المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأزهر يستنجد بالرئيس مبارك لحماية ! أبو هريرة


عبد العباس الجياشي
05-06-2009, 08:02 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صحيفة مستقلة وجهت اتهامات قاسية ضد أبرز رواة الحديثالأزهر يستنجد بالرئيس مبارك لحماية 'أبو هريرة'
المقال في صحيفة الفجر في مصرالمقال كتبه محمد ألباز وجاء فيه :
هل تعرف أبو هريرة؟نعم أعرفه..
هل تحبه؟ومن لا يحبه.. إنه من كبار رواة الحديث عن الرسول صلي الله عليه وسلم.. كما أنه صحابي جليل..

يمكن أن يدور مثل هذا الحوار القصير والسريع بيني وبين أي أخ مسلم عابر.. تلقى إسلامه من الكتب المدرسية ومن مواعظ شيوخ المساجد ومن برامج التليفزيون الدينية الهزيلة... لكن الذين تعرضوا.. أو عرضوا أنفسهم على الباحثين الجادين في التاريخ الإسلامي يعرفون أن أبو هريرة لم يكن من كبار رواة الحديث.. لكنه كان من كبار واضعيها.. وأنه إذا كان صحابياً نزولاً على التعريف اللفظي للكلمة بأن الصحابي كل من صحب الرسول أو جلس إليه أو استمع منه، فإنه لم يكن جليلاً.. بل كان رجلاً ذليلاً قبل أن يدخل الإسلام.. وبعد أن دخلهعندما أزحت الستار عن حقيقة الإمام البخاري وما جاء في كتابه الذي يسمى الصحيح بما فيه من أحاديث كاذبة وموضوعة ومنسوبة زوراً وبهتاناً للرسول صلى الله عليه وسلم وجدت صدى هائلاً لدى الكثيرين ممن يشغلهم الأمر، كان من بينهم الكاتب الصديق أيمن عبد الرسول صاحب الكتاب المهم «في نقد الإسلام الوضعي».. « أرسل لي أيمن كتاباً يكاد يكون مجهولاً لا يعرفه الكثيرون عن «شيخ المضيرة» أبي هريرة.. كتبه محمود أبو ريه.. حاول أن يكشف فيه التاريخ الحقيقي لأبي هريرة، لم يستعن فيه بروايات آخرين.. لكنه أخذ من كلام أبي هريرة نفسه وما قاله في حياته ليقول لنا من هو هذا الرجل الذي ظللنا لقرون طويلة نقدسه ونجله وننظر إليه على أنه من الحراس الأمناء لأحاديث الرسول .
إننا نقدس الصحابة الكبار ونضعهم في المكانة اللائقة بهم بسبب سبقهم إلى الإسلام وتقديمهم لتضحيات جليلة من مالهم وحياتهم من أجل رفعة الإسلام.. لكن ماذا سنفعل إذا عرفنا أن أبا هريرة لم يشارك في غزوة أو سرية.. لم يحمل سيفاً كي يحارب به أو يدفع عن الإسلام شراً، رجل قضي كل حياته يخدم من حوله مقابل ملء بطنه.. لم يتعفف ولم يحفظ كرامته.. فكيف لنا الآن نحفظ كرامته ونصر علي أن نقدسه ونمنحه ما ليس من حقه؟.. هل تريدون أن تعرفوا القصة الكاملة لهذا الرجل الذي فُرض علينا وأصبح اسمه مسبوقاً بحكم القضاء والقدر بكلمة سيدنا.. أنا مستعد.. فهل أنتم مستعدون؟جاء أبو هريرة إلي النبي بعد فتح خيبر ويقول هو عن ذلك «أتيت رسول الله وهو بخيبر بعدما افتتحها فقلت يا رسول الله أسهم لي ـ أي أشركني في الغنائم ـ
