المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى يكون اللسان جسرا للشقاء ؟


مرتضى العاملي
30-05-2009, 06:06 PM
متى وكيف يكون اللسان جسرا للشقاء ؟


قال تعالى : {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}..

إن اللسان نعمة قد من علينا الباري بها، فمن باب الأدب شكر الغني على نعمته وعلى عطيته، وما أجمل أن نطوع النعمة في أداء الشكر!.. لذا فقد ورد على لسان الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام رائعات الدعاء في شكر الإله: ( فكلما قلت لك الحمد، وجب علي لذلك أن أقول لك الحمد ).. ومن سوء الأدب استعمال هذه النعمة والعطية في معصية الإله بدلاً من شكره.. فالإنسان مراقب ومحاسب على ما يقول، وكل ما يتلفظ به فالملائكة الكرام تكتب والغفلة لا زالت مواكبة لكلام اللسان.

وبعد أن عرفنا أن اللسان نعمة وموهبة، علينا أن نعرف أيضاً أن اللسان هو المنجي والمهلك.. فاللسان قد يكون زارعاً حذقاً للرياحين الموصلة إلى الجنان، أو يكون زارعاً للأشواك المؤدية إلى حرارة النيران.

إن لمناقشة دور اللسان والبحث عن الآفات القولية، لهي من الأمور المهمة التي تفتح آفاقاً جديدة لتبصرة المؤمن بالمحذور الشرعي؛ ليتجنبه ويبتعد عنه.. فالإنسان وكما أثبتت دراسات علم النفس، قد يعارض القاعدة التي سنها لنفسه، وألزم كيانه بالعمل بها.. فقد يخوض في أعراض الناس بالباطل، وقد يتكلم في أمور لا تخصه ولا تعنيه، شاهراً لسانه كالسيف، مغتالا لشخصية أخيه المؤمن من حيث لا يشعر، ناسياً قوله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا}.. فالعبرة لمن اتعظ وفهم، وأراد لنفسه الخلاص والنجاة.

لذا فمن باب أولى أن نتطرق للحلول، لتحويل هذه الجارحة إلى وسيلة طيعة لرضا الرحمن، فمن الحلول لعلاج كلل اللسان:

أولاً : مراقبة المصلحة المرجوة في الحديث: إن المؤمن الكيس الفطن، هو الذي يراقب كل تصرفاته، سواء على مستوى الأقوال أو على مستوى الأفعال.. ولينظر نظرة فاحصة لمن يتكلم: لرضا الرحمن، أو لرضا الشيطان؟.. فإذا رأى أنه قد تكلم لرضا المنان، نال الجنان.. وإذا تكلم للشيطان، فقد أستحق الخلود في لظى النيران.. فأمير المؤمنين علي عليه السلام مضرب للشجاعة والإقدام، وهو خير أسوة وقدوة يحتذى بها، لمن أراد أن يسلك طريق النجاة، والوصول إلى شاطئ الأمان.. إذ أنه عليه السلام لم يقتل قط لرضا نفسه وللدفاع عنها، فكان عليه السلام يقاتل لله ولرضاه، كما فعل في يوم الخندق حينما أراد أن يقتل عدو الله عمرو بن عبد ود العامري، فقد كانت ضربة سيفه قربة لله تعالى، لا لإرضاء نزواته ورغباته.. لذا استحقت ضربة سيفه يوم الخندق أن تعدل عمل الثقلين.

ثانياً : ترك الاعتقاد السيئ بالإخوان: إن الله عز وجل قد حصن ذات المؤمن من العيوب والذنوب، فذات المؤمن طاهرة؛ لأنها مؤمنة بالله عز وجل..أما الجوارح فهي العاصية المخطئة في كل الأحوال، فالأولى بالمؤمن ترك ذكر عيوب الناس؛ لأنه بشغل دائم في عيبه عن ذكر عيوب غيره.. والمؤمن الحذق لا يتعامل مع الناس بالصور الذهنية الزائفة، بيد أن غالب الناس لا يتعاملون بالصورة الظاهرية الحسنة للغير؛وذاك لغلبة التعامل مع الصورة الخيالية الكاذبة، والتي تجعل اللسان يخوض في أعراض الناس بالباطل..لذا فمن المستحسن ترك تلك الصور الخادعة، وجعل الواقع الحاكم في البين.. فدين الإسلام -دين الحب والسلام- أمرنا أن نحمل الأخوان على سبعين محمل حسن، وترك التعامل مع الصور الخادعة الزائفة.. فيجب أن نحذو حذو الإمام زين العابدين عليه السلام حينما قال: (اللهم أرنا الأشياء كما هي)!..

ثالثاً : انكشاف ملكوت المعصية: قال تعالى واصفاً لحقيقة الغيبة: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}..
وقال تعالى في موضع آخر في الحديث عن الربا، وما يترتب عليه من أثار سيئة: {إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ}.. إن إزالة الحجب المعنوية عن حقيقة المعصية، لتظهر بشكلها القبيح؛ لهو خير معين على الطاعة، وخير دافع لترك الذنوب.. فالمغتاب الذي تكشفت له حقيقة المعصية من أنه يأكل لحم أخيه الغائب، حتماً ستشمئز نفسه من هذه المعصية، وسيبتعد عن ارتكابها، وسيكون عقله هو الآمر والمسيطر على هواه، والمسيطر على هفوات لسانه.

