عاشق الامام الكاظم
04-07-2009, 08:12 PM
السعد والنحس
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
هل كان النبي (صلى الله عليه واله) وأهل بيته (عليه السلام) يعتمدون في أعمالهم على السعد والنحس من الأيام ؟ فهل إذا ارادوا السفر يرقبوا ويعتمدوا هذا ؟
إذا دققنا في سيرة النبي والأئمة الأطهار (صلى الله عليه واله) فإننا بالتأكيد سيكون جوابنا هو النفي فهم فضلاً عن كونهم لم يتبعوا هذه الأمور في حياتهم العملية فغنهم عملوا بعكسها جاء في نهج البلاغة أن الإمام علي (عليه السلام) لما اراد الخروج لحرب الخوارج جاءه أحد المنجمين وقال يا أمير المؤمنين أنا منجم ومتخصص بمعرفة السعد والنحس من الأيام ولقد رايت في حساباتي أنك إذا خرجت للحرب فسوف تصاب بالهزيمة فأجابه علي (عليه السلام) : إن من يصدقك يكون قد كذّب رسول الله (صلى الله عليه واله) سيروا على إسم الله فساروا من ساعتهم ومعلوم ان الله كتب النصر المبين للإمام في هذه الحرب
وروي في وسائل الشيعة أن عبد الملك بن أعين جاء إلى الصادق (عليه السلام) فقال : يابن رسول الله لقد إبتليت بالتنجيم الأحكامي فإني اقرأ هذه الكتب وقد أصبحت مبتاى بها ( ينقسم التنجيم إلى فلكي وإحكامي والفلكي هو العلم الذي يعتمد على الحسابات الرياضية لمعرفة اوقات الخسوف والكسوف وما شاكل أما الإحكامي فهو المتعلق بحساب السعد والنحس من الأيام )
فسأله الإمام مستغرباً : كيف تعمل بها قم إلى بيتك وأحرق كل تلك الكتب وتعهد بألا ترجع إليها أبداً
ومن خلال ما تقدم وتتبع سيرتهم (عليه السلام) نقطع بانهم لم يتبعوا هذه الأمور في حياتهم العملية ابداً ونخلص أن المسلم الموالي عليه أن لا يولي هذه الأمور اي إهتمام
قد يطرح سوأل كيف نوفق بين هذا وبين روايات مذكورة في بعض الكتب عن الأئمة (عليه السلام) تتحدث مثلاً أن السفر في اليوم الفلاني مستحب واليوم الفلاني للرزق؟
نقول أنه من خلال جمع مختلف الروايات نخلص أنه أن هذه الأمور على فرض أن لها تأثير فإن تأثيرها يزول بالتوكل على الله والدعاء والصدقة
فعلينا أن لا نتعب أنفسنا بهذه الأمور وإلا فما معنى التوكل على الله والإستعاذة به ؟ وهل هذه الأمور تتوافق مع الآيات الكثيرة الواردة في كتاب الله عن التوكل ومعناه
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }
{قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }
{وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ }
{إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ }
{وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً }
لاحظوا معي هذه الآيات في مختلف ميادين حياتنا الهداية والنصر والتوفيق والرزق كلها بيد الله أولاً وآخراً ومفتاحها التوكل عليه من هنا نفهم معنى قول الإمام علي (عليه السلام) للمنجم " إن من يصدقك يكون قد كذب رسول الله "
لأنه واقعاً ليس فقط تكذيب للرسالة بل هو ناتج عن خلل في فهم التوحيد الذي تحدثنا عنه في دروس العقيدة سابقاً
يبقى أيضاً سوال آخر ما معنى قوله تعالى
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنصَرُونَ (16)
[ يقول السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسير الميزان
قوله تعالى: «فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات» إلخ فسر الصرصر بالريح الشديدة السموم و بالريح الشديدة البرد و بالريح الشديدة الصوت و تلازم شدة الهبوب و النحسات بكسر الحاء صفة مشبهة من نحس ينحس نحسا خلاف سعد فالأيام النحسات الأيام المشئومات
و قيل: أيام نحسات أي ذوات الغبار و التراب لا يرى فيها بعضهم بعضا و يؤيده قوله في سورة الأحقاف: «فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم:» ]
نفهم أن هذا وصف مخصوص يصف فيه الله تعالى أن الأيام التي مرّت على قوم عاد كانت مشؤومة نتيجة وقوع العذاب فيها وليس تعميم ان هناك ايام نحسات وأخرى لا هذا إذا أخذنا بالقول الأول
اما التفسير الثاني وهو الأقرب بقرينة الآية من سورة الأحقاف والتي تفسر المعنى والقرآن يُفسر بعضه بعضاً
ونستدل بآية أخرى من سورة يس المباركة فيها ذم للتشأم والتطير وهي قوله تعالى
قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ{18} قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ{19}
اي أن تطيركم هو نتيجة كفركم ولاوجود واقعي له
ونختم بقول رسول الله (صلى الله عليه واله) :" من أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله "
نسال الله تعالى أن يجعل النور في بصرنا وبصيرتنا وأن يهدينا سبلنا إنّا لُذنا وإستعذنا به وتوكلنا عليه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
هل كان النبي (صلى الله عليه واله) وأهل بيته (عليه السلام) يعتمدون في أعمالهم على السعد والنحس من الأيام ؟ فهل إذا ارادوا السفر يرقبوا ويعتمدوا هذا ؟
إذا دققنا في سيرة النبي والأئمة الأطهار (صلى الله عليه واله) فإننا بالتأكيد سيكون جوابنا هو النفي فهم فضلاً عن كونهم لم يتبعوا هذه الأمور في حياتهم العملية فغنهم عملوا بعكسها جاء في نهج البلاغة أن الإمام علي (عليه السلام) لما اراد الخروج لحرب الخوارج جاءه أحد المنجمين وقال يا أمير المؤمنين أنا منجم ومتخصص بمعرفة السعد والنحس من الأيام ولقد رايت في حساباتي أنك إذا خرجت للحرب فسوف تصاب بالهزيمة فأجابه علي (عليه السلام) : إن من يصدقك يكون قد كذّب رسول الله (صلى الله عليه واله) سيروا على إسم الله فساروا من ساعتهم ومعلوم ان الله كتب النصر المبين للإمام في هذه الحرب
وروي في وسائل الشيعة أن عبد الملك بن أعين جاء إلى الصادق (عليه السلام) فقال : يابن رسول الله لقد إبتليت بالتنجيم الأحكامي فإني اقرأ هذه الكتب وقد أصبحت مبتاى بها ( ينقسم التنجيم إلى فلكي وإحكامي والفلكي هو العلم الذي يعتمد على الحسابات الرياضية لمعرفة اوقات الخسوف والكسوف وما شاكل أما الإحكامي فهو المتعلق بحساب السعد والنحس من الأيام )
فسأله الإمام مستغرباً : كيف تعمل بها قم إلى بيتك وأحرق كل تلك الكتب وتعهد بألا ترجع إليها أبداً
ومن خلال ما تقدم وتتبع سيرتهم (عليه السلام) نقطع بانهم لم يتبعوا هذه الأمور في حياتهم العملية ابداً ونخلص أن المسلم الموالي عليه أن لا يولي هذه الأمور اي إهتمام
قد يطرح سوأل كيف نوفق بين هذا وبين روايات مذكورة في بعض الكتب عن الأئمة (عليه السلام) تتحدث مثلاً أن السفر في اليوم الفلاني مستحب واليوم الفلاني للرزق؟
نقول أنه من خلال جمع مختلف الروايات نخلص أنه أن هذه الأمور على فرض أن لها تأثير فإن تأثيرها يزول بالتوكل على الله والدعاء والصدقة
فعلينا أن لا نتعب أنفسنا بهذه الأمور وإلا فما معنى التوكل على الله والإستعاذة به ؟ وهل هذه الأمور تتوافق مع الآيات الكثيرة الواردة في كتاب الله عن التوكل ومعناه
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }
{قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }
{وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ }
{إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ }
{وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً }
لاحظوا معي هذه الآيات في مختلف ميادين حياتنا الهداية والنصر والتوفيق والرزق كلها بيد الله أولاً وآخراً ومفتاحها التوكل عليه من هنا نفهم معنى قول الإمام علي (عليه السلام) للمنجم " إن من يصدقك يكون قد كذب رسول الله "
لأنه واقعاً ليس فقط تكذيب للرسالة بل هو ناتج عن خلل في فهم التوحيد الذي تحدثنا عنه في دروس العقيدة سابقاً
يبقى أيضاً سوال آخر ما معنى قوله تعالى
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لا يُنصَرُونَ (16)
[ يقول السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسير الميزان
قوله تعالى: «فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات» إلخ فسر الصرصر بالريح الشديدة السموم و بالريح الشديدة البرد و بالريح الشديدة الصوت و تلازم شدة الهبوب و النحسات بكسر الحاء صفة مشبهة من نحس ينحس نحسا خلاف سعد فالأيام النحسات الأيام المشئومات
و قيل: أيام نحسات أي ذوات الغبار و التراب لا يرى فيها بعضهم بعضا و يؤيده قوله في سورة الأحقاف: «فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم:» ]
نفهم أن هذا وصف مخصوص يصف فيه الله تعالى أن الأيام التي مرّت على قوم عاد كانت مشؤومة نتيجة وقوع العذاب فيها وليس تعميم ان هناك ايام نحسات وأخرى لا هذا إذا أخذنا بالقول الأول
اما التفسير الثاني وهو الأقرب بقرينة الآية من سورة الأحقاف والتي تفسر المعنى والقرآن يُفسر بعضه بعضاً
ونستدل بآية أخرى من سورة يس المباركة فيها ذم للتشأم والتطير وهي قوله تعالى
قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ{18} قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ{19}
اي أن تطيركم هو نتيجة كفركم ولاوجود واقعي له
ونختم بقول رسول الله (صلى الله عليه واله) :" من أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله "
نسال الله تعالى أن يجعل النور في بصرنا وبصيرتنا وأن يهدينا سبلنا إنّا لُذنا وإستعذنا به وتوكلنا عليه