وفاء النجفي
05-06-2009, 11:56 PM
سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة : أتساءل لماذا وليد الطباطبائي وأمثاله من السلفيين الذين يرتبطون بأجندة خارج الكويت هم دائما وراء تفعيل قضية الديون والتعويضات مع العراق
http://www.burathanews.com/media/pics/1201876362.jpg
استهل سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة الثانية اليوم بالحديث عن ذكرى رحيل الأمام الخميني ( رضوان الله تعالى عليه ) حيث قال : أن الأمام الخميني قبل رحيله خاطب الناس قائلا ( انني مرتحل بقلب مطمئن ونفس راضية واسمحوا لي أن أسافر الى عالم الملكوت ) كما أستعرض الشيخ الصغير بعض المواقف المثيرة للأنتباه من قبل خصوم الأمام الراحل في داخل إيران عند رحيله حيث أن الكثير منهم كانوايبكون بكاءا مراً وقال ( لقد سألت بعضا من هؤلاء في يوم تشييع الأمام عن سر موقفهم فقالوا أننا لم نكن نتصور أن رجلا يملك إيران ومن ثم يخرج منها ولم يكن في جيبه فلس واحد أو أي نوع آخر من الأموال ومن المعروف أن الأنسان تعرف تركته من خلال وصيته التي يكتب فيها جميع ما يملك ) .
وأضاف سماحته : لقد حصل لنا توفيق في عيد من أعياد الغدير وكان الأمام الراحل يحتفي بهذا العيد بشكل لا يحتفي بعيد آخر مثل إحتفاءه به حيث تدعى الشخصيات الرسمية السياسية والشخصيات الدبلوماسية الرفيعة ويبتدأ بحديث نموذجي في ذلك اليوم وكأنه اليوم الوحيد الذي يعطيه كل هذه الخصوصية . وكان الأمام الراحل يفعل ذلك عن دراية كبيرة وإحاطة بمعاني عيد الغدير . لقد كنا ننتظر منذ الساعة السادسة صباحا في يوم شديد البرد وكان هناك أحد المصورين الأيطاليين ولم يكن من المسلمين وكانت له لقاءات سابقة مع جميع القادة في العالم ، فعندما دخلنا الى حسينية جمران التي كان يلقي فيها الأمام خطاباته وكان يحمل كاميرته لكي يصور لحظات اللقاء مع الأمام الخميني , وفي الساعة التاسعة وهو موعد اللقاء معه دخل الأمام الراحل من كوة بيته الى الحسينية واذا بهذا الرجل الأيطالي يبكي بكاءا شديدا بحيث أن الأمام الخميني ( رض ) توقف عن الحديث منتظرا حتى يهدأ هذا المصور النصراني وبعد أن توقف الرجل عن البكاء تحدث مع الأمام ، وبعد الأنتهاء من الحديث سألناه لماذا بكيت ؟ فقال انا ذهبت الى كل قادة العالم من ريغان وغورباتشوف الى كل القادة الآخرين وقد رأيت في قصور كل القادة من السجاد ومن الكريستال الأيراني ما كنا نعتبر آية من الفن العالمي . لذلك عندما أبلغت بإمكانية لقاء الأمام الخميني قلت في نفسي أنني رأيت الفرش والسجاد الأيراني بهذه العظمة التي رأيتها في قصور أولئك القادة البعيدون عن إيران فما الذي سأراه في بيت الأمام الخميني من التحف والكنوز الأيرانية ، وإذا بي أجد الفراش في هذه الحسينية هو بساط عادي حتى كنا نرفع قدما ونضع أخرى من برودة الأرض التي لا يمنعها ذلك البساط ! .