والسؤال لماذا تأخر قدوم أبي هريرة إلى الرسول عشرين سنة كاملة من بدءالبعثة إلي موقعة خيبر التي كانت سنة 7 من الهجرة على أن بلاده كانت قريبة من الحجاز وقد سمع بالرسول وما جاء به؟.. لقد كان أبو هريرة فقيراً معدماً يخدم الناس بطعام بطنه وكان يجب عندما يتناهى إلي سمعه أن نبياً ظهر بمكة بدين يدعو إلي مساعدة البائسين وسد عوز المحتاجين أن يسعى إليه ليكون إلي جواره.. لكنه لم يفعل لأنه سمع إضافة إلى ذلك أن الناس يحاربون هذا النبي وأصحابه وأن النضال المسلح متصلا بينهم وبينه لا ينقطع.. وهو بطبعه الانتهازي يريد الأمر سهلاً لأنه ليس من أبطال الحروب ولا عهد له بميادين القتال ولم يخلق إلا ليخدم ويطعم من أجر خدمته للآخرين.انتظر أبو هريرة وصبر علي مضض وظل يرتقب حتى سكنت الحرب بين النبي وخصومه،ورأى أن الغلبة أصبحت للرسول مثل الذين كانوا يقولون «دعوه وقومه فإن غلبهم دخلنا دينه وإن غلبوه كفونا شره».. وعندما تحقق للرسول ذلك ركب رجليه وأخذ طريقه إليه ليخدم على ملء بطنه ويملأ يده من مغانمه ويسكن المأوي الذي أعده للفقراء من أتباعه وكان ذلك في شهر صفر سنة 7 هجرية وكان له ما أراد عندما اتصل بالرسول فقد حقق له كل ما يبتغيه فأطعمه النبي ومنَ معه بالعطاء من غنائم خيبر وهو لم يشهدها واسكنه المأوى الذي أعده للفقراء وهو الصُفة لم يكن لأبي هريرة اسم معروف لا في الجاهلية ولا في الإسلام، فلا يعرف على التحقيق اسمه الذي سماه به أهله ليدعي بين الناس به يقول عنه ابن عبد البر في كتابه الاستيعاب «واختلفوا في اسم أبي هريرة واسم أبيه اختلافاً كبيراً لا يحاط به ولا يضبط في الجاهلية والإسلام ومثل هذا الاختلاف والاضطراب لايصح معه شيء يعتمد عليه وقد غلبت عليه كنيته»، وقد بين هو سببها فقال: كنت أرعي غنم أهلي وكانت لي هرة صغيرة فكنت أضعها بالليل في شجرة وإذا كان النهار ذهبت بها فكنوني أبا هريرة ولا ضرر من تصديق ما قاله ويبدو أن هذه الهرة ظلت تلازمه وهو بالمدينة فقد رآه النبي وهو يحملها في كمه.ولما اتصل أبو هريرة بمعاوية وأصبح من دعاته وأقبل علي أطعمته الفاخرة يلتهمها وبخاصة المضيرة التي كانت من أطايب أطعمة العرب الثلاثة المشهورة والتي كان أبو هريرة نهماً فيها فأطلقوا عليه اسم شيخ المضيرة واشتهر بذلك في جميع الأزمان حتى جعلها العلماء والأدباء مما يتندرون به عليه في أحاديثهم الخاصة وكتبهم العامة علي مدى التاريخ.لم يعرف عن حياة أبي هريرة شيء له قيمة.. وكان ما عرف عن أصله أنه من عشيرة سليم بن فهد من قبيلة أزد من دوس إحدى قبائل العرب الجنوبية، أما نشأته فلم يعرف عنها شيء وكذلك لم يعرف الناس عن حياته في بلاده اليمن في مدى السنين التي قضاها قبل إسلامه غير ما قاله عن نفسه من أنه كان يرعي الغنم وكان فقيراً معدماً يخدم الناس بملء بطنه وقد ذكر هو أنه كان أجيراً لابن نعمان وابنه غزوان بطعام بطنه، ولقد كان أبو هريرة أمياً لا يقرأ ولايكتب وظل علي أميته طوال حياته وإذا أردنا أن نتعرف علي مفتاح شخصية أبو هريرة فلا بد أن نعود مرة ثانية إلى يوم خيبر عندما قدم على النبي وكان عمره وقتها فوق الثلاثين بقليل،لما رأى أبو هريرة كثرة الغنائم طلب من رسول الله أن يسهم له، ثم تدخل فيما لا يعنيه فطلب من النبي أن يسهم لأبان بن سعيد بن العاص الذي كان ممن خاضوا المعركة، فانبرى له أبان بن سعيد وأغلظ له في القول وأهانه.. لأنه لم يشارك في الغزوة فكيف تطمع نفسه في أن يشارك في المغانم؟