ولائي لعلي
06-06-2009, 10:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمدوعجل فرجهم الشريف
حسن الخلق
حسن الخلق هو: حالة تبعث على حسن معاشرة الناس، ومجاملتهم بالبشاشة، وطيب القول، ولطف المداراة، كما عرّفه الامام الصادق عليه السلام حينما سُئل عن حدّه فقال: «تلين جناحك، وتطيب كلامك، وتلقى أخاك ببشر حسن».
من الأماني والآمال التي يطمح اليها كل عاقل حصيف، ويسعى جاهداً في كسبها وتحقيقها، أن يكون ذا شخصية جذّابة، ومكانة مرموقة، محبباً لدى الناس، عزيزاً عليهم.
وإنها لأمنية غالية، وهدف سامي، لا يناله إلا ذوو الفضائل والخصائص التي تؤهلهم كفاءاتهم لبلوغها، ونيل أهدافها، كالعلم والأريحية والشجاعة ونحوها من الخلال الكريمة.
بيد أن جمبيع تلك القيم والفضائل، لا تكون مدعاة للإعجاب والاكبار، وسمو المنزلة، ورفعة الشأن، الا إذا اقترنت بحسن الخلق، وازدانت بجماله الزاهر، ونوره الوضّاء. فإذا ما تجردت منه فقدت قيمها الأصيلة، وغدت صوراً شوهاء تثير السأم والتذمر.
لذلك كان حسن الخلق ملاك الفضائل ونظام عقدها، ومحور فلكها، واكثرها إعداداً وتأهيلاً لكسب المحامد والأمجاد، ونيل المحبة والاعزاز.
أنظر كيف يمجد أهل البيت عليهم السلام هذا الخلق الكريم، ويطرون المتحلين به إطراءاً رائعاً، ويحثون على التمسك به بمختلف الأساليب التوجيهية المشوقة، كما تصوره النصوص التالية:
قال النبي صلى اللّه عليه وآله: «أفاضلكم أحسنكم أخلاقاً، الموطئون أكنافاً، الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم».
وقال الباقر عليه السلام: «إن أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً».
وقال النبي صلى اللّه عليه وآله: «إن صاحب الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم».
وقال الصادق عليه السلام: «إن الخلق الحسن يميت الخطيئة، كما تميت الشمس الجليد».
وقال عليه السلام: «البر وحسن الخلق يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار».
وقال النبي صلّى اللّه عليه وآله: «إنكم لم تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم».
وكفى بحسن الخلق شرفاً وفضلاً، أن اللّه عز وجل لم يبعث رسله وأنبياءه الى الناس إلا بعد أن حلاّهم بهذه السجية الكريمة، وزانهم بها، فهي رمز فضائلهم، وعنوان شخصياتهم.
ولقد كان سيد المرسلين صلى اللّه عليه وآله المثل الأعلى في حسن الخلق، وغيره من كرائم الفضائل والخِلال. واستطاع بأخلاقه المثالية أن يملك القلوب والعقول، واستحق بذلك ثناء اللّه تعالى عليه بقوله عز من قائل: (وإنّك لعلى خلق عظيم).
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام وهو يصور أخلاق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: «كان أجود الناس كفاً، وأجرأ الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وأوفاهم ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة. من رآه بديهة هابه. ومن خالطه فعرفه أحبّه، لم أرَ مثله قبله ولا بعده».
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن يهوديّاً كان له على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله دنانير، فتقاضاه، فقال له: يا يهودي ما عندي ما أعطيك. فقال: فإني لا أفارقك يا محمد حتى تقضيني. فقال: إذن أجلس معك، فجلس معه حتى صلّى في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة، وكان أصحاب رسول اللّه يتهدودنه
ويتواعدونه، فنظر رسول اللّه إليهم فقال: ما الذي تصنعون به؟! فقالوا: يا رسول اللّه يهودي يحبسك! فقال: لم يبعثني ربي عز وجل بأن أظلم معاهداً ولا غيره. فلما علا النهار قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا اللّه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وشطر مالي في سبيل اللّه، أما واللّه ما فعلت بك الذي فعلت، إلا لأنظر الى نعتك في التوراة، فاني قرأت نعتك في التوراة: محمد بن عبد اللّه، مولده بمكة، ومهاجره بطيبة، وليس بفظ ولا غليظ، ولا سخّاب، ولا متزين بالفحش، ولاقول الخنا، وأنا أشهد أن لا إله الا اللّه، وأنّك رسول اللّه، وهذا مالي فاحكم فيه بما أنزل اللّه، وكان اليهودي كثير المال.
