المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هو حق الشيعة او السنة ؟ وما الدليل


السید الامینی
18-05-2009, 10:55 AM
السلام عليكم

الاسلام دين الله , إن الدين عند الله الإسلام , ونبي هذا الدين هو محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله) , ومعجزة الإسلام القرآن الكريم , والتشيع هو الإسلام , والإسلام هو التشيع , ومنشأ الاختلاف كان بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله) , وأصل الإختلاف في الإمامة.

ومن المتسالم عليه عند الجميع أن جميع الأنبياء كان لهم أوصياء.

فهل لنبينا محمد (صلى الله عليه وآله) وصي ؟

هل عيّن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الخليفة من بعده ونص عليه ؟

وإذا لم يكن قد عيّن الخليفة هل وضّح الرسول(صلى الله عليه وآله) نظام الحكم في الإسلام ؟

وما هي الأسس التي تبتني عليه الأمة في تعيين الخليفة ؟

هل الخلافة ببيعة الناس لشخص ؟

حتى ولو كان كبار القوم قد تخلفوا عن البيعة ، كما حدث لخلافة أبي بكر ! أم أنها بالنص والتعيين كما نص أبو بكر على عمر ؟

! أم أنها بالشورى كما حدث لعثمان؟

, مع العلم أن الشورى ما كانت حقيقية , وإنما هي اقرب ما تكون إلى مسرح أو تمثيلية !!
أناس اعتمدوا على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأدلة العقل والفطرة،

وقالوا : إن الإمامة بالنص

, نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على علي (عليه السلام) بالإمامة

, والإمامة الهية

, واحتجوا بآية التطهير

وآية الاستخلاف

وآية المباهلة

وآية الانذار

وآية التصدق بالخاتم
و ...

, وحديث الثقلين

وحديث الغدير

وحديث المنزلة

و ... ,

وأن العقل يحتم على كل انسان يريد سفراً أن يوصي بعياله من يدبر أمورهم ويرجعون إليه ,

فكيف برسول الله(صلى الله عليه وآله) يغادر أمته إلى الأبد ويتركهم سدى بلا أن يعيّن لهم خليفة . وهؤلاء الناس هم الشيعة , لمشايعتهم علياً (عليه السلام) .


هذه عناوين الموضوع و لابد من الخوض فيه لكى يتضح الحق ان شاء الله

السید الامینی
18-05-2009, 11:06 AM
يتبع ان شاء الله

عبد العباس الجياشي
18-05-2009, 11:26 AM
السلام عليكم



الاسلام دين الله , إن الدين عند الله الإسلام , ونبي هذا الدين هو محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله) , ومعجزة الإسلام القرآن الكريم , والتشيع هو الإسلام , والإسلام هو التشيع , ومنشأ الاختلاف كان بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله) , وأصل الإختلاف في الإمامة.

ومن المتسالم عليه عند الجميع أن جميع الأنبياء كان لهم أوصياء.

فهل لنبينا محمد (صلى الله عليه وآله) وصي ؟

هل عيّن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الخليفة من بعده ونص عليه ؟

وإذا لم يكن قد عيّن الخليفة هل وضّح الرسول(صلى الله عليه وآله) نظام الحكم في الإسلام ؟

وما هي الأسس التي تبتني عليه الأمة في تعيين الخليفة ؟

هل الخلافة ببيعة الناس لشخص ؟

حتى ولو كان كبار القوم قد تخلفوا عن البيعة ، كما حدث لخلافة أبي بكر ! أم أنها بالنص والتعيين كما نص أبو بكر على عمر ؟

! أم أنها بالشورى كما حدث لعثمان؟

, مع العلم أن الشورى ما كانت حقيقية , وإنما هي اقرب ما تكون إلى مسرح أو تمثيلية !!
أناس اعتمدوا على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأدلة العقل والفطرة،

وقالوا : إن الإمامة بالنص

, نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على علي (عليه السلام) بالإمامة

, والإمامة الهية

, واحتجوا بآية التطهير

وآية الاستخلاف

وآية المباهلة

وآية الانذار

وآية التصدق بالخاتم
و ...

, وحديث الثقلين

وحديث الغدير

وحديث المنزلة

و ... ,

وأن العقل يحتم على كل انسان يريد سفراً أن يوصي بعياله من يدبر أمورهم ويرجعون إليه ,

فكيف برسول الله(صلى الله عليه وآله) يغادر أمته إلى الأبد ويتركهم سدى بلا أن يعيّن لهم خليفة . وهؤلاء الناس هم الشيعة , لمشايعتهم علياً (عليه السلام) .



هذه عناوين الموضوع و لابد من الخوض فيه لكى يتضح الحق ان شاء الله

بسم الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآله الطاهرين والعنة الدائمة على أعدائهم أعداءالله
أجمعين من الأولين والآخرين
أخي الحبيب هم ممن جحدوها واستيقنتها انفسهم
نعم أشرب حب العجل في قلوبهم كما كنت بنوا إسرائيل
موضوع أكثر من رأئع
جزاك الله خير
ونحن ننتظر جواب بني وهبون

السید الامینی
18-05-2009, 11:36 AM
السلام عليكم

بارك الله بك اخي الكريم عبد العباس

السید الامینی
18-05-2009, 11:39 AM
ان شاء الله نبدأ من الوصاية لكل نبي و لنبي الاسلام عليه و اله و عليهم السلام

روى الطبراني في (المعجم الكبير 6/221) عن سلمان قال قلت: يا رسول الله: ان لكل نبي وصياً فمن وصيّك؟ فسكت عني، فلما كان بعد رآني فقال: (يا سلمان)، فأسرعت إليه قلت لبيك، قال: (تعلم من وصي موسى) قالت: نعم, يوشع بن نون، قال: (لم)؟ قلت: لأنه كان أعلمهم يومئذ، قال: (فإن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب) (انتهى). \

وروى الهيثمي في (مجمع الزوائد 9/ 165) عن علي بن علي الهلالي: (ووصي خير الاوصياء وأحبهم الى الله وهو بعلك...).


وروى ابن عساكر بسند صحيح في تأريخه (تأريخ مدينة دمشق ج42 ص47, 48) عن عباد بن عبد الله عن علي بن أبي طالب قال: (لما نزلت (( وانذر عشيرتك الأقربين )) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي اصنع لي رجل شاة بصاع من طعام (الى أن يقول) فبدرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالكلام فقال أيكم يقضي ديني ويكون خليفتي ووصيي من بعدي، فسكت العباس مخافه أن يحيط ذلك بماله، فاعاد رسول الله (صلى الله عليه وآله) الكلام، فسكت القوم وسكت العباس مخافة ان يحيط ذلك بماله، فأعاد رسول الله (صلى الله عليه وآله) الكلام الثالثة، قال - أي علي -: وإني يؤمئذ لأسوأهم هيئة إني يومئذ لأحمش الساقين أعمش العينين ضخم البطن فقلت: أنا يارسول الله قال أنت يا علي أنت ياعلي)

اخرج محمد بن حميد الرازي ، عن سلمة الابرش ، عن ابن اسحاق ، عن أبي ربيعة الايادي، عن ابن بريدة ، عن أبيه بريدة ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " لكل نبي وصي ووارث ، وإن وصيي ووارثي علي بن أبي طالب
هذا الحديث أورده الذهبي في أحوال شريك من ميزان الاعتدال ، وكذب به ، وزعم ان شريكا لا يحتمله ،
وقال : ان محمد بن حميد الرازي ليس بثقة ، والجواب : ان الامام احمد بن حنبل والامام أبا القاسم البغوي والامام ابن جرير الطبري وإمام الجرح والتعديل ابن معين وغيرهم من طبقتهم ، وثقوا محمد بن حميد ورووا عنه ، فهو شيخهم ومعتمدهم كما يعترف به الذهبي في ترجمة محمد بن حميد من الميزان ، والرجل ممن لم يتهم بالرفض ولا بالتشيع ، وإنما هو من سلف الذهبي فلا وجه لتهمته في هذا الحديث.
المصادر :
ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق لبن عساكر ج3ص5
الميزان للذهبي ج2 ص273
المناقب للخوارزمي ص42

وأخرج الطبراني في الكبير بالاسناد إلى سلمان الفارسي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " ان وصيي وموضع سري ، وخير من أترك بعدي ، ينجز عدتي ويقضي ديني ، علي بن ابي طالب
هذا الحديث بلفظه وسنده هو الحديث 2570 من أحاديث كنز العمال في آخر صفحة 154 من جزئه السادس ، وأورده في منتخب الكنز ، فراجع من المنتخب ما هو مطبوع في هامش ص 32 من الجزء الخامس من مسند احمد .

وأخرج أبونعيم الحافظ في حلية الاولياء ج1 ص63 ، عن أنس ، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب إمام المتقين ، وسيد المسلمين ، ويعسوب الدين ، وخاتم الوصيين ، وقائد الغر المحجلين ، قال أنس ، فجاء علي ، فقام اليه رسول الله صلى الله عليه وآله ، مستبشرا فاعتنقه ، وقال له : انت تؤدي عني ، وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه من بعدي
ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق لبن عساكر ج2 487
ميزان الإعتدال للذهبي ج1 ص64

وأخرج الطبراني في الكبير بالاسناد إلى أبي أيوب الانصاري ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال : " يا فاطمة ، أما علمت أن الله عزوجل اطلع على أهل الارض فاختار منهم أباك فبعثه نبيا ، ثم اطلع الثانية ، فاختار بعلك ، فأوحى إلي ، فأنكحته واتخذته وصيا

هذا الحديث بلفظه وسنده هو الحديث 2541 من احاديث كنز العمال في ص 153 من جزئه السادس ، واورده في المنتخب ايضا ، فراجع من المنتخب ما هو مطبوع في هامش ص 31 من الجزء الخامس من مسند احمد .

السید الامینی
18-05-2009, 11:42 AM
يتبع ان شاء الله

ahmed114
18-05-2009, 11:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد و آل محمد
بارك الله فيك اخي السيد الأمينى
مجهود رائع اخي الكريم والى الامام
تحياتي............

عاشق الجاروديه
18-05-2009, 12:10 PM
اللهم صل على محمد وال محمد

السلام على أهل البيت وأهل النبوه عليهم السلام

رحم الله والديك

طرح موفق ان شاء الله

من المتابعين

يرفع بالصلاة على محمد وال محمد

السید الامینی
18-05-2009, 05:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد و آل محمد
بارك الله فيك اخي السيد الأمينى
مجهود رائع اخي الكريم والى الامام
تحياتي............
حياكم الله و شكرا

السید الامینی
18-05-2009, 05:08 PM
اللهم صل على محمد وال محمد

السلام على أهل البيت وأهل النبوه عليهم السلام

رحم الله والديك

طرح موفق ان شاء الله

من المتابعين

يرفع بالصلاة على محمد وال محمد




حياكم الله و بارك الله بكم و شكرا

السید الامینی
18-05-2009, 05:26 PM
السلام عليكم

بعد ان ثبت ان لكل نبي وصي و طبعا ان الوصي لكل نبي يختاره الله تعالى لنبيه --


ثم ننقل ما روى متواترا من كتب اهل السنة بان الامام امير المومنين علي بن ابي طالب عليه السلام هو الوصي لنبي الاسلام عليهم السلام:

يروي كثير من المحدثين والمؤرخين وأصحاب السير، أنه لما نزل قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين) جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بني عبد المطلب مرتين، وفي الثانية قال لهم: يا بني عبد المطلب، إني والله ما أعلم شابا في العرب، جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى: أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فأحجم القوم عنها جميعا قلت (أي الإمام علي): وإني لأحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا:
(أنا يا نبي الله أكون وزيرك)، فأخذ صلى الله عليه وسلم، برقبتي، ثم قال: (إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا). قال: فقام القوم يضحكون، فيقولون لأبي طالب: (قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع
---


تفسير الطبري 19 / 74 - 75 (ط بولاق)، شرح نهج البلاغة 13 / 210 - 212، السيرة الحلبية 1 / 460 - 461، أبو جعفر الإسكافي: نقض العثمانية، تفسير ابن كثير 3 / 561 (وانظر روايات أخرى في 3 / 558 - 562)، ابن الأثير: الكامل في التاريخ 2 / 63، مهدي السماوي: الإمامة في ضوء الكتاب والسنة ص 133 - 143 (القاهرة 1977)، الفيروزآبادي: فضائل الخمسة 1 / 333 - 337.




---

وروىالطبري في تاريخه بسنده عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وأنذر عشيرتك الأقربين)، دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: يا علي، إن الله أمرني، أن أنذر عشيرتي الأقربين، فضقت بذلك ذرعا، وعرفت أني متى أباديهم بهذا الأمر، أرى منهم ما أكره، فصمت عليه، حتى جاءني جبريل فقال: يا محمد: إنك ألا تفعل ما تؤمر به، يعذبك ربك، فاصنع لنا صاعا من طعام، واجعل عليه رحل شاة، واملأ لنا عسا من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم، وأبلغهم ما أمرت به، ففعلت ما أمرني به، ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا - يزيدون رجلا أو ينقصونه - فيهم أعمامه: أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به، فلما وضعته تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم، حذية من اللحم، فشقها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصحفة.

ثم قال: خذوا باسم الله، فأكل القوم حتى ما لهم بشئ حاجة، وما أرى إلا موضع أيديهم، وأيم الله الذي نفس علي بيده، وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم، وأيم الله، إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله.
فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يكلمهم، بدره أبو لهب إلى الكلام، فقال:
لهد ما سحركم صاحبكم فتفرق القوم، ولم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: الغد يا علي، إن هذا الرجل سبقني إلى ما قد سمعت من القول، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت، ثم اجمعهم.
قال: ففعلت، ثم جمعتهم، ثم دعاني بالطعام فقربته لهم، ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا حتى ما لهم بشئ حاجة، ثم قال: اسقهم، فجئتهم بذلك العس، فشربوا حتى رووا منه جميعا ثم تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا بني عبد المطلب، إني والله ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟
قال: فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت: وإني لأحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأطمشهم ساقا: أنا، أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي، ثم قال: (أنت أخي ووصيي، وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا)، قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: (قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع).


وروى الإمام الطبري أيضا في تاريخه بسنده عن أبي صادق عن ربيعه بن ناجد، أن رجلا قال لعلي عليه السلام: يا أمير المؤمنين بم ورثت ابن عمك صلى الله عليه وسلم، دون عمك؟ فقال علي: هاؤم! ثلاث مرات، حتى اشرأب الناس، ونشروا آذانهم، ثم قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، - أو دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم - بني عبد المطلب، منهم رهطة، كلهم يأكل الجذعة، ويشرب الفرق (مكيال يكال به اللبن)، قال: فصنع لهم مدا من طعام، فأكلوا حتى شبعوا، وبقي الطعام، كما هو: قال: ثم دعا بغمر، فشربوا حتى رووا، قال: ثم قال: يا بني عبد المطلب، إني بعثت إليكم بخاصة، وإلى الناس بعامة، وقد رأيتم من هذا الأمر، ما قد رأيتم، فأيكم يبايعني على أن يكون: أخي وصاحبي ووارثي؟ فلم يقيم إليه أحد، فقمت إليه - وكنت أصغر القوم - قال: فقال: إجلس، قال: ثم قال ثلاث مرات، كل ذلك أقوم إليه، فيقول لي: إجلس، حتى كان في الثالثة، فضرب يده على يدي، قال: فبذلك ورثت ابن عمي صلى الله عليه وسلم، دون عمي




تاريخ الطبري 2 / 319 - 322 (ط دار المعارف - القاهرة 1977)

السید الامینی
18-05-2009, 05:34 PM
وفي السيرة الحلبية: أنه لما نزل قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين) جمع صلى الله عليه وسلم، بني عبد المطلب في دار أبي طالب، وهم أربعون رجلا - وفي الإمتاع خمسة وأربعون رجلا - فصنع لهم (علي) طعاما - أي رجل شاة مع مد من البر، وصاعا من لبن - فقدمت لهم الجفنة، وقال: كلوا بالسم الله، فأكلوا حتى شبعوا، وشربوا حتى نهلوا - وفي رواية حتى رووا -، وفي رواية قال: ادنوا عشرة عشرة، فدنا القوم عشرة عشرة، ثم تناول القعب الذي فيه اللبن، فجرع منه ثم ناولهم، وكان الرجل منهم يأكل الجذعة، وفي رواية: يشرب العس من الشراب في مقعد واحد، فقهرهم ذلك.
فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتكلم، بدره أبو لهب بالكلام، فقال: لقد سحركم صاحبكم سحرا عظيما، وفي رواية: ما رأينا كالسحر اليوم، فتفرقوا ولم يتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما كان الغد قال: يا علي عد لنا بما صنعت بالأمس من الطعام والشراب، قال علي: ففعلت، ثم جمعتهم له صلى الله عليه وسلم، فأكلوا حتى شبعوا، وشربوا حتى نهلوا، ثم قال لهم: يا بني عبد المطلب، إن الله قد بعثني إلى الخلق كافة، وبعثني إليكم خاصة، فقال: (وأنذر عشيرتك الأقربين)، وأنا أدعوكم إلى كلمتين خفيفتين على اللسان، ثقيلتين في الميزان، شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فمن يجيبني إلى هذا الأمر، ويؤازرني - أي يعاونني - على القيام به؟

قال علي: أنا يا رسول الله، وأنا أحدثهم سنا، وسكت القوم، زاد بعضهم في الرواية: يكن أخي ووزيري ووريثي وخليفتي من بعدي، فلم يجبه أحد، فقال علي: أنا يا رسول الله، قال: اجلس. ثم أعاد القول على القوم ثانيا فصمتوا، فقام علي، فقال: أنا يا رسول الله، فقال: اجلس، فأنت أخي ووزيري ووصيي ووارثي وخليفتي من بعدي -1


وروى المحب الطبري (615 - 694 هـ) عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لكل نبي وصي ووارث، وإن عليا وصيي ووارثي، قال:
خرجة البغوي في معجمه (2).

