجون

الباحث عادل الايهم
17-07-2009, 01:46 AM
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام على باب الحوائج موسى الكاظم عليه السلام
احسنت اختى الفاضلة الكريمة
وبارك الله بك
الباحث
ايهم

القلب الصبور
17-07-2009, 02:01 AM
الف شكر عزيزتي على الموضوع

الله يحفظكم بحق الامام الكاظم عليه السلام

Dr.Zahra
17-07-2009, 12:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله اجوركم جميعنا اخوتي الكرام
ونسأل الباري بحق هذ الغريب ان تكون اعمالكم واعمالنا مقبوله
وفقكم الباري لأحياء هذه الليالي المباركه الأليمه
دمتم محاطين بالالطاف المهدويه

عهد الولاء
17-07-2009, 06:27 PM
وصية الامام الكاظم "عليه السلام" لهشام وصفته للعقل

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وآل محمد

يا هشام لكل شئ دليل. ودليل العاقل التفكر ودليل التفكر الصمت. ولكل شئ مطية ومطية العقل التواضع .
يا هشام ما من عبد إلا وملك آخذ بناصيته، فلا يتواضع إلا رفعه الله ولا يتعاظم إلا وضعه الله.
يا هشام إن لله على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجة باطنة، فأما الظاهرة فالرسل والانبياء والائمة. وأما الباطنة فالعقول.
يا هشام من سلط ثلاثا على ثلاث فكأنما أعان هواه عل هدم عقله. من أظلم نور فكره بطول أمله. ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه. وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه، فكأنما أعان هواه على هدم عقله. ومن هدم عقله أفسد عليه دينه ودنياه. نفسه، فكأنما أعان هواه على هدم عقله. ومن هدم عقله أفسد عليه دينه ودنياه.
يا هشام كيف يزكو عند الله عملك وأنت قد شغلت عقلك عن أمر ربك وأطعت هواك على غلبة عقلك.
يا هشام الصبر على الوحدة علامة قوة العقل، فمن عقل عن الله تبارك وتعالى اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها، ورغب فيما عند ربه [ وكان الله ] آنسه في الوحشة وصاحبه في الوحدة. وغناه في العيلة ومعزه في غير عشيرة
يا هشام إن العقلاء زهدوا في الدنيا ورغبوا في الآخرة. لانهم علموا أن الدنيا طالبة ومطلوبة والآخرة طالبة ومطلوبة فمن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي منها رزقه. ومن طلب الدنيا طلبته الآخره فيأتيه الموت فيفسد عليه دنياه وآخرته.
يا هشام من أراد الغنى بلا مال وراحة القلب من الحسد والسلامة في الدين فليتضرع إلى الله في مسألته بأن يكمل عقله، فمن عقل قنع بما يكفيه ومن قنع بما يكفيه استغنى ومن لم يقنع بما يكفيه لم يدرك الغنى أبدا.
يا هشام من كف نفسه عن أعراض الناس أقاله الله عثرته يوم القيامة. ومن كف غضبه عن الناس كف الله عنه غضبه يوم القيامة.
يا هشام أفضل ما يقترب به العبد إلى الله بعد المعرفة به الصلاة وبر الوالدين وترك الحسد والعجب والفخر.

عظم الله اجورنا واجوركم بستشهاد الامام الكاظم"عليه السلام".

خادم الشيخ الكوراني
17-07-2009, 07:31 PM
http://img293.imageshack.us/img293/2008/ferdawsvi3.gif

السيد عبدالجبار
17-07-2009, 09:04 PM
لقد شهدت له ألقابه على حسن عبادته، وشدة خوفه من الله تعالى، فمن زين المجتهدين، إلى العبد الصالح،والنفس الزكيّة، والصابر، إلى غير ذلك من الألقاب المشيرة إلى صفاته الموقرة، وعبادته المتواصلة؛ ولم يحدثنا التاريخ عن مسجون غير الإمام موسى بن جعفر كان يشكر الله تعالى على ما أتاح له من نعمة التفرغ للعبادة بين جدران السجن، ويحسب ذلك نعمة، وجب بها عليه الشكر.
قال ابن الصباغ المالكي: إن شخصاً من بعض العيون التي كانت عليه في السجن، رفع إلى عيسى بن جعفر أنه سمعه يقول في دعائه: (اللّهم إنك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك وقد فعلت، فلك الحمد.
وعن أبي حنيفة انه دخل على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: رأيت ابنك موسى يصلي والناس يمرون بين يديه.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ادعوا لي موسى، فدعوه، فقال له في ذلك. فقال: نعم يا أبة، إن الذي كنت أصلّي إليه كان أقرب إليّ منهم، يقول الله تعالى: (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) فضمه أبو عبد الله إلى نفسه ثم قال: بأبي أنت وأمي يا مودع الأسرار
وجاء في كشف الغمة: كان يبكي من خشية الله حتى تخضل لحيته بالدموع وكان إذا قرأ القرآن يحزن ويبكي ويبكي السامعون لتلاوته ولكثرة سجوده كان له غلام يقص اللحم من جبينه، وعرنين أنفه، فقد نظم بعض الشعراء ذلك بقوله:
طالت لطول سجود منه ثفنته***فقرحت جبهة منه وعرنينا
رأى فراغته في السجن منيته***ونعمة شكر الباري بها حينا[ (http://www.shiaee.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=63#_ftn4).

غصون الحياة
17-07-2009, 10:17 PM
•.o0. اللهم صل على محمد وعلى آله وعجل فرجهم يا كريم •.o0.

بارك الله فيك أخي الفاضل
و في ميزان حسناتك
و عظم الله لكـم الأجر في هذا المصاب
وفاة الامام الكاظم عليه السلام

غصون الحياة
17-07-2009, 10:21 PM
•.o0. اللهم صل على محمد وعلى آله وعجل فرجهم يا كريم •.o0.
بارك الله فيك اختي العزيزة
و عظم الله لك الاجر
طرح قيمة في ميزان حسناتك

ابو فاطمة النعيمي
18-07-2009, 01:24 AM
بَينَ الجسرِ والجَبَــل
بمناسبة ذكرى استشهاد الامام الكاظم عليه السلام
طلال النعيمي
لا أدري كيف لم تتصدّع أيها الجســر ؟
كيف لم تتفتّت .. وتصبح هشيما تذروك الرياح .. والجَبَل أحكم وأصلَب منك بكثير
لا أدري كيف تحمّــلت كل ذلك ( الثقل الأكبر ).. والجبل أقوى منك ... بل شتَــان ما بينكما .. أنت جســرٌ .. وذاك جبَل
انت قد تهدّك العواصف .. قد تتحَطَم أركانك .. قد ترفع من مكانك
وذاك لاتهــزّه أقوى العواصف .. ولا ينال من شموخه أي شئ .. بل هو الذي يعطي للأرض , ولَك .. قوّةَ الثبات والبقاء ... لكنه
وبكل ما آتاه الله من قوّة .. وصلابة .. وشموخ .. كان سيتصدّع لو أُنزِل عليه القرآن الكريم
( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدّعا من خشية الله )
وأنتَ يا جسر بغداد , رُمــيَ وطرحَ عليك _ القرآن الناطق ..طرحَ فوقك .. كل الأيمان .. وكل التقوى .. وكل اليقين
لقد رموا فوقك جنازة ... وأي جنازة؟ .. جنازة خليفة الله ورسوله , أصل وأساس كل نعمة في الأرض ..وسبب كل أحسان وُجدّ عليها
أصل الحياة بكل ما فيها .. وسرّ زينتها
جنازة سابع الخلفاء .. جنازة من لقّبه المحب والمبغض .. الموالي والمخالف . بِ الكاظم .. الصابر , الأمين , العبد الصالح , النفس الزكية , الوفي , الزاهد , المأمون , الطيب , السيد , المصلح , المبرهن , زين المجتهدين .. ذو المعجزات , البيان .. جنازة من كني بأبي الحسن وابي ابراهيم .. وابي علي .. ذاك موسى بن جعفر.. أب وأبن الأئمة الطاهرين من اهل بيت العصمة والطهارة .... معدن الرسالة , وسفن نجاة الأمة
الذين ساواهم الله تعالى شأنه , بالقرآن الكريم .. فهم مع القرآن والقرآن معهم .. ( ورد في الحديث .. علي مع القران والقران مع علي .. .. الصواعق المحرقة لأبن حجر ج2 ص 110 ) ... وهم ثاني الثقلين الذين تركهما الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله .. لتهتدي بهما الأمة من بعده وتنجو من التيه والضلال والأنحراف ( قال النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله ... ألا أني مخلف فيكم الثقلين , كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي ... الصواعق المحرقة وعنه في ينابيع المودة ج2 ص 110 ) ... ولما كان القرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام شئ واحد .. لايمكن الفصل بينهما وهما نور ومنبع واحد للهداية والأستقامة
كان التعجب والتساؤل ... ( كيف لم تتصدّع يا جسر بغداد .. والجبل أقوى منك ؟!.. نعم كيف لم تتصدّع يا جسر بغداد .. كيف لم تنهدم .. كيف لم تتناثر قطعة قطعة .. في الهواء .. احتجاجا وتأثرا لما حدث فوقك !!... نعم .. انت جماد .. ولكن قد يكون الجماد افضل من بعض البشر .. انك لاتفتر عن تسبيح الله عز وجل .. (وإن من شئ الا يسبح الله بحمده .. الآية ) وتسبيحك تسبيح حقيقي لا يشوبه رياء او نفاق . أو جهل .. مثلما يشوب تسبيح بعضنا نحن البشر .. لأنك تسبح بكل انقياد كما الهمك الله .. وما دمت ياجسر بغداد على هذه الحالة ..مادمت تعرف تسبيح الله تعالى .. فأنت لابد أن تعرف ألأمام المفترض الطاعة على كل الموجودات .... وأنت يا جسر بغداد ..أكنت قد صنعت من خشب الأشجار او من الحجر .. أو من الحديد .. فأنت ممن عرض عليه ولاية أهل بيت النبوة عليهم السلام .. كما عرضت على جميع المخلوقات والموجودات والنباتات والحيوانات والجمادات ... ( روي عن امير المؤمنين عليه السلام .. ( ياقنبر .. ان الله تعالى عرض ولايتنا على اهل السماوات واهل الأرض من الجن والأنس والثمر وغير ذلك فما قبل ولايتنا طاب وطهر وعذب وما لم يقبل منه ولايتنا خبث وردئ ونتن ) .. .. بحار الأنوار للمجلسي ج 2 ص 283 ) فكيف اذا تحملت ثقل الفاجعة , وعظم المصيبة التي حلت عليك .. ؟! كيف لم تتزلزل تحت أقدام الطغاة والظالمين .. الذين جاؤوا بجنازة ولي الله الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام , وطرحوها فوقك .. أن جريمتهم أكبر من أن توصف .. وأعظم من أن تصوّر حتى في الأذهان ... فهذا ديدن الطغاة . من اعداء الله ورسوله واهل بيته الأطهار
لقد أختاروك يا جسر بغداد , مكانا لطرح جنازة الأمام الطاهر المعصوم .. ليضيفوا الى جريمتهم جريمة أخرى .. فأنت أيها الجسر , حلقة الوصل بين طرفي المدينة التي يقطعها نهر دجلة ... وعليك يزدحم المارة والعابرين من كلا طرفي مدينة بغداد .. فإذا ما حدثت حادثة فوقك .. او حتى بالقرب منك .. فأن خبرها سينتقل الى كل بغداد .. أسرع بكثير مما لو كانت الحادثة قد حدثت في مكان آخر غيرك .. وهذا ما أراده الطاغية هارون .. فهو ( عليه لعنة الله ) لم يجد مكانا لأعلان الحادثة _ الجريمة . مكانا أحسن منك , ليعلن للناس خبر موت الامام موسى الكاظم عليه السلام , وليؤكد للجميع انه مات ميتة طبيعية . وانه لم يقتله . .. بل سجنه فقط , وانه عليه السلام عاش في سجنه معززا مكرما .. وهذا نتيجة لأرتباكه لعنة الله عليه . وادراكه بعظم الجريمة التي ارتكبها .. ليطفئ نور الله _ والله متم نوره ولو كره الكافرون _ ونتيجة لهذا الهول والأرتباك والخوف من النقمة الجماهيرية وعلى الأخص نقمة الشيعة .. أمر هارون بكتابة التقارير وتدوين الأفادات ثم كشف عن جثة الأمام عليه السلام . ليتفرس الجميع فيها . وليثبت أن الأمام عليه السلام مات ميتة طبيعية . وانه عليه السلام لم يقتل .. فلا أثر في الجثة يدل على ضرب أو خنق أو ذبح ... فالجثة سالمة .. تماما
نعم كانت الجثة الطاهرة , سالمة .. أما باطن الجثة ... اما جوف الامام الكاظم عليه السلام .. أما أمعاؤه .. أحشاؤه الممزقة بالسم فهذا ما لم يره الشهود ..
فسلام على الأمام موسى بن جعفر يوم ولد ويوم استشهد مسموما ويوم يبعث حيا ليحكي ويشكو لخالقه ما فعل الطاغية , الذي يسميه قسم كبير من المسلمين ظلما وجهلا , بأمير المؤمنين

نووورا انا
18-07-2009, 01:46 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

العراقي

الباحث ايهم الجعفري

صبر الوديعة

خادمة السيد الفالي


رزقنا الله واياكم في الدنيا زيارته وفي الاخرة شفاعته


عظم الله لكم الاجر

نووورا انا
18-07-2009, 02:17 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم


أوقافه وصدقاته


تصدّق الإمام (عليه السلام) ببعض أراضيه على أولاده وسجّل ذلك في وثيقة، والزم أبناءه بتنفيذ مضامينها، والعمل على وقفها، وهذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما تصدّق به موسى بن جعفر بأرضه مكان كذا وكذا ـ وقد عيّن ذلك ـ كلها: نخلها وأرضها وماؤها وأرجاؤها وحقوقها وشربها من الماء وكل حق هو لها في مرفعأو مطهر أو عيص أو مرفق أو ساحة أو مسيل أو عامر أو غامر تصدّق بجميع حقه من ذلك على ولده من صلبه الرجال والنساء يقسم واليها ما أخرج الله عزّ وجلّ من غلتها بعد الذي يكفيها من عمارتها ومرافقها وبعد ثلاثين عذقاً يقسم في مساكين أهل القرية، بين ولد موسى بن جعفر للذكر مثل حظ الأنثيين، فإن تزوجت امرأة من ولد موسى بن جعفر فلا حقّ لها في هذه الصدقة حتى ترجع إليها بغير زوج، فإن رجعت كان لها مثل حظ التي لم تتزوج من بنات موسى، ومن توفي من ولد موسى وله ولد فولده على سهم أبيهم للذكر مثل حظ الأنثيين على مثل ما شرط موسى بين ولده من صلبه. ومن توفي من ولد موسى ولم يترك ولداً رد حقه على أهل الصدقة وليس لولد بناتي في صدقتي هذه حق إلا أن يكون آباؤهم من ولدي، وليس لأحد في صدقتي حق مع ولدي وولد ولدي وأعقابهم ما بقي منهم أحد، فإن انقرضوا ولم يبق منهم أحد فصدقتي على ولد أبي من أمي ما بقي منهم أحد، ما شرطت بين ولدي وعقبى، فإن انقرض ولد أبي من أمي وأولادهم فصدقتي على ولد أبي وأعقابهم ما بقي منهم أحد فإن لم يبق منهم أحد فصدقتي على الأولى فالأولى حتى يرث الله الذي يرثها وهو خير الوارثين.
تصدّق الإمام موسى بن جعفر بصدقته هذه وهو صحيح، صدقة حبيساً بتاً لا مثنوية فيها، ولا رداً أبداً ابتغاء وجه الله تعالى والدار الآخرة ولا يحلّ لمؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيعها أو يبتاعها أو ينحلها أو يغير شيئاً ممّا وضعتها عليه حتى يرث الله الأرض ومن عليها وجعل صدقته هذه إلى علي وإبراهيم فإن انقرض أحدهما دخل القاسم مع الباقي في مكانه، فإن انقرض أحدهما دخل إسماعيل مع الباقي منهما، فإن انقرض أحدهما دخل العباس مع الباقي منهما، فإن انقرض أحدهما فالأكبر من ولدي يقوم مقامه فإن لم يبق من ولدي إلا واحد فهو الذي يقوم به...).
هذا الموقف الذري هو بعض ميراثه وخيراته، وقد خص به أبناءه وذريته لأجل أن تقوم تلك الغلة بشؤونهم وتغنيهم عما في أيدي الناس.

نووورا انا
18-07-2009, 02:31 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم


على الجسر


إمام المسلمين وسيد المتقين العابدين وسبط النبي الأمين (صلّى الله عليه وآله) ألقي على جسر الرصافة في بغداد، قد أحاطت الشرطة بجثمانه المقدس، وكشفت عن وجهه بقصد انتهاك حرمته، والتشهير به. حاول هارون بفعلته الحقيرة هذه إذلال الشيعة عامة والعلويين خاصة ولم يرع الرحم الماسة التي بينه وبين الإمام (عليه السلام). لقد اثر ذلك في نفوسهم تأثيراً كبيراً وظلوا يذكرونه طوال مراحل حياتهم. اندفع شعراؤهم إلى نظم هذا الحدث المفجع وقال بحسرة ولوعة المرحوم الشيخ محمد الملا:
مـــن مبـــــلغ الإســـلام أن زعــــــيمه
قـــــد مــات فــي سجن الرشيد سميما
فـــــالغي بـــــات بـــموته طرب الحشا
وغـــــدا لمـــــــأتــمه الــــرشاد مـقيما
ملـــــقى عـــلى جــسر الـرصافة نعشه
فـــيه المــــــلائك أحـــــدقوا تعــــظيما
لقد ملأ الرشيد قلوب الشيعة بالحقد والحزن وتركهم يرددون هذه الفعلة المشينة بكرامة إمامهم طوال مراحل حياتهم.
ولم يكتف هارون الطاغية عند هذا الحد، بل أوعز إلى حارسه السندي اللعين ليأمر جلاوزته أن ينادوا على جثمان الإمام الشريف بنداء مؤلم تذهب لنفوس لهوله أسى وحسرات، فبدل أن يأمرهم بالحضور لجنازة الإمام المعصوم ابن الإمام المعصوم أمرهم أن ينادوا بنداء قذر موحش فهتفوا في الشوارع والطرقات:
(هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت، فانظروا إليه ميتاً)

نووورا انا
18-07-2009, 02:35 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم


التوهين بمركز الإمام (عليه السلام)

بقي الإمام ثلاثة أيام لم يوار جثمانه المقدس، فتارة موضوع في قاعة السجن والشرطة تجري التحقيق في حادث وفاته، وأخرى ملقى على جسر الرصافة تتفرج عليه المارة وهو مكشوف الوجه. كل ذلك للاستهانة بمركزه والتوهين بكرامته.


تجهيز الإمام (عليه السلام)

اهتم سليمان بن أبي جعفر المنصور بتجهيز الإمام وتشييعه، كان قصره مطلاً على نهر دجلة، فسمع الصياح والضوضاء ورأى بغداد قد ماجت واضطربت فهاله ذلك، فالتفت إلى ولده وغلمانه قائلاً: (ما الخبر؟) فقالوا له: هذا السندي ابن شاهك ينادي على موسى بن جعفر، وأخبروه بذلك النداء القاسي. فثارت عواطفه واستولت عليه موجة من الغيظ فصاح بولده قائلاً:
(إنزلوا مع غلمانكم فخذوه من أيديهم، فإن مانعوكم فاضربوهم وخرقوا ما عليهم من سواد ـ وهو لباس الشرطة والجيش ـ انطلق أبناء سليمان وغلمانه إلى الشرطة فأخذوا جثمان الإمام (عليه السلام) منهم ولم تبد الشرطة أية معارضة، حمل الغلمان النعش وجاءوا به إلى سليمان فأمر فوراً أن ينادي في شوارع بغداد بنداء معاكس لنداء السندي أخذ الغلمان ينادون بأعلى أصواتهم بهذا النداء:
(ألا من أراد أن يحضر جنازة الطيب ابن الطيب موسى بن جعفر فليحضر). فلما سمع الناس هذا النداء خرجوا على اختلاف طبقاتهم لتشييع جثمان إمام المسلمين وسيد المتقين الورعين، وخرج الشيعة بصورة خاصة يذرفون الدموع ويلطمون الصدور والأسى والحزن قد أدمى قلوبهم، فجاء سليمان ففرج عنهم الكروب وواساهم في مصيبتهم المفجعة.
وتم تشييع الإمام (عليه السلام) بموكب حافل لم تشاهد بغداد نظيراً له.
أما إذا ما سألنا عن الأسباب التي دفعت سليمان للقيام بمواراة الإمام (عليه السلام) وتشييعه فيمكن اختصارها بما يلي:
أ) الرحم الماسة:
تلك الرحم التي تربط بينه وبين الإمام (عليه السلام) هي التي هزت مشاعره وأثارت عواطفه، فلم يستطع صبراً أن يسمع أولئك العبيد وهم ينادون بذلك النداء المنكر على جثمان زعيم الهاشميين وعميد العلويين. إضافة إلى أنه لم يكن بينه وبين الإمام ما يوجب الشحناء والبغضاء، فلذا أثرت فيه أواصر الرحم وانطلق إلى إنقاذ الجثمان ابن عمه من أيدي الجلاوزة وصنع بعض ما يستحق من الحفاوة والتكريم.
ب) محو العار عن أسرته:
رأى سليمان الذي حنكته التجارب أن الأعمال التي قام بها الرشيد تجاه الإمام (عليه السلام) هي أعمال مشينة لطخت جبين الأسرة العباسية، إذ كان يكفي هارون دسه السم إلى الإمام واغتياله عن القيام بتلك الأعمال البربرية الحاقدة والتي تدل على نفس لا عهد لها بالشرف والنبل والكرامة، كما تدل في الوقت نفسه على فقدان المعروف والإنسانية عند العباسيين. فقام سليمان بما يفرضه عليه الواجب الإنساني فقط للحفاظ على سمعته وسمعة أسرته ومحو العار عنهم.
ج) الخوف من انتفاضة شيعية:
خاف سليمان من قيام الشيعة بانتفاضة للثأر والانتقام، فيتمرد الجيش وتحدث اضطرابات عنيفة وفتن داخلية، لأنّ ذلك الاعتداء الصارخ على كرامة الإمام (عليه السلام) الطيب ابن الطيب، إنما هو طعنة نجلاء في صميم العقيدة الشيعية، فكان من الطبيعي أن تثير أعمال هارون البربرية عواطفهم وتحفزهم على الثورة والانتقام من خصومهم.
ولا يخفى أن عدد الشيعة في ذلك الوقت عدد لا يستهان به، فقد اعتنق عقيدتهم خلق كثير من رجال الدولة، وكبار الموظفين والكتاب في الدولة، وقادة الجيش، ولذا تدارك سليمان الموقف وقام بما أملاه عليه الواجب الإنساني وأنقذ حكومة هارون من الاضطراب والفتن المتوقعة في كل آن. كما أسدى بفعلته هذه يداً بيضاء على عموم الشيعة تذكر له الخير والثناء.

Dr.Zahra
18-07-2009, 03:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
عظم الله أجورنا و أجوركم بذكرى أستشهاد الأمام الكاظم( عليه السلام )
وعجل الله في فرج مولانا صاحب العصر والزمان بحق هذا الأمام المظلوم
بارك الله بكِ أخيتي نوووا انا
دمتم محاطين بالالطاف المهدويه

Dr.Zahra
18-07-2009, 03:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
أحسنتم أخيتي نووورا انا
وجزاكم الله خير الجزاء
دمتم محاطين بالالطاف المهدويه

القلب الصبور
18-07-2009, 04:17 AM
احسنتم بارك الله فيكم

جعلكم الله من خدام الامام الكاظم عليه السلام

القلب الصبور
18-07-2009, 04:23 AM
بارك الله فيكم جزءكم الله خير

بحق الامام الكاظم عليه السلام

القلب الصبور
18-07-2009, 04:33 AM
سلام الله على الامام الكاظم عليه السلام

احسنتم بارك الله فيكم

Dr.Zahra
18-07-2009, 12:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
بوركتم على الطرح
وعظم الله لكم الأجر
دمتم محاطين بالالطاف المهدويه

Dr.Zahra
18-07-2009, 12:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
السلام عليك ياموسى ابن جعفر
ولعن الله هارون اللارشيد
أحسنتم أخي ابو فاطمة النعيمي
دمتم محاطين بالالطاف المهدويه

Dr.Zahra
18-07-2009, 01:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
السلام عليك ياحليف السجدة الطويلة
أحسنتم أخي السيد عبد الجبار
دمتم محاطين بالالطاف المهدويه

عهد الولاء
18-07-2009, 07:35 PM
http://img293.imageshack.us/img293/2008/ferdawsvi3.gif


اسعدني مرورك العطر على صفحتي أخي الكريم وفقك الله.