وهكذا كان الأئمة المعصومون من أهل البيت عليهم السلام في مكارم أخلاقهم، وسمو آدابهم. وقد حمل الرواة إلينا صوراً رائعة ودروساً خالدة من سيرتهم المثالية، وأخلاقهم الفذة:
من ذلك ما ورد عن أبي محمد العسكري عليه السلام قال: ورد على أمير المؤمنين عليه السلام أخوان له مؤمنان، أب وابن، فقام اليهما وأكرمهما وأجلسهما في صدر مجلسه، وجلس بين يديهما، ثم أمر بطعام فأحضر فأكلا منه، ثم جاء قنبر بطست وابريق خشب ومنديل، فأخذ أمير المؤمنين عليه السلام الابريق فغسل يد الرجل بعد أن كان الرجل يمتنع من ذلك، وتمرغ في التراب، وأقسمه أمير المؤمنين عليه السلام أن يغسل مطمئناً، كما كان يغسل لو كان الصابّ عليه قنبر ففعل، ثمن ناول الابريق محمد بن الحنفية وقال: يا بني لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصببت على يده، ولكن اللّه عزوجل يأبى أن يُسوي بين ابن وأبيه، إذا جمعهما مكان، ولكن قد صب الأب على الأب، فليصب الابن على الابن، فصب محمد بن الحنفية على الابن.
ثم قال العسكري عليه السلام: فمن اتبع علياً على ذلك فهو الشيعي حقاً.
وورد أن الحسن والحسين مرّا على شيخ يتوضأ ولا يُحسن، فأخذا في التنازع، يقول كل واحد منهما أنت لا تحسن الوضوء ، فقالا: أيّها الشيخ كن حَكَماً بيننا، يتوضأ كل واحد منّا، فتوضئا ثم قالا: أيّنا يحسن؟ قال: كلاكما تحسنان الوضوء، ولكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لم يكن يحسن، وقد تعلّم الآن منكما، وتاب على يديكما ببركتكما وشفقتكما على أمة جدّكما.
وجنى غلام للحسين عليه السلام جناية توجب العقاب عليه، فأمر به أن يضرب، فقال: يا مولاي والكاظمين الغيظ. قال: خلّوا عنه. فقال: يا مولاي والعافين عن الناس. قال: قد عفوت عنك. قال: يا مولاي واللّه يحب المحسنين. قال: أنت حرّ لوجه اللّه، ولك ضعف ما كنت أعطيك)
وحدّث الصولي: أنه جري بين الحسين وبين محمد بن الحنفية كلام، فكتب ابن الحنفية الى الحسين: «أما بعد يا أخي فإن أبي وأباك علي لا تفضلني فيه ولا أفضلك، وأمّك فاطمة بنت رسول اللّه، لو كان ملء الأرض ذهباً ملك امّي ما وفت بامّك، فإذا قرأت كتابي هذا فصر إليّ
حتى تترضاني، فانك أحق بالفضل مني، والسلام عليك ورحمة اللّه وبركاته» ففعل الحسين فلم يجر بعد ذلك بينهما شيء
وعن محمد بن جعفر وغيره قالوا: وقف على علي بن الحسين عليه السلام رجل من أهل بيته فأسمعه وشتمه، فلم يكلمه، فلما انصرف قال لجلسائه: لقد سمعتم ما قال هذا الرجل، وأنا أحب أن تبلغوا معي اليه حتى تسمعوا مني ردّي عليه.
فقالوا له: نفعل، ولقد كنا نحب أن يقول له ويقول. فأخذ نعليه ومشى وهو يقول: «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس واللّه يحب المحسنين»، فعلمنا أنه لا يقول له شيئاً.
قال: فخرج حتى أتى منزل الرجل، فصرخ به، فقال: قولوا له هذا علي بن الحسين. قال: فخرج متوثباً للشر، وهو لا يشكّ أنّه إنما جاء مكافئاً له على بعض ما كان منه.