كما أشار سماحة الشيخ جلال الدين الصغير الى أن أهم الأهداف التي كان يسعى الى تحقيقها الأمام الخميني ( رض ) هو إسقاط الشاه لأن الشاه لم يكن دكتاتورا في ايران وإنما كان شرطي المنطقة الذي يسعى لأثارة المشاكل وأفتعال الأزمات ولهذا فإن ثورة الأمام الراحل لم تكن تريد إنقاذ ايران فقط وإنما ارادت أن تخلص المنطقة من الرجل الذي أضعف موقفها لتستعيد ارادتها وتستعيد حريتها .
وذكر الشيخ الصغير أن الأمام الخميني ( رض ) عندما طلب منه مغادرة العراق ذهب المجرم صدام الى المطار محاولا لقاءه حيث كان يتصور أن الأمام سيتقدم نحوه ويسلم عليه ولكن الأمام لم يفعل ذلك وتراجع الى الخلف فاتحا له الطريق الى البوابة وغادر الأمام دون أن يلتفت اليه ، وتوجه الى فرنسا . وإعتبر سماحته أن من العار على الدول العربية والأسلامية أن لا تستقبل الأمام الراحل وتستقبله فرنسا . ومن ثم توجه من فرنسا الى ايران والشاه مازال في الحكم ولم يسقط بعد ولكن الذي ينظر اليه وهو في الطائرة المتوجهة الى طهران حيث جهاز السافاك والنظام القمعي بإنتظاره ، ولكن صوره وهو في الطائرة مطمئن وهو ينام مرتاح البال وكأنه ذاهب في رحلة عادية ، وعندما وصل الى ايران بدأت المساومات وعرضت الدنيا عليه ولكنه لم يقبل الا بسقوط الشاه . وبعد إنتصار الثورة وسقوط الشاه الذي عقد معه صدام اتفاقية عام 1975 التي يعتبرها صدام اتفاقية الظفر عاد صدام في عام 1980 ليتحدث عن الأتفاقية بطريقة مختلفة . وهنا تساءل الشيخ الصغير ( من الذي أجبره على عقد تلك الأتفاقية ، ولماذا تحركت الدنيا بطريقة مختلفة تماما ) ؟ .
وقال سماحته : عندما انتصرت الثورة كنت في السجن وفي زنزانتي الخاصة في مديرية أمن بغداد حيث وقد استدعيت مرة أخرى مما يعني أن هناك قضية اخرى يراد التحقيق معي حولها لأن التحقيق معي كان منتهيا . وكان التعذيب الذي نتعرض له تعذيبا لا يوصف أبدا حيث كنا يوميا ننتظر عند الثامنة الا ربعا صباحا ونحن بكامل ملابسنا وبعد الثامنة يأخذوننا وتبتدء عملية التعذيب ولا تنتهي في الساعة الثالثة ظهرا في الأيام الأعتيادية أي حتى نهاية الدوام ، واذا كان هناك أوامر تشديد فأن التعذيب يستمر الى الليل .وفي ذلك اليوم استدعيت وأستمر التعذيب ثلاث ساعات بدون توقف وأنا لا أعرف لماذا ولم يتحدث معي أحد , وبعد أن حملوني الى زنزانتي جاء أحد الأشخاص الذي كانت له أيادي بيضاء على السجناء وعلي تحديدا وهو من اخواننا أهل السنة وهو من حراس السجن وقال لي " مبروك " فقلت له مبروك على ماذا ؟! فقال لي لقد انتصرت الثورة الأسلامية في ايران . فشعرت أن آلام التعذيب والمعاناة قد انتهت في تلك اللحظة . ولكن في الوقت نفسه فإن الشعوب والأنظمة تحولت الى شيء آخر ، ومنها الأنظمة العربية التي تكاتفت جميعها وتكالبت من أجل اسقاط هذه الثورة وإفشالها ماعدى سوريه . ومن ثم حرب شعواء يشنها صدام بسبب حادثة مفتعله وهي حادثة المستنصرية قامت بها المخابرات حيث أطلقت النار وأتهموا بها الشهيد سمير غلام علي ومن ثم بدأت عملية التهجير وأخذت تقرع طبول الحرب . وبالفعل شنت حرب قذرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى حيث مئات الآلاف من القذائف والصواريخ وصواريخ الأرض أرض أطلقت على الناس هناك من أجل اسقاط تلك الثورة وأحراج النظام الأسلامي الجديد أمام قواعده . لهذا فإن ما يفعلونه هنا في العراق من خلال خلق الصعوبات امام العملية السياسية هي من أجل نفس الغاية وذات الهدف وهي تكوين قناعة لدى الناس بأن التغيير لن يحل المشكلة لأنهم يريدون أن يكون النظام خانعا وخاضعا للأرادة الأجنبية .
