السید الامینی
04-07-2009, 02:14 PM
السلام عليكم
قوله تعالى : ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم
فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل
فنجعل لعنة الله على الكاذبين " .
في غاية المرام : الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص ، عن محمد بن
الحسن بن أحمد - يعني ابن الوليد - عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن .
أحمد ، عن محمد بن إسماعيل العلوي ، قال : حدثني محمد بن الزبرقان
الدامغاني الشيخ ، قال : قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ، قال : اجتمعت
الأمة برها وفاجرها أن حديث النجراني حين دعاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المباهلة ،
لم يكن في الكساء إلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهما السلام ، فقال الله
تبارك وتعالى : ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم ، فقل تعالوا
ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم " ، فكان تأويل
أبناءنا الحسن والحسين ، ونساءنا فاطمة ، وأنفسنا علي بن أبي طالب سلام الله
عليهم .
وقد روى العامة بأسانيد صحيحة أن معاوية بن أبي سفيان ، قال
لسعد : ما يمنعك أن تسب أبا تراب ، فقال : لما ذكرت ثلاثا قالهن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلن أسبه ، لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر
النعم .
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول حين خلفه في بعض مغازيه ، فقال له
علي عليه السلام : يا رسول الله ، خلفتني مع النساء والصبيان ؟
فقال له
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه
لا نبي بعدي ؟ " .
وسمعته يقول يوم خيبر : " لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله
ورسوله ، ويحبه الله ورسوله " قال : فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لي عليا ،
فأتي به أرمد العين ، فبصق في عينيه ، ودفع الراية إليه ففتح الله على يده .
ولما نزلت هذه الآية : ( قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا
ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل ) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا وفاطمة
وحسنا وحسينا ، وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي .أقول : انحصار أصحاب الكساء في الخمسة الطيبة سلام الله عليهم
مما اجتمعت عليه الأمة ، ولم يختلف فيه أحد منهم ، كما نبه عليه مولانا
الكاظم عليه السلام ، وتواترت فيه روايات الفريقين ، )
ولا ينافي ذلك التعبير بصيغة
الجمع في كل من الفقرات ، مع عدم تعدد النساء والأنفس ، لأن التعبير عن
الواحد بصيغة الجمع في مقام التعظيم شائع ، مع أن التعبير بصيغة الجمع في
المقام إنما هو لتبيين أن كلا من المتباهلين ينبغي أن يدعو خواص أهل بيته من
هذه الأصناف الثلاثة في مقام المباهلة ، سواء تعدد أفراد كل صنف أم لا
فإحضاره صلى الله عليه وآله وسلم من البنين سيدي شباب أهل الجنة : الحسن والحسين عليهما السلام ، ومن
النساء الصديقة الطاهرة عليها السلام ، ومن الأنفس مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، يكشف
عن أنهم أخص أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يكن فيهم من يدانيهم في الفضل ، حتى
يدعوه معهم ، فالآية الكريمة دلت على أن الذين اختارهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
للمباهلة مع النصارى بأمر الله عز وجل ، وجعلهم تحت الكساء كانوا أحب
الخلق وأقربهم إلى الله تعالى ، وإلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، كما أنها دلت على أن
مولانا أمير المؤمنين [ عليه السلام ] من بينهم أخص وأقرب ، حيث نزله تعالى
شأنه منزلة نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، إذ لا مجال لدخوله عليه السلام في غير أنفسنا ولا ينافي ذلك تأخيره في الذكر عن " أبناءنا ونساءنا " لأن الترقي إنما
هو من الخاص إلى الأخص ، ومن العالي إلى الأعلى ، مع أنه لو قدم لتوهم
كونه تأكيدا للضمير ، فيفوت المقصود حينئذ .
وكيف كان ، فقد اتضح لك أن الآية الكريمة تدل على أن منزلة مولانا
أمير المؤمنين من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منزلة نفسه منه صلى الله عليه وآله وسلم ، الا النبوة
قوله تعالى : ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم
فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل
فنجعل لعنة الله على الكاذبين " .