فقال له علي بن الحسين: يا أخي إنّك وقفت عليّ آنفاً وقلت وقلت فإن كنت قلت ما في فأستغفر اللّه منه، وإن كنت قلت ما ليس فيّ فغفر اللّه لك. قال: فقبّل الرجل بين عينيه، وقال: بل قلت فيك ما ليس فيك وأنا أحق به)
وليس شيء أدل على شرف حسن الخلق، وعظيم أثره في سمو الانسان واسعاده، من الحديث التالي:
عن علي بن الحسين عليه السلام قال: ثلاثة نفر آلوا باللات والعزى ليقتلوا محمداً صلى اللّه عليه وآله، فذهب أمير المؤمنين وحده اليهم وقتل واحداً منهم وجاء بآخرين، فقال النبي: قدّم اليّ أحد الرجلين، فقدّمه فقال: قل لا إله الا اللّه، واشهد أني رسول اللّه. فقال: لنقل جبل أبي قبيس أحبّ إلي من أن أقول هذه الكلمة،. قال: يا علي أخره واضرب عنقه. ثم قال: قدم الآخر، فقال: قل لا إله إلا اللّه، واشهد أني رسول اللّه. قال: ألحقني بصاحبي. قال: يا علي أخره واضرب عنقه. فأخره وقام أمير المؤمنين ليضرب عنقه فنزل جبرئيل على النبي صلى اللّه عليه وآله فقال: يا محمد إنّ ربك يقرئك السلام، ويقول لا تقتله فانه حسن الخلق سخي في قومه. فقال النبي صلى اللّه عليه وآله: يا علي أمسك، فان هذا رسول ربي يخبرني أنّه حسن الخلق سخيّ في قومه. فقال المشرك تحت السيف: هذا رسول ربك يخبرك؟ قال: نعم. قال: واللّه ما ملكت درهماً مع أخ لي قط، ولا قطبت وجهي في الحرب، فأنا أشهد أن لا اله إلا اللّه، وأنك رسول اللّه. فقال رسول اللّه: هذا ممن جرّه حسن خلقه وسخائه الى جنات النعيم.
أسألكم الدعااااااااااااااااااااااااااااء
ولائي لعلي
اللهم صل على محمد و آل محمدوعجل فرجهم الشريف
حسن الخلق
حسن الخلق هو: حالة تبعث على حسن معاشرة الناس، ومجاملتهم بالبشاشة، وطيب القول، ولطف المداراة، كما عرّفه الامام الصادق عليه السلام حينما سُئل عن حدّه فقال: «تلين جناحك، وتطيب كلامك، وتلقى أخاك ببشر حسن».
من الأماني والآمال التي يطمح اليها كل عاقل حصيف، ويسعى جاهداً في كسبها وتحقيقها، أن يكون ذا شخصية جذّابة، ومكانة مرموقة، محبباً لدى الناس، عزيزاً عليهم.
وإنها لأمنية غالية، وهدف سامي، لا يناله إلا ذوو الفضائل والخصائص التي تؤهلهم كفاءاتهم لبلوغها، ونيل أهدافها، كالعلم والأريحية والشجاعة ونحوها من الخلال الكريمة.
بيد أن جمبيع تلك القيم والفضائل، لا تكون مدعاة للإعجاب والاكبار، وسمو المنزلة، ورفعة الشأن، الا إذا اقترنت بحسن الخلق، وازدانت بجماله الزاهر، ونوره الوضّاء. فإذا ما تجردت منه فقدت قيمها الأصيلة، وغدت صوراً شوهاء تثير السأم والتذمر.
لذلك كان حسن الخلق ملاك الفضائل ونظام عقدها، ومحور فلكها، واكثرها إعداداً وتأهيلاً لكسب المحامد والأمجاد، ونيل المحبة والاعزاز.
أنظر كيف يمجد أهل البيت عليهم السلام هذا الخلق الكريم، ويطرون المتحلين به إطراءاً رائعاً، ويحثون على التمسك به بمختلف الأساليب التوجيهية المشوقة، كما تصوره النصوص التالية:
قال النبي صلى اللّه عليه وآله: «أفاضلكم أحسنكم أخلاقاً، الموطئون أكنافاً، الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم».
وقال الباقر عليه السلام: «إن أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً».
وقال النبي صلى اللّه عليه وآله: «إن صاحب الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم».
