عشق فاطمي
19-02-2007, 08:54 PM
على النقيض من تجاهل الصحافة المحلية لفعاليات شهر محرم الحرام وذكرى عاشوراء، أفردت الصحافة العالمية عدة مقالات ومتابعات تعنى بتغطية هذه الفعاليات.
صحيفة نيويورك تايمز:
أوردت الصحيفة في عددها الصادر بتاريخ 5 فبراير 2007، تقريرا بعنوان بـ« شيعة السعودية يتخوفون من فقدان بعض المكاسب ». وأبرز التقرير المخاوف من امتداد الصراع السياسي الطائفي للمنطقة وتأثير ذلك على المكاسب التي استطاع الشيعة الحصول عليها في الفترة الماضية.
شيعة السعودية يتخوفون من فقدان بعض المكاسب
بينما تجوب مواكب الشباب الذين يضربون صدورهم الشوارع معلنة بدء مراسم عاشوراء لدى المسلمين الشيعة، يترقب ابراهيم المقيطيب بقلق فورة المواجهات السياسية في المنطقة التي تقترب من هذا المجتمع المضطهد.
فمع تنامي الاحتقان الطائفي بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط، وتزايد الضغوط على الحكومة السعودية من القيادات السنية المحلية، ينظر شيعة السعودية بقلق لاحتمال خسارة بعض المكاسب التي حققوها في السنوات الأخيرة.
«الأمور غامضة وسوداء والأسوأ متوقع لاحقا» حسب قول السيد المقيطيب وهو أحد المدافعين عن حقوق الإنسان ويدير «مراقبة حقوق الإنسان السعودية» غير المرخصة في المنطقة الشرقية.
وتابع قائلا: كما هي الأمور دائما، الأقليات هي التي تتأثر عندما يحدث هذا، ولكن ذلك سيطال الجميع أيضا.
تقول القيادات الشيعية هنا أنه لا يوجد شيعة في مراكز السلطة والشيعة لا يتم ترقيتهم لمناصب إدارية في الشركات الحكومية والخاصة الا نادرا.
كما أنه لا يوجد نظّار مدارس من الشيعة في المدارس العامة بشكل واقعي.
والأهم من ذلك أن الحكومة توقفت عن الاعتراف بالأقليات، حسب قولهم. فحقوقهم التي اكتسبوها بعد عناء لم يتم حفظها كقانون مما يعني أنها قد تلغى بإنذار قصير الأمد.
في الأسبوع الماضي، منع حاكم الأحساء السني، مدينة بها خليط من السنة والشيعة في المنطقة الشرقية، جميع حملات الدم التي ينظمها الشيعة.
وفي الآونة الأخيرة صعّد رجال الدين السنة من دعواتهم ضد الشيعة والتي يصفونهم فيها بالكفار.
وفي مستهل الأسبوع تحدث الملك عبدالله عن الشائعات التي تقول أن الشيعة يحاولون تحويل السنة، حيث قال أن مثل هذه المحاولات ستبوء بالفشل وأن السنة ستظل هي الأكثرية في العالم الإسلامي.
وحديثا، تحسنت ظروف الحياة لمليونين من المواطنين الشيعة بالمملكة العربية السعودية والذين تعرضوا لتمييز ديني واقتصادي لفترة طويلة.
ولكن هذا التحسن بدأ في التراجع مجددا.
فبعد الثورة الإسلامية الإيرانية في 1979 والتي حفزت الشيعة في أنحاء المنطقة، بدأ الشك في ولاء الشيعة للحكومة لأن نظرة القيادات الدينية السنية في البلد تراهم طابورا خامسا محتملا يهدد بسقوط الحكومة.
وعندما تفجرت المظاهرات في عاشوراء مطلع الثمانينات، قتلت الحكومة العشرات من المتظاهرين واعتقلت الآلاف ودفعت بالكثير للمنفى واضعة بذلك عقدا من الكبت.
وفي عام 1993 حاول الملك فهد إنهاء الخلافات وفي عام 2003 قابل مجموعة من كبار الشيعة والذين قدموا له التماسا يطالب بالمساواة في الحقوق. وفجأة تبدلت حظوظ الشيعة.
