ali jaber
25-05-2009, 10:31 PM
ٌفاليخساء بعض المنتحلين صفة الاسلام زيفاً،وليتخبطوا بعماهم وشحّ بصيرتهم إذ برّروا فعلة خبيثٍ لئيمٍ مثل يزيد بقتله الحسين ع وقالوا : (أجتهد فأخطأ فله أجر واحد) ولينزووا أمام حكمة مسيحي ٍ نظر عن بُعد وحكّم ضمير الانسانية لديه فانساب من فِيه كلامٌ يسكن العقل ويدخل القلب دون أستأذان ، لأنه من وحي فطرة العقلاء، والفطرة الطيبة الغير مدجّنة ، تلتحم مع اختها.
هذا المقطع من كتاب(الحسين في الفكر المسيحي)وكيف فهم بعض المسيحيين ثورة ابا الشهداء ع وأستنكروا الظلم والظلّمة . للكاتب انطون بارا
(... وفي ميزان المقارنة الذي نصبه الانسان المسلم بعد ثورة الحسين ع .. وضع في كفتيه كل ما يتصل بشخصي الحسين ويزيد ، ثم ابتعد قليلاً وألقى نظرة فاحصة مقارنة حيادية تبغي الحق الذ يلح في ضميره .
رأى في كفة الحسين شمائل النبوة ومواقف الرجال الافذاذ، وسمع من جانبها مبادئ الحق والعدل ، رأى في كفة الحسين ع ميراثاً فكرياً محمدياً لا قبلياً ولا إقليمياً ، خالياً من التعصب إلا فيما يتعلق منه في مسائل العقيدة ، رأى في كفته ع سر النبوة ، سر الجد والسبط في آن معاً ، وتخيل الرسول يقبّل السبط في شفتيه ويردد :"حسين مني وانا من حسين" ، ثم رأى هذا الطفل رجلاً يرفع راية الإسلام فوق رأسه ، وتخيله يعلن بملء فيه : "من قبلني بقبول الحق فالله اولى بالحق" ، ورآه متخيلاً يبتعد عن مجلس ابيه علي ع ونفسه مترعة بقولة أبيه التي كان يسرها في إذنه كوصية :"من تكّبر على الناس ذل" ثم رآه في مكان آخر يقول للناس :"أنا الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله ، نفسي مع أنفسكم وأهلي مع أهليكم، فلكم فيّ أسوة" ، رآه في مواقع العمل بالمبدأ ، فأعجب كيف عمل به بهذه الامانة ووضع نفسه أسوة مع غيره ، رآه كأسد جائع الى إحقاق الحق وقد قرر الزحف بأسرته الصغيرة قليلة العدد والعدة ليواجه بها عدواً له من العدد والعدة الشي الكثير مما لا قبِل له به ، ورأى في كفة الشهيد كيف تحرك في وجه معاوية حينما كان يعد ابنه للخلافة ، وتخيله جالساً فوق الرمال جلسة متواضعة زاهدة وهو يخط رسالة لمعاوية يطالبه فيها بأخذ يزيد فيما أخذ فيه من استقرائه الكلاب المهارشة عند التهارش، والحمام السبق لاترابهن ، والقيان ذوات المعازف وضرب الملاهي وترك ما يحاول من ايهام الناس فيه ، كمن يقدح باطلاً في جور وحنقاً في ظلم .
رآه يرفض البيعة ليزيد بكلمته الشهيرة"ومثلي لا يبايع مثله" ورآه يتمرد على طاعة امام مزيف ، رآه وهو يخرج من المدينة الى الكوفة، ورأى مواقفه الشجاعة في مواقع الخطر، وسمع أقواله وكلماته الأخيرة أمام أشداق الموت.. فلم يجد فيها أدنى اختلاف عن تلك التي عرفها منه وهو آمن مطمئن في المدينة بعيداً عن منازل حتفه.
