عقيل الحمداني
29-06-2009, 01:55 AM
11 كرامة من كرامات الإمام الهادي ع
نشرا لفضائل اهل البيت ع وتقوية لمذهبهم وتعريفا للناس بهم جمعنا هذه الكرامات التي كانت للامام الهادي عليه السلام لزيادة التبصرة واليقين بامرهم واليك هذه الباقة من الكرامات
خذ هذا الدواء
روى زيد بن علي بن الحسين بن زيد قال: مرضت فدخل الطبيب عليَّ ليلا، ووصف لي دواء آخذه في السحر كذا وكذا يوما، فلم يمكني تحصيله من الليل، وخرج الطبيب من الباب وورد صاحب أبي الحسن ع في الحال ومعه صرة فيها ذلك الدواء بعينه، فقال أبو الحسن: يقرئك السلام، ويقول: «خذ هذا الدواء كذا وكذا يوما» فأخذته وشربته فبرأت) الإرشاد: ج2 ص308.
في خان الصعاليك
عن صالح بن سعيد قال: دخلت على أبي الحسن ع يوم وروده، فقلت له: جعلت فداك في كل الأمور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك، حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع خان الصعاليك.
فقال: «ها هنا أنت يا ابن سعيد»، ثم أومأ بيده فإذا بروضات آنقات، وأنهار جاريات، وجنات بينها خيرات عطرات، وولدان كأنهم اللؤلؤ المكنون، فحار بصري وكثر عجبي، فقال لي: «حيث كنا فهذا لنا يا ابن سعيد لسنا في خان الصعاليك»( المناقب: ج4 ص411.
تكفى أمره إلى شهرين
أيوب بن نوح قال: كتبت إلى أبي الحسن ع، قد تعرض لي جعفر بن عبد الواحد القاضي، وكان يؤذيني بالكوفة أشكو إليه ما ينالني منه من الأذى، فكتب إليَّ: «تكفى أمره إلى شهرين» فعزل عن الكوفة في شهرين، واسترحت منه(( ) بحار الأنوار: ج50 ص177.
إنه مات
عن الوشاء عن خيران الأسباطي قال: قدمت على أبي الحسن علي بن محمد ع بالمدينة فقال لي: «ما خبر الواثق عندك»؟
قلت: جعلت فداك خلفته في عافية، أنا من أقرب الناس عهدا به وعهدي به منذ عشرة أيام.
قال: فقال لي: « إن أهل المدينة يقولون إنه مات».
فقلت: أنا أقرب الناس به عهدا.
قال: فقال لي: «إن الناس يقولون إنه مات».
فلما قال لي: إن الناس يقولون، علمت أنه يعني نفسه.
ثم قال لي: «ما فعل جعفر»؟
قلت له: تركته أسوء الناس حالا في السجن.
قال: فقال: «أما إنه صاحب الأمر».
ثم قال لي: «ما فعل ابن الزيات»؟
قلت: الناس معه والأمر أمره.
فقال: «أما إنه شؤم عليه».
قال: ثم سكت وقال لي: «لا بد أن يجري مقادير الله وأحكامه، يا خيران مات الواثق، وقد قعد جعفر المتوكل، وقد قتل ابن الزيات» قلت: متى جعلت فداك، قال: «بعد خروجك بستة أيام»( كشف الغمة: ج2 ص378).
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
عن علي بن إبراهيم بن محمد الطائفي قال: مرض المتوكل من خراج خرج به، فأشرف منه على الموت فلم يجسر أحد أن يمسه بحديد، فنذرت أمه ـ إن عوفي ـ أن تحمل إلى أبي الحسن ع، مالا جليلا من مالها، وقال الفتح بن خاقان للمتوكل: لو بعثت إلى هذا الرجل ـ يعني أبا الحسن ـ فإنه ربما كان عنده صفة شيء يفرج الله تعالى به عنك.
فقال: ابعثوا إليه فمضى الرسول فرجع، فقال: «خذوا كسب الغنم فدفوه بماء الورد، فوضعوه على الخراج، فإنه نافع بإذن الله». فجعل من يحضر المتوكل يهزأ من قوله، فقال لهم: الفتح وما يضر من تجربة ما قال، فو الله إني لأرجو الصلاح به. فأحضر الكسب وديف بماء الورد، ووضع على الخراج فخرج منه ما كان فيه، وبشرت أم المتوكل بعافيته، فحملت إلى أبي الحسن عشرة ألف دينار تحت خاتمها، واستقل المتوكل من علته.