«لقد كان هناك مشاكل سابقا ولكن مع مرور الوقت واصرار الناس على حقوقهم تغيرت الأمور» حسب كلام الشيخ حسن الصفار وهو أحد قيادي المعارضة لفترة طويلة والذي أصبح المدافع الأول في تعامله مع الحكومة.
ويتابع قائلا: السياسة السعودية أصبحت أكثر تركيزا على إعطاء الحقوق أكثر من أي وقت مضى.
ويقرأ الشيخ الصفار بفخر من قائمة ضمت أهم المكتسبات الشيعية من ذلك الوقت: إطلاق سراح السجناء السياسيين وعودة المنفيين، السماح بحرية ممارسة الشعائر، سمح للشيعة ببناء صالات تجمع وببناء مساجد، وبدءوا بنشر كتبهم الدينية والسماح باستيراد البعض.
عاشوراء، من أقدس الفترات عند الشيعة، أصبحت كفحص ورقة عباد الشمس[1] للتغيير.
فحتى سنوات مضت، كان الاحتفال بذكرى شهادة الإمام الحسين والتي تستمر 10 أيام يتم في الخفاء بعيدا عن عيون العامة ويعقد في مجمعات غير قانونية.
هذا الأسبوع انطلق الشيعة في الشوارع المفتوحة بالمنطقة الشرقية الغنية بالنفط، في مواكب تستعيد حادثة القتل.
في المملكة العربية السعودية أصبح إحياء هذه الذكرى أكبر وأكثر ألوانا.
هذا العام شهد أكثر من 500.000 شخص المحاضرات المسائية ومناصرة أهداف الإمام الحسين وتطبيق الدروس من حياته في وقتنا الحاضر.
ويسير المعزون حاملين صورا لرموز من الشيعة وكذلك صورة القائد اللبناني الشيعي المسلم حسن نصر الله، وهم يتشاركون في الطعام والهدايا مؤكدين على البعد الإنساني للمعركة ما بين الخير والشر.
والشيعة بدءوا بدعوة الحكومة السعودية لشرعنة حقوقهم وفي ذات الوقت حث المواطنين على التركيز على القضايا السعودية المحلية وليس الإقليمية أو الدولية.
وهم يقولون أن كل ما حصلوا عليه تم نتيجة نضال مضن.
الشيخ نمر النمريقول الشيخ نمر النمر والذي يتخذ موقفا متشددا في دفاعه مع الحكومة: الأمور تغيرت هنا ليس لأن الحكومة تريد ذلك ولكن لأن العالم نفسه قد تغير. نحن نرى تحسنا في الأوضاع ليس بسبب دعم الحكومة ولكن بسبب مطالبتنا بالتغيير.
الحكومة لن تعطينا شيئا حتى نقوم بالمطالبة به.
بعض القيادات الشيعية لاحظوا انعدام التغطية لعاشوراء في الإعلام السعودي.
يقول الشيخ فوزي السيف، رجل دين شيعي محلي، إن هذا من أهم الفعاليات التراثية لنا.
ويضيف ملاحظا: الإعلام السعودي يغطي اجداثا دينية في أماكن بعيدة عنا ولكن نادرا ما يفعل ذلك هنا. ولذا تجد أنه لا أحد يعلم عنه من الخارج.
الشيخ السيف يقول أن الحكومة فوّتت فرصة تشجيع الوحدة وإرسال إشارة للقيادات السنية المتطرفة.
ويتابع قائلا، والأهم من ذلك أن الحكومة تبدي موافقة ضمنية على الذين يهاجمون الشيعة دون أن تقوم بإجراء ضدهم.
الشيخ فوزي السيفويقول الشيخ السيف: الخطر الأكبر الذي نواجهه هو تزايد الانقسام الطائفي في المنطقة وزحفه البطيء نحو الخليج والذي قد يؤدي لتفجر الأوضاع.
وتابع قائلا: النار قد تصلنا هنا وبسرعة.