وفي مسند علي بن أبي طالب عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بني عبد المطلب، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا، وقلت: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي وقال: هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا-3



(1) السيرة الحلبية 1 / 460 - 461 (ط الحلبي - القاهرة 1964).
(2) المحب الطبري: الرياض النضرة 2 / 234، وانظر: أحمد بن حنبل: المسند 1 / 111، 159، 331، فضائل الصحابة 2 / 615 (حديث رقم 1052)، 2 / 650 - 651 (حديث رقم 1108) 2 / 712 - 713 (حديث رقم 1220) المستدرك للحاكم 3 / 125 - 126، 172، مجمع الزوائد للهيثمي 8 / 253، 9 / 113، 134، 146، 165، كنوز الحقائق للمناوي ص 42، 121، كنز العمال للمتقي الهندي 6 / 153، 154، 392، 397، 8 / 215، أبو نعيم:
حلية الأولياء 1 / 63، الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 11 / 112، 12 / 305، النسائي: تهذيب خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص 29، طبقات ابن سعد 1 / 124، 125.

(3) الطبري: تهذيب الآثار - مسند علي بن أبي طالب - القاهرة 1982 ص 62 - 63 (نشر جامعة محمد بن سعود الإسلامية بالرياض).

السید الامینی
18-05-2009, 05:49 PM
فهذه الروايات تثبت بالوضوح الوصاية الالهية لمولانا امير المومنين عليه السلام

اما من طريق الشيعة فالروايات الدالة على الوصاية لعلي عليه السلام متواترة و منها:

ويروي ابن رستم الطبري: أن عليا والعباس تنازعا في تركة رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم، فروي عن أبي رافع أنه كان عند أبي بكر، إذ جاء علي والعباس، فقال العباس: أنا عم رسول الله ووارثه، وقد حال علي بيني وبين تركته، فقال أبو بكر: فأين كنت يا عباس، حين جمع النبي صلى الله عليه و اله وسلم، بني عبد المطلب، وأنت أحدهم، فقال: أيكم يؤازرني، ويكون وصيي وخليفتي في أهلي، وينجز عدتي ويقضي ديني ).

ويؤيد الشيخ المفيد أهمية هذا الحديث، ويرى أن مؤازرة علي للنبي صلى الله عليه واله وسلم في تلك الفترة من المناقب الجلية، التي انفرد بها علي بن أبي طالب، ومن الأمور الدالة على إمامته، ويقول في هذا الحديث: وفي الخبر ما يفيد أنه به تمكن النبي صلى الله عليه وسلم، من تبليغ الرسالة، وإظهار الدعوة، والصدع بالإسلام، فهو ناجز الإسلام، ووزير الداعي إليه من قبل الله، عز وجل، وبضمانة النبي الهدى صلى الله عليه و اله وسلم ).

هذا وقد ذكر الشريف السيد المرتضى هذا الخبر، وجعله من النصوص الجليلة في إمامة علي بن أبي طالب، وأكد صحة الخبر وتواتره ، كما جعله الطبرسي من النصوص الجليلة، وأورد رواته ، والأمر كذلك بالنسبة إلى (ابن المطهر) الذي رواه، ثم عده من أدلة الإمامة المستندة إلى السنة النبوية الشريفة

ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن (الوصية): هي من أوصاه - أو وصاه - توصية، أي عهد إليه - كما في القاموس - وقيل: هي من: وصى يصي، إذا وصل الشئ بغيره، لأن الموصي يوصل تصرفه بعد الموت بما قبله - والظاهر أن الأول أقرب.
وعلى أية حال: لا كلام في أن الوصي - سواء أكان مأخوذا من العهد، أو من وصى يصي بمعنى الوصل - هو متصرف فيما كان الموصي متصرفا فيه، ولذا قيل: إن الوصاية هي استنابة الموصي غيره بعد موته في التصرف فيما كان له التصرف فيه، من إخراج حق واستيفائه، أو ولاية على طفل أو مجنون، يملك الولاية عيه إلى آخره.

ومن ثم يبدو واضحا أن الوصي مما يختلف ولايته سعة وضيقا، بحسب اختلاف ولاية الموصي سعة وضيقا، فأوصياء سائر الناس، إنما تكون ولايتهم مقصورة على الأموال، من الدور والعقار ونحوهما، أو على الأطفال

وأما أوصياء الأنبياء، فتكون وصايتهم عامة على جميع الأمة - ذكرها وأنثاها، حرها وعبدها، كبيرها وصغيرها - وعلى جميع ما في أيديهم من الأموال - منقولها وغير منقولها - ذلك لأن كل نبي، إنما هو أولى بأمته من أنفسهم، فيكون أولى بأموالهم، بالأولوية القطعية، وإذا كان النبي أولى بهم وبأموالهم، كان الوصي كذلك.

ومن ثم فإن الأدلة على أن الإمام علي بن أبي طالب، إنما هو وصي رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم، إنما هي من الأدلة القوية، والحجج الجليلة، على أن لعلي عليه السلام، ما كان ثابتا للنبي صلى الله عليه و اله وسلم، من الولاية العامة على المؤمنين أنفسهم وأموالهم جميعا، وهذا هو معنى الإمام أو الخليفة

السید الامینی
18-05-2009, 05:58 PM
يتبع ان شاء الله

زين العابدين علي
18-05-2009, 11:43 PM
السيد الاميني المحترم السلام عليكم
لا يرى المخالفون ما رايت فهم يضعفون الروايات الواردة بالخلافه وكذلك يؤلوها الى المحبه او كلمة انية لا تتعداها الى الزمن بعدها. اما فيما يخص الفضائل فللصحابه في كتبهم اكثر مما لاهل البيت من الفضائل ولذلك لديهم الخلفاء الثلاثة افضل من اهل البيت. وليس لديهم ما يشعر بان ما ورد مقصود منه خلافة رسول الله على امور الامة.ينسب الى السيد فضل الله اعلى الله مقامة ان الرسول الاعظم اراد للتجربة ان تتحرك. لان العصور تختلف ولكل زمان بروتوكولات تحدد طريقة الخلافه. والملاحظة الان هي لو ان الخلافه اعطيت لعلي ومشي الحال الى الخليفة الثاني عشر ثم ماذا بعد ذلك؟؟؟ هل يبقى الى الابد؟ ربما هذا الطرح لايفيد ولكن منطقي؟؟

السید الامینی
19-05-2009, 12:23 AM
السيد الاميني المحترم السلام عليكم
لا يرى المخالفون ما رايت فهم يضعفون الروايات الواردة بالخلافه وكذلك يؤلوها الى المحبه او كلمة انية لا تتعداها الى الزمن بعدها. اما فيما يخص الفضائل فللصحابه في كتبهم اكثر مما لاهل البيت من الفضائل ولذلك لديهم الخلفاء الثلاثة افضل من اهل البيت. وليس لديهم ما يشعر بان ما ورد مقصود منه خلافة رسول الله على امور الامة.ينسب الى السيد فضل الله اعلى الله مقامة ان الرسول الاعظم اراد للتجربة ان تتحرك. لان العصور تختلف ولكل زمان بروتوكولات تحدد طريقة الخلافه. والملاحظة الان هي لو ان الخلافه اعطيت لعلي ومشي الحال الى الخليفة الثاني عشر ثم ماذا بعد ذلك؟؟؟ هل يبقى الى الابد؟ ربما هذا الطرح لايفيد ولكن منطقي؟؟


السلام عليكم

الرجاء من الأخوة التامل قبل التعليق

الكلام حاليا في الوصية و الروايات اهل السنة تنادي باعلى صوتها بثبوت الوصية من النبي صلى الله عليه و اله لعلي عليه السلام و الوصاية للنبي و الانبياء معناه واضح

اهل السنة يقبلوا ام لا هذا لايتغير الواقع

و نحن نقول نقدر نثبت احقية مذهب اهل البيت عليهم السلام من كتب الخصوم و اهل السنة

عبد العباس الجياشي
19-05-2009, 04:15 AM
السلام عليكم

الرجاء من الأخوة التامل قبل التعليق

الكلام حاليا في الوصية و الروايات اهل السنة تنادي باعلى صوتها بثبوت الوصية من النبي صلى الله عليه و اله لعلي عليه السلام و الوصاية للنبي و الانبياء معناه واضح

اهل السنة يقبلوا ام لا هذا لايتغير الواقع

و نحن نقول نقدر نثبت احقية مذهب اهل البيت عليهم السلام من كتب الخصوم و اهل السنة
أخي السيد الأميني جزاك الله خير
وننتظر دخول المدافعين عن ابن صهاك

السید الامینی
19-05-2009, 11:38 AM
السلام عليكم






هل عيّن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الخليفة من بعده ونص عليه ؟




بعد ان ثبت بالتواتر من كتب الفريقين ان لكل نبي وصي و وصي النبي الأسلام هو الامام امير المومنين علي بن ابي طالب عليه السلام --

هل عيّن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الخليفة من بعده ونص عليه ؟



واستدلوا في اختصاص علي (عليه السلام) بالخلافة دون سواه بأدلة كثيرة نقتصر على بعضها:
1ـ من القرآن الكريم .
قال تعالى : (( إنَّمَا وَليّكم اللّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنواْ الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاَةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) (المائدة : 55) . حيث ذهب المفسرون والعلماء من الفريقين إلى أنها نزلت في حق علي (عليه السلام) حينما تصدق بخاتمه في أثناء الصلاة .
وإليك بعض مصادرها عند الفريقين :
عند الشيعة:
1. بحار الأنوار، ج35 / باب 4 .
2. إثبات الهداة، ج3 / باب 10 .
وعند أهل السنة والجماعة :
1. شواهد التنزيل، للحسكاني الحنفي، ج1، ص161 / ح 216 .
2. تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب، ج2، ص409 / ح908 .
3. تفسير الطبري، ج6 .
4. أنساب الأشراف للبلاذري، ج2، ص 150 / ح151 ، ط بيروت .
5. الصواعق المحرقة لابن حجر .
ودلالة الآية الكريمة على ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) واضحة بعد أن قرنها الله تعالى بولايته وولاية الرسول، ومعلوم أن ولايتهما عامة فالرسول أولى بالمؤمنين من أنفسهم فكذلك ولايه علي بحكم المقارنة .
2ـ من السنة الشريفة .
أ. حديث المنزلة، وهو قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي). وهو من الأحاديث المتواترة فقد رواه جمهرة كبيرة من الصحابة.

ومصادره كثيرة، أيضا نذكر منها :
1. صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة تبوك، ج5/ص129، دار الفكر .
2. صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب من فضائل علي بن أبي طالب، ج5/ص301/ح3808 دار الفكر .
3. مسند أحمد بن حنبل، ج3/ص50/ح1490 .
4. سنن ابن ماجة، ج1/ص42/ح115، دار إحياء الكتب .
5. تاريخ الطبري، ج3/ص104 .

وتركنا الكثير للاختصار .
ودلالته على ولاية علي (عليه السلام) وإمامته بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) واضحة إذ أن هارون كان خليفة لموسى (عليهما السلام) ونبياً، وقد أثبت رسول الله 0صلى الله عليه وآله وسلم) نفس المنزلة لعلي (عليه السلام) باستثناء النبوة، فدلّ ذلك على ثبوت الخلافة له (عليه السلام) .
ب. حديث الغدير، وهو قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع حينما قام في الناس خطيبا في غدير خم ـ من خطبة طويلة ـ ثم قال : (يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه، فهذا مولاه ـ يعني علياً ـ اللهم وال من والاه وعاد من عاداه…).

وقد روى هذا الحديث جمهرة كبيرة من الصحابة وأورده جمع كبير من الحفاظ في كتبهم وأرسلوه إرسال المسلمات، وإليك بعض المصادر :

1. الصواعق المحرقة، لابن حجر الهيثمي المكي الشافعي، ص25 ، ط الميمنية بمصر .
2. كنز العمال للمتقي الهندي ، ج1/ص168/ح959، ط 2 .
3. تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ، ج2/ص45/ح545 ، ترجمة الإمام علي(ع) .
4. صحيح مسلم ، ج2/ص362 ، ط عيسى الحلبي بمصر (قريب منه) .

ودلالة الحديث على خلافة وولاية علي (عليه السلام) واضحة ، فلا يمكن حمل الولاية على معنى المحب والصديق وغيرهما لمنافاته للمطلوب بالقرائن الحالية والمقالية. أما المقالية : فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذكر ولاية علي (عليه السلام) بعد ولاية الله وولايته، ثم جاء بقرينة واضحة على أن مراده من الولاية ليس هو الصديق والمحب وما شاكل وذلك بقوله : (وأنا أولى بهم من أنفسهم) فهي قرينة تفيد ان معنى ولاية الرسول وولاية الله تعالى هو الولاية على النفس فما ثبت للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) يثبت لعلي (عليه السلام) وذلك لقوله : (من كنت مولاه فهذا مولاه) . وأما الحالية: فإن أي إنسان عاقل إذا نعيت إليه نفسه وقرب أجله تراه يوصي بأهم الأمور عنده وأعزها عليه

. وهذا ما صنعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) حينما حج حجة الوداع، حيث جمع المسلمين وكانوا أكثر من مئة ألف في يوم الظهيرة في غدير خم و يخطبهم تلك الخطبة الطويلة بعد أن أمر بارجاع من سبق وانتظار من تأخر عن الحير و بعد أمره لتبليغ الشاهد الغائب .

كل هذا فعله الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ليقول للناس إن علياً محب لكم صديق لكم، فهل يليق بحكيم ذلك ؟ وهل كان خافيا على أحد من المسلمين حب علي للاسلام والمسلمين ؟ وهو الذي عرفه الاسلام باخلاصه وشجاعته وعلمه وإيمانه .
أم ان ذلك يشكل قرينة قطعية على أنه صلى الله عليه وآله وسلم جمعهم لينصب بعده خليفة بأمر الله تعالى : ((يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس))(المائدة:67) .
وهنالك أدلة كثيرة أعرضنا عنها بغية الاختصار.
نسأله تعالى أن يعرفنا لحق حقا ويوفقنا لاتباعه .

السید الامینی
15-06-2009, 07:04 PM
السلام عليكم



وإذا لم يكن قد عيّن الخليفة هل وضّح الرسول(صلى الله عليه وآله) نظام الحكم في الإسلام ؟

وما هي الأسس التي تبتني عليه الأمة في تعيين الخليفة ؟

هل الخلافة ببيعة الناس لشخص ؟

حتى ولو كان كبار القوم قد تخلفوا عن البيعة ، كما حدث لخلافة أبي بكر ! أم أنها بالنص والتعيين كما نص أبو بكر على عمر ؟





كما هو معلوم هناك فروق كثيرة بين الشيعة والسنة في جانب العقائد والفقه و … وأساس الاختلاف بينهما هو في الإمامة والخلافة بعد رسول الله (ص).
فالشيعة الإمامية تعتقد:
1 ـ أنّ الإمامة لا تكون إلاّ بالنص .
2 ـ أنّ الامام علي بن أبي طالب (ع) هو الإمام بعد رسول الله (ص) بلا فصل كما نصّ عليه رسول الله (ص) في مواطن عديدة .
3 ـ أنّ الائمة بعد رسول الله (ص) هم اثنا عشر إمام كما نصّ عليهم رسول الله (ص) .
4 ـ أنّ الائمة (عليهم السلام) معصومون .

إن الله سبحانه وتعالى لا يسئل عما يفعل لانه حكيم وعالم وقادر ، فباعتبار حكمته وعلمه وقدرته يفعل ما يشاء .
فاختيار الله سبحانه وتعالى للإمامة وللنبوة إنما هو فعل من أفعال الله التي لا يسئل عنها . مع هذا نجد هناك نصوصاً تدل على سبب الاصطفاء والاختيار ، فالله سبحانه وتعالى في عالم الذر ـ وهو عالم خروج البشر من صلب آدم (ع) على شكل ذر ـ خاطبهم : ألست بربّكم ؟ قالوا : بلى . أليس محمداً نبيّكم؟ قالوا : بلى . أليس علي بن أبي طالب إمامكم ؟ قالوا : بلى . فمنهم من آمن ومنهم من كفر في ذلك العالم ، وهذه الدنيا إنما هي صورة عن ذلك العالم .
اذن سبب الاختيار بيد الله لهذا يَسئل ولا يسئل عمّا يفعل .