عهد الولاء
18-07-2009, 07:37 PM
•.o0.اللهم صل على محمد وعلى آله وعجل فرجهم يا كريم •.o0.

بارك الله فيك اختي العزيزة
و عظم الله لك الاجر

طرح قيمة في ميزان حسناتك


اسعدني مرورك العطر على صفحتي أختي الغالية وفقك الباري.

عهد الولاء
18-07-2009, 07:38 PM
سلام الله على الامام الكاظم عليه السلام

احسنتم بارك الله فيكم

اسعدني مرورك العطر على صفحتي أختي الكريمة وفقك الباري.

عهد الولاء
18-07-2009, 07:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
بوركتم على الطرح
وعظم الله لكم الأجر

دمتم محاطين بالالطاف المهدويه


اسعدني مرورك العطر على صفحتي أختي الكريمة وفقك الباري.

عهد الولاء
18-07-2009, 07:49 PM
اللهم صلى على محمد وآل محمد
السلام عليك يا اباالحسن موسى بن جعفر"عليهم السلام" عظم الله اجورنا واجوركم بـ استشهاد الامام الكاظم"عليه السلام"
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا أختي الغالية وفقك الله بحق محمد وآل محمد.

عقيل الحمداني
18-07-2009, 07:57 PM
اسرار من حياة الامام الكاظم عليه السلام

نعزيكم بمناسبة شهادة الامام الكاظم ع ونشرع بذكر طرف من مناقبه وفضائله وخصائصه التي بان بها عن غيره نشرا لثقافة الائمة من اهل البيت ع في زمن نحن نحتاج اليها اكثر من أي زمان.
قد اشتهر في الناس : أن أبا الحسن موسى عليه السلام كان أجل ولد الصادق عليه السلام شأنا ، وأعلاهم في الدين مكانا ، وأسخاهم بنانا ، وأفصحهم لسانا ،
صور من عبادة الامام الكاظم ع
وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأفقههم وأكرمهم . ونلاحظ ان عبادة الامام الكاظم لاتقتصر مثلنا على الصلاة والصيام فحسب بل تتعداها الى افق عبادي اوسع فالامام يعلمنا ان مساعدة الفقراء عبادة وصلة الرحم عبادة واصلاح ذات البين عبادة وحب الوطن واكرام الجار وعدم الغش في الميزان ووو كلها من انواع العبادات التي نراها تتنوع في مدرسة الامام الكاظم الى عبادة اجتماعية واقتصادية وقانونيه
روي : انه كان يصلي نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح ، ثم يعقب حتى تطلع الشمس ، ثم يخر ساجدا فلا يرفع رأسه من الدعاء والتحميد حتى يقرب زوال الشمس ، وكان يقول في سجوده عليه السلام : " قبح الذنب من عبدك فليحسن العفو والتجاوز من عندك " . وكان من دعائه عليه السلام : " اللهم إني أسألك الراحة عند الموت ، والعفو عند الحساب " . وكان عليه السلام يبكي من خشية الله حتى تخضل لحيته بالدموع . وكان يتفقد فقراء المدينة فيحمل إليهم في الليل العين والورق وغير › ذلك ، فيوصلها إليهم وهم لا يعلمون من أي وجه هو.
وروى الشريف أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ، عن جده بإسناده قال : إن رجلا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذي أبا الحسن موسى عليه السلام ويشتم عليا عليه السلام ، فقال له بعض حاشيته : دعنا نقتل هذا الرجل ، فنهاهم عن ذلك أشذ النهي ، وسأل عن العمري فقيل : إنه يزرع بناحية من نواحي المدينة . فركب إليه ، فوجده في مزرعة [ له ] فدخل المزرعة بحماره ، فصاح به العمري : لا توطئ زرعنا ، فتوطأه أبو الحسن عليه السلام بالحمار حتى وصل إليه فنزل وجلس عنده وباسطه وضاحكه ، وقال له : " كم غرمت في زرعك هذا ؟ " . فقال : مائة دينار . قال : " وكم ترجو أن تصيب ؟ " قال : لست أعلم الغيب . قال : " إنما قلت لك : كم ترجو " . فقال : " أرجوا أن يجيئني فيه مائتا دينار " . قال : فأخرج له أبو الحسن عليه السلام صرة فيها ثلاثمائة دينار ، وقال : " هذا زرعك على حاله والله يرزقك فيه ما ترجو " . فقام العمري فقبل رأسه وسأله أن يصفح عن فارطه ، فتبسم أبو الحسن موسى عليه السلام وانصرف ، ثم راح إلى المسجد فوجد العمرى جالسا فلما نظر إليه قال : الله أعلم حيث يجعل رسالاته . قال : فوثب إليه أصحابه فقالوا له : ما قصتك ؟ فقد كنت تقول غير هذا ! ! قال : فقال لهم : قد سمعتم ما قلت الان ، وجعل يدعو لأبي الحسن عليه السلام ، فخاصموه وخاصمهم . فلما رجع أبو الحسن عليه السلام إلى داره قال لمن سألوه قتل العمري : " أيما كان خيرا ما أردت أو ما أردتم ؟ "وهو كما ترون نوع من العبادة الاجتماعية. ومن انواع العبادة مواساة الناس بالمال ومساعدتهم وهي عبادة ماليه اقرا هذه الروايه ذكرت الرواة : أنه عليه السلام كان يصل بالمائتي دينار إلى ثلاثمائة دينار ، وكانت صرار موسى عليه السلام مثلا.
تواضع الامام
وذكروا : أن الرشيد لما خرج إلى الحج وقرب من المدينة استقبله وجوه أهلها يقدمهم موسى بن جعفر عليهما السلام على بغلة ، فقال له الربيع : ما هذه الدابة التي تلقيت عليها أمير المؤمنين ، وأنت إن طلبت عليها لم تدرك وان طلبت لم تفت ؟ فقال عليه السلام : " إنها تطأطأت عن خيلاء الخيل وارتفعت عن ذلة العير ، وخير الأمور أوسطها ".
عقائدية الامام
وكان الامام الكاظم ع يؤكد على اظهار الجانب العقائدي للاسلام ونشر الاعتقادات الصحيحة وهذا الموقف يدل على التمسك بالعقيدة جزء من الاسلام الاصيل قالوا : ولما دخل هارون المدينة وزار النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا ابن عم ، مفتخرا بذلك على غيره . فتقدم أبو الحسن عليه السلام وقال : " السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبه " فتغير وجه الرشيد وتبين فيه الغضب.
وروى الشريف الاجل المرتضى - قدس الله روحه - عن أبي عبيد الله المرزباني ، مرفوعا إلى أيوب بن الحسين الهاشمي قال : كان نفيع رجلا من الأنصار حضر باب الرشيد - وكان عريضا - وحضر معه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، وحضر موسى بن جعفر عليهما السلام على حمار له ، فتلقاه الحاجب بالبشر والاكرام ، وأعظمه من كان هناك ، وعجل له الاذن ، فقال نفيع لعبد العزيز : ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم ، يفعلون هذا برجل يقدر أن يزيلهم عن السرير ، أما لئن خرج لأسوءنه ، قال له عبد العزيز : لا تفعل ، فإن هؤلاء أهل بيت قل من تعرض لهم في خطاب إلا وسموه في الجواب سمه يبقى عارها عليه مدى الدهر . قال : وخرج موسى عليه السلام فقام إليه نفيع الأنصاري فأخذ بلجام حماره ، ثم قال : من أنت ؟ فقال : " يا هذا ، إن كنت تريد النسب فأنا ابن محمد حبيب الله ابن إسماعيل ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله ، وإن كنت تريد البلد فهو الذي فرض الله عز وجل على المسلمين وعليك - إن كنت منهم - الحج إليه ، وإن كنت تريد المفاخرة فوالله ما رضي مشركو قومي مسلمي قومك أكفاء لهم حتى قالوا : يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش ، وإن كنت تريد الصيت والاسم فنحن الذين أمر الله تعالى بالصلاة علينا في الصلوات المفروضة بقول : ( اللهم صل على محمد وآل محمد ) فنحن آل محمد ، خل عن الحمار " . فخلى عنه ويده ترعد ، وانصرف بخزي ، فقال له عبد العزيز : ألم أقل لك ؟ !
الامام الكاظم امام المذاهب الاربعة ومعلم ابي حنيفه

وروي عن أبي حنيفة النعمان بن ثابت قال : دخلت المدينة فأتيت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام فسلمت عليه ، وخرجت من عنده فرأيت ابنه موسى عليه السلام في دهليزه قاعدا في مكتبه وهو صغير السن ، فقلت : أين يضع الغريب إذا كان عندكم إذا أراد ذلك ؟ فنظر إلي ثم قال : " يجتنب شطوط الأنهار ، ومساقط الثمار ، وأفنية الدور ، والطرق النافذة ، والمساجد ، ويرفع ويضع بعد ذلك أين شاء " . فلما سمعت هذا القول نبل في عيني وعظم في قلبي ، فقلت له : جعلت فداك ، ممن العصية ؟ فنظر إلي ثم قال : " إجلس حتى أخبرك " ، فجلست فقال : " إن المعصية لا بد أن تكون من العبد ، أو من ربه ، أو منهما جميعا ، فإن كانت من الرب فهو أعدل وأنصف من أن يظلم عبده ويأخذه بما لم يفعله ، وإن كانت منهما فهو شريكه والقوي أولى بإنصاف عبده الضعيف ، وإن كانت من العبد وحده فعليه وقع الامر وإليه توجه النهي وله حق الثواب والعقاب ، ولذلك وجبت له الجنة والنار " . فلما سمعت ذلك قلت : * ( ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) *. ونظم بعضهم هذا المعنى شعرا وقال : لم تخل أفعالنا اللاتي نذم بها * إحدى ثلاث خلال حين نأتيها إما تفرد بارينا بصنعتها * فيسقط اللوم عنا حين ننشيها أو كان يشركنا فيه فيلحقه * ما سوف يلحقنا من لائم فيها أو لم يكن لإلهي في جنايتها * ذنب فما الذنب إلا ذنب جانيها
من اجوبة الامام العلميه
وروى أبو زيد قال : أخبرنا عبد الحميد قال : سأل محمد بن الحسن أبا الحسن موسى عليه السلام بمحضر من الرشيد - وهم بمكة - فقال له : هل يجوز للمحرم أن يظلل على نفسه ومحمله ؟ فقال : " لا يجوز له ذلك مع الاختيار " . فقال محمد بن الحسن : أفيجوز أن يمشي تحت الظلال مختارا ؟ قال : " نعم " . فتضاحك محمد بن الحسن من ذلك ، فقال له أبو الحسن عليه السلام : " أتعجب من سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتستهزئ بها ! ! إن رسول الله كشف ظلاله في إحرامه ومشى تحت الظلال وهو محرم ، إن أحكام الله تعالى يا محمد لا تقاس ، فمن قاس بعضها على بعض فقد ضل عن سواء السبيل " . فسكت محمد بن الحسن ولم يحر جوابا.
الامام الكاظم والقران
وكان عليه السلام أحفظ الناس بكتاب الله تعالى وأحسنهم صوتا به ، وكان إذا قرأ يحزن ويبكي ويبكي السامعون لتلاوته ، وكان الناس بالمدينة يسمونه زين المتهجدين.
ومن باهر خصائصه عليه السلام
ما وردت به الآثار في شأن أمه ، وذلك ما أخبرني به المفيد عبد الجبار بن علي الرازي رحمه الله ، إجازة ، قال : أخبرنا الشيخ أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن أبي علي أحمد بن جعفر البزوفري ، عن حميد بن زياد ، عن العباس بن عبيد الله ابن أحمد الدهقان ، عن إبراهيم بن صالح الأنماطي ، عن محمد بن الفضل وزياد بن النعمان وسيف بن عميرة ، عن هشام بن أحمر قال : أرسل إلي أبو عبد الله عليه السلام في يوم شديد الحر ، فقال لي : " إذهب إلى فلان الإفريقي فاعترض جارية عنده من حالها كذا وكذا ، ومن صفتها كذا " . فأتيت الرجل فاعترضت ما عنده ، فلم أر ما وصف لي ، فرجعت إليه فأخبرته فقال : " عد إليه فإنها عنده " . فرجعت إلى الإفريقي ، فحلف لي ما عنده شئ إلا وقد عرضه علي ، ثم قال : عندي " وصيفة مريضة محلوقة الرأس ليس مما يعترض ، فقلت له : اعرضها علي ، فجاء بها متوكئة على جاريتين تخط برجليها الأرض ، فأرانيها فعرفت الصفة ، فقلت : بكم هي ؟ فقال لي : إذهب بها إليه فيحكم فيها ، ثم قال لي : قد والله أردتها منذ ملكتها فما قدرت عليها ، ولقد أخبرني الذي اشتريتها منه عند ذلك أنه لم يصل إليها ، وحلفت الجارية أنها نظرت إلى القمر وقع في حجرها . فأخبرت أبا عبد الله عليه السلام بمقالتها ، فأعطاني مائتي دينار فذهبت بها إليه فقال الرجل : هي حرة لوجه الله تعالى إن لم يكن بعث إلي بشرائها من المغرب . فأخبرت أبا عبد الله عليه السلام بمقالته ، فقال أبو عبد الله عليه السلام . " يا ابن أحمر أما إنها تلد مولودا ليس بينه وبين الله حجاب "

. وسمى عليه السلام بالكاظم لما كظمه من الغيظ ، وتصبره على ما فعله الظالمون به ، حتى مضى قتيلا في حبسهم.
في ذكر شهادته عليه السلام وسببها ذكروا : أن الرشيد قبضه عليه السلام لما ورد إلى المدينة قاصدا للحج ، وقيده واستدعى قبتين جعله في إحداهما على بغل وجعل القبة الأخرى على بغل آخر ، وخرج البغلان من داره مع كل واحد منهما خيل ، فافترقت الخيل فمضى بعضها مع إحدى القبتين على طريق البصرة ، وبعضها مع الأخرى على طريق الكوفة ، وكان عليه السلام في القبة التي تسير على طريق البصرة - وإنما فعل ذلك الرشيد ليعمي على الناس الخبر - وأمر أن يسلم إلى عيسى بن جعفر بن المنصور فحبسه ثم وضعه في سجن السندي الذي دس اليه السم بامر هارون العباسي فقضى مسموما أي وااماماه ااسيداه
للزيادة انظر إعلام الورى بأعلام الهدى - الشيخ الطبرسي - ج 2 - ص 25 - 33

Dr.Zahra
19-07-2009, 04:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
أحسنتم وقد تم دمج اغلب المواضيع التي طرحت بخصوص هذه المناسبه في هذا الملف الخاص
جزيت خيرا وتقبل الله اعمالكم بحق راهب محمد وال محمد
وفقتم
دمتم محاطين بالالطاف المهدويه

(رقية بنت الحسين)
22-07-2009, 09:48 AM
اللهم صل على محمد وال محمد


جزاك الله خير الدنيا والاخرة

مأجور

Dr.Zahra
23-07-2009, 04:04 AM
اللهم صل على محمد وال محمد



جزاك الله خير الدنيا والاخرة


مأجور

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحم الله والديج اختنا
واجرج على المعذب في قعر السجون
بارك الله بيج والله يوفقج
ودمتِ محاطه بالالطاف المهدويه

ربيبة الزهـراء
26-07-2009, 03:43 PM
سيرة الإمام موسى الكاظم (ع)



بطاقة الهوية:

الإسم: موسى (ع)

اللقب: الكاظم

الكنية: أبو الحسن

اسم الأب: جعفر بن محمد الصادق (ع)

اسم الأم: حميدة

الولادة: 7 صفر 127ه

الشهادة: 25 رجب 183ه

مدة الإمامة: 35 سنة

القاتل: هارون الرشد

مكان الدفن: الكاظمية



إمامة الكاظم (ع):

ترعرع الامام موسى بن جعفر في حضن أبيه أبي عبد الله الصادق (ع) فنهل منه العلوم الالهية وتخلق بالأخلاق الربانية حتى ظهر في صغره على سائر إخوته، وقد ذكرت لنا كتب السيرة أن مناظرة حصلت بينه وبين أبي حنيفة حول الجبر والاختيار بيّن له فيها الامام على صغر سنه بطلان القول بالجبر بالدليل العقلي ما دعا أبا حنيفة الى الاكتفاء بمقابلة الابن عن مقابلة الامام الصادق وخرج حائراً مبهوتاً.

عاش الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) مدة إمامته بعد أبيه في فترة صعود الدولة العباسية وانطلاقتها. وهي فترة تتّسم عادة بالقوّة والعنفوان. واستلم شؤون الإمامة في ظروف صعبة وقاسية، نتيجة الممارسات الجائرة للسلطة وعلى رأسها المنصور العباسي، ومما أوقع الشيعة في حال اضطراب إدَِّعاء الإمامة زوراً من قبل أحد أبناء الإمام الصادق (ع) وهو عبد الله الأفطح وصار له أتباع عُرفوا بالفطحية، كما كان هناك الاسماعيلية الذين اعتقدوا بإمامة إسماعيل بن جعفر الصادق (ع) الابن الأكبر للإمام الصادق مع أنه توفي في حياة أبيه. ولكن هذه البلبلة ساعدت في الحفاظ على سلامة الإمام الفعلي وهو الإمام موسى الكاظم (ع)، حيث اشتبه الأمر على الحكام العباسيين فلم يتمكنوا من تحديد إمام الشيعة ليضيقوا عليه أو يقتلوه، وهو ما أعطى الامام الكاظم فرصة أكبر للقيام بدوره الالهي كإمام مسدد للإمامة.



منزلة الإمام (ع):

وبما أن الإمام في عقيدة الشيعة هو وعاء الوحي والرسالة، وله علامات وميزات خاصة لا يتمتع بها سواه فقد فرض الامام الكاظم نفسه على الواقع الشيعي وترسخت إمامته في نفوس الشيعة.

فجسّد الإمام الكاظم (ع) دور الإمامة بأجمل صورها ومعانيها، فكان أعبد أهل زمانه وأزهدهم في الدنيا وأفقههم وأعلمهم. وكان دائم التوجّه لله سبحانه حتى في أحرج الأوقات التي قضاها في سجون العباسيين حيث كان دعاؤه "اللهم إنك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك وقد فعلت فلك الحمد" كما احتل الإمام (ع) مكانة مرموقة على صعيد معالجة قضايا العقيدة والشريعة في عصره. حيث برز في مواجهة الاتجاهات العقائدية المنحرفة والمذاهب الدينية المتطرفة والأحاديث النبوية المدسوسة من خلال عقد الحلقات والمناظرات الفكرية مما جعل المدينة محطة علمية وفكرية لفقهاء ورواة عصره يقصدها طلاب العلوم من بقاع الأرض البعيدة فكانوا يحضرون مجالسه وفي أكمامهم ألواح من الإبنوس (نوع من الخشب) كما ذكر التاريخ..

وقد تخرّج من مدرسة الإمام الكاظم (ع) في المدينة، والتي كانت امتداداً لمدرسة الإمام الباقر (ع) واستمراراً لمدرسة الإمام الصادق (ع) الكثير من العلماء والفقهاء في مختلف العلوم الأسلامية انذاك..

الإمام (ع) والسلطة:

عاصر الامام الكاظم (ع) من خلفاء العباسيين المنصور والمهدي والهادي وهارون الرشيد، وقد إتسم حكم المنصور العباسي بالشدّة والقتل والتشريد وامتلأت سجونه بالعلويين حيث صادر أموالهم وبالغ في تعذيبهم وتشريدهم وقضى بقسوة بالغة على معظم الحركات المعارضة. وهكذا حتى مات المنصور، وانتقلت السلطة إلى ولده المهدي العباسي الذي خفّف من وطأة الضغط والرقابة على ال البيت (ع) مما سمح للإمام الكاظم (ع) أن يقوم بنشاط علمي واسع في المدينة حتى شاع ذكره في أوساط الأمة.

وفي خلافة الهادي العباسي الذي اشتهر بشراسته وتضييقه على أهل البيت (ع). قام الحسين بن علي أحد أحفاد الإمام الحسن (ع) بالثورة على العباسيين فيما عرف فيما بعد بثورة "فخ" وسيطر على المدينة واشتبك مع الجيش العباسي في قرية "فخ" قرب مكة ولكن انتهت المعركة بفاجعة مروّعة، وحملت الرؤوس والأسرى إلى الهادي العباسي الذي راح يتوعد ويهدّد بالإمام الكاظم (ع) فقال بصدده: "والله ما خرج حسين إلاّ عن أمره ولا اتبع إلا محبته لأن صاحب الوصية في أهل البيت، قتلني الله إن أبقيت عليه". ولكن وبحمد الله لم تسنح الفرصة له بذلك إذ مات بعد وقت قصير، فانتقلت السلطة إلى هارون الرشيد الذي فاق أقرانه في ممارسة الضغط والإرهاب على العلويين.

إزاء هذا الأمر دعا الامام أصحابه واتباعه الى اجتناب كافة أشكال التعامل مع السلطة العباسية الظالمة التي مارست بحق العلويين ظلماً لم تمارسه الدولة الأموية ودعاهم الى اعتماد السرية التامة في تحركهم واستخدام التقية للتخلص من شر هؤلاء الظلمة.

ومع كل هذا الحذر فقد عصف بقلب هارون الرشيد الحقد والخوف من الامام (ع) فأودعه السجن وأقام عليه العيون فيه لرصد أقواله وأفعاله عسى أن يجد عليه مأخذاً يقتله فيه. ولكنهم فشلوا في ذلك فلم يقدروا على ادانته في شيء، بل أثّر فيهم الامام (ع) بحسن أخلاقه وطيب معاملته فاستمالهم إليه، مما حدا بهارون الرشيد الى نقله من ذلك السجن الى سجن السندي بن شاهك بغية التشديد عليه والقسوة في معاملته.

ورغم شدة المعاناة التي قاساها الامام (ع) في ذلك السجن فقد بقي ثابتاً صلباً ممتنعاً عن المداهنة رافضاً الانصياع لرغبات الحاكم الظالم.

زوجاته وأولاده (ع):

كان غالب زوجاته (ع) من الاماء، لذلك لم يذكر أولاد من غيرهن وكان له منهن أولاد كثيرون أبرزهم علي بن موسى الرضا (ع).

وابراهيم وكان يكنى به والعباس والقاسم واسماعيل وجعفر وهارون والحسن ومن بناته فاطمة المعصومة المدفونة في قم المقدسة.

شهادته (ع):

أمضى الامام الكاظم (ع) في سجون هارون الرشيد سبع سنوات، وفي رواية 13 سنة حتى أعيت هارون فيه الحيلة ويئس منه فقرر قتله، وذلك بأن أمر بدس السم له في الرطب فاستشهد سلام الله عليه في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة 183ه. ودفن في الكاظمية.

