m-mahdi.com
05-03-2007, 06:26 PM
بين المهدوية والانحراف
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله مصابيح الهدى وسفن النجاة.
وبعد:
إن الواقع المؤلم الذي يمرّ به شعبنا الجريح في عراق الأنبياء والأولياء يستدعي منّا الوقوف بتأمل وتدبر في هذا الواقع, وكيفية إستثمار أحداث هذا الواقع لصالح المذهب الحق الذي يمثل القراءة النموذجية للدين الحنيف.
ايها الاخوة الاعزاء.....
سمع أو شاهد جميعنا بما حصل مؤخراً من أحداث تمس عقائد الناس بإمامهم الغائب.
فما هو الهدف من هذه الاحداث (الحركات المشوشة)؟
هل انه الهدف المعلن هو الهدف الحقيقي أم إن هناك إختلافاً وبوناً شاسعاً؟ لقد تناولت وسائل الاعلام على إختلافٍ بينها في قراءة الحدث! ولم نصل من تلك القراءات المتلونة إلى حقيقة الأمر.
إذن فما هو الهدف الحقيقي من وراء إستهداف قضية الإمام المهدي عليه السلام في السنوات الأخيرة بوجوه مختلفة وأساليب متعددة؟
يرى البعض إن الاهداف المعلنة هي غير الهدف الحقيقي الذي اعد له مسبقاً بتخطيط وإحكام متقنين وقد لا يلتفت الطالب بل قد لا يصدق ان الهدف هو غير ما معلن!!!.
ويرى هذا البعض إن الهدف الحقيقي هو تسويف وتفريغ القضية المهدوية من محتواها, مما ينعكس بالتالي سلباً على معتنقي هذه العقيدة خصوصاً مع ملاحظة الافتراءات والاشاعات التي تطلق من ألسن مأجورة بعد كل حدثٍ خاص لتأكيد مضمون الهدف المعلن بل وتوسيعهُ قدر الامكان بواسطة الأيحاء للبسطاء والسذج يوهن هذه العقيدة وضعفها أو على أقل تقدير عدم صحتها في الوقت الحاضر وإستبعادها. وإن هذه العقيدة ليست إلا من صنع الملالي لجلب منافع محدودة.
وفي الحقيقة هذه هي الفتنة بعينها التي قد لا يلتفت الغالب منّا إلى شموليتها ودورها في رسم مسار الحياة بمختلف ميادينها وشتى أبعادها, وعدم الألتفات هذا ناشيء إما من الجهل أو الاهمال أو العناد, ويمكن القول بأحتمال تجاوز النحوين الأوليين من خلال المؤمنات (العلاجات) الشرعية والعقلائية.
ولكن من الصعب ان لم نقل من المستحيل علاج النمو الثالث من مناشيء الوقوع في الفتنة (العناد), فإن الملاحظ للمسيرة البشرية عبر التأريخ يجد دور هذا العامل في انحراف الامم والشعوب عن المسارات الرسالية الهادفة إلى ايصال الناس إلى السعادة المنشودة.
ولكي تكون لنا قراءة (وإن كانت إجمالية) حول هذا العامل في قضية الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف فمنهج قرائنا على شكل مجموعة من النقاط فنقول:
1 _ إن من المسلم به لدى العقلاء إرتباط النجاح بالأمتحان فما لم يكن هناك امتحان فلا نجاح, فالنجاح فرع الأمتحان, والذي لا يدخل الأمتحان لا يطلق عليه صفة الناجح, وهكذا في الفتنة التي هي لأبدية فطرية للأنسان, فما لم يفتتن الانسان لا ينجوا, وللنجاة سبل ومعاصم من لم يتمسك بها يسقط في الفتنة ويفشل في الأمتحان.
وهذا ما تؤكده جملة من الآيات والروايات, قال تعالى: ((الم, أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون...)). يتجلى بوضوح من خلال هذا النص الصريح ضرورة الفتنة للنجاح في أمتحان الأيمان والفوز بالجنة والسعادة.
2 _ لما كانت الفتنة بهذه المكانة المهمة في رسم مسار الحياة وما بعدها فلابد لنا كمسلمين من اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام أن سلط الضوء على الفتنة والامتحان في (إمامة المهدي من آل محمد عجل الله فرجه الشريف) لكون حيثيات هذه العقيدة شاملة لكل معالم الدين في عصرنا لدوام إمامته عليه السلام فهو إمام هذا العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف.
