00000000
02-06-2009, 10:04 AM
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ " (الفاتحة، 1)
إن الحمد لله نحمده و نستعينه
و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله
فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ " (آل عمران، 102)
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً " (النساء، 1)
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً " (الأحزاب، 70) " يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً " (الأحزاب، 71)
أما بعد:
فان أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فأصل هذه الرسالة كانت مشاركة في أحد المواضيع، ولكن لما وجدت أنها ضرورية لكل مسلم، فقد أفردتها في موضوع مستقل، عسى أن تعم بها الفائدة.
وقد ابتدأت بخطبة الحاجة وذلك لسببين، الأول: الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، حيث كان يبتدئ به خطبه وكلامه. والثاني: سبب تسميتها بخطبة (الحاجة)، إذ أنه لدي أمر أحتاج إلى إيصاله للقارئ الكريم، فبها لعل الله يفتح بها قلوبكم قبل كل شيء، فتصل حاجتي إلى قلوبكم قبل أبصاركم وآذانكم وعقولكم.
وما أود إيصاله لكم هو النصيحة، كما أمرنا بذلك نبينا صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: " الدين النصيحة " ثلاثا. قلنا : لمن ؟ قال : " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " . رواه مسلم. والنصيحة إنما هي لنفسي أولا ومن ثم لكم.
اعلموا رحمكم الله أن أعظم الذنوب هو الشرك بالله، وهو الذنب الوحيد الذي لا يغفر الله له، وصاحبه من المخلدين في النار وحرام عليه الجنة، قال الله تعالى: " إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً " (النساء، 48)، وقال: " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ " (المائدة، 72)، وفي حديث معاذ رضي الله عنه قال كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عفير فقال "يا معاذ هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله ؟" قلت الله ورسوله أعلم قال "فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا" فقلت يا رسول الله أفلا أبشر به الناس قال "لا تبشرهم فيتكلوا"ا. متفق عليه، وعن عبدالله بن مسعود قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم قال "أن تجعل لله ندا وهو خلقك" قلت ثم أي قال "أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك" قلت ثم أي قال "أن تزاني بحليلة جارك" متفق عليه.
فإذا علمنا ذلك علم اليقين، واعتقدنا بذلك حق الاعتقاد؛ يتبين لنا بعد ذلك بأن الكلام في دين الله بغير علم أمره جد خطير، حيث أن الله جل وعلا قرنه بالشرك به فقال جل وعلا: " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ " (الأعراف، 33)، ووصف الله جل وعلا التحليل والتحريم بدون بينة وبراهن ودليل بأنه كذب عليه فقال جل شأنه: " وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ " (النحل، 116)، وأيضا قال عنه جل وعلا بأنه من خطوات الشيطان وتلبيساته حيث قال عظم سلطانه: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ " (البقرة، 168)" إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ " (البقرة، 169)، أما ما ورد في سنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، فعن جابر قال خرجنا في سفر فأصاب رجلا منا حجر فشجه في رأسه ثم احتلم فسأل أصحابه فقال هل تجدون لي رخصة في التيمم فقالوا ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء فاغتسل فمات فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك فقال "قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذ لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال إنما كان يكفيه أن يتيمم". رواه أبو داود بإسناد حسن. أما بإدخال الآراء الشخصية في الدين؛ فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه وقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح على ظاهر خفية. رواه أبو داود بإسناد صحيح.
فأوصيكم ونفسي المقصرة أولا بما وصاه الله للمؤمنين، ووصاه أيضا للناس جميعا، ووصاه أيضا للأولين والآخرين، وهو تقوى الله، ودليل المؤمنين والناس أجمعين سبق في خطبة الحاجة، وأما دليل الأولين والآخرين هو قوله تعالى: " وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيّاً حَمِيداً " (النساء، 131)، وهي وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال : "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة". رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
أسأل الله أن يوفقني وإياكم لما يحبه ويرضاه، وأن يهديني وإياكم إلى سواء السبيل، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، أن يسلل سخيمة قلوبنا، ويرزقنا الفردوس الأعلى.
كما أسأله جل وعلا أن تكون رسالتي حجة لي يوم القيامة لا علي. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
فما كان من صواب فمن الله وحده، وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسوله محمد، صاحب الوجه الأنوار والجبين الأزهر، وعلى آله وأزواجه وصحبه أجمعين.
