مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة نفحات عطرة من سيرة سيدتنا فاطمة الزهراء(عليها السلام)
عبود مزهر الكرخي
18-05-2009, 09:44 AM
نفحات عطرة من سيرة سيدتنا فاطمة الزهراء(عليها السلام)الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على نبي الرحمة والنور الأنور سيدنا أبو الزهراء محمد وعلى عترته الطيبين الأطهار
أما بعد أكتب بحثي هذا وعلى أجزاء لسيرة سيدة نساء العالمين الحوراء الإنسية فاطمة (ع) والتي كثير من الكتاب الذي كانوا يعتبرونها كعامة النساء والتي قال عنها رسول الله (ص) (فاطمة أم أبيها) وأيضاً(فاطمة بضعة مني يغضب الرب لغضبها ويرضى لرضاها)فكل هذه المنزلة التي فضلها الله ورسوله بها هل روحي تصبح لها الفداء كباقي النساء ؟.ولهذا وبعد التوكل على الله ارتأيت أن أنشر هذه الحلقات لسيرتها الشريفة والزاخرة بكل معاني الإنسانية لكي نتأسى الرجال وخصوصاً نساؤنا المؤمنات.وأطلب من المشرفين على المنتدى تثبيت هذه الأجزاء لكي يتم الرجوع إليه لحين الانتهاء منه والله ولي التوفيق.
ولادتها الطاهرة:
كانت ولادتها الطاهرة والشريفة في يوم العشرين من جمادي الآخرة في السنة الخامسة من البعثة النبوية، أما كيفية حملها وولادتها ففيه من الأخبار المشوقة ما نذكره لكم :
عن عائشة(قال رسول الله(ص) : لما أسري بي إلى السماء أُدخلت إلى الجنة فوقفت على شجرة من أشجار الجنة لم أر في الجنة أحسن منها ولا أبيض ورقاً ولا أطيب ثمرة فتناولت ثمرة من ثمرتها فأكلتها صارت نطفة في صلبي فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فإذا اشتقت إلى ريح الجنة شممت ريح فاطمة)، وعندما حملت خديجة بفاطمة(ع) كانت نساء قريش قد قاطعنها والمألوف أن تأتيها عند الحمل للتخفيف عنها وتسليتها فما كان من الله سبحانه وتعالى إلا أن هذا الجنين أن يحدث أمه وهي في بطنها لكي تؤنسها وتزيل حزنها ولما دخل عليها نبينا الأكرم على خديجة فسألها مع من كنت تتكلمين فقالت له : كنت أتكلم مع الذي في بطني فاخبرها النبي(ص) : ((هذا جبرائيل يخبرني أنها أنثى وأنها النسلة الطاهرة الميمونة وأن الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفائه في أرضه بعد انقضاء وجهه)).
وعند اقتراب الولادة والمخاض أرسلت خديجة(ع) بعثت إلى نساء قريش ليأتينها فلين منها ما تلي النساء ممن تلد فلم يفعلن فقلن لا نأتيك وقد صرت زوجة محمد فبينما هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة عليهن من الجمال والنور ما لا يوصف فقالت لها أحداهن أنا أمك حواء وقالت الأخرى أنا آسية بنت مزاحم وقالت الأخرى أنا كلثم أخت موسى وقالت الأخرى أنا مريم بنت عمران أم عيسى جئنا نلي من أمرك ما تلي النساء فولدت فاطمة(سلام الله عليها)فوقعت حين وقعت على ساجدة رافعة إصبعها،وهذا ما رواه صاحب الذخائر بسنده عن النبي(ص).ويقول نبينا الحبيب(ص) : ((ان فاطمة حوراء إنسية لم تحض ولم تطمث وإنما سماها فاطمة لأن الله فطمها ومحبيها عن النار، وأنا إذا اشتقت إلى ريح الجنة شمتت ريح فاطمة)).
أسماؤها وكُناها(صلوات الله وسلامه عليها):
روي ابن بابويه بسند معتبر عن الإمام الصادق (ع) أنه قال لفاطمة تسعة أسماء عند الله عز وجل وتفسيرها عند المجلسي هي :
الصديقة : بمعنى المعصومة
المباركة : بمعنى كونها ذات بركة في العلم والفضل والكمالات والمعجزات والأولاد.
الطاهرة : بمعنى طهارتها من النفس من صفات النقص.
الزكية : بمعنى نموّها في الكمالات والخيرات.
المرضية : بمعنى مقبوليتها عند الله تعالى.
الراضية : بمعنى رضاها بقضاء الله.
المحدَّثة : بمعنى حديث الملائكة معها.
الزهراء : بمعنى نورانيتها ظاهراً وباطناً.
أما كناها (سلام الله عليها)فقد كانت تكنى بــ : أم الحسن وأم الحسين وأم المحسن وأم الأئمة وأم أبيها.
وفي أجزاء قادمة سوف نستمر مع السيرة العطرة والزكية لسيدة نساء العالمين(ع) أنشاء الله وأن كان لنا في العمر بقية.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والصلاة على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى أهل بيته الغر الميامين.
ونسألكم الدعاء والمسألة
---------------------------------------------------------------------------------------------
المصادر :
1 ـ فاطمة أم أبيها : المؤلف فاضل الحسيني الميلاني.مؤسسة الوفاء.بيروت .لبنان.الطبعة السادسة.
2 ـ فاطمة الزهراء الحوراء الإنسية.المؤلف الشيخ ضياء الجواهري.أعداد مركز البيت العالمي للمعلومات.مكتبة السراج الالكترونية.
3 ـ فاطمة الزهراء في أربعون حديثاً.مكتبة السراج الالكترونية
البحرانية
18-05-2009, 10:57 AM
اللهم صل وسلم على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف والعن اعدائهم الى يوم الدين
السلام على القلب المجروح السلام على نور النور السلام على الضلع المكسور السلام على الطهر البتول السلام على الحوراء الانسية السلام على الزهراء ام ابيها ورحمة الله وبركاتة
يعطيك العافية اخي عبود على هذا البحث
وان شااءالله في ميزان اعمالك الصالحة
ودمتم على حب الزهراء البتول
غصون الحياة
19-05-2009, 04:02 PM
اللهم صل على محمد وعلى آله وعجل فرجهم يا كريم
السلام عليك يا حبيبة قلب رسول الله
السلام عليك أيتها الممتحنه
أيتها المظلومه
لعن الله ظالميك وحارقي دارك لعنة أبديه
أما سمعوا أقوال رسول الله ( صل الله عليه وآله وسلم ) في فضلها و شرفها
يكفي فقط أن يتدبروا في قوله ( صل الله عليه وآله )
( فاطمة بضعة مني يغضب الرب لغضبها ويرضى لرضاها )
بارك الله فيك
أخي الكريم
في ميزان حسناتك
وبحفظ الباري ..
شموخ الزهراء
19-05-2009, 08:20 PM
عطركم الله بعطر ولاية الزهراء -ع-
احسنتم
عبود مزهر الكرخي
20-05-2009, 12:28 PM
نفحات عطرة من سيرة سيدتنا فاطمة الزهراء(عليها السلام)الجزء الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين سيدنا أبو الزهراء محمد وعلى آل بيته الطيبين الأطهار
نستكمل موضوعنا عن السيرة الجميلة والعطرة لسيدة نساء أهل الجنة سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء (عليها أفضل السلام) والتي من خلالها نتعلم منها الدروس والعبر التي لا تنتهي من هذه السيدة العظيمة والجليلة روحي لها الفداء.
أبرز سمات الشخصية السماوية للزهراء(ع) :
أن هذه الشخصية العالية السمو والإشراق لا نستطيع نحن بقلمنا المتواضع أن نحيط بمعالمها وسماتها فهي تمثل الكمال الإنساني الذي خلقه الله سبحانه وتعالى في صورة أنثى فبلغ بها أعلى مراتب السمو الرباني وهي لا يوجد لها كفؤ في الأرض لولا وجود سيدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع).
وعن الامام الصادق (عليه السلام ) : (لولا ان الله خلق أمير المؤمنين لفاطمة ما كان لها كفوٌ على الأرض) . وفي نفس المجال يقول أمامنا الصادق(ع) في تفسير قوله تعالى(مرج البحرين يلتقيان) قال : (علي وفاطمة بحران عميقان لايبغي أحدهما على صاحبه … ( يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ) : الحسن والحسين (عليهما السلام ) . وسئل (ع) أيضاً عن سبب تسمية فاطمة بالزهراء فقال : (لأنها إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض).وروي الحاكم في مستدركه عن علي(ع) : (قال سمعت النبي(ص) يقول : إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من وراء الحجاب يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد(ص) حتى تمر).وروي أنها روحي لها الفداء ربما اشتغلت بصلاتها وعبادتها فربما بكى ولدها فرأى المهد يتحرك وكأن ملك يحركه.
وعن أبن عباس قال : قال رسول الله (ص): ((أبنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث وإنما سمّاها فاطمة لأن فطمها ومحبيها عن النار)).
الآيات الكريمة النازلة بحقها وأهل بيتها(صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) :
أن القرآن الكريم هو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو القول الفصل فيما يذكره بحق الزهراء وأهل بيتها(عليهم السلام أجمعين) والتي سوف نوردها كما يأتي :
الآية الأولى :قال رب العز والجلال ((أنما يريد الله ليذهب الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا))الأحزاب آية 23.والحادثة معروفة في سبب نزولها وأقول إن رسول الله(ص) كان يمر على دار فاطمة صباح كل يوم للصلاة عند خروجه للمسجد ويأخذ بعضادة الباب قائلاً ((السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومهبط الوحي ومختلف الملائكة.ويذكر آية التطهير)) وهو مذكور في كل كتب الصحاح الستة والبخاري ذكره في ج 5 ص274 وكل مصادر العامة والشيعة.ونجد ان أهل البيت هم المعصومون الذنوب والآثام والمطهرون من الدنس.