من هم ذريّة النبي (ص) ؟

كان للإمام الكاظم (ع) بعض المواقف العلنيَّة والصريحة التي أبرز من خلالها أحقيَّته في الخلافة وأولويَّته بها من بني العباس، ومن هذه المواقف احتجاجه (ع) مع هارون الرشيد وهو في مرقد النبي (ص) أمام حشدٍ كبير من الأشراف وقادة الجيش وكبار الموظفين، فقد أقبل هارون بوجهه على الضريح المقدَّس وسلَّم بقوله: "السلام عليك يابن العم" معتزاً ومفتخراً على غيره بصلته من النبي(ص) وأنَّه إنما نال الخلافة لقربه من رسول الله (ص) وكان الإمام انذاك حاضراً فسلَّم على النبي(ص) قائلاً: "السلام عليك يا أبت"، ففقد الرشيد صوابه واستولت عليه موجات من الاستياء، حيث قد سبقه الإمام إلى ذلك المجد والفخر، فقال له بنبرات تقطر غضباً وحقداً: لم قلت أنك أقرب إلى رسول الله (ص) منا؟ فأجابه (ع) بردّ مفحم قائلاً: "لو بُعث رسول الله (ص) حياً وخطب منك كريمتك هل كنت تجيبه إلى ذلك؟ فقال هارون: سبحان الله!! وكنت أفتخر بذلك على العرب والعجم. فانبرى الإمام (ع) قائلاً: لكنه لا يخطب منّي ولا أزوّجه لأنه والدنا لا والدكم فلذلك نحن أقرب إليه منكم".

(رقية بنت الحسين)
26-07-2009, 06:58 PM
اللهم صل على محمد وال محمد
http://montada.basimk.com/images/smilies/27.gif
مأجورة اختي بميزان اعمالك

عاشق الامام الكاظم
27-07-2009, 07:17 PM
http://www.lahaonline.com/media/images/ecards/Thanks/imgcards/C003.jpg

Dr.Zahra
29-07-2009, 02:31 AM
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين

نووورا انا
03-07-2010, 12:35 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد

السلام على صاحب السجدة الطويلة
السلام على باب الحوائج
السلام عليك سيدي يا موسى بن جعفر ورحمة الله وبركاته



قال الله تعالى:(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ) (سورة البقرة:269) وهي آية عجيبة ، تدل على أن الحكمة إعطاءٌ من الله تعال لأناس مخصوصين(مَنْ يَشَاءُ) ، فمن هو هذا الذي يكون مورد مشيئة الله تعالى؟
إن فهم القرآن والسنة والبحث فيهما والوصول الى غورهما ، ليس أمراً سهلاً كما يتصور البعض ، بل أمر في نهاية الصعوبة والله تعالى ليس بحاجة الى أن يبحث الناس كلامه ويحققوه ، فكلامه تعالى هو الحق المطلق ، لكن الذين يبحثون فيه ويصلون الى عمقه ، هم الذين أعطاهم الحكمة والخير الكثير ، الخير الذي يصفه رب العالمين بأنه كثير !

هذه الحكمة التي يعطيها الله لمن يشاء أين توجد ؟
هل توجد في شفاء أبي علي سينا ؟ كلا
هل توجد في شرح العرشية للملا صدرا ؟ كلا
في قبسات ميرداماد أبداً
هذه الحكمة التي تعطى لمن يشاء ، والتي هي الخير الكثير ، لابد أن نسأل عنها مفسر القرآن الذي هو لسان الله الناطق والإمام المعصوم ، فهو يقول عنها إنها: ( طاعة الله ومعرفة الإمام ) (1)
لهذا فإن معرفة الإمام موسى بن جعفر(ع)ليس مسألة بسيطة ، فقد شاء الله تعالى أن يكون الحق في هذه الدنيا صعب المنال: جل جناب الحق أن يكون شريعة لكل وارد

يروي الشيخ الجليل محمد بن علي بن بابويه الصدوق ، عن شيخه محمد بن الحسن الوليد ، وهو معتمد الصدوق ، فضلاً عن وثاقته الخاصة ، عن الثقتين الجليلين محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبدالله ، كلاهما عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن أخيه الحسين ، عن أبيه علي بن يقطين ، أحد وزراء عند هارون الرشيد المقربين ، والثقة المعتمد عند الكل
فعلوُّ سند الرواية واضح للخبير الرجالي مع مراعاة دقائق علم الرجال
قال علي بن يقطين: استدعى الرشيد رجلاً يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر(ص)ويقطعه ويخجله في المجلس ، فانتدب له رجل مُعزِّم ، فلما أحضرت المائدة عمل ناموساً على الخبز ، فكان كلما رام خادم أبي الحسن (ع)تناول رغيف من الخبز طار من بين يديه ، واستفزَّ هارون الفرح والضحك لذلك ، فلم يلبث أبو الحسن(ع)أن رفع رأسه إلى أسد مصور على بعض الستور ، فقال له: يا أسد الله ، خذ عدو الله !
قال: فوثبت تلك الصورة كأعظم مايكون من السباع ، فافترست ذلك المعزم ، فخر هارون وندماؤه على وجوههم مغشياً عليهم، وطارت عقولهم خوفاً من هول ما رأوه ، فلما أفاقوا من ذلك بعد حين ، قال هارون لأبي الحسن(ع): أسألك بحقي عليك ، لما سألت الصورة أن ترد الرجل فقال: إن كانت عصى موسى(ع) ردت ما ابتلعته من حبال القوم وعصيهم ، فإن هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل ، فكان ذلك أعمل الأشياء في إفاقة نفسه) ( أمالي الصدوق ص212)

أراد هارون أن يبطل أمر موسى بن جعفر ، هارون هذا الذي يروون عنه أنه كان يخاطب السحابة ويقول لها: أمطري أينما شئت فإن خراجك يصل اليَّ ! والذي كان العلماء والسحرة تحت يده، فاستدعى رجلاً (يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر(ص)) !
وأمْرُ الإمام الكاظم(ع)هو قوله وقول شيعته بأنه إمام من الله تعالى

أراد هارون أن يُبطل أمر الإمام الذي حبسه أربع سنوات أو سبع سنوات في ظُلَم المطامير وقيود الزناجير ، فلم يخضع لطغيانه ، ولم يلفظ فمه الشريف بكلمة استعطاف له !!
فاستدعى أقدر ساحر في طول أمبراطوريته وعرضها ، فعمل له ناموساً ، والناموس في اصطلاح أرباب السحر والعلوم الخفية اسم لنوع متطور من القدرة على السحر عمل ناموساً على الخبز ، فكان كلما رام خادم أبي الحسن (ع)تناول رغيفاً من الخبز طار من بين يديه !
وفرح الأمبراطور هارون بذلك ، واستفزه الفرح وأخذه الضحك والقهقهة هو ووزراؤه وندماؤه ، يسخرون من هذا الذي يدعي أنه إمام من الله تعالى ، ويعتقد هو وشيعته أن هاروناً غاصب لمنصبه !

وتصور هارون أنه حقق هدفه ، فالذي يدعون له أنه (حجة الله على العباد) غلبه ساحر موظف عند هارون، فلم يستطع خادمه أن يتناول له رغيف خبز ! لكن فرح هارون لم يطل، فقد استعمل الإمام(ع)بعض ما أعطاه الله من قدرة وهو أعرف متى يستعملها ومتى لايستعملها ، ونظر الى صورة أسد في ستائر قاعة هارون وأمره أن يبتلع الساحر المعزم ففعل ، وغشي على هارون وملإه!!

رأيتم سند الحديث ومتنه ، أما فقهه فلايمكن استيفاؤه في عدة دروس ومجالس
عندما تقرؤون الرواية عن أهل البيت(ع) إفهموها أولاً ، ثم عرفوا الناس بمقامات أهل البيت الطاهرين(ع)

لابد أن نفهم أولاً السحر الذي استعمله ساحر هارون (المعزِّم) ؟ لكي نفهم عمل الإمام في مقابله
قال الله تعالى عن سحرة فرعون: (فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) (لأعراف:116) ففي هذه الآية ثلاث جمل: سحروا عيونهم واسترهبوهم بسحر عظيم
حسرةً علينا أنا لم نعرف القرآن ، فلو فهمنا أعماقه لعرفنا أي كتاب هو ؟ ولم نعرف مفسر القرآن ، فلو عرفناهم صلوات الله عليهم لعرفنا أن الحكمة العليا لاتؤخذ إلا منهم
العمر تمضي أيامه ، وينقضي ، ولم يبق لنا منه إلا القصور والتقصير
إن للسحر ثلاث مراتب: الأولى سحر أعين الناس لا أكثر وهو السحر غير الحقيقي الذي يعتمد على التصرف في أعين الناس
والمرتية الثانية: واسترهبوهم وهو تصرف في أنفس الناس بالتخويف
والمرتبة الثالثة: السحر الذي توصل اليه كبار علماء الهند ومصر القدماء ، الذي يعتمد على استخراج قدرات النفس البشرية ، هذه القدرات التي تبعث على الذهول ، وقد كان أولئك السحرة الكبار أفراداً قليلين ، لايمكن لكل أحد أن يجدهم ويستخدمهم ، إلا إن كان مثل فرعون وهارون الرشيد
والشعبة الثانية من هذا النوع من السحر عمل النواميس ، الذي يقوم على المزج والتركيب بين القوى العلوية والمواد السفلية ، ويسمونها الطلسمات
فالسحر الذي عمله هذا الساحر في قصر الرشيد ليس من نوع سحر الأعين ، ولا من نوع الإسترهاب ، بل من نوع استخراج قدرات نفس الساحر وجعلها بشكل ناموس أو طلسم يؤثر في المادة ، فيخرج الرغيف الذي تمسه يد الخادم عن قوة الجاذبية الطبيعية وعن قوة إمساك يده ، ويطيره !
(فكان كلما رام خادم أبي الحسن(ع)تناول رغيف من الخبز طار من بين يديه) !!
كان مجلس هارون مجلس العلماء والحكماء ، ونخبة أفراد مجتمعات العالم يومذاك ، وكذلك كان مجلس ولده المأمون
وكان هارون حريصاً في مثل ذلك اليوم على حضورهم لأن القضية أنه يريد أن يقابل حجة الله تعالى ، وهذه الوسائل ضرورية !
وأراد الله تعالى أن يكون ذلك المجلس واستعراض هارون لقدرته وتحديه لوليه(ص)سبباً لفتح نافذة من معرفة الإمام المعصوم ، والإمام موسى بن جعفر(ع) !
والأمر الذي يحير العلماء والعقلاء أن الإمام الكاظم(ع)استخدم أسلوب النداء مع شئ غير قابل للنداء! فمن شروط المنادى أن تكون فيه قابلية النداء، أن يكون أسداً مثلاً حتى يمكن نداؤه ، بينما لم يكن أسداً ولاجسداً ، بل عرضاً على جوهر ، ولوناً بصورة أسد على ستارة ، وقد صدر نداء الإمام(ع) الى الأسد لا الى صورته
قبل حرف النداء (يا) لم يكن الأسد موجوداً ، وبحرف نداء فقط (يا) وجد وصار (أسد الله) ، فسمع النداء وتلقى الأمر: ( يا أسد الله خذ عدو الله) !
إن امتياز عمل موسى بن جعفر عن عمل موسى بن عمران أن ذات الحق القدوس عز وجل أمر موسى بإلقاء عصاه فقال له: (وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) (طـه:69) ، وعندما يقول الحق (ألقِ) ، فمعلومٌ ماذا سيحدث
والملقى هناك كانت العصا ، وهي جسم ذو أبعاد ثلاثة ، فظهرت بها تلك القدرة وأحدثت ذلك الحدث العظيم ، وكان من تأثيرها كما روي أن فرعون وهامان لم يكن في رأسهما شعرة واحدة بيضاء ، فما أن أخذ موسى عصاه حتى ابيض شعر رأسيهما فلم يبق فيهما شعرة سوداء! (راجع تفسير نور الثقلين :4/52)

أما القدرة هنا ، فلايمكن قياس صورة الستارة بالعصا ، ولا إلقاء العصا بالنداء والأمر ! فهناك كان القول قول الله تعالى جلت عظمته ، وعندما يكون قوله تكون قدرته ، وقد أجرى منها ما شاء على يد وليه موسى بن عمران !
أما هنا فكانت كلمة(يا) التي خلق الله بها بإذنه على يد وليه موسى بن جعفر جوهراً من عرض ، فكان أسداً وقطع مراحل وجوده في لحظة ، من نطفة الأسد الى أشده وأقوى قوته !
هذه قدرة موسى بن جعفر بإذن الله تعالى ، ومعنى ذلك أن كلمة(يا) قد انطلقت من لسان تحرك من عقل متصل بدون حاجب بإرادة من يقول للشئ كن فيكون:(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يس:82)
فأي إرادة هذه التي صارت محلاً لأن يجري الله فيها إرادته ؟!
وهذا معنى قول الصادق(ع)(الحكمة طاعة الله ومعرفة الإمام ) !

هؤلاء هم أولياء الحق تعالى! فكلمة أولياء الله عندما يطلقها الإنسان العادي لها معنى ، وعندما يطلقها الله على أناس ويخصهم بأنهم أولياؤه ، لها معنى آخر أعلى وأعمق
هذه الليلة ليلة شهادة الإمام موسى بن جعفر أحد هؤلاء الأولياء العظماء صلوات الله عليهم (2)
هذا الولي الذي استطاع بإذن الله بحرف واحد لا بكلمة ، أن يصنع هذه المعجزة
حرف لم يكن في نطقه دافع ولا هدف إلا الله تعالى
نعم ، بحرف واحد ، وليس بمعنى إسمي- حسرة أننا لم نستوعب بعد - فالإمام تارة يعمل بالإسم فهذا موضوع آخر ، أما هنا فقد عمل الإمام موسى بن جعفر بالحرف ! وبالحرف حول الصورة على الستارة الى أسد حقيقي مطيع ، وليس بالإسم الأعظم !
والحرف كان حرف نداء ، والمنادى كان صورة وألواناً على ستائر بهذا الحرف عمل الإمام ما عمله موسى بن عمر بارتباطه بأمر الله تعالى !
اللهم صل على وليك موسى بن جعفرعدد مافي علمك صلاة دائمة بدوام ملكك

إن من أوجب الواجبات على كل فرد منكم ، أن يكون فقيهاً في أبواب معارف ولاية الأئمة المعصومين(ع)، ليستطيع أن يزيح تلك الغيوم والظلمات التي جعلت مقاماتهم(ع)مغطاة بحجاب الأوهام والأعمال ، ويفتح باب هذه الحكمة على أيتام آل محمد(ص)

التعليقات
(1) في الكافي:1/185: عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس، عن أيوب بن الحر ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله الصادق(ع) في قول الله عز وجل: وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً؟ فقال(ع): طاعة الله ومعرفة الإمام ) انتهى
فالرواية صحيحة السند ، وتأتي في الفصل الخاص بالإمام المهدي(ع) تحت عنوان: الحكمة طاعة الله ومعرفة الإمام(ع)

( 2 ) في شرح الأسماء الحسنى للسبزواري:1/228: (وأعلى مراتب عدم البعد أن يكون العارف بعد أن صار عالماً عقلياً مضاهياً للعالم العيني يعرض عما سوى الله تعالى ويقبل بشراشر وجوده عليه تعالى، بحيث يتلاشى وجوده تحت نور وجوده ، ويفنى فيه بالكلية، بل يفنى عن فنائه ! وهذا مقام الفناء في الله والفناء عن الفناء ، وهو قرة عين العارفين ، وغاية منى المحبين ، فإنه عين الحياة الأبدية والديمومة السرمدية وهناك يظهر أن الله تبارك وتعالى هو الأول والآخر والمبدأ والمعاد ):

صادق جعفر
03-07-2010, 01:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف. لقد عبرالقرآن الكريم بمتاع الدنيا بالقليل وعندما بعبر القران فأنه يشمل الدنيا من اول يوم الى اخر يوم فيها .فما بالك بكثيره. شكرا لهذه المشاركه .وفقكم الله وسددخطاكم

ربيبة الزهـراء
03-07-2010, 02:55 AM
السلام على صاحب السجدة الطويلة
السلام على باب الحوائج


مشاركة قيمة

بارك الله بيج عزيزتي


موفقة لكل خير

{ عاشقة 14 معصوم }
03-07-2010, 07:36 AM
السلام على صاحب السجدة الطويلة
السلام على باب الحوائج


مشاركة قيمة

بارك الله بيج عزيزتي


موفقة لكل خير

سلامه999
03-07-2010, 01:13 PM
السلام عليك ياحليف السجده الطويله السلام عليك يا باب الحوائج السلام عليك ايها المعذب في قعر السجون السلام عليك يا كاظم الغيض السلام عليك ياسيدي ومولاي موسى بن جعفرالكاظم (ع) وعلى ابائك الطيبين الكرام الطاهرين

علي الكاظمي
03-07-2010, 07:03 PM
الاختصاص : ابن الوليد ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد ابن إسماعيل العلوي قال : حدثني محمد بن الزبرقان الدامغاني قال : قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام : لما أمر هارون الرشيد بحملي ، دخلت عليه فسلمت فلم يرد السلام ورأيته مغضبا ، فرمى إلي بطومار.
فقال :لم لا تنهون شيعتكم عن قولهم لكم يا ابن رسول الله وأنتم ولد علي وفاطمة إنما هي وعاء ، والولد ينسب إلى الأب لا إلى الأم ؟

فقلت :إن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من هذه المسألة فعل ؟

فقال : لست أفعل أو أجبت فقلت : فأنا في أمانك أن لا يصيبني من آفة السلطان شئ ؟

فقال : لك الأمان قلت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم " ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى ، وعيسى " فمن أبو عيسى ؟

فقال : ليس له أب إنما خلق من كلام الله عز وجل وروح القدس فقلت : إنما الحق عيسى بذراري الأنبياء من قبل مريم ، وألحقنا بذراري الأنبياء من قبل فاطمة لا من قبل علي فقال : أحسنت أحسنت يا موسى زدني من مثله .

فقلت : اجتمعت الأمة برها وفاجرها أن حديث النجراني حين دعاه النبي إلى المباهلة لم يكن في الكساء إلا النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين فقال الله تبارك وتعالى " فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم " فكان تأويل أبناءنا الحسن والحسين ، ونساءنا فاطمة ، وأنفسنا علي بن أبي طالب فقال : أحسنت .

ثم قال : أخبرني عن قولكم : ليس للعم مع ولد الصلب ميراث ،

فقلت : أسألك يا أمير المؤمنين بحق الله وبحق رسوله أن تعفيني من تأويل هذه الآية وكشفها ، وهي عند العلماء مستورة ،

فقال : إنك قد ضمنت لي أن تجيب فيما أسألك ولست أعفيك ،

فقلت : فجدد لي الأمان فقال : قد أمنتك فقلت : إن النبي لم يورث من قدر على الهجرة فلم يهاجر ، وإن عمي العباس قدر على الهجرة فلم يهاجر ، وإنما كان في عدد الأسارى عند النبي ، وجحد أن يكون له الفداء فأنزل الله تبارك وتعالى على النبي يخبره بدفين له من ذهب ، فبعث عليا فأخرجه من عند أم الفضل ، وأخبر العباس بما أخبره جبرئيل عن الله تبارك وتعالى فأذن لعلي وأعطاه علامة الذي دفن فيه ،

فقال العباس عند ذلك : يا ابن أخي ما فاتني منك أكثر ، وأشهد أنك رسول رب العالمين .

فلما أحضر علي الذهب فقال العباس : أفقرتني يا ابن أخي فأنزل الله تبارك وتعالى : " إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما اخذ منكم ويغفر لكم " وقوله : " والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا " ثم قال : " وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر " فرأيته قد اغتم .

ثم قال : أخبرني من أين قلتم إن الانسان يدخله الفساد من قبل النساء لحال الخمس الذي لم يدفع إلى أهله ، فقلت : أخبرك يا أمير المؤمنين بشرط أن لا تكشف هذا الباب لاحد ما دمت حيا ، وعن قريب يفرق الله بيننا وبين من ظلمنا ، وهذه مسألة لم يسألها أحدا من السلاطين غير أمير المؤمنين قال : ولا تيم ولا عدي ولا بنو أمية ولا أحد من آبائنا ؟ قلت : ما سئلت ولا سئل أبو عبد الله جعفر ابن محمد عنها قال : فإن بلغني عنك أو عن أحد من أهل بيتك كشف ما أخبرتني به رجعت عما آمنتك فقلت : لك على ذلك .

فقال : أحببت أن تكتب لي كلاما موجزا له أصول وفروع ، يفهم تفسيره و يكون ذلك سماعك من أبي عبد الله فقلت : نعم وعلى عيني يا أمير المؤمنين قال : فإذا فرغت فارفع حوائجك ، وقام ، ووكل بي من يحفظني ، وبعث إلي في كل يوم بمائة سرية فكتبت : بسم الله الرحمن الرحيم أمور الدنيا أمران : أمر لا اختلاف فيه ، وهو إجماع الأمة على الضرورة التي يضطرون إليها والاخبار المجتمع عليها المعروض عليها شبهة ، والمستنبط منها كل حادثة ، وأمر يحتمل الشك والانكار ، وسبيل استنصاح أهله الحجة عليه ، فما ثبت لمنتحليه من كتاب مستجمع على تأويله ، أو سنة عن النبي صلى الله عليه واله لا اختلاف فيها ، أو قياس تعرف العقول عدله ، ضاق على من استوضح تلك الحجة ردها ، ووجب عليه قبولها ، والاقرار والديانة بها ، وما لم يثبت لمنتحليه به حجة من كتاب مستجمع على تأويله ، أو سنة عن النبي لا اختلاف فيها ، أو قياس تعرف العقول عدله ، وسع خاص الأمة وعامها الشك فيه ، والانكار له ، كذلك ، هذان الأمران من أمر التوحيد فما دونه ، إلى أرش الخدش فما دونه فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين فما ثبت لك برهانه اصطفيته ، وما غمض عنك ضوؤه نفيته ، ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ، ونعم الوكيل .

فأخبرت الموكل بي أني قد فرغت من حاجته ، فأخبره فخرج ، وعرضت عليه فقال : أحسنت هو كلام موجز جامع ، فارفع حوائجك يا موسى فقلت : يا أمير المؤمنين أول حاجتي إليك أن تأذن لي في الانصراف إلى أهلي ، فاني تركتهم باكين آيسين من أن يروني أبدا فقال : مأذون لك ، ازدد ؟ فقلت : يبقي الله أمير المؤمنين لنا معاشر بني عمه فقال : ازدد ؟ فقلت : علي عيال كثير ، وأعيننا بعد الله ممدودة إلى فضل أمير المؤمنين وعادته ، فأمر لي بمائة ألف درهم ، وكسوة ، وحملني وردني إلى أهلي مكرما .

ولا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
وصلى الله على محمد وال محمد الطاهرين

ربيبة الزهـراء
03-07-2010, 07:18 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد

باركً الله بيكم اخى الموالي على طرحكم
موفقين لكل خير دائماً

البحرانية
03-07-2010, 07:30 PM
اللهم صل وسلم على محمد الامي وعلى اله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم الشريف

بارك الله فيك ياا اخي على الطرح العلوي

اللهم زدك علما على علم بحق باب الحوائج موسى ابن جعفر علية وعلى ابائه افضل الصلوااات والتسليم

تقبل مروري واحترااامي اخي المؤمن

ودائما ننتظر منك كل ماهوجديد من علم ال البيت عليهم السلام

علي الكاظمي
03-07-2010, 07:31 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد

باركً الله بيكم اخى الموالي على طرحكم
موفقين لكل خير دائماً

الله يبارك فيك

كما نعزي العالم الاسلامي بأسره من شيعة ومحبي محمد وال محمد الطاهرين وكل انسان قد احب محمد وال محمد الطاهرين بقرب ذكرى استهاد الامام موسى الكاظم عليه السلام المعذب بقعر السجون وظلم المطامير """اللهم ألعن اول ظالم ظلم حق محمد وال محمد وأخر تابع له على ذلك اللهم ألعن الظلمه أجمعين من الاولين والاخرين

علي الكاظمي
03-07-2010, 07:34 PM
اللهم صل وسلم على محمد الامي وعلى اله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم الشريف

بارك الله فيك ياا اخي على الطرح العلوي

اللهم زدك علما على علم بحق باب الحوائج موسى ابن جعفر علية وعلى ابائه افضل الصلوااات والتسليم

تقبل مروري واحترااامي اخي المؤمن

ودائما ننتظر منك كل ماهوجديد من علم ال البيت عليهم السلام

اللهم بارك شيعة محمد وال محمد الطاهرين
أشكر لكم المرور الكريم وحشركم الله مع محمد وال محمد الطاهرين

نووورا انا
03-07-2010, 10:06 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد

السلام على المعذب بقعر السجون

نووورا انا
04-07-2010, 12:23 AM
جود الإمام الكاظم وإغاثته للملهوفين


كان الإمام الكاظم من أندى الناس كَفاً ، ومن أكثرهم عطاء للبائسين والمحرومين .