و الدليل مضافا الى ما سبق:

إن الشيعة الإمامية تعتقد بأن الإمامة ـ التي هي قيادة الأمة الاسلامية ـ منصب الهي , وجعل من الله تعالى , وأنها حق من حقوق الله تعالى كالنبوة .
فالمولى عزوجل هو الذي ينصب من يكون إماما للناس , وهو الذي يختار هذا الانسان ويجعله إماماً دون غيره .
ودليلنا على هذا آيات قرآنية منها :
(1) قوله تعالى : (( وَإذ ابْتَلَى إبْرَاهيمَ رَبّه بكَلمَات فَأَتَمَّهنَّ قَالَ إنّي جَاعلكَ للنَّاس إمَامًا قَالَ وَمن ذرّيَّتي قَالَ لاَ يَنَال عَهْدي الظَّالمينَ )) (البقرة 124) .
(2) قوله تعالى : (( وَنريد أَن نَّمنَّ عَلَى الَّذينَ اسْتضْعفوا في الْأَرْض وَنَجْعَلَهمْ أَئمَّةً وَنَجْعَلَهم الْوَارثينَ )) (القصص 5) .
(3) قوله تعالى : ((وَجَعَلْنَاهمْ أَئمَّةً يَهْدونَ بأَمْرنَا )) (الانبياء 73) .
(4) قوله تعالى : (( يَا دَاوود إنَّا جَعَلْنَاكَ خَليفَةً في الْأَرْض )) (ص 26) .
(5) قوله تعالى : (( وَجَعَلْنَا منْهمْ أَئمَّةً يَهْدونَ بأَمْرنَا لَمَّا صَبَروا )) (السجدة 24) .
إذن فالإمامة جعل من الله تعالى وعهد لا يناله من اتصف بالظلم ـ سواء كان ظالماً لنفسه أو لغيره ـ وليس من حق الأمة أن تختار لها إماماً , لقوله تعالى : (( وَمَا كَانَ لمؤْمن وَلَا مؤْمنَة إذَا قَضَى اللَّه وَرَسوله أَمْرًا أَن يَكونَ لَهم الْخيَرَة منْ أَمْرهمْ وَمَن يَعْص اللَّهَ وَرَسولَه فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مّبينًا )) (الاحزاب 36) .

السید الامینی
15-06-2009, 07:06 PM
يتبع ان شاء الله

** مسلمة سنية **
18-06-2009, 11:44 PM
في استشهادي مع أحداهن بحديث الغدير ... قالت لي بعد أن بدت الدهشة على وجهها واضحة ... فهي طبعا لم تسمع به قبل ذلك الوقت ... و لم تجد مناصا للتهرب ... فكان جوابها : هو مولى و ليس خليفة !!!!!!!! ( تقصد الامام علي عليه السلام )

ألم يلقّب ابو بكر نفسه بوليّ رسول الله ( عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام ) حين استولى على الخلافة ؟؟؟!!!!
ألم يلقب عمر بن الخطاب نفسه بوليّ وليّ رسول الله ( عليه و على آله اشرف الصلاة و السلام ) !!!!!!!!!

فماذا قصد خلفاؤهم بكلمة وليّ و مولى ؟؟؟ و ماذا يقصدون الآن بهذه الكلمة ؟؟؟!!!!

و أعجب لمن يقصد بها المحبة و المودة للأسباب التي وضحتاها اعلاه استاذنا !!!!!
فهل هناك نصوص أكثر صراحة لأبي بكر ليكون الخليفة ؟؟؟ بل هل هناك نصوصا بهذه الصراحة له ؟؟؟ بل هل هناك نصوصا اقل صراحة له في الاستخلاف ؟؟؟!!!!!! الا ما وضعه الواضعون من بعض الإيماءات الخجولة !!!!! فهل نأخذ بالإيماء المبهم و نترك النص الصريح ؟؟؟؟!!!!!

يا ليت قومي يعلمون !!!!!!!!!!!




بارك الله فيك استاذنا الكريم ... و ارجو ألا تحرمنا أمثال هذا البحث ...

متابعة ...

حيــــــــــدرة
18-06-2009, 11:54 PM
السلام على الجميع


بارك الله تعالى لنا فيك سيدنا الكريم

فعلا موضوعك رائع ولا يضيع الوقت بقرآءته لما فيه من حق وفضل لأهله وخاصته ولمن ألقى السمع وهو شهيد

نتابعوا فنحن متابعون لكم


دمتم سالمين

صفحة الحق
19-06-2009, 12:07 AM
سيدنا بارك الله فيك ووفقكم إلى كل خير

مشكور على هذا الطرح الرائع .. والله أن موضوعك هذا نستفيد منه كثير

وخاصه الأدله اللتي أستشهدت فيها من كتب المخالفين ..

وطبعا أستفادتنا منها هو الأحتجاج فيها على المخالفين .

شكرا ودمت بخير .

السید الامینی
02-07-2009, 11:55 PM
السلام عليكم

حياكم الله جميعا و بارك الله بكم و شكرا

تحياتي

أبن المعلم
03-07-2009, 11:18 PM
بارك الله تعالى بك أخي السيد الاميني وزادك الله علما

متـــــــابع

اللهم صل على محمد وال محمد

السید الامینی
04-07-2009, 02:32 PM
! أم أنها بالشورى كما حدث لعثمان؟


, مع العلم أن الشورى ما كانت حقيقية , وإنما هي اقرب ما





كما هو المعلوم امامة ابي بكر و عمر لم تكن بالشورى

فالشورى حدث من عمر و
بعد أن أعلن عمر عن هذه الفكرة، لابدّ وأنْ يطبّقها، إلاّ أنّه يريد عثمان من أوّل الامر، وقد بنى على أن يكون من بعده عثمان، غير أنّه من أجل التغلّب على الاخرين ومنعهم من تنفيذ مشروعهم، طرح فكرة الشورى وهدّدهم بالقتل لو بايعوا من يريدونه ولا يريد عمر.
إذن لا بدّ في مقام التطبيق من أن يطبّق الشورى، بحيث تنتهي إلى مقصده، وهي مع ذلك شورى !
فجعل الشورى بين ستّة عيّنهم هو، لا يزيدون ولا ينقصون، على أن يكون الخليفة المنتخب واحداً من هؤلاء فقط، ولو اتّفق أكثرهم على واحد منهم وعارضت الاقليّة ضربت أعناقهم، ولو اتّفق ثلاثة منهم على رجل وثلاثة على آخر كانت الكلمة لمن ؟ لعبد الرحمن بن عوف، ومن خالف قتل، ومدّة المشاورة ثلاثة
أيّام، فإن مضت ولم يعيّنوا أحداً قتلوهم عن آخرهم، وصهيب الرومي هو الرقيب عليهم، وهناك خمسون رجل واقفون بأسيافهم، ينتظرون أن يخالف أحدهم فيضربوا عنقه بأمر من عبد الرحمن بن عوف.
وفي التواريخ والمصادر كالطبقات وغير الطبقات، جعل الامر بيد عبد الرحمن بن عوف، لكن عبد الرحمن بن عوف لابدّ وأن يدبّر القضيّة بحيث تطبّق كما يريد عمر بن الخطّاب وكما اتفق معه عليه، إنّه يعلم رأي علي في خلافة الشيخين، ويعلم مخالفة علي لسيرة الشيخين، فجاء مع علمه بهذا، واقترح على علي أن يكون خليفة على أن يسير بالناس على الكتاب والسنّة وسيرة الشيخين، يعلم بأنّ عليّاً سوف لا يوافق، أمّا عثمان فسيوافق في أوّل لحظة، فطرح هذا الامر على علي، فأجاب علي بما كان يتوقّعه عبد الرحمن، من رفض الالتزام بسيرة الشيخين، وطرح الامر على عثمان فقبل عثمان، أعادها مرّةً، مرّتين، فأجابا بما أجابا أوّلاً.
فقال علي لعبد الرحمن: أنت مجتهد أن تزوي هذا الامر عنّي.
فبايع عبد الرحمن عثمان.
فقال علي لعبد الرحمن: والله ما ولّيت عثمان إلاّ ليردّ الامر إليك أو عليك.
فقال له: بايع وإلاّ ضربت عنقك.
فخرج علي من الدار.
فلحقه القوم وأرجعوه حتّى ألجأوه على البيعة.
وهكذا تمّت البيعة لعثمان طبق القرار، ولكن هل بقي عثمان على قراره مع عبد الرحمن ؟ إنّه أرادها لبني أُميّة، يتلقّفونها تلقّف الكرة، فثار ضدّ عثمان كلّ أُولئك الّذين كانوا في منى وعلى رأسهم طلحة والزبير، اللذين كانت لهما اليد الواسعة الكبيرة العالية في مقتل عثمان، لانّهما أيضاً كانا يريدان الامر، وقد قرأنا في بعض المصادر أنّ بعض القائلين قالوا لو مات عمر لبايعنا طلحة، وطلحة يريدها وعائشة أيضاً تريدها لطلحة، ولذا ساهمت في الثورة ضدّ عثمان.
أمّا عبد الرحمن بن عوف، فهجر عثمان وماتا متهاجرين، أي لا يكلّم أحدهما الاخر حتّى الموت، لانّ عثمان خالف القرار، وقد تعب له عبد الرحمن بأكثر ما أمكنه من التعب، وراجعوا المعارف لابن قتيبة، فيه عنوان المتهاجرون، أي الذين انقطعت بينهم الصلة وحدث بينهم الزَعَل بتعبيرنا، ومات عبد الرحمن بن عوف وهو مهاجر لعثمان.
وهكذا كانت الشورى، فكرة لحذف علي عليه السلام.
كما أنّ معاوية طالب بالشورى عند خلافة علي عليه السلام ومبايعة المهاجرين والانصار معه، طالب بالشورى، لماذا ؟ لحذف علي عليه السلام، أراد أن يدخل من نفس الباب الذي دخل منه عمر، ولكنّ عليّاً عليه السلام كتب إليه: إنّما الشورى للمهاجرين والانصار، وأنت لست من الانصار وهذا واضح، ولست من المهاجرين، لانّ الهجرة لمن هاجر قبل الفتح، ومعاوية من الطلقاء ولا هجرة بعد الفتح، فأراد معاوية أن يستفيد من نفس الاُسلوب لحذف علي عليه السلام، ولكنّه ما أفلح.
وكلّ من يطرح فكرة الشورى، يريد حذف النص، كلّ من يطرح الشورى في كتاب، في بحث، في مقالة، في خطابة، يريد حذف علي عليه السلام، لا أكثر ولا أقل.
وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين.

السید الامینی
04-07-2009, 02:33 PM
يتبع ان شاء الله

السید الامینی
11-07-2009, 11:20 PM
أناس اعتمدوا على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأدلة العقل والفطرة،

وقالوا : إن الإمامة بالنص





و هم الشيعة الأثنى عشرية المتمسكين بالثقلين كتاب الله و عترة المعصومين عليهم السلام

فالشيعة الإمامية تعتقد بأن الإمامة ـ التي هي قيادة الأمة الاسلامية ـ منصب الهي , وجعل من الله تعالى , وأنها حق من حقوق الله تعالى كالنبوة .
فالمولى عزوجل هو الذي ينصب من يكون إماما للناس , وهو الذي يختار هذا الانسان ويجعله إماماً دون غيره .
ودليلنا على هذا آيات قرآنية منها :
(1) قوله تعالى : (( وَإذ ابْتَلَى إبْرَاهيمَ رَبّه بكَلمَات فَأَتَمَّهنَّ قَالَ إنّي جَاعلكَ للنَّاس إمَامًا قَالَ وَمن ذرّيَّتي قَالَ لاَ يَنَال عَهْدي الظَّالمينَ )) (البقرة 124) .
(2) قوله تعالى : (( وَنريد أَن نَّمنَّ عَلَى الَّذينَ اسْتضْعفوا في الْأَرْض وَنَجْعَلَهمْ أَئمَّةً وَنَجْعَلَهم الْوَارثينَ )) (القصص 5) .
(3) قوله تعالى : ((وَجَعَلْنَاهمْ أَئمَّةً يَهْدونَ بأَمْرنَا )) (الانبياء 73) .
(4) قوله تعالى : (( يَا دَاوود إنَّا جَعَلْنَاكَ خَليفَةً في الْأَرْض )) (ص 26) .
(5) قوله تعالى : (( وَجَعَلْنَا منْهمْ أَئمَّةً يَهْدونَ بأَمْرنَا لَمَّا صَبَروا )) (السجدة 24) .
إذن فالإمامة جعل من الله تعالى وعهد لا يناله من اتصف بالظلم ـ سواء كان ظالماً لنفسه أو لغيره ـ وليس من حق الأمة أن تختار لها إماماً , لقوله تعالى : (( وَمَا كَانَ لمؤْمن وَلَا مؤْمنَة إذَا قَضَى اللَّه وَرَسوله أَمْرًا أَن يَكونَ لَهم الْخيَرَة منْ أَمْرهمْ وَمَن يَعْص اللَّهَ وَرَسولَه فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مّبينًا )) (الاحزاب 36) .

لقد وردت الإمامة في القرآن الكريم بشكل واضح وصريح, ولكن محنة التأويل والمعاندة وليّ النصوص إلى غير وجهتها التي قادها المناوئون لهذا الخط - أي خط الإمامة - هو الذي أوقع البعض في هذه الضبابية في فهم النصوص القرآنية الواردة بهذا الشأن.. وإلاّ فالعربي السليم الذهن الخالي من الشبهات والموروث القبلي والاجتماعي تجاه هذه المسألة لو قرأ آية الولاية وهي قوله تعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) (المائدة:55), لفهم منها على الفور معنى القيادة والإمرة وإدارة شؤون الأمة, إذ لا يمكن ان يتصور من معاني الولاية هنا سوى معنى ولاية الأمر, إذ لا يمكن أن نتصور فيها معنى المحبة أو النصرة لعدم انحصار هذين المعنيين بالمذكورين في هذه الآية فقط, أي الله ورسوله (ص) وأمير المؤمنين علي (عليه السلام), بل آية الولاية التي يراد بها المحبة والنصرة هي قوله تعالى: (( وَالمُؤمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتُ بَعضُهُم أَولِيَاءُ بَعضٍ )) (التوبة:الآية71), وإنّما الآية 55 من سورة المائدة فهي تفسر - لمحل (إنّما) - بولاية الأمر.. وقد أجمع المفسرون على نزول هذه الآية بحق أمير المؤمنين(ع) عند تصدّقه بالخاتم اثناء الركوع.
وأيضاً يكفيك ان تراجع قوله تعالى: (( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم )) (النساء:59), وما ذكره الرازي في تفسيره لهذه الآية الكريمة, وأن المراد منها المعصومون, فإذا قلنا بوجود المعصومين في الأمة وهم الأئمة الطاهرون(عليهم السلام), إذ لم يدّعِ أحد غيرهم العصمة بالإجماع, ثبت المطلوب, وإن قلنا بعدم وجود المعصوم فهذا يعني التكليف بالمحال والتكليف بالمحال باطل.. هذا شيء يسير مما جاء في القرآن الكريم حول الإمامة وهناك المزيد.

السید الامینی
11-07-2009, 11:21 PM
و نكمل الموضوع حول اهمية الأمامة و بعض جوانب الأخرى ان شاء الله

السید الامینی
19-07-2009, 10:29 AM
الإمامة ليست حكماً وراثياً

و الدليل":

من المسلّمات عندنا ان إمامة الائمة الاثنا عشر (عليهم السلام) منصوص عليها بهذا الترتيب من قبل رسول الله (ص) .
وعليه واجب علينا أن نتقبلهم كأئمة وأوصياء لرسول الله (ص) ، وطاعتهم واجبة علينا كطاعة الرسول (ص) للنص .
فكما نصلّي صلاة الصبح ركعتين وصلاة الظهر أربع ركعات للنص ، هكذا الحال نقبل إمامة الأئمة اثني عشر (عليهم السلام) بهذا الترتيب للنص .
وهذا الترتيب لا يلزم منه أن يكون حكمهم (عليهم السلام) حكم وراثي لان النص جاء بهذا الترتيب ، هذا أولا .
وثانيا : معنى الحكم الوراثي هو : أن يرث الابن الأكبر الحكم بعد أبيه ولا تصل النوبة الى الابن الاصغر مع وجود الابن الاكبر، وهذا المعنى لا تجده في أهل البيت (عليهم السلام) لانه ورد في النص ان الإمامة بعد الإمام الحسن (عليه السلام) لأخيه الحسين (عليه السلام) لا لابن الإمام الحسن (عليه السلام) ، وان الإمامة بعد الإمام الصادق (عليه السلام) لابنه الإمام الكاظم (عليه السلام) مع أن الإمام الكاظم (عليه السلام) لم يكن أكبر أولاد الإمام الصادق (عليه السلام) .
ثم إنا لمّا آمنّا بالنصّ وعليه صريح القرآن والسنة ، يعني أن الله سبحانه وتعالى هو الذي عيّن ، والله سبحانه وتعالى لا يعيّن إلاّ المصلحة وحكمة ، ولا دخل للحكم الوراثي في تعيين الله سبحانه وتعالى .
ثم لا يخفى اننا نعتقد أن الإمامة لا تكون عن طريق الشورى والمشورة والأخذ بأكثر الآراء، بل تكون عن طريق النص ، لأن الشورى لا تكون الاّ في الامور الدنيوية التي تتعلق بحياة الانسان ، ولا تكون في الأمور الدينية والتعبدية ، ومنصب الإمامة والخلافة عن رسول الله (ص) منصب ديني كمنصب النبوة لا يتم باكثر الآراء ، ولعل السبب هو أن (( اكثرهم الفاسقون )) ، (( واكثرهم لا يعقلون )) ، ((ولكن اكثرهم لا يعلمون )) ، (( ولكن اكثرهم يجهلون )) ، (( واكثرهم للحق كارهون )) .
فكما لا يجوز ان نأخذ بآراء الاكثر لو اتفقوا على الزيادة أو النقصان في عدد ركعات الصلاة كذلك في الإمامة .

السید الامینی
02-08-2009, 10:36 PM
لماذا أصبحت الامامة من نسل الحسين عليه السلام وليست من نسل الحسن عليه السلام ؟


ان أسماء الأئمة (عليهم السلام) منصوص عليها في خبر اللوح الذي نزل على فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) والذي يرويه جابر بن عبد الله الانصاري ، وهو موجود في كتب الفريقين ، فأسماء الائمة الاثني عشر مثبّت في ذلك اللوح، والحكمة من ذلك بحسب الروايات موجودة وهي : أن الحسين (عليه السلام) لمّا قتل جعل الله تعالى الأئمة من ذرّيته والدعاء تحت قبّته والشفاء في تربته .
ولا يخفى أنّ هذه الأمور مقدّرة وأنّ الله تعالى عالم بما يقع في المستقبل ويقرّر ما هو المصلحة على ضوء ما سيقع ، فقرّر أن يكون بقيّة الأئمة (عليهم السلام) من نسل الحسين (عليه السلام) لسبب تضحيته وقتله يوم عاشوراء .