الآية الثانية : قال سبحانه وتعالى ((فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعُ أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين )) آل عمران آية 61.وهذه هي آية المباهلة التي بأهل نبينا الأكرم بأهل بيته الذين علي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام أجمعين) ولم يباهل بنسائه أو أي واحد من بني هاشم بل بأهل بيته الذي فضلهم الله عن كل البشر بالعصمة والطهرة.
الآية الثالثة : قال تعالى في سورة الكوثر: ( بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصلي لربك وأنحر إن شانئك هو الابتر ) والأبتر هو المنقطع نسله ولهذه السورة قصة فقد استفاضت الروايات في ان السورة انما نزلت رداً على من عابه بالبتر أي عدم الأولاد بعد ما مات ابناء الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( القاسم وعبد الله) و ذلك ان العاص بن وائل السهمي كان قد دخل المسجد بينما كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( خارجاً منه فالتقيا عند باب بني سهم فتحدثا ثم دخل العاص الى المسجد فسأله رجال من قريش كانوا في المسجد مع من كنت تتحدث فقال : مع ذلك الابتر! فنزلت سورة الكوثر على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فالمراد من الكوثر هو الخير الكثير وكثرة الذرية مُراده في ضمن الخير الكثير لما في ذلك من تطييب لنفس النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قال صاحب الميزان: (والجملة لا تخلوا من دلالة على إن ولد فاطمة (عليها السلام ) ذريته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( وهذا في نفسه من ملاحم القرآن فقد كثّر الله تعالى نسله بعده كثرة لا يعادلهم فيها أي نسل آخر مع ما نزل عليهم من النوائب وافنى جموعهم من المقاتل الذريعة) .
الآية الرابعة : ( (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً انما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءً ولا شكوراً)) .الإنسان آية 8.
وهذه الآية نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم أفضل الصلاة والسلام)أهل بيت النبوة والتي ذكرها كل المراجع من أبناء العامة والشيعة ومتفق عليها في كل كتبهم والحادثة معروفة في سبب نزولها. وان سورة الإنسان كل آياتها قد نزلت بحق هؤلاء الصفوة الطاهرة المطهرة من هذا البيت السامي الشريف والذي فضله الله على العالمين وليقرأها وليتمعن في معانيها كل إنسان مسلم شريف. وأن كل حور عين ذكر فيها هي أجلالاً لفاطمة (ع)وهذا أبداع القران وبلاغته وعظمة الزهراء روحي لها الفداء عند رب العزة والجلال.
الآية الخامسة : ( ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خيرُ البريَّة )البينة آية 7.وقد فسر الميزان هذه الآية أنها نزلت في علي وأهل بيته.
الآية السادسة : ( قل لا أسألكم عليه أجراً الا المودّة في القُربى ) .الشورى آية 23
روي عن النبي(ص) نقلاً عن تفسير الميزان عن أبن عباس قال رسول الله(ص) :((لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى أن تحفظوني في أهل بيتي وتودوهم لي)).وحتى سئل نبينا الأكرم من بعض صحابته من هم قرابتك .فقال (ص) علي وفاطمة وولداها.
ونسأل هل راعو حق هذه السيدة الجليلة وأهل بيتها وإلا بماذا نفسر ما حصل للزهراء(ع) بعد وفاة أبيها من هضم حقها وغصب حقها وكسر ضلعها وإسقاط طفلها المحسن.. كل ذلك نتركه لمحكمة العدل الآلهي.
الآية السابعة : ( وآت ذا القربى حقه ) الإسراء آية 26
وهي التي بها أنحل رسولنا الحبيب(ص) لفاطمة فدكاً فكانت بيدها حتى انتزعت منها لبيت المال من قبل أبو بكر لإدعائه أن الأنبياء لا يوروثون وهذا أدعاء لا أساس له من الصحة ولكن الغرض منه هضم حق الزهراء روحي لها الفداء والإمعان في سلب حقوق أهل البيت وهذه النقطة سوف نعرج في أجزائنا القادمة أنشاء الله.
مناقبها من لسان رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) :
عن صاحب المستدرك بسنده عن عائشة قالت لفاطمة بنت رسول الله :أني سمعت رسول الله(ص) يقول (سيدات نساء أهل الجنة أربع مريم بنت عمران وفاطمة بنت رسول(ص) وخديجة بنت خويلد وآسية)وروي أيضا أن النبي لما مرض وهو الذي توفاه الله به قال لفاطمة(يا فاطمة إلا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء المؤمنين؟)، حادثة بكاء فاطمة الزهراء(ع) في مرض الرسول ووفاته ثم ضحكها يدل دلالة واضحة أن رسول قد سرها بأنها سيدة نساء العالمين وسيدة نساء أهل الجنة عندها ضحكت روحي لها الفداء عندما سرها بهذا السر الثاني.
ويقول رسول الله(ص) : (خير رجالك علي وخير شبابكم الحسن والحسين وخير نسائكم فاطمة) .
وقال أيضاً روحي له الفداء (ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوباً،لا اله إلا الله محمد رسول الله علي حب الله والحسن والحسين صفوة الله فاطمة خيرة الله على باغضهم لعنة الله)
ويقول أيضاً (فإنما أبنتي ــ يعني فاطمة (ع) ــ بضعة مني يريبني مارابها ويؤذيني ما آذاها) وكذلك (أن الرب لغضبك ويرضى لرضاك).
والى هنا وفي أجزائنا القادمة سطورنا المشعة بالنور وفيها سيرة بضعة رسول الله(صلوات الله عليهم وسلامه) أن لنا في العمر بقية أنشاءالله.
ونسألكم الدعاء والمسألة
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والصلاة على أشرف واسعد مخلوقاته سيدنا أبو القاسم وعلى أهل بيته الغر الميامين.
---------------------------------------------------------------------
نفس المصثادر المذكورة في الجزء الأول
عهد الولاء
21-05-2009, 12:56 AM
اللهم صلى على محمد وآل محمد
أحسنت أخي الكريم وفقك الله لك أجمل تحية بمحمد وآل محمد.
البحرانية
21-05-2009, 09:59 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرج وليهم الشريف واهلك اعدائهم الى يوم الدين
اقول لك ايها الاخ الفاضل عبود مزهر الكرخي اللهم بنبوة محمد وامامة علي وغصب البتول وانين المسموم ودم الذبيح وزهد زين العابدين وعلم الباقر وصدق الصادق وصبر الكاظم وغربة الرضا وكرم الجواد وحكمة الهادي ويقين العسكري وظهور الحجة الله يوفقكم
في الدنيا والآخره قول آآآآآآآآمين ويزدكم علما على علم ..ويبارك الله فيكم وجزاكم ألف خير على هذا المجهود الرااااائعة .. وشكرا جزيلا لكم على هذه المبادره الطيبه .. جزاكم الله خير
تمنياتي لكم بالتوفيق
ونحن متابعين لكل ما تخطة اناملك الذهبية
عبود مزهر الكرخي
23-05-2009, 11:57 AM
نفحات عطرة من سيرة سيدتنا فاطمة الزهراء(عليها السلام) الجزء الثالث
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على خير من مشى على الأرض سيدنا أبو الزهراء محمد وعلى آل بيته الطيبين الأطهار
بلاغتها :
يتفق كل الكتاب والمؤرخون على بلاغة الزهراء (ع) روحي لها الفداء وعلى أنها كانت أشبه الناس بأبيها،وفي ذلك قال عائشة : (ما رأيت أحداً من خلق الله أشبه حديثاً وكلاماً برسول الله(ص)من فاطمة).
وكنموذج على بلاغتها نكتفي بهذه الخطبة التي ارتأيت معاني بعض الكلمات جنبها وبين القوسين للفهم وإتمام الفائدة :
قال سويد بن غفلة : لما مرضت فاطمة سلام الله عليها،المرضة التي توفيت فيها،دخلت عليها نساء المهاجرين والأنصار يَعُدنها.فقلن لها كيف أصبحت من علّتك يا بنت رسول الله؟فحمدت الله،وصلت على أبيها،ثم قالت :
نص الخطبة :
((أصبحت والله عائفة لدنياكنّ،قاليةً لرجالكن،لفظتهم(رميت بهم) أن عجمتهم(خبرتهم)،وسئمتهم(مللتهم)،بعد أن سبرتهم(جربتهم واحدا واحداً)،فقبحاً لفلول الحد،واللعب بعد الجد،وقرع الصفات،وصدع القناة،وختل الآراء(زيفها وخدعها)،وزلل الأهواء،وبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون،لا جرم لقد قلتهم ربقتها وحملتهم أوقتها(الأوقة : الثقل)،وشنت عليهم غاراتها فجدعاً وعقراً وبعداً للقوم الظالمين.
ويحهم أنى زعزعوها عن رواسي الرسالة،وقواعد النبوة والدلالة،ومهبط الروح الأمين،والطيين(الفطن والحاذق)بأمور الدين والدنيا؟! إلا ذلك هو الخسران المبين!
وماالذي نقموا من أبي الحسن ؟!
نقموا ــ والله ــ منه نكير سيفه وقلة مبالاته لحتفه،وشدة وطأته ونكال وقعته،وتنّمره(غضبه) في ذات الحق،وتالله لو مالوا عن المحجة اللايحة،وزالوا عن قبول الحجّة الواضحة لردّهم إليها،وحملهم عليها ولسار بهم سيراً سجحاً(سهلاً)لا يكلم(الكلم :الجرح)حشاشه،ولا يكل سائره،ولأ وردهم منهلاً نميراً صافياً رويّاً،تطفح ضفتاه،ولا يترئق جانباه،ولأ صدرهم بطاناً،ونصح لهم سراً وأعلاناً، ولم يكن يتحلى من الدنيا بطائل ولا يحظى منها بنائل،غير ريّ الناهل وشبعة الكافل،ولبان لهم الزاهد من الراغب،والصادق من الكاذب،ولو أن أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض،ولكن كذّبوا فأخذناهم بما يكسبون.والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم ما كسبوا وما هم بمعجزين!.