ومن الجدير بالذكر أنه كان يتطلّب الكتمان وعدم ذيوع ما يعطيه ، مبتغياً بذلك الأجر عند الله تعالى .


ويقول الرواة : أنه كان يخرج في غَلَسِ الليل البهيم ، فيوصل البؤساء والضعفاء وهم لا يعلمون من أي جهة تَصِلهم هذه المَبَرّة .


وكانت صلاته لهم تتراوح ما بين المائتين دينار إلىالأربعمائة دينار ، وكان أهله يقولون : عَجَباً لمن جاءته صرار موسىوهو يشتكي القلة والفقر .


وقد حفلت كتب التاريخ ببوادر كثيرة من الحاجةوالسؤال ، ويجمع المترجمون له أنه كان يرى أنّ أحسَنَ صرفٍ للمال هو ما يَردّ به جوعُ جائع أو يكسو به عارياً .


إغاثته للملهوفين :


ومن أبرز ذاتيّات الإمام الكاظم إغاثته للملهوفين وإنقاذهم مما أَلَمّ بهم من مِحَنالأيام وخطوبها ، وكانت هذه الظاهرة من أحبّ الأمور إليه .


وقد أفتى شيعته بجواز الدخول في حكومة هارون بشرط الإحسان إلى الناس ، وقد شاعت عنه هذه الفتوى : ( كَفّارَةُ عَمَل السّلطان الإحسانإلى الإخوان ) .


ويقول الرواة : إن شخصاً من أهالي الري كانت عليه أموال طائلة لحكومة الري ، وقد عَجز عن تَسديدها ، وخاف من الحكومة أن تصادر أمواله، وتُنزِل به العقوبة الصارمة .


فسأل عن الحاكم فأخبروه أنه من شيعة الإمام الكاظم، فسافر إلى المدينة .


فلما انتهى إليها تَشرّف بمقابلة الإمام وشكا إليه حالَه وَضِيقَ مجالِه .


فاستجاببالوقت له ، وكتب إلى حاكم الري رسالة جاء فيها بعد البسملة :


( اِعلَم أن لله تحت عرشه ظِلالاً يسكنه إلا منأسدَى إلى أخيه معروفاً ، أو نَفّس عنه كُربة ، أو أدخل على قلبه سروراً ، وهذا أخوك والسلام ) .


وأخذ الرسالة ، وبعد أدائه لفريضة الحج اتجهَ صَوبَ وطنه ، فلما انتهى إليه مضى إلى الحاكم ليلاً ، فطرق باب بيته ، فخرج غلامه فقال له : من أنت ؟


فقال : رسولُ الصابر موسى بن جعفر.


فَهرع إلى مولاه فأخبره بذلك ، فخرج حافي القدمين مستقبلاً له ، فعانقه وَقبَّل ما بين عَينيه ، وطفق يسأله بلهفة عن حال الإمام ( عليه السلام ) وهو يجيبه .


ثم ناوله رسالة الإمام، فأخذها بإكبارٍ وقَبّلَها ، فلما قرأها استدعىبأمواله وثيابه فقاسمه في جميعها ، وأعطاه قيمة ما لا يَقبلُ القسمة ، وهو يقول له : يا أخي ، هل سَرَرتُك ؟


وسارع الرجل قائلاً : أي والله ، وزدتَ على ذلك .


ثم استدعى الحاكم السجِل ، فَشَطب على جميع الديون التي على الرجل وأعطاه براءة منها .


فخرج وقد غَمَرَتْهُ موجات من الفرح والسرور ، ورأىأن يجازي إحسانه بإحسان ، فيمضي إلى بيت الله الحرام ويدعوا له ، ويخبر الإمام بما أسداه عليه من المعروف .


ولما أقبل مَوسم الحج سافر إلى بيت الله الحرام ،ولما انتهى إليه دعا للرجل بإخلاص ، وأخبر الإمام بما أسداه حاكم الري من الإحسان إليه .


فَسُرَّ الإمام بذلك سروراً بالغاً ، والتفت إليه الرجل قائلاً : يامولاي ، هل سَرَّكَ ذلك ؟


فقال الإمام:


( أي والله ، لقد سَرَّني ، وسَرَّ أمير المؤمنين ،والله لقد سَرَّ جَدي رسول الله ، ولقد سر الله تعالى ) .

عاشقة النجف
04-07-2010, 12:25 AM
كيف لايكون كذلك وهو ابن علي ؟؟ وحجة الله على ارضه .. وبابه المفتوح للسائلين ..
بارك الله بكِ حبيبتي
موضوع موفق ومبارك ..
جعله المولى في ميزان حسناتكِ
دمتِ بالف خير وعافيه

ghada
04-07-2010, 12:26 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
اختي العزيزة نور انا باركك الله وسدد خطاك على هذه الدرر التي نثرتيها بين ايدينا من كلام سيدنا ومولانا الامام ابي الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام)جعلها الله لك في ميزان حسناتك واثابك منه مغفرة ورضوانا

ghada
04-07-2010, 12:40 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام على المعذب في قعر السجون
السلام على المكبل بالقيود
السلام على سيدي ومولاي موسى بن جعفر ( عليه لاسلام)
اختي العزيزة نور انا وفقك الله لكل خير وجعله لك في ميزان حسناتك

عشقي ال محمد
04-07-2010, 09:57 PM
اللهم صلي على محمد وآل محمد , سلام الله عليك يا سيدي ومولاي باب الحوائج,

يعطيك العافية

تحياااااتي

عطر الجنآن
05-07-2010, 01:41 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد

السلام عليك يا موسى ابن جعفر الكاظم (ع)

وشكر لك اختي الفاضلة على هذا الطرح ..

موفقهـ

نووورا انا
05-07-2010, 01:41 AM
اعتقاد أئمة المذاهب بالإمام الكاظم (عليه السلام)

أجمع كبار أئمة السنة وعلمائهم على تعظيم الإمام الكاظم (عليه السلام) وتقديسه ، وترجموا له في كتبهم ، وزاروا قبره للتبرك والتوسل به الى الله تعالى.
وقد اشتهر عن الإمام الشافعي أنه كان يزور قبر الإمام الكاظم (عليه السلام) ويقول: «قبر موسى الكاظم ترياقٌ مجرب لإجابة الدعاء » (كرامات الأولياء للسجاعي/6، والرسالة القشيرية لابن هوازن/10، والفجر الصادق للزهاوي/89 ، وسيوف الله للقادري الحبيبي/83 ، والبصائر/42 لحمد الله الداجوي الحنفي).
وروى الخطيب البغدادي في تاريخه:1/133، عن إمام الحنابلة في عصره الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلال يقول: « ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به ، إلا سهل الله تعالى لي ما أحب » !
وقال ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة:2/932: «وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج إلى الله ، وذلك لنجح قضاء حوائج المسلمين ، ونيل مطالبهم وبلوغ مآربهم وحصول مقاصدهم ».
وقال السيد الميلاني في شرح منهاج الكرامة:1/170: «وقال القرماني : هو الإمام الكبير الأوحد الحجة ، الساهر ليله قائماً القاطع نهاره صائماً ، المسمى لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين كاظماً ، وهو المعروف بباب الحوائج ، لأنه ما خاب المتوسل به في قضاء حاجته قط .
وقال ابن حجر المكي: هو وارث أبيه علماً ومعرفةً وكمالاً وفضلاً ، سمي الكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه ، وكان معروفاً عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله ، وكان أعبد أهل زمانه ، وأعلمهم وأسخاهم .
وقال ابن الجوزي: موسى بن جعفر ، كان يدعى العبد الصالح ، وكان حليماً كريماً ، إذا بلغه عن رجل ما يؤذيه بعث إليه بمال » .

وفي مناقب آل أبي طالب:3/422: « وحكي أنه مُغص بعض الخلفاء فعجز بختيشوع النصراني عن دوائه ، وأخذ جليداً فأذابه بدواء ، ثم أخذ ماء وعقده بدواء ، وقال:هذا الطب ، إلا أن يكون مستجاب دعاء ذا منزلة عند الله يدعو لك !
فقال الخليفة: عليَّ بموسى بن جعفر، فأتيَ به فسمع في الطريق أنينه فدعا الله سبحانه وزال مغص الخليفة ، فقال له: بحق جدك المصطفى أن تقول بمَ دعوت لي؟ فقال (عليه السلام) : قلتُ: اللهم كما أريته ذل معصيته ، فأره عز طاعتي » !

مقتطف من تراجم أئمة علماء السنة للإمام الكاظم (عليه السلام)

1- قال الذهبي في سير أعلام النبلاء:6/268: « موسى الكاظم، الإمام ، القدوة ، السيد أبو الحسن العلوي ، والد الإمام علي بن موسى الرضى مدني نزل بغداد .
ذكره أبو حاتم فقال : ثقة صدوق ، إمام من أئمة المسلمين.قلت له عند الترمذي وابن ماجة حديثان. قيل: إنه ولد سنة ثمان وعشرين ومئة بالمدينة . قال الخطيب : أقدمه المهدي بغداد ورده ، ثم قدمها وأقام ببغداد في أيام الرشيد ، قدم في صحبة الرشيد سنة تسع وسبعين ومئة ، وحبسه بها إلى أن توفي في محبسه .
ثم قال الخطيب: كان موسى بن جعفر يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده . روى أصحابنا أنه دخل مسجد رسول الله(ص)فسجد سجدة في أول الليل ، فسمع وهو يقول في سجوده: عظم الذنب عندي فليحسن العفو من عندك ، يا أهل التقوى ، ويا أهل المغفرة . فجعل يرددها حتى أصبح.
وكان سخياً كريماً، يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصرة فيها ألف دينار. وكان يصر الصرر بثلاث مئة دينار وأربع مئة ومئتين ثم يقسمها بالمدينة ، فمن جاءته صرة استغنى .
ثم قال يحيى: وذكر لي غير واحد أن رجلاً من آل عمر كان بالمدينة يؤذيه ويشتم علياً ، وكان قد قال له بعض حاشيته: دعنا نقتله فنهاهم وزجرهم .
وذكر له أن العمري يزدرع بأرض ، فركب إليه في مزرعته فوجده ، فدخل بحماره فصاح العمري لا توطئ زرعنا، فوطئ بالحمار حتى وصل إليه فنزل عنده وضاحكه . وقال: كم غرمت في زرعك هذا؟قال: مئة دينار ، قال: فكم ترجو؟ قال: لا أعلم الغيب وأرجو أن يجبيئني مئتا دينار ، فأعطاه ثلاث مئة ديناروقال: هذا زرعك على حاله . فقام العمري فقبل رأسه وقال: الله أعلم حيث يجعل رسالته ! وجعل يدعو له كل وقت .
فقال أبو الحسن لخاصته الذين أرادوا قتل العمري: أيما هو خير ما أردتم أو ما أردت أن أصلح أمره بهذا المقدار ؟ قلت: إن صحت فهذا غاية الحلم والسماحة!
قال أبو عبد الله المحاملي...عيسى بن محمد بن مغيث القرشي ، وبلغ تسعين سنة ، قال: زرعت بطيخاً وقثاء وقرعا بالجوانية ، فلما قرب الخير ، بيتني الجراد ، فأتى على الزرع كله . وكنت غرمت عليه وفي ثمن جملين مئة وعشرين ديناراً . فبينما أنا جالس طلع موسى بن جعفر فسلم ثم قال: أيش حالك ؟ فقلت : أصبحت كالصريم . قال: وكم غرمت فيه ؟ قلت : مئة وعشرين ديناراً مع ثمن الجملين . وقلت : يا مبارك ، ادخل وادع لي فيها، فدخل ودعا ، وحدثني عن النبي(ص) أنه قال: تمسكوا ببقايا المصائب ، ثم علقت عليه الجملين وسقيته فجعل الله فيها البركة وزكت فبعت منها بعشرة آلاف !
الصولي: حدثنا عون بن محمد، سمعت إسحاق الموصلي غير مرة يقول:حدثني الفضل بن الربيع، عن أبيه قال: لما حبس المهدي موسى بن جعفر رأى في النوم علياً يقول: يا محمد:فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ؟ قال الربيع:فأرسل إلى ليلاً فراعني ، فجئته فإذا هو يقرأ هذه الآية وكان أحسن الناس صوتاً، وقال: عليَّ بموسى بن جعفر فجئته به فعانقه وأجلسه إلى جنبه وقال: يا أبا الحسن: إني رأيت أمير المؤمنين يقرأ علي كذا، فتؤمني أن تخرج علي أو على أحد من ولدي؟ فقال: لا والله لافعلت ذلك ، ولا هو من شأني. قال: صدقت. يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار ، ورده إلى أهله إلى المدينة . فأحكمت أمره ليلاً ، فما أصبح إلا وهو في الطريق خوف العوائق !
وقال الخطيب: حج الرشيد فأتى قبر النبي(ص) ومعه موسى بن جعفر فقال: السلام عليك يا رسول الله يا ابن عم ، افتخاراً على من حوله فدنا موسى وقال: السلام عليك يا أبهْ ، فتغير وجه هارون ، وقال: هذا الفخر يا أبا الحسن حقاً! قال يحيى بن الحسن العلوي حدثني عمار بن أبان قال: حبس موسى بن جعفر عند السندي بن شاهك فسألته أخته أن تولى حبسه وكانت تَدَيَّن ، ففعل ، فكانت على خدمته ، فحكي لنا أنها قالت: كان إذا صلى العتمة حمد الله ومجده ودعاه، فلم يزل كذلك حتى يزول الليل، فإذا زال الليل قام يصلي حتى يصلي الصبح ، ثم يذكر حتى تطلع الشمس ، ثم يقعد إلى ارتفاع الضحى ، ثم يتهيأ ويستاك ويأكل، ثم يرقد إلى قبل الزوال ، ثم يتوضأ ويصلي العصر ، ثم يذكر في القبلة حتى يصلي المغرب ، ثم يصلي ما بين المغرب إلى العتمة ! فكانت تقول: خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل! وكان عبداً صالحاً .
وقيل: بعث موسى الكاظم إلى الرشيد برسالة من الحبس يقول: إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء ، حتى نفضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون ! وعن عبد السلام بن السندي قال: كان موسى عندنا محبوساً، فلما مات بعثنا إلى جماعة من العدول من الكرخ فأدخلنا هم عليه فأشهدنا هم على موته ، ودفن في مقابر الشونيزية .
قلت: له مشهد عظيم مشهور ببغداد ، دفن معه فيه حفيده الجواد . ولولده علي بن موسى مشهد عظيم بطوس . وكانت وفاة موسى الكاظم في رجب سنة ثلاث وثمانين ومئة . عاش خمساً وخمسين سنة وخلف عدة أولاد ، الجميع من إماء: علي والعباس ، وإسماعيل ، وجعفر ، وهارون ، وحسن ، وأحمد ، ومحمد ، وعبيد الله وحمزة ، وزيد ، وإسحاق ، وعبد الله ، والحسين ، وفضل ، وسليمان . سوى البنات ، سمى الجميع الزبير في: النسب ».
وقال الذذهبي في تاريخ الإسلام:12/417:«موسى الكاظم: هو الإمام أبو الحسن موسى بن جعفر بن محمد بن علي.. قال أبو حاتم: ثقة إمام . وكان صالحاً عالماً عابداً متألهاً..ولعل الرشيد ما حبسه إلا لقولته تلك: السلام عليك يا أبه! فإن الخلفاء لا يحتملون مثل هذا » !
2- وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب:10/302: « قال يحيى بن الحسن بن جعفر النسابة: كان موسى بن جعفر يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده.
وقال الخطيب..وأقدمه المهدي إلى بغداد ثم رده إلى المدينة ، وأقام بها إلى أيام الرشيد ، فقدم هارون منصرفاً من عمرة رمضان سنة تسع وسبعين ، فحمله معه إلى بغداد وحبسه بها إلى أن توفي في محبسه.. ومناقبه كثيرة ».
وقال في تقريب التهذيب(2/221): « الهاشمي المعروف بالكاظم ، صدوق عابد ، من السابعة ، مات سنة ثلاث وثمانين».
3- وقال الخطيب في تاريخ بغداد:13/29: « كان موسى بن جعفر يدعي العبد الصالح من عبادته واجتهاده .
روى أصحابنا أنه دخل مسجد رسول الله(ص) فسجد سجدة في أول الليل ، وسُمع وهو يقول في سجوده: عظيم الذنب عندي فليحسن العفو عندك . يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة ! فجعل يرددها حتى أصبح.
وروى له (عليه السلام) عدة قصص في كرمه وعبادته وتقدم بعضها ، ثم ذكر كرامته في المنام الذي رآه الخليفة المهدي عندما حبسه .
4- وقال محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول في فضل آل الرسول (ص) /446:
« هو الإمام الكبير القدر ، العظيم الشأن ، الكبير المجتهد ، الجاد في الإجتهاد ، المشهور بالعبادة ، المواظب على الطاعات ، المشهود له بالكرامات ، يبيت الليل ساجداً وقائماً ، ويقطع النهار متصدقاً وصائماً ، ولفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دعى كاظماً ، كان يجازى المسئ بإحسانه إليه ، ويقابل الجاني بعفوه عنه ، ولكثرة عبادته كان يسمى بالعبد الصالح ، ويعرف بالعراق باب الحوائج إلى الله لنجح مطالب المتوسلين إلى الله تعالى به ، كرامته تحار منها العقول ، وتقضي بأن له عند الله تعالى قدم صدق لا تزل ولا تزول .
وأما ولادته فبالأبواء سنة ثمان وعشرين ومائة للهجرة، وقيل تسع وعشرين ومائة وأما نسبه أباً وأماً: فأبوه جعفر الصادق بن محمد الباقر ، وقد تقدم القول فيه. وأما أمه فأم ولد تسمى حميدة البربرية ، وقيل غير ذلك .
وأما إسمه فموسى وكنيته أبو الحسن ، وقيل أبو إسماعيل ، وكان له ألقاب كثيرة: الكاظم وهو أشهرها ، والصابر ، والصالح ، والأمين .
وأما مناقبه فكثيرة ، ولو لم يكن منها إلا العناية الربانية لكفاه ذلك منقبة . وقد نقل عن الفضل بن الربيع أنه أخبر عن أبيه أن المهدي لما حبس موسى بن جعفر ، ففي بعض الليالي رأى المهدي في منامه علي بن أبي طالب وهو يقول له: يا محمد:
فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ؟قال الربيع : فأرسل إلي ليلاًً فراعني..الى آخر ما تقدم .
وقال هشام بن حاتم الأصم ، قال لي أبو حاتم ، قال لي شقيق البلخي: خرجت حاجاً في سنة تسع وأربعين ومائة ، فنزلت القادسية ، فبينا أنا أنظر إلى الناس في زينتهم وكثرتهم ، فنظرت إلى فتى حسن الوجه شديد السمرة ضعيف ، فوق ثيابه ثوب من صوف ، مشتمل بشملة ، في رجليه نعلان ، وقد جلس منفرداً فقلت في نفسي: هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلاً على الناس في طريقهم، والله لأمضين إليه ولأوبخنه ! فدنوت منه فلما رآني مقبلاً قال:إِجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ ، إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ، ثم تركني ومضى! فقلت في نفسي: إن هذا لأمرٌ عظيم قد تكلم بما في نفسي ونطق باسمي ، وما هذا إلا عبدٌ صالح لألحقنه ولأسألنه أن يحالَّني ، فأسرعت في أثره فلم ألحقه وغاب عن عيني!
فلما نزلنا واقصة إذْ به يصلي وأعضاؤه تضطرب ودموعه تجري فقلت: هذا صاحبي أمضي إليه واستحله ، فصبرت حتى جلس وأقبلت نحوه ، فلما رآني مقبلاً قال لي: يا شقيق أتل: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى. ثم تركني ومضى!فقلت:إن هذا الفتى لمن الأبدال ! لقد تكلم على سري مرتين . فلما نزلنا زُبَالة إذا بالفتى قائمٌ على البئر وبيده رَكْوَةٌ يريد أن يستقي ماء ، فسقطت الركوة من يده في البئر ، وأنا أنظر إليه فرأيته قد رمق السماء وسمعته يقول:
أنت ربي إذا ظمئتُ إلى الماء **** وقُوتي إذا أردتُ الطعاما
اللهم سيدي مالي سواها فلا تحرمنيها، قال شقيق: فوالله لقد رأيت البئر وقد ارتفع ماؤها ، فمد يده فأخذ الركوة وملأها ماء ، فتوضأ وصلى أربع ركعات ، ثم مال إلى كثيب رمل فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة ويحركه ويشرب. فأقبلت إليه وسلمت عليه فرد عليَّ السلام فقلت: أطعمني من فضل ما أنعم الله به عليك . فقال: يا شقيق لم تزل نعمه علينا ظاهرة وباطنة فأحسن ظنك بربك . ثم ناولني الركوة فشربت منها فإذا هو سويق وسكر ! فوالله ما شربت قط ألذَّ منه ولا أطيب ريحاً ، فشبعت ورويت وأقمت أياماً لا أشتهي طعاماً ولا شراباً !
ثم لم أره حتى دخلنا مكة فرأيته ليلة إلى جنب قُبَّة الشراب في نصف الليل قائماً يصلي بخضوع وأنين وبكاء ، فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل ، فلما رأى الفجر جلس في مصلاه يسبح ، ثم قام فصلى الغداة، وطاف بالبيت أسبوعاً وخرج، فتبعته وإذا له غاشية وموالٍ ، وهو على خلاف ما رأيته في الطريق ، ودارٌ به الناس من حوله يسلمون عليه ! فقلت لبعض من يقرب منه: من هذا الفتى؟ فقال: هذا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب . فقلت: قد عجبت أن تكون هذه العجائب إلا لمثل هذا السيد ! ولقد نظم بعض المتقدمين واقعة شقيق معه في أبيات طويلة ، اقتصرت على ذكر بعضها ، فقال:
سلْ شقيقَ البلخيّ عنه وما شا****هد منه وما الذي كان أبصرْ
قال لما حججت عاينتُ شخصاً****شاحب اللون ناحلَ الجسم أسمرْ
سائراً وحده وليس له زادٌ****فما زلت دائماً أتفكر
وتوهمتُ أنه يسأل الناس****ولم أدر أنه الحجُّ الاكبر
ثم عاينتهُ ونحنُ نزولٌ****دون فيدٍ على الكثيب الاحمر
يضع الرمل في الإناء ويشربْهُ****فناديته وعقلي محير
إسقني شربةً فناولني منه****فعاينته سَويقاً وسُكر
فسألت الحجيج من يكُ هذا****قيلَ هذا الإمام موسى بن جعفر

فهذه الكرامات العالية الأقدار الخارقة العوائد هي على التحقق جلية المناقب وزينة المزايا وغرر الصفات ، ولا يؤتاها إلا من فاضت عليه العناية الربانية أنوار التأييد ، ومرت له أخلاف التوفيق ، وأزلفته من مقام التقديس والتطهير وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ».