رابعاً : التقليل من الكلام: إن بعض الغافلين عن ذكر الله، والمبعدين عن ساحة رضاه عز وجل، يرون في قلة الكلام نوعاً من التبرم الباطني والتقوقع الروحي.. لذا فإنهم يرون في كثرة الكلام لذة ومتعة، غافلين عن بعض الأضرار الناجمة من كثرة الكلام، والتي أشارت إلى هذه الحقيقة بعض الأحاديث الواردة عن أهل البيت عليهم السلام، والتي مضمونها: (إذا وجدت قساوة في قلبك، وحريمة في رزقك، وسقماً في بدنك.. فانظر لعلك تكلمت فيما لا يعنيك).. لذا فمن المستحسن، ومن باب أولى بالمؤمن أن يترك كثرة الكلام، وأن يترك الخوض في بعض الأمور التي لا تعنيه؛ ليحفظ لسانه من أذى نفسه، وأذى الناس من حوله.. وليكون هادفاً في كلامه، وفي تصرفاته، وأفعاله.

خامساً : ترك الكذب: إن الكذب هو من الأمور المحذورة شرعاً، وهي من كبائر الذنوب المحرمة.. وللكذب نوعان: كذب صريح، وكذب مبطن.. وقد يكون الكذب المبطن أشد شراً من الكذب الصريح؛لأنه يوقع في العداوة والبغضاء في القلب، قبل أن يوقع موقعه في الأسماع.. لذا فالحري بالمؤمن ترك الكذب وسفاسف الأمور؛ لأن ذاته الطاهرة قد ارتبطت بالمولى سبحانه وتعالى، فهي بحصن حصين في الخوض بالأمور المحرمة والمحذورة، لينعم باللقاء الإلهي الموفق.

سادساً : جهاد النفس: إن تلقين النفس بالقوة لنيل رضا الله عز وجل، والابتعاد عن معاصيه، قد يكون سبباً للتوفيق الإلهي والرضى الرباني.. فالباحث عن رضا الله وعن توفيقه عز وجل، يستلزم من أن يكون مراقباً لنفسه،حريصاً على إصلاحها، وتقويم أمرها؛ ليحظى برضا الباري في الدنيا، وبنعيمه الجزيل في الآخرة.


ولكم خالص دعائي

شيعيه ابا عن جد
30-05-2009, 06:13 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
موضوع رائع ومفيد
ففلك جزييل الشكر على ما قدمته لنا اليوم من نصائح لا تقدر بثمن
اخي الكريم
مرتضى العاملي
ربي يعطيك الف الف عافيه وبالموفقيه دائما
http://qasralkhair.com/up/uploads/4b9d85df33.gif

ألنور الأقدس
30-05-2009, 08:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك عدوهم
بارك الله فيك اخي الكريم قد نبهتنا من الغفلة جزاك الله خيرا
وتقبل مروري بكل ود وأحترام

نسمات شرقية
30-05-2009, 09:39 PM
دائماً مواضيعك تبهرني
شكري وتقديري لك اخي الكريم
حفظك الرحمن

مرتضى العاملي
31-05-2009, 12:58 AM
أبكي على زهرة التقوى وقد ذبلت **في القلب ما بين أثامـي واوزاري
.يابؤس قلبي من الدنيـا وزخرفهـا** اني اعيش على جرفٍ لها هـاوي
.لاتتعب النفس في الدنيا وبهجتهـا** فما السعاده إلا في رضا البـاري...
يارب

بارك الله بكم لحضوركُن اخواتي المؤمنات الطيبات

الاخت الكريمة
شيعيه ابا عن جد
شكرا لك
**
والاخت الكريمة
عاشقة الامام الكاظم
شكرا لك
**
والاخت الكريمة
نسمات شرقية
شكرا لك
ولِكُن خالص دعائي

نور المستوحشين
31-05-2009, 03:15 PM
اللسان من أهم الجوارح وأعظمها خطراً على الإنسان لأنه عضو الكلام ويظهر ما في داخله من خير وشر.

واللسان هو الجسر الذي تنتهي بالعبد إما الى الجنة وإما إلى النار فهو سبيل النجاة وطرق الهلاك وهو عنوان السعادة ودليل الشقاء...


بارك الله بكم وسدد خطاكم لمافيه الخير والصلاح

تحياااتي نور...

ايمان حسيني
31-05-2009, 07:55 PM
لا تطلقن القول في غير بصر إن اللسان غير مأمون الضرر
لسان الفتى عن عقله ترجمانه متى زل عقل المرء زل لسانه
واحفظ لسانك لا تقل فتبتلى إن البلاء موكل بالمنطق
سلمت يداك اخي مرتضى
وفقك الله وسدد خطاكم لخدمة الله واهل البيت

مرتضى العاملي
01-06-2009, 01:50 AM
اللسان من أهم الجوارح وأعظمها خطراً على الإنسان لأنه عضو الكلام ويظهر ما في داخله من خير وشر.