ولأن بحثنا إجمالياً ونريد منه أن يكون إستيعابياً نحاول أن نسلط الضوء في قرائتنا لهذا العنوان على أمورٍ ثلاث:
1 _ ما هو المنهج الذي رسمهُ أهل البيت عليهم السلام للنجاة من الفتنة؟
2 _ هل بالأمكان التعرف على الإمام الغائب عليه السلام عند خروجه دون تردد أو لبس؟ وما هو السبيل العقلائي فضلاً عن الشرعي لذلك؟
3 _ هل هناك وقت محدد بالامكان التوصل اليه عن طريق بعض العلوم لمعرفة زمان الخروج المبارك؟
وقبل البدء:
ليكن معلوماً لدينا إن كل منهج وطريق يخالف ما طرحه أهل البيت (هذا الطرح الواصل الينا عن طريق الموروث من روايات وسيرة وغيرها) فهو منهج منحرف ولا يؤدي إلى النتيجة المطلوبة (وهي النجاة من الفتنة), وهذا ما قامت عليه الدلائل بمختلف ألوانها وتعدد مشاربها ويكفيك منها دلالات حديث الثقلين على ذلك.
إذن لما كان المنهج الموصل إلى النتيجة منحصر بهذا الطريق فما هو ذلك المنهج؟
والجواب عن ذلك بكل إختصار هو الرجوع إلى المتخصص في العلوم الشرعية في زمن الغيبة ودلائل صحة هذا القول فضلاً عن إنه فطري[1], فهو شرعي دلت عليه نصوص كثيرة منها:
1 _ عن الحسن عليه السلام: ( ما وليت امة أمرها رجلاً قط من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالاً حتى يرجعوا عمّا تركوا).
وعن الصادق عليه السلام: (من دعا إلى نفسه وفي الناس من هو أعلم منه فهو مبتدع ضال).
عن العسكري عليه السلام: (لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء... لما بقي أحد إلا إرتد عن دين الله) وعنه عليه السلام: (فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسهِ حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه).
إتضح لنا إن الطريق الصحيح الذي وضعه أهل البيت عليهم السلام للنجاة هو الرجوع إلى المتخصص في الامور الدينية.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله مصابيح الهدى وسفن النجاة.
وبعد:
إن الواقع المؤلم الذي يمرّ به شعبنا الجريح في عراق الأنبياء والأولياء يستدعي منّا الوقوف بتأمل وتدبر في هذا الواقع, وكيفية إستثمار أحداث هذا الواقع لصالح المذهب الحق الذي يمثل القراءة النموذجية للدين الحنيف.
ايها الاخوة الاعزاء.....
سمع أو شاهد جميعنا بما حصل مؤخراً من أحداث تمس عقائد الناس بإمامهم الغائب.
فما هو الهدف من هذه الاحداث (الحركات المشوشة)؟
هل انه الهدف المعلن هو الهدف الحقيقي أم إن هناك إختلافاً وبوناً شاسعاً؟ لقد تناولت وسائل الاعلام على إختلافٍ بينها في قراءة الحدث! ولم نصل من تلك القراءات المتلونة إلى حقيقة الأمر.
إذن فما هو الهدف الحقيقي من وراء إستهداف قضية الإمام المهدي عليه السلام في السنوات الأخيرة بوجوه مختلفة وأساليب متعددة؟
يرى البعض إن الاهداف المعلنة هي غير الهدف الحقيقي الذي اعد له مسبقاً بتخطيط وإحكام متقنين وقد لا يلتفت الطالب بل قد لا يصدق ان الهدف هو غير ما معلن!!!.
ويرى هذا البعض إن الهدف الحقيقي هو تسويف وتفريغ القضية المهدوية من محتواها, مما ينعكس بالتالي سلباً على معتنقي هذه العقيدة خصوصاً مع ملاحظة الافتراءات والاشاعات التي تطلق من ألسن مأجورة بعد كل حدثٍ خاص لتأكيد مضمون الهدف المعلن بل وتوسيعهُ قدر الامكان بواسطة الأيحاء للبسطاء والسذج يوهن هذه العقيدة وضعفها أو على أقل تقدير عدم صحتها في الوقت الحاضر وإستبعادها. وإن هذه العقيدة ليست إلا من صنع الملالي لجلب منافع محدودة.