أراد أبان أن يحقر أبا هريرة وأنه ليس في قدر يشير بعطاء ولا منع لأنه قليل القدرة على القتال، ولو كان لأبي هريرة نفس يعرف قدرها أو كرامة يحافظ عليها لأبى أن تمتد يده إلي ما ليس من حقه أو يرنو بعينيه إلي مغانم حرب لم يشهدها ولما تعرض لهذا الازدراء والتحقير وخاصة أنه في أول يوم يلقي النبي وأصحابه وكان عليه أن يظهر أنه ذو نفس أبية وخلق كريم.. وقد يكون الرسول بهذا الموقف أسقط أبا هريرة من عينيه فلم يقم له من يومها وزناً ووضعه بين أصحابه في المكان الذي يليق به.. والدليل علي ذلك أن الرسول لم يؤاخذ أبان بعد أن أغلظ لأبي هريرة في القول علي حين أنه كان يغضب غضباً شديداً عندما ينال أحد أصحابه إهانة من صحابي آخر.. لكن النبي لم يقل شيئاً لأبان واكتفي بأن قال له: أجلس يا أبان ولم يسهم لأبي هريرة وتركه يغدو محسوراً وكأنه بذلك أقر أبان على ما فعل بأبي هريرة الذي كان في هذا اليوم ضيفاً، والضيف له حرمة يستحق التكريم من أجلها ولو بكلمة طيبة ولكنه لم يظفر من النبي بها وحقت عليه المهانة أمام الصحابة جميعا من أول يوم جاء فيه إلى النبي لأنه لا يستحق التكريم ولو كان من الأضياف الطارئين وعندما أتى أبو هريرة إلى المدينة كان الظن أن يأخذ سبيلاً لرزقه بالتجارة في الأسواق أو الزرع في الأرض كما كان يفعل غيره من الصحابة.. لكنه اختار أن يعيش علي ما تجود به نفوس المحسنين من صدقاتهم عليه، اختار أبو هريرة ببساطة أن يسأل الناس فهذا يعطيه وهذا يمنعه.. سكن في الصُفة التي كان يجلس فيها الفقراء والعاجزون ـ وهي مكان في مسجد الرسول ـ في انتظار من يتصدق عليهم ويطعمهم، لن نتحدث نحن بل نترك أبا هريرة نفسه يتحدث عما كان يدور هناك يقول: كنت من أهل الصفة فظللت صائماً فأمسيت وأنا أشتكي بطني فانطلقت لأقضي حاجتي فجئت وقد أكل الطعام، وكان أغنياء قريش يبعثون بالطعام لأهل الصفة وقلت: إلي أين أذهب؟ فقيل لي: أذهب إلي عمر بن الخطاب فأتيته وهو يُسبح بعد الصلاة، فانتظرته فلما انصرف دنوت منه فقلت: أقرئني! وما أريدإلا الطعام، قال: فاقرأني آيات من سورة آل عمران، فلما بلغ أهله دخل وتركني علي الباب فأبطأ فقلت ينزع ثيابه ثم يأمر لي بطعام.. فلم أر شيئاً.هذه واحدة..
أما الثانية فيرويها البخاري عن أبي هريرة الذي يقول: والله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي علي الأرض من الجوع وإن كنت لأشد الحجر علي بطني من الجوع، ولقد قعدت يوماً علي طريقهم الذي يخرجون منه من المسجد، فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله وما سألته إلا ليشبعني،فمر ولم يفعل، ثم مر عمر بي فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فلم يفعل.. أما الثالثة فهي قاسية يقول أبو هريرة والرواية أيضاً للبخاري: لقد رأيتني وإني لأفر فيما بين منبر رسول الله إلي حجرة عائشة مغشياً علي.. فيجئ الجائي فيضع رجله علي عنقي ويرى أني مجنون وما بي منجنون.. ما بي إلا الجوعلم يكن هناك من يسعف أبا هريرة أو يطعمه.. كلهم كانوا يولون وجوههم عنه.. إلا جعفر بن أبي طالب.. ولعله من أجل ذلك كان جعفر عند أبي هريرة أفضل الصحابة جميعاً، ففضله علي أبي بكر وعمر وغيرهما.. ولذلك أهداه هذا الحديث الخرافي الذي يقول فيه: ما احتذى النعال ولا