الهادي@
31-05-2009, 10:23 PM
و طبيب عادني في علتي .. و مضى يكتب لي بعض الدواء
ظن في صدري وباء هدني .. و ارتضى الراحة لي بعد العناء
في ليلة هوجاء النار فيها كانت تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله
الأنوار اغتيلت عنوة فأسدلت على مد البصر ستائر حالكة الظلام
و على طرق جميعها موحش لا بيوت و لا مبان و لا حتى خيام
لهيب النيران غط وجه الشفق فيها و راح يقذف حممه كالبركان
الأعاصير تقتلع الجبال الرواسي و تتداعى عليها وسط الزحام
الجثت الممزقة الأوصال من كثرتها أبت أن تستتر تحت الركام
أبيد جل من فيها و أحرق كل شبر و زاوية من زواياها
كنت أسير في خوف و روعة مروعة يلفني برد السقا
و قد احتضنني الذهول و رافقتني الأحزان
و بقسوة عضتني بأنيابها الآلام
أقلب ناظريا في ربوع الأرض المقدسة
أهي بلدي التي رجعت إليها حقيقة أسير فوق ترابها أتنفس هواءها أم مجرد أوهام
أهي حبيبتي التي أجبرت للتغرب عنها و فرقت بيننا أيادي الجبن و الغدر و الحرمان
أين المباني أين المساكن أين المساجد أين الأهل و الأصدقاء أين الأحبة و الجيران
أغبت عنها أم غابت عني أشجار الزيتون و التين و التفاح و الليمون و الرمان
أخيال أن أرضي صارت قاعا صفصفا أم هي حقيقة صارخة و و اقع
أحقا تلك الوهاد و الجنات و الأراضي الطيبات و المساكن صارت بلاقاع
تفطرت فيها السماء بلهيب صبغ الشفق
و جبالها الشامخات كادت أن تكون كثيبا مهيلا
ويح الرياح تصفر في أجوائها و كأني بها تغني أقسى ملاحمها
و حياة بشر و شجر مسحت على جنباتها فقصدتها هوام الأرض
و أوت إليها البوم و حلقت في سمائها الغربان
دخلاء من البغات إستنشروا فعاثوا فيها فسادا
الألغام زرعت كحبات الرمال و فحيح الأفاعي ينذر بزعاف سمومه الملونة
لا عشب أخضر و لا يابس غير أشواك تربعت على حنضل و في أحضانه نمت
الدماء امتزجت و روت و سقت و أشبعت الأرض حتى ارتجت بعدها و ربت
و الأشلاء احتشدت حتى امتزجت بين رجال و نساء و أطفال
تمزقت و احترقت و تحللت و تفرقت عن الأجساد الأوصال
أبيدت بقوة فيها كل مقومات الحياة
و أصبحت أسمى أماني لمن تبقى من الناس فيها المماة
..... ..... ..... .....
تجمدت الدموع على الخدود كما وئدت على أرضنا كل الورود
قالوا :
يتبع
ظن في صدري وباء هدني .. و ارتضى الراحة لي بعد العناء
في ليلة هوجاء النار فيها كانت تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله
الأنوار اغتيلت عنوة فأسدلت على مد البصر ستائر حالكة الظلام
و على طرق جميعها موحش لا بيوت و لا مبان و لا حتى خيام
لهيب النيران غط وجه الشفق فيها و راح يقذف حممه كالبركان
الأعاصير تقتلع الجبال الرواسي و تتداعى عليها وسط الزحام
الجثت الممزقة الأوصال من كثرتها أبت أن تستتر تحت الركام
أبيد جل من فيها و أحرق كل شبر و زاوية من زواياها
كنت أسير في خوف و روعة مروعة يلفني برد السقا
و قد احتضنني الذهول و رافقتني الأحزان
و بقسوة عضتني بأنيابها الآلام
أقلب ناظريا في ربوع الأرض المقدسة
أهي بلدي التي رجعت إليها حقيقة أسير فوق ترابها أتنفس هواءها أم مجرد أوهام
أهي حبيبتي التي أجبرت للتغرب عنها و فرقت بيننا أيادي الجبن و الغدر و الحرمان
أين المباني أين المساكن أين المساجد أين الأهل و الأصدقاء أين الأحبة و الجيران
أغبت عنها أم غابت عني أشجار الزيتون و التين و التفاح و الليمون و الرمان
أخيال أن أرضي صارت قاعا صفصفا أم هي حقيقة صارخة و و اقع
أحقا تلك الوهاد و الجنات و الأراضي الطيبات و المساكن صارت بلاقاع
تفطرت فيها السماء بلهيب صبغ الشفق
و جبالها الشامخات كادت أن تكون كثيبا مهيلا
ويح الرياح تصفر في أجوائها و كأني بها تغني أقسى ملاحمها
و حياة بشر و شجر مسحت على جنباتها فقصدتها هوام الأرض
و أوت إليها البوم و حلقت في سمائها الغربان
دخلاء من البغات إستنشروا فعاثوا فيها فسادا
الألغام زرعت كحبات الرمال و فحيح الأفاعي ينذر بزعاف سمومه الملونة
لا عشب أخضر و لا يابس غير أشواك تربعت على حنضل و في أحضانه نمت
الدماء امتزجت و روت و سقت و أشبعت الأرض حتى ارتجت بعدها و ربت
و الأشلاء احتشدت حتى امتزجت بين رجال و نساء و أطفال
تمزقت و احترقت و تحللت و تفرقت عن الأجساد الأوصال
أبيدت بقوة فيها كل مقومات الحياة
و أصبحت أسمى أماني لمن تبقى من الناس فيها المماة
..... ..... ..... .....
تجمدت الدموع على الخدود كما وئدت على أرضنا كل الورود
قالوا :
يتبع