الهادي@
17-06-2009, 01:19 AM
النجاحات المتملقه في الجيوب المتأنقه
لم أكن أستطع اخفاء نظرات الشفقة التي ضج بها قلبي ..ففاضت على جوانحي ..
عندما كنت أراهم يعيشون على هامش الهامش ..يلعبون و غيرهم يجتهدون...
و يمزحون في مواطن جد غير مكترثين ..
نراهم آخر الداخلين لفصول الدراسة ... و أول الخارجين منها ...
وكاني بكراسيهم المتألمة تشتكي حرارة جلوسهم عليها بتحمل و صمت..
تدربوا على حرفة الرشق و الرمي و غالبا ما أجادوا إصابة أهدافهم بحنكة وبراعة ..
كانوا يقطعون على زملائهم لحظات تفكير و تدبر و متابعة لدروسهم..
فثارة يرشقونهم بأصناف من الأوراق المحجرة و المدببة و المكورة..
وأخرى بالأقلام و الألوان ..و لا عجب أن رأينا حتى الأحذية تتطاير في جو القسم..
أما عن الرشق من العيار الثقيل فحديثنا عنه ذوا شجون ..و لا نريده أن يطول فيحبسنا في سجون..
فهذه معلمة مغلوبة على أمرها ..لا تجد ما تواجه به طالبها سيء الخلق ..عندما يقذفها بكلمة جارحة إلا أن تصم أذنها
و ترتدي لباس الامبالات مع خمار ساتر تغطي به عيونا يتطاير منها الشرر..
و ذاك معلم يتماسك إذا ناله نصيب من تلك الرشقات تجنبا لسفاهة تهديدات قد تطاله بعد نهاية العام الدراسي
إشفاقنا تأججا عند بعضنا عندما تذكرنا أولياء هؤلاء كم من المال صرفوا عليهم
..
و من العناء تكبدوا من أجل إيصالهم لمقاعد الدراسة و العلم ..و كم طوتهم مرارة الإنتظار ليوم فرحة نجاحهم
تقدمنا لنبدي لهم النصح يوما فقد شارف العام على نهايته ..و الإمتحانات قد تدق الأبواب .. و هم في غفلة كما عهدناهم
و لكن قبل أن يديروا لنا ظهورهم ... صدمنا بأن كانت شفقتهم أكبر علينا
قالوا في تملق ارحموا أنفسكم و لا تهتموا بنا و لا تخافوا علينا
فالنجاح عندنا في جيوبنا محفوظ
قلنا لم نسمع بنجاح تحتويه الجيوب و لكن ..في الإمتحان يكرم المرء أو يهان ..
فقالوا مقالتنا .. ولكن قولهم أن بعد الإمتحان تكون الإهانة أو الإكرام..
عدنا أدراجنا و لملمنا نصحنا و جففنا ينابيع تحسرنا و قطعنا بسيف يأس شفقتنا ..و قلنا موعدنا يوم الإمتحان
و جاء اليوم الموعود حيث كدنا أن لا نعرف زملاءنا ..فقد بدوا يرفلون في ثياب فاخر في قمة الأناقة ..
في حين كان اللباس آخر ما لفت عنايتنا واهتمامنا..
و الفرحة كانت تغمرهم ..و قلوبنا كان الترقب و الخوف يعصرها..
مابالهم و قد كانوا مهملين لأناقتهم طوال السنة ..و كنا أحسن منهم مظهرا ..
فإذا بيوم الإمتحان يغير حالهم و قليل من حالنا ..
مرت الأيام تقطعها رنات الإنتظار ليوم سعادة و انتصار.. فرحتنا بنجاحنا لم تدم طويلا..
بل عكر صفوها أن وجدناهم يزاحموننا في صفحات النجاح ..كنا نعرف جهلهم ومستواهم..
ولكن أنكرنا حينها أن تكون للأناقة علاقة ..و استخففنا بما قد يفعله إلتفتف أصحاب الأكتاف ..
