عاشق الزهراء
23-05-2009, 10:42 AM
نقل القصة آية الله السيد حسين السيد صادق الشيرازي نقلاً عن المرحوم النراقي : قبل ألف سنة تقريباً كانت امرأة مشهورة بالفساد وكانت تسمى شعوانة، وكانت معها ثلة من النساء تتاجر تلك المرأة بشرفهن وكرامتهن من أجل حفنة من المال.
ذات يوم كانت تلك المرأة تمشي مع نسائها في أزقة المدينة فسمعت صوت بكاء ونحيب يخرج من مكان ما. فأرسلت من يأتيها بخبر البكاء والصراخ فبعثت إحدى النساء فذهبت ولم ترجع، وبعثت بأخرى ولم ترجع، وهكذا حتى بعثت بالثالثة وقالت لها : إن لم ترجعي سوف أقتلكِ.
رجعت تلك المرأة وقالت : هناك دار فيها خطيب يعظ الناس ويخوّفهم هول المطّلع.
فذهبت إلى المكان ودخلت تلك الدار وسمعت ذلك الخطيب يتلو بصوت حزين وشجيّ يفطر القلوب الآية الشريفة التالية : { إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا o وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا }. فأخذت شعوانة بالبكاء والندم والحسرة على ما فعلته في حياتها وكيف تقدم على خالق السموات والأرض وبأي عذر تعتذر إليه.
فلما انتهى المجلس جاءت شعوانة إلى ذلك الخطيب وقالت له : سيدي هل لي من توبة ؟.. وأخذت تشرح له كل ما فعلته وعملته من ذنوب وأعمال.
فأخذ الرجل العظيم يهدئها ويفتح لها الآمال ويشرح لها رحمة ربّ العباد وكيف أن الله يغفر الذنوب ويستر العيوب حتى قال لها : إن الله يغفر ذنوبكِ ولو كانت مثل ذنوب شعوانة، والرجل لا يعلم بأن المرأة هي شعوانة ذاتها.
فقالت : الله أكبر، أصبحت يضرب بي المثل في المجالس من معاصيّ وذنوبي.
فقالت : يا شيخ أنا شعوانة التي يضرب بها المثل.
فخرجت من المدينة وأخذت تصوم النهار وتقوم الليل واشتغلت بالعبادة والدعاء والاستغفار حتى ذاب لحمها الذي نما على الحرام حتى ماتت وبقيت جثتها على ضفّة النهر ولا يعلم بها أحد من أهل المدينة.
وقال فضيلته : نقلوا أن الخطيب البغدادي كان يردد عند احتضاره هذه الكلمات : أخاف لقاء ربّي. وعندما سألوه عن السبب قال : لقد ارتكبت ذنوباً كثيرة، ووجهي أسود، فأنا خائف من لقاء ربّي.
وعقّب فضيلته بقوله : يجدر بالمرء أن يتذكر دوماً ما ارتكبه من الذنوب، فالمداومة على ذلك تنجي الإنسان من الغفلة وتجعله في يقظة وحذر دائمين وتمحو ( أو تقلّل ) ما في نفسه من تكبّر وغرور وتمرّد.
ـــــــــــــــــــــــ
مقتبس من كلمة بجمع من الأخوات من مدينة يزد الإيرانية يوم الاثنين الموافق للثاني من شهر جمادى الأولى 1430 للهجرة
ذات يوم كانت تلك المرأة تمشي مع نسائها في أزقة المدينة فسمعت صوت بكاء ونحيب يخرج من مكان ما. فأرسلت من يأتيها بخبر البكاء والصراخ فبعثت إحدى النساء فذهبت ولم ترجع، وبعثت بأخرى ولم ترجع، وهكذا حتى بعثت بالثالثة وقالت لها : إن لم ترجعي سوف أقتلكِ.
رجعت تلك المرأة وقالت : هناك دار فيها خطيب يعظ الناس ويخوّفهم هول المطّلع.
فذهبت إلى المكان ودخلت تلك الدار وسمعت ذلك الخطيب يتلو بصوت حزين وشجيّ يفطر القلوب الآية الشريفة التالية : { إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا o وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا }. فأخذت شعوانة بالبكاء والندم والحسرة على ما فعلته في حياتها وكيف تقدم على خالق السموات والأرض وبأي عذر تعتذر إليه.
فلما انتهى المجلس جاءت شعوانة إلى ذلك الخطيب وقالت له : سيدي هل لي من توبة ؟.. وأخذت تشرح له كل ما فعلته وعملته من ذنوب وأعمال.
فأخذ الرجل العظيم يهدئها ويفتح لها الآمال ويشرح لها رحمة ربّ العباد وكيف أن الله يغفر الذنوب ويستر العيوب حتى قال لها : إن الله يغفر ذنوبكِ ولو كانت مثل ذنوب شعوانة، والرجل لا يعلم بأن المرأة هي شعوانة ذاتها.
فقالت : الله أكبر، أصبحت يضرب بي المثل في المجالس من معاصيّ وذنوبي.
فقالت : يا شيخ أنا شعوانة التي يضرب بها المثل.
فخرجت من المدينة وأخذت تصوم النهار وتقوم الليل واشتغلت بالعبادة والدعاء والاستغفار حتى ذاب لحمها الذي نما على الحرام حتى ماتت وبقيت جثتها على ضفّة النهر ولا يعلم بها أحد من أهل المدينة.
وقال فضيلته : نقلوا أن الخطيب البغدادي كان يردد عند احتضاره هذه الكلمات : أخاف لقاء ربّي. وعندما سألوه عن السبب قال : لقد ارتكبت ذنوباً كثيرة، ووجهي أسود، فأنا خائف من لقاء ربّي.
وعقّب فضيلته بقوله : يجدر بالمرء أن يتذكر دوماً ما ارتكبه من الذنوب، فالمداومة على ذلك تنجي الإنسان من الغفلة وتجعله في يقظة وحذر دائمين وتمحو ( أو تقلّل ) ما في نفسه من تكبّر وغرور وتمرّد.
ـــــــــــــــــــــــ
مقتبس من كلمة بجمع من الأخوات من مدينة يزد الإيرانية يوم الاثنين الموافق للثاني من شهر جمادى الأولى 1430 للهجرة