وقال الشيخ الصغير : نقل لي شخصيا نائب الرئيس السوري المرحوم حافظ الأسد أن السعودية عرضت في بداية الثمانينيات علينا مبلغ سبعة مليارات دولار مقابل قطع العلاقات السورية مع ايران وهو رقم هائل في ذلك الوقت وسورية مواردها محدودة جدا وكنت أظن أن الرئيس الأسد سيوافق مباشرة لأن العرض مغر ٍ جدا ، وأخبرت الرئيس الأسد بهذا العرض فأجابني ( أنا أعجب منك يا أبا جمال كيف تفكر بهذه الطريقة لأننا لو وافقنا سنحول الحرب الى حرب بين العرب والفرس وهذا مؤامرة على القومية العربية ويجب أن لا نتلوث بالدخول في هذه الحرب لمصلحة المجرم صدام ) .
وفي جانب آخر فقد قال سماحة الشيخ الصغير ان الزيارات الكثيرة من قبله ومن قبل قادة الأئئتلاف ومنهم السيد رئيس الوزراء الى السيد الحكيم في الآونة الأخيرة لا تشير من بعيد أو قريب الى تردي صحته فهو ولله الحمد يقيم اليوم في بيته وبصحة جيدة وقد تعافى من مرضه الرئيس وأن غاية ما في الأمر أن الجرعات التي يأخذها من الأدوية القوية تؤدي الى ضعف في الجسم وقدرته على المناعة مما يطلب فترة من النقاهة تحت اشراف طبي وأكد على معافاته بشكل كبير . ولكن الأصل في هذه اللقاءات هي لأعادة تشكيل الأئتلاف وتوسيعه وتقويته خصوصا مع وجود مؤامؤة تستهدفإفشال وإحراج القيادات الأسلامية أمام شعبها عن طريق نشر الفساد الأداري والأرهاب وتردي الأوضاع .
وتطرق سماحته الى قضية وزير التجارة حيث أكد أن الوزارة فاسدة وهذا أمر مفروغ منه ولكن الوزير ليست عليه أي تهمة بهذا الصدد وأن الأمر القضائي الصادر بحقه هو بسبب هويات منحت بطريقة غير قانونية وعلى أثرها يتم التحقيق معه . ونبه سماحته الى أن هذه القضية قد أخذت بعدا آخر وسلطت عليها الأضواء وألفت حولها القصص بإعتباره وزيرا من وزراء الأئتلاف .
وفي قضية الملف الكويتي قال سماحته : ان الحديث عن أزمة بين العراقيين والكويتين ليس حديثا جديدا والعجيب أن الذين تحدثوا حول هذا الملف في الآونة الأخيرة لم يشر أحد منهم الى من خلق الأزمة بين العراق والكويت ! ولم يذكروا المجرم صدام الذي اثقل كاهل العراق بكل هذه القيود التي وضعت عليه ، ومن المعروف أنهناك تعويضات كبيرة تأخذها الكويت ولكن من الذي تسبب بها , فهل أن الكويتيون جاؤوا وأعتدوا على العراق ؟ أم عنتريات القعقاع ونبوخذ نصر هي التي جاءت بكل هذا الويل الى العراق ؟ ولماذا اخواننا البرلمانيون لا يتحدثون بهذا الموضوع ؟ .
