نوفل فليح
05-07-2009, 11:22 AM
أخرج العلاّمة المحب الطبري بطريقه عن الشعبي قال : إنّ أبا بكر نظر إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال : مَن سرّه أن ينظر إلى أقرب الناس قرابةً من رسول الله ، وأعظمهم عنه غنىً ، وأحظّهم عنده منزلةً فلينظر ـ وأشار ـ إلى علي بن أبي طالب . خرّجه ابن السمان (1) .
وأخرج المحدّث الدار قطني ـ بإسناده عن الشعبي ـ الحديث بلفظ آخر عن أبي بكر : مَن سرّه أن ينظر إلى أعظم الناس منزلةً ، عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلينظر إلى هذا الطالع (2) ـ أي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ .
20 - أبو بكر يعترف : علي ( عليه السلام ) كالنبي ( صلى الله عليه وآله ) في الرتبة .
أخرج العلاّمة الشيخ أبو المكارم علاء الدين السمناني ـ 736 هـ ـ في كتابه ( العروة الوثقى ) بعد أن روى حديث المنزلة ، وحديث الغدير ، ودعاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : ( اللهم والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه ) ، ثمّ قال : وهذا حديث متفق على
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الرياض النضرة 3 : 119 ، المناقب للخوارزمي : 161 فصل ( 14 ) ح 193 ، نظم درر السمطين : 129 ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 73 ، وفيه : وأفضلهم دالةً ـ أي دلالة ـ ، كنز العمال 13 : 115 ح 36375 خرّجه عن الأثرات لابن أبي الدنيا وابن مردويه والحاكم ، الصواعق المحرقة : 177 ، فتح المبين في فضائل الخلفاء الراشدين بهامش السيرة النبوية 2 : 16 .
( 2 ) أرجح المطالب : 467 أخرجه عن ابن السمان ، مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 49 خرّجه عن الدار قطني وابن السمان ، مفتاح النجاة : 29، الروض الأزهر : 362.
الصفحة 53
صحته ، فصار ( عليه السلام ) سيد الأولياء ، وكان قلبه على قلب محمد ( صلى الله عليه وآله ) .
وأضاف قائلاً : وإلى هذا السر أشار سيد الصدّيقين ، صاحب غار النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أبو بكر ، حين بعث أبا عبيدة بن الجرّاح إلى علي ( عليه السلام ) ؛ لاستحضاره فقال : يا أبا عبيدة ، أنت أمين هذه الأمّة ، أبعثك إلى مَن هو في مرتبة مَن فقدناه بالأمس ـ يعني النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ ينبغي أن تتكلم عنده بحسن الأدب (1) .
أقول : ولعلّني أمكنني أن أتفهّم معنى هذا الإحضار ، وأمر أبي بكر أبا عبيدة بمراعاة المرونة والأدب وحسن المعاملة ، مع علي ( عليه السلام ) ، وأتفهّم وأعقل متى كان هذا الأمر من أبي بكر ولِمَ أمر بذلك ؟ وليته قد أمر بذلك لمّا أرسل عمر بن الخطاب لإحضار علي إلى سقيفة بني ساعدة . .. وما جرى عليه ( عليه السلام ) ـ بعد ذلك ـ .
تأمل أيّها القارئ الخبير في هذا المختصر ، فإنّ الحر تكفيه الإشارة .
21 - أبو بكر يعترف : إنّه عاجز عن وصف النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج العلاّمة محب الدين الطبري بسنده عن ابن عمر قال : إنّ اليهود جاءوا إلى أبي بكر فقالوا له : صف لنا صاحبك ـ أي النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ . فقال : معشر اليهود ، لقد كنت معه في الغار كإصبعي هاتينِ ، ولقد صعدت معه جبل حراء وإن خنصري لفي خنصره ، ولكنّ الحديث عنه ( صلى الله عليه وآله ) شديد ، وهذا علي بن أبي طالب ، فأتوا علياً ( عليه السلام ) فقالوا : يا أبا الحسن ، صف لنا ابن عمك ، فقال ( عليه السلام ) : ( لم يكن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالطويلِ الذاهب طولاً ، ولا بالقصيرِ المتردّد ، كان فوقَ الربعة ، أبيضَ اللونِ ، مشرباً حمرة ، جعدَ الشعرِ ، ليس بالقطط ، يضرب
ــــــــــــــــــ
( 1 ) الغدير 1 : 297.