فما كان بعد أيام سعى البطحائي بأبي الحسن ع إلى المتوكل، وقال: عنده أموال وسلاح، فتقدم المتوكل إلى سعيد الحاجب، أن يهجم عليه ليلا ويأخذ ما يجده عنده من الأموال والسلاح ويحمله إليه.
قال إبراهيم: قال لي سعيد الحاجب: صرت إلى دار أبي الحسن ع بالليل ومعي سلم فصعدت منه على السطح ونزلت من الدرجة إلى بعضها في الظلمة، فلم أدر كيف أصل إلى الدار، فناداني أبو الحسن ع من الدار: «يا سعيد مكانك حتى يأتوك بشمعة» فلم ألبث أن أتوني بشمعة فنزلت، فوجدت عليه جبة صوف وقلنسوة منها، وسجادته على حصير بين يديه، وهو مقبل على القبلة، فقال لي: «دونك البيوت»، فدخلتها وفتشتها فلم أجد فيها شيئا، ووجدت البدرة مختومة بخاتم أم المتوكل وكيسا مختوما معها.
فقال لي أبو الحسن ع : «دونك المصلى» فرفعته فوجدت سيفا في جفن غير ملبوس، فأخذت ذلك وصرت إليه، فلما نظر إلى خاتم أمه على البدرة، بعث إليها فخرجت إليه فسألها عن البدرة، فأخبرني بعض خدم الخاصة أنها قالت: كنت نذرت في علتك إن عوفيت أن أحمل إليه من مالي عشرة آلاف دينار، فحملتها إليه وهذا خاتمي على الكيس ما حركها، وفتح الكيس الآخر فإذا فيه أربعمائة دينار، فأمر أن يضم إلى البدرة بدرة أخرى، وقال لي: احمل ذلك إلى أبي الحسن واردد السيف والكيس، فحملت ذلك واستحييت منه، فقلت: يا سيدي عز عليَّ دخولي دارك بغير إذنك ولكني مأمور، فقال لي: وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون »(( ) إعلام الورى: ص361-362.
أجمع أمرك
قال محمد بن الفرج الرخجي: إن أبا الحسن ع كتب إليَّ: «يا محمد اجمع أمرك وخذ حذرك» فقال: أنا في جمع أمري لست أدري ما أراد بما كتب إليَّ، حتى ورد عليَّ رسول حملني من مصر مصفدا بالحديد، وضرب على كلما أملك فمكثت في السجن ثماني سنين.
ثم ورد عليَّ كتاب منه وأنا في السجن: «يا محمد لا تنزل في ناحية الجانب الغربي» فقرأت الكتاب وقلت في نفسي: يكتب أبو الحسن بهذا إليّ وأنا في السجن، إن هذا لعجب فما مكثت إلا أياما يسيرة، حتى أفرج عني وحلت قيودي وخلي سبيلي.
قال: فكتبت إليه بعد خروجي أسأله أن يسأل الله أن يرد ضياعي عليَّ، قال فكتب إليَّ: «سوف ترد عليك وما يضرك أن لا ترد عليك».
قال علي بن محمد النوفلي: فلما شخص محمد بن الفرج الرخجي إلى العسكر كتب له برد ضياعه عليه فلم يصل الكتاب حتى مات(ع.
كشف الله عنك وعن أبيك
علي بن محمد الحجال قال: كتبت إلى أبي الحسن، أنا في خدمتك وأصابني علة في رجلي، لا أقدر على النهوض والقيام بما يجب، فإن رأيت أن تدعو الله أن يكشف علتي، ويعينني على القيام بما يجب عليَّ وأداء الأمانة في ذلك، ويجعلني من تقصيري من غير تعمد مني، وتضييع مال أتعمده من نسيان يصيبني في حل، ويوسع عليَّ وتدعو لي بالثبات على دينه، الذي ارتضاه لنبيه فوقع: «كشف الله عنك وعن أبيك» قال: وكان بأبي علة ولم أكتب فيها، فدعا له ابتداء(بحار الأنوار: ج50 ص181.