ثم رآه فوق ثرى الطف رابط الجأش قوياً، يشع وجهه بنور سماوي بينما يتساقط حوله خُلُص صحبه وأهل بيته، وتُنتهك حُرمه على مرأى منه ، رآه كالأسد الهصور وحيداً يصيح في وجه أعداء الدين يدعوهم للبراز وهو يردد : أنا الحسين بن علي آليت أن لا أنثني
أحمي عيالات أبي أمضي على دين النبي
ورآه وهو يقبّل ولده الرضيع ويودّعه قبل أن يلقى حمامه، ثم وهو يرفعه فوق يديه على مرأى من وحوش بشرية تحجرت قلوبها، ورأى حرملة بن كاهل الاسدي يرميه بسهم فيذبحه وهو بين يدي أبيه .
رآه..رآه..رآه.. في كل موقف وفي كل ميدان..رآه كما يرى الانسان البرق فلا يلحقه ببصره، رآه في الميدان ممدداً وشمّر الكلب الأبقع ينيخ على صدره ويقبض على شيبته المقدسة ويضربه بالسيف قبل أن يحتز رأسه الشريف.
ومع ما كان يراه كان يسمع صوت العقيلة زينب ع في وجه طاغية الامة .. وحينما يصل الى هذا الحد من الرؤى المنبعثة من كفة الشهيد ع.. ينفطر قلبه وتدمع عيناه حسرة فيقرع صدره ويضرب خديه وما يلبث أن يلتفت نحو الكفة الثانية ليقارن بينهما فماذا يرى ؟
يرى يزيد جالساً بين ندمائه يعاقر الخمرة ويعابث النساء وأمامه كلاب مسرجة بحلل من ذهب، وبعض الجواري ممن تحلين بالآلئ يرحن ويغدون بصوان من ذهب خالص، وأمامه صينية ملأى باللؤلؤ الناصع، وعند رجليه شاعر معروق يقول فيه قصيدة ركيكة.. وهو منصرف عنه يقهقه بصوتٍ ماجن، وأصابعه المحشوة بالخواتم تعبث بصدر جارية رومية.. وهو في مجلس شرابه وندمه .. إذ بأحد الخدم يقتحم عليه قصفه ويسرّ بإذنه ببضع كلمات يتغير على إثرها لون وجهه، ويهب من مجلسه ليظهر امام ابيه المحتضر وفي صمت يتقبل منه وصيته الاخيرة لينطلق ، رآه خلال ثلاث سنوات، قاتلاً مفضحاً بدأ ولايته بقتل الحسين وفي سنته الثانية استباح المدينة ثلاثة ايام بعد ان بهبها وقتل فيها سبعمائة من المهاجرين والأنصار وعشرة آلاف من الموالي والعرب والتابعين، وافتض الف عذراء* المصدر سير اعلام النبلاء، ورسالة الجاحظ ص298.
رآه يداعب قردة"أبا قيس" ويلبسه الحرير ويطرزه بالذهب واللآلئ ويركبه أتاناً في السباق ويجهد كي يجعله سبّاقاً على الجياد، ورآه في حضن أمه ميسون بنت عبد الرحمن بن بجدل الكلبي بعد ان ولدته من عبد لأبيها مكّنته من نفسها .. ، ورآه على شاكلة جده أبي سفيان عدو الله ، وعلى شاكلة جدته هند المغرمة بحب السود، والتي أنجبت والده معاوية بعد زواجها من جده بثلاث أشهر.. والتي أكلت كبد الحمزة عم الرسول ولُقبت بآكلة الاكباد . رآه على شاكلة ابيه معاوية محارباً علياً ع في صفين قاتلاً عمار بن ياسر مسمماً الحسن ع ..
ورآه ينشد :"ليت اشياخي ببدر شهدوا" حينما رأى رأس الحسين على سن رمح وهو يشرف من قصره على موكب السبي المشدود بالحبال على اقتاب الجمال، ورأى الامام زين العابدين ع وفي عنقه الاغلال، ورأى رؤوس شهداء الطف فوق أسنّة الرماح، وسمع قهقهته وهو ينكث ثنايا الرأس الشريف بالقضيب .
رأى، ورأى، ورأى، حتى كادت المشاهد تختلط ببعضها مع ما فاض في مآقيه من دمع، وبين كفتي الحسين ويزيد أخذ بصره يتابع بحدة وسرعة كثافة الرؤى والأحداث..