ركب المطايا ولا وطئ التراب بعد رسول الله أفضل من جعفر بن أبي طالب، يا سبحان الله.. أكل هذا لأن جعفر كان يعطف عليه ويطعمه من منزله دون الآخرينكان أبو هريرة في المدينة ـ كما كان عند أهله في اليمن ـ رجلاً بلا شأن يذكر ولا عمل يؤثر عنه اللهم إلا التعرض للناس في الطرقات وعلي باب المسجد يستجديهم بلسانه ويتناول ما تجود به نفوسهم بيده يدفعه هذا وينفر منه ذاك،ومما يذكر عنه أنه حاول مرة أن يخرج على جبنه ويتشبه بالأبطال فذهب يحارب في غزوة مؤتة ولكنه ما كاد يري صليل السيوف ولمعان الأسنة حتى غلب عليه طبعه فجبن وهلع ولاذ بالفرار ولما عايروه بفعلته هذه، لم يجد جواباً يدافعبه عن نفسهلكن لا يجب أن نكون ظالمين لأبي هريرة هكذا فنجرده من كل ميزة... فهناك ميزة كان يجتهد في إظهارها للناس وهي فهمه الشديد للطعام وحبه له، ومن أجل ذلك كان يتكفف الأبواب ويتبع الناس في الطرقات يتسوَلهم، وهذا النهم كان له أثر بعيد في حياته،... وقد لازمته هذه الصفة طوال عمره حتى جاءت الرواية الصحيحة أنه لما نشب القتال في صفين بين عليّ رضي الله عنه ومعاوية كان يأكل علي مائدة معاوية الفاخرة ويصلي وراء عليّ وإذا احتدم القتال لزم الجبل، وعندما سئل كيف يفعل ذلك؟.. كان يقول: الصلاة خلف عليّ أتم.. وسماط معاوية أدسم، وترك القتال أسلم.
ومن بين ما يقال عن أبي هريرة منسوباً إلى الثعالبي صاحب كتاب «ثمار القلوب في المضاف والمنسوب»:كان أبو هريرة على فضله واختصاصه بالنبي مزاحاً أكولاً وكان يدعي الطب فيقول: أكل التمر أمان من القولبخ وشرب العسل علي الريق أمان من الفالج وأكل السفرجل يحسن الولد وأكل الرمان يصلح الكبد والزبيب يشد العصب ويذهب الوصب والنصب والكرفس يقوي المعدة والقرع يزيد في اللب ويرق البشرة وأطيب اللحم الكتف وحواشي فقار العنق والظهر، وكان يديم أكل الهريسة والفالوذج».. وهذه بالطبع توصيفات رجل يجيد الأكل ويتفنن فيه ولا يجيد الطبكان أبو هريرة يفضل بطنه على ما عداه «وها هو يقول: أقبلت مع رسول الله فسمع رجلاً يقرأ «قل هو الله أحد» فقال رسول الله: وجبت، فسألته ماذا يارسول الله؟ فقال: الجنة، قال أبو هريرة فأردت أن أذهب إليه فأبشره ثم فرقت أن يفوتني الغداء مع رسول الله فآثرت الغداء ثم ذهبت إلي الرجل فوجدته قد ذهب، ومن بين ما كان يدعو الله به أنه كان يقول: اللهم ارزقني ضرساً طحوناً ومعدة هضوماً ودبراً نثوراً، وكان لنهمه يغشى بيوت الصحابة في كل وقت وكان بعضهم ينزوي منه.. لكن كل ذلك لم ينسه حبه للطعام للدرجة التي دفعته إلي أن يضع أحاديث وينسبها للنبي في فضل الولائم مثل قوله: شرالطعام طعام الوليمة يمنعها من يأتيها «أي بغير دعوة» ويدعي إليها من يأباها.. ومن لم يجب الدعوة فقد عصي الله ورسوله... أي أنك إن لم تجب الدعوة إلي الولائم لتمتلئ منها فقد عصيت الله ورسولهوإلي جوار النهم في الطعام كان أبو هريرة رجلاً مزاحاً يتودد إلي الناس ويسليهم بكثرة مزاحه وبالإغراب في قوله ليشتد ميلهم إليه ويزداد إقبالهم عليه، وهذه السيدة عائشة تقول عنه «لقد كان رجلاً مهزاراً».. وبين أيدينا ما يشير إلي كل ذلك ويؤكده.. فعن أبي رافع قال: كان مروان بن الحكم