مرتضى العاملي
19-05-2009, 01:00 PM
~*¤ô§ô¤*~عشقتُك لانك تؤام أمي~*¤ô§ô¤*~
في ليلة من ألف ليلة وليلة،
وفي غفلة من جلاوزة حكام ذلك الزمن السحيق،
عشقتك والناس حيرى،
يتهامسون فيما بينهم أنَّى لهذا الكائن الذي يعشق مجالسة الأسود والنمور
ويهوى المكوث تحت التراب مع الاموات،
ليحدِّث الجثث الهامدة والعظام الرميمة،
على ان لا يعشق يوما امرأة،
يفضل الاختناق لو أصبحت بيد حسناء يوما مفاتيح الهواء،
ظلوا يتهامسون حتى علا همسهم وكأنه صيحة يوم الحشر:
إنه رجل عاقل، إنه شهم وشجاع، إنه يكرم السائل،
تعشقه النساء وهو غير مبال،
وحُبهنَّ في قلبه خال، ما حسبه؟
وما خطبه؟
هل اختلط عليه الورق؟
هل قلبه اليوم للنساء رق؟
هل العشق لباب فؤاده دق؟
هل هذا دمع في عينيه يترقرق؟
هو الآن فرح ومبتهج،
حر كالطائر حلَّق،
وأنا من بعيد او من قريب اسمع هذا الهمس
وأسمع ذاك الصياح،
وقد اسمع من هذا وذاك،
ان هذا الرجل يعشق،
فعاودوا همسهم وعاودوا سؤالهم: من هذه؟
وأين هي؟
ومن تكون؟
أنعرفها ام هي سر مكنون؟
آدمية؟
حورية؟
ام تراها من الجن؟
ام تراها.. ام تراها.. ام تراها؟
راحوا يتساءلون:
انه خطب من جنون،
لقد احتاروا حقا: كيف سنعرفها،
لا بد لنا من فك ذلك اللغز،
لا بد لنا من كسر الطوق،
فمارسوا أقسى انواع التعذيب معي،
بعد ان اجمعوا على اعتقالي،
وضعوا النبيذ على شفاهي،
منعوا السيكارة عني،
ونثروا الرماد بعيني،
كسروا بأصابعهم اقلامي،
مزقوا ورقي،
عقدوا لساني،
وضعوا القطن في أذنيَّ،
ثم قالوا: اخبرنا، أين هي؟
ومن تكون؟
فأوميت لهم ان اوقفوا التعذيب عني وسأنطق،
فسحبتُ نفسا عميقا من الدخان
اثر الافراج حتى كدت به اسكر وأنام،
قالوا هيا اخبرنا،
فقلت لهم لا وألف لا،
فصاح زعيمهم غضبا،
اجمعوا الفتيات وحتى المتزوجات
والارامل منهن والمطلقات،
واذا استدعى الامر انبشوا القبور،
واخرجوا النساء من الاموات،
وصاح آخر،
ادعوا العجائز والامهات،
وهنا حزنت كثيرا حيث مرت أمام عيني صورة امي،
فكيف لي الصبر امام عهد اخذته مع نفسي
ويكون على حساب امي وحبيبتي،
فجاؤوا بالنسوة،
فرميت بصري الى اقصى الجمع،
وتلفتُّ يمينا وشمالا،
ونظرت قريبا وبعيدا،
وأدرت بوجهي مفتشا الى من حولي،
فكاد الدم أن ينشف في عروقي،
حتى أيقنت بأنكما لستما مع هذا الجمع ففرحت،
وحينها أمر الزعيم جلاوزته بإرجاع جميع النساء،
لأنهم قرأوا بعيني اللااهتمام بما يجري،
فعرفوا ان حبيبتي ليست معهم وأمي كذلك،
فازداد يقيني حينها يقينا بأنكما لستما كبقية النساء،
وأيقنوا همو بأن لا مناص لهم من تركي،
حيث التي اعشقها هي هبة الى الارض من السماء،
هذه هي انت، عشقتك لأنك توأم امي.