ورأى الحسين، ورأى يزيد،ورأى معاوية، ورأى علياً، ورأى زينب..) بعد هذه الرؤى كلها نضحت فطرته السليمة، وتكلم ضميره الحي ... ومن من الذين رأوا مسيحياً!! علّ بعض المختلسين لقب "مسلمين" أن ينتبهوا من رقدتهم.
هذا المقطع من كتاب(الحسين في الفكر المسيحي)وكيف فهم بعض المسيحيين ثورة ابا الشهداء ع وأستنكروا الظلم والظلّمة . للكاتب انطون بارا
(... وفي ميزان المقارنة الذي نصبه الانسان المسلم بعد ثورة الحسين ع .. وضع في كفتيه كل ما يتصل بشخصي الحسين ويزيد ، ثم ابتعد قليلاً وألقى نظرة فاحصة مقارنة حيادية تبغي الحق الذ يلح في ضميره .
رأى في كفة الحسين شمائل النبوة ومواقف الرجال الافذاذ، وسمع من جانبها مبادئ الحق والعدل ، رأى في كفة الحسين ع ميراثاً فكرياً محمدياً لا قبلياً ولا إقليمياً ، خالياً من التعصب إلا فيما يتعلق منه في مسائل العقيدة ، رأى في كفته ع سر النبوة ، سر الجد والسبط في آن معاً ، وتخيل الرسول يقبّل السبط في شفتيه ويردد :"حسين مني وانا من حسين" ، ثم رأى هذا الطفل رجلاً يرفع راية الإسلام فوق رأسه ، وتخيله يعلن بملء فيه : "من قبلني بقبول الحق فالله اولى بالحق" ، ورآه متخيلاً يبتعد عن مجلس ابيه علي ع ونفسه مترعة بقولة أبيه التي كان يسرها في إذنه كوصية :"من تكّبر على الناس ذل" ثم رآه في مكان آخر يقول للناس :"أنا الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله ، نفسي مع أنفسكم وأهلي مع أهليكم، فلكم فيّ أسوة" ، رآه في مواقع العمل بالمبدأ ، فأعجب كيف عمل به بهذه الامانة ووضع نفسه أسوة مع غيره ، رآه كأسد جائع الى إحقاق الحق وقد قرر الزحف بأسرته الصغيرة قليلة العدد والعدة ليواجه بها عدواً له من العدد والعدة الشي الكثير مما لا قبِل له به ، ورأى في كفة الشهيد كيف تحرك في وجه معاوية حينما كان يعد ابنه للخلافة ، وتخيله جالساً فوق الرمال جلسة متواضعة زاهدة وهو يخط رسالة لمعاوية يطالبه فيها بأخذ يزيد فيما أخذ فيه من استقرائه الكلاب المهارشة عند التهارش، والحمام السبق لاترابهن ، والقيان ذوات المعازف وضرب الملاهي وترك ما يحاول من ايهام الناس فيه ، كمن يقدح باطلاً في جور وحنقاً في ظلم .
رآه يرفض البيعة ليزيد بكلمته الشهيرة"ومثلي لا يبايع مثله" ورآه يتمرد على طاعة امام مزيف ، رآه وهو يخرج من المدينة الى الكوفة، ورأى مواقفه الشجاعة في مواقع الخطر، وسمع أقواله وكلماته الأخيرة أمام أشداق الموت.. فلم يجد فيها أدنى اختلاف عن تلك التي عرفها منه وهو آمن مطمئن في المدينة بعيداً عن منازل حتفه.
ثم رآه فوق ثرى الطف رابط الجأش قوياً، يشع وجهه بنور سماوي بينما يتساقط حوله خُلُص صحبه وأهل بيته، وتُنتهك حُرمه على مرأى منه ، رآه كالأسد الهصور وحيداً يصيح في وجه أعداء الدين يدعوهم للبراز وهو يردد : أنا الحسين بن علي آليت أن لا أنثني
أحمي عيالات أبي أمضي على دين النبي
ورآه وهو يقبّل ولده الرضيع ويودّعه قبل أن يلقى حمامه، ثم وهو يرفعه فوق يديه على مرأى من وحوش بشرية تحجرت قلوبها، ورأى حرملة بن كاهل الاسدي يرميه بسهم فيذبحه وهو بين يدي أبيه .