الإمام الكاظم (عليه السلام) حامي بغداد

فقد قال زكريا بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري للإمام الرضا (عليه السلام) : « إني أريد الخروج عن أهل بيتي (يقصد أهل قم) فقد كثر السفهاء فيهم ! فقال له الإمام الرضا (عليه السلام) :لا تفعل فإن الله يدفع البلاء بك عن أهل قم ، كما يدفع البلاء عن أهل بغداد بقبر موسى بن جعفر (عليه السلام) » (رواه المفيد (رحمه الله) في الإختصاص/87، بسند موثق ، واختيار معرفة الرجال:2/857 ، ورجال الكشي /496، وتاريخ الكوفة/228، ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي:8/283، ورجال الطوسي:2/858) .
وفي كامل الزيارات/500: « عن علي بن الحكم ، عن رحيم قال قلت للرضا (عليه السلام) : إن زيارة قبر أبي الحسن (عليه السلام) ببغداد علينا فيها مشقة ، فما لمن زاره؟ فقال له : مثل ما لمن أتى قبر الحسين (عليه السلام) من الثواب. قال: دخل رجل فسلم عليه وجلس وذكر بغداد ورداءة أهلها ، ومايتوقع أن ينزل بهم من الخسف والصيحة والصواعق ، وعدَّد من ذلك أشياء قال:فقمت لأخرج فسمعت أبا الحسن (عليه السلام) وهو يقول:أما أبو الحسن فلا ».
أقول: الظاهر سقوط الواو من الرواية ، وأن الأصل: أما وأبو الحسن ، فلا . أي أما وقبر أبي الحسن (عليه السلام) موجود ، فلا يصيب بغداد خسف أو صواعق !

وقد أخذ بعضهم ذلك ووضعه للمحاملي: « قال محمد بن الإسكاف : رأيت في النوم كأن قائلاً يقول: إن الله ليدفع عن أهل بغداد البلاء بالمحاملي» ! (سير الذهبي:15/260) وسبب قولنا إنهم أخذوه ونسبوه الى المحاملي لأنه توفي سنة330 (سير الذهبي:15/284) ، أي بعد قرن ونصف من وفاة الإمام الكاظم (عليه السلام) .




زيارة قبر الإمام الكاظم (عليه السلام) دواء مجرب

قال الإمام الشافعي كلمته المشهورة في زيارة قبر الإمام الكاظم (عليه السلام) : إنه الترياق المجرب (كرامات الأولياء للسجاعي/6) لكن بعضهم أخذ ذلك ووصف به قبر معروف الكرخي! قال الخطيب في تاريخ بغداد:1/134: «سمعت أبا علي الصفار يقول: سمعت إبراهيم الحربي يقول: قبر معروف الترياق المجرب».
والحربي هذا كابلي نسب الى محلة الحربية ببغداد (تاريخ بغداد:6/28)، وقد توفي سنة 285 ، أي بعد أكثر من قرن من وفاة الإمام الكاظم (عليه السلام) (تاريخ بغداد:6/38).

كما روى في تاريخ بغداد:1/134، عن : «عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري قال سمعت أبي يقول: قبر معروف الكرخي مجرب لقضاء الحوائج »
والزهري هذا محمد بن غلام الزهري المتوفى سنة 380 ، أي بعد قرنين من شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام) ! (سيرالذهبي:16/437) .

خادم طفل الحسين ع
05-07-2010, 06:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
وألعن اعداهم من آل امية الى آل عبوس والى ابد الآبدين
آمين يارب العالمين
وبعد
لك الشكر على هذا الموضوع
ونتمنى منك الكثير والمثيرومواضيع اشوق إن شاء الله
ولكم الشكر الجزيل

خادم طفل الحسين ع
05-07-2010, 06:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
وألعن اعداهم من آل امية الى آل عبوس والى ابد الآبدين
آمين يارب العالمين
وبعد
لك الشكر على هذا الموضوع
ونتمنى منك الكثير والمثيرومواضيع اشوق إن شاء الله
ولكم الشكر الجزيل

خادم طفل الحسين ع
05-07-2010, 10:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
وألعن اعداهم من آل امية الى آل عبوس والى ابد الآبدين
آمين يارب العالمين
وبعد
لك الشكر على هذا الموضوع
ونتمنى منك الكثير والمثيرومواضيع اشوق إن شاء الله
ولكم الشكر الجزيل

خادم طفل الحسين ع
05-07-2010, 11:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
وألعن اعداهم من آل امية الى آل عبوس والى ابد الآبدين
آمين يارب العالمين
وبعد
لك الشكر على هذا الموضوع
ونتمنى منك الكثير والمثيرومواضيع اشوق إن شاء الله
ولكم الشكر الجزيل

خادم طفل الحسين ع
05-07-2010, 11:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
وألعن اعداهم من آل امية الى آل عبوس والى ابد الآبدين
آمين يارب العالمين
وبعد
لك الشكر على هذا الموضوع
ونتمنى منك الكثير والمثيرومواضيع اشوق إن شاء الله
ولكم الشكر الجزيل

السيد عبدالجبار
05-07-2010, 07:51 PM
قضى (ع) فترة من حياته في ظلمات السجون يُنقل من سجن إلى سجن ، فقد سجنه محمد المهدي العباسي ، ثم أطلقه وسجنه هارون الرشيد في البصرة عند عيسى بن جعفر ، ثم نقله إلى سجن الفضل بن الربيع في بغداد ، ثم نقله إلى سجن آخر عند الفضل بن يحيى ، وآخر سجن نقل إليه في بغداد وهو سجن السندي بن شاهل ( لعنة الله عليهم أجمعين ) وكان أشد السجون عذاباً وظلمة ، وكان لا يُعرف الليل من النهار فيه .
لقد تحمل هذا الإمام الغريب المظلوم المعصوم (ع) من ملوك زمانه ومن الساعين إليهم في حقه (ع) ومن الحساد والفساق ، أذى كثيراً ومصائب عظيمة، وبخاصة منهم اللعين محمد المهدي الذي عزم على قتل الإمام (ع) ولكن الله خذله حتى قتله ، وبعده ابنه هارون الرشيد الذي أشخص الإمام (ع) من المدينة وسجنه مرتين .
وكان السندي بن شاهك شديد النصب والعداوة لآل الرسول (ص) إلى أن امره الرشيد بسم الإمام (ع) فقدم إليه عشر حباتٍ من الرطب المسموم ، أجبره على اكلِها ، فتناولها الإمام (ع) وتمرض من ذلك ثلاثة أيام ، استشهد بعدها مظلوماً في السجن المظلم تحت القيود والأغلال يوم الجمعة في الخامس والعشرين من شهر رجب من سنة ثلاث وثمانين بعد المائة من الهجرة الشريفة .
وقد أخرجوا جنازته المقدسة بالذل والهوان ، ووضعوها على جسر الرصافة ببغداد ، حيث بقيت ثلاثة أيام ، أسوة بجده الرسول (ص) وجده الحسين (ع) والمنادي ينادي هذا إمام الرافضة ، إلى ان علم بذلك سليمان عم الرشيد ، فامر بحملها مكرمة معظمة ، وغير النداء بقوله : الا فمن أراد يحضر جنازة الطيب ابن الطيب والطاهر بن الطاهر فليحضر جنازوة موسى بن جعفر (ع) ثم غسل وكفن باحسن كفن ثمين ، وامر بتشييع الجنازة ، ودفن (ع) في الجانب الغربي من بغداد ، في المقبرة المعروفة بمقابر قريش جانب الكرخ من الكاظمية ، من باب التين ، وهو الموضع الذي يقوم فيه اليوم ضريحه ومزاره ، وله مقام ومزار عظيم لا يقل عن مزار جديه علي والحسين (ع) .

قطرة من فيض الغدير
05-07-2010, 08:46 PM
عظم الله لكم الأجر باستشهاد الامام المظلوم ، رهين السجون موسى بن جعفر رزقنا الله واياكم زيارته وشفاعته.
أكرمكم الله بجاه موسى بن جعفر عليه السلام على الموضوع القيم.

نووورا انا
05-07-2010, 10:31 PM
حياكم الله جميعا
عظم الله لنا ولكم الاجر بمصابنا بباب الحوائج عليه السلام

نووورا انا
05-07-2010, 10:35 PM
حياكم الله جميعا
رزقنا الله واياكم في الدنيا زيارة باب الحوائج عليه السلام وفي الاخرة شفاعته

نووورا انا
05-07-2010, 10:45 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد

عظم الله لنا ولكم الاجر بمصابنا بموسى ابن جعفر عليه السلام

عاشق الامام الكاظم
06-07-2010, 01:15 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد

السلام عليك يا موسى ابن جعفر الكاظم (ع)
عظم الله للجميع الاجر
وان شاء الله تعالى هديتي
ازور نيابة عنكم

عاشق الامام الكاظم
06-07-2010, 01:30 AM
بهذه المناسبة الأليمة نرفع أحر التعازي القلبية إلى مقام مولانا
ناموس الله الأعظم صاحب العصر والزمان الإمام الحجة المنتظر
عجل الله تعالى فرجه الشريف، والى مقام السادة العلماء الأعلام
والمراجع الكرام والى كافة المؤمنين والمؤمنات في مشارق
الأرض ومغاربها، لذكرى هذه المناسبة الأليمة التي يعيشها العالم
الإسلامي.


السلام عليك يابن محمد المصطفي صلى الله عليه واله وسلم
السلام عليك يابن علي المرتضي عليه السلام
السلام عليك ياابن فاطمة الزهراء عليها السلام
السلام عليك ياباب الحوائج
السلام عليك يامظلوم وابن المظلوم
السلام عليك ياامامي موسي الكاظم عليك السلام
السلام عليك أيها المعذب بالسجون ,
السلام عليك بين رسول الله , السلام عليك ياباب الحوائج ,
السلام عليك يا كاظم الغيظ .
لعن الله ظالميكم من الاولين والاخرين


أسأل الله قضاء حوائج المؤمنين والمؤمنات
بحق باب الحوائج موسى ابن جعفر عليهما السلام

عاشق الامام الكاظم
06-07-2010, 01:32 AM
بهذه المناسبة الأليمة نرفع أحر التعازي القلبية إلى مقام مولانا
ناموس الله الأعظم صاحب العصر والزمان الإمام الحجة المنتظر
عجل الله تعالى فرجه الشريف، والى مقام السادة العلماء الأعلام
والمراجع الكرام والى كافة المؤمنين والمؤمنات في مشارق
الأرض ومغاربها، لذكرى هذه المناسبة الأليمة التي يعيشها العالم
الإسلامي.


السلام عليك يابن محمد المصطفي صلى الله عليه واله وسلم
السلام عليك يابن علي المرتضي عليه السلام
السلام عليك ياابن فاطمة الزهراء عليها السلام
السلام عليك ياباب الحوائج
السلام عليك يامظلوم وابن المظلوم
السلام عليك ياامامي موسي الكاظم عليك السلام
السلام عليك أيها المعذب بالسجون ,
السلام عليك بين رسول الله , السلام عليك ياباب الحوائج ,
السلام عليك يا كاظم الغيظ .
لعن الله ظالميكم من الاولين والاخرين


أسأل الله قضاء حوائج المؤمنين والمؤمنات
بحق باب الحوائج موسى ابن جعفر عليهما السلام

السيد عبدالجبار
06-07-2010, 01:09 PM
الاخ قطرة من فيض الغدير
بوركت بحق محمد وحق المصطفى للرد الجميل والكلام الاجمل لك الشكر
والتوفيق

السيد عبدالجبار
06-07-2010, 01:15 PM
الاخت نووورا انا
بارك الله بكم اختي الكريمة للرد على الموضوع شكرا

السيد عبدالجبار
06-07-2010, 01:19 PM
الاخ عاشق الامام الكاظم
بارك الله بكم اخي للرد الجميل على الموضوع شكرا

عاشق الامام الكاظم
06-07-2010, 03:25 PM
الاتجاهات الحركية للإمام الكاظم (عليه السلام) داخل المجتمع


اتسمت حياة الأئمة من أهل البيت المعصومين عليهم السلام بتعدد الأدوار وتميز كل واحد منهم بخصوصية خاصة، وكان تميز الإمام السابع من أئمة أهل بيت العصمة موصوفا بالمرارة، حيث ذاق عليه السلام طعم تلك المرارة على أيدي مجرمي عصره من الحاكمين من بني العباس بعدما عندما زج (عليه السلام) في قعر السجون وظلم المطامير واكتوى بصنوف الترهيب والترغيب الذي مارسته أيدي الجلادين من جلاوزة النظام العباسي، وتميزت مدة سجنه بطول المدة فقد ورد في بعض الروايات إنها قاربت العشرون عاما.وتميز هذا الإمام العظيم بكظمه للغيظ وعفوه الواسع عمن ظلمه وأساء إليه وزهده وتواضعه، فاشتهر بـ(الكاظم) و(الجواد) وبالكثير من الألقاب المناسبة لشخصيته كالعابد والزاهد، إلى غير ذلك من الصفات اللائقة به.
الاتجاهات الحركية للإمام داخل المجتمع
إن حياة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام كان لها تأثيرا مهما داخل المجتمع الإسلامي والعراقي، فلقد ترك آثاره المتميزة على وجوه صفحات الحياة المتنوعة و تراث أهل البيت في الطول والعرض من البلاد وبث الوعي السياسي والتنظيمي والحركي الهادئ وسط الأمة ضد تجاوزات الأنظمة المستبدة التي لم تتسامح مع قوى المعارضة السلمية والتي حاولت الحفاظ على الحكم والسلطة وخططت لإقصاء النخبة وإقصاء الإسلام الحقيقي عن الحياة السياسية والاجتماعية وتسببت في الفساد الإداري والمالي والفكري والثقافي ومنعت من نشر الثقافة الإسلامية المنهجية والعقائدية في صفوف المسلمين.
الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام) ذلك الرمز الجهادي الخالد
لقد شكل الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) في قائمة الخالدين رمزا واضحا في التصدي والمقاومة لكل أنواع الظلم والفساد واعتبره أتباع أهل البيت رمزا للجهاد والصمود والتصدي لما تميز به من الصبر على المكاره، حيث قضى فترة طويلة من حياته وجهاده في السجن ولعب دورا مهما في عملية إسقاط النظام العباسي البغيض من خلال دوره الستراتيجي في عملية الانقلاب التاريخي وكان له الدور الكبير في الكشف عن الوجه الحقيقي الزائف لحكم بني العباس الذي لايختلف في طبيعته الدموية والمنحرفة عما تميز به الحكم الأموي المستبد والفاسد

خادم الامام المهدي ع
06-07-2010, 06:19 PM
السلام عليكم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
احسنت بارك الله فيكم
في ميزان حسناتكم
وفقكم الباري

Dr.Zahra
06-07-2010, 08:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
الفاضله نورا انا
سلمت يمينك على ماجادت به يداكِ
وفقكِ الله..

ودمتم محاطين بالألطاف المهدويه..

Dr.Zahra
06-07-2010, 08:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بارك الله بكم حبيبتي
ربط جميل ورائع
كلكم نور على نور

ودمتم محاطين بالألطاف المهدويه..

عاشق الامام الكاظم
06-07-2010, 11:37 PM
بهذه المناسبة الأليمة نرفع أحر التعازي القلبية إلى مقام مولانا
ناموس الله الأعظم صاحب العصر والزمان الإمام الحجة المنتظر
عجل الله تعالى فرجه الشريف، والى مقام السادة العلماء الأعلام
والمراجع الكرام والى كافة المؤمنين والمؤمنات في مشارق
الأرض ومغاربها، لذكرى هذه المناسبة الأليمة التي يعيشها العالم
الإسلامي.


السلام عليك يابن محمد المصطفي صلى الله عليه واله وسلم
السلام عليك يابن علي المرتضي عليه السلام
السلام عليك ياابن فاطمة الزهراء عليها السلام
السلام عليك ياباب الحوائج
السلام عليك يامظلوم وابن المظلوم
السلام عليك ياامامي موسي الكاظم عليك السلام
السلام عليك أيها المعذب بالسجون ,
السلام عليك بين رسول الله , السلام عليك ياباب الحوائج ,
السلام عليك يا كاظم الغيظ .
لعن الله ظالميكم من الاولين والاخرين


أسأل الله قضاء حوائج المؤمنين والمؤمنات
بحق باب الحوائج موسى ابن جعفر عليهما السلام

نووورا انا
07-07-2010, 12:34 AM
وكان تميز الإمام السابع من أئمة أهل بيت العصمة موصوفا بالمرارة، حيث ذاق عليه السلام طعم تلك المرارة على أيدي مجرمي عصره من الحاكمين من بني العباس بعدما عندما زج (عليه السلام) في قعر السجون وظلم المطامير واكتوى بصنوف الترهيب والترغيب الذي مارسته أيدي الجلادين من جلاوزة النظام


السلام على المعذب في قعر السجون
احسنتم اخي بارك الله بكم وسدد خطاكم

ghada
07-07-2010, 12:37 AM
اللهم صل على محمد وآل محمدوعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام على المعذب في قعر السجون
السلام على سيدى ومولاي ابي الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام)
احسنت اختي العزيزة وبارك الله فيك على هذا الطرح القيم
جعله الله لك في ميزان حسناتك ورزقك منه مغفرة ورضوانا
وفقك الباري

ghada
07-07-2010, 12:48 AM
اللهم صل على محمد وآل محمدوعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام على المعذب في قعر السجون
السلام على سيدى ومولاي ابي الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام)
احسنت اخي الكريم وبارك الله فيك على هذا الطرح القيم
جعله الله لك في ميزان حسناتك ورزقك منه مغفرة ورضوانا
وفقك الباري

يسموني رافضية
07-07-2010, 02:48 AM
عظم الله لنا ولكم الاجر بمصاب المظلوم باب الحوائج موسى بن جعفر عليه السلام
قضى الله بحقه حواجئنا وحوائجكم

άŀẒнгαα 8Đωτч
07-07-2010, 03:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد


..{ اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك }..
..{ السلام عليك يأ موسى بن جعفر ايها المعذب في قعر السجون ورحمة الله وبركاته }..

مشكور أخوي || السيد عبدالجبار || ع الطرح القيم ..~
جعلك الله من الموالين لأهل البيت حق الولاية ..~
موفق ..~


نسألكم الدعاء

السيد عبدالجبار
07-07-2010, 01:58 PM
فعن الامام الكاظم عليه السلام قال : لما حضر رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وآله الوفاة دعا الانصار وقال : يا معشر الانصار قد حان الفراق وانا مجيب الداعي .. الى ان قال : ألا فاسمعوا ومن حضر ، ألا إن فاطمة بابها بابي وبيتها بيتي ، فمن هتكه فقد هتك حجاب الله .. فبكى الامام طويلاً .. وقطع بقية كلامه وأكثر البكاء .. وقال : هُتك والله حجاب الله .. هُتك والله حجاب الله .. هُتك والله حجاب الله .. يا امه ، يا امه صلوات الله عليها ... البحار ج22ص477

السيد عبدالجبار
07-07-2010, 02:24 PM
الاخت يسموني رافضية
بارك الله بكم اختي الكريمة للرد الجميل على الموضوع شكرا جزيلا

السيد عبدالجبار
07-07-2010, 02:32 PM
الزهراء قدوتي
بارك الله بكم اخي للرد الجميل شكرا لكم موفقين باذن الله

عاشقة الاعلى
07-07-2010, 03:52 PM
عظم الله لكم الأجر باستشهاد الامام المظلوم ، رهين السجون موسى بن جعفر رزقنا الله واياكم زيارته وشفاعته.
أكرمكم الله بجاه موسى بن جعفر عليه السلام على الموضوع القيم.

العلوية الفاطمية
07-07-2010, 10:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكور اخي على ماخطت اناملك وكتب لك الثواب والجزاء الاوفى
عظم الله اجورنا واجوركم باستشهاد راهب ال محمد
وباب الحوائج وخالص عزائنا للامام المهدي(عج) ارواحنا لمقدمه الفداء
ورحم الله شهداء جسر الائمة وشهداء هذه الزيارة
ولعن الله قاتليهم وعذبهم عذابا اليما

العلوية الفاطمية
07-07-2010, 10:10 PM
جزاكي الله خيرا اختي
وجعله في ميزان حسناتك
ورزقكي شفاعة الامام موسى الكاظم(عليه السلام) واهل البيت(عليهم السلام)

العلوية الفاطمية
07-07-2010, 11:20 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد
السلام على المعذب في قعر السجون كاظم الغيظ
امام المتقين راهب ال محمد
بارك الله فيك على الموضوع المميز
وجزاك الله كل خير

ghada
08-07-2010, 12:59 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
نعزي بقية الله في ارضه وخليفته على خلقه ومراجعنا العظام اعلى الله شانهم وشيعة امير المؤمنين في كل مكان بذكرى استشهاد سيدنا ومولانا الامام ابي الحسن موسى بن جعفر ( عليه السلام)
عظم الله لكم الاجر بهذا المصاب الاليم


مناظرات الامام الكاظم ( عليه السلام)





للإمام الكاظم ( عليه السلام ) مناظرات و احتجاجات هامّة ، و بليغة مع خصومه المناوئين له ، كما جرت له مناظرات أخرى مع علماء النصارى و اليهود ، و قد برع فيها جميعها ، و أفلج الجميع بما أقامه من الأدلّة الدامغة على صحّة ما يقول ، و بطلان ما ذهبوا إليه ، و قد اعترفوا كلّهم بالعجز و الفشل معجبين بغزارة علم الإمام ، و تفوّقه عليهم ، منها :
1ـ مناظرته ( عليه السلام ) مع أبي يوسف القاضي :

أمر هارون الرشيد أبا يوسف أن يسأل الإمام ( عليه السلام ) بحضرته ، لعلّه يبدي عليه العجز ، فيتّخذ من ذلك وسيلة للحطّ من كرامته ، و لمّا اجتمع ( عليه السلام ) بهم ، وجّه إليه أبو يوسف السؤال التالي : ما تقول في التظليل للمحرم ؟ ، قال ( عليه السلام ) : ( لا يصح ) .
قال : فيضرب الخباء في الأرض ، و يدخل البيت ؟ ، قال ( عليه السلام ) : ( نعم ) .
قال : فما الفرق بين الموضعين ؟ ، قال ( عليه السلام ) : ( ما تقول في الطامث ، أتقضي الصلاة ؟ ) ، قال أبو يوسف : لا.
قال ( عليه السلام ) : ( أتقضي الصوم ؟ )، قال : نعم ، قال ( عليه السلام ) : ( و لمَ ؟ ) ، قال : هكذا جاء ، قال ( عليه السلام ) : ( وهكذا جاء هنا ) . فسكت أبو يوسف ، و لم يطق جواباً ، و بدا عليه الخجل و العجز ، فقال هارون : ما أراك صنعت شيئاً ، قال أبو يوسف : رماني بحجر دامغ . فتركهما الإمام ( عليه السلام ) و انصرف ، بعد أن خيّم عليهما الحزن و الشقاء .
2ـ مناظرته ( عليه السلام ) مع أبي حنيفة :

دخل أبو حنيفة على الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، فقال له : ( رأيت ابنك موسى يصلّي و الناس يمرّون بين يديه ، فلم ينههم عن ذلك ؟ ، فأمر ( عليه السلام ) بإحضار ولده موسى ( عليه السلام ) ، فلمّا مثل بين يديه ، قال له : ( يا بني ، إنّ أبا حنيفة يذكر أنّك كنت تصلّي ، و الناس يمرّون بين يديك ؟ ) .
فقال ( عليه السلام ) : ( نعم ، يا أبتِ و إن الذي كنت أصلّي له أقرب إليّ منهم ، يقول الله عزّ و جل : ( وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) .
عندها فرح الإمام الصادق ( عليه السلام ) و سرّ سروراً بالغاً ، لما أدلى به ولده من المنطق الرائع ، فقام إليه و ضمّه إلى صدره ، و قال مبتهجاً : ( بأبي أنت و أمّي يا مودع الأسرار ) .
3ـ مناظرته ( عليه السلام ) مع علماء اليهود :