رجال الدين الشيعة يؤكدون على أن الشيعة لن يكونوا ورقة سياسية لا لأمريكا ولا ايران. وهم يحذرون أن أية مواجهة مع إيران قد تضع ضغوطا كبيرة على الشيعة ومن ثم الخوف من حصول انقسامات بين مؤيد لإيران ومؤيد للحكومة.
يقول جعفر الشايب، أحد المدافعين عن الشيعة منذ فترة طويلة والذي تم انتخابه في 2005 للمجلس البلدي، «الأمور كانت هكذا في عام 1970». وهو يحاول البرهنة على أن الشيعة أصبحوا أكثر حنكة سياسيا وهم يركزون على قضاياهم المحلية. ولكن ومع ذلك، هناك مخاوف من تبدل هذا الوضع أيضا.
ويتابع قائلا: تبدو كل الأمور طبيعية، ثم يحدث أمر ما يقلب الأوضاع رأسا على عقب.
الكثيرون يتخوفون من الخلايا النائمة والتي كانت تنشط سابقا من العودة مرة أخرى. يقول السيد المقيطيب، على سبيل المثال خلايا حزب الله الحجاز، النسخة السعودية من هذه المجموعة، قد يتم تنشيطها من جديد.
ويتابع قائلا: إذا هاجمت أمريكا إيران فإن الكثير من الناس سيكونون أكثر عنفا مع الأمريكان ومن ضمنهم السنة. ما أود قوله للأمريكان أنها لن تكون نزهة.
صحيفة الهيرالد تريبيون الدولية:
صحيفة الهيرالد تريبيون الدولية الصادرة بتاريخ 29 يناير 2007، عنونت مقالها بـ«الغطاء الطائفي يلقي بظلاله على استعدادات الشيعة في احياء ذكرى عاشوراء».
وأبرز المقال مخاوف الشيعة من استمرار الفتاوي المضادة للشيعة.
ففي استطلاع للرأي أبدى عبدالله عبد الحسين قلقه من صمت الحكومة إزاء دعوات التكفير ضد الشيعة من قبل كبار رجال الدين السنة وكذلك من تزايد وتيرة العنف الطائفي في العراق والتي قد تهدد لبنان أيضا وقد تصل إلى بلده.
وأضاف عبدالحسين أن هذه الدعوات تحرض على المشاكل في اشارة لفتوى صدرت مؤخرا من أحد رجال الدين والتي يدعو فيها أهل السنة في العالم طرد الشيعة من أراضيهم.
ويتابع عبد الحسين القول «كلنا مواطنون في دولة واحدة والحكومة يجب أن لا تسمح بمثل هذا التطرف».
وتتابع الصحيفة القول أن المخاوف من الشد الطائفي تذهب في مداها لأبعد من الواحة الهادئة في شرق السعودية والتي تتركز فيها الأقلية من شيعة المملكة.
فسفك الدماء في العراق والاحتقان في لبنان ألهب الانقسام الشيعي السني في الشرق الأوسط وفي أماكن عدة من العالم الاسلامي حتى وصل لنقطة يحذر الكثير من أنها قد تنفجر.
ففي القطيف بالمملكة العربية السعودية غطت الأعلام السوداء بعض الشوارع في اشارة لحالة الحزن على الامام الحسين.
وتنتشر أدعية عاشوراء من المساجد كما تنتشر قطع من السجاد في ساحة ضخمة استعدادا لإحياء مشاهد مقتل الحسين.
وتواصل الصحيفة تغطيتها بالقول: تم السماح للشيعة السعوديين بممارسة شعائرهم الدينية واحياء ذكرى عاشوراء في السنتين الأخيرتين مثل الضرب على الصدور في مسيرات حاشدة حزنا على مقتل الحسين.
ويذهب بعض الشيعة لتغطية انفسمهم بالدماء جراء ضرب اجسادهم بالسكاكين أو السلاسل أو الآلات الحادة.
والحكومة علقت الحظر المفروض على عاشوراء وذلك كجزء من خطواتها الاصلاحية واعطاء الشيعة مزيدا من الحرية في ممارسة شعائرهم الدينية.
وكن لا زال هناك أنواع اخرى من التمييز الطائفي. فالشيعة يقولون أنهم ممنوعون من المراكز الحكومية الوطنية والمحلية الحساسة مثل الجيش والمدارس والمستشفيات.