وهنا أتساءل لماذا وليد الطباطبائي وأمثاله من السلفيين الذين يرتبطون بأجندة خارج الكويت هم دائما وراء تفعيل قضية الديون والتعويضات مع العراق ؟. فالكويت ساكتة عن الديون وهؤلاء يصرون دائما على نكأ الجرح ومطالبة الحكومة بأستيفاء الديون الآن . والسبب لأن الكويت واحدة من الدول القليلة التي وقفت مع العراق رغم وجود ملفات لم تحسم وتعقيدات لم تنتهي .
نعم فنحن نتأذى من عبيء الديون والتعويضات ولكن من الذي وقع على هذه الشروط هل هم الكويتيون أم الذي قال خذوا ما تريدون مقابل الحفاظ على الكرسي ؟ أليس صدام هو الذي وقع على هذه الألتزامات ؟ ومن الذي منح جزءا من الأراضي العراقية للأمم المتحدة وهي بدورها أعطتها للكويت ؟ إنه صدام وليس الكويتيون . لذا يجب أن نشير الى المتسبب الحقيقي . والبعثيون الذين يطالبون اليوم بإلغاء التعويضات لماذا لم يتكلموا ولم يعترضوا على صدام أو يطالبوه بإلغاءها ؟!
وقال سماحته : ان العديد من المسؤولين الكويتين قد أعربوا عن رغبتهم بتخفيض مبلغ الأستقطاع من خمسة بالمئة الى واحد بالمئة بل وحتى إلغاءها فالقرار ليس قرارا كويتيا ولكنه قرار لمجلس الأمن وأبدوا استعدادهم للمساعدة في مجلس الأمن ، وأنا أستغرب من وزارة الخارجية لماذا لم تتعامل مع الموضوع بشكل جدي وحازم وتفعل لأن القضية لا تحل على الحدود وانما في الأطار الدولي .
وفي ختام خطبته قال سماحته : أن لا مصلحة لنا في توتر العلاقات مع أي دولة من الدول ولكن البعثيون ومعهم وليد الطباطبائي التكفيري المعروف هم الذين يسعون الى تأجيج الموقف لعرقلة العملة السياسية في العراق وإرباك الوضع فيه .
http://www.burathanews.com/media/pics/1201876362.jpg
استهل سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة الثانية اليوم بالحديث عن ذكرى رحيل الأمام الخميني ( رضوان الله تعالى عليه ) حيث قال : أن الأمام الخميني قبل رحيله خاطب الناس قائلا ( انني مرتحل بقلب مطمئن ونفس راضية واسمحوا لي أن أسافر الى عالم الملكوت ) كما أستعرض الشيخ الصغير بعض المواقف المثيرة للأنتباه من قبل خصوم الأمام الراحل في داخل إيران عند رحيله حيث أن الكثير منهم كانوايبكون بكاءا مراً وقال ( لقد سألت بعضا من هؤلاء في يوم تشييع الأمام عن سر موقفهم فقالوا أننا لم نكن نتصور أن رجلا يملك إيران ومن ثم يخرج منها ولم يكن في جيبه فلس واحد أو أي نوع آخر من الأموال ومن المعروف أن الأنسان تعرف تركته من خلال وصيته التي يكتب فيها جميع ما يملك ) .
