عبد العباس الجياشي
01-07-2009, 10:12 AM
القاهرة- منى مدكور
تقدم مسرحية مصرية باسم "قهوة سادة" مشهدا لطابور طويل من الرجال في انتظار دورهم
للرضاعة من زميلة العمل تطبيقا لفتوى "ارضاع الكبير" التي أثارت ضجة عالمية عنيفة عند
صدورها من أحد علماء الأزهر الكبار قبل نحو عامين.
"القهوة السادة" صورة رمزية استخدمته المسرحية في هذا المشهد للترحم على علماء الدين
الكبار الذين كانوا يقدمون الفتاوى الدينية استمدادا من صحيح الدين.
وقال مخرج العرض الذي حضره كبار رجال الدولة ووزراء حاليون وسابقون، إن المشهد لم
يثر أي اعتراض من الأزهر أو من دار الأفتاء أو من صاحب الفتوى د. عزت عطية. وأن
الداعية الاسلامي الشيخ خالد الجندى أطرى على المسرحية بعد حضوره للعرض ووصفها بالفن
الحلال.
وتثير مسرحية "قهوة سادة "حالة جدلية وضجة كبرى في مصر رغم أنها تقدم منذ ما يزيد عن
العام في مصر وبنجاح منقطع النظير لدرجة ان التذاكر تنفد يوميا ولا يمكن حجز مقعد قبل
أسبوع على الأقل، وهو العرض الذي تقرر مد العرض له بناء على طلب الجماهير كما قال
مخرجه ومؤلفه خالد جلال لـ"العربية.نت".
وأضاف أن العرض الذي يقدم على خشبة مركز الابداع بدار الأوبرا المصرية يقدم في مجمله
تشريح للمجتمع المصري بكافة فئاته المجتمعية من خلال رابط درامي يترحم على أحوال الوطن
والمواطنين اليوم، وكيف ان المقعد الذي يجلس عليه الوزير لا يختلف عن مقعد الموظف
البسيط، ففي الآخر الكل مصريون والهم واحد، كاشفا في الوقت ذاته عن حالة التردي التي
اصابت كافة مناحي الحياة سواء الاجتماعية أو الانسانية أو الفنية أو حتى الدينية من خلال تقنية
تغيير المشاهد كل 5 دقائق، حتى لا يصاب الجمهور بالملل، وفي نفس الوقت يجمع العرض كل
هموم الوطن والمواطن".
وأستطرد "اذا ما اخذنا في الاعتبار ان "قهوة سادة" لا تعتبر من مسرحيات القطاع الخاص،
ولا
يوجد بها المشهيات التي يعتمدها القطاع الخاص لاستمرار عروضه، كما انها يقدمها 36 شابا
وفتاة من الهواة وخريجي مركز الابداع للتمثيل، اي لا تعتمد النجم الواحد، فهنا يمكننا ان نقول
ان التعامل مع العرض المسرحي ونجاحه يعود الى احساس المواطن به تماما دون تفرقة".
مشهد ارضاع الكبير
ويعد مشهد ارضاع الكبير الذي يقدمه العرض المسرحي من أكثر المشاهد التي نالت اعجاب
الجمهور بالرغم من حساسية الفتوى التي كانت قد اثارت ضجة كبرى على مستوى العالم وليس
فقط على مستوى الوطن العربي لغرابتها، فيقول خالد جلال: "ان نص العرض المسرحي
يستشهد بالعديد من الترهلات التي اصابت جسد الوطن وعقله من خلال اشكاليات حقيقية نعيشها
اليوم ومن ضمنها الفتاوى التي تنهمر علينا من حدب وصوب دون ضابط وتفرق ولا تجمع ولا
تثبت حتى المسلمين البسطاء، ومنها فتوى ارضاع الكبير التي اثارت ضجة كبرى، وبعد ان نقدم
المشهد الخاص بهذه الفتوى من خلال طابور طويل يقف فيه مجموعة من الرجال في انتظار
الوصول الى زميلتهم في العمل تطبيقا لهذه الفتوى، نترحم على زمن علماء الدين الأجلاء
واصحاب الفتاوى الدينية التي من صحيح الدين ونشرب فنجان قهوة سادة وهو عرف مصري
يتم العمل به في المآتم المصرية ترحما على روح المتوفى في العزاء".
وينفي خالد جلال ان يكون هذا المشهد قد اثار اعتراض الازهر أو احد شيوخ الدين،
أو حتى
الشيخ عزت عطية صاحب الفتوي، قائلا : "لم يحدث ان اعترض أحد على جملة واحدة في
المسرحية ككل، فنحن نقدم عملا فنيا محترما بلا ألفاظ مبتذلة، فما بالك بالمشاهد، ولي ان اقول
أن الشيخ خالد الجندي وهو من كبار علماء الدين وله كل الاحترام في عالم الفتاوى قد كتب لنا
في دفتر التذكارات الذي يوقع عليه كل من يشاهد العرض من المشاهير جملة "إن هذا العرض
المسرحي أكبر دليل على أن الفن حلال".