تكلم الامام باللهجة الصقلابية
عن علي بن مهزيار قال: أرسلت إلى أبي الحسن الثالث غلامي وكان صقلابياً، فرجع الغلام إليّ متعجبا، فقلت له: ما لك يا بني، قال: وكيف لا أتعجب ما زال يكلمني بالصقلابية كأنه واحد منا (الاختصاص: ص289.
رجل من اصفهان
حدث جماعة من أهل أصفهان، منهم أبو العباس أحمد بن النصر وأبو جعفر محمد بن علوية، قالوا: كان بأصفهان رجل يقال له عبد الرحمن وكان شيعيا، قيل له: ما السبب الذي أوجب عليك القول بإمامة علي النقي، دون غيره من أهل الزمان؟
قال: شاهدت ما أوجب عليَّ ذلك، وذلك أني كنت رجلا فقيرا وكان لي لسان وجرأة، فأخرجني أهل أصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين إلى باب المتوكل متظلمين، فكنا بباب المتوكل يوما إذ خرج الأمر بإحضار علي بن محمد ابن الرضا ، فقلت لبعض من حضر: من هذا الرجل الذي قد أمر بإحضاره؟
فقيل: هذا رجل علوي تقول الرافضة بإمامته، ثم قيل ويُقدّر أن المتوكل يحضره للقتل.
فقلت: لا أبرح من هاهنا حتى أنظر إلى هذا الرجل أي رجل هو، قال: فأقبل راكبا على فرس وقد قام الناس صفين يمنة الطريق ويسرته ينظرون إليه فلما رأيته وقع حبه في قلبي فجعلت أدعو له في نفسي بأن يدفع الله عنه شر المتوكل.
فأقبل يسير بين الناس وهو ينظر إلى عرف دابته لا ينظر يمنة ولا يسرة وأنا دائم الدعاء له، فلما صار بازائي أقبل إليَّ بوجهه، وقال: «استجاب الله دعاءك وطول عمرك وكثر مالك وولدك».
قال: فارتعدت من هيبته ووقعت بين أصحابي فسألوني وهم يقولون: ما شأنك؟
فقلت: خير ولم أخبرهم، فانصرفنا بعد ذلك إلى أصفهان ففتح الله عليَّ الخير بدعائه ووجوها من المال حتى أنا اليوم أغلق بابي على ما قيمته ألف ألف درهم سوى مالي خارج داري ورزقت عشرة من الأولاد وقد بلغت من عمري نيفا وسبعين سنة وأنا أقول بإمامة هذا الذي علم ما في قلبي واستجاب الله دعاءه فيَّ ولي(( ) الخرائج والجرائح: ج1 ص292-293 ب11.
عسكر الإمام ع
روي إن المتوكل عرض عسكره وأمر أن كل فارس يملأ مخلاة فرسه طينا ويطرحوه في موضع واحد فصار كالجبل واسمه تل المخالي وصعد هو وأبو الحسن ع وقال: إنما طلبتك لتشاهد خيولي وكانوا لبسوا التجافيف وحملوا السلاح وقد عرضوا بأحسن زينة وأتم عدة وأعظم هيئة، وكان غرضه كسر قلب من يخرج عليه، وكان يخاف من أبي الحسن ع أن يأمر أحدا من أهل بيته بالخروج عليه.
فقال له أبوالحسن: «فهل أعرض عليك عسكري»؟
قال: نعم.
فدعا الله سبحانه فإذا بين السماء والأرض من المشرق إلى المغرب ملائكة مدججون، فغشي على المتوكل فلما أفاق، قال له أبوالحسن: «نحن لا ننافسكم في الدنيا فإنا مشغولون بالآخرة فلا عليك شيء مما تظن»( كشف الغمة: ج2 ص395).
في جواب شيعتهم
عن محمد بن الفرج قال: قال لي علي بن محمد ع: «إذا أردت أن تسأل مسألة فاكتبها وضع الكتاب تحت مصلاك ودعه ساعة ثم أخرجه وانظر فيه».
قال: ففعلت فوجدت ما سألته عنه موقعا فيه((الخرائج والجرائح: ج1 ص419 ب11.