واللسان هو الجسر الذي تنتهي بالعبد إما الى الجنة وإما إلى النار فهو سبيل النجاة وطرق الهلاك وهو عنوان السعادة ودليل الشقاء...


بارك الله بكم وسدد خطاكم لمافيه الخير والصلاح


تحياااتي نور...


أحسنت سيدتي ابو زهراء كما قال امير المؤمنين عليه السلام العاقل لسانه وراء قلبة والاحمق قلبه وراء لسانه

شكرا لك ولحضورك المبارك وتقدير الكريم
لك خالص دعائي

مرتضى العاملي
01-06-2009, 01:52 AM
لا تطلقن القول في غير بصر إن اللسان غير مأمون الضرر

لسان الفتى عن عقله ترجمانه متى زل عقل المرء زل لسانه
واحفظ لسانك لا تقل فتبتلى إن البلاء موكل بالمنطق
سلمت يداك اخي مرتضى

وفقك الله وسدد خطاكم لخدمة الله واهل البيت


بارك الله بكم ووفقكم الله لنطق بما يرضي الله تعالى وشكر لك ولحضورك الكريم وتقديرك المشرق
سيدتي المباركة ايمان حسيني
لكم اسمى تحيااتي وتقديري

عشق الكلمة
01-06-2009, 03:52 AM
ما عقد إيمانه من لم يحفظ لسانه
بلاء الإنسان في لسانه فــ اخزن لسانك كما تخزن ذهبك و ورقك
شكرا لك اخى مرتضى العاملى على الموضوع المهم للغاية جعله الله في ميزان حسناتك الخيرة

مرتضى العاملي
01-06-2009, 07:34 AM
ما عقد إيمانه من لم يحفظ لسانه

بلاء الإنسان في لسانه فــ اخزن لسانك كما تخزن ذهبك و ورقك
شكرا لك اخى مرتضى العاملى على الموضوع المهم للغاية جعله الله في ميزان حسناتك الخيرة



احسن الله لك اخي الاستاذ عاشق الكلمة على تعقيبكم الكريم وكما تفضلت فاللسان بلاء واضاعة الفرص المحدودة!..
وإن الدنيا دار بالبلاء محفوفة،
(الجنة حفت بالمكاره، والنار حفت بالشهوات)..

فالدنيا دار تنازع وتصارع من أجل البقاء..
وطبيعة الحياة الدنيا طبيعة محدودة: فالثروات محدودة، والفرص محدودة، والإمكانات محدودة.. والناس في سباق نحو اغتنام الفرص، واقتناء المكاسب.. وبما أن الفرص محدودة، فإن الإنسان مهما بلغ لن يصل إلى مآربه.. أضف إلى أن الله -عز وجل- له مشيئته، فيبتر بعض الأعمار بتراً.. وهذه الأيام كثرت قائمة الأمراض التي ليس لها علاج، قال الامام الرضا (عليه السلام): (كلّما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعملون، أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون)..
وبالتالي، فإن الذي يريد أن يرتاح في حياته من جميع الجهات: أسرة، ووظيفة، ومالاً، وصحة،.. الخ؛ هذا إنسان متوهم، فهذا الأمر ما جعله الله -عز وجل- لأنبيائه.. ولو كان الإعفاء من البلاء مزية، لما كان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أكثر الأنبياء بلاء، حيث يقول
(صلى الله عليه واله وسلم): (ما أوذي نبي مثلما أوذيت)!..

*****
شكرا لحضوركم الكريم

ولكم خالص دعائي

فاطمية وافتخر
01-06-2009, 08:52 AM
http://www.gulfup.com/do.php?img=1680075

ايمان حسيني
01-06-2009, 02:23 PM
سلام عليكم اخي
الغالي
لو سمحتم لي عشق الكلمه هي فتاة وليست شاب
عذرا على التطفل

مرتضى العاملي
04-06-2009, 06:44 AM
http://www.gulfup.com/do.php?img=1680075
االاخت الفاضلة فطمية وافتخر هنيئا لك وحقا لك ان تفتخري ان سيدتك فاطمة الزهراء عليها السلام نسال الله ان يثبتك على السير في خطاها
مرورك سيدتي
توهج وبريق أخاذ شع عبرصفحاتي
عندما صافحتها بفخامة حضورك
بارك الله قلبك بسعادة لا تفارقك
لك اسمى تحيااتي وتقديري

مرتضى العاملي
04-06-2009, 06:46 AM
سلام عليكم اخي

الغالي
لو سمحتم لي عشق الكلمه هي فتاة وليست شاب

عذرا على التطفل


احسنت سيدتي ايمان على التبية والله الاسماء اكثرها ليس بها دلاله هل هي بنت او ولد شكرا لك مرة اخرى على الايضاح