قصد وفد من علماء اليهود الإمام الصادق ( عليه السلام ) ليحاججوه في الإسلام ، فلمّا مثلوا بين يديه انبروا إليه يطلبون منه الحجّة و الدليل على نبوّة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، قائلين : أي معجز يدل على نبوّة محمّد ؟
أجابهم ( عليه السلام ) : ( كتابه المهيمن ، الباهر لعقول الناظرين ، مع ما أعطي من الحلال و الحرام و غيرهما ، ممّا لو ذكرناه لطال شرحه ) ، فقالوا : كيف لنا أن نعلم هذا كما وصفت ؟
فانطلق الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، و كان آنذاك صبياً قائلاً لهم : ( و كيف لنا بأن نعلم ما تذكرون من آيات الله لموسى على ما تصفون ؟ ) ، قالوا : علمنا ذلك بنقل الصادقين .
قال لهم : ( فاعلموا صدق ما أنبأتكم به بخبر طفل لقّنه الله تعالى من غير تعليم ، و لامعرفة عن الناقلين ) ، فبهروا و آمنوا بقول الإمام الكاظم الصبي ( عليه السلام ) ، الذي هو المعجز بحق ، و هتفوا معلنين إسلامهم قائلين : نشهد أن لا اله إلاّ الله ، و إنّ محمّداً رسول الله ، و إنّكم الأئمّة الهادون ، و الحجج من عند الله على خلقه .
و لمّا أدلى الإمام ( عليه السلام ) بهذه الحجّة و أسلم القوم على يده ، وثب إليه والده ( عليه السلام ) ، فقبّل ما بين عينيه ، و قال له : ( أنت القائم من بعدي ) ، ثمّ أمره بكسوة لهم و أوصلهم ، فانصرفوا ، و هم شاكرون .
4ـ مناظرته ( عليه السلام ) مع علماء النصارى :

جاء قطب من أقطاب النصارى و من علمائها النابهين ، يدعى بريهة ، كان يطلب الحق و يبغي الهداية ، اتصل بجميع الفرق الإسلامية ، و أخذ يحاججهم فلم يقتنع ، و لم يصل إلى الهدف الذي يريده ، حتّى وصفت له الشيعة ، و وصف له هشام بن الحكم ، فقصده و معه نخبة كبيرة من علماء النصارى ، فلمّا استقر به المجلس سأل بريهة هشام بن الحكم عن أهم المسائل الكلامية و العقائدية ، فأجابه عنها هشام .
ثمّ ارتحلوا جميعاً إلى التشرّف بمقابلة الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، و قبل الالتقاء به اجتمعوا بالإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، فقصّ عليه هشام مناظراته و حديثه مع العالم النصراني بريهة .
فالتفت ( عليه السلام ) إلى بريهة ، قائلاً له : ( يا بريهة كيف علمك بكتابك ؟ ) قال : أنا به عالم .
فقال ( عليه السلام ) : ( كيف ثقتك بتأويله ؟ ) قال : ما أوثقني بعلمي به !
فأخذ ( عليه السلام ) يقرأ عليه الإنجيل و يرتّل عليه فصوله ، فلمّا سمع ذلك بريهة آمن بأنّ دين الإسلام حق ، و إنّ الإمام من شجرة النبوّة ، فانبرى إليه قائلاً : إيّاك كنت أطلب منذ خمسين سنة .
ثمّ إنّه أسلم و أسلمت معه زوجته ، و قصدوا جميعاً والده الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، فحكى له هشام الحديث ، و إسلام بريهة على يد ولده الكاظم ، فسرّ ( عليه السلام ) بذلك ، و التفت قائلاً له : ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) .
و انبرى بريهة إلى الإمام الصادق ( عليه السلام ) قائلاً : جعلت فداك ، أنّى لكم التوراة و الإنجيل و كتب الأنبياء ؟! ، قال ( عليه السلام ) : ( هي عندنا وراثة من عندهم ، نقرؤها كما قرأوها ، و نقولها كما قالوها ، إنّ الله لا يجعل حجّة في أرضه يسأل عن شيء ، فيقول : لا أدري ) . و بعدها لزم بريهة الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، و صار من أخلص أصحابه ، و لما انتقل الإمام إلى دار الخلود اتصل بالإمام الكاظم ( عليه السلام ) حتّى توفّي في عهده .
5ـ مناظرته ( عليه السلام ) مع راهب نصراني :

كان في الشام راهب معروف تقدّسه النصارى و تعظّمه ، و تسمع منه ، و كان يخرج لهم في كل يوم يوماً يعظهم ، التقى به الإمام الكاظم ( عليه السلام ) في ذلك اليوم الذي يعظ به ، وقد طافت به الرهبان ، فلمّا استقر المجلس بالإمام التفت إليه الراهب قائلاً : يا هذا ، أنت غريب ؟ قال ( عليه السلام ) : ( نعم ) .
فقال : منّا أو علينا ؟، قال ( عليه السلام ) : ( لست منكم ) .
فقال : أنت من الأمّة المرحومة ؟، قال ( عليه السلام ) : ( نعم ) .
فقال : أمن علمائها أمن جهّالها ؟، قال ( عليه السلام ) : ( لست من جهّالها ) .
فاضطرب الراهب ، و تقدّم إلى الإمام ( عليه السلام ) يسأله عن أعقد المسائل عنده ، قائلاً : كيف طوبى أصلها في دار عيسى عندنا ، و عندكم في دار محمّد ، و أغصانها في كل دار ؟ ، قال ( عليه السلام ) : ( إنّها كالشمس يصل ضوؤها إلى كل مكان وموضع ، وهي في السماء ) .
قال الراهب : إنّ الجنّة كيف لا ينفذ طعامها وإن أكلوا منه ؟ وكيف لا ينقص شيء منه ؟ قال ( عليه السلام ) : ( أنّه كالسراج في الدنيا ، و لاينقص منه شيء ) .
قال الراهب : إنّ في الجنّة ظلاً ممدوداً ، ما هو ؟ ، قال ( عليه السلام ) : ( الوقت الذي قبل طلوع الشمس ، هو الظل الممدود ) ، ثمّ تلا قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً ) .
قال الراهب : إنّ أهل الجنّة يأكلون و يشربون ، كيف لايكون لهم غائط و لابول ؟ ، قال ( عليه السلام ) : ( إنّهم كالجنين في بطن أمّه ) .
قال الراهب : إنّ لأهل الجنّة خدماً يأتونهم بما أرادوا بلا أمر ؟ ، قال ( عليه السلام ) : ( إنّ الإنسان إذا احتاج إلى شيء عرفت أعضاؤه ذلك ، فتعرفه الخدم فيحقّقون مراده من غير أمر ) .
قال الراهب : مفاتيح الجنّة من ذهب أو فضة ؟ ، قال ( عليه السلام ) : ( مفاتيح الجنّة قول العبد : لا اله إلاّ الله ) ، قال الراهب : صدقت ، ثمّ أسلم هو وقومه .
6ـ مناظرته ( عليه السلام ) مع المهدي العباسي :

قال علي بن يقطين : سأل المهدي أبا الحسن ( عليه السلام ) عن الخمر ، هل هي محرّمة في كتاب الله تعالى ، فإنّ الناس ، إنّما يعرفون النهي عنها ، و لايعرفون التحريم ؟ ، فقال ( عليه السلام ) له : ( بل هي محرّمة في كتاب الله عزّ وجل ) .
قال المهدي : في أي موضع هي محرّمة في كتاب الله عزّ و جل يا أبا الحسن ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( قول الله عزّ وجل : ( إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) .
فأمّا قوله ( مَا ظَهَرَ مِنْهَا ) يعني الزنا المعلن ، و نصب الرايات التي كانت ترفعها الفواحش في الجاهلية ، و أمّا قوله عزّ و جل : ( وَ مَا بَطَنَ ) يعني ما نكح الآباء ، لأنّ الناس كانوا قبل أن يبعث النبي ( صلّى الله عليه و آله ) إذا كان للرجل زوجة و مات عنها ، تزوّجها ابنه الأكبر من بعده إذا لم تكن أمّه ، فحرّم الله عزّ و جل ذلك .
و أمّا ( الإِثْمَ ) فإنّها الخمرة بعينها ، و قد قال الله تعالى في موضع آخر : (
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ ) ، فأمّا الإثم في كتاب الله فهو الخمر و الميسر ، فإثمهما كبير ، كما قال عزّ و جل ) .
فقال المهدي : يا علي بن يقطين هذه و الله فتوى هاشمية .

ghada
08-07-2010, 01:14 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام على المعذب في قعر السجون
السلام على المكبل بالقيود
السلام عليك يا مولاي يا موسى بن جعفر ورحمة الله وبركاته
بارك الله لك اختي العزيزة نورا على هذا الطرح الجميل والمميز جعله الله لك ذخرا لاخرتك ورزقك منه مغفرة ورضوانا انه سميع مجيب

سراب الأوهام
08-07-2010, 01:24 AM
سيرة الإمام موسى الكاظم (ع)

بطاقة الهوية:
الإسم: موسى (ع)
اللقب: الكاظم
الكنية: أبو الحسن
اسم الأب: جعفر بن محمد الصادق (ع)
اسم الأم: حميدة
الولادة: 7 صفر 127ه
الشهادة: 25 رجب 183ه
مدة الإمامة: 35 سنة
القاتل: هارون الرشد
مكان الدفن: الكاظمية

إمامة الكاظم (ع):
ترعرع الامام موسى بن جعفر في حضن أبيه أبي عبد الله الصادق (ع) فنهل منه العلوم الالهية وتخلق بالأخلاق الربانية حتى ظهر في صغره على سائر إخوته، وقد ذكرت لنا كتب السيرة أن مناظرة حصلت بينه وبين أبي حنيفة حول الجبر والاختيار بيّن له فيها الامام على صغر سنه بطلان القول بالجبر بالدليل العقلي ما دعا أبا حنيفة الى الاكتفاء بمقابلة الابن عن مقابلة الامام الصادق وخرج حائراً مبهوتاً.
عاش الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) مدة إمامته بعد أبيه في فترة صعود الدولة العباسية وانطلاقتها. وهي فترة تتّسم عادة بالقوّة والعنفوان. واستلم شؤون الإمامة في ظروف صعبة وقاسية، نتيجة الممارسات الجائرة للسلطة وعلى رأسها المنصور العباسي، ومما أوقع الشيعة في حال اضطراب إدَِّعاء الإمامة زوراً من قبل أحد أبناء الإمام الصادق (ع) وهو عبد الله الأفطح وصار له أتباع عُرفوا بالفطحية، كما كان هناك الاسماعيلية الذين اعتقدوا بإمامة إسماعيل بن جعفر الصادق (ع) الابن الأكبر للإمام الصادق مع أنه توفي في حياة أبيه. ولكن هذه البلبلة ساعدت في الحفاظ على سلامة الإمام الفعلي وهو الإمام موسى الكاظم (ع)، حيث اشتبه الأمر على الحكام العباسيين فلم يتمكنوا من تحديد إمام الشيعة ليضيقوا عليه أو يقتلوه، وهو ما أعطى الامام الكاظم فرصة أكبر للقيام بدوره الالهي كإمام مسدد للإمامة.

منزلة الإمام (ع):
وبما أن الإمام في عقيدة الشيعة هو وعاء الوحي والرسالة، وله علامات وميزات خاصة لا يتمتع بها سواه فقد فرض الامام الكاظم نفسه على الواقع الشيعي وترسخت إمامته في نفوس الشيعة.
فجسّد الإمام الكاظم (ع) دور الإمامة بأجمل صورها ومعانيها، فكان أعبد أهل زمانه وأزهدهم في الدنيا وأفقههم وأعلمهم. وكان دائم التوجّه لله سبحانه حتى في أحرج الأوقات التي قضاها في سجون العباسيين حيث كان دعاؤه "اللهم إنك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك وقد فعلت فلك الحمد" كما احتل الإمام (ع) مكانة مرموقة على صعيد معالجة قضايا العقيدة والشريعة في عصره. حيث برز في مواجهة الاتجاهات العقائدية المنحرفة والمذاهب الدينية المتطرفة والأحاديث النبوية المدسوسة من خلال عقد الحلقات والمناظرات الفكرية مما جعل المدينة محطة علمية وفكرية لفقهاء ورواة عصره يقصدها طلاب العلوم من بقاع الأرض البعيدة فكانوا يحضرون مجالسه وفي أكمامهم ألواح من الإبنوس (نوع من الخشب) كما ذكر التاريخ..
وقد تخرّج من مدرسة الإمام الكاظم (ع) في المدينة، والتي كانت امتداداً لمدرسة الإمام الباقر (ع) واستمراراً لمدرسة الإمام الصادق (ع) الكثير من العلماء والفقهاء في مختلف العلوم الأسلامية انذاك..

الإمام (ع) والسلطة:
عاصر الامام الكاظم (ع) من خلفاء العباسيين المنصور والمهدي والهادي وهارون الرشيد، وقد إتسم حكم المنصور العباسي بالشدّة والقتل والتشريد وامتلأت سجونه بالعلويين حيث صادر أموالهم وبالغ في تعذيبهم وتشريدهم وقضى بقسوة بالغة على معظم الحركات المعارضة. وهكذا حتى مات المنصور، وانتقلت السلطة إلى ولده المهدي العباسي الذي خفّف من وطأة الضغط والرقابة على ال البيت (ع) مما سمح للإمام الكاظم (ع) أن يقوم بنشاط علمي واسع في المدينة حتى شاع ذكره في أوساط الأمة.
وفي خلافة الهادي العباسي الذي اشتهر بشراسته وتضييقه على أهل البيت (ع). قام الحسين بن علي أحد أحفاد الإمام الحسن (ع) بالثورة على العباسيين فيما عرف فيما بعد بثورة "فخ" وسيطر على المدينة واشتبك مع الجيش العباسي في قرية "فخ" قرب مكة ولكن انتهت المعركة بفاجعة مروّعة، وحملت الرؤوس والأسرى إلى الهادي العباسي الذي راح يتوعد ويهدّد بالإمام الكاظم (ع) فقال بصدده: "والله ما خرج حسين إلاّ عن أمره ولا اتبع إلا محبته لأن صاحب الوصية في أهل البيت، قتلني الله إن أبقيت عليه". ولكن وبحمد الله لم تسنح الفرصة له بذلك إذ مات بعد وقت قصير، فانتقلت السلطة إلى هارون الرشيد الذي فاق أقرانه في ممارسة الضغط والإرهاب على العلويين.
إزاء هذا الأمر دعا الامام أصحابه واتباعه الى اجتناب كافة أشكال التعامل مع السلطة العباسية الظالمة التي مارست بحق العلويين ظلماً لم تمارسه الدولة الأموية ودعاهم الى اعتماد السرية التامة في تحركهم واستخدام التقية للتخلص من شر هؤلاء الظلمة.
ومع كل هذا الحذر فقد عصف بقلب هارون الرشيد الحقد والخوف من الامام (ع) فأودعه السجن وأقام عليه العيون فيه لرصد أقواله وأفعاله عسى أن يجد عليه مأخذاً يقتله فيه. ولكنهم فشلوا في ذلك فلم يقدروا على ادانته في شيء، بل أثّر فيهم الامام (ع) بحسن أخلاقه وطيب معاملته فاستمالهم إليه، مما حدا بهارون الرشيد الى نقله من ذلك السجن الى سجن السندي بن شاهك بغية التشديد عليه والقسوة في معاملته.
ورغم شدة المعاناة التي قاساها الامام (ع) في ذلك السجن فقد بقي ثابتاً صلباً ممتنعاً عن المداهنة رافضاً الانصياع لرغبات الحاكم الظالم.

زوجاته وأولاده (ع):
كان غالب زوجاته (ع) من الاماء، لذلك لم يذكر أولاد من غيرهن وكان له منهن أولاد كثيرون أبرزهم علي بن موسى الرضا (ع).
وابراهيم وكان يكنى به والعباس والقاسم واسماعيل وجعفر وهارون والحسن ومن بناته فاطمة المعصومة المدفونة في قم المقدسة.

شهادته (ع):
أمضى الامام الكاظم (ع) في سجون هارون الرشيد سبع سنوات، وفي رواية 13 سنة حتى أعيت هارون فيه الحيلة ويئس منه فقرر قتله، وذلك بأن أمر بدس السم له في الرطب فاستشهد سلام الله عليه في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة 183ه. ودفن في الكاظمية.

للمطالعة

من هم ذريّة النبي (ص) ؟
كان للإمام الكاظم (ع) بعض المواقف العلنيَّة والصريحة التي أبرز من خلالها أحقيَّته في الخلافة وأولويَّته بها من بني العباس، ومن هذه المواقف احتجاجه (ع) مع هارون الرشيد وهو في مرقد النبي (ص) أمام حشدٍ كبير من الأشراف وقادة الجيش وكبار الموظفين، فقد أقبل هارون بوجهه على الضريح المقدَّس وسلَّم بقوله: "السلام عليك يابن العم" معتزاً ومفتخراً على غيره بصلته من النبي(ص) وأنَّه إنما نال الخلافة لقربه من رسول الله (ص) وكان الإمام انذاك حاضراً فسلَّم على النبي(ص) قائلاً: "السلام عليك يا أبت"، ففقد الرشيد صوابه واستولت عليه موجات من الاستياء، حيث قد سبقه الإمام إلى ذلك المجد والفخر، فقال له بنبرات تقطر غضباً وحقداً: لم قلت أنك أقرب إلى رسول الله (ص) منا؟ فأجابه (ع) بردّ مفحم قائلاً: "لو بُعث رسول الله (ص) حياً وخطب منك كريمتك هل كنت تجيبه إلى ذلك؟ فقال هارون: سبحان الله!! وكنت أفتخر بذلك على العرب والعجم. فانبرى الإمام (ع) قائلاً: لكنه لا يخطب منّي ولا أزوّجه لأنه والدنا لا والدكم فلذلك نحن أقرب إليه منكم".

سراب الأوهام
08-07-2010, 01:44 AM
السلام عليك يا إمامنا و مولانا يا موسى بن جعفر
ليس عجيب على أهل البيت فعل كهذا فهم أهل النبوة و معدن الرسالة
و لا يعرف عظمتهم و فضلهم إلا الله تعالى
فطوبى لمن اتبعهم و بئس لمن أعرض عنهم

Dr.Zahra
08-07-2010, 06:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يحصى نعمائه العادون ولا يؤدي حقه المجتهدون
وصلى الله على محمد وأل محمد الطيبين الطاهرين هم أهل الهدى وهم سبل النجاة والتقى
اللهم عجل لوليك الفرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
تقبل الله تعازيكم
وعظم الله لكم الاجر
احسنتم كثيرا
http://www.r-mbd3.com/vb/uploaded/13371_11197114135.gif (http://fashion.azyya.com/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.r-mbd3.com%2Fvb)

ودمتم محاطين بالألطاف المهدويه..

نرجس*
08-07-2010, 10:55 AM
http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-ffcfc17a99.jpg (http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-ffcfc17a99.jpg)




ذكرى استشهاد الإمام باب الحوائج موسى الكاظم (ع)



http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-1ff8d35256.jpg (http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-1ff8d35256.jpg)

عظم الله أجوركم ساداتي وموالي

وائمتي بمصاب تاسع أنوار العترة الطاهرة(ع)

سيدي ومولاي موسى بن جعفر سلام الله عليه

عظم الله لك الأجر ياسيدي ومولاي يا رسول الله (ص)

وعظم الله لك الأجر ياسيدي ومولاي يا أمير المؤمنين (ع)

وعظم الله لك الأجر ياسديتي ومولاتي يا فاطمة الزهراء (ع)

وعظم الله لك الأجر ياسيدي يا أبا صالح (ع) في جدك فلعن الله

امة اسست اساس الظلم والجور عليكم أهل البيت(ع)

ولعن الله امة قاتلتكم وناصبت لكم العداء

والحرب وازالتكم عن المراتب التي رتبكم الله فيها

عظم الله لكم الأجر بمصابه الجلل

السلام عليك ياسيدي ومولاي يوم ولدت طاهرا مطهرا

ويوم ظلمت ويوم استشهدت مسموما مظلوما

فلعن الله اول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد واخر تابع له على ذلك

اللهم العن العصابة التي شايعت وتابعت وبايعت على قتالهم من الأولين

والآخرين الى قيام يوم الدين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

إنا لله وإنا اليه راجعون

وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين

http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-ff3d13a86a.gif (http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-ff3d13a86a.gif)


سيرة الإمام موسى الكاظم (ع)



الإسم


موسى عليه السلام


اللقب


الكاظم


الكنية


أبو الحسن


اسم الأب


جعفر بن محمد الصادق (ع)


اسم الأم


حميدة


محل الولادة


الأبواء ـ بين مكة والمدينة


تاريخ الولادة


7 صفر 127هـ


أشهر الألقاب


الكاظم


كتابة الخاتم


حسبي الله


العمر الشريف


55 سنة


عدد البنون


18


عدد البنات


19


الشهادة


25 رجب 183هـ


مدة الإمامة


35 سنة


تاريخ الوفاة


الجمعة 25 رجب 183 هـ


قاتله أو سبب القتل


هارون الرشيد بسبب السم الذي سقاه إياه


مكان الدفن


العراق - الكاظمية





http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-e6222a6108.jpg (http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-e6222a6108.jpg)






إمامة الكاظم (ع)

ترعرع الامام موسى بن جعفر في حضن أبيه أبي عبد الله الصادق (ع) فنهل منه العلوم الالهية وتخلق بالأخلاق الربانية حتى ظهر في صغره على سائر إخوته، وقد ذكرت لنا كتب السيرة أن مناظرة حصلت بينه وبين أبي حنيفة حول الجبر والاختيار بيّن له فيها الامام على صغر سنه بطلان القول بالجبر بالدليل العقلي ما دعا أبا حنيفة الى الاكتفاء بمقابلة الابن عن مقابلة الامام الصادق وخرج حائراً مبهوتاً

عاش الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) مدة إمامته بعد أبيه في فترة صعود الدولة العباسية وانطلاقتها. وهي فترة تتّسم عادة بالقوّة والعنفوان. واستلم شؤون الإمامة في ظروف صعبة وقاسية، نتيجة الممارسات الجائرة للسلطة وعلى رأسها المنصور العباسي، ومما أوقع الشيعة في حال اضطراب إدَِّعاء الإمامة زوراً من قبل أحد أبناء الإمام الصادق (ع) وهو عبد الله الأفطح وصار له أتباع عُرفوا بالفطحية

كما كان هناك الاسماعيلية الذين اعتقدوا بإمامة إسماعيل بن جعفر الصادق (ع) الابن الأكبر للإمام الصادق مع أنه توفي في حياة أبيه. ولكن هذه البلبلة ساعدت في الحفاظ على سلامة الإمام الفعلي وهو الإمام موسى الكاظم (ع)، حيث اشتبه الأمر على الحكام العباسيين فلم يتمكنوا من تحديد إمام الشيعة ليضيقوا عليه أو يقتلوه، وهو ما أعطى الامام الكاظم فرصة أكبر للقيام بدوره الالهي كإمام مسدد للإمامة

منزلة الإمام (ع)

وبما أن الإمام في عقيدة الشيعة هو وعاء الوحي والرسالة، وله علامات وميزات خاصة لا يتمتع بها سواه فقد فرض الامام الكاظم نفسه على الواقع الشيعي وترسخت إمامته في نفوس الشيعة

فجسّد الإمام الكاظم (ع) دور الإمامة بأجمل صورها ومعانيها، فكان أعبد أهل زمانه وأزهدهم في الدنيا وأفقههم وأعلمهم

وكان دائم التوجّه لله سبحانه حتى في أحرج الأوقات التي قضاها في سجون العباسيين حيث كان دعاؤه "اللهم إنك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك وقد فعلت فلك الحمد" كما احتل الإمام (ع) مكانة مرموقة على صعيد معالجة قضايا العقيدة والشريعة في عصره

حيث برز في مواجهة الاتجاهات العقائدية المنحرفة والمذاهب الدينية المتطرفة والأحاديث النبوية المدسوسة من خلال عقد الحلقات والمناظرات الفكرية مما جعل المدينة محطة علمية وفكرية لفقهاء ورواة عصره يقصدها طلاب العلوم من بقاع الأرض البعيدة فكانوا يحضرون مجالسه وفي أكمامهم ألواح من الإبنوس (نوع من الخشب) كما ذكر التاريخ

وقد تخرّج من مدرسة الإمام الكاظم (ع) في المدينة، والتي كانت امتداداً لمدرسة الإمام الباقر (ع) واستمراراً لمدرسة الإمام الصادق (ع) الكثير من العلماء والفقهاء في مختلف العلوم الأسلامية انذاك