ويشير خالد جلال إلى أن هناك العديد من المشاهد الأخرى التي تنال التصفيق بنفس الحرارة كل
يوم خلاف مشهد ارضاع الكبير، ومنها مشهد يتحدث عن انقطاع صلة الرحم وآخر عن الجهل
الذي تعيشه الأجيال الجديدة من الشباب بتراثتنا وتاريخنا.
كبار رجال الدولة يجضرون العرض
العرض حضره نخبة المجتمع المصري بداية من حرم رئيس الجمهورية السيدة سوزان مبارك
ورئيس مجلس الشعب المصري فتحي سروري فضلا عن اكثر من 15 وزيرا مصريا في
الحكومة الحالية، والعشرات من الوزراء السابقين، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو
موسى وسفراء الدول العربية والاجنبية في مصر، وصولا إلى قادة الفكر والأدب وكل نجوم الفن
المصري ومعظم نجوم الفن العربي، وقادة المعارضة المصريين ورؤساء أحزابها لتجمع كافة
اطياف المجتمع المصري .
وعن ذلك يقول جلال: "كان لنا الشرف في كل هذا الحشد الرائع خلاف الجمهور العادي، لكن
الحقيقة ان وصول العرض الى قلوب الناس لم يجعل هناك فارقا بين خفير أو وزير، لأننا في
الآخر كلنا مصريون نعيش نفس الهموم والأحلام".
ويضيف قائلا : "تلقينا دعوات للعرض في كل من الأردن وليبيا بعد الجزائر التي عدنا منها
مؤخرا، كما حصل العرض العديد من جوائز مهرجانات المسارح مثل جائزة مهرجان المسرح
القومي وجائزة احسن مخرج واحسن عرض مسرحي من مهرجان المسرح التجريبي".
هذا ويستخدم العرض اسلوبا مبتكرا للدعاية للإعلان عن نفسه منها "تعيش وتفتكر" أو "سعيكم
مشكور" و"البقاء لله" وعنها يقول خالد جلال: "انها كلمات تعبر عن العزاء والعرض يناقش
رسالة عزاء وفي الوقت نفسه حنين للأشياء الجميلة التي فقدناها وهذه الكلمات دائماً تقال في
العزاء فاستخدمناها لنثير سؤالاً عند الجمهور فحواه ماذا سيقدمه هذا العرض.
تقدم مسرحية مصرية باسم "قهوة سادة" مشهدا لطابور طويل من الرجال في انتظار دورهم
للرضاعة من زميلة العمل تطبيقا لفتوى "ارضاع الكبير" التي أثارت ضجة عالمية عنيفة عند
صدورها من أحد علماء الأزهر الكبار قبل نحو عامين.
"القهوة السادة" صورة رمزية استخدمته المسرحية في هذا المشهد للترحم على علماء الدين
الكبار الذين كانوا يقدمون الفتاوى الدينية استمدادا من صحيح الدين.
وقال مخرج العرض الذي حضره كبار رجال الدولة ووزراء حاليون وسابقون، إن المشهد لم
يثر أي اعتراض من الأزهر أو من دار الأفتاء أو من صاحب الفتوى د. عزت عطية. وأن
الداعية الاسلامي الشيخ خالد الجندى أطرى على المسرحية بعد حضوره للعرض ووصفها بالفن
الحلال.
وتثير مسرحية "قهوة سادة "حالة جدلية وضجة كبرى في مصر رغم أنها تقدم منذ ما يزيد عن
العام في مصر وبنجاح منقطع النظير لدرجة ان التذاكر تنفد يوميا ولا يمكن حجز مقعد قبل
أسبوع على الأقل، وهو العرض الذي تقرر مد العرض له بناء على طلب الجماهير كما قال
مخرجه ومؤلفه خالد جلال لـ"العربية.نت".
وأضاف أن العرض الذي يقدم على خشبة مركز الابداع بدار الأوبرا المصرية يقدم في مجمله
تشريح للمجتمع المصري بكافة فئاته المجتمعية من خلال رابط درامي يترحم على أحوال الوطن
والمواطنين اليوم، وكيف ان المقعد الذي يجلس عليه الوزير لا يختلف عن مقعد الموظف
البسيط، ففي الآخر الكل مصريون والهم واحد، كاشفا في الوقت ذاته عن حالة التردي التي
اصابت كافة مناحي الحياة سواء الاجتماعية أو الانسانية أو الفنية أو حتى الدينية من خلال تقنية
تغيير المشاهد كل 5 دقائق، حتى لا يصاب الجمهور بالملل، وفي نفس الوقت يجمع العرض كل
هموم الوطن والمواطن".