ألا هلم فأسمع!!وما عشت أراك الدهر عجباً!!وإن تعجب فعجب قولهم!!
ليت شعري إلى أي إسناد استندوا؟!وإلى عماد اعتمدوا؟!وبأيّة عروة تمسكوا؟!وعلى أيّة ذرية أقدموا واحتنكوا( استولوا)؟!،لبئس المولى ولبئس العشير ولبئس الظالمين بدلاً.
استبدلوا ــ والله ــ الذنابي(ذنب الطير) بالقوادم(مقادم ريش الطائر)،والعجز(مؤخر الشيء)بالكاهل(مقدم أعلى الظهر مما يلي العنق)،فرغماً لمعاطس(جمع معطس وهو الأنف)قوم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً،ألا إنهم المفسدون ولكن لا يشعرون.ويحهم أفمن يهدي إلى الحق أحقَّ أن يُتبع أم من لا يهدي إلا أن يُهدي فما لكم كيف تحكمون؟!.
أما لعمري لقد لقحت،فنظرة ريثما تنتج،ثم احتلبوا ملء القعب(القدح)دماً عبيطاً،وزعافاً مبيداً،هنالك يخسر المبطلون،ويعرف الناكثون غبّ(عاقبة)ما أسس الأولون،ثم طّيبوا عن دنياكم أنفساً،واطمئنوا للفتنة جأشاً،وأبشروا بسيف صارم،وسطوة معتدٍ غاشم،وبهَرَجٍ شامل،واستبداد من الظالمين،يدع فيئكم زهيداً،وجمعكم حصيداً،.فياحسرة لكم وأنى بكم وقد عُميت عليكم!أنلزمكموها وأنت لها كارهون؟!))
وفي أجزاء قادمة سوف نستمر مع السيرة العطرة والزكية لسيدة نساء العالمين(ع) والقيام بالتحليل الأدبي لهذه الخطبة الرائعة والعظيمة أنشاء الله وأن كان لنا في العمر بقية.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والصلاة على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى أهل بيته الغر الميامين.
ونسألكم الدعاء والمسألة
-------------------------------------------------------
المصادر :
نفس المصادر المذكورة سابقاً
عبود مزهر الكرخي
23-05-2009, 12:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على أشرف خلق الله سيدنا أبو الزهرء وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين
أخواني القراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على كل ردودكم وفقني الله في أتمام بحثي هذانواعتذر في بعض المرات في عدم الرد وذلك بسسب ظروف العراق التي تعرفونها من انقطاع الكهرباء وكذلك رداءة خدمة الانترنيت فأنا أقتنص حسن مواصلات لكي ابعث اليكم بمقالاتي وأنا أكتب مقالتي الجزء الثالث من مقهى الانترنيت لأنقطاع خط الانترنيت الموجود في بيتي لمدة طويلة ولكي أتواصل معكم في مبحثي هذا أدعوا الله لي بأكماله وتحسن الاتصالات.
ولكم جزيل الشكر والامتنان على ماتكتوبه لي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عشق الكلمة
25-05-2009, 01:01 AM
عبود مزهر الكرخى ... حرصت طوال شهر محرم الحرام المنصرم على متابعة الأجزاء المباركة فى السيرة الحسينية التى كنت تقدمها لنا ..
وسأحرص ان شاء الله متابعة نفحاتك من سيرة سيدتنا الزهراء ...
سدد الله خطاك وجزاك الله خير الجزاء
مع تقديرى وتحياتى
عشق الكلمة
25-05-2009, 01:15 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
سلام الله على فاطمة الزهراء بضعة المختار
جهدك المبذول اخى الكريم فى ميزان حسناتك ان شاء الله
, أعانكم الله
وخالص الشكر والتقدير منى
عشق الكلمة
25-05-2009, 01:27 AM
الخطبة الفاطمية فى غاية الفصاحة و البلاغة من ناحية قوة ألفاظها وجميل
معانى كلماتها وعظيم مضمونها ,,
اخى" عبود الكرخى خالص الشكر لك وبإنتظار التحليل والشرح ..
وجزاك الله خير الجزاء
عبود مزهر الكرخي
25-05-2009, 11:41 AM
نفحات عطرة من سيرة سيدتنا فاطمة الزهراء(عليها السلام) الجزء الرابع
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على خير من مشى على الأرض سيدنا أبو الزهراء محمد وعلى آل بيته الطيبين الأطهار
نتابع ما ذكرناه في جزءنا السابق في التحليل الأدبي لهذه الخطبة والتي سوف نحللها بالتفصيل لنثبت لكل العالم أنها بحق سيدة نساء العالمين وبضعة نبينا المختار(ص)
التحليل الأدبي :
سوف نقوم بتحليل هذه الخطبة العظيمة ونتوقف عندها لأننا نريد أن نتعرف على سيدتنا ومولاتنا الزهراء(ع) ولنثبت لكل الأقلام الرخيصة والتي تعتبرها أمرأة كباقي النساء ولنعرف الجوانب من حياتها روحي لها الفداء وليس فقط مولدها وزواجها وأمورها الإحتماعية فلذلك أطلب من قراء بحثي المسير معي في هذا المبحث وعدم الملل لأننا نريد أن نصل إلى جوهر ولب موضوعنا هذا ولو كان بالإطالة فالرجاء إرسال آراؤكم عند الرد على الأجزاء ولكي أختصر في الموضوع.
فهذه الخطبة نموذج رائع من البلاغة الأدبية لبضعة النبي(ص)وهي تعد في مصاف الخطب ذات الإبداع للنثر الفني وأعظمها وهي باستثناء بلاغة سيدي أمير المؤمنين(ع) لأن الناقد يحكم فوراً بقصور كل من عاش في هذه الفترة بل وحتى الفترات اللاحقة عن مسايرة الزهراء في مستواها البلاغي الشامخ.وهذا ليس بغريب لأنها بضعة نبينا الأكرم محمد(ص) وزوجة الإمام أمير المؤمنين(ع)فعلمها أبوها في صباها وزوجها في ريعان شبابها الإبداع الأدبي والبلاغة التامة والفصاحة الكاملة والعلم والفضل في حديثها العام.ولندخل في تحليل هذه الخطبة العظيمة والرائعة :
1 ) أنها أبدعت أبداعاً تاماً في تضمين الآيات القرآنية في أثناء الخطبة،ذلك التضمين الذي قلة من الأدباء يستطيعون النجاح فيه وظهرت الخطبة للقارئ عبارة واحدة مترابطة بين أجزائها ترابطاً وثيقاً. ومن أمثلتها في استشهادها بآيات من القرآن الكريم في قولها :
((بئسما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم،وفي العذاب هم خالدون))
وقولها : ((ألا ذلك الخسران المبين))
وقولها : ((فرغماً لمعاطس قوماً يحسبون أنهم يحسنون صنعاً..ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون))
وقولها : ((وهنالك يخسر المبطلون))
وأخيراً قولها : ((وأنى بكم وقد عمُيت عليكم!أنلزمكموها وأنتم لها كارهون)) وفي هذا ترابط وحسن في الربط بين الكلام والآيات القرآنية.
2 ) أجادت أيضاً في استعمال الأساليب البيانية من كتابة واستعارة وفي استخدام المحسّنات البديعية لفظية ومعنوية كالجناس والطباق والتضمين والسجع الفني.
أ ــ خذ مثلاً في ذلك قولها : ((استبدلوا ـ والله ـ الذنابي بالقودام والعجز بالكاهل)) وهذه أستعارة لطيفة فقد أرادت الزهراء(ع) أن القوم أزاحوا صاحب الحق الشرعي في الخلافة عن التصدي لها وأجبروه على بيعة من هو دونه في علم وفضل وورع وسابقة في الدين. وقد أشار الإمام أمير المؤمنين(ع) إلى هذا المعنى حين قال : ((أما والله لقد تقمصها أبن أبي قحافة وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى،ينحدر عني السيل ،ولا يرقي إلي الطير)).
ب ــ واستعارة جميلةأخرى نلاحظها في قولها (سلام الله عليها) : ((أوردهم منهلاً نميراً صافياً))ففيه إشارة إلى أن الظروف لو سمحت للإمام في الحكم وتولي الأمور لكان قد قادهم إلى حكم إسلامي صحيح لا فيها ظلم ولا جشع واستغلال وإنما حكومة تطبق العدل والحق وينعمون بالدعة والاستقرار.
جـ ــ السجع الجميل في (طائل)و(نائل)و(كافل) وقولها أيضاً : ((يدع فيئكم زهيداً،وجمعكم حصيداً)) وهو سجع مفرد ومزوج غاية في البلاغة.
3 ) استخدمت بعض الأمثال العربية المتداولة في الخطبة مثل : ((وما عشت أراك الدهر عجباً)).
وفي جزءنا الآخر سوف نستكمل عظمة هذه الخطبة التي لو تمعن فيها وقرءها لا يجد فيها في التاريخ القديم والحديث مثلها لكبار الخطباء الذين في التاريخ ونعرف أهدافها الخاصة التي كانت ترمي إليها سيدتنا ومولاتنا الزهراء(ع)ولنستزيد من علم أهل البيت لأن حياتهم كلها علم وورع وأيمان وليس نعرف حياتهم ومماتهم بل نعرف سيرتهم التي هي الدروس والعبر التي يعطوها لشيعتهم.
ونسألكم الدعاء والمسألة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
--------------------------------------------
المصادر :
نفس المصادر السابقة
عبود مزهر الكرخي
25-05-2009, 11:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على أشرف خلق الله محمدأ وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين
أرجو من الأخ المشرف على المنتدى تثبيت الأجزاء الأخيرة مع الجزء الأول المثبت في منتداكم لعدم معرفتي بأسلوب وضع الأجزاء مع بعضها وكل الأجزاء القادمة لأنها سيرة الزهراء(ع) قد جزأتها إلى أجزاء عدة.