الصفحة 54
شعره إلى أرنبته ، صلت الجبينِ ، أدعجَ العينين ، دقيقَ المسربةِ ، برّاقَ الثنايا ، أقنى الأنفِ ، كان عنقه إبريقَ فضةٍ ، له شعرات من لبتهِ إلى سرتهِ ، كأنّهنّ قضيب مسك أسود ، ليس في جسده ولا في صدره شعرات غيرهنّ ، وكان شئن الكف والقدم ، وإذا مشى كأنّما يتقلّع من صخرٍ ، وإذا التفتَ التفتَ بمجامعِ بدنهِ ، وإذا قام غمر الناسَ ، وإذا قعد علا الناسَ ، وإذا تكلم أنصت الناس ، وإذا خطب أبكى الناسَ ، وكان أرحمَ الناس بالناس ، لليتيمِ كالأبِ الرحيم ، وللأرملةِ كالكريمِ الكريم ، أشجعَ الناس ، وأبذلَهم كفاً ، وأصبحَهم وجهاً ، لباسه العباء ، وطعامه خبز الشعير ، وإدامه اللبن ، ووساده الأُدم محشو بليف النخل ، سريره أمّ غيلان مرمّل بالشريف ، كان له عمامتان إحداهما تدعى السحاب ، والأخرى العقاب ، وكان سيفه ذا الفقار ، ورايته الغرّاء ، وناقته العضباء ، وبغلته دلدل ، وحماره يعفور ، وفرسه مرتجز ، وشاته بركة ، وقضيبه الممشوق ، ولواؤه الحمد ، وكان يعقلُ البعيرَ ، ويعلف الناضحَ ، ويرقّعُ الثوبَ ، ويخصفُ النعلَ ) (1) .
هكذا وصف لهم علي ( عليه السلام ) رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بأوصاف حميدة ، وخصال تامة من الناحية الجسمية والنفسية والخلقية .
وكيف كان ( صلى الله عليه وآله ) يتعامل مع الناس ، حتى ذكر ( عليه السلام ) لهم مركب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعمامته وسيفه وغيره .
وتجدر الإشارة إلى ما يضحك الثكلى ، كيف يعجز مَن يعتقد أبناء السُنة وأتباع الخلافة فيه ، بأنّه أَوّل المسلمين إيماناً ، وأنّه لم يفارق النبي ( صلى الله عليه وآله ) خلال ثلاث وعشرين سنة ، من بدء الدعوة حتى وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ولو للحظة قصيرة ؟ وكيف يتصور أنّ مَن يدعي الخلافة والإمامة ، وأنّه القائم مقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يعجز عن توصيف مستخلفه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ كما يدعي هو ـ ويبيّن خصاله الخَلقية والخُلقية ، وتراه عندما
ـــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الرياض النضرة 3 : 162 - 163 ، ذخائر العقبى : 80 . أوردنا الحديث بكامله ؛ لِما فيه بيان شمائل النبي ( صلى الله عليه وآله ) وخصائصه . ( المعرّب ) .
ال (http://www.alkadhum.org/other/mktba/sira/alemam_ali_fiara_alkhlfaa/06.htm)
وأخرج المحدّث الدار قطني ـ بإسناده عن الشعبي ـ الحديث بلفظ آخر عن أبي بكر : مَن سرّه أن ينظر إلى أعظم الناس منزلةً ، عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلينظر إلى هذا الطالع (2) ـ أي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ .
20 - أبو بكر يعترف : علي ( عليه السلام ) كالنبي ( صلى الله عليه وآله ) في الرتبة .
