امير الرافدين
23-06-2009, 11:52 AM
سلسلة بحوث تزكية النفس
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى اله وصحبه المنتجبين الأخيار الأنصار
ارتأيت أن اكتب إلى الأخوة الأعزاء هذه البحوث القيمة لما فيها من اثر كبير على تزكية النفس والوصول بالنفس إلى الذات الإلهية والابتعاد عن الرذائل والقبائح عسى إن تعم الفائدة وسوف اجعل البحث على شكل حلقات ومن الله
نستمد القوة والثبات
الحلقة الأولى
الله جل جلاله:- نبحث حول مايتعلق بالله جل جلاله تارة عن إثبات وجود الله سبحانه وتعالى بقطع النظر عن وحدانيته وأخرى عن إثبات وحدانيته تعالى وثالثة عن صفاته جل وعلا فيقع البحث في ثلاث مراحل :
الأولى:إثبات الصانع
الثانية:التوحيد
الثالثة:صفات الله تعالى
النقطة الأولى:إثبات الصانع
وفيه ثلاث محاور نأخذ اليوم المحور الأول وهو
أسباب لزوم الفحص عن وجود الله تعالى
العقل يلزم كل إنسان غير عالم بوجود الله بالفحص عن وجوده تعالى لأحد أسباب ثلاثة :-
الأول: دفع الضرر المحتمل سواء كان فرض الضرر عبارة عن العذاب المحتمل أو فقدان الثواب المحتمل أو
فرض عبارة عن أمر عرفاني هو الحجب عن الله تعالى أو فقدان رضوانه أو فقد الالتذاذ بالنظر إليه بالمعنى
المعقول من النظر إليه (اقصد النظر المعنوي لاالحقيقي لان الله لاتدركه الإبصار) حيث قال سبحانه وتعالى
في كتابه الكريم (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) . وقال عز وجل :
(كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ) وقال عز من قائل ( وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ)
وعن الصادق (عليه السلام) انه قال لابن أبي العوجاء(( ان يكن الامر كما تقول وليس كما تقول نجونا
ونجوت وان يكن الأمر كما نقول وهو كما نقول نجونا وهلكت))........
الثاني:شكر المنعم إذ على تقدير وجود المنعم الحقيقي يجب شكره عقلا ويتحقق شكره بمعرفته واحتمال الوجوب
العقلي ينجز الفحص....وأول النعم هو أصل الوجود وثانيها الفهم والمعرفة ووسائلها التي زودنا الله بها
تم باقي النعم التي لاتحصى وقد ذكر الله تعالى عباده في محكم كتابه مرات كثيرة بنعمه ومنها هذان
المقطعان :-
1) (( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * خَلَقَ
الإِنسانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ * وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ *
وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ* وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ *
وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ* هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ *
وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ * أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ *وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ))
2) قال تعالى في محكم كتابه الكريم (( اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ *وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ *وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (( ..............
ومن الطريف إن كلا المقطعين ختما بقوله تعالى ( وان تعدو نعمة الله لاتحصوها) كما إن كلا المقطعين مشتملان
على مسألة شكر النعمة وكفرانها فالأول بتعبير ((لعلكم تشكرون )) والثاني بتعبير((إن الإنسان لظلوم كفار))
ومن الطريف أيضا في المقطع ألقراني الأول انه حث في ثلاثة مواضع من عده نعم الله تعالى على التفكر تارة
وعلى التعقل تارة أخرى وعلى التذكر ثالثة فقال(( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.........
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ...))
وعلى أية حال فالآيات التي تذكر الناس بنعم الله تعالى كثيرة نختم الحديث عنها هنا بقوله سبحانه وتعالى ......
((أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ ))
وأما الروايات فأقتصر منها على ذكر رواية واحدة تربط بين جسيم النعمة وبين الهداية وهي المروية عن علي
(عليه السلام)((ولو فكروا في عظيم القدرة وجسيم النعمة لرجعوا إلى الطريق وخافوا عذاب الحريق ولكن القلوب
عليلة والبصائرمدخولة))
ثالثا:- مسألة المالكية والمملوكية فان جميع الملكيات العرفية والعقلائية والشرعية الإلهية والشرعيات الوضعية
ليست عدا اعتبارات جعلية والملكية الوحيدة التي هي بمعنى الجدة الحقيقية إنما هي ملكية الخالق لمخلوقه
إن كان هناك في الواقع خالق للعالم بما فيه من الموجودات فعلى تقدير وجوده في واقع الأمر تجب طاعته
وإتباعه إتباع المملوك لمالكه الحقيقي واحتمال ذلك يكون منجزا ً عقلاً.......
والوجهان الآخران يؤثران في النفوس الشفافة والقلوب الصافية ... والأخير ارق من الثاني ويكون تأثيره بحاجة
إلى صفاء أكثر إما الأول وهو دفع الضرر المحتمل فهو الأمر العام المؤثر في نفوس العقلاء الاعتياديين.......