وصلى الله تعالى على الامامين العسكريين
نشرا لفضائل اهل البيت ع وتقوية لمذهبهم وتعريفا للناس بهم جمعنا هذه الكرامات التي كانت للامام الهادي عليه السلام لزيادة التبصرة واليقين بامرهم واليك هذه الباقة من الكرامات
خذ هذا الدواء
روى زيد بن علي بن الحسين بن زيد قال: مرضت فدخل الطبيب عليَّ ليلا، ووصف لي دواء آخذه في السحر كذا وكذا يوما، فلم يمكني تحصيله من الليل، وخرج الطبيب من الباب وورد صاحب أبي الحسن ع في الحال ومعه صرة فيها ذلك الدواء بعينه، فقال أبو الحسن: يقرئك السلام، ويقول: «خذ هذا الدواء كذا وكذا يوما» فأخذته وشربته فبرأت) الإرشاد: ج2 ص308.
في خان الصعاليك
عن صالح بن سعيد قال: دخلت على أبي الحسن ع يوم وروده، فقلت له: جعلت فداك في كل الأمور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك، حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع خان الصعاليك.
فقال: «ها هنا أنت يا ابن سعيد»، ثم أومأ بيده فإذا بروضات آنقات، وأنهار جاريات، وجنات بينها خيرات عطرات، وولدان كأنهم اللؤلؤ المكنون، فحار بصري وكثر عجبي، فقال لي: «حيث كنا فهذا لنا يا ابن سعيد لسنا في خان الصعاليك»( المناقب: ج4 ص411.
تكفى أمره إلى شهرين
أيوب بن نوح قال: كتبت إلى أبي الحسن ع، قد تعرض لي جعفر بن عبد الواحد القاضي، وكان يؤذيني بالكوفة أشكو إليه ما ينالني منه من الأذى، فكتب إليَّ: «تكفى أمره إلى شهرين» فعزل عن الكوفة في شهرين، واسترحت منه(( ) بحار الأنوار: ج50 ص177.
إنه مات
عن الوشاء عن خيران الأسباطي قال: قدمت على أبي الحسن علي بن محمد ع بالمدينة فقال لي: «ما خبر الواثق عندك»؟
قلت: جعلت فداك خلفته في عافية، أنا من أقرب الناس عهدا به وعهدي به منذ عشرة أيام.
قال: فقال لي: « إن أهل المدينة يقولون إنه مات».
فقلت: أنا أقرب الناس به عهدا.
قال: فقال لي: «إن الناس يقولون إنه مات».
فلما قال لي: إن الناس يقولون، علمت أنه يعني نفسه.
ثم قال لي: «ما فعل جعفر»؟
قلت له: تركته أسوء الناس حالا في السجن.
قال: فقال: «أما إنه صاحب الأمر».
ثم قال لي: «ما فعل ابن الزيات»؟
قلت: الناس معه والأمر أمره.
فقال: «أما إنه شؤم عليه».
قال: ثم سكت وقال لي: «لا بد أن يجري مقادير الله وأحكامه، يا خيران مات الواثق، وقد قعد جعفر المتوكل، وقد قتل ابن الزيات» قلت: متى جعلت فداك، قال: «بعد خروجك بستة أيام»( كشف الغمة: ج2 ص378).
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
عن علي بن إبراهيم بن محمد الطائفي قال: مرض المتوكل من خراج خرج به، فأشرف منه على الموت فلم يجسر أحد أن يمسه بحديد، فنذرت أمه ـ إن عوفي ـ أن تحمل إلى أبي الحسن ع، مالا جليلا من مالها، وقال الفتح بن خاقان للمتوكل: لو بعثت إلى هذا الرجل ـ يعني أبا الحسن ـ فإنه ربما كان عنده صفة شيء يفرج الله تعالى به عنك.
فقال: ابعثوا إليه فمضى الرسول فرجع، فقال: «خذوا كسب الغنم فدفوه بماء الورد، فوضعوه على الخراج، فإنه نافع بإذن الله». فجعل من يحضر المتوكل يهزأ من قوله، فقال لهم: الفتح وما يضر من تجربة ما قال، فو الله إني لأرجو الصلاح به. فأحضر الكسب وديف بماء الورد، ووضع على الخراج فخرج منه ما كان فيه، وبشرت أم المتوكل بعافيته، فحملت إلى أبي الحسن عشرة ألف دينار تحت خاتمها، واستقل المتوكل من علته.