السید الامینی
03-08-2009, 05:42 PM
الشیعة يقول:

الدين الاسلامي هو رسالة السماء الخاتمة إلى الناس , نزل بها الوحي الأمين على سيد المرسلين محمد (ص) , وأمرنا باتباع رسالته والايمان بكل ما جاء به , والتسليم له في كل ما يقول , ووبخ من يرفض الايمان بها أو يؤمن ببعضها ويترك البعض الآخر.
قال تعالى في (سورة البقرة 85) : (( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ )) .
ووصف المتقين في أول آيات (سورة البقرة : 1ـ 4) بقوله : (( الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ )) .
وقال تعالى : (( هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ )) (آل عمران 7) .
إذا عرفت ذلك , نقول :
إن الامامة التي تؤمن بها الشيعة تبعاً للنبي (ص) والأئمة (ع) , مبدؤها القرآن , وأن القرآن نطق بها , فاذن يجب على الانسان المؤمن أن يؤمن بها وإلا يكن ممن لا يؤمن ببعض الكتاب , وراداً لبعض ما جاء به النبي (ص) , وبالتالي يدخل في ضمن من أخبر الله عنه بأنه يصيبه عذاب شديد , بل وأكثر من ذلك كما سيتضح .
وأما كيف أنها مبدأ قرآني ؟
فنقول : قال تعالى مخاطباً إبراهيم بعد نبوته : (( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ )) (البقرة : 124) ، وقال في (سورة الزخرف : 28) وهو يتحدث عن ابراهيم (ع) : (( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )) ، وقال تعالى في (سورة السجدة 24) : (( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ )) ، وقال تعالى في (سورة الأنبياء 73) : (( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ )) .
إلى هنا عرفنا أن الإمامة جزء من شرع النبي الاكرم (ص) , جاء بها الوحي الكريم كما جاء بالصوم والصلاة والزكاة , وأوجب علينا الايمان بهما , وكذلك أوجب علينا الايمان بالامامة , لانها من عند الله وجزء من وحيه .
ثم إذا ذهبنا إلى آيات القرآن الآخرى رأينا أكثر من ذلك , وانها تجعل الامامة وولاية الامام كولاية الله سبحانه وتعالى وولاية رسوله (ص) , وأنها ترتقي الى مستوىً أعلى من الصلاة والزكاة .
قال تعالى في (سورة المائدة 55 ـ 56): (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)).
ولا نريد الدخول في دراسة الاية كلمة كلمة , فان ذلك يطول , لكن الاية حصرت الولاية بالله وبرسوله وبالذين آمنوا , وجعلت من يتولاهم من حزب الله سبحانه وتعالى , ومن الواضح أن عدم تولي الامام ( الذين امنوا ) يخرم القاعدة التي تدخل الانسان في حزب الله , ومن يخرج من حزب الله , يدخل في حزب الشيطان , إذ لا ثالث في البين , مع أنا لا نجد في القرآن من يترك فرع من الفروع ولا يعمل به يكون من حزب الشيطان , فالامامة فوق تلك الأمور , أي الصلاة والزكاة , ووجوب تولي الامام كوجوب الصلاة والزكاة وأكثر , كما عرفت .
وعندما نرجع الى الاحاديث النبوية التي وردت من طرقهم , نجد أن النبي (ص) يوضح لنا منزلة الامامة والخلافة , وان الامام له منزلة لا تقل عن منزلة النبي (ص) وسنته كسنة النبي (ص) , وانه يجب الرجوع اليه والايمان به والاخذ عنه .
فعن النبي (ص) أنه قال : (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين بعدي تمسكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ) [ راجع : أحمد 4/126 , تحفة الاحوذي 3/40 , الترمذي 4/150 , الحاكم في المستدرك 1/96 وصححه , وفي كتاب السنة لابن ابي عاصم وصححه محمد ناصر الدين الالباني ص 46 ـ 47 ] إلى غيرها من المصادر .
ففي هذا الحديث عدة أمور :
(1) ان هؤلاء خلفاء الراشدين , وفي بعض الطرق الصحيحة أنهم مهديين , اي لا يحتاجون هداية غيرهم من الناس .
(2) إن هؤلاء الخلفاء لهم سنة مأمورون باتباعها .
(3) إن سنة هؤلاء الخلفاء كسنة النبي (ص) , إذ قرن سنته بسنتهم , ومن الواضح أن سنة النبي (ص) معصومة لانه (( ما ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى )) , فكذلك سنة خلفائه , بدليل المقرونية والأمر بالاتباع المطلق .
ومن الواضح أن هذه الصفات لا نجد انطباقها على أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم , فمن هؤلاء الذين هذه صفاتهم ؟!
الجواب : اذا رجعنا الى [ صحيح مسلم 6/4 ] نجده يجيبنا على هذا السؤال , فقد روى عن النبي (ص) أنه قال : ( لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة او يكون عليكم اثني عشر خليفة كلهم من قريش ) .
ومواصفات هذا الحديث , وهو قيام الدين بهؤلاء الاثني عشر , تتلاءم مع صفات الحديث السابق تمام الملائمة .
إذن يجب علينا الرجوع الى هؤلاء , كما أمر الحديث , لأنهم المهديين والمبينين للسنة النبوية , والذين يقوم الدين بهم .
بل عندما نذهب الى السنة النبوية المطهرة نرى أن عدم الايمان بهؤلاء جاهلية , كما في قوله (ص) : ( من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية ) [ كتاب السنة لابن ابي عاصم ص 495 , رقم 1057 , وصححه الشيخ الالباني ] ، وقال (ص) : ( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) وهذا أخرجه : [ مسلم 6/22 , فتح الباري 13/5 , نيل الاوطار 7/356 , المحلى 9/359 , تحفة الاحوذي 8/132 , ابن كثير 1/530 ] , وغيرها من المصادر الكثيرة .
فمن لم يؤمن بالامامة هو شخص جاهلي , أي : على الحالة التي كانت قبل الاسلام , وهذا يوافق الاية 55 و 56 من المائدة التي تلزم المؤمنين بتولي الله والرسول والذين آمنوا الذين تصدقوا في الركوع وأن من لم يتولهم يخرج من حزب الله إلى حزب غيره , وهو الشيطان , فيكون ميتاً على جاهلية كأن لم يؤمن بالله وبرسوله .
فتلخص مما تقدم :
(1) أن الامامة جزء من الدين الاسلامي , فيجب الاعتقاد بها كالاعتقاد بغيرها من أحكام الدين .
(2) أن الامامة ترتقي إلى أن يكون متولّي الامام من حزب الله والا يخرج منه .
(3) إن الامامة ترتقي أكثر لأن تكون من أساسيات الدين كالتوحيد والنبوة , فكما أن من لم يؤمن بالله أو النبي (ص) لا يكون مؤمناً كذلك من لا يؤمن بالامام .
(4) إن الامامة تعني القيام بالسنة النبوية وبيانها للناس , وانه يجب الرجوع الى الامام في أخذ الدين عنه كما أمرنا النبي (ص) .
بعد ذلك كله , كيف نقول : لا توجد أهمية لبحث الامامة ؟!

السید الامینی
08-08-2009, 11:57 PM
, نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على علي (عليه السلام) بالإمامة

, والإمامة الهية





منها:
أ. حديث المنزلة، وهو قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي). وهو من الأحاديث المتواترة فقد رواه جمهرة كبيرة من الصحابة.
ومصادره كثيرة، أيضا نذكر منها :
1. صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة تبوك، ج5/ص129، دار الفكر .
2. صحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب من فضائل علي بن أبي طالب، ج5/ص301/ح3808 دار الفكر .
3. مسند أحمد بن حنبل، ج3/ص50/ح1490 .
4. سنن ابن ماجة، ج1/ص42/ح115، دار إحياء الكتب .
5. تاريخ الطبري، ج3/ص104 .
وتركنا الكثير للاختصار .
ودلالته على ولاية علي (عليه السلام) وإمامته بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) واضحة إذ أن هارون كان خليفة لموسى (عليهما السلام) ونبياً، وقد أثبت رسول الله 0صلى الله عليه وآله وسلم) نفس المنزلة لعلي (عليه السلام) باستثناء النبوة، فدلّ ذلك على ثبوت الخلافة له (عليه السلام) .
ب. حديث الغدير، وهو قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع حينما قام في الناس خطيبا في غدير خم ـ من خطبة طويلة ـ ثم قال : (يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه، فهذا مولاه ـ يعني علياً ـ اللهم وال من والاه وعاد من عاداه…).
وقد روى هذا الحديث جمهرة كبيرة من الصحابة وأورده جمع كبير من الحفاظ في كتبهم وأرسلوه إرسال المسلمات، وإليك بعض المصادر :
1. الصواعق المحرقة، لابن حجر الهيثمي المكي الشافعي، ص25 ، ط الميمنية بمصر .
2. كنز العمال للمتقي الهندي ، ج1/ص168/ح959، ط 2 .
3. تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ، ج2/ص45/ح545 ، ترجمة الإمام علي(ع) .
4. صحيح مسلم ، ج2/ص362 ، ط عيسى الحلبي بمصر (قريب منه) .
ودلالة الحديث على خلافة وولاية علي (عليه السلام) واضحة ، فلا يمكن حمل الولاية على معنى المحب والصديق وغيرهما لمنافاته للمطلوب بالقرائن الحالية والمقالية. أما المقالية : فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذكر ولاية علي (عليه السلام) بعد ولاية الله وولايته، ثم جاء بقرينة واضحة على أن مراده من الولاية ليس هو الصديق والمحب وما شاكل وذلك بقوله : (وأنا أولى بهم من أنفسهم) فهي قرينة تفيد ان معنى ولاية الرسول وولاية الله تعالى هو الولاية على النفس فما ثبت للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) يثبت لعلي (عليه السلام) وذلك لقوله : (من كنت مولاه فهذا مولاه) . وأما الحالية: فإن أي إنسان عاقل إذا نعيت إليه نفسه وقرب أجله تراه يوصي بأهم الأمور عنده وأعزها عليه . وهذا ما صنعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) حينما حج حجة الوداع، حيث جمع المسلمين وكانوا أكثر من مئة ألف في يوم الظهيرة في غدير خم و يخطبهم تلك الخطبة الطويلة بعد أن أمر بارجاع من سبق وانتظار من تأخر عن الحير و بعد أمره لتبليغ الشاهد الغائب . كل هذا فعله الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ليقول للناس إن علياً محب لكم صديق لكم، فهل يليق بحكيم ذلك ؟ وهل كان خافيا على أحد من المسلمين حب علي للاسلام والمسلمين ؟ وهو الذي عرفه الاسلام باخلاصه وشجاعته وعلمه وإيمانه .
أم ان ذلك يشكل قرينة قطعية على أنه صلى الله عليه وآله وسلم جمعهم لينصب بعده خليفة بأمر الله تعالى : ((يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس))(المائدة:67) .

السید الامینی
10-08-2009, 11:55 PM
, واحتجوا بآية التطهير





في غاية المرام : الحادي والعشرون ، الثعلبي ، قال : أخبرني
أبو عبد الله ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن يوسف بن مالك ، حدثنا محمد بن
إبراهيم بن زياد ، حدثنا الحرث بن عبد الله الحارثي ، حدثنا قيس بن الربيع ،
عن الأعمش ، عن عباية بن ربعي ، عن ابن عباس رضي الله عنه ، قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " قسم الله الخلق قسمين : فجعلني في خيرها قسما ، فذلك
قوله تعالى : " وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين " فأنا خير أصحاب
اليمين ، ثم جعل القسمين أثلاثا ، فجعلني في خيرها قسما ، فذلك قوله
تعالى : " فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة والسابقون السابقون " فأنا
من السابقين ، ومن خير السابقين ، ثم جعل الأثلاث قبائل ، فجعلني من
خيرها قبيلة ، ثم جعل القبائل بيوتا ، فجعلني من خيرها بيتا ، فذلك قوله تعالى : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا " .
قال : الثاني والعشرون ، الحميدي ، قال : الرابع والستون : من المتفق
عليه من الصحيحين ، عن البخاري ، ومسلم ، من مسند عائشة ، عن
مصعب بن شيبة ، عن صفية بنت شيبة ، عن عائشة ، قالت : خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ذات غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ،
ثم جاء الحسين فأدخله معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي
فأدخله ، ثم قال : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا " وليس لمصعب بن شيبة ، عن صفية بنت شيبة ، في مسند من
الصحيحين غير هذا .

قال : الثالث والعشرون ، ومن الجمع بين الصحاح الستة ، من موطأ
مالك بن أنس الأصبحي ، وصحيح مسلم البخاري ، وسنن أبي داود
السجستاني ، وصحيح الترمذي ، والنسخة الكبيرة من صحيح النسائي ، من
جمع الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية العبدري السرقسطي الأندلسي ، من
صحيح أبي داود السجستاني ، وهو كتاب السنن في تفسير قوله تعالى :
" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " ، عن
عائشة قالت : " خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء
الحسن فأدخله ، ثم جاء الحسين فأدخله ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء
علي فأدخله ، ثم قال : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا " .

قال : وعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أن هذه الآية نزلت في بيتها :
" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " قالت :
وأنا جالسة عند الباب ، فقلت يا رسول الله ألست من أهل البيت ؟ فقال إنك
إلى خير ، إنك من أزواج رسول الله ، قالت : وفي البيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فجللهم بكساء ، وقال : " اللهم هؤلاء
أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " .

قال : الرابع والعشرون ، في سنن أبي داود ، وموطأ مالك ، عن أنس :
إن رسول الله [ صلى الله عليه وآله ] كان يأتي بباب فاطمة عليها السلام إذا خرج إلى
صلاة الفجر ، حين نزلت هذه الآية ، قريبا من ستة أشهر ، يقول : الصلاة يا
أهل البيت " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا "

ثم سرد الروايات إلى أن قال : الحادي والثلاثون ، ابن أبي الحديد في
شرح نهج البلاغة ، وهو من أعيان علماء المعتزلة ، قال : قد بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
عترته من هي ، لما قال : أنا تارك فيكم الثقلين ، فقال : وعترتي أهل بيتي ،
وبين في مقام آخر من أهل بيته حين طرح عليهم الكساء ، وقال حين نزل
" إنما يريد الله " اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس .

ثم قال ابن أبي الحديد : فإن قلت : فمن العترة التي عناها أمير المؤمنين
بهذا الكلام ؟ قلت : نفسه وولديه ، والأصل في الحقيقة نفسه لأن ولديه
تابعان له ، ونسبتهما إليه مع وجوده نسبة الكواكب المضيئة مع طلوع الشمس
المضيئة ، وقد نبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك بقوله : وأبوكما خير منكما . قوله : وهم أزمة الحق جمع زمام كأنه جعل الحق دائرا معهم حيثما داروا ، وذاهبا معهم
حيثما ذهبوا ، كما أن الناقة طوع زمامها ، وقد نبه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على صدق
هذه القضية بقوله : وأدر الحق معه حيث دار قوله : والسنة الصدق من
الألفاظ الشريفة القرآنية ، قال الله تعالى : " واجعل لي لسان صدق في
الآخرين " كما كان لا يصدر عنهم حكم ولا قول إلا وهو موافق للحق
والصواب ، كأنهم ألسنة الصدق ، لا يصدر عنها قول كاذب أصلا ، بل هي
كالمطبوعة على الصدق ، قوله : فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن تحت سر
عظيم وذاك أنه أمر المكلفين بأن يجرى العترة في إجلالها وإعظامها والانقياد
لها والطاعة لأوامرها مجرى القرآن .

ثم قال ابن أبي الحديد : فإن قلت : فهذا القول منهم مشعر بأن العترة
معصومة فما قول أصحابكم في ذلك ؟ قلت : نص أبو محمد بن متويه رحمه
الله في كتاب الكفاية على : " أن عليا عليه السلام معصوم ، وإن لم يكن واجب
العصمة ، ولا العصمة شرط في الإمامة ، لكن أدلة النصوص قد دلت على
عصمته والقطع على باطنه ومغيبه ، وإن ذلك أمر اختص هو عليه السلام به دون غيره
من سائر الناس ، والفرق ظاهر بين قولنا : زيد معصوم ، وبين قولنا : زيد
واجب العصمة لأنه إمام ، ومن شرط الإمام أن يكون معصوما ، فالاعتبار
الأول مذهبنا ، والاعتبار الثاني مذهب الإمامية " انتهى

السید الامینی
11-08-2009, 12:01 AM
أقول : لا شبهة في نزول آية التطهير في شأن الخمسة الطيبة صلوات
الله عليهم وقد اتفق عليه المسلمون ، وتواترت فيه روايات الفريقين ، والشأن
إنما هو في بيان معنى الآية الكريمة ، ووجه دلالتها على عصمة أهل البيت عليهم السلام ، واختصاص الإمامة بهم ، دون غيرهم من الأمة .
توضيح الكلام فيه : يتوقف على تقديم مقدمة تحتوي أمورا أربعة :
الأول : أن الإرادة على قسمين تكوينية وتشريعية ، والأول لا يتخلف
عن المراد " إذا أراد الله شيئا أن يقول له كن فيكون " والثاني لا يستلزم وقوع
المراد في الخارج ، لرجوعه إلى أمره تعالى شأنه عباده بالطاعة ، ونهيهم عن
المعصية ، ومن المعلوم أن مجرد الأمر والنهي لا يستلزم تحقق الامتثال
بالضرورة ، وإلا لأجبروا على الطاعة وترك المعصية .
والثاني : أن الرجس مطلق ما يعد قذارة ، فالمعصية مطلقا صغيرة
كانت أو كبيرة رجس ، بل الأخلاق الذميمة ولو لم تترتب عليه ، بل مطلق
متابعة الهوى ولو في المباحات ، بل مطلق ما يرجع إلى الشيطان وله مدخل فيه .
والثالث : أن النكرة وما في حكمها إذا وقعت في سياق النفي أو ما
في معناه تعم جميع الأفراد ، كما هو ظاهر واشتهر بينهم .
والرابع : أن إذهاب الرجس والتطهير على قسمين : الأول إذهابه بعد
ثبوته بسبب الاتيان بما يزيله ، كتطهير الأعيان المتنجسة بالماء ، وتطهير المذنب
نفسه من رجس الذنوب بالتوبة والإنابة ، والثاني إذهابه عن المحل بدفعه عنه ،
بسبب قوة ملكوتية قدسية ، دافعة عنه ، مانعة عن عروضه على المحل ،
والتعبير بإذهاب الرجس والتطهير حينئذ مثل قولك للحفار : ضيق فم
الركية ، ونظير قول النحاة : المبتدأ هو المجرد عن العوامل اللفظية ، وهو تعبير
شائع في العرف ، فيما إذا كان المحل في حد نفسه صالحا لعروضه عليه ،
وإنما حصل الدفع بسبب خارج عن ذاته . وإذا اتضحت لك هذه الأمور .