ولك جزيل الشكر والأحترام
ووفقكم الله لخدمة المسلمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البحرانية
25-05-2009, 06:29 PM
اللهم بضربة علي , وضلع الزهراء , وكبد الحسن , وعطش الحسين
موفقين ومجازين علىهذالابداع والتميز
بحوث قيمة بارك الله فيك...
ودمتم بحب الزهراء
عبود مزهر الكرخي
27-05-2009, 08:30 PM
نفحات عطرة من سيرة سيدتنا فاطمة الزهراء(عليها السلام) الجزء الخامس
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على خير من مشى على الأرض سيدنا أبو الزهراء محمد وعلى آل بيته الطيبين الأطهار
نستكمل مسيرتنا في تتبع النفحات العطرة من سيرة سيدة نساء العالمين الراضية المرضية فاطمة الزهراء(ع)،وكنا قد تناولنا بشيء من التفصيل خطبتها العظيمة وما فيها من بلاغة ولنثبت أنها بحق بضعة أبيها وأنها أم أبيها لأنها تربت في حجر الرسالة وتتلمذت في صباها في مدرسة أمير المؤمنين.ولنستمر في شرح هذه الخطبة.
4 ) اشتملت الخطبة على كل مقومات النجاح من الفواصل والجمل المتناسقة والاستناد إلى الحجج الرصينة والشواهد المحكمة. كقولها :
((ليت شعري..إلى أي إسناد استندوا؟! وإلى عماد اعتمدوا؟!وبأية عروة تمسّكوا؟!.))
فهذه الخطبة العظيمة قد استوفت كل العناصر من البلاغة وأحرزت كل المقومات الخاصة بنجاحها.
فأنظر كيف تنتقل من الاستفهام إلى الأخبار عندما قالت : ((وما الذي نقموا من أبي الحسن؟!) وتجيب : ((نقموا منه نكير سيفه)) وهذا وصف دقيق لحقد والبغض لقريش لأمير المؤمنين لأنه قتل ساداتهم وأبطالهم ولا تأخذه في الحق لومة لائم فنسجوا مؤامرتهم الظالمة بإزاحة الخلافة عن صاحبها الشرعي الذي وضعه الله ورسوله لأنه الخبير بدقائق الأحكام وأسرارها والعليم بأسس الوحي والرسالة.
5 ) وأخيراً في هذا الخطبة الراقية نجد أشارات واضحة لما آل أليه المجتمع الإسلامي في ذلك العصر والآثار الوخيمة التي ظهرت باغتصاب الحق الإلهي العظيم وإسناده إلى غير أهله.
حيث تبدأ بوصف المهاجرين والأنصار في هذا الامتحان الذي مروا به وموقفهم من نبي الرحمة (ص) والذي سمعوه في عديد من المرات : ((يا علي أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي من بعدي))،ويقول : ((عليّ أخي ووصيي ووزيري وخليفتي من بعدي)).
ويقول يوم خيبر : ((لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ويحب رسوله،ويحبّه الله ورسوله))فتمنى جميع المسلمين أن يكونوه وإذا به يسلم الراية إلى علي(ع)..إلى غير ذلك من النصوص الأحاديث التي تثبت ولاية أمير المؤمنين.وإذا بهم يخططون للمؤامرة في سقيفة بن ساعدة والتي تم إزاحة الخلافة عن صاحبها الشرعي الذي تحدث عنها قائلاً: ((أن محلي محل القطب من الرحى،ينحدر من السيل ولا يرقي إليّ الطير)).
في الفقرة الثانية تنتقل الزهراء(ع)إلى الأمور التي حملت المسلمين على التخلي عن نصرة أمير المؤمنين(ع) والانتقام منه فتعدد أموراً خمسة :
أ ـ نكير سيفه :أي شجاعته، وقتله فرسان العرب.
ب ـ قلة مبالاته لحتفه :فقد باع نفسه لله،ومن كان ذلك فلا يبالي بالموت.
جـ ـ شدّة وطأته : ضبطه للأمور.
د ـ نكال وقعته.
هـ ـ تنّمره في ذات الله : فلا يعرف معنى للمداهنة والاحتيال،أنما هي الحقيقة أينما وجدها،لا يلتمس المبررات والأعذار الواهية التي لا يراد إبطال الحق أو إحقاق الحق.ويجع كل المسلمين على كونه مثال الشخصية الإسلامية الفذّة في أسمى صورها وأرقى مراتبها.
بعد تستطرد(ع) في وصف الحالة التي يصلون إليها لو فسحوا المجال للإمام أمير المؤمنين(ع)واخذ زمام الحكم حيث الأمن والاستقرار دولة يسودها العدل وإحقاق الحق وزهق الباطل بحيث يعيشون في ظل حكومة لا فيها فساد ولا استهتار حيث كفاءة رئيس الدولة وأحاطته بجميع الأمور عامل فعال لتقدم الدولة وازدهارها.وفي ظل هذه الحكومة يتحقق الرخاء وتتقدم الصناعة والتجارة وتتطور الزراعي ويسود الرفاه في مختلف مناحي الحياة.
وإلى ذلك أشارت روحي لها الفداء حين قالت: ((و لأوردهم منهلاً نميراً صافياً روياً،تطفح ضفتاه،ولا يترنق جانباه ،ولا صدّرهم بطاناً ونصح لهم سراً وأعلاناً))،وبعد ذلك سمت بخطبتها واستشهدت بقوله تعالى: ((ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض،ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون))سورة الأعراف آية 95 .
ثم تبين كيف أن النكوص عن الحق واستبدال صاحب الخلافة بمن هو دونه من العلم والمعرفة والفضل والتقوى تتنبأ لهم بما سيلاقيهم من المآسي ومصيرهم الأسود الذي سوف يتحملون أوزاره.وهذا ما حدث وما حصل بعد ذلك من استلام سدة الحكم حكام ظالمين وما آلت إليه الأمة الإسلامية لحد وقتنا الحاضر ومن هوان المسلمين وتفرقهم.
عصمتها :
لو أن المسلمين اتفقوا على عصمة الأنبياء والأوصياء وكذلك عصمة نبينا محمد(ص) وأئمته المعصومين (عليهم السلام) لسهل علينا حسم هذا النزاع ولكن ما بال هؤلاء وهم يتجرؤون على نبينا الأكرم واتوا بالروايات وفي صحاحهم على عدم عصمة نبينا الأكرم وفي صحاحهم ويأتون بالروايات والأحاديث التي ما أنزل الله بها من سلطان ويتقولون ومعاذ الله عن عصمة النبي عن الكبائر دون الصغائر ووصل بهم الأمر حصولها بالعمد دون الخطأ ومهما يكن من أمر الخلاف فنحن مذهب الأمامية نقر بعصمة النبي(ص) لأنه ((ما ضل صاحبكم وما غوى* وما ينطق عن الهوى أن هو إلا وحي يوحى *علمه شديد القوى*علمه شديد القوى)) سورة النجم آيات 2 ، 3، 4، 5.وسوف نتطرق في بحوث أخرى ماذا تجنى الصحاح وكتب العامة على حبيب وقنديل السماء أبو الزهراء(ص)وبالتالي تأتي عصمة أئمتنا المعصومين الذي جاء خبرهم من السماء وتم تنصيبهم بأمر ألهي وسوف نناقش عصمة الحوراء الزهراء(ع) بالمنطق والواقع وبالدليل القاطع لأنه وكما يقول عميد المنبر الحسيني د.الشيخ أحمد الوائلي(رضوان الله عليه) (أننا نتعامل بالعلم والمنطق والواقع والذي يتعارض مع القرآن والمنطق نضربه عرض الحائط)وهذا أهم ميزة في مذهبنا لأنه مذهب علمي يتعامل ويتكيف مع الواقع الذي وهو ما يدل عظمة مذهب أهل البيت.
ولندخل إلى هذا الموضوع حيث يقول مؤرخ كبير كابن أبي الحديد في هذا الصدد: (أما الكلام في عصمة الزهراء(ع)فهو بفن الكلام أشبه)شرح نهج البلاغة ج 16 /283.دار أحياء الكتب العربية،القاهرة ـ 1962.من هذه المقولة ننظر لمدى التجني على سيدتنا ومولاتنا منذ ذلك التاريخ ولحد الآن.وسوف نسوق الإثباتات التي تؤكد عصمة الزهراء روحي لها الفداء لكي نقيم الحجة وبالمنطق العلمي والعقلي وليتوسع قلب وعقل القارئ في هذا الشرح المستفيض لكي نحصل الغاية المرجوة من بحثنا هذا ولكي تعم الفائدة على الجميع.
ولنسوق أول الأمر الأدلة العقلية التي تثبت عصمة النبي(ص) وهي : -
1 ) انتفاء الغرض من البعثة : مما لا شك فيه أن الغرض من بعثة الأنبياء إنما هو هداية الناس وإرشادهم إلى الطريق الصحيح وتكليفهم بالتكاليف الشرعية هو ضمان سعادتهم وفلاحهم،وهذا لا يحصل إلا بأتباع أوامر النبي وانقيادهم له.وبالتالي يكون هناك احتمال الخطأ والجهل والكذب في حقهم.ومن الواضح أنه لو انتفت العصمة عن الأنبياء جاز في حقهم الكذب والخطأ وإذا حصل ذك عند ذلك انتفت حصول الانقياد لهم والغرض من بعثة الأنبياء ويكون الأمر عبثياً والعبث يستحيل على الخالق الكريم وهو ليس من صفات رب العز والجلالة.