و سخرنا ممن اعتقد أنه يستر جهل جهالته و ما به من عيوب ببذل ما في الجيوب
و لكننا علمنا أن النجاح قد يوضع تملقا في جيب
متأنق
لم أكن أستطع اخفاء نظرات الشفقة التي ضج بها قلبي ..ففاضت على جوانحي ..
عندما كنت أراهم يعيشون على هامش الهامش ..يلعبون و غيرهم يجتهدون...
و يمزحون في مواطن جد غير مكترثين ..
نراهم آخر الداخلين لفصول الدراسة ... و أول الخارجين منها ...
وكاني بكراسيهم المتألمة تشتكي حرارة جلوسهم عليها بتحمل و صمت..
تدربوا على حرفة الرشق و الرمي و غالبا ما أجادوا إصابة أهدافهم بحنكة وبراعة ..
كانوا يقطعون على زملائهم لحظات تفكير و تدبر و متابعة لدروسهم..
فثارة يرشقونهم بأصناف من الأوراق المحجرة و المدببة و المكورة..
وأخرى بالأقلام و الألوان ..و لا عجب أن رأينا حتى الأحذية تتطاير في جو القسم..
أما عن الرشق من العيار الثقيل فحديثنا عنه ذوا شجون ..و لا نريده أن يطول فيحبسنا في سجون..
فهذه معلمة مغلوبة على أمرها ..لا تجد ما تواجه به طالبها سيء الخلق ..عندما يقذفها بكلمة جارحة إلا أن تصم أذنها
و ترتدي لباس الامبالات مع خمار ساتر تغطي به عيونا يتطاير منها الشرر..
و ذاك معلم يتماسك إذا ناله نصيب من تلك الرشقات تجنبا لسفاهة تهديدات قد تطاله بعد نهاية العام الدراسي
إشفاقنا تأججا عند بعضنا عندما تذكرنا أولياء هؤلاء كم من المال صرفوا عليهم
..
و من العناء تكبدوا من أجل إيصالهم لمقاعد الدراسة و العلم ..و كم طوتهم مرارة الإنتظار ليوم فرحة نجاحهم
تقدمنا لنبدي لهم النصح يوما فقد شارف العام على نهايته ..و الإمتحانات قد تدق الأبواب .. و هم في غفلة كما عهدناهم
و لكن قبل أن يديروا لنا ظهورهم ... صدمنا بأن كانت شفقتهم أكبر علينا
قالوا في تملق ارحموا أنفسكم و لا تهتموا بنا و لا تخافوا علينا
فالنجاح عندنا في جيوبنا محفوظ
قلنا لم نسمع بنجاح تحتويه الجيوب و لكن ..في الإمتحان يكرم المرء أو يهان ..
فقالوا مقالتنا .. ولكن قولهم أن بعد الإمتحان تكون الإهانة أو الإكرام..
عدنا أدراجنا و لملمنا نصحنا و جففنا ينابيع تحسرنا و قطعنا بسيف يأس شفقتنا ..و قلنا موعدنا يوم الإمتحان
و جاء اليوم الموعود حيث كدنا أن لا نعرف زملاءنا ..فقد بدوا يرفلون في ثياب فاخر في قمة الأناقة ..
في حين كان اللباس آخر ما لفت عنايتنا واهتمامنا..
و الفرحة كانت تغمرهم ..و قلوبنا كان الترقب و الخوف يعصرها..
مابالهم و قد كانوا مهملين لأناقتهم طوال السنة ..و كنا أحسن منهم مظهرا ..
فإذا بيوم الإمتحان يغير حالهم و قليل من حالنا ..
مرت الأيام تقطعها رنات الإنتظار ليوم سعادة و انتصار.. فرحتنا بنجاحنا لم تدم طويلا..
بل عكر صفوها أن وجدناهم يزاحموننا في صفحات النجاح ..كنا نعرف جهلهم ومستواهم..
ولكن أنكرنا حينها أن تكون للأناقة علاقة ..و استخففنا بما قد يفعله إلتفتف أصحاب الأكتاف ..
و سخرنا ممن اعتقد أنه يستر جهل جهالته و ما به من عيوب ببذل ما في الجيوب
و لكننا علمنا أن النجاح قد يوضع تملقا في جيب
متأنق