فاعلم أنه لا يجوز أن يراد من الإرادة في الآية الكريمة الإرادة
التشريعية ، لأن الله تعالى خلق الجن والإنس للطاعة والعبادة ، ويسرهم
لذلك ، وأمرهم به ، قال الله تعالى : " وما خلقت الجن والإنس
إلا ليعبدون " فلا وجه لاختصاص أهل البيت عليهم السلام به ، وحصر المراد في
طاعتهم ، فتعين أن يكون المراد هي الإرادة التكوينية التي لا تتخلف عن
المراد .
ثم إن الرجس الذي هو مفرد معرف باللام ، وإن كان لا يفيد العموم
في حد نفسه ، إلا أنه يفيده باعتبار وقوعه مفعولا ليذهب ، لأن الاذهاب رفعا
أو دفعا في معنى سلب الرجس ونفيه ، ولا يصدق سلبه إطلاقا إلا بانتفاء كل
فرد منه ، وأوضح منه في إفادة العموم قوله عز من قائل : " ويطهركم
تطهيرا " ضرورة عدم حصول التطهير برفع بعض الأقذار دون بعض ، وإنما
يتحقق التطهير برفع جميع الأقذار ، ودفعه عن المحل .
فتبين بما بيناه غاية التبين دلالة الآية الكريمة على عصمة
أهل البيت عليهم السلام ، وتنزههم عن كل رجس وقذر ، ذنبا كان أو غيره .
فإن قلت : الآية الكريمة إنما تدل على عصمتهم حين نزولها ، لا قبله ،
لأن الله تعالى أخبر عن إرادته في الحال ، وعبر بصيغة المضارع التي هي
للحال أو للاستقبال ، فلا تدل على عصمتهم من حين تولدهم ، كما تدعيه
الإمامية - رضوان الله عليهم - خصوصا مع التعبير بالتطهير ، وإذهاب
الرجس المتوقف على ثبوته في المحل .
قلت : إن تأليف الكلام المجيد سابق على تنزيله على خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم
فلو دل الكلام على الحال فإنما يدل على حال التأليف ، لا حال التنزيل ،
والتأليف سابق على ولادتهم عليهم السلام كما يظهر من الأخبار ، مع أن دلالة

المضارع على الحال في مثل المقام ممنوعة .
توضيح الكلام فيه : إن الفعل لا يتقوم باقترانه بإحدى الأزمنة وضعا ،
كما اشتهر بين المتأخرين من أهل العربية ، وإنما يتقوم بالإنباء عن حركة
المسمى ، كما أفاده مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، والفرق بين أنواعه إنما هو
باختلاف أنحاء الإسناد ، فصيغة الماضي إنما وضعت لإفادة تحقيق المبدأ من
الذات ، كما أن صيغة المضارع لإفادة اتصاف الذات بالمبدأ وصيغة الأمر
لإفادة البعث على اتصاف الذات بالمبدأ ، كما يشهد به الاطراد في موارد
الاستعمالات ، واستفادة الزمان الماضي من الفعل الماضي ، والحال
والاستقبال من المضارع ، حيث استفيد منها ، إنما هي بالانصراف ،
لا بالوضع ، كما أوضحنا الكلام فيه في محله ، ولا انصراف للمضارع في
مثل المقام إلى الحال أو الاستقبال ، فإنه إذا استعمل في مقام المدح أو الذم أو
الشكر ونحوه ، إنما يفيد الاستمرار في الاتصاف ، ألا ترى أن قوله عز من
قائل : " الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون " ليس ناظرا إلى
أنه يستهزئ بهم في الحال أو الاستقبال ، ولم يستهزئ بهم في الماضي ، وإنما
يفيد أنه تعالى يتصف بالاستهزاء بهم ، لأجل نفاقهم واستهزائهم
برسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهكذا الحال في المقام ، فإنه تعالى شأنه في مقام تنزيه أهل بيت
النبوة عن الرجس ، فقوله تعالى : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت " ناظر إلى أنه عز وجل إنما يتصف بإرادة تنزيه أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم
عن الرجس ، ويستمر في هذا الاتصاف ، ولا نظر للكلام إلى أنه يتصف بها
في الحال ، ولم يتصف بها قبل ، بل تبيين ضمير المخاطب بقوله تعالى :

" أهل البيت " تنبيه على أنه تعالى شأنه إنما يريد إذهاب الرجس عنهم من
جهة أنهم أهل بيت النبوة ، وهذه الخصوصية ثابتة لهم في الماضي والحال
والاستقبال ، فلا مجال حينئذ للتفكيك بين الأزمنة ، وتعتق الإرادة بالتنزيه
في الحال ، دون الماضي .
ومما بيناه تبيين أن إذهاب الرجس والتطهير في المقام إنما هو على وجه
الدفع ، لا الرفع ، فاندفع بحمد الله تعالى ما توهمه الخصم .
هذا كله من حيث استفادتهم من الآية الكريمة بمقتضى القواعد
اللفظية ، مع قطع النظر عن الروايات المفسرة والشاهدة لها ، وأما مع
ملاحظتها فالأمر أوضح وأظهر ، فإن قوله عليه السلام في الرواية الأولى : فجعلني
من خيرها بيتا واستشهاده صلى الله عليه وآله وسلم بقوله تعالى : " إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت " يدل على أن أهل بيته كانوا من أفضل السابقين ،
واصطفاهم الله تعالى ، واختارهم على بريته ، وطهرهم من الرجس ،
وعصمهم من الزلل حين خلقهم ، كما تدل عليه الروايات المروية من
الطريقين ، الدالة على أن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه : هي
أسماء الخمسة الطيبة عليهم السلام ،) وأنه لولاهم ما خلق الله آدم ومن دونه ، إذ
لا يعقل ثبوت هذه المنزلة لهم مع عدم ثبوت العصمة لهم من أول الأمر ،
ولا ينافي ذلك ما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " اللهم هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم
الرجس وطهرهم تطهيرا " فإنه تنبيه منه صلى الله عليه وآله وسلم على أن الابقاء على الموهبة بعد
الهبة نعمة أخرى يحتاج إلى الدعاء وطلبه منه تعالى شأنه .
وإذا تبين لك عصمة أهل البيت عليهم السلام بنص الآية الكريمة والروايات

المتواترة من الجانبين ، تبين لك اختصاص الإمامة بهم ، إذ لم تثبت العصمة
لغيرهم من الأمة ولم يدعها أحد منهم ، والإمامة تدور مدار العصمة ، لأنها
عبارة عن الرئاسة العامة في أمور الدين والدنيا ، وما هذا شأنه لا يجوز أن
يتقلده غير معصوم من الرجس والزلل .
ولو قيل بعدم اعتبار العصمة في تقلد الإمامة في حد نفسه كما يقوله
العامة ، فاختصاصهم عليهم السلام بها ثابت أيضا ، إذ لا يعقل أن يكون من يتطرق إليه
الرجس والزلل مرجعا وملاذا وإماما مفترض الطاعة لمن عصمه الله من
الرجس والزلل وطهره تطهيرا ، والقول بجوازه مخالفة لضرورة حكم
العقل ، ولا يجوز أن يقال المعصوم حينئذ إمام لنفسه ، ولا يكون مأموما ،
ولا إماما للأمة لعدم التزام الخصم به ، وبطلانه في حد نفسه ، ضرورة أن
الشخص لا يخلو من أن يكون مطاعا أو مطيعا ، وخلوه عنهما مستلزم
للفساد .

السید الامینی
12-08-2009, 10:36 AM
وآية الاستخلاف



قوله تعالى : ( إني جاعلك للناس إماما ، قال ومن ذريتي ،
قال لا ينال عهدي الظالمين )

في غاية المرام : أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي ، قال : أخبرنا
أحمد بن الحسن بن أحمد بن موسى القندجاني ، قال : أخبرنا أبو الفتح
هلال بن أحمد الحفار ، قال : حدثنا إسماعيل بن علي بن رزين ، قال : حدثني
أبي وإسحاق بن إبراهيم الديري ، قالا : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثني أبي
عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال
رسول الله " أنا دعوة أبي إبراهيم ، قلت : يا رسول الله وكيف صرت دعوة
أبيك إبراهيم ؟ قال : أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم : ( إني جاعلك للناس
إماما ) ، فاستخف إبراهيم الفرح ، قال ومن ذريتي أئمة مثلي ، فأوحى الله
عز وجل : أن يا إبراهيم إني لا أعطيك عهدا لا أفي لك به ، قال : يا رب ما
العهد الذي لا تفي لي به ، قال : لا أعطيك لظالم من ذريتك عهدا ،
قال : إبراهيم عندما : واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ، رب إنهن أضللن كثيرا

من الناس . فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : فانتهت الدعوة إلي وإلى علي ، لم يسجد أحدنا
لصنم قط ، فاتخذني نبيا ، واتخذ عليا وصيا ) .
وقد رواه الشيخ قدس سره في أماليه ، عن ابن مسعود بهذا
الإسناد .
وقد استفاضت الروايات من طرقنا عن أهل البيت عليهم السلام في أن الآية
أبطلت إمامة كل ظالم ، فصارت في الصفوة من ذرية إبراهيم الخليل عليه السلام .
يقول السيد البهبهاني:

أقول : الآية الكريمة تدل على أمور ثلاثة :
الأول : أن الإمامة عهد إلهي ومنصب رباني ، لا يتطرق فيه اختيار
الناس .
والثاني : أن الإمامة مرتبة فوق النبوة .
والثالث : عدم قابلية من مسه الظلم لهذا العهد الشريف .

أما الأول : فمن قوله عز وجل ( لا ينال عهدي ) فإنه صريح في أن
الإمامة عهد للرب تعالى ، ويدل عليه أيضا قوله تعالى : ( إني جاعلك
للناس إماما ) وإذا ثبت أنه عهد للرب تعالى تبين لك عدم جواز اختيار
الناس فيه ، ضرورة أن الناس إنما لهم الاختيار في العهود التي ترجع إليهم ،
لا في عهد الرب تعالى .

وأما الثاني :
فلأن قوله تعالى : ( إني جاعلك للناس إماما )


وطلب الخليل عليه السلام منه تعالى شأنه هذه المرتبة الجليلة لبعض ذريته ، وقوله تعالى : ( لا ينال عهدي الظالمين ) إنما كان بعد نيله درجة النبوة ، إذ الوحي إليه بجعله إماما للناس ، وطلبه منه تعالى شأنه ذلك لبعض ذريته ، وجوابه
عز وجل بقوله : ( لا ينال عهدي الظالمين ) لا يصلح إلا لمن كان نبيا ، وحياأو كليما ، بل في روايات أهل البيت عليهم السلام أنه كان بعد الخلة ، والخلة بعد النبوة والرسالة .

في غاية المرام : ابن يعقوب عن محمد بن الحسن عمن ذكره عن محمد بن خالد عن محمد بن سنان ، عن زيد الشحام ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم عليه السلام عبدا قبل أن يتخذه نبيا ، وإن الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا ، وإن الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا ، وإن الله اتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما ، فلما جمع له الأشياء ، قال : ( إني جاعلك للناس إماما ) ، فمن عظمها في عين إبراهيم ؟ قال : ومن ذريتي ، قال : لا ينال عهدي الظالمين ، قال : لا يكون السفيه إمام التقي .

وإذا ثبت أن إمامته كانت بعد نبوته ، بل رسالته وخلته ، تبين لك أنها مرتبة فوق النبوة ،

ومن هنا يتبين لك أيضا : أنها عهد إلهي لا يجوز فيه اختيار الناس بالضرورة ، وباتفاق جميع المسلمين .
وإذا كانت المرتبة النازلة عهدا إلهيا لا يتطرق فيه اختيار الناس ، فكيف
يجوز أن تكون المرتبة الفائقة عليها مما يتطرق فيه اختيار الناس ، عقدا وحلا ؟

وأما الثالث :

فيظهر من الأمر الثاني ، إذ يعتبر في المرتبة الفائقة ما يعتبر في المرتبة النازلة ، مع أمر زائد ، والعصمة معتبرة في النبوة ، فكذا في الإمامة بطريق أولى ، ومن مسه الظلم لا يكون معصوما فلا يكون إماما .
فالمراد من الظالمين في الآية الكريمة من جاز عليه الظلم ، وتطرق فيه ،
أو من وجد فيه الظلم ولو انقضى عنه .

فإن قلت : المشتق حقيقة في المتلبس بالمبدأ ، وإطلاقه على من تطرق فيه التلبس بالمبدأ ، أو انقضى عنه المبدأ مجاز ، لا يصار إليه إلا بدليل .

قلت : إنما لا يصدق المشتق حقيقة على ما انقضى عنه المبدأ ، إذا كان المبدأ من قبيل الصفات كالعالم والجاهل والقائم والقاعد ، وأما إذا كان المبدأ من قبيل الأفعال التي يكون العنوان المأخوذ منها منتزعا من حدوث المبدأ من الذات ، كالضارب والقاتل والوالد والولد ، فصدق المشتق فيها دائر مدارحدوث المبدأ ، ولا يعتبر فيه بقاؤه ، أترى أن الأب والد مجازا ، والابن ولد كذلك ، وقاتل عمرو وضارب بكر لا يصدق عليه العنوانان حقيقة ؟ كلا ثم كلا !
والظالم من قبيل الثاني ، لأن الظلم فعل لا صفة ، فلو أريد من وجد فيه الظلم فهو صادق عليه حقيقة ، ولا يكون مخالفا للظاهر حتى لا يصار إليه إلي بدليل .

نعم إذا أريد منه من جاز عليه الظلم فهو مخالف للظاهر ، ولكن الدليل على المصير إليه موجود ، وهو منافاة عدم العصمة وتطرق الظلم لنيل الإمامة التي هي عهد إلهي فوق مرتبة النبوة .

وكيف كان فالآية الكريمة تدل على عدم استحقاق الخلفاء الثلاثة للخلافة من وجوه ثلاثة :

الوجه الأول : أن الإمامة عهد إلهي لا يثبت إلا بالنص من قبله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم .

وإمامة الخليفة الأول إنما كانت ببيعة أهل العقد والحل معه بزعمهم ، مع عدم اتفاقهم على بيعته عندنا ، لخروج خيار الأصحاب عنهم .

وإمامة الثاني : بنص الأول عليها .

وإمامة الثالث : بحكم أهل الشورى التي جعلها الثاني ولم يدع أحد منهم نصا على خلافته من قبله تعالى ، ومن قبل رسوله صلى الله عليه وآله وسلم .

والوجه الثاني : عدم عصمتهم مع اعتبارها في النبوة التي هي مرتبة نازلة من الإمامة ، الموجب لاعتبارها فيها بطريق أولى .

لا يقال : إن القدر المسلم من اعتبار العصمة إنما هو حال النبوة لا قبلها ، فيلزم منه اعتبار العصمة في الإمام حال إمامته ، فلا ينافي مع إمامتهم حينئذ كونهم مشركين عابدين للأوثان قبل إسلامهم .

لأنا نقول : الحق اعتبار العصمة في النبي من حين تولده إلى حين وفاته ، ولو سلمنا عدم اعتبارها إلا حال نبوته ، كما ذهبوا إليه فالمنافاة أيضا ثابتة لعدم عصمتهم قبل تصدي الخلافة وبعدها ، باتفاق المسلمين ، ولم يدع أحد منهم العصمة فيهم ، ولو ادعى ذلك فهو باطل قطعا ، إذ لا سبيل إلى العلم بالعصمة إلا من قبل النص ، ولا نص على عصمتهم باتفاق المسلمين ،

وإنما ورد النص على عصمة أهل البيت عليهم السلام .

والوجه الثالث : تصريحه تعالى شأنه بعدم نيل عهده الظالمين وهم ظالمون ، لما عرفت من أن الآية الكريمة إما بمعنى من جاز عليه الظلم ، أو من وجد فيه وهو بكلا المعنيين منطبق عليهم .


وبما بيناه تبين أن الإمامة من أصول الدين والاعتراف بإمامة الإمام وولايته ، كالإقرار بنبوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الأصول ، لا من الفروع ،

ولذا قال صلى الله عليه وآله وسلم :
" من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية "

بل معرفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما يكون أصلا واجبا باعتبار كونه رسولا أو إماما ، لأن النبي مع قطع النظر عن رسالته وإمامته لا يجب على الناس معرفته ، كمن كان نبيا على نفسه ولا يكون رسولا إلى أحد ، ولا إماما على الأمة .