كما أن رجال الدين المتطرفين والمحسوبين على الحكومة يتكلمون علنا ضد الشيعة. فهاهو احد رجال الدين الكبار، عبدالرحمن البراك، صرح مؤخرا بقوله أن الشيعة أسوأ من اليهود والنصارى.
وعالم آخر دعى لطرد الشيعة. والتفسير الوهابي المتشدد للإسلام السني والذي تنتهجه المملكة يرى أن الشيعة كفار.
وهذا ما دعى الشيعة للتخوف من سماح الحكومة لمثل هذا الكلام.
يقول الشيخ حسن النمر وهو أحد اعلماء الشيعة البارزين «نحن نرفض مثل هذا الكلام، فهذا ليس فيه أي مصلحة لأي طرف من تهييج العواطف».
وأضاف قائلا: إن اعطاء المتطرفين هذه الفرص دون أخذ اجراءات للحد من تأثيرها قد يؤذي الوطن كل الوطن سنة وشيعة. فالحروب تبدأ بكلمات.
ثم استعرضت الصحيفة علاقة شيعة المنطقة بحزب الله, ان تأييد الشيعة لحزب الله لم يكن بداعي طائفي بل لأن حزب الله جابه اسرائيل وأمريكا.
وعرضت الصحيفة أيضا لموضوع الخمس الذي يرسله الشيعة لآية الله السيد علي السيستاني والذي يتبعه الكثيرون وليس مقتدى الصدر المتطرف والمدعوم من ايران والذي يلومه السنة لأن ميليشاته تقتل أهل السنة.
ويقول نجيب الخنيزي، وهو من الكتاب الشيعة البارزين البارزين، يجب التفريق بين ايران الدينية وايران السياسية. فالشيعة هنا لن يتم استخدامهم لخدمة أي غاية ايرانية تخدم الدولة في ايران.
والشيخ النمر يقول إن علاقة الشيعة بإيران هي مثل علاقة المسيحيين بالفاتيكان. ويضيف قائلا: وهي مثل أن يقبل المسيحي يد البابا ويشعر أن لديه قيادة روحية مسيحية.
صحيفة نيويورك تايمز:
أوردت الصحيفة في عددها الصادر بتاريخ 5 فبراير 2007، تقريرا بعنوان بـ« شيعة السعودية يتخوفون من فقدان بعض المكاسب ». وأبرز التقرير المخاوف من امتداد الصراع السياسي الطائفي للمنطقة وتأثير ذلك على المكاسب التي استطاع الشيعة الحصول عليها في الفترة الماضية.
شيعة السعودية يتخوفون من فقدان بعض المكاسب
بينما تجوب مواكب الشباب الذين يضربون صدورهم الشوارع معلنة بدء مراسم عاشوراء لدى المسلمين الشيعة، يترقب ابراهيم المقيطيب بقلق فورة المواجهات السياسية في المنطقة التي تقترب من هذا المجتمع المضطهد.
فمع تنامي الاحتقان الطائفي بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط، وتزايد الضغوط على الحكومة السعودية من القيادات السنية المحلية، ينظر شيعة السعودية بقلق لاحتمال خسارة بعض المكاسب التي حققوها في السنوات الأخيرة.
«الأمور غامضة وسوداء والأسوأ متوقع لاحقا» حسب قول السيد المقيطيب وهو أحد المدافعين عن حقوق الإنسان ويدير «مراقبة حقوق الإنسان السعودية» غير المرخصة في المنطقة الشرقية.
وتابع قائلا: كما هي الأمور دائما، الأقليات هي التي تتأثر عندما يحدث هذا، ولكن ذلك سيطال الجميع أيضا.
تقول القيادات الشيعية هنا أنه لا يوجد شيعة في مراكز السلطة والشيعة لا يتم ترقيتهم لمناصب إدارية في الشركات الحكومية والخاصة الا نادرا.
كما أنه لا يوجد نظّار مدارس من الشيعة في المدارس العامة بشكل واقعي.