إن الحمد لله نحمده و نستعينه
و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله
فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ " (آل عمران، 102)
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً " (النساء، 1)
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً " (الأحزاب، 70) " يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً " (الأحزاب، 71)
أما بعد:
فان أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فأصل هذه الرسالة كانت مشاركة في أحد المواضيع، ولكن لما وجدت أنها ضرورية لكل مسلم، فقد أفردتها في موضوع مستقل، عسى أن تعم بها الفائدة.
وقد ابتدأت بخطبة الحاجة وذلك لسببين، الأول: الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، حيث كان يبتدئ به خطبه وكلامه. والثاني: سبب تسميتها بخطبة (الحاجة)، إذ أنه لدي أمر أحتاج إلى إيصاله للقارئ الكريم، فبها لعل الله يفتح بها قلوبكم قبل كل شيء، فتصل حاجتي إلى قلوبكم قبل أبصاركم وآذانكم وعقولكم.
وما أود إيصاله لكم هو النصيحة، كما أمرنا بذلك نبينا صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: " الدين النصيحة " ثلاثا. قلنا : لمن ؟ قال : " لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " . رواه مسلم. والنصيحة إنما هي لنفسي أولا ومن ثم لكم.
اعلموا رحمكم الله أن أعظم الذنوب هو الشرك بالله، وهو الذنب الوحيد الذي لا يغفر الله له، وصاحبه من المخلدين في النار وحرام عليه الجنة، قال الله تعالى: " إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً " (النساء، 48)، وقال: " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ " (المائدة، 72)، وفي حديث معاذ رضي الله عنه قال كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عفير فقال "يا معاذ هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله ؟" قلت الله ورسوله أعلم قال "فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا" فقلت يا رسول الله أفلا أبشر به الناس قال "لا تبشرهم فيتكلوا"ا. متفق عليه، وعن عبدالله بن مسعود قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم قال "أن تجعل لله ندا وهو خلقك" قلت ثم أي قال "أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك" قلت ثم أي قال "أن تزاني بحليلة جارك" متفق عليه.
فإذا علمنا ذلك علم اليقين، واعتقدنا بذلك حق الاعتقاد؛ يتبين لنا بعد ذلك بأن الكلام في دين الله بغير علم أمره جد خطير، حيث أن الله جل وعلا قرنه بالشرك به فقال جل وعلا: " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ " (الأعراف، 33)، ووصف الله جل وعلا التحليل والتحريم بدون بينة وبراهن ودليل بأنه كذب عليه فقال جل شأنه: " وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ " (النحل، 116)، وأيضا قال عنه جل وعلا بأنه من خطوات الشيطان وتلبيساته حيث قال عظم سلطانه: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ " (البقرة، 168)" إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ " (البقرة، 169)، أما ما ورد في سنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، فعن جابر قال خرجنا في سفر فأصاب رجلا منا حجر فشجه في رأسه ثم احتلم فسأل أصحابه فقال هل تجدون لي رخصة في التيمم فقالوا ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء فاغتسل فمات فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك فقال "قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذ لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال إنما كان يكفيه أن يتيمم". رواه أبو داود بإسناد حسن. أما بإدخال الآراء الشخصية في الدين؛ فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه وقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح على ظاهر خفية. رواه أبو داود بإسناد صحيح.
فأوصيكم ونفسي المقصرة أولا بما وصاه الله للمؤمنين، ووصاه أيضا للناس جميعا، ووصاه أيضا للأولين والآخرين، وهو تقوى الله، ودليل المؤمنين والناس أجمعين سبق في خطبة الحاجة، وأما دليل الأولين والآخرين هو قوله تعالى: " وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيّاً حَمِيداً " (النساء، 131)، وهي وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال : "أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة". رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
أسأل الله أن يوفقني وإياكم لما يحبه ويرضاه، وأن يهديني وإياكم إلى سواء السبيل، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، أن يسلل سخيمة قلوبنا، ويرزقنا الفردوس الأعلى.
كما أسأله جل وعلا أن تكون رسالتي حجة لي يوم القيامة لا علي. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
فما كان من صواب فمن الله وحده، وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسوله محمد، صاحب الوجه الأنوار والجبين الأزهر، وعلى آله وأزواجه وصحبه أجمعين.