فالمعرفة إنما تجب لأحد الوصفين ، فإن وجبت المعرفة لأجل الرسالة استلزم وجوب معرفة الإمام بطريق أولى ، لأن الإمامة مرتبة فوق الرسالة ، وإن وجبت لأجل الإمامة ، فالوجوب أوضح لاتحاد الموضوع واستحالةالتفكيك .

تنبيه : قد تبين مما بيناه من أن الإمامة أعلى مرتبة ، وأكمل درجة من
النبوة والرسالة ،

سر تقديمه صلى الله عليه وآله وسلم منزلته من الأمة من حيث الإمامة ، لا من حيث النبوة
حين استخلف مولانا أمير المؤمنين عليه السلام مكانه صلى الله عليه وآله وسلم وأثبت له الولاية فقال صلى الله عليه وآله وسلم : " ألست أولى بكم من أنفسكم " ولم يقل : " لست نبيكم أو رسولكم " فإن إمامة الفرع وولايته متفرعة على إمامة الأصل وولايته .

لا على نبوته ورسالته ، إذ لا توجب نبوة الأصل أو رسالته ثبوت الإمامة لخليفته ، والقائم مقامه .

وقد تبين مما بيناه أيضا أن أئمتنا سلام الله عليهم أفضل من سائرالأنبياء ، حتى أولي العزم منهم ،
أما تقدمهم على غير أولي العزم منهم فقد اتضح مما ظهر لك من أن مرتبة الإمامة فوق مرتبة النبوة والرسالة .

وأما تقدمهم على أولي العزم منهم مع ثبوت الإمامة لهم ، فمن جهة أن الإمامة والولاية لها مراتب ،

وأتم مراتبهما وأكملها ما ثبت لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم ولذا كان أفضل الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم ومرتبة إمامة الفرع في مرتبة إمامة أصله ، فإمامة أئمتنا سلام الله عليهم أيضا أتم مراتب الإمامة والولاية .

وقد تبين أيضا أن النبوة والإمامة قد يجتمعان ، كما في نبينا صلى الله عليه وآله وسلم وإبراهيم الخليل ، بل في أولي العزم مطلقا ، وقد تفترق النبوة عن الإمامة ،
كما في غير أولي العزم من الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم وقد تفترق الإمامة عن النبوة ، كما في أئمتنا سلام الله عليهم .

فإن قلت : ما ذكرت من أن الإمامة مرتبة فوق النبوة ينافي مع افتراق الإمامة عنها ، لأن نيل المرتبة الفائقة متفرع على نيل المرتبة النازلة .

قلت : استحقاق المرتبة الفائقة - أي الإمامة - على استحقاق المرتبة النازلة وهي النبوة واستحقاقها ثابت في أئمتنا سلام الله عليهم ، وإنما منع عنها ثبوت مرتبة الخاتمية لخاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم وعلى آله الطاهرين .

وإليه يشير قوله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أحاديث المنزلة ، المروي عن طرق العامة
بعد قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إلا أنه لا نبي بعدي ولو كان لكنت ) .

السید الامینی
14-08-2009, 06:13 PM
وآية المباهلة





قوله تعالى : ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم
فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل
فنجعل لعنة الله على الكاذبين " .

في غاية المرام : الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص ، عن محمد بن
الحسن بن أحمد - يعني ابن الوليد - عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن .
أحمد ، عن محمد بن إسماعيل العلوي ، قال : حدثني محمد بن الزبرقان
الدامغاني الشيخ ، قال : قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ، قال : اجتمعت
الأمة برها وفاجرها أن حديث النجراني حين دعاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المباهلة ، لم
يكن في الكساء إلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهما السلام ، فقال الله
تبارك وتعالى : ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم ، فقل تعالوا
ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم " ، فكان تأويل
أبناءنا الحسن والحسين ، ونساءنا فاطمة ، وأنفسنا علي بن أبي طالب سلام الله
عليهم .
وقد روى العامة بأسانيد صحيحة أن معاوية بن أبي سفيان ، قال
لسعد : ما يمنعك أن تسب أبا تراب ، فقال : لما ذكرت ثلاثا قالهن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلن أسبه ، لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر
النعم .
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول حين خلفه في بعض مغازيه ، فقال له
علي عليه السلام : يا رسول الله ، خلفتني مع النساء والصبيان ؟ فقال له
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : "
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه
لا نبي بعدي ؟ " ،
وسمعته يقول يوم خيبر : " لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله
ورسوله ، ويحبه الله ورسوله " قال : فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لي عليا ،
فأتي به أرمد العين ، فبصق في عينيه ، ودفع الراية إليه ففتح الله على يده .
ولما نزلت هذه الآية : ( قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا
ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل ) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا وفاطمة
وحسنا وحسينا ، وقال: اللهم هولاء أهل بيتي .

أقول : انحصار أصحاب الكساء في الخمسة الطيبة سلام الله عليهم
مما اجتمعت عليه الأمة ، ولم يختلف فيه أحد منهم ، كما نبه عليه مولانا
الكاظم عليه السلام ، وتواترت فيه روايات الفريقين ،
ولا ينافي ذلك التعبير بصيغة
الجمع في كل من الفقرات ، مع عدم تعدد النساء والأنفس ، لأن التعبير عن
الواحد بصيغة الجمع في مقام التعظيم شائع ، مع أن التعبير بصيغة الجمع في
المقام إنما هو لتبيين أن كلا من المتباهلين ينبغي أن يدعو خواص أهل بيته من


هذه الأصناف الثلاثة في مقام المباهلة ، سواء تعدد أفراد كل صنف أم لا
فإحضاره صلى الله عليه وآله وسلم من البنين سيدي شباب أهل الجنة : الحسن والحسين عليهما السلام ، ومن
النساء الصديقة الطاهرة عليها السلام ، ومن الأنفس مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، يكشف
عن أنهم أخص أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يكن فيهم من يدانيهم في الفضل ، حتى
يدعوه معهم ، فالآية الكريمة دلت على أن الذين اختارهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
للمباهلة مع النصارى بأمر الله عز وجل ، وجعلهم تحت الكساء كانوا أحب
الخلق وأقربهم إلى الله تعالى ، وإلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، كما أنها دلت على أن
مولانا أمير المؤمنين [ عليه السلام ] من بينهم أخص وأقرب ، حيث نزله تعالى
شأنه منزلة نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، إذ لا مجال لدخوله عليه السلام في غير أنفسنا .
أنه

كما لا مجال لتأويل أنفسنا بغير مولانا أمير المؤمنين ، إذ الذين دعاهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمباهلة
باتفاق الأمة لم يكونوا إلا مولانا أمير المؤمنين ، وفاطمة الزهراء ، والحسن ، والحسين عليهم السلام
وتأويله بنفس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا يجوز من وجوه :
الاول : أنه يلزم أن لا يكون حينئذ ذكر عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام مع دخوله عليه السلام في
المدعوين للمباهلة باتفاق الأمة .
والثاني : أنه يلزم اتحاد الداعي والمدعو ، وبطلانه واضح .
والثالث : أنه يلزم زيادة قوله تعالى : ( وأنفسنا وأنفسكم ) وعدم الحاجة إليه ، لدخوله
في قوله تعالى ( قل تعالوا ندع )



ولا ينافي ذلك تأخيره في الذكر عن " أبناءنا ونساءنا " لأن الترقي إنما
هو من الخاص إلى الأخص ، ومن العالي إلى الأعلى ، مع أنه لو قدم لتوهم
كونه تأكيدا للضمير ، فيفوت المقصود حينئذ .

وكيف كان ، فقد اتضح لك أن الآية الكريمة تدل على أن منزلة مولانا
أمير المؤمنين من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منزلة نفسه منه صلى الله عليه وآله وسلم ، ويدل على ذلك أيضا ما
رواه العامة والخاصة من أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لبني وليعة : لتنتهين يا بني وليعة أو لأبعثن إليكم رجلا كنفسي ، يقتل مقاتليكم ، ويسبي ذراريكم ، وإنما عنى
عليا عليه السلام .
في غاية المرام : قال ابن أبي الحديد : الخبر المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أنه قال لبني وليعة : لتنتهين يا بني وليعة ، أو لأبعثن إليكم رجلا عديل
نفسي ، يقتل مقاتليكم ، ويسبي ذراريكم ، قال عمر بن الخطاب : فما تمنيت
الإمارة إلا يومئذ ، وجعلت أنصب له صدري رجاء أن يقول هو هذا ، فأخذ
علي عليه السلام .

ويدل عليه أيضا ما رواه في غاية المرام ، عن موفق بن أحمد بإسناده ،
عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ما من نبي إلا وله نظير في
أمته ، وعلي نظيري

وعن أحمد بن حنبل في مسنده ، قال : أخبرنا أبو غالب محمد بن
أحمد بن سهل النحوي ، يرفعه إلى سعد بن حذيفة ، عن أبيه حذيفة بن
اليمان ، قال : آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين المهاجرين والأنصار ، وكان يؤاخي بين
الرجل ونظيره ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال : هذا أخي ، قال
حذيفة : فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيد المسلمين ، وإمام المتقين ، ورسول رب العالمين ،
الذي ليس له شبه ونظير . وعلي عليه السلام أخوه .
وإذا اتضح لك أن منزلته من الرسول صلى الله عليه وآله و
سلم منزلة نفسه منه صلى الله عليه وآله وسلم اتضح لك اختصاص الخلافة والامامة به، ضرورة أن خلافة شخص عن شخص آخر
عبارة عن تنزيله منزلته ، وقيامه مقامه ، وصيرورته بمنزلة نفسه ، ولا حقيقة للخلافة إلا ذلك .
فبعد ثبوت هذه المنزلة لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام من رسول الله بنص
الآية الكريمة ، لا يعقل سلب الخلافة عنه ، ويكون السلب في حكم
المناقضة بل عينها ، ويكون التصريح بالخلافة تأكيدا وإرشادا إلى ثبوت هذه
المنزلة .

إذ تنزيله منزلة نفسه صلى الله عليه وآله وسلم إطلاقا لا يجتمع مع عدم خلافته عليه السلام عنه صلى الله عليه وآله وسلم ، لأنها من أحد وجوه
التنزيل ، بل أظهرها وأجلاها ، بحيث لو نزل منزلة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا في مقام الولاية والإمامة
التي هي عمدة شؤونه لا يصح التعبير عنه عليه السلام بأنه نفس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قطعا .

وأيضا خلافة شخص عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من جهة رسالته وولايته
المستتبعة لافتراض طاعته على الناس ، ووجوب البيعة معه فرع اتصافه
بصفات الأصل الموجبة لاستحقاقه الخلافة ، وصيرورته أهلا لها ، بحيث
لا يكون جعلها له للشئ في غير محله ، والاتصاف بصفات الأصل له
مراتب متدرجة ، ودرجات متصاعدة ، وأقوى المراتب وأكمل الدرجات ،
بحيث لا يتصور فوقها مرتبة ، هو درجة بلوغه مرتبة يصح معها أن يقال إنه
نفس الأصل على وجه الاطلاق ، من دون تقييد بصفة خاصة ، فمن له هذه
المنزلة يستحق الخلافة عن الأصل قطعا ، ولا يعقل العدول عنه إلى من لم
يكن كذلك ، مع وجوده بالضرورة .
وأيضا بعد ما تبين لك أن الآية الكريمة تدل على أن أصحاب الكساء
أقرب الخلق ، وأحبهم إلى الله تعالى ، تبين لك أنه لا يعقل صرف الخلافة
عنهم إلى غيرهم ، ضرورة استحالة أن يكون الأبعد مولى للأقرب ، فتبين أن
الآية الكريمة تدل على اختصاص الخلافة والإمامة بمولانا أمير المؤمنين عليه السلام
وجوه متعددة ، والفرق بين الوجوه ظاهر للمتأمل .

فإن قلت : دلالة قوله عز من قائل : ( وأنفسنا ) على خلافته
وإمامته عليه السلام مسلمة ، ولكن لا دلالة له على اختصاص الإمامة به عليه السلام إذ
لا ينافي ذلك مع تنزيل شخص آخر بمنزلة نفسه صلى الله عليه وآله وسلم أيضا ، فلا مانع من ثبوت
الخلافة للخلفاء الثلاثة حينئذ .
قلت : ثبوت الخلافة له عليه السلام بنص الآية الكريمة مانع عن ثبوت الخلافة
لغيره بالبيعة واتفاق أهل الحل والعقد من الناس ، إذ لا مجال للبيعة والاتفاق
مع وجود النص بالضرورة ، واتفاق الأمة وخلافة الخلفاء الثلاثة عند القائلين
بها ، لا تكون بالنص ، بل خلافة الأول بالبيعة ، وخلافة الثاني بنصبه الأول ،
وخلافة الثالث بحكم الشورى التي جعلها الثاني بزعمهم .
وأيضا لو كانت منزلتهم من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم منزلة نفسه منه صلى الله عليه وآله وسلم لأدخلهم
تحت الكساء للمباهلة ، لأن الله تعالى أمر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بدعوة من كان كذلك
للمباهلة ، فعدم دعوته إياهم للمباهلة كاشف عن عدم ثبوت هذه المنزلة
لهم .

صفحة الحق
14-08-2009, 06:39 PM
رحم الله والديك سيدنا الأميني
بحث ممتاز ورائع مدعم بالأدلة .....
وأتمنا من أي مخالف سواء من السنة أو الوهابية أن ستعمل عقله ويقرء الموضوع بتأمل قبل
أن يعلق أو يجيب على هذا الموضوع وأيضا لكي يكون جوابه علمي... ولا يتعبنا بغبائه .

دعبل
14-08-2009, 07:29 PM
بارك الله فيك سيدنا ورحم الله والديك

السید الامینی
14-08-2009, 11:07 PM
رحم الله والديك سيدنا الأميني

بحث ممتاز ورائع مدعم بالأدلة .....
وأتمنا من أي مخالف سواء من السنة أو الوهابية أن ستعمل عقله ويقرء الموضوع بتأمل قبل
أن يعلق أو يجيب على هذا الموضوع وأيضا لكي يكون جوابه علمي... ولا يتعبنا بغبائه .





بارك الله بكم و حياكم الله عزيزي الكريم و شكرا

السید الامینی
14-08-2009, 11:08 PM
بارك الله فيك سيدنا ورحم الله والديك


حياكم الله و بارك الله بكم و شكرا عزيزي

شيعي هويتي
15-08-2009, 01:41 AM
بارك الله فيك سيدنا الأميني موضوع رائع وجميل يبين لنا أدلتنا المتفقة من كلا الطرفين على إثبات الإمامة بنص إلهي


سؤال إليك مولانا وهذا دائما يطرح بخصوص الأية {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} (5) سورة القصص

فهم دائما يحاولوا إخفاء حقيقة الأية العظيمة إلي تبين وجود الأئمة عليهم السلام وخصوصا المنتظر عجل الله فرجه الشريف بإدعائهم أنها لا علاقة بالإمامة بل هي متصلة بالأية إلي بعدها {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ} (6) سورة القصص
بحيث يوجد حرف العطف واو مما يدل على إتصال هذه الأية بقبلها وهي عبارة عن قصة

ما هو الرد وشكراا...

السید الامینی
15-08-2009, 06:43 PM
بارك الله فيك سيدنا الأميني موضوع رائع وجميل يبين لنا أدلتنا المتفقة من كلا الطرفين على إثبات الإمامة بنص إلهي


سؤال إليك مولانا وهذا دائما يطرح بخصوص الأية {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} (5) سورة القصص

فهم دائما يحاولوا إخفاء حقيقة الأية العظيمة إلي تبين وجود الأئمة عليهم السلام وخصوصا المنتظر عجل الله فرجه الشريف بإدعائهم أنها لا علاقة بالإمامة بل هي متصلة بالأية إلي بعدها {وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ} (6) سورة القصص
بحيث يوجد حرف العطف واو مما يدل على إتصال هذه الأية بقبلها وهي عبارة عن قصة

ما هو الرد وشكراا...


السلام عليكم

حياكم الله عزيزي شيعي هويتي

ونرید أن نمن على الذین استضعفوا فی الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثین، ونمکن لهم فی الأرض ونری فرعون وهامان وجنودهما منهم ما کانوا یحذرون).

ونهج البلاغة ج۳ قال علی (علیه السلام): لتعطفن الدنیا علینا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها، وتلا (علیه السلام) ـ عقیب ذلک ـ قوله تعالىونرید أن نمن على الذین استضعفوا فی الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثین).

قال ابن أبی الحدید فی شرحه: إن أصحابنا یقولون: إنه وعد بإمام یملک الأرض ویستولی على الممالک.

أقول: هذا الحدیث مروی بطرق عدیدة عن
الإمام أمیر المؤمنین (علیه السلام)، ولعل الحدیث یحتاج إلى شیء من الشرح،: (لتعطفن) یُقال: عطفت الناقة على ولدها أی حنت علیه ودر لبنها، (شماسها) یُقال: شمس الفرس یشمس: أی استعصى على راکبه ومنع ظهره من الرکوب، (الضروس): الناقة السیئة الخلق، تعض حالبها.

