المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخوف من الله سبحانه


ولائي لعلي
31-05-2009, 01:06 AM
الخوف من اللّه تعالى
وهو: تألم النفس خشية من عقاب اللّه، من جراء عصيانه ومخالفته. وهو من خصائص الأولياء، وسمات المتقين، والباعث المحفّز على الاستقامة والصلاح، والوازع القويّ عن الشرور والآثام.
لذلك أولته الشريعة عناية فائقة، وأثنت على ذويه ثناءاً عاطراً مشرفاً:
قال تعالى: «إنما يخشى اللّه من عباده العلماء» (فاطر: 28).
وقال : «إن الذين يخشون ربهم بالغيب، لهم مغفرة وأجر كبير» (الملك: 12).
وقال: «وأما من خاف مقام ربّه، ونهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى» (النازعات: 40 - 41).
وقال الصادق عليه السلام: «خَفِ اللّه كأنك تراه، وإن كنت لا تراه فإنه يراك، وإن كنت ترى أنه لا يراك فقد كفرت، وإن كنت تعلم إنه يراك ثم برزت له بالمعصية، فقد جعلته من أهون الناظرين إليك»
وقال عليه السلام: «المؤمن بين مخافتين: ذنب قد مضى لا يدري ما صنع اللّه فيه، وعمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك، فهو لا يصبح إلا خائفاً، ولا يصلحه إلا الخوف»(1).
وقال عليه السلام: «لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون خائفاً راجياً، ولا يكون خائفاً راجياً حتى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو»(2).
وفي مناهي النبي صلى اللّه عليه وآله:
«من عرضت له فاحشة، أو شهوة فاجتنبها من مخافة اللّه عز وجل، حرّم اللّه عليه النار، وآمنه من الفزع الأكبر، وأنجز له ما وعده في كتابه، في قوله عز وجل: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) (الرحمن:46)» (3).
وقال بعض الحكماء: مسكين ابن آدم، لو خاف من النار كما يخاف من الفقر لنجا منهما جميعاً، ولو رغب في الجنة كما رغب في الدنيا لفاز بهما جميعاً، ولو خاف اللّه في الباطن كما يخاف خلقه في الظاهر لسعد في الدارين جميعاً.
ودخل حكيم على المهدي العباسي فقال له: عظني. فقال: أليس هذا المجلس قد جلس فيه أبوك وعمك قبلك؟ قال: نعم. قال: فكانت لهم أعمال ترجو لهم النجاة بها؟ قال: نعم. قال: فكانت لهم أعمال تخاف عليهم الهلكة منها؟ قال: نعم. قال: فانظر ما رجوت لهم فيه فآته، وما خفت عليهم منه فاجتنبه.
الخوف بين المدّ والجزر:
لقد صورت الآيات الكريمة، والأخبار الشريفة، أهمية الخوف، وأثره في تقويم الانسان وتوجيهه وجهة الخير والصلاح، وتأهيله لشرف رضا اللّه تعالى وانعامه.
بيد أن الخوف كسائر السجايا الكريمة، لا تستحق الاكبار والثناء، الا إذا اتسمت بالقصد والاعتدال، الذي لا إفراط فيه ولا تفريط.
فالافراط في الخوف يجدب النفس، ويدعها يباباً من نضارة الرجاء، ورونقه البهيج، ويدع الخائف آيساً آبقاً موغلاً في الغواية والضلال، ومرهقاً نفسه في الطاعة والعبادة حتى يشقيها وينهكها.
والتفريط فيه باعث على الاهمال والتقصير، والتمرد على طاعة اللّه تعالى واتباع دستوره.
وبتعادل الخوف والرجاء تنتعش النفس، ويسمو الضمير، وتتفجر الطاقات الروحية، للعمل الهادف البنّاء.
كما قال الصادق عليه السلام: «أرج اللّه رجاءاً لا يجرئك على معاصيه، وخف اللّه خوفاً لا يؤيسك من رحمته»
محاسن الخوف:
قيم السجايا الكريمة بقدر ما تحقق في ذويها من مفاهيم الانسانية الفاضلة
وقيم الخير والصلاح، وتؤهلهم للسعادة والرخاء. وبهذا التقييم يحتل الخوف مركز الصدارة بين السجايا الأخلاقية الكريمة، وكانت له أهمية كبرى في عالم العقيدة والإيمان، فهو الذي يلهب النفوس، ويحفّزها على طاعة اللّه عز وجل، ويفطمها من عصيانه، ومن ثم يسمو بها الى منازل المتقين الأبرار.