ربما استخلف أبا هريرة علي المدينة فيركب حماراً قد شد عليه بردعة وفي رأسه خلبه من ليف فيسير فيلقي الرجل فيقول: الطريق قد جاء الأمير وربما أتى الصبيان وهم يلعبون بالليل لعبة الغراب فلا يشعرون حتى يلقي نفسه بينهم ويضرب برجله فينفر الصبيان فيفرون، ويقول ابن كثير عن ذلك: كأنه مجنون يريد أن يضحكهم فيفزع الصبيان منه ويفرون هنا وهناك يتضاحكونهذه الحياة من الانتهازية والتطفل التي كان يعيشها أبو هريرة في المدينة.. جعلت الجميع يضيقون به حتى الرسول صلي الله عليه وسلم.. بعث الرسول العلاء بن الحضرمي إلي المنذر بن ساوي العبد عامل الفرس علي البحرين يدعوه إلى الإسلام فأسلم وحسن إسلامه.. وكان فيمن بعثهم النبي مع العلاء بن الحضرمي أبو هريرة وقال له: استوص به خيراً، فقال له العلاء: إن رسول الله أوصاني بك خيراً فانظر ماذا تحب، فقال: تجعلني أؤذن لك ولا تسبقني بآمين فأعطاه ذلك.. هذه الواقعة تضع أيدينا علي نقطتين مهمتين للغاية في حياة وتاريخ أبو هريرةالأولى أنه قدم إلي المدينة مسلماً في صفر سنة 7 هجرية وخرج منها إلى البحرين في ذي القعدة سنة 8 هجرية أي أنه أقام إلي جوار الرسول عاماً وتسعة أشهر فقط.. وهو ما يشكك في الذين قالوا: إن أبا هريرة مكث إلي جوارالرسول ثلاث أو أربع سنوات يروي عنه الأحاديث وذلك حتى يزيدوا في ثقله ووزنه في دنيا رواية الحديث، لكن الواقع يشير إلي أنها كانت سنة وتسعة أشهر فقط وهي فترة قصيرة بحكم الزمن قضي أبو هريرة معظمها في سؤال الناس ومتابعتهم في الطرقات من أجل أن يأكل.. فمتى جلس إلى الرسول ليستمع منه إلى كل هذه الأحاديث التي رواها عنه؟الثانية: أن الرسول أبعد أبا هريرة من المدينة حتى يتخلص منه.. فما ظنك برجل يتصدي للصحابة في طرقهم إن ساروا ملحاً عليهم أن يطعموه وبخاصة الكبار منهم كأبي بكر وعمر ويلاحقهم في سبيلهم حتى تضييق منه صدورهم فيضجرون منه ويفرون من وجهه، ولم يقف الأمر عند ضجر الصحابة ونفورهم بل كان يذهب إلي مكان عزيز على النبي «بين منبره وحجرة عائشة فيتماوت ويمثل مشهداً تشمئز منه النفوس الآبية وتنفر منه الطباع الكريمة.. كان يغشي عليه فيأتي من يضع قدمه علي عنقه اعتقاداً أنه مجنون، ولا شك أنهم ما كانوا ليفعلوا ذلك معه إلا استهانة به وازدراء له، إذ لو كان له حرمة عندهم أو مكانة لديهم لأشفقوا عليه وأعانوه ولم يطئوا عنقه.. وبديهي أن الرسول نفد صبره من تصرفت أبي هريرة فرأى ضرورة إقصائه عن المدينة ليتخلص منه وليريح الناس من تطفله إذ لا يصح أن يكون بين أصحابه ومن يعيشون بجواره من لايحمل نفساً آبية عفيفة قانعةإن الرسول لو كان يعلم أن في أبي هريرة خيراً وفضلاً وأنه أهل لصحبته لأبقاه إلي جواره كسائر أصحابه ولكنه لما علم فيه أنه غير صالح لصحبته أقصاه عنه ولم يرض أن يظل قريباً منه.. ومن العجيب أننا لم نر النبي قد صنع مع أحد من أصحابه جميعاً حتى المنافقين منهم مثل ما صنع مع أبي هريرة،وإنما كان يبعث من يبعث من أصحابه إلى مختلف البلدان إما ليعلموا الناس أوليكونوا ولاة عليها أو مصدقين فيها أو رسلاً وسفراء بينه وبين من يحكمونهافي سنة 21 هجرية تولى أبو هريرة إمارة البحرين في عهد عمر بن