وقال الصادق عليه السلام: «إن الخلق الحسن يميت الخطيئة، كما تميت الشمس الجليد».
وقال عليه السلام: «البر وحسن الخلق يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار».
وقال النبي صلّى اللّه عليه وآله: «إنكم لم تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم».
وكفى بحسن الخلق شرفاً وفضلاً، أن اللّه عز وجل لم يبعث رسله وأنبياءه الى الناس إلا بعد أن حلاّهم بهذه السجية الكريمة، وزانهم بها، فهي رمز فضائلهم، وعنوان شخصياتهم.
ولقد كان سيد المرسلين صلى اللّه عليه وآله المثل الأعلى في حسن الخلق، وغيره من كرائم الفضائل والخِلال. واستطاع بأخلاقه المثالية أن يملك القلوب والعقول، واستحق بذلك ثناء اللّه تعالى عليه بقوله عز من قائل: (وإنّك لعلى خلق عظيم).
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام وهو يصور أخلاق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله: «كان أجود الناس كفاً، وأجرأ الناس صدراً، وأصدق الناس لهجة، وأوفاهم ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة. من رآه بديهة هابه. ومن خالطه فعرفه أحبّه، لم أرَ مثله قبله ولا بعده».
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن يهوديّاً كان له على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله دنانير، فتقاضاه، فقال له: يا يهودي ما عندي ما أعطيك. فقال: فإني لا أفارقك يا محمد حتى تقضيني. فقال: إذن أجلس معك، فجلس معه حتى صلّى في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة، وكان أصحاب رسول اللّه يتهدودنه
ويتواعدونه، فنظر رسول اللّه إليهم فقال: ما الذي تصنعون به؟! فقالوا: يا رسول اللّه يهودي يحبسك! فقال: لم يبعثني ربي عز وجل بأن أظلم معاهداً ولا غيره. فلما علا النهار قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا اللّه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وشطر مالي في سبيل اللّه، أما واللّه ما فعلت بك الذي فعلت، إلا لأنظر الى نعتك في التوراة، فاني قرأت نعتك في التوراة: محمد بن عبد اللّه، مولده بمكة، ومهاجره بطيبة، وليس بفظ ولا غليظ، ولا سخّاب، ولا متزين بالفحش، ولاقول الخنا، وأنا أشهد أن لا إله الا اللّه، وأنّك رسول اللّه، وهذا مالي فاحكم فيه بما أنزل اللّه، وكان اليهودي كثير المال.
وهكذا كان الأئمة المعصومون من أهل البيت عليهم السلام في مكارم أخلاقهم، وسمو آدابهم. وقد حمل الرواة إلينا صوراً رائعة ودروساً خالدة من سيرتهم المثالية، وأخلاقهم الفذة:
من ذلك ما ورد عن أبي محمد العسكري عليه السلام قال: ورد على أمير المؤمنين عليه السلام أخوان له مؤمنان، أب وابن، فقام اليهما وأكرمهما وأجلسهما في صدر مجلسه، وجلس بين يديهما، ثم أمر بطعام فأحضر فأكلا منه، ثم جاء قنبر بطست وابريق خشب ومنديل، فأخذ أمير المؤمنين عليه السلام الابريق فغسل يد الرجل بعد أن كان الرجل يمتنع من ذلك، وتمرغ في التراب، وأقسمه أمير المؤمنين عليه السلام أن يغسل مطمئناً، كما كان يغسل لو كان الصابّ عليه قنبر ففعل، ثمن ناول الابريق محمد بن الحنفية وقال: يا بني لو كان هذا الابن حضرني دون أبيه لصببت على يده، ولكن اللّه عزوجل يأبى أن يُسوي بين ابن وأبيه، إذا جمعهما مكان، ولكن قد صب الأب على الأب، فليصب الابن على الابن، فصب محمد بن الحنفية على الابن.
ثم قال العسكري عليه السلام: فمن اتبع علياً على ذلك فهو الشيعي حقاً.
وورد أن الحسن والحسين مرّا على شيخ يتوضأ ولا يُحسن، فأخذا في التنازع، يقول كل واحد منهما أنت لا تحسن الوضوء ، فقالا: أيّها الشيخ كن حَكَماً بيننا، يتوضأ كل واحد منّا، فتوضئا ثم قالا: أيّنا يحسن؟ قال: كلاكما تحسنان الوضوء، ولكن هذا الشيخ الجاهل هو الذي لم يكن يحسن، وقد تعلّم الآن منكما، وتاب على يديكما ببركتكما وشفقتكما على أمة جدّكما.