وكلما تجاوبت مشاعر الخشية والخوف في النفس، صقلتها وسَمَت بها الى أوج ملائكي رفيع، يحيل الانسان ملاكاً في طيبته ومثاليته، كما صوره أمير المؤمنين عليه السلام وهو يقارن بين الملك والانسان والحيوان، فقال: «إن اللّه عز وجل ركّب في الملائكة عقلاً بلا شهوة، وركّب في البهائم شهوة بلا عقل، وركّب في بني آدم كليهما.
فمن غلب عقلهُ شهوتهَ، فهو خير من الملائكة، ومن غلب شهوته علقه فهو شر من البهائم»
من أجل ذلك نجد الخائف من اللّه تعالى يستسهل عناء طاعته، ويستحلي مرارتها، ويستوخم حلاوة المعاصي والآثام، خشية من سطخه وخوفاً من عقابه.
وبهذا يسعد الانسان، وتزدهر حياته المادية والروحية، كما انتظم الكون، واتسقت عناصره السماوية والأرضية، بخضوعه للّه عز وجل، وسيره على وفق نظمه وقوانينه.
«من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن، فلنحيينه حياة طيبة,ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون» (النحل:97).
وما هذه المآسي والأرزاء التي تعيشها البشرية اليوم من شيوع الفوضى وانتشار الجزائم، واستبداد الحيرة والقلق، والخوف بالناس إلا لاعراضهم عن اللّه تعالى، وتنكبهم عن دستوره وشريعته.
«ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون» (الأعراف: 96).
كيف نستشعر الخوف:
يجدر بمن ضعف فيه شعور الخوف إتباع النصائح التالية:
1 - تركيز العقيدة، وتقوية الايمان باللّه تعالى، ومفاهيم المعاد والثواب والعقاب، والجنة والنار، إذ الخوف من ثمرات الايمان وإنعكاساته على النفس «إنما المؤمنون الذين إذا ذُكر اللّه وجلت قلوبهم، وإذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيماناً، وعلى ربهم يتوكلون» (الأنفال:2).
2 - استماع المواعظ البليغة، والحِكَم الناجعة، الموجبة للخوف والرهبة.
3 - دراسة حالات الخائفين وضراعتهم وتبتلهم إلى اللّه عز وجل، خوفاً من سطوته، وخشية من عقابه.
واليك أروع صورة للضراعة والخوف مناجاة الامام زين العابدين عليه السلام في بعض أدعيته:
«ومالي لا أبكي!! ولا أدري الى ما يكون مصيري، وأرى نفسي تخادعني، وأيامي تخاتلني، وقد خفقت عند رأسي أجنحة الموت، فمالي لا ابكي، أبكي لخروج نفسي، أبكي لظلمة قبري، أبكي لضيق لحدي، أبكي لسؤال منكر ونكير إيّايَ، أبكي لخروجي من قبري عرياناً ذليلاً حاملاً ثقلي على ظهري، أنظر مرة عن يميني، وأخرى عن شمالي، إذ الخلائق في شأن غير شأني (لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه، وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة، ووجوه يومئذ عليها غبرة، ترهقها قترة) (عبس: 37 - 41)».
ظرف من قصص الخائفين:
عن الباقر عليه السلام قال: «خرجت إمرأة بغيّ على شباب من بني إسرائيل فأفتنتهم، فقال بعضهم: لو كان العابد فلان رآها أفتنته!، وسمعت مقالتهم، فقالت : واللّه لا أنصرف الى منزلي، حتى أفتنه. فمضت نحوه بالليل فدقت عليه، فقالت: آوي عندك؟ فأبى عليها فقالت: إن بعض شباب بني اسرائيل راودوني عن نفسي، فإن أدخلتني والا لحقوني، وفضحوني، فلما سمع مقالتها فتح لها، فلمّا دخلت عليه رمت بثيابها، فلما رأى جمالها وهيئتها وقعت في نفسه، فضرب يده عليها، ثم رجعت اليه نفسه، وقد كان يوقد تحت قدر له، فأقبل حتى وضع يده على النار فقالت: أي شيء تصنع؟ فقال: أحرقها لأنها عملت العمل، فخرجت