الخطاب.. لكن ترى ماذا فعل هناك؟.. من كلام عمر يظهر لنا ما جرى بعد أن عاد أبو هريرة إلى المدينة استوقفه عمر قائلاً له: هل علمت من حين أني استعملتك على البحرين وأنت بلا نعلين.. ثم بلغني أنك ابتعت فرساً بألف دينار وستمائة دينار، قال: كانت لنا أفراس تناجبت وعطايا تلاحقت قال له عمر: قد حسبت لك رزقك ومئونتك وهذا فضل فأده، فرد أبو هريرة: ليس لك ذلك، فقال عمر: بلى والله وأوجع ظهرك، ثم قام إليه بالدرة فضربه حتى أدماه، ثم قال له: أنتبها، قال: احتسبتها عند الله، قال: ذلك لو أخذتها «من حلال» وأديتها طائعاً أجئت من أقصي حجر البحرين يجبي الناس لك لا لله ولا للمسلمين وقد يرد على الخاطر سؤال .. فإذا كان عمر بن الخطاب يعرف كل هذه المساوئ في شخصية أبي هريرة.. فلِمَ ولاه علي أمور البحرين.. والإجابة علي ذلك ببساطة أن سنة عمر في استعمال الولاة كانت تقضي بأن لا يستعمل كبار الصحابة حتى لا يدنسهم بالعمل وإنما يستعمل صغارهم، فاستعمال أبي هريرة على هذه السنة لا يكون مستغرباً.. ثم إن عمر لم ينس من تاريخ أبي هريرة في المدينة شيئاً.. وكيف ينسي ما وقع له نفسه أيام كان أبو هريرة يعيش في الصُفة.. فقد كان يلاحقه في طريقه ويضايقه في سيره فلا يجد سبيلاً إلى التخلص منه إلا بأن يدخل داره ويغلق الباب في وجهه... وكان لا يخفي عليه أن النبي أخرجه من المدينة بعد أن ظهر من تطفله الذي أضجر الناس منهولذلك كله منع عمر أبا هريرة من رواية الأحاديث.. فقد كان أول من تنبه إلى خطره.. فعندما انتهي إليه أنه يحدث عن النبي دعاه وزجره، ثم لم يلبث أن ضربه بدرته، ولما لم يتراجع أوعده إن لم يترك الحديث عن رسول الله فإنه سينفيه إلي بلاده، غضب عليه عمر وقالها له صراحة: أكثرت يا أبا هريرة وأحرى بك أن تكون كاذباً علي رسول الله، ولعل هذا ما يفسر كثرة أحاديث أبي هريرة بعد وفاة عمر وذهاب درته، إذ أصبح لا يخشي أحداً بعده وكان عمر يخيف الناس ومن قول أبي هريرة عن ذلك، إني لأتحدث أحاديث لو تكلمت بها في زمن عمر لشج رأسي هذا جانب فقط من سيرة حياة أبي هريرة الذي انتزع لنفسه دون وجه حق لقب الراوي الأكبر لأحاديث الرسول، لا أقصد بالطبع الإساءة إليه فهذه حياته كما تحدث هو نفسه عنها.. ولأن علماء الحديث يحتجون بأنه إذا فسد السند فسد المتن، أي إذا فسد راوي الحديث الذي يتحدث عن الرسول.. فسد الكلام الذي يقوله فإنني أسأل.. هل هناك فساد أكبر من هذا يمكن أن يمس إنسان؟. لقد كان أبو هريرة رجلاً بلا قيمة سواء في بلده اليمن أو في المدينة التي عاش فيها إلي جوار الرسول عاماً وتسعة أشهر أو في البحرين التي حكمها ولم يراع الله في رعاياه بها.. فكيف نقبل من مثل هذا الرجل حديثاً أو رواية واحدة عن الرسول؟.. وقد كان الرسول نفسه يضيق به للدرجة التي أبعده بها عن صحبته ولم يدافع عنه ويقف ضد الذين أهانوه.. لأنه كان يستحق الإهانة، إننا لا ننتقص من قيمة صحابي لأجل أحد.. ولكننا نفعل ذلك من أجل أن نُنقي أحاديثه التي رواها ونعرف أيها قاله الرسول وأيها تم الافتراء به عليه.. ويبقي السؤال.. إذا كان أبو هريرة بكل هذا السقوط، فلماذا احتل كل هذه المكانة في التاريخ الإسلامي؟
منقول

