نووورا انا
22-06-2009, 06:40 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
من هو الشيخ الصدوق ؟
هو محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه، أبو جعفر المعروف بـ « الصدوق ». وُلد بعد سنة 305 هجريّة، في أوائل فترة السفير الثالث للإمام المهديّ عليه السّلام الحسين بن روح.. في مدينة قمّ المقدّسة، ببركة دعاء صاحب الأمر الإمام المهديّ سلام الله عليه.
روى الشيخ الطوسيّ أنّ أباه عليّ بن الحسين بن بابوَيه لم يُرزَق من بنت عمّه ولَداً، فكتب إلى الحسين بن روح أن يسأل الإمام المهديّ عليه السّلام أن يدعوَ الله له أن يرزقه أولاداً فقهاء، فجاء الجواب: إنّك لا تُرزق من هذه، وستملك جارية دَيلميّةً وتُرزَق منها ولَدَينِ فقيهَين .
وجاء في ( سفينة البحار 59:3 ) للشيخ عبّاس القمّي: وُلد بدعاء صاحب الأمر، ونال بذلك عظيم الفضل والفخر. وصفه الإمام عليه السّلام في التوقيع الخارج من ناحيته المقدّسة بأنّه فقيه خيّر مبارك، ينفع الله به. فعمّت بركتُه الأنام، وانتفع به الخاصّ والعامّ.
نزل الشيخ الصدوق في الريّ ( جنوب طهران اليوم )، ووجّه الناس بخراسان، ثمّ ورد بغداد سنة 355 هجريّة، وقد سمع منه شيوخ زمانه وهو حَدَث السنّ .
المنشأ العائليّأُسرة الشيخ الصدوق أُسرة معروفة بالعلم والفضل، ومن البيوتات العريقة المشهورة في مدينة قمّ المقدّسة. أبوه أبو الحسن عليّ بن الحسين كان فقيهاً وجيهاً ومرجعاً في الأحكام الشرعيّة. ذكره الشيخ الطوسيّ في رجاله وفهرسته، والعلاّمة الحليّ في (خلاصة الأقوال)، وأورد اسمَه العلماء في إجازاتهم له فأثنوا عليه، إذ كان يحظى بمقام كريم، فهو أوّل من ابتكر طرح الأسانيد، وجمع بين النظائر وأتى بالخبر مع قرينه. وإلى ذلك كان متّصفاً بالسؤدد والفضيلة، فنبغ على يديه جماعة كثيرة من العلماء.
أمّا مؤلّفاته، فاشتهر منها قرابة عشرين كتاباً، وضاعت البقيّة، وقد ذكر ابن النديم في ( الفهرست ص 277 ) أنّها مئتا كتاب.
وكان من علوّ قدره أن كتب له الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام وصيّةً جاء فيها:
أُوصيك يا شيخي ومعتمَدي وفقيهي، أبا الحسن عليَّ بن الحسين القمّي ـ وفّقك الله لمرضاته، وجعل من صُلبك أولاداً صالحين برحمته ـ بتقوى الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة .
أما أخوه الحسين بن عليّ فقد عقد مجلساً للبحث والتدريس وهو دون العشرين، فحضر مجلسَه محمّدُ بن عليّ الأسود، فإذا نظر إلى إسراعه في الأجوبة أكثر تعجّبه به لصغر سنّه، ثمّ قال: لا عجَب؛ لأنّك وُلدتَ بدعاء الإمام المهديّ عليه السّلام .
وهكذا سائر أُسرته وأقربائه.
أسفاره وحصائده
حفلت حياة الشيخ الصدوق بالسفر الكثير والبعيد، فكانت له رحلات طويلة إلى بلدان وأمصار لم يطلب فيها نزهة أو ترفيهاً، بل كانت للبحث والتنقيب عن الأحاديث الشريفة والأسانيد الصحيحة والمصادر الموثّقة.. من أجل العلم: تعلّمه وتعليمه.