حتى أتت جماعة بني إسرائيل فقالت: الحقوا فلاناً فقد وضع يده على النار، فأقبلوا فلحقوه وقد احترقت يده».
وعن الصادق عليه السلام: «إن عابداً كان في بني اسرائيل، فأضافته إمرأة من بني إسرائيل، فهمَّ بها، فأقبل كلما همّ بها قرّب إصبعاً من أصابعه الى النار، فلم يزل ذلك دأبه حتى أصبح، قال لها: أخرجي لبئس الضيف كنت لي»
أسالكم الدعاااااااااااااء

نسمات شرقية
31-05-2009, 02:10 PM
http://www.upload.al-wed.com/uploader/upload2009/65570/11241985489.gif

عاشق الامام الكاظم
31-05-2009, 02:33 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد
اختي ولائي اشكرك الف مرة يا اختي
للموضوع الجدا رائع
موضوع يستحق التثبيت
موضوع يستحق التقييم
موضوع ينبه الجميع
وامنيتي من كل من يدخل الطرح ان يقراء الموضوع بتمعن حتى يستفاد
اختي سلمت لنا اناملك للموضوع الرائع

ولائي لعلي
02-06-2009, 02:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم الشريف
الله يسلمك أختي "نسمات "
ويحفظك من كل سوء بحق محمد و آل بيته الطاهرين
أشركك ع المرور الروعه الذي انار متصفحي المتواضع
لا عدمتك
دمت برعاية الله

ولائي لعلي
02-06-2009, 02:33 AM
اللهم صلي على محمد وال محمد
اختي ولائي اشكرك الف مرة يا اختي
للموضوع الجدا رائع
موضوع يستحق التثبيت
موضوع يستحق التقييم
موضوع ينبه الجميع
وامنيتي من كل من يدخل الطرح ان يقراء الموضوع بتمعن حتى يستفاد
اختي سلمت لنا اناملك للموضوع الرائع






بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم الشريف
اشكرك أخوي"عاشق الامام الكاظم"
ع الاطراء وتقييمك لموضوعي
وتثبيتك له
واتمنى من الجميع أن يقرأه ويستفيد منه
لاعدمت طلتك البهيه
دمت مواليا

melika
02-06-2009, 03:38 PM
موضوع رائع وممیز ویستحق کل الشکر والتقدیر

جزاکم الله کل خیر وجعله فی میزان حسناتکم...

عهد الولاء
03-06-2009, 06:37 PM
اللهم صلى على محمد وآل محمد
بارك الله فيك أختي الكريمة"ولائي لعلي" وفقك الله لكل خير تمنياتي لك بالتوفيق بحق محمد وآل محمد.

ولائي لعلي
06-06-2009, 02:39 AM
موضوع رائع وممیز ویستحق کل الشکر والتقدیر

جزاکم الله کل خیر وجعله فی میزان حسناتکم...




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد وعجل فرجهم الشريف
الله يعطيك الف عافيه
ع المرور النير
دمت ودام تواجدك اختي
تحياتي واشواقي لك
ولائي لعلي

ولائي لعلي
06-06-2009, 02:45 AM
اللهم صلى على محمد وآل محمد

بارك الله فيك أختي الكريمة"ولائي لعلي" وفقك الله لكل خير تمنياتي لك بالتوفيق بحق محمد وآل محمد


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد وعجل فرجهم الشريف
نورتي صفحتي يالغلا
الله يوفق الجميع
وكل الشكر لك ع المرور
دمت بحفظ الله
لك كل الود والاحترام
ولائي لعلي

ام نواره
18-06-2009, 12:24 PM
شكرا لك على هذا الموضوع القيم وجعلنا الله واياكم ممن يخافه ويخشاه في السر والعلن