2 ) وجوب متابعة النبي : إن النبي(ص) تجب متابعته فما نهاكم فاجتنبوه وما أمركم به فاعملوا به ،وعند ارتكاب المعصية(حاش لله)من قبل النبي(ص) فرضنا جدلياً عدم معصيته فهناك خيارين أما إن يطيعونه ويفعلون ما يفعل أو لا يطيعونه فأن كان أمر الأتباع في المعصية عند ذلك يكون أمر الله سبحانه وتعالى بالقبيح وهذا بالتالي أن النبي يرتكب بالقبيح وفي نهاية الأمر انتفاء فائدة البعثة وها باطل حسب ما شرحناه من السبب الأول أعلاه.
3 ) النهي عن المنكر : لو جاز صدور الذنب عن النبي وارتكاب المنكرات فأما أن يسكت الناس عنه أو ينهوه عن المنكر.فصدور الذنب عن النبي توجب على الناس أن يتبعوه لأنه واجب على الجميع فلا يجوز أن يعطلوا هذا الواجب وهذا ما لا يتصف به سبحانه وتعالى ونبيه الكريم لأنه يقول نبينا الأكرم في حديثه ((أنما جئت لأتمم مكارم الأخلاق)) وفي قوله تعالى عن نبيه وحبيبه ((وإنك لعلى خلق عظيم))القلم آية 4.فهل مثل القول لرب العلا على مثل نبيه أن يصدر منه الذنوب والمعاصي.
وفي الشق الثاني في النهي عن المنكر فأنه يستلزم إيذاءه وجرح عواطفه وهو ما نهى الله عنه حيث قال : ((إنّ الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم في الدنيا والآخرة وأعدّ لهم عذاباً مهيناً))سورة الأحزاب آية 57.
هذه الأدلة العقلية على عصمة النبي(ص) ولما كانت الخلافة امتدادا للنبوة ولا تختلف عنها إلا في الوحي فإن الخليفة(الإمام) بالضرورة يجب أن يكون معصوماً وهذا ما يكون في مقام الإثبات.
أما في مقام الثبوت فأن الأمة جمعاء اتفقت على أن رسول الله(ص) لم يصدر منه طيلة عمره ما يخّل بعصمته.ومن المعلوم أن العرب كانت تبذل كل جهودها في النيل من النبي(ص) لهدم الدعوة الإسلامية وكانت قريش المعارض الرئيسي في هذا معارضة الدين الجديد وعلى رأسهم أمام الكفر والطغيان أبو سفيان ومعه أئمة الكفر وكانت دواعي التشنيع موجودة لأي فعلة قد يقوم بها نبينا الأكرم(ص)ولو كان صدر منه أي ذنب أو أمر يخل بالمروءة والشرف حتى قبل البعثة لكان هذا السبب الوجيه لمعارضته والتشنيع به فكيف وكان النبي(ص) يسمى قبل البعثة بالصادق الأمين وهذا الدليل على عصمته وتنزهه عن الذنوب والمعاصي والتي صور لها كتب العامة وفي صحاحهم وكتبهم وهذا أم المصائب والدواهي في التطاول على حضرة النبي(ص).
من هنا أثبتنا عصمة حبيب الله محمد(ص) وننتقل الآن عصمة الزهراء ولكي أفتتح هذا الطرح بمقوله للأمام حسن العسكري(ع) الذي يقول: ((نحن حجج الله على أرضه وأن أمنا فاطمة حجة الله علينا))فمن هنا أن الزهراء روحي لها الفداء شهد بعصمتها من خلال قول أمامنا المعصوم ولكن لننتقل في عصمتها من خلال الأدلة العقلية كما قلنا حيث شهد بعصمتها في كتابنا الكريم حيث قال :
1 ـ ((إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطّهركم تطهيراً))الأحزاب آية 23.وهذا دليل على التمسك بأهل بيت النبوة وهم كعلي وفاطمة والحسن والحسين وهذه آية التطهير التي باتفاق الآراء وإجماعهم أنها نزلت بحق هؤلاء الصفوة الطاهرة المطهرة وهو دليل على تنزيههم من كل معصية ومطهرون من كل ذنب.
2 ـ ((فمن حاجك من بعد ما جاءك من العلم،فقل تعالوا ندعُ أبناءنا وأبناءكم،ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الظالمين))آل عمران آية 61. وقد شرحنا في أكثر من مقالة أن المراد ب(نساءنا)هو فاطمة الزهراء(ع) وتدل أن الخمسة التي تم المباهلة بهم مع نصارى نجران هم صفوة الله المختارة لأنهم على درجة من التقوى والاستقامة والمنزلة العالية عند الله سبحانه وتعالى.وحسبها أن الرسول(ص) أختارها من بين تسع نساء هم أمهات المؤمنين ومن بين نسوة غاية في الحسب ومزكيات في المغرس والمنبت وغرة المجد كأم هانئ وصفية فهذا يدلل على عصمتها حسب ما ينطق به العقل وأفضليتها على كل النساء لهذا تم الاختيار من قبل سيدنا محمد(ص)إذ لا ينطق عن الهوى أن هو وحي يوحى وهو الاختيار الصحيح لكي يتم عليه الاختيار من قبل الله وهو تم إلا من سمو القدس وغلبة الروحانية في الإنسانية المطهرة المهذبة وتكامل كل المثل العليا فيها وحين تجمعت القوى الروحية والنواميس القدسية في هذا الملاك الطاهر الطاهر فقد تهيأت لهذه النفس لكل مقومات المثل العليا وأصبحت معجزة في الفضيلة والتقوى ،وهكذا كانت فاطمة الزهراء(ع)فقد تجمعت في نسويتها نواميس روحية وكمالات نفسية رفعتها إلى معالي الإنسانية في أعلى درجاتها فهي أذن سيدة نساء العالمين.
أما شهادة النبي(ص) بعصمتها سوف أورد أحاديثه الشريفة والمتفق عليها في كل كتب العامة والخاصة وهي : -
1 ـ قوله(ص) : ((إن الله يغضب لغضب فاطمة،ويرضى لرضاها))وهذا شاهد أن الله لا يغضب لغضب من عباده إلا إذا كان معصوماً. وإلا كان غضب الله لغضب عبده المذنب والمرتكب للمعاصي أقرار منه للمعاصي وهذا فعل قبيح يتنزه سبحانه وتعالى عن ذلك.
2 ـ قوله(ص) : ((فاطمة سيدة نساء أهل الجنة))وفي هذا أثبات على احتلال الزهراء روحي لها الفداء الكمال النسوي وهذا لا يحصل إلا بتنزهها عن الذنوب والمعاصي.
3 ـ قوله(ص) : ((أني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما أن تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً،وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض))وهنا قد أمر النبي(ص) بالتمسك بالثقلين وقارن العترة بالكتاب وهذا دليل على عصمة العترة لأنهم لو لم يكونوا معصومين لم تصح مقارنتهم بكتاب الله عز وجل ووجوب التمسك بهم.
ونحن لو أردنا الإطالة لتوجد الكثير من النصوص التي تؤيد ما ذهبنا إليه ولكن ذكرنا هذه الأمور لحصول على الزبدة والإفادة وعدم التطويل.
وفي أجزاء قادمة سوف نستمر مع السيرة العطرة والزكية لسيدة نساء العالمين(ع) في الزواج المبارك للنور من النورة أنشاء الله وأن كان لنا في العمر بقية.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والصلاة على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى أهل بيته الغر الميامين.
ونسألكم الدعاء والمسألة
------------------------------------------------
المصادر :
نفس المصادر السابقة
البحرانية
29-05-2009, 02:57 AM
اللهُمَ صَلْ عَلىَ مُحَمَدٍ وََ آَلِ مُحَمَدٍ الطَيِبِين الطَاهِرَينْ المُنْتَجَبِين وَعَجِلْ فَرَجَهُمْ وَ سَهِلْ مَخْرَجَهُمّ الشَرَيفْ
وَإجْعَلْنا مِن شِيعَتَهُم وَ أنصَارِهِم وَخُدَام تُرَابَ أقْدَامِهْم أرْوَاحُنَا لهُمْ الفِداءْ وَإِلْعَنْ أَعدَائَهِمْ إَلىَ يَوم الّدِينْ
عبود مزهر الكرخي
30-05-2009, 08:21 PM
نفحات عطرة من سيرة سيدتنا فاطمة الزهراء(عليها السلام) الجزء السادس
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على نبينا أبو القاسم محمد قنديل السماء وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين
إما بعد فنستكمل أجزائنا في سيرة فاطمة الزهراء(ع) التي سجل حياتها وسيرتها التاريخ بأحرف من نور بقت خالدة إلى يوم يبعثون وندعو من الله أن يوفقنا في ذلك.
زواج النور من النورة :
والآن أصبحت روحي لها الفداء شابة يافعة فالجمال المفرط والخلق الفاضل والفصاحة التامة والبلاغة الراقية والشرف العريض والنسب المشرق وغير ذلك من الأمور التي لا يرقها بها أي إنسان ذكر أو أنثى ولا ننسى الأغراض السياسية والاجتماعية التي كانت مدعاة إقبال الكثيرين للإقبال على النبي(ص) للمفاوضة بشأن هذا الزواج من الصديقة الطاهرة.
وقد تقدم لخطبتها أبو بكر لخطبتها فكان جواب النبي(ص) : أنتظر بها القضاء ، وتقدم عمر لخطبتها أيضاً وكان جواب النبي لا يختلف عن جوابه لصاحبة، وكان يقول:إن زواجها بأمر من السماء. وورد عن أنس بن مالك أن عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان تقدموا إلى النبي فقال عبد الرحمن للنبي(ص) :يا رسول الله تزوجني فاطمة أبنتك،وقد بذلتك لها من الصداق مائة ناقة سوداء زرق الأعين محملة كلها قباطي مصر،وعشرة آلاف دينار!!
وقال عثمان : وأنا أبذل ذلك،وأنا أقدم من عبد الرحمن إسلاماً!!.
فغضب النبي(ص)من مقالتهما فتناول كفاً من الحصى فحصب به عبد الرحمن وقال له ((إنك تهول بمالك))فتحول الحصى دراً فقومت درة من تلك الدرر فإذا هي تفي بكل ما يملكه عبد الرحمن.وهكذا كان الفشل لكل من تقدم لخطبة الزهراء(ع)راجعين وقد ود علموا أن في أمر زواجها سر من الأسرار.