وأضاف سماحته : لقد حصل لنا توفيق في عيد من أعياد الغدير وكان الأمام الراحل يحتفي بهذا العيد بشكل لا يحتفي بعيد آخر مثل إحتفاءه به حيث تدعى الشخصيات الرسمية السياسية والشخصيات الدبلوماسية الرفيعة ويبتدأ بحديث نموذجي في ذلك اليوم وكأنه اليوم الوحيد الذي يعطيه كل هذه الخصوصية . وكان الأمام الراحل يفعل ذلك عن دراية كبيرة وإحاطة بمعاني عيد الغدير . لقد كنا ننتظر منذ الساعة السادسة صباحا في يوم شديد البرد وكان هناك أحد المصورين الأيطاليين ولم يكن من المسلمين وكانت له لقاءات سابقة مع جميع القادة في العالم ، فعندما دخلنا الى حسينية جمران التي كان يلقي فيها الأمام خطاباته وكان يحمل كاميرته لكي يصور لحظات اللقاء مع الأمام الخميني , وفي الساعة التاسعة وهو موعد اللقاء معه دخل الأمام الراحل من كوة بيته الى الحسينية واذا بهذا الرجل الأيطالي يبكي بكاءا شديدا بحيث أن الأمام الخميني ( رض ) توقف عن الحديث منتظرا حتى يهدأ هذا المصور النصراني وبعد أن توقف الرجل عن البكاء تحدث مع الأمام ، وبعد الأنتهاء من الحديث سألناه لماذا بكيت ؟ فقال انا ذهبت الى كل قادة العالم من ريغان وغورباتشوف الى كل القادة الآخرين وقد رأيت في قصور كل القادة من السجاد ومن الكريستال الأيراني ما كنا نعتبر آية من الفن العالمي . لذلك عندما أبلغت بإمكانية لقاء الأمام الخميني قلت في نفسي أنني رأيت الفرش والسجاد الأيراني بهذه العظمة التي رأيتها في قصور أولئك القادة البعيدون عن إيران فما الذي سأراه في بيت الأمام الخميني من التحف والكنوز الأيرانية ، وإذا بي أجد الفراش في هذه الحسينية هو بساط عادي حتى كنا نرفع قدما ونضع أخرى من برودة الأرض التي لا يمنعها ذلك البساط ! .
كما أشار سماحة الشيخ جلال الدين الصغير الى أن أهم الأهداف التي كان يسعى الى تحقيقها الأمام الخميني ( رض ) هو إسقاط الشاه لأن الشاه لم يكن دكتاتورا في ايران وإنما كان شرطي المنطقة الذي يسعى لأثارة المشاكل وأفتعال الأزمات ولهذا فإن ثورة الأمام الراحل لم تكن تريد إنقاذ ايران فقط وإنما ارادت أن تخلص المنطقة من الرجل الذي أضعف موقفها لتستعيد ارادتها وتستعيد حريتها .
وذكر الشيخ الصغير أن الأمام الخميني ( رض ) عندما طلب منه مغادرة العراق ذهب المجرم صدام الى المطار محاولا لقاءه حيث كان يتصور أن الأمام سيتقدم نحوه ويسلم عليه ولكن الأمام لم يفعل ذلك وتراجع الى الخلف فاتحا له الطريق الى البوابة وغادر الأمام دون أن يلتفت اليه ، وتوجه الى فرنسا . وإعتبر سماحته أن من العار على الدول العربية والأسلامية أن لا تستقبل الأمام الراحل وتستقبله فرنسا . ومن ثم توجه من فرنسا الى ايران والشاه مازال في الحكم ولم يسقط بعد ولكن الذي ينظر اليه وهو في الطائرة المتوجهة الى طهران حيث جهاز السافاك والنظام القمعي بإنتظاره ، ولكن صوره وهو في الطائرة مطمئن وهو ينام مرتاح البال وكأنه ذاهب في رحلة عادية ، وعندما وصل الى ايران بدأت المساومات وعرضت الدنيا عليه ولكنه لم يقبل الا بسقوط الشاه . وبعد إنتصار الثورة وسقوط الشاه الذي عقد معه صدام اتفاقية عام 1975 التي يعتبرها صدام اتفاقية الظفر عاد صدام في عام 1980 ليتحدث عن الأتفاقية بطريقة مختلفة . وهنا تساءل الشيخ الصغير ( من الذي أجبره على عقد تلك الأتفاقية ، ولماذا تحركت الدنيا بطريقة مختلفة تماما ) ؟ .