وبعد أن تتلمذ على يد أساتذة قمّ وتخرّج على مشايخها.. هاجر إلى ( الريّ ) بناءً على طلب مُلحٍّ من أهلها، فأقام فيها مدّةً ثمّ هاجر منها بعد سنة 339 أو بعد سنة 349 هجريّة.. حيث ذهب لزيارة مشهد الإمام عليّ بن موسى الرضا صلوات الله عليه في (خراسان)، عاد بعدها إلى الريّ. وكان قبل ذلك قد دخل مدينة ( نيشابور ) وسمع فيها جمعاً من مشايخها كما حدّثه قبل ذلك بمَرو الروذ جماعة، ثمّ رحل إلى مدينة ( بغداد ) في تلك السنة وسمع جماعة من مشايخها.
وفي سنة 354 ورد ( الكوفة ) وسمع الحديث من جماعة من مشايخها أيضاً، وحدّثه بـ ( فيد ) أبو عليّ أحمد بن أبي جعفر البَيهقيّ. وفي تلك السنة أيضاً ورد (هَمَدان) بعد رجوعه من بيت الله الحرام، وسمع شيوخها. ويظهر من ( فهرست النجاشيّ ص 276 ) أنّ الشيخ الصدوق قد دخل بغداد مرّة أُخرى عام 355 هجريّ.
هذا.. إضافة إلى سفره إلى ( بلْخ ) و ( سَرَخْس ) و ( إيلاق ) و ( طوس ) و (استرآباد ) و ( جرجان ) و ( فرغانة ) و ( مكّة ) و ( المدينة ) و ( سمرقند ).. فأفاد واستفاد.
وكان يطوف في البلدان يجتمع بمشايخ الحديث والفقه، يستمع منهم ويقرأ الروايات عليهم ويأخذ الإجازات عنهم، فاستطاع بذلك أن يجمع ثروة حديثية ضخمة فاخرة، نفع بها المسلمين نفعاً كبيراً، وحفظ ما تناثر من شؤون الدين وأموره، حتّى صنّف وألّف ممّا جمعه ما يقارب الثلاثمائة كتاب، كما نصّ على ذلك الشيخ الطوسيّ في (الفهرست) وقد عدّ منها أربعين كتاباً، فيما أورد النجاشيّ في فهرسته نحو مئتين من كتبه ومصنّفاته القيّمة في شتى العلوم والمعارف
من هو الشيخ الصدوق ؟
هو محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابَوَيه، أبو جعفر المعروف بـ « الصدوق ». وُلد بعد سنة 305 هجريّة، في أوائل فترة السفير الثالث للإمام المهديّ عليه السّلام الحسين بن روح.. في مدينة قمّ المقدّسة، ببركة دعاء صاحب الأمر الإمام المهديّ سلام الله عليه.
روى الشيخ الطوسيّ أنّ أباه عليّ بن الحسين بن بابوَيه لم يُرزَق من بنت عمّه ولَداً، فكتب إلى الحسين بن روح أن يسأل الإمام المهديّ عليه السّلام أن يدعوَ الله له أن يرزقه أولاداً فقهاء، فجاء الجواب: إنّك لا تُرزق من هذه، وستملك جارية دَيلميّةً وتُرزَق منها ولَدَينِ فقيهَين .
وجاء في ( سفينة البحار 59:3 ) للشيخ عبّاس القمّي: وُلد بدعاء صاحب الأمر، ونال بذلك عظيم الفضل والفخر. وصفه الإمام عليه السّلام في التوقيع الخارج من ناحيته المقدّسة بأنّه فقيه خيّر مبارك، ينفع الله به. فعمّت بركتُه الأنام، وانتفع به الخاصّ والعامّ.
نزل الشيخ الصدوق في الريّ ( جنوب طهران اليوم )، ووجّه الناس بخراسان، ثمّ ورد بغداد سنة 355 هجريّة، وقد سمع منه شيوخ زمانه وهو حَدَث السنّ .
المنشأ العائليّأُسرة الشيخ الصدوق أُسرة معروفة بالعلم والفضل، ومن البيوتات العريقة المشهورة في مدينة قمّ المقدّسة. أبوه أبو الحسن عليّ بن الحسين كان فقيهاً وجيهاً ومرجعاً في الأحكام الشرعيّة. ذكره الشيخ الطوسيّ في رجاله وفهرسته، والعلاّمة الحليّ في (خلاصة الأقوال)، وأورد اسمَه العلماء في إجازاتهم له فأثنوا عليه، إذ كان يحظى بمقام كريم، فهو أوّل من ابتكر طرح الأسانيد، وجمع بين النظائر وأتى بالخبر مع قرينه. وإلى ذلك كان متّصفاً بالسؤدد والفضيلة، فنبغ على يديه جماعة كثيرة من العلماء.