وأستقر النبي والمهاجرون في المدينة وبدأت الجهود لإقامة ركيزة أساسية للانطلاق منها وأمر ببناء المسجد،كما أمر ببناء دور من حوله له ولزوجاته.
وكان الإمام علي(ع) لا يزال في بيت النبي(ص) وقد بلغ في ذرف العشرين وطبيعي في هذه السن لكل شاب أن تنفتح براعم الغريزة الجنسية والبحث عن شريكة له في الحياة،وقواعد الزواج تفترض الكفاءة والتماثل بين الزوجين.
عليّ ذلك البطل العملاق.
وهو ذلك المؤمن السابق إلى الإسلام.
وهو ذلك الرجل المتحلي بكل صفات الكمال والفضل والورع والتقوى والصفات الحميدة التي يحسدها كل إنسان ويشار إليها بالبنان.
وهو في نفس الوقت أبن عم فاطمة وينحدر وإياها من نفس السلالة الشريفة فمن يا ترى أكفأ منه لها،ومنها له؟!!
فما الذي يمنع يا ترى يمنع من التقدم لخطبة ابنة عمه؟ تقول الروايات : كان يمنعه من ذلك قلة اليد..ولكن الكفاءة المفروضة بين الزوجين مادية حتى تستقر الحالة الزوجية وكل الروايات تؤكد أن الله أختار علياً زوجاً لفاطمة وأختارها زوجة له.
1 ـ ففي رواية عن الأمام جعفر الصادق(ع) أنه قال : ((لولا الله تعالى خلق أمير المؤمنين علياً(ع)لفاطمة(ع) ما كان لها كفؤ على ظهر الأرض من آدم فما دونه))
2 ـ وفي رواية أبن مسعود عن النبي(ص) : ((إن الله نبارك وتعالى أمرني أن أزوج فاطمة من عليّ))
3 ـ وفي رواية أخرى ينقلها الخوارزمي: ((إن رسول الله(ص)خرج على أصحابه ووجهه مشرق كدائرة القمر،فسأله عبد الرحمن بن عوف فقال : بشارة أتتني من ربي في أخي وابن عني وابنتي بأن الله زوج عليّاً من فاطمة..))
4 ـ وفي حديث آخر: ((إن جبرائيل جاء إلى النبي(ص) فقال : إن الله يأمرك أن تزوج فاطمة من عليّ)).
وإلى غير من الأحاديث الصريحة أن زواج النورين كان بأمر من الله ووفقاً لمشيئته.
وهذا كانت سيرة أهل البيت في قلة اليد ولكن كان هم الثراء الروحي والإنساني الذي لا يدانيه أي واحد من البشر،فلذلك عندما فاتحه أبو بكر بالتقدم لخطبة ابنه عمه بعد أن فشل جميع الصحابة في ذلك عندئذ تغرغرت عينا علي(ع) بالدموع وقال: لقد هيجت من ساكناً وأيقظتني لأمر كنت عنه غافلاً،والله إن فاطمة لموضع رغبة،وما مثلي قعد عن مثلها غير أنه يمنعني من ذلك قلة ذات اليد.فقال له أبو بكر : لا تقل هذا يا أبا الحسن فأن الدنيا وما فيها عند الله ورسوله كهباء منثور.وتقول الرواية : عند ذلك توجّه عليّ إلى النبي(ص)وكان في منزل زوجته أم سلمة فدق الباب.
فقالت أم سلمة : من الباب؟،فقال لها رسول الله من قبل أن يجيب عليّ : قومي فافتحي له الباب ومُريه بالدخول فهذا رجل يحبه الله ورسوله ويحبهما.فدخل عليّ وفاتح النبي(ص) بشأن فاطمة..
تقول أم سلمة:فرأيت وجه رسول الله يتهلل فرحاً وسروراً.ثم قال رسول الله(ص) :إن الله عزّ وجل قد زوجها في السماء من قبل أن أزوجها في الأرض وقد أشهد على زواجكم أربعين ملك في السماء.
ومهما من هذه الرواية ألا أنها تدلل بما لا يدع مجال للشك من الله اختار علياً لفاطمة هو زواج كان بأمر من السماء.
ولنأتي إلى هذا الزوج العظيم والبسيط في المهر وبكل أموره والذي باركته الله وملائكته والسماء وبعد كثير من المحاورات ولا داعي للإطالة جاء الإمام أمير المؤمنين(ع) إلى (ص) فقال له :أني لا أملك إلا سيفي وناضحتي ودرعي،فقال له (ص) :إما سيفك فهو يقاتل في سبيل الله فلا نحتاجها، وإما ناضحتك فهي لتنقلك وتنقل أهلك فأبقها، وإما درعك فأرهنه لعمل صداق فاطمة وكان درعاً حطمية باعها الأمام(ع) بأربعمائة وثمانين درهماً.
وأتى بالمبلغ ووضعه بين يدي النبي(ص).ووزعها لشراء مستلزمات الزواج والبيت والتي كانت بسيطة في مستلزمها عظيمة في قيمها التي تبين وتعطي الدرس في عدم المغالاة في طلب المهور وجعلها مسألة زواج البنت مسألة تجارية وإرهاق الزوج بالمتطلبات المادية والتي تثقل كاهله وليتعظ أهالي البنت في عدم الإكثار من الطلبات والاقتداء بمدرسة أهل البيت في كيفية الزوج والبساطة في الطلبات.
وحملت جهاز الزواج ببساطته إلى الرسول(ص)،فلما عرض عليه جعلّ يقلبه بيده ويقول: ((بارك الله لأهل البيت، وفي رواية أخرى : اللهم بارك لقوم جلّ آنيتهم من الخزف)).
أما الإمام(ع) فقد أقتصر إعداده لبيت الزوجية على ما يلي :
1 ـ فرش حجرة النوم بالرمل الناعم. 2 ـ نصب خشبة من حائط إلى حائط.
3 ـ أهاب كبش ومخدة ليف وضعها على الأرض. 4 ـ منشفة علقها على الحائط.
5 ـ وضع على الأرض قربة ماء ومنخلاً لنخل الدقيق.
فهذه الصورة الناصعة من تزويج الزهراء تنقلنا إلى المبدأ الإسلامي في التخفيف عن كاهل الأزواج،وبهذه الصورة تم التزويج.
وبقت فترة الخطوبة شهر وكان الحياء يمنع علي من طلب زوجته من رسول الله وذات يوم اجتمعت نساء النبي(ص) عند الإمام(ع) وقلن له :إلا نطلب لك من رسول الله دخول فاطمة عليك؟،فقال لهنِّ :أفعلن.
فدخلن على رسول الله،فقالت أم أيمن: يا رسول الله لو أن خديجة باقية لقرت عينها بزفاف فاطمة،وأن علياً يريد أهله،فقر عين فاطمة ببعلها واجمع شملهما وقر عيونا بذلك.
وما أن سمع النبي(ص) باسم خديجة حتى تغرغرت عيناه بالدموع وأنِّ لها أنة ثم قال: خديجة!!،وأين مثل خديجة؟!!صدقتني حين كذّبني الناس،وآزرتني على دين الله،وأعانتني عليه بمالها ـ أن الله عز زجل أمرني أن أبشر خديجة ببيت من الجنة من قصب الزمرد ولا صخب ولا نصب.
يا له من وفاء تام لزوجته التي قام الدين في أحد عماديه بمالها،وفي العماد الآخر على سيف ابن عمه علي(ع)!!.
ثم أستفسر عن عدم طلب علي لزوجته،فقال(ع) :الحياء يمنعني يا رسول الله.ثم طلب نساءه وقال لهنِّ :هيئوا لابنتي وابن عمي في حجرتي بيتاً.
فأعدت أم سلمة غرفتها للعروسين،ثم أمر رسول الله علياً بأن يصنع لأهله طعاماً فاضلاً وقال له : من عندنا اللحم والخبز،وعليك التمر والسمن.فأشترى الإمام التمر والسمن وأمر رسول الله(ص)بذبح كبش سمين،وخبز خبزاً كثيراً وهشم الخبز بيديه مع التمر والسمن ثم قال أدع يا علي من أحببتن وصعد إلى ربوة وقال : أجيبوا إلى وليمة فاطمة .
فاقبل الناس إرسالاً ويقول الإمام روحي له الفداء : فاستحييت من كثرة الناس وقلة الطعام،فعلم رسول الله(ص) ما تداخلني فقال : يا علي أني سأدعو الله بالبركة.فأكل القوم عن آخرهم وقد بلغوا أربعة ألاف دون أن ينقص من الطعام شيء. ثم أخذ صحناً وجعل فيها طعاماً وقال : هذا لفاطمة وبعلها.وزفها رسول الله ببغلته الشهباء مثنى عليها قطيفة وقال لفاطمة أركبي،وأمر سلمان أن يقود بها.ومشى الرسول(ص) خلفها ومعه بنو هاشم مشهرين سيوفهم ونساؤه يرجزن مع نساء عبد المطلب ونساء المهاجرين والأنصار.ووصل الجمع إلى بيت الزوجية إلى إن دخلن الدار،وفي دار الزوجية أنفذ الرسول إلى علي فدعاه،ثم هتف بفاطمة وأخذ علياً بيمينه وفاطمة بشمالها،ووضع يدها في يد علي،ثم قال : أذهبا إلى بيتكما جمع الله بينكما،وأصلح بالكما أستودعكما الله.
ثم أغلق الباب عليهما..
هذا وفي الأجزاء القادمة أنشاء الله سوف نسلط الضوء على هذا البيت المبارك وحياتهما الزوجية لكي نتعلم منها الدروس العظيمة لأن حياة أهل البيت كلها عبر ودروس تعلم الأجيال جيلاً بعد آخر عن عظم أهل بيت النبوة ومدرستهم التي تكون لكل واحد منا عليه أن يتعلم منها ويجعلها دليل حياته لكي يسير في ركب أهل البيت.