وأستطرد "اذا ما اخذنا في الاعتبار ان "قهوة سادة" لا تعتبر من مسرحيات القطاع الخاص،
ولا
يوجد بها المشهيات التي يعتمدها القطاع الخاص لاستمرار عروضه، كما انها يقدمها 36 شابا
وفتاة من الهواة وخريجي مركز الابداع للتمثيل، اي لا تعتمد النجم الواحد، فهنا يمكننا ان نقول
ان التعامل مع العرض المسرحي ونجاحه يعود الى احساس المواطن به تماما دون تفرقة".
مشهد ارضاع الكبير
ويعد مشهد ارضاع الكبير الذي يقدمه العرض المسرحي من أكثر المشاهد التي نالت اعجاب
الجمهور بالرغم من حساسية الفتوى التي كانت قد اثارت ضجة كبرى على مستوى العالم وليس
فقط على مستوى الوطن العربي لغرابتها، فيقول خالد جلال: "ان نص العرض المسرحي
يستشهد بالعديد من الترهلات التي اصابت جسد الوطن وعقله من خلال اشكاليات حقيقية نعيشها
اليوم ومن ضمنها الفتاوى التي تنهمر علينا من حدب وصوب دون ضابط وتفرق ولا تجمع ولا
تثبت حتى المسلمين البسطاء، ومنها فتوى ارضاع الكبير التي اثارت ضجة كبرى، وبعد ان نقدم
المشهد الخاص بهذه الفتوى من خلال طابور طويل يقف فيه مجموعة من الرجال في انتظار
الوصول الى زميلتهم في العمل تطبيقا لهذه الفتوى، نترحم على زمن علماء الدين الأجلاء
واصحاب الفتاوى الدينية التي من صحيح الدين ونشرب فنجان قهوة سادة وهو عرف مصري
يتم العمل به في المآتم المصرية ترحما على روح المتوفى في العزاء".
وينفي خالد جلال ان يكون هذا المشهد قد اثار اعتراض الازهر أو احد شيوخ الدين،
أو حتى
الشيخ عزت عطية صاحب الفتوي، قائلا : "لم يحدث ان اعترض أحد على جملة واحدة في
المسرحية ككل، فنحن نقدم عملا فنيا محترما بلا ألفاظ مبتذلة، فما بالك بالمشاهد، ولي ان اقول
أن الشيخ خالد الجندي وهو من كبار علماء الدين وله كل الاحترام في عالم الفتاوى قد كتب لنا
في دفتر التذكارات الذي يوقع عليه كل من يشاهد العرض من المشاهير جملة "إن هذا العرض
المسرحي أكبر دليل على أن الفن حلال".
ويشير خالد جلال إلى أن هناك العديد من المشاهد الأخرى التي تنال التصفيق بنفس الحرارة كل
يوم خلاف مشهد ارضاع الكبير، ومنها مشهد يتحدث عن انقطاع صلة الرحم وآخر عن الجهل
الذي تعيشه الأجيال الجديدة من الشباب بتراثتنا وتاريخنا.
كبار رجال الدولة يجضرون العرض
العرض حضره نخبة المجتمع المصري بداية من حرم رئيس الجمهورية السيدة سوزان مبارك
ورئيس مجلس الشعب المصري فتحي سروري فضلا عن اكثر من 15 وزيرا مصريا في
الحكومة الحالية، والعشرات من الوزراء السابقين، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو
موسى وسفراء الدول العربية والاجنبية في مصر، وصولا إلى قادة الفكر والأدب وكل نجوم الفن
المصري ومعظم نجوم الفن العربي، وقادة المعارضة المصريين ورؤساء أحزابها لتجمع كافة
اطياف المجتمع المصري .
وعن ذلك يقول جلال: "كان لنا الشرف في كل هذا الحشد الرائع خلاف الجمهور العادي، لكن
الحقيقة ان وصول العرض الى قلوب الناس لم يجعل هناك فارقا بين خفير أو وزير، لأننا في
الآخر كلنا مصريون نعيش نفس الهموم والأحلام".
ويضيف قائلا : "تلقينا دعوات للعرض في كل من الأردن وليبيا بعد الجزائر التي عدنا منها
مؤخرا، كما حصل العرض العديد من جوائز مهرجانات المسارح مثل جائزة مهرجان المسرح
القومي وجائزة احسن مخرج واحسن عرض مسرحي من مهرجان المسرح التجريبي".
هذا ويستخدم العرض اسلوبا مبتكرا للدعاية للإعلان عن نفسه منها "تعيش وتفتكر" أو "سعيكم
مشكور" و"البقاء لله" وعنها يقول خالد جلال: "انها كلمات تعبر عن العزاء والعرض يناقش
رسالة عزاء وفي الوقت نفسه حنين للأشياء الجميلة التي فقدناها وهذه الكلمات دائماً تقال في
العزاء فاستخدمناها لنثير سؤالاً عند الجمهور فحواه ماذا سيقدمه هذا العرض.