وفي الحقيقة هذه هي الفتنة بعينها التي قد لا يلتفت الغالب منّا إلى شموليتها ودورها في رسم مسار الحياة بمختلف ميادينها وشتى أبعادها, وعدم الألتفات هذا ناشيء إما من الجهل أو الاهمال أو العناد, ويمكن القول بأحتمال تجاوز النحوين الأوليين من خلال المؤمنات (العلاجات) الشرعية والعقلائية.
ولكن من الصعب ان لم نقل من المستحيل علاج النمو الثالث من مناشيء الوقوع في الفتنة (العناد), فإن الملاحظ للمسيرة البشرية عبر التأريخ يجد دور هذا العامل في انحراف الامم والشعوب عن المسارات الرسالية الهادفة إلى ايصال الناس إلى السعادة المنشودة.
ولكي تكون لنا قراءة (وإن كانت إجمالية) حول هذا العامل في قضية الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف فمنهج قرائنا على شكل مجموعة من النقاط فنقول:
1 _ إن من المسلم به لدى العقلاء إرتباط النجاح بالأمتحان فما لم يكن هناك امتحان فلا نجاح, فالنجاح فرع الأمتحان, والذي لا يدخل الأمتحان لا يطلق عليه صفة الناجح, وهكذا في الفتنة التي هي لأبدية فطرية للأنسان, فما لم يفتتن الانسان لا ينجوا, وللنجاة سبل ومعاصم من لم يتمسك بها يسقط في الفتنة ويفشل في الأمتحان.
وهذا ما تؤكده جملة من الآيات والروايات, قال تعالى: ((الم, أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون...)). يتجلى بوضوح من خلال هذا النص الصريح ضرورة الفتنة للنجاح في أمتحان الأيمان والفوز بالجنة والسعادة.
2 _ لما كانت الفتنة بهذه المكانة المهمة في رسم مسار الحياة وما بعدها فلابد لنا كمسلمين من اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام أن سلط الضوء على الفتنة والامتحان في (إمامة المهدي من آل محمد عجل الله فرجه الشريف) لكون حيثيات هذه العقيدة شاملة لكل معالم الدين في عصرنا لدوام إمامته عليه السلام فهو إمام هذا العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف.
ولأن بحثنا إجمالياً ونريد منه أن يكون إستيعابياً نحاول أن نسلط الضوء في قرائتنا لهذا العنوان على أمورٍ ثلاث:
1 _ ما هو المنهج الذي رسمهُ أهل البيت عليهم السلام للنجاة من الفتنة؟
2 _ هل بالأمكان التعرف على الإمام الغائب عليه السلام عند خروجه دون تردد أو لبس؟ وما هو السبيل العقلائي فضلاً عن الشرعي لذلك؟
3 _ هل هناك وقت محدد بالامكان التوصل اليه عن طريق بعض العلوم لمعرفة زمان الخروج المبارك؟
وقبل البدء:
ليكن معلوماً لدينا إن كل منهج وطريق يخالف ما طرحه أهل البيت (هذا الطرح الواصل الينا عن طريق الموروث من روايات وسيرة وغيرها) فهو منهج منحرف ولا يؤدي إلى النتيجة المطلوبة (وهي النجاة من الفتنة), وهذا ما قامت عليه الدلائل بمختلف ألوانها وتعدد مشاربها ويكفيك منها دلالات حديث الثقلين على ذلك.
إذن لما كان المنهج الموصل إلى النتيجة منحصر بهذا الطريق فما هو ذلك المنهج؟
والجواب عن ذلك بكل إختصار هو الرجوع إلى المتخصص في العلوم الشرعية في زمن الغيبة ودلائل صحة هذا القول فضلاً عن إنه فطري[1], فهو شرعي دلت عليه نصوص كثيرة منها:
1 _ عن الحسن عليه السلام: ( ما وليت امة أمرها رجلاً قط من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالاً حتى يرجعوا عمّا تركوا).
وعن الصادق عليه السلام: (من دعا إلى نفسه وفي الناس من هو أعلم منه فهو مبتدع ضال).
عن العسكري عليه السلام: (لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء... لما بقي أحد إلا إرتد عن دين الله) وعنه عليه السلام: (فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسهِ حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه).
إتضح لنا إن الطريق الصحيح الذي وضعه أهل البيت عليهم السلام للنجاة هو الرجوع إلى المتخصص في الامور الدينية.