عبود مزهر الكرخي
27-05-2009, 08:18 PM
نفحات عطرة من سيرة سيدتنا فاطمة الزهراء(عليها السلام) الجزء الرابع
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على خير من مشى على الأرض سيدنا أبو الزهراء محمد وعلى آل بيته الطيبين الأطهار
نتابع ما ذكرناه في جزءنا السابق في التحليل الأدبي لهذه الخطبة والتي سوف نحللها بالتفصيل لنثبت لكل العالم أنها بحق سيدة نساء العالمين وبضعة نبينا المختار(ص)
التحليل الأدبي :
سوف نقوم بتحليل هذه الخطبة العظيمة ونتوقف عندها لأننا نريد أن نتعرف على سيدتنا ومولاتنا الزهراء(ع) ولنثبت لكل الأقلام الرخيصة والتي تعتبرها أمرأة كباقي النساء ولنعرف الجوانب من حياتها روحي لها الفداء وليس فقط مولدها وزواجها وأمورها الإحتماعية فلذلك أطلب من قراء بحثي المسير معي في هذا المبحث وعدم الملل لأننا نريد أن نصل إلى جوهر ولب موضوعنا هذا ولو كان بالإطالة فالرجاء إرسال آراؤكم عند الرد على الأجزاء ولكي أختصر في الموضوع.
فهذه الخطبة نموذج رائع من البلاغة الأدبية لبضعة النبي(ص)وهي تعد في مصاف الخطب ذات الإبداع للنثر الفني وأعظمها وهي باستثناء بلاغة سيدي أمير المؤمنين(ع) لأن الناقد يحكم فوراً بقصور كل من عاش في هذه الفترة بل وحتى الفترات اللاحقة عن مسايرة الزهراء في مستواها البلاغي الشامخ.وهذا ليس بغريب لأنها بضعة نبينا الأكرم محمد(ص) وزوجة الإمام أمير المؤمنين(ع)فعلمها أبوها في صباها وزوجها في ريعان شبابها الإبداع الأدبي والبلاغة التامة والفصاحة الكاملة والعلم والفضل في حديثها العام.ولندخل في تحليل هذه الخطبة العظيمة والرائعة :
1 ) أنها أبدعت أبداعاً تاماً في تضمين الآيات القرآنية في أثناء الخطبة،ذلك التضمين الذي قلة من الأدباء يستطيعون النجاح فيه وظهرت الخطبة للقارئ عبارة واحدة مترابطة بين أجزائها ترابطاً وثيقاً. ومن أمثلتها في استشهادها بآيات من القرآن الكريم في قولها :
((بئسما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم،وفي العذاب هم خالدون))
وقولها : ((ألا ذلك الخسران المبين))
وقولها : ((فرغماً لمعاطس قوماً يحسبون أنهم يحسنون صنعاً..ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون))
وقولها : ((وهنالك يخسر المبطلون))
وأخيراً قولها : (وأنى بكم وقد عمُيت عليكم!أنلزمكموها وأنتم لها كارهون)) وفي هذا ترابط وحسن في الربط بين الكلام والآيات القرآنية.
2 ) أجادت أيضاً في استعمال الأساليب البيانية من كتابة واستعارة وفي استخدام المحسّنات البديعية لفظية ومعنوية كالجناس والطباق والتضمين والسجع الفني.
أ ــ خذ مثلاً في ذلك قولها : ((استبدلوا ـ والله ـ الذنابي بالقودام والعجز بالكاهل وهذه أستعارة لطيفة فقد أرادت الزهراء(ع) أن القوم أزاحوا صاحب الحق الشرعي في الخلافة عن التصدي لها وأجبروه على بيعة من هو دونه في علم وفضل وورع وسابقة في الدين. وقد أشار الإمام أمير المؤمنين(ع) إلى هذا المعنى حين قال : ((أما والله لقد تقمصها أبن أبي قحافة وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى،ينحدر عني السيل ،ولا يرقي إلي الطير)).
ب ــ واستعارة جميلةأخرى نلاحظها في قولها (سلام الله عليها) : ((أوردهم منهلاً نميراً صافياً))ففيه إشارة إلى أن الظروف لو سمحت للإمام في الحكم وتولي المور لكان قد قادهم إلى حكم إسلامي صحيح لا فيها ظلم ولا جشع واستغلال وإنما حكومة تطبق العدل والحق وينعمون بالدعة والاستقرار.
جـ ــ السجع الجميل في (طائل)و(نائل)و(كافل) وقولها أيضاً : ((يدع فيئكم زهيداً،وجمعكم حصيداً)) وهو سجع مفرد ومزوج غاية في البلاغة.
3 ) استخدمت بعض الأمثال العربية المتداولة في الخطبة مثل : ((وما عشت أراك الدهر عجباً)).
وفي جزءنا الآخر سوف نستكمل عظمة هذه الخطبة التي لو تمعن فيها وقرءها لا يجد فيها في التاريخ القديم والحديث مثلها لكبار الخطباء الذين في التاريخ ونعرف أهدافها الخاصة التي كانت ترمي إليها سيدتنا ومولاتنا الزهراء(ع)ولنستزيد من علم أهل البيت لأن حياتهم كلها علم وورع وأيمان وليس نعرف حياتهم ومماتهم بل نعرف سيرتهم التي ك الدروس والعبر التي يعطوها لشيعتهم.