ومعنى کلامه (علیه السلام): إن الدنیا تقبل على
أهل البیت (علیهم السلام) بعد الجفاء الطویل والمکاره الکثیرة، والمقصود: قیام حکومته أهل البیت وانتصاراتهم على أعدائهم، وتذلل جمیع الصعوبات التی وقفت حجر عثرة فی طریق نهضتهم المقدسة، وتسهل لهم الدنیا لهم صعوبتها، وتحلو بعد مرارتها، وتخضع بعد تمردها، وتنقاد بعد عصیانها.
وعن الإمام أمیر المؤمنین (علیه السلام) قال: المستضعفون فی الأرض، المذکورن فی الکتاب، الذین یجعلهم الله أئمة: نحن أهل البیت، یبعث الله مهدیهم فیعزهم ویذل عدوهم.
لقد سبقت هذه الآیة الشریفة آیة تتحدث عن فرعون وجرائمه- فقال عز وجل ونرید أن نمن على الذین استضعفوا فی الأرض)
. فالمعنى الظاهری هو أن الله یعید لبنی اسرائیل عزهم وکرامتهم ویهلک فرعون وزیره هامان وجنودهما.
ولکن تأویل الآیة ـ أی معناها الخفی غیر المعنى الواضح الجلی ـ هو أن المقصود من المستضعفین فی هذه الآیة: هو آل محمد (علیهم السلام) فقد استضعفهم الناس وظلموهم وقتلوهم وشردوهم وصنعوا بهم ما صنعوا، وقد قال لهم
رسول الله (صلى الله علیه وآله): (أنتم المستضعفون بعدی)، وهذا ماحدث فعلا فإن آل محمد (علیهم السلام) استضعفهم الناس من یوم فارق رسول الله (صلى الله علیه وآله) هذه الحیاة، ولو راجعت کتاب (مقاتل الطالبیین) وغیره من الکتب لوجدت –هناک- أنواع المصائب والمآسی والنوائب التی انصبت على آل رسول الله (صلى الله علیه وآله)، لأن أصحاب السلطة والقدرة استضعفوا هذه الذریة الطاهرة فصنعوا بهم ما شاءت نفوسهم الممتلئة بالحقد والجبروت، حتى وصل الأمر إلى أن الناس کانوا یهدون رؤوس آل محمد إلى الحکام تقربناً إلیهم وتفریحاً لقلوبهم، کما فعل ذلک جعفر البرمکی وغیره، وأی استضعاف أشد من هذا؟!.
ولکن الله تعالى قد تعلقت إرادته أن یتفضل على هذه الذریة الطاهرة المظلومة –عبر التاریخ- وعلى أتباعهم وشیعتهم المضطهدین الذین کانوا ولا یزالون یعیشون تحت الضغط والکبت والذل والهوان، المحرومین من أبسط حقوق البشر، الذین سلبتهم السلطات کل حریة وکل کرامة، أن یتفضل علیهم بحکومة تشمل الکرة الأرضیة ومن علیها وما علیها.
حکومة حدودها القطبان المنجمدان الشمالی والجنوبی، وجمیع المحیطات المترامیة الأطراف، وهی الحکومة الوحیدة التی تحکم الأرض ومن علیها، بلا مزاحم أو منافس، وتکون لهم السلطة التامة والقدرة الکاملة.
عن هذه الآیة یمکن أن نقول: من الممکن أن یستفاد هذا التأویل من نفس ظاهر الآیة، ومن قوله تعالى ونرید أن نمن) بلفظ المستقبل، لأن نزول الآیة کان بعد آلاف السنین من عصر موسى (علیه السلام) وفرعون، وکان من الممکن أن یقول سبحانه: وأردنا أن نمن. أو: مننا على الذی استضعفوا. کما قال فی مکان آخر، بل فی أمکنة أخرى: (لقد من الله على المؤمنین إذ بعث فیهم رسولاً).
(کذلک کنتم من قبل فمن الله علیکم).
(ولقد مننا علیک مرة أخرى).
(ولقد مننا على موسى وهارون).
ذکر الله تعالى هذه الآیات بلفظ الماضی، وهنا ذکرها بلفظ المستقبل فقال: ونرید أن نمن.
وهکذا قوله تعالى: (ونری فرعون وهامان وجنودهما منهم ما کانوا یحذرون) فإنه تعالى لم یقل: وأرینا فرعون وهامان.
وهکذا قوله سبحانه: (نرید) و(نجعلهم) و(نجعلهم) أیضاً، و(نمکن) و (نری) حیث جاءت جمیع هذه الألفاظ الستة بصیغة المستقبل لا الماضی.
ولعل قائلاً یقول: إن فرعون وهامان وجنودهما کانوا قد هلکوا قبل نزول الآیة بآلاف السنین، فکیف یمکن تأویل الآیة إلى المستقبل؟
الجواب: لقد صار اسم (فرعون) رمزاً لکل سلطان متجبر جائرٍ یتجاوز فی ظلمه، فلکل عصر فرعون، ولکل أمة فراعنة.
وقد روی عن الإمام محمد الباقر جعفر الصادق (علیهما السلام) –فی تأویل هذه الآیة- أن المراد من: (فرعون وهامان) –فی هذه الآیة- هما رجلان من جبابرة قریش، یحییهما الله تعالى عند ظهور الإمام المهدی (علیه السلام)- فی آخر الزمان –فینتقم منهما بما أسلفا.
(وجنودهما) أتباع الرجلین، الذین تعاونوا معهما، وساروا على خطهما، وأحیوا ذکرهما.

شيعي هويتي
16-08-2009, 03:47 AM
وضحت الفكرة سيدنا الأميني

مشكور وما قصرت وإن شاء الله في ميزان حسناتك

السید الامینی
17-08-2009, 05:21 PM
حياكم الله عزيزي شيعي هويتي

امين الصندوق
17-08-2009, 07:47 PM
بارك الله فيك اخي العزيز وجعله في ميزان حسناتكم
تقبل خالص تحياتي واحترامي

السید الامینی
17-08-2009, 10:52 PM
حياكم الله و بارك الله بكم عزيزي امين

السید الامینی
22-10-2010, 08:19 AM
وآية الانذار


قوله تعالى: (( وانذر عشيرتك الأقربين ))
حديث الدار مقطوع بصحته عند الشيعة, ونصوا على شهرته بل تواتره, قال المفيد في الإرشاد: وذلك في حديث الدار الذي أجمع على صحته نقاد الآثار حين جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بني عبد المطلب في دار أبي طالب (الإرشاد1/49).


وقال العلامة الحلي في المستجاد من الإرشاد: فأما مناقبه الغنية لشهرتها وتواتر النقل بها وإجماع العلماء عليها عن إيراد أسانيد الأخبار بها كثيرة - إلى أن قال - فمن ذلك أن النبي (صلى الله عليه وآله) جمع خاصة أهله وعشيرته في ابتداء الدعوة إلى الإسلام - إلى أن قال - وذلك في حديث الدار الذي أجمع على صحته نقاد الأخبار (المستجاد من الإرشاد/48).
وقال السيد شرف الدين في المراجعات: وأما استدلالنا به (أي حديث الدار) على الإمامة فيما بيننا فإنما هو لتواتره من طريقنا كما لا يخفى (المراجعات/ المراجعة(24)/194).
وقال الشيخ الطوسي في التبيان: والقصة بذلك مشهورة, فإنه روي أنه أمر (صلى الله عليه وآله) علياً بأن يصنع طعاماً ثم دعا عليه بني عبد مناف وأطعمهم الطعام ثم قال لهم: أيكم يؤازرني على هذا الأمر يكن وزيري وأخي ووصيي, فلم يجبه أحد إلا علي (عليه السلام) والقصة في ذلك معروفة (التبيان8/67).
وقال الطبرسي: واشتهرت القصة بذلك عند الخاص والعام (مجمع البيان7/355).
وقال أبن جبر: روي من طريق الخاصة مما استفاض به الخبر وانتشر به الذكر واستغنى بشهرته وتواتره عن إيراد الأسانيد وأجمع عليه كافة العلماء وشهد بصحته نقاد الآثار.. الخ (نهج الإيمان/233).
وقال العلامة الحلي: وهو النص الجلي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مواضع تواترت بها الإمامية ونقلها غيرهم نقلاً شائعاً ذائعاً: منها لما نزل قوله تعالى: (( وَأَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ )), أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله)... الخ (كشف المراد/497).
وقال أيضاً: ما نقله الناس كافة أنه لما نزل قوله تعالى (( وَأَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ )) جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله)... الخ (منهاج الكرامة/147).
وقال السيد علي البهبهاني: والروايات في هذا المعنى من الطريقين مستفيضة (مصباح الهداية في أثبات الولاية/150).
وقال القاضي النعمان في معرض ذكره لما قام به رسول الله (صلى الله عليه وآله) من ولاية علي (عليه السلام):
وكان أول ذلك فيما رواه الخاص والعام ( شرح الأخبار 1: 106) ومن هنا تبين أن علمائنا نصوا على أن حديث الدار متواتر عندنا, والتواتر مرتبة تفيد القطع فوق مرتبة الحديث الصحيح الظني.


ولننقل لك طرفاً مما وجدنا من طرقه عندنا بعضها مسندة والأخرى مرسلة:
1- روى القاضي النعمان في دعائم الإسلام: وروينا أيضاً عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أنه قال: لما أنزل الله (عز وجل): (( وَأَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ )) جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بني عبد المطلب على فخذ شاة - إلى أن قال - فأيكم يكون وصيي ووارثي وولي وأخي ووزيري - فسكتوا - إلى أن قال - فقلت: أنا يا رسول الله, فقال: نعم أنت يا علي... الحديث (دعائم الإسلام1/15) وهي مرسلة.
2- روى الشيخ الصدوق في علل الشرايع: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رحمه الله) قال حدثني عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة قال حدثنا محمد بن زكريا قال حدثنا عبد الواحد ابن غياث قال: حدثنا أبو عباية, عن عمرو بن المغيرة عن ابي صادق, عن ربيعة بن ناجد إن رجلاً قال لعلي (عليه السلام) يا أمير المؤمنين بما ورثت ابن عمك دون عمك, فقال: يا معشر الناس - إلى أن قال - فأيكم يبايعني على أنه أخي ووارثي ووصي - إلى أن قال - فضرب بيده على يدي فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي (علل الشرايع 1/169) وهي مسندة.
3- وروى أيضاً: وعنه قال: حدثنا عبد العزيز قال حدثنا المغيرة بن محمد قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن الأزدي قال: حدثنا قيس بن الربيع وشريك بن عبد الله بن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: لما نزلت: (( وَأَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ )) ورهطك المخلصين - إلى أن قال - : فقال يا بني عبد المطلب هذا أخي ووارثي ووصي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي... الحديث (علل الشرايع1/170).
4- وروى محمد بن سليمان الكوفي في المناقب عن محمد بن منصور عن الحكم بن سليمان قال أخبرنا علي بن هاشم عن أبي مريم (عبد الغفار بن قاسم) عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث قال: حدثني علي بن أبي طالب قال لما نزلت هذه الآية (( وَأَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ )) إلى أن قال: يا بني عبد المطلب إن هذا أخي ووصي ووزيري وخليفتي فيكم من بعدي فأسمعوا له وأطيعوا (مناقب الإمام أمير المؤمنين1/370).
5- وروى أيضاً عن محمد بن منصور عن جبارة بن مغلس عن يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال حدثني من سمع عبد الله بن الحارث - وأستكتمني أسمه - عن أبن عباس عن علي بن أبي طالب.. إلى آخر الحديث (مناقب أمير المؤمنين1/372).
6- وأيضاً عن محمد بن منصور عن سفيان بن وكيع عن يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال حدثني من سمع عبد الله بن الحارث بن نوفل واستكتمني أسمه عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب... (مناقب أمير المؤمنين1/375).
7- وأيضاً عن محمد بن منصور عن عباد الرواجني عن عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن المنهال عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي (عليه السلام)....(مناقب أمير المؤمنين1/377).
8- وروى الخصيبي عن أحمد بن محمد الحجال عن جعفر بن محمد الكروزوني عن الحسن بن مسكان عن صفوان الجمال قال قال جعفر بن محمد الصادق (صلوات الله عليه: لما نزلت هذه الآية... (الهداية الكبرى/46).
9- وأيضاً عن محمد بن إسحاق عن عتبة بن مسلم مولى بني تميم وعبد الله بن الحارث ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن عبد الله بن العباس عن علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه)... (الهداية الكبرى/47).
10- ورواه الشيخ الطوسي في أماليه قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري سنة ثمان وثلاث مائة قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي قال حدثنا سلمة بن الفضل الأبرش قال: حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم قال أبو المفضل: وحدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي - واللفظ له - قال حدثنا محمد بن الصباح الجرجاني قال: حدثني سلمة بن صالح الجعفي عن سليمان الأعمش وأبي مريم جميعاً عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)... (الأمالي/582).
11- وروى الراوندي قال: إن ابن الكوا قال لعلي (عليه السلام) بما كنت وصي محمد من بين بني عبد المطلب؟ قال أدن ما الخبر تريد لما نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) (( وَأَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ )) ... (الخرائج والجرائح 1/92).
12- وروى ابن طاووس عن محمد بن العباس بن مروان بلفظه: حدثنا الحسين بن الحكم الحبري قال حدثنا محمد بن جرير قال حدثني زكريا بن يحيى قال حدثني عفان بن سلمان وحدثنا محمد بن احمد الكاتب قال حدثني جدي قالوا أخبرنا عفان وحدثنا عبد العزيز بن يحيى قال حدثنا موسى بن زكريا حدثنا عبد الواحد بن غياث قالا حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن ابي صادق عن ابي ربيعة بن ماجد ان رجلاً قال لعلي يا أمير المؤمنين لم ورثت ابن عمك دون عمك....الخ (سعد السعود: 104).
13- وايضاً من كتاب محمد بن العباس بن مروان بلفظه حدثنا محمد بن هوذة الباهلي حدثنا إبراهيم بن اسحاق النهاوندي حدثنا عمار بن حماد الانصاري عن عمر بن شمر عن مبارك بن فضالة والعامة عن الحسن عن رجل من اصحاب النبي قال إن قوماً خاضوا في بعض امر علي بعد الذي كان من وقعة الجمل قال الرجل الذي سمع منه الحسن الحديث ويلكم ما تريدون من أول السابق بالإيمان والاقرار بما جاء من عند الله لقد كنت عاشر عشرة من ولد عبد المطلب...الخ (سعد السعود: 105).
14- روى سليم بن قيس في كتابه محاججة قيس بن سعد بن عبادة لمعاوية وهي طويلة جاء فيها: فجمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) جميع بني عبد المطلب فيهم ابو طالب وابو لهب وهم يومئذٍ أربعون رجلاً فدعاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخادمه يومئذ علي (عليه السلام) ورسول الله يومئذ في حجر عمه ابي طالب فقال: ايكم ينتدب ان يكون اخي ووزيري ووارثي وخليفتي في امتي وولي كل مؤمن بعدي؟ فسكت القوم حتى اعادها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاث مرات فقال علي (عليه السلام): أنا يا رسول الله صلى الله عليك....الخ (كتاب سليم / الحديث (26) : 311). والرواية صحيحة.
15- وروى القمي في تفسير (( وانذر عشيرتك الأقربين )) : قال نزلت بمكة فجمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بني هاشم...الخ (تفسير القمي 2: 124) وهي مرسلة.
16- وروى فرات الكوفي: قال: حدثني جعفر بن محمد بن احمد بن يوسف الاودي معنعناً عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: لما نزلت هذه الآية...الخ (تفسير فرات: 299).
17- وايضاً : قال حدثني الحسين بن محمد بن مصعب البجعي معنعناً عن علي بن ابي طالب ...الخ ( تفسير فرات : 301).
18- وايضاً: قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن هاشم السمسار عن محمد بن عبيد الله بن علي بن ابي رافع عن أبيه عن أبي رافع (رض): ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) جمع ولد عبد المطلب...الخ (تفسير فرات: 303).
19- وروى ابن عقدة: أنبأنا ابو الحسن احمد بن يعقوب الجعفي أنبأنا علي بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين أنبأنا اسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين بن علي حدثني اسماعيل بن الحكم الرافعي عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن ابيه قال: قال ابو رافع جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولد بني عبد المطلب.. الخ (فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) : 203).
20- وايضاً: أنبأنا جعفر بن عبد الله بن جعفر المحمدي, أنبأنا عمر بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبي رافع, قال: كنت قاعداً بعدما بايع الناس ابا بكر فسمعت أبا بكر يقول للعباس: انشدك الله هل تعلم ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) جمع بني عبد المطلب... الخ (فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام): 205).
21- وروى ابن جبر قال: روى جدي رحمه الله في كتاب نخب المناقب حديثاً مسنداً إلى علي (عليه السلام) قال: فقلت أنا يا رسول الله قال: أنت...الخ (نهج الإيمان : 235).
22- وروى شرف الدين الحسيني عن محمد بن عباس(ره): حدثنا عبد الله بن زيدان بن يزيد عن اسماعيل بن اسحاق الراشدي وعلي بن محمد بن مخلد الدهان عن الحسن بن علي بن عفان قال: حدثنا أبو زكريا يحيى بن هاشم السمسار عن محمد بن عبد الله بن علي بن أبي رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن أبيه عن جده أبي رافع قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) جمع بني عبد المطلب في الشعب...الخ تأويل الآيات 1: 393).
وفيما اوردنا يثبت تواتر الخبر بطرقنا

السید الامینی
22-10-2010, 08:24 AM
و اما طريق اهل السنة:

1ـ حديث الدار رواه بسند رجاله ثقات أحمد في (مسنده، الجزء الأول، صفحة 111)، ورجال السند هم من رجال الصحيح: أسود بن عامر ثنا شريك عن الأعمش عن المنهال عن عباده بن عبد الله الأسدي عن علي رضي الله عنه..
ورواه أيضاً ابن عساكر في (تاريخ مدينة دمشق، الجزء الثاني والأربعين، الصفحة 47، 48) بسند رجاله ثقات بحسب ضوابط الجرح والتعديل عند علماء أهل السنة، ورجال السند هم: أبو البركات عمر بن إبراهيم الزيدي العلوي بالكوفة، اخبرنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن علاء الشاهد اخبرنا محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن اخبرنا أبو عبد الله محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي حدثنا عباد بن يعقوب حدثنا عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله عن علي بن أبي طالب.
وللاطلاع على صحة هذا السند يمكنكم المراجعة بحسب الترتيب في: (ميزان الاعتدال 3: 181 ، سير أعلام النبلاء 20: 145، 18: 451، 17: 100، 15: 73، 11: 536، تهذيب التهذيب 5: 265، تذكرة الحفاظ 1: 154، ميزان الأعتدال 4: 192، الثقات 5: 140).
2ـ كان الذين دعاهم النبي(ص) عند نزول آية الأنذار أربعون رجلاً من عشيرته الأقربين، كما نصَّ على ذلك العيني في (عمدة القاريء 19: 101)، وأحمد بن محمد بن سلمة كما في (شرح معاني الآثار 3: 284، 4: 387)، وابن عساكر في (تاريخه 42: 47)، والطبري في (تاريخه 2: 61)، وابن الأثير في (كامله 2: 60)، والذهبي في (تاريخ الإسلام 1: 144)، وابن كثير في (البداية والنهاية 3: 51)، وابن خلدون في (تاريخه 2: 7) وكذا غيرهم. فالعهدة على هؤلاء الرواة والمؤرخين الكبار من أهل السنة

السید الامینی
09-02-2011, 04:15 PM
وآية التصدق بالخاتم





نزول الآية الكريمة في حق علي(عليه السلام) من مصادر أهل السنة المعتبرة باختصار
:
1- تفسير التسهيل لعلوم التنزيل لأبن جزي الكلبي (1 / 181):
قال: وهم راكعون (قيل نزلت في علي بن أبي طالب(رض) فإنه سأله سائل وهو راكع في الصلاة فأعطاه خاتمه).