أمّا مؤلّفاته، فاشتهر منها قرابة عشرين كتاباً، وضاعت البقيّة، وقد ذكر ابن النديم في ( الفهرست ص 277 ) أنّها مئتا كتاب.
وكان من علوّ قدره أن كتب له الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام وصيّةً جاء فيها:
أُوصيك يا شيخي ومعتمَدي وفقيهي، أبا الحسن عليَّ بن الحسين القمّي ـ وفّقك الله لمرضاته، وجعل من صُلبك أولاداً صالحين برحمته ـ بتقوى الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة .
أما أخوه الحسين بن عليّ فقد عقد مجلساً للبحث والتدريس وهو دون العشرين، فحضر مجلسَه محمّدُ بن عليّ الأسود، فإذا نظر إلى إسراعه في الأجوبة أكثر تعجّبه به لصغر سنّه، ثمّ قال: لا عجَب؛ لأنّك وُلدتَ بدعاء الإمام المهديّ عليه السّلام .
وهكذا سائر أُسرته وأقربائه.
أسفاره وحصائده
حفلت حياة الشيخ الصدوق بالسفر الكثير والبعيد، فكانت له رحلات طويلة إلى بلدان وأمصار لم يطلب فيها نزهة أو ترفيهاً، بل كانت للبحث والتنقيب عن الأحاديث الشريفة والأسانيد الصحيحة والمصادر الموثّقة.. من أجل العلم: تعلّمه وتعليمه.
وبعد أن تتلمذ على يد أساتذة قمّ وتخرّج على مشايخها.. هاجر إلى ( الريّ ) بناءً على طلب مُلحٍّ من أهلها، فأقام فيها مدّةً ثمّ هاجر منها بعد سنة 339 أو بعد سنة 349 هجريّة.. حيث ذهب لزيارة مشهد الإمام عليّ بن موسى الرضا صلوات الله عليه في (خراسان)، عاد بعدها إلى الريّ. وكان قبل ذلك قد دخل مدينة ( نيشابور ) وسمع فيها جمعاً من مشايخها كما حدّثه قبل ذلك بمَرو الروذ جماعة، ثمّ رحل إلى مدينة ( بغداد ) في تلك السنة وسمع جماعة من مشايخها.
وفي سنة 354 ورد ( الكوفة ) وسمع الحديث من جماعة من مشايخها أيضاً، وحدّثه بـ ( فيد ) أبو عليّ أحمد بن أبي جعفر البَيهقيّ. وفي تلك السنة أيضاً ورد (هَمَدان) بعد رجوعه من بيت الله الحرام، وسمع شيوخها. ويظهر من ( فهرست النجاشيّ ص 276 ) أنّ الشيخ الصدوق قد دخل بغداد مرّة أُخرى عام 355 هجريّ.
هذا.. إضافة إلى سفره إلى ( بلْخ ) و ( سَرَخْس ) و ( إيلاق ) و ( طوس ) و (استرآباد ) و ( جرجان ) و ( فرغانة ) و ( مكّة ) و ( المدينة ) و ( سمرقند ).. فأفاد واستفاد.
وكان يطوف في البلدان يجتمع بمشايخ الحديث والفقه، يستمع منهم ويقرأ الروايات عليهم ويأخذ الإجازات عنهم، فاستطاع بذلك أن يجمع ثروة حديثية ضخمة فاخرة، نفع بها المسلمين نفعاً كبيراً، وحفظ ما تناثر من شؤون الدين وأموره، حتّى صنّف وألّف ممّا جمعه ما يقارب الثلاثمائة كتاب، كما نصّ على ذلك الشيخ الطوسيّ في (الفهرست) وقد عدّ منها أربعين كتاباً، فيما أورد النجاشيّ في فهرسته نحو مئتين من كتبه ومصنّفاته القيّمة في شتى العلوم والمعارف