في غاية المرام : الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص ، عن محمد بن
الحسن بن أحمد - يعني ابن الوليد - عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن .
أحمد ، عن محمد بن إسماعيل العلوي ، قال : حدثني محمد بن الزبرقان
الدامغاني الشيخ ، قال : قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ، قال : اجتمعت
الأمة برها وفاجرها أن حديث النجراني حين دعاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المباهلة ،
لم يكن في الكساء إلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهما السلام ، فقال الله
تبارك وتعالى : ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم ، فقل تعالوا
ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم " ، فكان تأويل
أبناءنا الحسن والحسين ، ونساءنا فاطمة ، وأنفسنا علي بن أبي طالب سلام الله
عليهم .
وقد روى العامة بأسانيد صحيحة أن معاوية بن أبي سفيان ، قال
لسعد : ما يمنعك أن تسب أبا تراب ، فقال : لما ذكرت ثلاثا قالهن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلن أسبه ، لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر
النعم .
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول حين خلفه في بعض مغازيه ، فقال له
علي عليه السلام : يا رسول الله ، خلفتني مع النساء والصبيان ؟
فقال له
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه
لا نبي بعدي ؟ " .
وسمعته يقول يوم خيبر : " لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله
ورسوله ، ويحبه الله ورسوله " قال : فتطاولنا لها ، فقال : ادعوا لي عليا ،
فأتي به أرمد العين ، فبصق في عينيه ، ودفع الراية إليه ففتح الله على يده .
ولما نزلت هذه الآية : ( قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا
ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل ) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا وفاطمة
وحسنا وحسينا ، وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي .أقول : انحصار أصحاب الكساء في الخمسة الطيبة سلام الله عليهم
مما اجتمعت عليه الأمة ، ولم يختلف فيه أحد منهم ، كما نبه عليه مولانا
الكاظم عليه السلام ، وتواترت فيه روايات الفريقين ، )
ولا ينافي ذلك التعبير بصيغة
الجمع في كل من الفقرات ، مع عدم تعدد النساء والأنفس ، لأن التعبير عن
الواحد بصيغة الجمع في مقام التعظيم شائع ، مع أن التعبير بصيغة الجمع في
المقام إنما هو لتبيين أن كلا من المتباهلين ينبغي أن يدعو خواص أهل بيته من
هذه الأصناف الثلاثة في مقام المباهلة ، سواء تعدد أفراد كل صنف أم لا
فإحضاره صلى الله عليه وآله وسلم من البنين سيدي شباب أهل الجنة : الحسن والحسين عليهما السلام ، ومن
النساء الصديقة الطاهرة عليها السلام ، ومن الأنفس مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، يكشف
عن أنهم أخص أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ، ولم يكن فيهم من يدانيهم في الفضل ، حتى
يدعوه معهم ، فالآية الكريمة دلت على أن الذين اختارهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
للمباهلة مع النصارى بأمر الله عز وجل ، وجعلهم تحت الكساء كانوا أحب
الخلق وأقربهم إلى الله تعالى ، وإلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، كما أنها دلت على أن
مولانا أمير المؤمنين [ عليه السلام ] من بينهم أخص وأقرب ، حيث نزله تعالى
شأنه منزلة نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، إذ لا مجال لدخوله عليه السلام في غير أنفسنا ولا ينافي ذلك تأخيره في الذكر عن " أبناءنا ونساءنا " لأن الترقي إنما
هو من الخاص إلى الأخص ، ومن العالي إلى الأعلى ، مع أنه لو قدم لتوهم
كونه تأكيدا للضمير ، فيفوت المقصود حينئذ .
وكيف كان ، فقد اتضح لك أن الآية الكريمة تدل على أن منزلة مولانا
أمير المؤمنين من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منزلة نفسه منه صلى الله عليه وآله وسلم ، الا النبوة