وجنى غلام للحسين عليه السلام جناية توجب العقاب عليه، فأمر به أن يضرب، فقال: يا مولاي والكاظمين الغيظ. قال: خلّوا عنه. فقال: يا مولاي والعافين عن الناس. قال: قد عفوت عنك. قال: يا مولاي واللّه يحب المحسنين. قال: أنت حرّ لوجه اللّه، ولك ضعف ما كنت أعطيك)
وحدّث الصولي: أنه جري بين الحسين وبين محمد بن الحنفية كلام، فكتب ابن الحنفية الى الحسين: «أما بعد يا أخي فإن أبي وأباك علي لا تفضلني فيه ولا أفضلك، وأمّك فاطمة بنت رسول اللّه، لو كان ملء الأرض ذهباً ملك امّي ما وفت بامّك، فإذا قرأت كتابي هذا فصر إليّ
حتى تترضاني، فانك أحق بالفضل مني، والسلام عليك ورحمة اللّه وبركاته» ففعل الحسين فلم يجر بعد ذلك بينهما شيء
وعن محمد بن جعفر وغيره قالوا: وقف على علي بن الحسين عليه السلام رجل من أهل بيته فأسمعه وشتمه، فلم يكلمه، فلما انصرف قال لجلسائه: لقد سمعتم ما قال هذا الرجل، وأنا أحب أن تبلغوا معي اليه حتى تسمعوا مني ردّي عليه.
فقالوا له: نفعل، ولقد كنا نحب أن يقول له ويقول. فأخذ نعليه ومشى وهو يقول: «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس واللّه يحب المحسنين»، فعلمنا أنه لا يقول له شيئاً.
قال: فخرج حتى أتى منزل الرجل، فصرخ به، فقال: قولوا له هذا علي بن الحسين. قال: فخرج متوثباً للشر، وهو لا يشكّ أنّه إنما جاء مكافئاً له على بعض ما كان منه.
فقال له علي بن الحسين: يا أخي إنّك وقفت عليّ آنفاً وقلت وقلت فإن كنت قلت ما في فأستغفر اللّه منه، وإن كنت قلت ما ليس فيّ فغفر اللّه لك. قال: فقبّل الرجل بين عينيه، وقال: بل قلت فيك ما ليس فيك وأنا أحق به)
وليس شيء أدل على شرف حسن الخلق، وعظيم أثره في سمو الانسان واسعاده، من الحديث التالي:
عن علي بن الحسين عليه السلام قال: ثلاثة نفر آلوا باللات والعزى ليقتلوا محمداً صلى اللّه عليه وآله، فذهب أمير المؤمنين وحده اليهم وقتل واحداً منهم وجاء بآخرين، فقال النبي: قدّم اليّ أحد الرجلين، فقدّمه فقال: قل لا إله الا اللّه، واشهد أني رسول اللّه. فقال: لنقل جبل أبي قبيس أحبّ إلي من أن أقول هذه الكلمة،. قال: يا علي أخره واضرب عنقه. ثم قال: قدم الآخر، فقال: قل لا إله إلا اللّه، واشهد أني رسول اللّه. قال: ألحقني بصاحبي. قال: يا علي أخره واضرب عنقه. فأخره وقام أمير المؤمنين ليضرب عنقه فنزل جبرئيل على النبي صلى اللّه عليه وآله فقال: يا محمد إنّ ربك يقرئك السلام، ويقول لا تقتله فانه حسن الخلق سخي في قومه. فقال النبي صلى اللّه عليه وآله: يا علي أمسك، فان هذا رسول ربي يخبرني أنّه حسن الخلق سخيّ في قومه. فقال المشرك تحت السيف: هذا رسول ربك يخبرك؟ قال: نعم. قال: واللّه ما ملكت درهماً مع أخ لي قط، ولا قطبت وجهي في الحرب، فأنا أشهد أن لا اله إلا اللّه، وأنك رسول اللّه. فقال رسول اللّه: هذا ممن جرّه حسن خلقه وسخائه الى جنات النعيم.
أسألكم الدعااااااااااااااااااااااااااااء
ولائي لعلي