والأهم من ذلك أن الحكومة توقفت عن الاعتراف بالأقليات، حسب قولهم. فحقوقهم التي اكتسبوها بعد عناء لم يتم حفظها كقانون مما يعني أنها قد تلغى بإنذار قصير الأمد.
في الأسبوع الماضي، منع حاكم الأحساء السني، مدينة بها خليط من السنة والشيعة في المنطقة الشرقية، جميع حملات الدم التي ينظمها الشيعة.
وفي الآونة الأخيرة صعّد رجال الدين السنة من دعواتهم ضد الشيعة والتي يصفونهم فيها بالكفار.
وفي مستهل الأسبوع تحدث الملك عبدالله عن الشائعات التي تقول أن الشيعة يحاولون تحويل السنة، حيث قال أن مثل هذه المحاولات ستبوء بالفشل وأن السنة ستظل هي الأكثرية في العالم الإسلامي.
وحديثا، تحسنت ظروف الحياة لمليونين من المواطنين الشيعة بالمملكة العربية السعودية والذين تعرضوا لتمييز ديني واقتصادي لفترة طويلة.
ولكن هذا التحسن بدأ في التراجع مجددا.
فبعد الثورة الإسلامية الإيرانية في 1979 والتي حفزت الشيعة في أنحاء المنطقة، بدأ الشك في ولاء الشيعة للحكومة لأن نظرة القيادات الدينية السنية في البلد تراهم طابورا خامسا محتملا يهدد بسقوط الحكومة.
وعندما تفجرت المظاهرات في عاشوراء مطلع الثمانينات، قتلت الحكومة العشرات من المتظاهرين واعتقلت الآلاف ودفعت بالكثير للمنفى واضعة بذلك عقدا من الكبت.
وفي عام 1993 حاول الملك فهد إنهاء الخلافات وفي عام 2003 قابل مجموعة من كبار الشيعة والذين قدموا له التماسا يطالب بالمساواة في الحقوق. وفجأة تبدلت حظوظ الشيعة.
«لقد كان هناك مشاكل سابقا ولكن مع مرور الوقت واصرار الناس على حقوقهم تغيرت الأمور» حسب كلام الشيخ حسن الصفار وهو أحد قيادي المعارضة لفترة طويلة والذي أصبح المدافع الأول في تعامله مع الحكومة.
ويتابع قائلا: السياسة السعودية أصبحت أكثر تركيزا على إعطاء الحقوق أكثر من أي وقت مضى.
ويقرأ الشيخ الصفار بفخر من قائمة ضمت أهم المكتسبات الشيعية من ذلك الوقت: إطلاق سراح السجناء السياسيين وعودة المنفيين، السماح بحرية ممارسة الشعائر، سمح للشيعة ببناء صالات تجمع وببناء مساجد، وبدءوا بنشر كتبهم الدينية والسماح باستيراد البعض.
عاشوراء، من أقدس الفترات عند الشيعة، أصبحت كفحص ورقة عباد الشمس[1] للتغيير.
فحتى سنوات مضت، كان الاحتفال بذكرى شهادة الإمام الحسين والتي تستمر 10 أيام يتم في الخفاء بعيدا عن عيون العامة ويعقد في مجمعات غير قانونية.
هذا الأسبوع انطلق الشيعة في الشوارع المفتوحة بالمنطقة الشرقية الغنية بالنفط، في مواكب تستعيد حادثة القتل.
في المملكة العربية السعودية أصبح إحياء هذه الذكرى أكبر وأكثر ألوانا.
هذا العام شهد أكثر من 500.000 شخص المحاضرات المسائية ومناصرة أهداف الإمام الحسين وتطبيق الدروس من حياته في وقتنا الحاضر.
ويسير المعزون حاملين صورا لرموز من الشيعة وكذلك صورة القائد اللبناني الشيعي المسلم حسن نصر الله، وهم يتشاركون في الطعام والهدايا مؤكدين على البعد الإنساني للمعركة ما بين الخير والشر.
والشيعة بدءوا بدعوة الحكومة السعودية لشرعنة حقوقهم وفي ذات الوقت حث المواطنين على التركيز على القضايا السعودية المحلية وليس الإقليمية أو الدولية.