فما كان بعد أيام سعى البطحائي بأبي الحسن ع إلى المتوكل، وقال: عنده أموال وسلاح، فتقدم المتوكل إلى سعيد الحاجب، أن يهجم عليه ليلا ويأخذ ما يجده عنده من الأموال والسلاح ويحمله إليه.
قال إبراهيم: قال لي سعيد الحاجب: صرت إلى دار أبي الحسن ع بالليل ومعي سلم فصعدت منه على السطح ونزلت من الدرجة إلى بعضها في الظلمة، فلم أدر كيف أصل إلى الدار، فناداني أبو الحسن ع من الدار: «يا سعيد مكانك حتى يأتوك بشمعة» فلم ألبث أن أتوني بشمعة فنزلت، فوجدت عليه جبة صوف وقلنسوة منها، وسجادته على حصير بين يديه، وهو مقبل على القبلة، فقال لي: «دونك البيوت»، فدخلتها وفتشتها فلم أجد فيها شيئا، ووجدت البدرة مختومة بخاتم أم المتوكل وكيسا مختوما معها.
فقال لي أبو الحسن ع : «دونك المصلى» فرفعته فوجدت سيفا في جفن غير ملبوس، فأخذت ذلك وصرت إليه، فلما نظر إلى خاتم أمه على البدرة، بعث إليها فخرجت إليه فسألها عن البدرة، فأخبرني بعض خدم الخاصة أنها قالت: كنت نذرت في علتك إن عوفيت أن أحمل إليه من مالي عشرة آلاف دينار، فحملتها إليه وهذا خاتمي على الكيس ما حركها، وفتح الكيس الآخر فإذا فيه أربعمائة دينار، فأمر أن يضم إلى البدرة بدرة أخرى، وقال لي: احمل ذلك إلى أبي الحسن واردد السيف والكيس، فحملت ذلك واستحييت منه، فقلت: يا سيدي عز عليَّ دخولي دارك بغير إذنك ولكني مأمور، فقال لي: وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون »(( ) إعلام الورى: ص361-362.
أجمع أمرك
قال محمد بن الفرج الرخجي: إن أبا الحسن ع كتب إليَّ: «يا محمد اجمع أمرك وخذ حذرك» فقال: أنا في جمع أمري لست أدري ما أراد بما كتب إليَّ، حتى ورد عليَّ رسول حملني من مصر مصفدا بالحديد، وضرب على كلما أملك فمكثت في السجن ثماني سنين.
ثم ورد عليَّ كتاب منه وأنا في السجن: «يا محمد لا تنزل في ناحية الجانب الغربي» فقرأت الكتاب وقلت في نفسي: يكتب أبو الحسن بهذا إليّ وأنا في السجن، إن هذا لعجب فما مكثت إلا أياما يسيرة، حتى أفرج عني وحلت قيودي وخلي سبيلي.
قال: فكتبت إليه بعد خروجي أسأله أن يسأل الله أن يرد ضياعي عليَّ، قال فكتب إليَّ: «سوف ترد عليك وما يضرك أن لا ترد عليك».
قال علي بن محمد النوفلي: فلما شخص محمد بن الفرج الرخجي إلى العسكر كتب له برد ضياعه عليه فلم يصل الكتاب حتى مات(ع.
كشف الله عنك وعن أبيك
علي بن محمد الحجال قال: كتبت إلى أبي الحسن، أنا في خدمتك وأصابني علة في رجلي، لا أقدر على النهوض والقيام بما يجب، فإن رأيت أن تدعو الله أن يكشف علتي، ويعينني على القيام بما يجب عليَّ وأداء الأمانة في ذلك، ويجعلني من تقصيري من غير تعمد مني، وتضييع مال أتعمده من نسيان يصيبني في حل، ويوسع عليَّ وتدعو لي بالثبات على دينه، الذي ارتضاه لنبيه فوقع: «كشف الله عنك وعن أبيك» قال: وكان بأبي علة ولم أكتب فيها، فدعا له ابتداء(بحار الأنوار: ج50 ص181.