ونسألكم الدعاء والمسألة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-----------------------------------------------
المصادر:
نفس المصادر السابقة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على خير من مشى على الأرض سيدنا أبو الزهراء محمد وعلى آل بيته الطيبين الأطهار
نتابع ما ذكرناه في جزءنا السابق في التحليل الأدبي لهذه الخطبة والتي سوف نحللها بالتفصيل لنثبت لكل العالم أنها بحق سيدة نساء العالمين وبضعة نبينا المختار(ص)
التحليل الأدبي :
سوف نقوم بتحليل هذه الخطبة العظيمة ونتوقف عندها لأننا نريد أن نتعرف على سيدتنا ومولاتنا الزهراء(ع) ولنثبت لكل الأقلام الرخيصة والتي تعتبرها أمرأة كباقي النساء ولنعرف الجوانب من حياتها روحي لها الفداء وليس فقط مولدها وزواجها وأمورها الإحتماعية فلذلك أطلب من قراء بحثي المسير معي في هذا المبحث وعدم الملل لأننا نريد أن نصل إلى جوهر ولب موضوعنا هذا ولو كان بالإطالة فالرجاء إرسال آراؤكم عند الرد على الأجزاء ولكي أختصر في الموضوع.
فهذه الخطبة نموذج رائع من البلاغة الأدبية لبضعة النبي(ص)وهي تعد في مصاف الخطب ذات الإبداع للنثر الفني وأعظمها وهي باستثناء بلاغة سيدي أمير المؤمنين(ع) لأن الناقد يحكم فوراً بقصور كل من عاش في هذه الفترة بل وحتى الفترات اللاحقة عن مسايرة الزهراء في مستواها البلاغي الشامخ.وهذا ليس بغريب لأنها بضعة نبينا الأكرم محمد(ص) وزوجة الإمام أمير المؤمنين(ع)فعلمها أبوها في صباها وزوجها في ريعان شبابها الإبداع الأدبي والبلاغة التامة والفصاحة الكاملة والعلم والفضل في حديثها العام.ولندخل في تحليل هذه الخطبة العظيمة والرائعة :
1 ) أنها أبدعت أبداعاً تاماً في تضمين الآيات القرآنية في أثناء الخطبة،ذلك التضمين الذي قلة من الأدباء يستطيعون النجاح فيه وظهرت الخطبة للقارئ عبارة واحدة مترابطة بين أجزائها ترابطاً وثيقاً. ومن أمثلتها في استشهادها بآيات من القرآن الكريم في قولها :
((بئسما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم،وفي العذاب هم خالدون))
وقولها : ((ألا ذلك الخسران المبين))
وقولها : ((فرغماً لمعاطس قوماً يحسبون أنهم يحسنون صنعاً..ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون))
وقولها : ((وهنالك يخسر المبطلون))
وأخيراً قولها : (وأنى بكم وقد عمُيت عليكم!أنلزمكموها وأنتم لها كارهون)) وفي هذا ترابط وحسن في الربط بين الكلام والآيات القرآنية.
2 ) أجادت أيضاً في استعمال الأساليب البيانية من كتابة واستعارة وفي استخدام المحسّنات البديعية لفظية ومعنوية كالجناس والطباق والتضمين والسجع الفني.
أ ــ خذ مثلاً في ذلك قولها : ((استبدلوا ـ والله ـ الذنابي بالقودام والعجز بالكاهل وهذه أستعارة لطيفة فقد أرادت الزهراء(ع) أن القوم أزاحوا صاحب الحق الشرعي في الخلافة عن التصدي لها وأجبروه على بيعة من هو دونه في علم وفضل وورع وسابقة في الدين. وقد أشار الإمام أمير المؤمنين(ع) إلى هذا المعنى حين قال : ((أما والله لقد تقمصها أبن أبي قحافة وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى،ينحدر عني السيل ،ولا يرقي إلي الطير)).
ب ــ واستعارة جميلةأخرى نلاحظها في قولها (سلام الله عليها) : ((أوردهم منهلاً نميراً صافياً))ففيه إشارة إلى أن الظروف لو سمحت للإمام في الحكم وتولي المور لكان قد قادهم إلى حكم إسلامي صحيح لا فيها ظلم ولا جشع واستغلال وإنما حكومة تطبق العدل والحق وينعمون بالدعة والاستقرار.
جـ ــ السجع الجميل في (طائل)و(نائل)و(كافل) وقولها أيضاً : ((يدع فيئكم زهيداً،وجمعكم حصيداً)) وهو سجع مفرد ومزوج غاية في البلاغة.
3 ) استخدمت بعض الأمثال العربية المتداولة في الخطبة مثل : ((وما عشت أراك الدهر عجباً)).
وفي جزءنا الآخر سوف نستكمل عظمة هذه الخطبة التي لو تمعن فيها وقرءها لا يجد فيها في التاريخ القديم والحديث مثلها لكبار الخطباء الذين في التاريخ ونعرف أهدافها الخاصة التي كانت ترمي إليها سيدتنا ومولاتنا الزهراء(ع)ولنستزيد من علم أهل البيت لأن حياتهم كلها علم وورع وأيمان وليس نعرف حياتهم ومماتهم بل نعرف سيرتهم التي ك الدروس والعبر التي يعطوها لشيعتهم.
ونسألكم الدعاء والمسألة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-----------------------------------------------
المصادر:
نفس المصادر السابقة