2- الرازي في (تفسيره الكبير12/ 23) قال: القول الثاني: أن المراد من هذه الآية شخص معين وعلى هذا ففيه أقوال: روى عكرمة (الخارجي الناصبي كعادته) أن هذه الآية نزلت في أبي بكر، والثاني روى عطاء عن أبن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب(عليه السلام)، ثم ذكر روايتين في تصدق علي (عليه السلام) على الفقير عن عبد الله بن سلام وأبي ذر.

3- السيوطي في (الدر المنثور في التفسير بالمأثور 3 / 104 ـ 106) قال: أخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع فقال النبي (صلى الله عليه وآله) للسائل من أعطاك هذا الخاتم؟ قال ذاك الراكع فأنزل الله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )). وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) قال: نزلت في علي بن أبي طالب.

وأخرج الطبراني في (الأوسط) وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال: وقف بعلي سائل وهو راكع في صلاة تطوع (وهذا يدل على أن الصلاة والزكاة كانت تطوعاً لا واجبا) فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأعلمه ذلك فنزلت على النبي (صلى الله عليه وآله) هذه الآية) فقرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أصحابه ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه.
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال: نزلت هذه الآية على رسول الله(صلى الله عليه وآله) في بيته (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) إلى آخر الآية، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل المسجد والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم يصلي فإذا سائل فقال يا سائل هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال لا، إلا ذاك الراكع ـ لعلي بن أبي طالب ـ أعطاني خاتمه.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن سلمة بن كهيل قال: تصدق بخاتمه وهو راكع فنزلت (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) .

وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) الآية ، نزلت في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع (ولم يقل أحد أدى الزكاة فكل الروايات تقول تصدق علي (عليه السلام) ) وأخرج ابن جرير عن السدي وعتبه بن حكيم مثله.

وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قصة عبد الله بن سلام مع اليهود وفيها نزلت الآية (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) ونودي بالصلاة صلاة الظهر وخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال أعطاك أحد شيئاً؟ قال نعم، قال من؟ قال ذلك الرجل القائم قال: وهو يقول (( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسولَه وَالَّذينَ آمَنوا فإنَّ حزْبَ اللَّه هم الْغَالبونَ )) .

وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم عن أبي رافع قال (.... فاستيقظ النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يقول (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) الحمد لله الذي أتم لعلي نعمه وهيأ لعلي بفضل الله إياه.
وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال كان علي بن أبي طالب قائماً يصلي فمر سائل وهو راكع فأعطاه خاتمه فنزلت هذه الآية (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )).

4- الزمخشري في كشافه (1 / 681 ـ 683) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) الواو فيه للحال أي يعملون ذلك في حال الركوع وهو الخشوع والإخبات والتواضع لله إذا صلوا وإذا زكوا. وقيل هو حال من يؤتون الزكاة بمعنى يؤتونها في حال ركوعهم في الصلاة، وأنها نزلت في علي(كرم الله وجهه) حين سألة سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأنه كان مَرجاً في خنصره(سهل الحركة) فلم يتكلف لخلعه كثيرَ عمل تفسد بمثله صلاته. (ودافع الرجل عن مجيء الآية بالجمع ونزولها في علي (عليه السلام) ).

5- قال صاحب (المحرر الوجيز في تفسير كتاب الله العزيز 2/208): إتفقَ أنَّ علياً بن أبي طالب أعطى صدقة وهو راكع ونقل ذلك عن السدي ومجاهد وذكر رواية في نزولها في علي (عليه السلام)، ثم ردّ هذا القول على عادتهم ورجح غيره كغيره!!

6- أبو السعود في تفسيره (3/52) قال: وروي أنها نزلت في علي (رض) حين سأله سائل وهو راكع فطرح عليه خاتمه كأنه كان مَرجا في خنصره غير محتاج في إخراجه إلى كثير عمل يؤدي إلى فساد الصلاة ولفظ الجمع حينئذ لترغيب الناس في مثل فعله (رض) وفيه دلالة على أن صدقة التطوع تسمى زكاة.

7- ابن أبي حاتم في تفسيره (4/1162): نقل بسنده عن عقبة بن أبي حكيم وسلمة بن كهيل في سبب نزول الآية الكريمة في علي (عليه السلام).
8- ابن كثير في تفسيره(2/72) قال: حتى إن بعضهم ذكر في هذا أثراً عن علي بن أبي طالب أن هذه الآية نزلت فيه وذلك أنه مر به سائلا في حال ركوعه فأعطاه خاتمه ثم نقل عن ابن أبي حاتم روايته عن صحابيين في أنها نزلت في علي (عليه السلام) ولم يعلق على اسناديه مع انها صحيحة ثم نقل عن عبد الرزاق بسنده عن ابن عباس أنها نزلت في علي (عليه السلام) ولكنه ضعف سندها وعن ابن مردويه ذكر قول ابن عباس عن الضحّاك وضعفه بعدم إدراك الضحاك لابن عباس ثم ذكر طريقاً ثالثاف عن ابي صالح عن ابن عباس به وعلق بقوله وهذا إسناد لا يففرح به.
ثم قال ابن كثير: ثم رواه ابن مردويه من حديث علي بن أبي طالب نفسه وعمار بن ياسر وأبي رافع وليس يصح شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها، ثم قال: ثم روى بإسناده(ابن مردويه) عن ميمون بن مهران عن ابن عباس في قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) نزلت في المؤمنين وعلي بن أبي طالب أولهم.

ثم ذكر عن ابن جرير عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه سأله عبد الملك عن هذه الآية قلنا من الذين آمنوا؟ قال : الذين آمنوا . قلنا : بلغنا أنها نزلت في علي بن ابي طالب (علي من الذين آمنوا). وقال أسباط عن السدي نزلت هذه الآية في جميع المؤمنين ولكن علي بن أبي طالب مَرَّ به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه.

9- البغوي في تفسيره (2/47) نقل عن ابن عباس والسدي أن قوله تعالى (( وَهمْ رَاكعونَ )) أراد به علي بن أبي طالب(رض) مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه.
10- البيضاوي في تفسيره (2/229ـ340) قال: و (( وَهمْ رَاكعونَ )) أي: متخشعون في صلاتهم وزكاتهم وقيل هو حال مخصوصة بيؤتون أو يؤتون الزكاة في حال ركوعهم في الصلاة حرصاً على الإحسان ومسارعته إليه وإنها نزلت في علي(رض) حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه واستدل بها الشيعة على إمامته زاعمين أن المراد بالولي المتولي للأمور والمستحق للتصرف فيها والظاهر ما ذكرناه مع أن حمل الجمع على الواحد أيضاً خلاف الظاهر(ولكن سبب النزول يغنينا عن الظاهر) قال: وإن صح أنه منزل فيه فلعله جيء بلفظ الجمع لترغيب الناس في مثل فعله فيندرجوا فيه وعلى هذا يكون دليل على أن الفعل القليل في الصلاة لا يبطلها وأن صدقة التطوع تسمى زكاة (وهذه الجملة الأخيرة فيها رد على أسئلتكم ومن علمائهم).

11- السمر قندي في تفسيره(1/424) نص على ذلك ورجحه فقال (( وَهمْ رَاكعونَ )) يعني يتصدقون في حال ركوعهم حيث أشار علي بخاتمه إلى المسكين حتى نزع من أصبعه وهو في ركوعه ويقال يراد به جميع المسلمين أنهم يصلون ويؤدون الزكاة.

12- السمعاني في تفسيره(2/47) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) يعني مصلون إلا أنه خص الركوع تشريفاً وقيل معناه خاضعون، وقال السدي ـ وهو رواية عن مجاهد ـ إن هذا أفنزل في علي بن أبي طالب كان في الركوع مسكبن يطوف في المسجد فنزع خاتمه ودفع إليه فهذا معنى قوله: (( وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )).

13- أبن جرير الطبري شيخ المفسرين في تفسيره(6/288) ذكر ذلك في أول آرائه في تأويل الآية ومن عادته تقديم الرأي الراجح فقال: وأما قوله (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) فإن أهل التأويل أختلفوا في المعنى به فقال بعضهم عني به علي بن أبي طالب، وقال بعضهم عني به جمع المؤمنين. ذكر من قال ذلك: (فنقل بأسانيده) عن السدي وعن عتبه بن أبي حكيم وعن مجاهد أنها نزلت في علي.

14- القرطبي خاتمة المفسرين في تفسيره(6/221 ـ 222) قال: وقال ابن عباس نزلت في أبي بكر!! وقال في رواية أخرى نزلت في علي بن أبي طالب (رض) وقال مجاهد والسدي وحملهم على ذلك قوله تعالى (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله وَالَّذينَ آمَنوا الَّذينَ يقيمونَ الصَّلاةَ وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) وهي المسالة الثانية وذلك أن سائلاً سأل في مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) فلم يعطه أحد شيئاً وكان علي في الصلاة في الركوع وفي يمينه خاتم فأشار إلى السائل بيده حتى أخذه قال الطبري: وهذا يدل على أن العمل القليل لا يبطل الصلاة فإن التصدق بالخاتم في الركوع عمل جاء به في الصلاة ولم تبطل به الصلاة. وقوله (( وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) يدل على أن صدقة التطوع تسمى زكاة فإن علياً تصدق بخاتمه في الركوع وهو نظير قوله تعالى: (( وَمَا آتَيْتمْ منْ رباً ليَرْبوَ في أَمْوَال النَّاس فَلا يَرْبو عنْدَ اللَّه وَمَا آتَيْتمْ منْ زَكَاة تريدونَ وَجْهَ اللَّه فأولَئكَ هم الْمضْعفونَ )) وقد أنتظم الفرض والنفل فصار أسم الزكاة شاملاً للفرض والنفل كأسم الصدقة وكأسم الصلاة ينتظم الأمرين.
ثم قال القرطبي بعد إستبعاده لقول الطبري وقال ابن خويز منداد قوله تعالى (( وَيؤْتونَ الزَّكَاةَ وَهمْ رَاكعونَ )) تضمنت جواز العمل اليسير في الصلاة وذلك أن هذا خرج مخرج المدح وأقل ما في باب المدح أن يكون مباحاً وقد روي أن علي بن أبي طالب (رض) أعطى السائل شيئاً وهو في الصلاة وقد يجوز أن يكون هذه صلاة تطوع وذلك أنه مكروه في الفرض.

15- النسفي في تفسيره(1/289) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) للحال أي يؤتونها في حال ركوعهم في الصلاة قيل أنها نزل في علي (رض) حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأنه كان مرجاً في خنصره فلم يتكلف لخلعه كثير عمل يفسد صلاته، وورد بلفظ الجمع وإن كان السبب فيه واحداً ترغيباً للناس في مثل فعله لينالوا مثل ثوابه والآية تدل على جواز الصدقة في الصلاة وعلى أن الفعل القيل لا يفسد الصلاة.
ولم يذكر النسفي غير ذلك في تفسيره للآية الكريمة.

16- الألوسي في تفسيره روح المعاني(6/167) قال: (( وَهمْ رَاكعونَ )) : حال من فاعل الفعلين أي يعملون ما ذكر من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وهو خاشعون متواضعون لله تعالى: (أليس هذا خلافاً للظاهر!!؟)، وقيل: هو حال مخصوصة بإيتاء الزكاة والركوع ـ ركوع الصلاة ـ والمراد بيان كمال رغبتهم في الإحسان ومسارعتهم إليه وأغلب الإخباريين على أنها نزلت في علي كرم الله تعالى وجهه، فقد أخرج الحاكم وأبن مردويه وغيرهما عن أبن عباس(رض) باسناد متصل قال.....( قال حتى): فقال لهم النبي(صلى الله عليه وآله) (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله )) ثم أنه(صلى الله عليه وآله) خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع فبصر بسائل فقال هل أعطاك أحد شيئاً؟ فقال نعم خاتم من فضة. فقال: من أعطاكه؟ فقال : ذلك القائم وأومأ إلى علي كرم الله تعالى وجهه فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : على أي حال أعطاك ؟ فقال : وهو راكع .فكبر النبي (صلى الله عليه وآله) ثم تلا هذه الآية فأنشأ حسان (رض) يقول :

أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي ***** وكل بطيء في الهدى ومسارع

أيذهب مديحي للمحبّر ضائعاً ***** وما المدح في جنب الإله بضائع

فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعاً ***** زكاة فدتك النفس ياخير راكــع

فأنزل فيك الله خير ولايــــة ***** وأثبتها إثنا كتاب الشرائـــع


17- ثم قال الآلوسي في (6/186) : وهم راكعون : والآية عند معظم المحدثين نزلت في علي كرم الله تعالى وجهه .

18- ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير (2/ 382 - 383 ) (( إنَّمَا وَليّكم اللَّه وَرَسوله والذين آمنوا ...)) اختلفوا فيمن نزلت على اربعة أقوال : أحدها : أن عبد الله بن سلام وأصحابه جاؤوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقالوا إن قوماً قد أظهروا لنا العداوة ولا نستطيع أن نجالس أصحابك لبعد المنازل فنزلت هذه الآية فقالوا رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين وأذن بلال بالصلاة فخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) فإذا مسكين يسأل الناس فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) هل أعطاك أحد شيئاً ؟ قال : نعم . قال : ماذا؟ قال : خاتم فضة . قال : من أعطاكه ؟ قال : ذاك القائم فإذا هو علي بن ابي طالب أعطانيه وهو راكع فقرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذه الآية رواه أبو صالح عن ابن عباس وبه قال مقاتل وقال مجاهد نزلت في علي بن أبي طالب تصدق وهو راكع .
ثم قال ابن الجوزي : قوله تعالى : قوله تعالى (( ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) فيه قولان : أحدهما : أنهم فعلوا ذلك في ركوعهم وهو تصدق علي (عليه السلام) بخاتمه في ركوعه.والثاني : إن من شأنهم إيتاء الزكاة وفعل الركوع. وفي المراد بالركوع ثلاثة أقوال : أحدها : أنه نفس الركوع على ما روى أبو صالح عن ابن عباس وقيل إن الآية نزلت وهم في الركوع. والثاني : أنه صلاة التطوع ... والثالث : أنه الخضوع والخشوع .

19- الجصّاص في أحكام القرآن (4/ 102) قال في باب العمل اليسير في الصلاة : قال الله تعالى (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا.... ويؤتون الزكاة وهم راكعون )) روي عن مجاهد والسدي وأبي جعفر وعتبة بن أبي حكيم أنها نزلت في علي بن أبي طالب حين تصدق بخاتمه وهو راكع ... إلى أن قال : فإن كان المراد فعل الصدقة في حال الركوع فإنه يدل على إباحة العمل اليسير في الصلاة وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أخبار في إباحة العمل اليسير فيها فمنها أنه خلع نعليه في الصلاة ومنها أنه مس لحيته وأنه أشار بيده ومنها حديث ابن عباس أنه قام على يسار النبي (صلى الله عليه وآله) فأخذ ذؤابته وأداره إلى يمينه ومنها انه كان يصلي وهو حامل أمامة بنت ابي العاص بن ربيع فاذا سجد وضعها واذا رفع رأسه حملها فدلالة الآية ظاهرة في إباحة الصدقة في الصلاة لأنه إن كان المراد الركوع فكان تقديره الذين يتصدقون في حال الركوع فقد دلت على إباحة الصدقة في هذه الحال وإن كان المراد وهم يصلون فقد دلت على إباحتها في سائر أحوال الصلاة فكيما تصرفت الحال فالآية دالة على إباحة الصدقة في الصلاة .

السید الامینی
09-02-2011, 04:16 PM
و يتبع ان شاء الله