وقال سماحته : عندما انتصرت الثورة كنت في السجن وفي زنزانتي الخاصة في مديرية أمن بغداد حيث وقد استدعيت مرة أخرى مما يعني أن هناك قضية اخرى يراد التحقيق معي حولها لأن التحقيق معي كان منتهيا . وكان التعذيب الذي نتعرض له تعذيبا لا يوصف أبدا حيث كنا يوميا ننتظر عند الثامنة الا ربعا صباحا ونحن بكامل ملابسنا وبعد الثامنة يأخذوننا وتبتدء عملية التعذيب ولا تنتهي في الساعة الثالثة ظهرا في الأيام الأعتيادية أي حتى نهاية الدوام ، واذا كان هناك أوامر تشديد فأن التعذيب يستمر الى الليل .وفي ذلك اليوم استدعيت وأستمر التعذيب ثلاث ساعات بدون توقف وأنا لا أعرف لماذا ولم يتحدث معي أحد , وبعد أن حملوني الى زنزانتي جاء أحد الأشخاص الذي كانت له أيادي بيضاء على السجناء وعلي تحديدا وهو من اخواننا أهل السنة وهو من حراس السجن وقال لي " مبروك " فقلت له مبروك على ماذا ؟! فقال لي لقد انتصرت الثورة الأسلامية في ايران . فشعرت أن آلام التعذيب والمعاناة قد انتهت في تلك اللحظة . ولكن في الوقت نفسه فإن الشعوب والأنظمة تحولت الى شيء آخر ، ومنها الأنظمة العربية التي تكاتفت جميعها وتكالبت من أجل اسقاط هذه الثورة وإفشالها ماعدى سوريه . ومن ثم حرب شعواء يشنها صدام بسبب حادثة مفتعله وهي حادثة المستنصرية قامت بها المخابرات حيث أطلقت النار وأتهموا بها الشهيد سمير غلام علي ومن ثم بدأت عملية التهجير وأخذت تقرع طبول الحرب . وبالفعل شنت حرب قذرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى حيث مئات الآلاف من القذائف والصواريخ وصواريخ الأرض أرض أطلقت على الناس هناك من أجل اسقاط تلك الثورة وأحراج النظام الأسلامي الجديد أمام قواعده . لهذا فإن ما يفعلونه هنا في العراق من خلال خلق الصعوبات امام العملية السياسية هي من أجل نفس الغاية وذات الهدف وهي تكوين قناعة لدى الناس بأن التغيير لن يحل المشكلة لأنهم يريدون أن يكون النظام خانعا وخاضعا للأرادة الأجنبية .
وقال الشيخ الصغير : نقل لي شخصيا نائب الرئيس السوري المرحوم حافظ الأسد أن السعودية عرضت في بداية الثمانينيات علينا مبلغ سبعة مليارات دولار مقابل قطع العلاقات السورية مع ايران وهو رقم هائل في ذلك الوقت وسورية مواردها محدودة جدا وكنت أظن أن الرئيس الأسد سيوافق مباشرة لأن العرض مغر ٍ جدا ، وأخبرت الرئيس الأسد بهذا العرض فأجابني ( أنا أعجب منك يا أبا جمال كيف تفكر بهذه الطريقة لأننا لو وافقنا سنحول الحرب الى حرب بين العرب والفرس وهذا مؤامرة على القومية العربية ويجب أن لا نتلوث بالدخول في هذه الحرب لمصلحة المجرم صدام ) .
وفي جانب آخر فقد قال سماحة الشيخ الصغير ان الزيارات الكثيرة من قبله ومن قبل قادة الأئئتلاف ومنهم السيد رئيس الوزراء الى السيد الحكيم في الآونة الأخيرة لا تشير من بعيد أو قريب الى تردي صحته فهو ولله الحمد يقيم اليوم في بيته وبصحة جيدة وقد تعافى من مرضه الرئيس وأن غاية ما في الأمر أن الجرعات التي يأخذها من الأدوية القوية تؤدي الى ضعف في الجسم وقدرته على المناعة مما يطلب فترة من النقاهة تحت اشراف طبي وأكد على معافاته بشكل كبير . ولكن الأصل في هذه اللقاءات هي لأعادة تشكيل الأئتلاف وتوسيعه وتقويته خصوصا مع وجود مؤامؤة تستهدفإفشال وإحراج القيادات الأسلامية أمام شعبها عن طريق نشر الفساد الأداري والأرهاب وتردي الأوضاع .