رآه..رآه..رآه.. في كل موقف وفي كل ميدان..رآه كما يرى الانسان البرق فلا يلحقه ببصره، رآه في الميدان ممدداً وشمّر الكلب الأبقع ينيخ على صدره ويقبض على شيبته المقدسة ويضربه بالسيف قبل أن يحتز رأسه الشريف.
ومع ما كان يراه كان يسمع صوت العقيلة زينب ع في وجه طاغية الامة .. وحينما يصل الى هذا الحد من الرؤى المنبعثة من كفة الشهيد ع.. ينفطر قلبه وتدمع عيناه حسرة فيقرع صدره ويضرب خديه وما يلبث أن يلتفت نحو الكفة الثانية ليقارن بينهما فماذا يرى ؟
يرى يزيد جالساً بين ندمائه يعاقر الخمرة ويعابث النساء وأمامه كلاب مسرجة بحلل من ذهب، وبعض الجواري ممن تحلين بالآلئ يرحن ويغدون بصوان من ذهب خالص، وأمامه صينية ملأى باللؤلؤ الناصع، وعند رجليه شاعر معروق يقول فيه قصيدة ركيكة.. وهو منصرف عنه يقهقه بصوتٍ ماجن، وأصابعه المحشوة بالخواتم تعبث بصدر جارية رومية.. وهو في مجلس شرابه وندمه .. إذ بأحد الخدم يقتحم عليه قصفه ويسرّ بإذنه ببضع كلمات يتغير على إثرها لون وجهه، ويهب من مجلسه ليظهر امام ابيه المحتضر وفي صمت يتقبل منه وصيته الاخيرة لينطلق ، رآه خلال ثلاث سنوات، قاتلاً مفضحاً بدأ ولايته بقتل الحسين وفي سنته الثانية استباح المدينة ثلاثة ايام بعد ان بهبها وقتل فيها سبعمائة من المهاجرين والأنصار وعشرة آلاف من الموالي والعرب والتابعين، وافتض الف عذراء* المصدر سير اعلام النبلاء، ورسالة الجاحظ ص298.
رآه يداعب قردة"أبا قيس" ويلبسه الحرير ويطرزه بالذهب واللآلئ ويركبه أتاناً في السباق ويجهد كي يجعله سبّاقاً على الجياد، ورآه في حضن أمه ميسون بنت عبد الرحمن بن بجدل الكلبي بعد ان ولدته من عبد لأبيها مكّنته من نفسها .. ، ورآه على شاكلة جده أبي سفيان عدو الله ، وعلى شاكلة جدته هند المغرمة بحب السود، والتي أنجبت والده معاوية بعد زواجها من جده بثلاث أشهر.. والتي أكلت كبد الحمزة عم الرسول ولُقبت بآكلة الاكباد . رآه على شاكلة ابيه معاوية محارباً علياً ع في صفين قاتلاً عمار بن ياسر مسمماً الحسن ع ..
ورآه ينشد :"ليت اشياخي ببدر شهدوا" حينما رأى رأس الحسين على سن رمح وهو يشرف من قصره على موكب السبي المشدود بالحبال على اقتاب الجمال، ورأى الامام زين العابدين ع وفي عنقه الاغلال، ورأى رؤوس شهداء الطف فوق أسنّة الرماح، وسمع قهقهته وهو ينكث ثنايا الرأس الشريف بالقضيب .
رأى، ورأى، ورأى، حتى كادت المشاهد تختلط ببعضها مع ما فاض في مآقيه من دمع، وبين كفتي الحسين ويزيد أخذ بصره يتابع بحدة وسرعة كثافة الرؤى والأحداث..
ورأى الحسين، ورأى يزيد،ورأى معاوية، ورأى علياً، ورأى زينب..) بعد هذه الرؤى كلها نضحت فطرته السليمة، وتكلم ضميره الحي ... ومن من الذين رأوا مسيحياً!! علّ بعض المختلسين لقب "مسلمين" أن ينتبهوا من رقدتهم.