وهم يقولون أن كل ما حصلوا عليه تم نتيجة نضال مضن.
الشيخ نمر النمريقول الشيخ نمر النمر والذي يتخذ موقفا متشددا في دفاعه مع الحكومة: الأمور تغيرت هنا ليس لأن الحكومة تريد ذلك ولكن لأن العالم نفسه قد تغير. نحن نرى تحسنا في الأوضاع ليس بسبب دعم الحكومة ولكن بسبب مطالبتنا بالتغيير.
الحكومة لن تعطينا شيئا حتى نقوم بالمطالبة به.
بعض القيادات الشيعية لاحظوا انعدام التغطية لعاشوراء في الإعلام السعودي.
يقول الشيخ فوزي السيف، رجل دين شيعي محلي، إن هذا من أهم الفعاليات التراثية لنا.
ويضيف ملاحظا: الإعلام السعودي يغطي اجداثا دينية في أماكن بعيدة عنا ولكن نادرا ما يفعل ذلك هنا. ولذا تجد أنه لا أحد يعلم عنه من الخارج.
الشيخ السيف يقول أن الحكومة فوّتت فرصة تشجيع الوحدة وإرسال إشارة للقيادات السنية المتطرفة.
ويتابع قائلا، والأهم من ذلك أن الحكومة تبدي موافقة ضمنية على الذين يهاجمون الشيعة دون أن تقوم بإجراء ضدهم.
الشيخ فوزي السيفويقول الشيخ السيف: الخطر الأكبر الذي نواجهه هو تزايد الانقسام الطائفي في المنطقة وزحفه البطيء نحو الخليج والذي قد يؤدي لتفجر الأوضاع.
وتابع قائلا: النار قد تصلنا هنا وبسرعة.
رجال الدين الشيعة يؤكدون على أن الشيعة لن يكونوا ورقة سياسية لا لأمريكا ولا ايران. وهم يحذرون أن أية مواجهة مع إيران قد تضع ضغوطا كبيرة على الشيعة ومن ثم الخوف من حصول انقسامات بين مؤيد لإيران ومؤيد للحكومة.
يقول جعفر الشايب، أحد المدافعين عن الشيعة منذ فترة طويلة والذي تم انتخابه في 2005 للمجلس البلدي، «الأمور كانت هكذا في عام 1970». وهو يحاول البرهنة على أن الشيعة أصبحوا أكثر حنكة سياسيا وهم يركزون على قضاياهم المحلية. ولكن ومع ذلك، هناك مخاوف من تبدل هذا الوضع أيضا.
ويتابع قائلا: تبدو كل الأمور طبيعية، ثم يحدث أمر ما يقلب الأوضاع رأسا على عقب.
الكثيرون يتخوفون من الخلايا النائمة والتي كانت تنشط سابقا من العودة مرة أخرى. يقول السيد المقيطيب، على سبيل المثال خلايا حزب الله الحجاز، النسخة السعودية من هذه المجموعة، قد يتم تنشيطها من جديد.
ويتابع قائلا: إذا هاجمت أمريكا إيران فإن الكثير من الناس سيكونون أكثر عنفا مع الأمريكان ومن ضمنهم السنة. ما أود قوله للأمريكان أنها لن تكون نزهة.
صحيفة الهيرالد تريبيون الدولية:
صحيفة الهيرالد تريبيون الدولية الصادرة بتاريخ 29 يناير 2007، عنونت مقالها بـ«الغطاء الطائفي يلقي بظلاله على استعدادات الشيعة في احياء ذكرى عاشوراء».
وأبرز المقال مخاوف الشيعة من استمرار الفتاوي المضادة للشيعة.
ففي استطلاع للرأي أبدى عبدالله عبد الحسين قلقه من صمت الحكومة إزاء دعوات التكفير ضد الشيعة من قبل كبار رجال الدين السنة وكذلك من تزايد وتيرة العنف الطائفي في العراق والتي قد تهدد لبنان أيضا وقد تصل إلى بلده.