ونسألكم الدعاء والمسألة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبود مزهر الكرخي
03-06-2009, 07:00 PM
نفحات عطرة من سيرة سيدتنا فاطمة الزهراء(عليها السلام) الجزء السابع
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على خير خلق الله سيدنا أبو الزهراء محمد وعلى آل بيته الطيبين الأطهار
نستكمل مسيرتنا في تتبع النفحات العطرة من سيرة سيدة نساء العالمين الراضية المرضية فاطمة الزهراء(ع)،وكنا قد تناولنا بشيء من التفصيل الزواج المبارك للنورين والآن لندخل هذا البيت المبارك بيت الزوجية الذي هو قد سبق كل العلماء التربويين والمفاهيم التربوية والذين ينادون بها الآن العلماء المختصين في التربية والتي أطلب من كل المختصين في مذهبنا دراسة الحالة الفريدة والمتميزة على مدى التاريخ في هذا البيت المبارك الذي يباركه الله ورسوله وملائكة السماء،ونحن نتناول هذه الأمور لكي نؤكد أن منهج أهل البيت منهج تناول مختلف مناحي الحياة ومنها القضايا الاجتماعية ونعرف أنه مذهب نتعلم باستمرار كل وجوه الحياة ولا نركز فقط على معرفة ولادة أئمتنا ووفاتهم بل يجب أن نعرف سيرة حياتهم والدروس التي يعطونها لأتباعهم وللإنسانية جمعاء في سلوكهم وتتبع الأثر الخالد الذي تركوه لنا.
في بيت الزوجية :
وندخل هذا البيت المبارك الذي يظهر فيه صورة رائعة لمواساة الفقراء،فقد أبت روحي لها الفداء إلا أن يكون على هذه الصورة لكي لا تتعلق بع أعين الفقراء.
ومنذ اليوم الأول بدأت العمل في البيت وتمشية أمور البيت ولا يهم أنها بنت الرسول وبضعته الطاهرة،وفي المقابل نجد أن نساؤنا في الوقت لا يجوز أن تشتغل في أول أيامها وما إلى ذلك الأمور التي تعرفها النساء فهل هذا السلوك يتطابق مع السلوك الحوراء الإنسية(ع)،وهل ذلك البطل أمير المؤمنين جالس مع الرجال ولا يهتم بزوجته بل كان على العكس يساعد زوجته في طحن الحبوب بالرحى وعجن الخبز والمساعدة في أشغال البيت وه ذلك الشجاع الذي قتل صناديد العرب وفرسانهم فهل يقوم رجالنا بهذه الأمور والاقتداء بأمامنا.وتقول الروايات: أنها استسقت بالقربة حتى أثر في صدرها،وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها،وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها،إلى أن نالها من النصب ما جعلها ترجو نبينا الأكرم(ص) في استئجار خادم لها تساعدها في شؤون البيت،فأنفذ لها جارية للخدمة سمّها (فضة)وقد حصلت على خادمة فأنها لم تخلد إلى الراحة،بل ظلت نعاون(فضة)حتى جعلت الخدمة لها يوم ولخادمتها يوم..فهل توجد قمة وروعة في الإنسانية في كل العلم وهذا ما يعلمنا إسلامنا اوأهل بيتن النبوة(عليهم السلام أجمعين)الرأفة والعطف على من بخدمتهم،فهذه أبنة رسول الله لم تترك العمل كله لجاريتها ولم تكن كباقي نساء المدينة السيدة العاطلة التي لا يهمها سوى تزيين نفسها ولبس الملابس الفاخرة للمشاركة في المجالس والمناسبات،فهي تضرب أرو الأمثال للزوجة الوفية لزوجها والشاعرة بمسؤوليتها،والمواسية لمن هي دونها.
وكان يبلغ من وفائها لزوجها أنها كانت تخفي ألآمها عن زوجها ولا تشكو إليه وغصص تتجرعها على مضض وتخنقها العبرة..ولكن ما أن يأتي زوجها حتى تبتسم له،وتهش وتنش.وكل رعاية لعواطفه من أن تجرح ولآلامه من أن تزداد،وللرحب من أن يضيق عليه وتمسك نفسها من أن تأن أنة أو تتحسر مداراة لزوجها.ومن هنا تنكشف الزيف في الفرية التي أختلقها للطعن في سلوك الإمام مع الزهراء أو عكسه وقصة المشادة التي أختلقها بعض الحاقدين على أهل البيت وخروجه من البيت وبحث النبي عليه ووجده نائماً على الأرض والعرق يتصبب منه فيناديه الرسول(ص) : ((قم يا أبا تراب)) ويقوم وتنتهي الفرية بمصالحة بين الزوجين.والفرية واضحة ومدسوسة من قبل الحاقدين على أمير المؤمنين(ع)سيف الحق وخليفة النبي والإمام المعصوم فهل يحصل منه هذا التصرف ثم أن تلك المراة وهي الزهراء(ع) التي تتعصر الألم ولا تذكر لزوجها وهي الحوراء التي بضعة الرسول فهل يعقل أن يدور كلام بينها وثم تشتكي إلى الرسول .
ونأتي إلى السند والنص فالراوي هو (أبو هريرة) وهو معروف بتلفيقه الأحاديث والذي يعتبره العامة راوي حديث مسند وروى عن النبي أكثر من أربعة ألاف حديث ولم يرافق النبي ولم يعرفه إلا سنتين وقد كان فقيراً وأسكنه الرسول في بيت الصفا للفقراء وهو لا يدع مجالاً للشك لمعرفة التحريف والنقصان وهو بما لا يدع الشك القصد منه النيل من شخصية الإمام روحي له الفداء،ولو كان الحديث صحيحاً لأهتم به جملة من الرواة ولكن انفراد أبو هريرة يضعف في النفس الثقة والاطمئنان بصحة صدروه.وهذه الملاحظات تكشف لنا بوضوح مقدار الحقد والكيد الشديد الذي كانت تكن لبطل الإسلام وسيف الرسول(ص) روحي له الفداء أمير المؤمنين(ع) ووصي رسول رب العالمين ومن هنا نحتاج إلى مراجعة كاملة للتاريخ والذي كان يكتب وفق أهواء الحكام والسلاطين في ذلك الوقت .
ومن ثمار الدوحة الهاشمية هي خمسة ثمار وهي غصون طيبة وأعواد رهيفة سرعان أن قضت الأحداث على البرعم الخامس ولم تتفتح أكمامه بعد وبقيت البراعم الأربعة تمد الإسلام والإنسانية الماء والغذاء وتضفي كل الخير عليهم وأسماؤهم ك
1 ـ الحسن(ع) 2 ـ الحسين(ع)
3 ـ زينب(ع) 3 ـ أم كلثوم
5 ـ المحسن: : اسقط من بطن أمه روحي له الفداء
وأسماؤهم كلها من النبي (ص) وكان يحيطهم برعايته وحنانه وكان هم النسلة الطاهرة والمشرقة لنبينا وحبيبنا محمد(ص)والذين ظلوا الأنوار الساطعة التي تحكي نوره عبر الأجيال.
وهي كانت بحق أمراة كاملة اجتمعت فيها كل مزايا الكمال الإنساني وفي جانبه النسوي..وجمعت كل معاني العظمة والفضيلة والشرف والكمال فهي كانت .
خير أما لأبيها... وخير زوجة لزوجها...
وخير أم لأولادها....
تكونت شخصيتها من خيوط نيرة لنبينا الأكرم محمد(ص)،وعلياء خديجة لحمتها..وحيك شرف عليّ(ع)الخيوط وأكسبها رونقاً بهاءً فجاءت زاهية وعظيمة.
ومن مثل فاطمة من شرف وموئل وحسب كلها اجتمعت في أبيها العظيم وأمها الزاكية وزوجها الطاهر وأبنائها الميامين والتي لم تجتمع لأي من البشر أجمعين وحسبها أبيها رسول الله الأكرم(ص) بأن ليس سيدة العالمين فحسب بل سيدة نساء أهل الجنة .
عند ذلك القلم يجف!..واللسان يكل!.. والعين تبهر!..وكل الرؤوس تخضع أجلالاً!..
وفي أجزاء قادمة سوف نستمر مع السيرة العطرة والزكية لسيدة نساء العالمين(ع) والقيام بالتحليل للتربية الفاطمية والعظيمة أنشاء الله وأن كان لنا في العمر بقية.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
والصلاة على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى أهل بيته الغر الميامين.
ونسألكم الدعاء والمسألة
-----------------------------------------------
المصادر :
نفس المصادر السابقة
عبود مزهر الكرخي
07-06-2009, 08:11 PM
نفحات عطرة من سيرة سيدتنا فاطمة الزهراء(عليها السلام)الجزء الثامن
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين سيدنا أبو الزهراء محمد وعلى آل بيته الطيبين الأطهار
نستكمل موضوعنا عن السيرة الجميلة والعطرة لسيدة نساء أهل الجنة سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء (عليها أفضل السلام) والتي من خلالها نتعلم منها الدروس والعبر التي لا تنتهي من هذه السيدة العظيمة والجليلة روحي لها الفداء.
التربية الفاطمية :
والواقع نحن لو أسميناها التربية المحمدية يكون هو الصحيح وكل العالم الآن ومنذ قديم الأزل تعتبر مسألة التربية من اخطر المسائل الإنسانية لأنها تتوقف بناء أي مجتمع من المجتمعات لأن التربية هي التي توجه المجتمع نحو الخير أو الشر والإنسان لا يستغني في أي مرحلة من مراحل حياته من التربية ووضعه على طريق الإصلاح والخير، فالشاب يحتاج إلى التربية لكي تزجه طاقاته وإمكاناته نحو الإنتاج الفعال وترشده إلى الموازنة بين عواطفه وميوله وأهوائه وحسب المقاييس الصحيحة.وحتى الشيخ الكبير يحتاج إلى التربية لكي يتم الاستفادة من تجاربه لكي يتبّناها ويدافع عنها،ويدفع الآخرين لالتزامها.وتزداد التربية أهميتها بالنسبة للأشخاص الذين يمتلكون قابليات وراثية والذين يمتلكون صفات تجعلهم متميزين عن الآخرين وهي كالشجرة التي لو تمت مراعاتها وتربيتها ولاقت تربية جيدة لأصبحت شجرة باسقة تمد بأغصانها وتخطف الأبصار بأثمارها.