الإمام (ع) والسلطة

عاصر الامام الكاظم (ع) من خلفاء العباسيين المنصور والمهدي والهادي وهارون الرشيد، وقد إتسم حكم المنصور العباسي بالشدّة والقتل والتشريد وامتلأت سجونه بالعلويين حيث صادر أموالهم وبالغ في تعذيبهم وتشريدهم وقضى بقسوة بالغة على معظم الحركات المعارضة

وهكذا حتى مات المنصور، وانتقلت السلطة إلى ولده المهدي العباسي الذي خفّف من وطأة الضغط والرقابة على ال البيت (ع) مما سمح للإمام الكاظم (ع) أن يقوم بنشاط علمي واسع في المدينة حتى شاع ذكره في أوساط الأمة

وفي خلافة الهادي العباسي الذي اشتهر بشراسته وتضييقه على أهل البيت (ع). قام الحسين بن علي أحد أحفاد الإمام الحسن (ع) بالثورة على العباسيين فيما عرف فيما بعد بثورة "فخ" وسيطر على المدينة واشتبك مع الجيش العباسي في قرية "فخ" قرب مكة ولكن انتهت المعركة بفاجعة مروّعة، وحملت الرؤوس والأسرى إلى الهادي العباسي الذي راح يتوعد ويهدّد بالإمام الكاظم (ع) فقال بصدده: "والله ما خرج حسين إلاّ عن أمره ولا اتبع إلا محبته لأن صاحب الوصية في أهل البيت، قتلني الله إن أبقيت عليه". ولكن وبحمد الله لم تسنح الفرصة له بذلك إذ مات بعد وقت قصير، فانتقلت السلطة إلى هارون الرشيد الذي فاق أقرانه في ممارسة الضغط والإرهاب على العلويين

إزاء هذا الأمر دعا الامام أصحابه واتباعه الى اجتناب كافة أشكال التعامل مع السلطة العباسية الظالمة التي مارست بحق العلويين ظلماً لم تمارسه الدولة الأموية ودعاهم الى اعتماد السرية التامة في تحركهم واستخدام التقية للتخلص من شر هؤلاء الظلمة

ومع كل هذا الحذر فقد عصف بقلب هارون الرشيد الحقد والخوف من الامام (ع) فأودعه السجن وأقام عليه العيون فيه لرصد أقواله وأفعاله عسى أن يجد عليه مأخذاً يقتله فيه. ولكنهم فشلوا في ذلك فلم يقدروا على ادانته في شيء، بل أثّر فيهم الامام (ع) بحسن أخلاقه وطيب معاملته فاستمالهم إليه، مما حدا بهارون الرشيد الى نقله من ذلك السجن الى سجن السندي بن شاهك بغية التشديد عليه والقسوة في معاملته

ورغم شدة المعاناة التي قاساها الامام (ع) في ذلك السجن فقد بقي ثابتاً صلباً ممتنعاً عن المداهنة رافضاً الانصياع لرغبات الحاكم الظالم

زوجاته وأولاده (ع)

كان غالب زوجاته (ع) من الاماء، لذلك لم يذكر أولاد من غيرهن وكان له منهن أولاد كثيرون أبرزهم علي بن موسى الرضا (ع)

وابراهيم وكان يكنى به والعباس والقاسم واسماعيل وجعفر وهارون والحسن ومن بناته فاطمة المعصومة المدفونة في قم المقدسة

شهادته (ع)

أمضى الامام الكاظم (ع) في سجون هارون الرشيد سبع سنوات، وفي رواية 13 سنة حتى أعيت هارون فيه الحيلة ويئس منه فقرر قتله، وذلك بأن أمر بدس السم له في الرطب فاستشهد سلام الله عليه في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة 183ه. ودفن في الكاظمية

زيارة الإمام الكاظم عليه السلام

السَّلامُ عَلَيكَ يا وَليَّ اللهِ وَابنَ وَليِّهِ،السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا صَفيَّ اللهِ وَابنَ صَفيِّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا أمينَ اللهِ وَابنَ أمينِهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا نورَ اللهِ في ظُلماتِ الأرضِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا إمامَ الهُدى، السَّلامُ عَلَيكَ يا عَلَمَ الدِّينِ وَالتُّقى، السَّلامُ عَلَيكَ يا خازنَ عِلْمِ النَبيينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا خازِنَ عِلمِ المُرسَلينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا نائِبَ الأوصياءِ السّابِقينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَعدِنَ الوَحي المُبينِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا صاحِبَ العِلْمِ اليَقينِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا عَيبَةَ عِلْمِ المُرسَلينَ

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا نُورَ اللهِ فِي ظُلُماتِ الأرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَابَ اللهِ

السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها الإِمامُ الصّالحُ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها الإِمامُ الزّاهِدُ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها الإِمامُ السَيِّدُ الرَّشيدُ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها المقتولُ الشَّهيدُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا ابنَ رَسولِ اللهِ وَابنَ وَصيِّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَولايَ يا موسى بن جَعفرٍ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ




[/URL][url=http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-812870d2ea.jpg]http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-812870d2ea.jpg (http://www.jannatalhusain.info/2010/)



قصة الإمام كاظم الغيظ موسى بن جعفر سلام الله عليه


وُلد الإمام موسى الكاظم ( عليه السلام ) يومَ الأحد السابعَ من شهر صفر سنة 128 هجرية في الأبواء 1 بين مكة والمدينة المنوّرة

أبوه الإمامُ جعفرٌ الصادق ؛ السادسُ من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام )

أمّه حميدة ؛ جارية من البربر ، كانت امرأة على قدر كبير من الأدب والخلق ؛ قال فيها الإمامُ الصادق حميدة مصفّاة من الأدناس كسبيكة الذهب

قال أبو بصير – وكان من أصحاب الصادق ( عليه السلام ) كنتُ مع أبي عبد الله – ( عليه السلام ) فلما وصلنا الأبواء وضع لنا الإمامُ طعامَ الغداء ، وفي الأثناء جاءه رسول من حميدة وقد جاءها المخاض . فنهض أبو عبد الله فرِحاً وانطلق مع الرسول ثم عاد إلينا مسروراً وقال : وهَب الله لي غلاماً وهو خير من برأ الله

وعندما وصل الإمام المدينة صنع وليمة ، ودعا إليها الفقراء ثلاثة أيام ؛ وقد اخبر الإمام الصادقُ بعض أصحابه بأنّ ابنه هذا هو الإمام من بعده
نشأ الإمام الكاظم في أحضان أبيه ، وأدّبه فأحسن تأديبه

أطلق الناسُ عليه ألقاباً عديدة تدلّ على صفاته الأخلاقية ؛ منها الصابر ، العبد الصالح ، الأمين ، ولكنه اشتهر بلقب ( الكاظم ) ، لأنه كان يكظم غضبه

أمضى الإمام مع والده عشرين سنة ، وعاش بعد والده 34 سنة . . قضى نصفها في السجون المظلمة

كان الإمام الكاظم نحيفَ الجسم . . أسمرَ اللون . . كثُّ اللحية . . عليه سيماءُ الأنبياء

أخلاقه

كان رجلٌ بالمدينة يؤذي الإمام ، فكلَّما رآه شتمه وسبّ سيدنا علياً ( عليه السلام )
فقال بعض أصحاب الإمام دعنا نؤدّبه
فنهاهم الإمام عن التعرض له بسوء
وسأل الإمام عن شغل الرجل ، فقالوا إنّ له مزرعة خارج المدينة فقصده الإمام واخترق المزرعة
فصاح الرجل لا تطأ زرعنا

واستمر الإمام في طريقه حتى وصل إليه ، فسلّم عليه وجلس عنده ، وراح يضاحكه ، ثم قال له كم تضرّرتَ في زرعك ؟
قال الرجل مائة دينار

فقال الإمام فكم ترجو أن يكون محصولك منه ؟
فقال الرجل أنا لا أعلم الغيب !
فقال الإمام موضحاً إنّما قلتُ لك كم ترجو
فقال الرجل مائتا دينار فأعطاه الإمام ثلاثمائة دينار
فأخذها الرجل شاكراً

وفي اليوم التالي ، وعندما ذهب الإمام إلى المسجد ، نهض الرجلُ واستقبله بحفاوة وقال له : الله أعلم حيث يجعل رسالته
وتعجب أصحاب الإمام ، فأخبرهم الإمام بما فعل ، وأوصاهم بمداراة الناس ، ومعاملتهم بالحسنى

كرَمُ الإمام

كان الإمام الكاظم يتفقّد فقراءَ المدينة ، فيخرج في الليل ويوزّع عليهم الطعام والمال ، وكانوا لا يعرفون من أين يأتيهم ذلك

وحُكي أن المنصورَ طلب من الإمام الكاظم ( عليه السلام ) الجلوسَ للتهنئة في عيد النيروز واستلام الهدايا

فقال الإمام : إني قد فتّشتُ الأخبار عن جدّي رسولِ الله ( صلى الله عليه وآله ) فلم أجد لهذا العيد خبراً وأنه سنّة للفرس ، ومحاها الإسلام ، ومعاذَ الله أن نحيي ما محاه الإسلام

ولكن المنصور أصرّ على الإمام أن يفعل ذلك ، فجلس الإمام كارهاً ودخل عليه الأمراء والقادة يهنّئونه ويقدّمون الهدايا والتحف ، وكان خادمُ المنصور يسجّل كلَّ ذلك

فجاء في آخر الناس شيخٌ طاعنٌ في السن ، فقال له : يا بن بنت رسول الله إني رجلٌ فقير ، وليس معي هدية ولكن أتحفك بثلاث أبيات قالها جدّي في جدِّك الحسين (عليه السلام )

عجبتُ لمصقول علاك فرندُهُ يومَ الهياج وقد علاك غبارُ
ولأسهم نفذتك دون حرائر يدعون جدّك والدموعُ غزارُ
ألا تغضغضت السهام وعاقَها عن جسمكَ الإجلالُ والإكبارُ

أبيات رقيقة يتعجّب فيها الشاعر لجرأة السيف على ضرب جسم علاه الغبار ، وعلى سهام تستهدف رجلاً يدافع عن بنات النبي ، وكان الأولى بالسهام أن تتحطّم إجلالاً وإكباراً له

تأثر الإمام وقال للشيخ اجلس بارك الله فيك ، وقال لخادم المنصور انطلق إلى سيّدك وعرّفه بهذا المال وما يصنع به ، فذهب الخادم وعاد وهو يقول

كلها هبة مني له ، يفعل بها ما أراد
فالتفت الإمام إلى الشيخ وقال قد وهبتُها لك

الإمام والعمل

كان الإمامُ الكاظم يحبّ العمل ، وكان له أرض يزرعها ويعمل فيها ، وذات يوم مرّ به أحد أصحابه وكان اسمه علي فرآه منهمكاً في العمل والعرق يتصبّب منه فقال له ( علي )

جعلت فداك أين الرجال ؟ أليس هناك من يقوم بالعمل عنك ؟

فقال و هو يجفّف جبينه يا علي قد عمل باليد من هو خيرٌ مني ومن أبي ، فقال علي من هو ؟ فقال الكاظم ( عليه السلام ) رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) وآبائي كلّهم كانوا قد عملوا بأيديهم ، وهو من عمل النبيين والمرسلين و الأوصياء والصالحين

حكاية وعبرة

كان الإمام الكاظم ( عليه السلام ) يمشي في الأزقّة يوماً فسمع غناءً ماجناً ينبعث من أحد البيوت وفي الأثناء خرجتْ فتاة ، فتوقّف الإمام وسلّم عليها ، ثم سألها قائلاً : صاحب البيت حرٌّ أم عبد ؟
فقالت متعجّبة بل حرّ
فقال الإمام صدقتِ لو كان عبداً لخاف سيّده
عادت الفتاة وسألها صاحب البيت – واسمه بشر – عن سبب تأخّرها ، فقالت مرّ رجلٌ وسألني صاحب البيت حرّ أم عبد فقال بشر وبماذا أجبتيه ؟

قالت الفتاة قلت له حرّ ، فقال لي صدقتِ لو كان عبداً لخاف سيّده
أطرق بشر مفكراً ، وشعر بالكلمات تهزّ أعماقه ، فانطلق خلف الإمام حافياً يعلن توبته وعودته إلى أحضان الدين والإيمان

ومن ذلك اليوم دُعي ببشر الحافي ، واشتهر بين الناس بزهده وعبادته

زهد الإمام

كان الإمامُ مضرِبَ الأمثال في الزهد والعبادة ، وكان يطيل السجود لله معمقاً معاني العبودية للخالق القهّار

وعندما يعبد الإنسانُ ربَّه فإنه يشعر بالحرّية تملأ كيانه ، فلا يخشى شيئاً ولا يهاب شيئاً إلا الله سبحانه ؛ لهذا نرى صمودَ الإمام في وجه الظلم فلم ينحنِ لغير الله رغم ظلام السجون ، بل أنه شكر الله على السجن وعدّ ذلك نعمةً لأنه تفرّغ إلى عبادة الله سبحانه

لقد حيّرت مواقف الإمام أعداءه ، وكان بعض سجّانيه يبكي أمامه ويلتمس منه العفو

لم ينفع معه الجوعُ ، ولا القيود ، ولا ظلمة السجن في النيل من إرادته . وكان هارون يسعى في كل شيء من أجل رؤية الإمام خاضعاً

حتى انه أرسل له ذات يوم جاريةً حسناء علّها تغوي الإمام ، فعادت مبهورة بروح الإمام ، فإذا هي تترك حياة اللهو والمجون ، وتأوي إلى عبادة الله والدعاء والصلاة

في بغداد

تُوفّيَ المنصورُ سنة 158 هجرية وخلفه في الحكم ابنُه المهدي

أراد المهديّ اتّباعَ سياسةٍ جديدة تجاه العلويين والشيعة ، فأطلق سراح السجناء السياسيين وأعاد إليهم أموالهم المصادَرة ، وراح يُنفق من بيت المال بلا حساب

حتى أنه صرف على زواج ابنه ( هارون ) أكثر من 59 مليون درهم ، ووهب الشعراء الذين يهاجمون أهل البيت الجوائزَ الضخمة

http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-79a3d7bc16.jpg (http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-79a3d7bc16.jpg)


قصة الإمام كاظم الغيظ موسى بن جعفر سلام الله عليه

وأراد بعضُ ذوي الأطماع التزلّف إلى السلطة ، فاختلقوا أخباراً كاذبة عن نشاط الإمام ومعارضته ، فأمر المهدي بإشخاص الإمام من المدينة إلى بغداد وزجّه في السجن ، ولكنه سرعان ما أطلق سراحه

يقول المؤرخون أن المهدي رأى ذات ليلة – في منامه – أمير المؤمنين علياً ( عليه السلام ) يقرأ هذه الآية ويقول له يا محمد ، فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم

فاستيقظ المهدي مذعوراً ، وأمر بإطلاق سراح الإمام في منتصف الليل

واقعة فخّ


مرّت عشرة أعوام ، وتُوفّي المهدي ، فجاء إلى الحكم ابنُه الهادي ، وكان شابّاً نزِقاً ، معروفاً بالقسوة ، وقد ارتكب الهادي مذبحة مروّعة بأهل البيت تُشبه _ إلى حدّ بعيد – مذبحةَ كربلاء ، وذلك في واقعة فخ ، عندما حاصر الجيش العباسي ثلاثمائة ثائر بقيادة الحسين بن علي من أولاد الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، وقد لقي الحسينُ مصرعه في المعركة ، واقتيد الكثيرُ منهم أسرى إلى بغداد ، فأصدر الهادي أمراً بإعدامهم

هارون الرشيد

بعد مذبحة " فخّ " توعد الهادي الإمام الكاظم بالتهديدات ، ولكنه مات قبل أن ينفِّذ تهديداته ، فجاء إلى الحكم بعده هارونُ الرشيد سنة 170 هجرية ، كان الإمام الكاظم قد بلغ من العمر 42 سنة . وفي عهد هارون سيطر البرامكة على مرافق الدولة ، وعاشوا حياة البذخ والترف والتلاعب بأموال المسلمين . واتّبع هارون الرشيد سياسةَ البطش والقتل ، وراح يطارد العلويين في كلّ مكان

المذبحة

استدعى هارونُ الرشيد حميدَ بن قحطبة في منتصف الليل ، وأراد ان يعرف مدى وفائه للسلطة ، فقال له كيف وفاؤك لي ؟

فقال حميد بن قحطبة أفديك بأهلي وأولادي

فكرّر الرشيد سؤاله ، وأجاب ابن قحطبة : أفديك بأهلي وأولادي
وللمرة الثالثة كرر الرشيد السؤال
عندها أدرك قحطبة هدف الرشيد ، فقال أفديك بديني

وهنا قال الرشيد : إذن انطلق مع مسرور 2 ونفّذ ما يأمره بك

قال مسرور لابن قحطبة – بعد أن وصلا إلى السجن : إنّ الخليفة يأمرك بقتل جميع من في السجن ورمي جثثهم في البئركان المسجونون من أولاد علي وفاطمة ، وكان عددهم 60 شخصاً فيهم الصبي الصغير والشيخ الكبير ، وراح حميد بن قحطبة يضرب رقابَهم الواحد تلو الآخر دون رحمة أو شفقة

وقد بلغت قسوة الرشيد من الفظاعة أنّه أمر بفتح الماء على قبر سيّدنا الحسين ( عليه السلام ) ، ومنَع الناسَ من زيارته والتبرك به

موقف للإمام

كانت حكومةُ هارون الرشيد تمثّل الظلمَ والقهر والاستبداد والاعتداء على أرواح الأبرياء وممتلكاتهم ، وكان الناس يعيشون حياة القهر والبؤس والحرمان ، في حين يتمتع هو وأعوانه بحياة تشبه حياة الأساطير

السجون المظلمة تزخر بالمظلومين والأبرياء ، وهو يعيش في قصور خيالية

لهذا كان موقف الإمام ( عليه السلام ) شديداً تجاه الرشيد . وكان ينهى الناس عن التعاون مع حكمه ؛ لأنه ركون إلى الظلم ، وهو حرام

قال الإمام يوماً لصفوان الجمّال وكان من أصحابه

كل ّ شيء فيك حسِن لولا كِراؤك الجِمال إلى هارون
فقال صفوان أنا لا أكريه الجمال ألا إذا أراد الحج !
فقال الإمام تحبّ ان يعود هارون سالماً حتى يعطيك أجرك ؟
فقال صفوان نعم

فقال الإمام من أحبّ الحياة للظالمين كان منهم
قرّر صفوان بيع جماله جميعاً حتى لا يضطرّ إلى تأجيرها للرشيد
وعندما سمع هارون ، أدرك أن صفوان قد باع الجمال استجابة للإمام ( عليه السلام ) ، فقرّر قتله ، ولكنه تراجع فيما بعد ، وظلّ يحقد على الإمام

كان موقف الإمام عدم التعاون مع الظالمين ، ولكنه كان يسمح للبعض أن يشغلوا مناصب حساسة في حكومة الرشيد لكي يخفّفوا من حدّة الظلم والقهر ، ويقدِّموا بعض العون للمظلومين ، كما حصل للوزير علي بن يقطين الذي كان من أتباع الإمام ، ولكنه كان يُخفي ذلك

وكان الرشيد يراقب وزيره بدقّة ، ولكنه فشل في العثور على أي مستمسك يؤيد تشيّعه للإمام الكاظم ( عليه السلام )

حوار مع هارون

كان هارون يعتبر الإمام خطراً يهدّد حكمَه ، وكان يحاول ان يوجِّه له أسئلة محرجة . . لعلّها تُظهر عجزه وعدم قدرته

سأل الرشيدُ الإمامَ ذات يوم ، وقال له

أخبرني لم فُضِّلتم علينا ونحن وأنتم من شجرة واحدة . . نحن بنو العباس وأنتم بنو أبي طالب ، وهما عمّا رسول الله ( صلى الله عليه وآله )

فأجاب الإمام

نحن أقرب إلى رسول الله لأن عبد الله ( والد النبي ) وأبو طالب أخوان من أم واحدة وأب واحد ، والعباس ليس من أم عبد الله
وسأله هارون سؤالاً آخر لِمَ يدعوكم الناسُ بأنّكم أولاد رسول الله وهو جدّكم ، وأبوكم علي ؟
فقال الإمام : يا أمير المؤمنين لو بُعث النبي فخطب ابنتك هل تزوِّجه ؟

فقال هارون نعم ، وأفتخر بذلك على العرب والعجم
فقال الإمام أما نحن فلا يخطب منا رسول الله ولا نزوِّجه ؟
فقال هارون ولماذا ؟

فقال الإمام لأنّه ولدني ولم يلدك

الخيانة

هناك نفوس مريضة لا ينفع معها كل شيء . . كخيانة علي بن إسماعيل لعمه الكاظم ( عليه السلام )

لقد عامل الإمام ابن أخيه بالإحسان ، فكان جوابه الإساءة

قرر علي بن إسماعيل السفر إلى بغداد ، فاستدعاه الإمام وسأله عن الهدف . فقال: عليّ دينٌ وأريد أن أقضيهفقال الإمام

أنا أقضي دينك ، فلا تذهب إلى بغداد

رفض علي بن إسماعيل ذلك ، وأصرّ على السفر
فقال الإمام : إذا ذهبت إلى بغداد ، فلا تشترك في قتلي
نهض علي بن إسماعيل دون جواب ، وناوله الإمام صرّة فيها ثلاثمائة دينار ينفقها على عياله

وأمام هذا الإحسان كان عليُّ بن إسماعيل يضمر في نفسه الخيانة

كان يريد التملّق إلى الرشيد ، وكان يعرف أنّ الطريق إلى ذلك هو اتهام الإمام

دخل علي بن إسماعيل على الرشيد ، وقال بخبث : خليفتان في زمن واحد ! . لقد تركتُ موسى بن جعفر في المدينة يدّعي الخلافة وتجبى إليه الأموال

شعر الرشيد بالغضب ، وأصدر أمره بإلقاء القبض على الإمام وإيداعه السجن في البصرة

لم يحصل علي بن إسماعيل إلاّ على جائزة تافهة قيمتها 200 درهم وخرج من القصر ذليلاً ، ولكنه شعر بآلام شديدة ، وسرعان ما لقي حتفه فخسر الدنيا والآخرة

إلى البصرة

قَدِم الرشيدُ بنفسه إلى المدينة للإشراف على إعتقال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وخرج الناس يبكون

كان الرشيد يدرك مدى حبّ الناس للإمام ، فخاف أن يحدث ردّ فعل لاعتقاله ، فأصدر أمره بنقل الإمام إلى البصرة في منتصف الليل

وفي الصباح تحرّكت قافلة باتجاه بغداد . . أشاع الرشيد بأنّها تحمل الإمام الكاظم إلى بغداد

أُلقي الإمام في زنزانة مظلمة في سجن البصرة ، وقد تعجّب حاكم البصرة من اعتقال رجلٍ على هذا المستوى من التقوى والعبادة والزهد ، وبعث إلى الرشيد برسالة يطلب فيها الإفراج عن الإمام

أمر الرشيدُ بإرسال الإمام مخفوراً إلى بغداد . . حيث أودع السجن

وقد بهرتْ أخلاقُ الإمام سجّانيه ، فتنقّل من سجن إلى سجن ، وكان الرشيدُ يسعى للتخلّص من الإمام ، فأودعه في سجن السندي بن شاهك وهو رجل غاية في القسوة والوحشية

وقضى الإمام حياته في السجن بين صلاة ودعاء وصوم ، وهو لا يزداد إلى الله إلاّ شكراً

وقد حاول البعض دفع الإمام إلى التماس العفو من الرشيد ، ولكن الإمام كان يرفض الخضوع ، وبعث برسالة إلى الرشيد يقول فيها : لن ينقضي عني يوم من البلاء حتى ينقضي عنك معه يوم من الرخاء ثم نمضي معاً ! إلى يوم ليس له انقضاء لا يخسر فيه إلاّ المبطلون