وتطرق سماحته الى قضية وزير التجارة حيث أكد أن الوزارة فاسدة وهذا أمر مفروغ منه ولكن الوزير ليست عليه أي تهمة بهذا الصدد وأن الأمر القضائي الصادر بحقه هو بسبب هويات منحت بطريقة غير قانونية وعلى أثرها يتم التحقيق معه . ونبه سماحته الى أن هذه القضية قد أخذت بعدا آخر وسلطت عليها الأضواء وألفت حولها القصص بإعتباره وزيرا من وزراء الأئتلاف .
وفي قضية الملف الكويتي قال سماحته : ان الحديث عن أزمة بين العراقيين والكويتين ليس حديثا جديدا والعجيب أن الذين تحدثوا حول هذا الملف في الآونة الأخيرة لم يشر أحد منهم الى من خلق الأزمة بين العراق والكويت ! ولم يذكروا المجرم صدام الذي اثقل كاهل العراق بكل هذه القيود التي وضعت عليه ، ومن المعروف أنهناك تعويضات كبيرة تأخذها الكويت ولكن من الذي تسبب بها , فهل أن الكويتيون جاؤوا وأعتدوا على العراق ؟ أم عنتريات القعقاع ونبوخذ نصر هي التي جاءت بكل هذا الويل الى العراق ؟ ولماذا اخواننا البرلمانيون لا يتحدثون بهذا الموضوع ؟ .
وهنا أتساءل لماذا وليد الطباطبائي وأمثاله من السلفيين الذين يرتبطون بأجندة خارج الكويت هم دائما وراء تفعيل قضية الديون والتعويضات مع العراق ؟. فالكويت ساكتة عن الديون وهؤلاء يصرون دائما على نكأ الجرح ومطالبة الحكومة بأستيفاء الديون الآن . والسبب لأن الكويت واحدة من الدول القليلة التي وقفت مع العراق رغم وجود ملفات لم تحسم وتعقيدات لم تنتهي .
نعم فنحن نتأذى من عبيء الديون والتعويضات ولكن من الذي وقع على هذه الشروط هل هم الكويتيون أم الذي قال خذوا ما تريدون مقابل الحفاظ على الكرسي ؟ أليس صدام هو الذي وقع على هذه الألتزامات ؟ ومن الذي منح جزءا من الأراضي العراقية للأمم المتحدة وهي بدورها أعطتها للكويت ؟ إنه صدام وليس الكويتيون . لذا يجب أن نشير الى المتسبب الحقيقي . والبعثيون الذين يطالبون اليوم بإلغاء التعويضات لماذا لم يتكلموا ولم يعترضوا على صدام أو يطالبوه بإلغاءها ؟!
وقال سماحته : ان العديد من المسؤولين الكويتين قد أعربوا عن رغبتهم بتخفيض مبلغ الأستقطاع من خمسة بالمئة الى واحد بالمئة بل وحتى إلغاءها فالقرار ليس قرارا كويتيا ولكنه قرار لمجلس الأمن وأبدوا استعدادهم للمساعدة في مجلس الأمن ، وأنا أستغرب من وزارة الخارجية لماذا لم تتعامل مع الموضوع بشكل جدي وحازم وتفعل لأن القضية لا تحل على الحدود وانما في الأطار الدولي .
وفي ختام خطبته قال سماحته : أن لا مصلحة لنا في توتر العلاقات مع أي دولة من الدول ولكن البعثيون ومعهم وليد الطباطبائي التكفيري المعروف هم الذين يسعون الى تأجيج الموقف لعرقلة العملة السياسية في العراق وإرباك الوضع فيه .