وهذا مما ركز اهتمام(ع) بتربية أولادها بمعونة زوجها الإمام(ع) لترسيخ المفاهيم والقيم التي خرجت منها تلك الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة التي لم تدنسها الجاهلية بانجاسها والعمل على بروز نبوغهم وعبقريتهم لكي تنجح نجاحاً تاماً ولكي يأتي علماء التربية والاجتماع وينهلوا من هذه المدرسة التربوية العالية في كل مصاف المعاني والقيم.وسوف نوضح بفقرات نأخذ منها المهم لكي تتعلم كذلك منها الأمهات والإباء وكل من له صلة بالعملية التربوية.وسوف نوضح بعض الفقرات التي تقوم عليها هذه التربية :
1 ـ احترام شخصية الطفل :
كانت الزهراء(ع) تهتم كثيراً باحترام شخصية الطفل تعاملهم معاملة الرجال وحتى التخاطب معهم على أساس ذلك.وهذه الأمور هي من الأمور التي تبني شخصية الطفل وأن يشب وهو رجل له طموحاته واستقلاله وكان هذه الاحترام له الأثر الفعال في أبناء رسول الله(ص)وجعلهم يشعرون بمنزلتهم وبناء شخصيتهم وهذه الشخصية هي التي أنتجت شخصية أبو الأحرار سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين(ع) الذي رفض الخنوع والخضوع لمعسكر الكفر والظلام وحارب يزيد بثلته القليلة كل جيوش يزيد واسقط كل عروشهم وتيجانهم ،وهي التي أنتجت بطلة كربلاء سيدتنا ومولاتنا زينب(ع) التي يشهد لها التاريخ ببطولاتها في مواجهة يزيد وأعوانه الكفرة.
2 ـ التربية على أساس الأيمان :
كل تربية لا تستند على أساس الأيمان بالله فلا قيمة و لا جدوى لها وهذا ما نلاحظه في المجتمعات الغربية والمجتمعات التي لا تستند على الأيمان فنلاحظ بالرغم من كل وجود الإمكانيات والمستلزمات للتربية الحديثة وهذا يكون ملموساً في المجتمعات المتقدمة حيث نلاحظ مدى ضعف الروابط الاجتماعية والانحلال الخلقي وتفشي الجريمة والمخدرات وكل النواحي السيئة في هذه المجتمعات.
أما سيدتنا روحي لها الفداء كان بيتها المتواضع منار للأيمان ومشكاة للهداية..وقد أرضعتهم الأيمان الخالص لوجه الله تعالى وغذتهم بكل القيم الروحية العالية ولذلك كانوا بحق الامتداد الروحي لرسالة جدهم العظيم.وهذا ما نلاحظه في التربية التي تربى عليها سيدي ومولاي الحسين(ع) والتربية التي تربى بها يزيد القائمة على أساس النفاق والجشع والغدر والخيانة.ونفس الشيء في تربية سيدي الحسن(ع) ومعاوية فنلاحظ البون الشاسع بين التربيتين.
3 ـ الاستقامة :
وقد حرصت روحي لها الفداء على تنشئة أولادها على هذا المبدأ ولهذا فقد عودتهم على الصراحة والصدق والوفاء بالوعد وقد شبوا على هذا الأساس وكان يشار إليهم في مجتمعهم بالبنان..وخصوصاً عندما أحتل الحسنان مراكز الإمامة والقيادة.
ولنأخذ الحادثة للسيدة زينب(ع) الطفلة البريئة التي تربت على الاستقامة في حضن أمها،عندما أجلسها أمير المؤمنين(ع) مع أخيها العباس(ع) يوماً،وقال للعباس :
ــ قل : واحد فقال : واحد فقال : قل : أثنين
فقال العباس : أستحي أن أقول باللسان الذي قلت واحد : اثنان!
فقبل عليّ(ع) عينيه،ثم التفت إلى زينب فقالت :
ــ يا أبتاه،أتحبنا؟ قال : نعم يا بنيتي،أولادنا أكبادنا!
فقالت(ع) : يا أبتاه،حبان لا يجتمعان في قلب المؤمن : حبّ الله،وحبّ الأولاد.وأن كان لا بدّ فالشفقة لنا والحب لله خالصاً.فهذا الحوار القصير يكشف عن مدى الوعي الكبير لهذه الطفلة الصغيرة وهي أرادت أن تقول أني تلقيت منك ومن أمي أن الحب لا يكون إلا لله تعالى وأن المؤمن لا يعمر قلبه إلا بحب ربه.فالحب يكون لله والشفقة للأولاد.
4 ـ الاعتماد على النفس :
وهي من الأمور الواجبة لبناء شخصية الطفل مع تسلحه بالعلم والأيمان ويكون ذلك بجده واجتهاده،وأن المرء مرهون بعمله وهو الذي يتحمل ما يصدر منه من خير أو شر وهو مسؤول عن أعمالة ولها قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ((كلّ نفس بما كسبت رهينة))المدثر آية38.ويقول أيضاً ((وأن ليس للإنسان إلا ما سعى،وأن سعيه سوف يُرى))النجم آية39.
ويقول سيدنا ومولانا أمير المؤمنين(ع) : ((الشرف بالهمم العالية،لا بالرمم البالية))وأيضاً يقول : ((قدر الرجل على قدر همته)).وهذا ما يجب على الوالدين تنشئة طفلهم على الاعتماد على النفس منذ الصغر.
وقد لاحظنا ذلك جلياً في سلوك الحسنان(عليهم السلام)والمنزلة العظيمة التي كان يحتلانها في قلوب جميع المسلمين دون التفاخر بمنزلة أبويهما وهذا يرجع للتربية السليمة التي كان يتلقانها من قبل أبيهما العظيم، وأمهما الصديقة الطاهرة.
وهكذا تبقى سيدتنا الزهراء المعلمة الأولى التي أخرجت تلك النماذج الرائعة والفذة في أولادها وهذا من التربية التي تلقتها في بيت الوحي والرسالة.
ولنستمع إلى علم من إعلام الأمة الإسلامية في توضيح أثار التربية الإسلامية فهو يقول :
(ما وصلنا من أخبار فاطمة يصوّرها لنا بصورة المعلمة الأولى للمسلمات اللواتي كنّ يقبلن على بيتها مستفهمات متعلمات فتفيض عليهنِّ فاطمة بما وعته من علم وتثقفهنّ بثقافة العصر وتشعهنّ على طلب العلم والمعرفة،وهكذا كان بيتها المدرسة الأولى في الإسلام للمرأة).
ومع فإن فقدان التدوين وكذلك الكره الذي يكنه حكام ذلك العصر لأهل البيت قد حرمنا الكثير من أخبارها روحي لها الفداء لم يصلنا منها إلا القليل ولكن وصلنا الكثير من أخبارها إذ أنها ماتت وهي في عنفوان الشباب فهي كانت متوجهة لتثقيف الجماهير الإسلامية جماعات وأفراد وما جاء في خطبتها التي ذكرناها خير دليل على ذلك وحريٌّ بنا أن نضعها في مصاف القوانين والدساتير في وقتنا الحاضر وكان إقبال النساء عليها طالبات للعلم يرسينا بعض حقائق فاطمة العالمة المعلّمة.
وحتى الرجال كان يقصونها مستفيدين مها ومن الأمثلة مجيء أبن مسعود عندما سألها وقال لها : يا ابنة رسول الله،هل ترك رسول الله عندك شيئاً نتعلمه؟فقالت(ع) : يا جارية هاتي تلك الأوراق طلبتها فلم تجدها.فقالت فاطمة : ويحك اطلبيها فأنها تعدل عندي حسناً وحسيناً..إلى أخر الخبر.
وكذلك أن امرأة جاءت تسأل روحي لها الفداء مسائل علمية فإجابتها عن سؤالها الأول،وظلت سأل حتى بلغت أسئلتها العشرة .ثم خجلت من الكثرة،فالت : لا أشق عليك يا ابنة رسول الله ، فقال (ع) : هاتي وسلي عما بدا لك.أني سمعت أبي يقول : ((أن علماء أمتنا يحشرون فيخلع عليهم من الكرامات على قدر كثرة علومهم وجدّهم في أرشاد عباد الله))
وهذ هي حال المعلمة الأولى سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء(ع) التي لا يوفي القلم والصفحات عنها.
وفي أجزاءنا القادمة سوف نستكمل السيرة البهية والعطرة لسيدة نساء العالمين(ع)
وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين
والصلاة على سيد الخلق أجمعين سيدنا أبو الزهراء وأهل بيته الطيبين الطاهرين.
ونسألكم الدعاءوالمسألة.
----------------------------------------------------------
المصادر :
نفس المصادر السابقة
فطرس11
13-07-2009, 10:43 PM
اللهم صل على محمد وعلى آله وعجل فرجهم يا كريم
بارك الله فيكم
موفقين
Dr.Zahra
08-08-2009, 08:54 PM
http://dc01.arabsh.com/i/00220/1il18n24nnrc.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم العن ضالمي مولاتنا فاطمه
سلمكم الله وسلم أناملكم الزهرائيه الفاطميه
وهنيئا لنا التزود من علومكم الزهرائيه
وفقتم
ودمتم محاطين بالالطاف المهدويه
http://dc01.arabsh.com/i/00220/1il18n24nnrc.gif
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024