كانت حالة الإمام تدعو إلى الأسف ، فأراد بعضهم نصيحة الإمام بأن يتوسّط أهل النفوذ في الخروج من السجن ، ولكن الإمام رفض ذلك أيضاً وقال حدَّثني أبي عن آبائه أنّ الله أوصى إلى داود أنه ما اعتصم عبدٌ من عبادي بأحد من خلقي دوني إلا قطعتُ عنه أسباب السماء وأسخْتُ الأرض من تحته

وبعد أعوام طويلة قضاها الإمام في سجون العباسيين ، لقي مصرعه شهيداً بعد أن دسّ إليه الرشيدُ السمَّ في الطعام وذلك سنة 183 هجرية

وُضع جثمانُ الإمام فوق الجسر غريباً بعيداً عن أهله وأحبّته ، وادعى الرشيد أنّه تُوفيّ وفاة طبيعية ، ولكن طبيباً مرّ – صدفة – من فوق الجسر وفحص جثمان الإمام قال : إنّ الإمام قد سُقي سمّاً قاتلاً أدّى إلى موته .
وأحدثت شهادة الإمام ضجّة في بغداد ، وخلّفت مرارة في قلوب شيعة أهل البيت ( عليهم السلام )

دُفن الإمام في مقابر قريش . . . حيث مرقده الآن في مدينة الكاظمية

أصحاب الإمام

ابن أبي عمير وقد لازم الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وبعده علياً الرضا (عليه السلام ) ثم محمداً الجواد ( عليه السلام ) ، أُلقي القبض عليه ، وطلبوا منه الاعتراف على شيعة العراق ، ولكنه رفض ذلك ، فتعرض إلى ألوان من التعذيب ، ومكث في السجن 17 سنة ، وصادروا جميع أمواله .
علي بن يقطين :وكان من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، تعرّض لمطاردة الأمويين ، وعندما حكم العباسيون عاد إلى الكوفة ، وكان له علاقات حسنة معهم

عيّنه الرشيد وزيراً له ، وكان يهبّ لمساعدة المظلومين والمقهورين ؛ لذا حظي بمباركة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، وقد عرض على الإمام الاستقالة ولكن الإمام ( عليه السلام ) كان يشجّعه على البقاء والاستمرار في مسؤوليته في حفظ جزء من تراث أهل البيت ( عليهم السلام )

مؤمن الطاق وكان من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) أيضاً ، كان عالماً كبيراً ومتكلماً لبقاً ، وكان له دور في التصدي للحركات الإلحادية والضالّة

هشام بن الحكم وهو من تلامذة الإمام الصادق ( عليه السلام ) . . ترك مؤلفات كثيرة

من كلماته المضيئة

المؤمن مثل كفّتي الميزان كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه

ليس حسن الجوار كفّ الأذى و لكن حسن الجوار الصبر على الأذى

ينادي منادٍ يوم القيامة ألا من كان له على الله أجرٌ فليقم . . فلا يقوم إلا من عفا وأصلح فأجره على الله

ليس منا من ترك دنياه لدينه أو ترك دينه لدنياه






http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-cc52064ca9.jpg (http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-cc52064ca9.jpg)








السلام على المعذب في قعر السجون

حياة الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) تشع بالنور والجمال والخير، وتحمل العطاء السمح، والتوجيه المشرق للأمة

إن حياة الإمام موسى بجميع أبعادها تتميز بالصلابة في الحق، والصمود أمام الأحداث، وبالسلوك النير الذي لم يؤثر فيه أي انحراف أو التواء، وإنما كان متسماً بالتوازن، ومنسجماً مع سيرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وهديه واتجاهه، والتزامه بحرفية الإسلام

وكان من بين تلك المظاهر الفذة التي تميزت بها شخصيته هو الصبر على الأحداث الجسام، والمحن الشاقة التي لاقاها من طغاة عصره، فقد أمعنوا في اضطهاده، والتنكيل به، وقد أصر طغاة عصره على ظلمه فعمدوا إلى اعتقاله وزجّه في ظلمات السجون، وبقي فيها حفنة من السنين يعاني الآلام والخطوب. ولم يؤثر عنه أنه أبدي أي تذمر أو شكوى أو جزع مما ألم به، وإنما كان على العكس من ذلك يبدي الشكر لله، ويكثر من الحمد له على تفرغه لعبادته، وانقطاعه لطاعته

فكان على ما ألمّ به من ظلم واضطهاد من أعظم الناس طاعة، وأكثرهم عبادة لله تعالى، حتى بهر هارون الرشيد بما رآه من تقوى هذا الإمام وكثرة عبادته فراح يبدي إعجابه قائلاً: (إنه من رهبان بني هاشم)

ولما سجن في بيت السندي بن شاهك، كانت عائلة السندي تطلّ عليه فترى هذه السيرة التي تحاكي سيرة الأنبياء، فاعتنقت شقيقة السندي فكرة الإمامة، وكان من آثار ذلك أن أصبح حفيد السندي من أعلام الشيعة في عصره

إنها سيرة تملك القلوب والمشاعر فهي مترعة بجميع معاني السمو والنبل والزهد في الدنيا والإقبال على الله. لقد كانت سيرة الإمام موسى بن جعفر مناراً نستضيء بها حياتنا

ومن ظواهر شخصيته الكريمة هي السخاء، وإنه كان من أندى الناس كفاً، وأكثرهم عطاءً للمعوزين. لقد قام الإمام موسى (عليه السلام) بعد أبيه الإمام الصادق (عليه السلام) بإدارة شؤون جامعته العلمية التي تعتبر أول مؤسسة ثقافية في الإسلام، وأول معهد تخرجت منه كوكبة من العلماء وقد قامت بدور مهم في تطوير الحياة الفكرية، ونحو الحركة العلمية في ذلك العصر، وامتدت موجاتها إلى سائر العصور وهي تحمل روح الإسلام وهديه، وتبث رسالته الهادفة إلى الوعي المتحرّر واليقظة الفكرية، لقد كان الإمام موسى (عليه السلام) من ألمع أئمة المسلمين في علمه، وسهره على نشر الثقافة الإسلامية وإبراز الواقع الإسلامي وحقيقته

ويضاف إلى نزعاته الفذّة التي لا تُحصى حلمه وكظمه للغيظ، فكان الحلم من خصائصه ومقوماته، وقد أجمع المؤرخون أنه كان يقابل الإساءة بالإحسان، والذنب بالعفو، شأنه في ذلك شأن جدّه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وقد قابل جميع ما لاقاه من سوء وأذى، ومكروه من الحاقدين عليه، بالصبر والصفح الجميل حتى لقب بالكاظم وكان ذلك من أشهر ألقابه

وما أحوج المسلمين إلى التوجيه المشرق ، والرسالة التي سطرها لنا هذا الإمام في التضحية في سبيل الله والانطلاق نحو العمل المثمر البناء


(http://www.jannatalhusain.info/2010/)http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-32dcce0b3a.jpg (http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-32dcce0b3a.jpg)



الإمام السابع أبو الحسن موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام )

ولادته ( عليه السلام )

ولد بالأبواء بين مكة والمدينة يوم الأحد في 7 صفر سنة 128 ه‍

إمامته ( عليه السلام )

كان ( عليه السلام ) نموذج عصره ، وفريد دهره ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، مهيب الطلعة ، كثير التعبد ، يطوي ليله قائما ونهاره صائما ، عظيم الحلم ، شديد التجاوز ، حتى سمي لذلك كاظما ، لاقى من المحن ما تنهد لهولها الجبال فلم تحرك منه طرفا ، بل كان ( عليه السلام ) صابرا محتسبا كحال آبائه وأجداده ( عليهم السلام ) . يعرف بأسماء عديدة منها : العبد الصالح ، والكاظم ، والصابر ، والأمين

وفاته

وقد اتفقت كلمة المؤرخين على أن هارون الرشيد قام باعتقال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وإيداعه السجن لسنين طويلة مع تأكيده على سجانيه بالتشديد والتضييق عليه

قال ابن كثير

فلما طال سجن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) كتب إلى الرشيد : " أما بعد يا أمير المؤمنين إنه لم ينقض عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك يوم من الرخاء ، حتى يفضي بنا ذلك إلى يوم يخسر فيه المبطلون "

ولم يزل ذلك الأمر بالإمام ( عليه السلام ) ، ينقل من سجن إلى سجن حتى انتهى به الأمر

إلى سجن السندي بن شاهك ، وكان فاجرا فاسقا ، لا يتورع عن أي شئ تملقا ومداهنة للسلطان ، فغالى في سجن الإمام ( عليه السلام ) وزاد في تقييده حتى جاء أمر الرشيد بدس السم للكاظم ( عليه السلام ) ، فأسرع السندي إلى إنفاذ هذا الأمر العظيم ، واستشهد الإمام ( عليه السلام ) بعد طول سجن ومعاناة في عام 183 ه‍

ولما كان الرشيد يخشى ردة فعل المسلمين عند انتشار خبر استشهاد الإمام ( عليه السلام ) ، لذا عمد إلى حيلة ماكرة للتنصل من تبعة هذا الأمر الجلل ، فقد ذكر أبو الفرج الأصفهاني وغيره: أن الإمام الكاظم لما توفي مسموما أدخل عليه الفقهاء ووجوه أهل بغداد ، وفيهم الهيثم بن عدي وغيره ليشهدوا على أنه مات حتف أنفه دون فعل من الرشيد وجلاوزته ، ولما شهدوا على ذلك أخرج بجثمانه الطاهر ووضع على الجسر ببغداد ونودي بوفاته

ودفن في بغداد في الجانب الغربي في المقبرة المعروفة بمقابر قريش المشهورة في أيامنا هذه بالكاظمية

فالسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد سجينا مظلوما مسموما ، ويوم يبعث حيا



http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-ef952fb0e0.jpg (http://www.alshiaclubs.net/upload//uploads/images/alshiaclubs-ef952fb0e0.jpg)





الإمام موسى الكاظم(عليه السلام) في سطور

الإمام موسى بن جعفر المعروف بالكاظم الغيظ سابع أئمة المسلمين بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأحد أعلام الهداية الربّانية في دنيا الاسلام وشمس من شموس المعرفة في دنيا البشرية التي لا زالت تشع نوراً وبهاءً في هذا الوجود

إنه من العترة الطاهرة الذين قرنهم الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) بمحكم التنزيل وجعلهم قدوة لاولي الألباب وسفناً للنجاة وأمناً للعباد وأركاناً للبلاد

إنه من شجرة النبوة الباسقة والدوحة العلوية اليانعة ومحطّ علم الرسول وباب من أبواب الوحي والايمان ومعدن من معادن علم الله

ولد الإمام موسى بن جعفر في نهاية العهد الاُموي سنة ( 128 هـ) وعاصر أيّام انهيار هذا البيت الذي عاث باسم الخلافة النبويّة في أرض الاسلام فساداً

وعاصر أيضاً بدايات نشوء الحكم العبّاسي الذي استولى على مركز القيادة في العالم الإسلامي تحت شعار الدعوة الى الرّضى من آل محمد(صلى الله عليه وآله)

وعاش في ظلّ أبيه الصادق (عليه السلام) عقدين من عمره المبارك وتفيّأ بظلال علوم والده الكريم ومدرسته الربّانية التي استقطبت بأشعتها النافذة العالم الإسلامي بل الإنساني أجمع

فعاصر حكم السفّاح ثم حكم المنصور الذي اغتال أباه في الخامس والعشرين من شوال سنة ( 148 هـ ) وتصدّى لمنصب الإمامة بعد أبيه الصادق(عليه السلام) في ظروف حرجة كان يخشى فيها على حياته

وقد أحكم الإمام الصادق(عليه السلام) التدبير للحفاظ على ولده موسى ليضمن استمرار حركة الرسالة الإلهية في أقسى الظروف السياسية حتى أينعت ثمار هذه الشجرة الباسقة خلال ثلاثة عقود من عمره العامر بالهدى، وتنفّس هواء الحرية بشكل نسبي في أيّام المهدي العبّاسي وما يقرب من عقد في أيام حكم الرشيد

لقد عاش الإمام موسى الكاظم(عليه السلام) ثلاثة عقود من عمره المبارك والحكم العبّاسي لمّا يستفحل ، ولكنه قد عانى من الضغوط في عقده الأخير ضغوطاً قلّما عاناها أحد من أئمة أهل البيت(عليهم السلام) من الأمويين وممن سبق الرشيد من العباسيين من حيث السجن المستمرّ والاغتيالات المتتالية حتى القتل في سبيل الله على يدي عملاء السلطة الحاكمة باسم الله ورسوله

وقد روي أنّ الرشيد خاطب الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) معتذراً منه في اعتقال سبطه موسى بن جعفر(عليه السلام) زاعماً أنّ وجوده بين ظهراني الاُمة سبب للفرقة

وهكذا تحكم القبضة على رقاب المسلمين بل وأئمة المسلمين


فإنا لله وإنا إليه راجعون

لقد سار الإمام موسى الكاظم(عليه السلام) على منهاج جدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله) وآبائه المعصومين علي أمير المؤمنين والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر ... في الاهتمام بشؤون الرسالة الالهيّة وصيانتها من الضياع والتحريف، والجدّ في صيانة الاُمّة من الانهيار والاضمحلال ومقارعة الظالمين وتأييد الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر للصدّ من تمادي الحكام في الظلم والاستبداد

وقد كانت مدرسته العلمية الزاخرة بالعلماء وطلاّب المعرفة تشكّل تحدّياً اسلاميّاً حضاريّاً وتقف أمام تراث كل الحضارات الوافدة وتربي الفطاحل من العلماء والمجتهدين وتبلور المنهج المعرفي للعلوم الإسلامية والإنسانية معاً

كما كانت نشاطاته التربوية والتنظيمية تكشف عن عنايته الفائقة بالجماعة الصالحة وتخطيطه لمستقبل الاُمّة الإسلامية الزاهر والزاخر بالطليعة الواعية التي حفظت لنا تراث ذلك العصر الذهبي العامر بمعارف أهل البيت(عليهم السلام) وعلوم مدرستهم التي فاقت كل المدارس العلمية في ذلك العصر وأخذت تزهر وتزدهر يوماً بعد يوم حتى عصرنا هذا

لقد اشتهرالإمام موسى بالكاظم الغيظ لشدّة حلمه وبالعابد والتقي وباب الحوائج الى الله، ولم يستسلم لضغوط الحكّام العباسيين ولألوان تعسفهم من أجل تحجيم نشاطه الربّاني الذي كانت تفرضه عليه ظروف المرحلة صيانة للرسالة والدولة الإسلامية من الانهيار وتحقيقاً لهويّة الاُمة ومحافظة على الجماعة الصالحة من التحديات المستمرّة والمتزايدة يوماً بعد يوم

لقد بقي هذاالإمام العظيم ثابتاً مقاوماً على خط الرسالة والعقيدة لاتأخذه في الله لومة لائم حتى قضى نحبه مسموماً شهيداً محتسباً حياته مضحّياً بكل ما يملك في سبيل الله وإعلاءاً لكلمة الله ودين جدّه المصطفى محمد(صلى الله عليه وآله) في الخامس والعشرين من رجب سنة ( 183 ) أو ( 184 هـ )


فسلام عليه يوم ولد ويوم جاهد في سبيل الله ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً


نسألكم الدعاء

نور المستوحشين
08-07-2010, 11:00 AM
يــــــا بـاب الحوائج ياموسى بن جعفر

أثابكم الله أختي العزيزة

ينقل للقسم المناسب

تحياااتي نور...

Dr.Zahra
08-07-2010, 02:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يحصى نعمائه العادون ولا يؤدي حقه المجتهدون
وصلى الله على محمد وأل محمد الطيبين الطاهرين هم أهل الهدى وهم سبل النجاة والتقى
اللهم عجل لوليك الفرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
وفقكم الله غاليتي نرجس
وعظم الله اجركم بشهادة مولانا الامام الكاظم
وفقتم لكل خير..
http://www.r-mbd3.com/vb/uploaded/13371_11197114135.gif (http://fashion.azyya.com/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.r-mbd3.com%2Fvb)

ودمتم محاطين بالألطاف المهدويه..

عقيل الحمداني
08-07-2010, 03:11 PM
أمالي الطوسي ص 421 : ح 944 / 1 - أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، قال : أخبرني أبي علي بن الحسين ابن بابويه ( رحمه الله ) قال : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن الحسين بن علي بن يقطين ، قال : وقع الخبر إلى موسى بن جعفر ( عليه السلام ) وعنده جماعة من أهل بيته بما عزم عليه موسى بن المهدي في أمره . فقال لأهل بيته : ما تشيرون ؟ قالوا نرى أن تتباعد عن هذا الرجل ، وأن تغيب شخصك عنه ، فإنه لا يؤمن شره ، فتبسم أبو الحسن ( عليه السلام ) ثم قال : زعمت سخينة أن ستغلب ربها . . . . وليغلبن مغالب الغلاب ثم رفع يده ( عليه السلام ) وقال : ( إلهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته ، وأرهف لي شبا حده ، وداف لي قواتل سمومه ، ولم تنم عني عين حراسته ، فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح ، وعجزي عن ملمات الجوائح ، رفت ذلك عني بحولك وقوتك ، لا بحولي ولا بقوتي ، وألقيته في الحفير الذي احتفر لي خائبا مما أمله في دنياه ، متباعدا مما رجاه في آخرته ، فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك ، سيدي إلهي ، فخذه بعزتك وافلل حده عني بقدرتك ، واجعل له شغلا فيما يليه وعجزا عما يناويه ، إلهي فأعذني من عدوي حاضرة تكون من غيظي شفاء ، ومن حنقي عليه وقاء ، وصل اللهم دعائي بالإجابة ، وانظر شكايتي بالتغيير ، وعرفه عما قليل ما وعدت الظالمين ، وعرفني ما وعدت من إجابة المضطرين ، إنك ذو الفضل والمن الكريم ) . قال : ثم تفرق القوم ، فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتب الواردة بموت موسى بن المهدي . . .

عقيل الحمداني
08-07-2010, 03:14 PM
هارون العباسي يعترف بقتل الامام الكاظم ع
العلامة الشبلنجي في ( نور الابصار ) ( ص 147 ط مصر ) . روى عن صفوان بن يحيى قال : لما مضى موسى الكاظم وظهر ولده من بعده على الرضا خفنا عليه وقلنا له إنا نخاف عليك من هذا يعني هارون الرشيد ، قال ليجهدن جهده فلا سبيل له علي . قال صفوان : فحدثني ثقة أن يحيى بن خالد البرمكي ، قال لهارون الرشيد : هذا علي بن موسى قد تقدم وادعى الأمر لنفسه فقال هارون يكفينا ما صنعنا بأبيه تريد أن نقتلهم جميعا ودفن في مقابر الشونيزية خارج القبة
إحقاق الحق للتستري ج 19 ص 538 : وتوفي خمس بقين من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة ببغداد في الحبس ، ودفن في مقابر الشونيزية خارج القبة ، وقبره هناك مشهور يزار وعليه مشهد عظيم فيه من قناديل الذهب والفضة وأنواع الآلات والفرش ما لا يحد ، وهو في الجانب الغربي رضي الله عنه

ربيبة الزهـراء
08-07-2010, 05:49 PM
السلام على السموم
عظم الله اجوركم

السلام عليكً يا باب الحوائج


موفقين لكل خير

خادم الامام المهدي ع
08-07-2010, 05:52 PM
السلام عليكم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
احسنت بارك الله فيكم
في ميزان حسناتكم
وفقكم الباري

Dr.Zahra
08-07-2010, 09:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يحصى نعمائه العادون ولا يؤدي حقه المجتهدون
وصلى الله على محمد وأل محمد الطيبين الطاهرين هم أهل الهدى وهم سبل النجاة والتقى
اللهم عجل لوليك الفرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
حياكم الله وعظم الله لكم الأجر..
http://www.r-mbd3.com/vb/uploaded/13371_11197114135.gif (http://fashion.azyya.com/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.r-mbd3.com%2Fvb)

ودمتم محاطين بالألطاف المهدويه..

نسايم
11-07-2010, 08:20 PM
الإمام الكاظم(عليه السلام) يتحدّى كبرياء هارون
لقد تنوعت ضغوط هارون على الإمام هو في السجن، ونجد الإمام(عليه السلام) وهو في أوج المحنة يتحدّى كبرياء هارون بكل صلابة وشدّة حتى فشل هارون بكل ما اُوتي من حول وقوّة ولم يجد أمامه حلاًّ ينسجم مع نزعاته إلاّ سمّ الإمام(عليه السلام) واغتياله.
ومنها إرسال جارية للإمام الكاظم(عليه السلام) وهو في السجن:
«أنفذ هارون الى الإمام(عليه السلام) جارية وضّاءة بارعة في الجمال والحسن، أرسلها بيد أحد خواصّه لتتولى خدمة الإمام ظانّاً أنه سيفتتن بها، فلما وصلت إليه قال(عليه السلام) لمبعوث هارون:
قل لهارون: بل أنتم بهديتكم تفرحون، لا حاجة لي في هذه ولا في أمثالها.
«فرجع الرسول ومعه الجارية وأبلغ هارون قول الإمام(عليه السلام) فالتاع غضباً وقال له:
ارجع إليه، وقل له: ليس برضاك حبسناك ولا برضاك أخدمناك واترك الجارية عنده، وانصرف.
فرجع ذلك الشخص وترك الجارية عند الإمام(عليه السلام) وأبلغه بمقالته.
وأنفذ هارون خادماً له الى السجن ليتفحص عن حال الجارية، فلما انتهى إليها رآها ساجدة لربّها لا ترفع رأسها وهي تقول في سجودها: قدوس ، قدوس.
فمضى الخادم مسرعاً فأخبره بحالها فقال هارون: سحرها والله موسى ابن جعفر، عليّ بها.
فجيئ بها إليه، وهي ترتعد قد شخصت ببصرها نحو السماء وهي تذكر الله وتمجّده ،
فقال لها هارون: ما شأنك ؟!
قالت: شأني الشأن البديع، إني كنت عنده واقفة وهو قائم يصلّي ليله ونهاره، فلمّا انصرف من صلاته قلت له: هل لك حاجة أُعطيكها؟
فقال الإمام(عليه السلام): وما حاجتي إليك ؟
قلت: إني اُدخلت عليك لحوائجك .
فقال الإمام(عليه السلام): فما بال هؤلاء - واشار بيده الى جهة-
فالتفتُّ فاذا روضة مزهرة لا أبلغ آخرها من أولها بنظري ، ولا أولها من آخرها ، فيها مجالس مفروشة بالوشي والديباج ، وعليها وصفاء ووصايف لم أر مثل وجوههنّ حسناً، ولا مثل لباسهنّ لباساً، عليهن الحرير الأخضر، والاكاليل والدر والياقوت، وفي أيديهن الاباربق والمناديل، ومن كل الطعام، فخررت ساجدة حتى أقامني هذا الخادم، فرأيت نفسي حيث كنت .
فقال لها هارون وقد اترعت نفسه بالحقد: يا خبيثة لعلّك سجدت، فنمت فرأيت هذا في منامك!
قالت: لا والله يا سيدي، رأيت هذا قبل سجودي ، فسجدت من أجل ذلك.
فالتفت الرشيد الى خادمه ، وأمره باعتقالها واخفاء الحادث لئلاّ يسمعه أحد من الناس، فأخذها الخادم، واعتقلها عنده، فأقبلت على العبادة والصلاة، فاذا سئلت عن ذلك قالت: هكذا رأيت العبد الصالح»


اعلام الهداية ... الامام موسي بن جعفر الكاظم عليه السلام
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام

Dr.Zahra
11-07-2010, 10:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يحصى نعمائه العادون ولا يؤدي حقه المجتهدون
وصلى الله على محمد وأل محمد الطيبين الطاهرين هم أهل الهدى وهم سبل النجاة والتقى
اللهم عجل لوليك الفرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
وفقكم الله
بالامام الكاظم روحي له الفدا..
أحسنتم وأجدتم
http://www.r-mbd3.com/vb/uploaded/13371_21197113007.gif (http://fashion.azyya.com/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.r-mbd3.com%2Fvb)



ودمتم محاطين بالألطاف المهدويه..