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى اله وصحبه المنتجبين الأخيار الأنصار
ارتأيت أن اكتب إلى الأخوة الأعزاء هذه البحوث القيمة لما فيها من اثر كبير على تزكية النفس والوصول بالنفس إلى الذات الإلهية والابتعاد عن الرذائل والقبائح عسى إن تعم الفائدة وسوف اجعل البحث على شكل حلقات ومن الله
نستمد القوة والثبات
الحلقة الأولى
الله جل جلاله:- نبحث حول مايتعلق بالله جل جلاله تارة عن إثبات وجود الله سبحانه وتعالى بقطع النظر عن وحدانيته وأخرى عن إثبات وحدانيته تعالى وثالثة عن صفاته جل وعلا فيقع البحث في ثلاث مراحل :
الأولى:إثبات الصانع
الثانية:التوحيد
الثالثة:صفات الله تعالى
النقطة الأولى:إثبات الصانع
وفيه ثلاث محاور نأخذ اليوم المحور الأول وهو
أسباب لزوم الفحص عن وجود الله تعالى
العقل يلزم كل إنسان غير عالم بوجود الله بالفحص عن وجوده تعالى لأحد أسباب ثلاثة :-
الأول: دفع الضرر المحتمل سواء كان فرض الضرر عبارة عن العذاب المحتمل أو فقدان الثواب المحتمل أو
فرض عبارة عن أمر عرفاني هو الحجب عن الله تعالى أو فقدان رضوانه أو فقد الالتذاذ بالنظر إليه بالمعنى
المعقول من النظر إليه (اقصد النظر المعنوي لاالحقيقي لان الله لاتدركه الإبصار) حيث قال سبحانه وتعالى
في كتابه الكريم (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) . وقال عز وجل :
(كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ) وقال عز من قائل ( وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ)
وعن الصادق (عليه السلام) انه قال لابن أبي العوجاء(( ان يكن الامر كما تقول وليس كما تقول نجونا
ونجوت وان يكن الأمر كما نقول وهو كما نقول نجونا وهلكت))........
الثاني:شكر المنعم إذ على تقدير وجود المنعم الحقيقي يجب شكره عقلا ويتحقق شكره بمعرفته واحتمال الوجوب
العقلي ينجز الفحص....وأول النعم هو أصل الوجود وثانيها الفهم والمعرفة ووسائلها التي زودنا الله بها
تم باقي النعم التي لاتحصى وقد ذكر الله تعالى عباده في محكم كتابه مرات كثيرة بنعمه ومنها هذان
المقطعان :-
1) (( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * خَلَقَ
الإِنسانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ * وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ *
وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ* وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ *
وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ* هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ *
وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ * أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ *وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ))
2) قال تعالى في محكم كتابه الكريم (( اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ *وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ *وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (( ..............
ومن الطريف إن كلا المقطعين ختما بقوله تعالى ( وان تعدو نعمة الله لاتحصوها) كما إن كلا المقطعين مشتملان
على مسألة شكر النعمة وكفرانها فالأول بتعبير ((لعلكم تشكرون )) والثاني بتعبير((إن الإنسان لظلوم كفار))
ومن الطريف أيضا في المقطع ألقراني الأول انه حث في ثلاثة مواضع من عده نعم الله تعالى على التفكر تارة
وعلى التعقل تارة أخرى وعلى التذكر ثالثة فقال(( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.........
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ...))
وعلى أية حال فالآيات التي تذكر الناس بنعم الله تعالى كثيرة نختم الحديث عنها هنا بقوله سبحانه وتعالى ......
((أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ ))
وأما الروايات فأقتصر منها على ذكر رواية واحدة تربط بين جسيم النعمة وبين الهداية وهي المروية عن علي
(عليه السلام)((ولو فكروا في عظيم القدرة وجسيم النعمة لرجعوا إلى الطريق وخافوا عذاب الحريق ولكن القلوب
عليلة والبصائرمدخولة))
ثالثا:- مسألة المالكية والمملوكية فان جميع الملكيات العرفية والعقلائية والشرعية الإلهية والشرعيات الوضعية
ليست عدا اعتبارات جعلية والملكية الوحيدة التي هي بمعنى الجدة الحقيقية إنما هي ملكية الخالق لمخلوقه
إن كان هناك في الواقع خالق للعالم بما فيه من الموجودات فعلى تقدير وجوده في واقع الأمر تجب طاعته
وإتباعه إتباع المملوك لمالكه الحقيقي واحتمال ذلك يكون منجزا ً عقلاً.......
والوجهان الآخران يؤثران في النفوس الشفافة والقلوب الصافية ... والأخير ارق من الثاني ويكون تأثيره بحاجة
إلى صفاء أكثر إما الأول وهو دفع الضرر المحتمل فهو الأمر العام المؤثر في نفوس العقلاء الاعتياديين.......