trouble maker
05-06-2009, 08:22 AM
اي بعد جم يوم يطالبون ب بدي كارد لأبو هريرة :d

V1ral
05-06-2009, 08:28 AM
احسنت على هذا الموضوع
... ماحكم من افترى على النبي ص كذبا و زورا ....
ننتظر الاجابه من المخالفين

ضرغام ربيعة
05-06-2009, 10:34 AM
حياكم الرحمن اخي العزيز متابعين معكم وننتظر الردودوشكرا .

عبد محمد
05-06-2009, 11:52 AM
أحي عبد العباس

أشكر لك هذا الطرح

حقيقة ينبغي الدفاع عن هذا الهر ابو الهر

مسألة اكثار أبي هريرة من رواية الحديث النبوي كانت مثارة في عصره من جانب معاصرية الى حد دعته إلى التطرّق الى هذه المسألة والردّ عليها، فوردت أخبار في البخاري ومسلم عن لسان أبي هريرة في ردّه لهذه المسألة.

فعند البخاري بسنده، يقول أبو هريرة: (( إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة )) (البخاري ح 115).

ويقول: (( انكم تقولون إن ابا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم )) (البخاري ح 1906).
ويقول: (( يقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث والله الموعد )) (البخاري ح 2179).

ويقول: (( إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم )) (البخاري ح 6807).
وعند مسلم بسنده، يقول أبو هريرة: (( انكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم )) (مسلم ح 4547).

وعند أحمد بسنده، قال أبو هريرة: (( إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله الموعد )) (أحمد، 6976).

ويقول: (( إنكم تقولون أكثر أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والله الموعد )) (أحمد 7380).
-----
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) (( خلق الله التربة يوم السبت وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الاثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الاربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر الى الليل )) .

أخرجه أحمد بن حنبل ومسلم . وإسناده من أوله الى آخره صحيح , ورجاله كلهم ثقات
لو حسبتها حسابيا ولغويا لرأيت أن االمراد هنا سبعة أيام لا ستة

وهذا الحديث من غرائب صحيح مسلم

وقد تكلم عليه علي بن المديني والبخاري وغير واحد من الحفاظ , وجعلوه من كلام كعب , وأن أبا هريرة انما سمعه من كلام كعب الأحبار , وانما اشتبه على بعض الرواة فجعلوه مرفوعاً , وقد حرر ذلك البيهقي )).

وفي كتاب (المنار المنيف في الصحيح والضعيف 1/84) , وكتاب (نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول): (( ويشبه هذا ما وقع فيه الغلط من حديث أبي هريرة خلق الله التربة يوم السبت... الحديث , وهو في صحيح مسلم , ولكن وقع الغلط في رفعه , وانما هو من قول كعب الأحبار , كذلك قال امام أهل الحديث محمد بن اسماعيل البخاري في تاريخه الكبير , وقاله غيره من علماء المسلمين أيضاً , وهو كما قالوا , لان الله أخبر أنه خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام , وهذا الحديث يقتضي ان مدة التخليق سبعة أيام)).

هذا هو أبو هريرة

عبد العباس الجياشي
05-06-2009, 03:27 PM
أحي عبد العباس


أشكر لك هذا الطرح

حقيقة ينبغي الدفاع عن هذا الهر ابو الهر

مسألة اكثار أبي هريرة من رواية الحديث النبوي كانت مثارة في عصره من جانب معاصرية الى حد دعته إلى التطرّق الى هذه المسألة والردّ عليها، فوردت أخبار في البخاري ومسلم عن لسان أبي هريرة في ردّه لهذه المسألة.

فعند البخاري بسنده، يقول أبو هريرة: (( إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة )) (البخاري ح 115).

ويقول: (( انكم تقولون إن ابا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم )) (البخاري ح 1906).
ويقول: (( يقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث والله الموعد )) (البخاري ح 2179).

ويقول: (( إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم )) (البخاري ح 6807).
وعند مسلم بسنده، يقول أبو هريرة: (( انكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم )) (مسلم ح 4547).

وعند أحمد بسنده، قال أبو هريرة: (( إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله الموعد )) (أحمد، 6976).

ويقول: (( إنكم تقولون أكثر أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والله الموعد )) (أحمد 7380).
-----
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله (ص) (( خلق الله التربة يوم السبت وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الاثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الاربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر الى الليل )) .