تكلم الامام باللهجة الصقلابية
عن علي بن مهزيار قال: أرسلت إلى أبي الحسن الثالث غلامي وكان صقلابياً، فرجع الغلام إليّ متعجبا، فقلت له: ما لك يا بني، قال: وكيف لا أتعجب ما زال يكلمني بالصقلابية كأنه واحد منا (الاختصاص: ص289.
رجل من اصفهان
حدث جماعة من أهل أصفهان، منهم أبو العباس أحمد بن النصر وأبو جعفر محمد بن علوية، قالوا: كان بأصفهان رجل يقال له عبد الرحمن وكان شيعيا، قيل له: ما السبب الذي أوجب عليك القول بإمامة علي النقي، دون غيره من أهل الزمان؟
قال: شاهدت ما أوجب عليَّ ذلك، وذلك أني كنت رجلا فقيرا وكان لي لسان وجرأة، فأخرجني أهل أصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين إلى باب المتوكل متظلمين، فكنا بباب المتوكل يوما إذ خرج الأمر بإحضار علي بن محمد ابن الرضا ، فقلت لبعض من حضر: من هذا الرجل الذي قد أمر بإحضاره؟
فقيل: هذا رجل علوي تقول الرافضة بإمامته، ثم قيل ويُقدّر أن المتوكل يحضره للقتل.
فقلت: لا أبرح من هاهنا حتى أنظر إلى هذا الرجل أي رجل هو، قال: فأقبل راكبا على فرس وقد قام الناس صفين يمنة الطريق ويسرته ينظرون إليه فلما رأيته وقع حبه في قلبي فجعلت أدعو له في نفسي بأن يدفع الله عنه شر المتوكل.
فأقبل يسير بين الناس وهو ينظر إلى عرف دابته لا ينظر يمنة ولا يسرة وأنا دائم الدعاء له، فلما صار بازائي أقبل إليَّ بوجهه، وقال: «استجاب الله دعاءك وطول عمرك وكثر مالك وولدك».
قال: فارتعدت من هيبته ووقعت بين أصحابي فسألوني وهم يقولون: ما شأنك؟
فقلت: خير ولم أخبرهم، فانصرفنا بعد ذلك إلى أصفهان ففتح الله عليَّ الخير بدعائه ووجوها من المال حتى أنا اليوم أغلق بابي على ما قيمته ألف ألف درهم سوى مالي خارج داري ورزقت عشرة من الأولاد وقد بلغت من عمري نيفا وسبعين سنة وأنا أقول بإمامة هذا الذي علم ما في قلبي واستجاب الله دعاءه فيَّ ولي(( ) الخرائج والجرائح: ج1 ص292-293 ب11.
عسكر الإمام ع
روي إن المتوكل عرض عسكره وأمر أن كل فارس يملأ مخلاة فرسه طينا ويطرحوه في موضع واحد فصار كالجبل واسمه تل المخالي وصعد هو وأبو الحسن ع وقال: إنما طلبتك لتشاهد خيولي وكانوا لبسوا التجافيف وحملوا السلاح وقد عرضوا بأحسن زينة وأتم عدة وأعظم هيئة، وكان غرضه كسر قلب من يخرج عليه، وكان يخاف من أبي الحسن ع أن يأمر أحدا من أهل بيته بالخروج عليه.
فقال له أبوالحسن: «فهل أعرض عليك عسكري»؟
قال: نعم.
فدعا الله سبحانه فإذا بين السماء والأرض من المشرق إلى المغرب ملائكة مدججون، فغشي على المتوكل فلما أفاق، قال له أبوالحسن: «نحن لا ننافسكم في الدنيا فإنا مشغولون بالآخرة فلا عليك شيء مما تظن»( كشف الغمة: ج2 ص395).
في جواب شيعتهم
عن محمد بن الفرج قال: قال لي علي بن محمد ع: «إذا أردت أن تسأل مسألة فاكتبها وضع الكتاب تحت مصلاك ودعه ساعة ثم أخرجه وانظر فيه».
قال: ففعلت فوجدت ما سألته عنه موقعا فيه((الخرائج والجرائح: ج1 ص419 ب11.
وصلى الله تعالى على الامامين العسكريين