**
بقلم / د.علي الهنداوي
25/06/2008
في ليلة من ألف ليلة وليلة،
وفي غفلة من جلاوزة حكام ذلك الزمن السحيق،
عشقتك والناس حيرى،
يتهامسون فيما بينهم أنَّى لهذا الكائن الذي يعشق مجالسة الأسود والنمور
ويهوى المكوث تحت التراب مع الاموات،
ليحدِّث الجثث الهامدة والعظام الرميمة،
على ان لا يعشق يوما امرأة،
يفضل الاختناق لو أصبحت بيد حسناء يوما مفاتيح الهواء،
ظلوا يتهامسون حتى علا همسهم وكأنه صيحة يوم الحشر:
إنه رجل عاقل، إنه شهم وشجاع، إنه يكرم السائل،
تعشقه النساء وهو غير مبال،
وحُبهنَّ في قلبه خال، ما حسبه؟
وما خطبه؟
هل اختلط عليه الورق؟
هل قلبه اليوم للنساء رق؟
هل العشق لباب فؤاده دق؟
هل هذا دمع في عينيه يترقرق؟
هو الآن فرح ومبتهج،
حر كالطائر حلَّق،
وأنا من بعيد او من قريب اسمع هذا الهمس
وأسمع ذاك الصياح،
وقد اسمع من هذا وذاك،
ان هذا الرجل يعشق،
فعاودوا همسهم وعاودوا سؤالهم: من هذه؟
وأين هي؟
ومن تكون؟
أنعرفها ام هي سر مكنون؟
آدمية؟
حورية؟
ام تراها من الجن؟
ام تراها.. ام تراها.. ام تراها؟
راحوا يتساءلون:
انه خطب من جنون،
لقد احتاروا حقا: كيف سنعرفها،
لا بد لنا من فك ذلك اللغز،
لا بد لنا من كسر الطوق،
فمارسوا أقسى انواع التعذيب معي،
بعد ان اجمعوا على اعتقالي،
وضعوا النبيذ على شفاهي،
منعوا السيكارة عني،
ونثروا الرماد بعيني،
كسروا بأصابعهم اقلامي،
مزقوا ورقي،
عقدوا لساني،
وضعوا القطن في أذنيَّ،
ثم قالوا: اخبرنا، أين هي؟
ومن تكون؟
فأوميت لهم ان اوقفوا التعذيب عني وسأنطق،
فسحبتُ نفسا عميقا من الدخان
اثر الافراج حتى كدت به اسكر وأنام،
قالوا هيا اخبرنا،
فقلت لهم لا وألف لا،
فصاح زعيمهم غضبا،
اجمعوا الفتيات وحتى المتزوجات
والارامل منهن والمطلقات،
واذا استدعى الامر انبشوا القبور،
واخرجوا النساء من الاموات،
وصاح آخر،
ادعوا العجائز والامهات،
وهنا حزنت كثيرا حيث مرت أمام عيني صورة امي،
فكيف لي الصبر امام عهد اخذته مع نفسي
ويكون على حساب امي وحبيبتي،
فجاؤوا بالنسوة،
فرميت بصري الى اقصى الجمع،
وتلفتُّ يمينا وشمالا،
ونظرت قريبا وبعيدا،
وأدرت بوجهي مفتشا الى من حولي،
فكاد الدم أن ينشف في عروقي،
حتى أيقنت بأنكما لستما مع هذا الجمع ففرحت،
وحينها أمر الزعيم جلاوزته بإرجاع جميع النساء،
لأنهم قرأوا بعيني اللااهتمام بما يجري،
فعرفوا ان حبيبتي ليست معهم وأمي كذلك،
فازداد يقيني حينها يقينا بأنكما لستما كبقية النساء،
وأيقنوا همو بأن لا مناص لهم من تركي،
حيث التي اعشقها هي هبة الى الارض من السماء،
هذه هي انت، عشقتك لأنك توأم امي.
**
بقلم / د.علي الهنداوي
25/06/2008