وأضاف عبدالحسين أن هذه الدعوات تحرض على المشاكل في اشارة لفتوى صدرت مؤخرا من أحد رجال الدين والتي يدعو فيها أهل السنة في العالم طرد الشيعة من أراضيهم.
ويتابع عبد الحسين القول «كلنا مواطنون في دولة واحدة والحكومة يجب أن لا تسمح بمثل هذا التطرف».
وتتابع الصحيفة القول أن المخاوف من الشد الطائفي تذهب في مداها لأبعد من الواحة الهادئة في شرق السعودية والتي تتركز فيها الأقلية من شيعة المملكة.
فسفك الدماء في العراق والاحتقان في لبنان ألهب الانقسام الشيعي السني في الشرق الأوسط وفي أماكن عدة من العالم الاسلامي حتى وصل لنقطة يحذر الكثير من أنها قد تنفجر.
ففي القطيف بالمملكة العربية السعودية غطت الأعلام السوداء بعض الشوارع في اشارة لحالة الحزن على الامام الحسين.
وتنتشر أدعية عاشوراء من المساجد كما تنتشر قطع من السجاد في ساحة ضخمة استعدادا لإحياء مشاهد مقتل الحسين.
وتواصل الصحيفة تغطيتها بالقول: تم السماح للشيعة السعوديين بممارسة شعائرهم الدينية واحياء ذكرى عاشوراء في السنتين الأخيرتين مثل الضرب على الصدور في مسيرات حاشدة حزنا على مقتل الحسين.
ويذهب بعض الشيعة لتغطية انفسمهم بالدماء جراء ضرب اجسادهم بالسكاكين أو السلاسل أو الآلات الحادة.
والحكومة علقت الحظر المفروض على عاشوراء وذلك كجزء من خطواتها الاصلاحية واعطاء الشيعة مزيدا من الحرية في ممارسة شعائرهم الدينية.
وكن لا زال هناك أنواع اخرى من التمييز الطائفي. فالشيعة يقولون أنهم ممنوعون من المراكز الحكومية الوطنية والمحلية الحساسة مثل الجيش والمدارس والمستشفيات.
كما أن رجال الدين المتطرفين والمحسوبين على الحكومة يتكلمون علنا ضد الشيعة. فهاهو احد رجال الدين الكبار، عبدالرحمن البراك، صرح مؤخرا بقوله أن الشيعة أسوأ من اليهود والنصارى.
وعالم آخر دعى لطرد الشيعة. والتفسير الوهابي المتشدد للإسلام السني والذي تنتهجه المملكة يرى أن الشيعة كفار.
وهذا ما دعى الشيعة للتخوف من سماح الحكومة لمثل هذا الكلام.
يقول الشيخ حسن النمر وهو أحد اعلماء الشيعة البارزين «نحن نرفض مثل هذا الكلام، فهذا ليس فيه أي مصلحة لأي طرف من تهييج العواطف».
وأضاف قائلا: إن اعطاء المتطرفين هذه الفرص دون أخذ اجراءات للحد من تأثيرها قد يؤذي الوطن كل الوطن سنة وشيعة. فالحروب تبدأ بكلمات.
ثم استعرضت الصحيفة علاقة شيعة المنطقة بحزب الله, ان تأييد الشيعة لحزب الله لم يكن بداعي طائفي بل لأن حزب الله جابه اسرائيل وأمريكا.
وعرضت الصحيفة أيضا لموضوع الخمس الذي يرسله الشيعة لآية الله السيد علي السيستاني والذي يتبعه الكثيرون وليس مقتدى الصدر المتطرف والمدعوم من ايران والذي يلومه السنة لأن ميليشاته تقتل أهل السنة.
ويقول نجيب الخنيزي، وهو من الكتاب الشيعة البارزين البارزين، يجب التفريق بين ايران الدينية وايران السياسية. فالشيعة هنا لن يتم استخدامهم لخدمة أي غاية ايرانية تخدم الدولة في ايران.
والشيخ النمر يقول إن علاقة الشيعة بإيران هي مثل علاقة المسيحيين بالفاتيكان. ويضيف قائلا: وهي مثل أن يقبل المسيحي يد البابا ويشعر أن لديه قيادة روحية مسيحية.