أخرجه أحمد بن حنبل ومسلم . وإسناده من أوله الى آخره صحيح , ورجاله كلهم ثقات
لو حسبتها حسابيا ولغويا لرأيت أن االمراد هنا سبعة أيام لا ستة

وهذا الحديث من غرائب صحيح مسلم

وقد تكلم عليه علي بن المديني والبخاري وغير واحد من الحفاظ , وجعلوه من كلام كعب , وأن أبا هريرة انما سمعه من كلام كعب الأحبار , وانما اشتبه على بعض الرواة فجعلوه مرفوعاً , وقد حرر ذلك البيهقي )).

وفي كتاب (المنار المنيف في الصحيح والضعيف 1/84) , وكتاب (نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول): (( ويشبه هذا ما وقع فيه الغلط من حديث أبي هريرة خلق الله التربة يوم السبت... الحديث , وهو في صحيح مسلم , ولكن وقع الغلط في رفعه , وانما هو من قول كعب الأحبار , كذلك قال امام أهل الحديث محمد بن اسماعيل البخاري في تاريخه الكبير , وقاله غيره من علماء المسلمين أيضاً , وهو كما قالوا , لان الله أخبر أنه خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام , وهذا الحديث يقتضي ان مدة التخليق سبعة أيام)).

هذا هو أبو هريرة

أخي عبد محمد
هذه من إسرائيليات أبي هريرة الحباب
أخرج أبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم والدارقطني في الافراد وابن مردويه والبيهقي
في الأسماء والصفات والخطيب في تاريخه عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
« وقع في نفس موسى عليه السلام هل ينام الله عز وجل؟ فأرسل الله ملكاً إليه ، فارقه ثلاثاً ، وأعطاه قارورتين ، في كل يد قارورة ، وأمره أن يتحفظ بهما ،
فجعل ينام وتكاد يداه يلتقيان ، ثم يستيقظ فيحبس احداهما عن الأخرى حتى نام نومة ، فاصطقت يداه وانكسرت القارورتان قال : ضرب الله له مثلاً أن الله تبارك وتعالى لو كان ينام ،
ما كان يمسك السماء ولا الأرض » .
وأخرج ابن أبي حاتم عن خرشة بن الحر رضي الله عنه
قال : حدثني عبد الله بن سلام أن موسى عليه السلام قال :
يا جبريل هل ينام ربك؟ فقال جبريل : يا رب ان عبدك موسى يسألك هل تنام؟ فقال الله :
« يا جبريل قل له فليأخذ بيده قارورتين ، وليقم على الجبل من أول الليل حتى يصبح ،
فقام على الجبل وأخذ قارورتين فصبر ، فلما كان آخر الليل غلبته عيناه ،
فسقطتا فانكسرتا فقال : يا جبريل انكسرت القارورتان فقال الله :
يا جبريل قل لعبدي إني لو نمت لزالت السموات والأرض » .
وأخرج عبد بن حميد وعبد الرزاق عن عكرمة قال :
أسر موسى عليه السلام إلى الملائكة هل ينام رب العزة؟
قال : فسهر موسى أربعة أيام ولياليهن ، ثم قام على المنبر يخطب ،
ورفع إليه قارورتين في كل يد قارورة ، وأرسل الله عليه النعاس ،
وهو يخطب إذ أدنى يده من الأخرى ، وهو يضرب القارورة على الأخرى ،
ففزع ورد يده ثم خطب ، ثم أدنى يده ، فضرب بها على الأخرى ،
ففزع ثم قال : { لا إله إلا الله الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم } [ البقرة : 255 ]
قال عكرمة : السنة التي يضرب برأسه وهو جالس والنوم الذي يرقد .
وأخرج أبو الشيخ في العظمة والبيهقي عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه رضي الله عنه ،
أن موسى عليه السلام قال له قومه : أينام ربك؟ قال « اتقوا الله إن كنتم مؤمنين »
فأوحى الله إلى موسى : ان خذ قارورتين ، فاملأهما ماء . ففعل ، فنعس ،
فنام ، فسقطتا من يده ، فانكسرتا ، فأوحى الله إلى موسى اني :
أمسك السموات والأرض أَنْ تزولا ولو نِمْتُ لزالتا قال البيهقي رضي الله عنه :
هذا أشبه أن يكون هو المحفوظ . الدر المنثور / 8 / 285 ،
الكتاب : الدر المنثور في التأويل بالمأثور
المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي
عدد الأجزاء : 8
مصدر الكتاب : موقع التفاسير
http://www.altafsir.com
[ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]