أخرج العلاّمة الشيخ أبو المكارم علاء الدين السمناني ـ 736 هـ ـ في كتابه ( العروة الوثقى ) بعد أن روى حديث المنزلة ، وحديث الغدير ، ودعاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : ( اللهم والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه ) ، ثمّ قال : وهذا حديث متفق على
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الرياض النضرة 3 : 119 ، المناقب للخوارزمي : 161 فصل ( 14 ) ح 193 ، نظم درر السمطين : 129 ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 73 ، وفيه : وأفضلهم دالةً ـ أي دلالة ـ ، كنز العمال 13 : 115 ح 36375 خرّجه عن الأثرات لابن أبي الدنيا وابن مردويه والحاكم ، الصواعق المحرقة : 177 ، فتح المبين في فضائل الخلفاء الراشدين بهامش السيرة النبوية 2 : 16 .
( 2 ) أرجح المطالب : 467 أخرجه عن ابن السمان ، مناقب سيدنا علي ( عليه السلام ) : 49 خرّجه عن الدار قطني وابن السمان ، مفتاح النجاة : 29، الروض الأزهر : 362.
الصفحة 53
صحته ، فصار ( عليه السلام ) سيد الأولياء ، وكان قلبه على قلب محمد ( صلى الله عليه وآله ) .
وأضاف قائلاً : وإلى هذا السر أشار سيد الصدّيقين ، صاحب غار النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أبو بكر ، حين بعث أبا عبيدة بن الجرّاح إلى علي ( عليه السلام ) ؛ لاستحضاره فقال : يا أبا عبيدة ، أنت أمين هذه الأمّة ، أبعثك إلى مَن هو في مرتبة مَن فقدناه بالأمس ـ يعني النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ ينبغي أن تتكلم عنده بحسن الأدب (1) .
أقول : ولعلّني أمكنني أن أتفهّم معنى هذا الإحضار ، وأمر أبي بكر أبا عبيدة بمراعاة المرونة والأدب وحسن المعاملة ، مع علي ( عليه السلام ) ، وأتفهّم وأعقل متى كان هذا الأمر من أبي بكر ولِمَ أمر بذلك ؟ وليته قد أمر بذلك لمّا أرسل عمر بن الخطاب لإحضار علي إلى سقيفة بني ساعدة . .. وما جرى عليه ( عليه السلام ) ـ بعد ذلك ـ .
تأمل أيّها القارئ الخبير في هذا المختصر ، فإنّ الحر تكفيه الإشارة .
21 - أبو بكر يعترف : إنّه عاجز عن وصف النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج العلاّمة محب الدين الطبري بسنده عن ابن عمر قال : إنّ اليهود جاءوا إلى أبي بكر فقالوا له : صف لنا صاحبك ـ أي النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ . فقال : معشر اليهود ، لقد كنت معه في الغار كإصبعي هاتينِ ، ولقد صعدت معه جبل حراء وإن خنصري لفي خنصره ، ولكنّ الحديث عنه ( صلى الله عليه وآله ) شديد ، وهذا علي بن أبي طالب ، فأتوا علياً ( عليه السلام ) فقالوا : يا أبا الحسن ، صف لنا ابن عمك ، فقال ( عليه السلام ) : ( لم يكن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالطويلِ الذاهب طولاً ، ولا بالقصيرِ المتردّد ، كان فوقَ الربعة ، أبيضَ اللونِ ، مشرباً حمرة ، جعدَ الشعرِ ، ليس بالقطط ، يضرب
ــــــــــــــــــ
( 1 ) الغدير 1 : 297.
الصفحة 54
شعره إلى أرنبته ، صلت الجبينِ ، أدعجَ العينين ، دقيقَ المسربةِ ، برّاقَ الثنايا ، أقنى الأنفِ ، كان عنقه إبريقَ فضةٍ ، له شعرات من لبتهِ إلى سرتهِ ، كأنّهنّ قضيب مسك أسود ، ليس في جسده ولا في صدره شعرات غيرهنّ ، وكان شئن الكف والقدم ، وإذا مشى كأنّما يتقلّع من صخرٍ ، وإذا التفتَ التفتَ بمجامعِ بدنهِ ، وإذا قام غمر الناسَ ، وإذا قعد علا الناسَ ، وإذا تكلم أنصت الناس ، وإذا خطب أبكى الناسَ ، وكان أرحمَ الناس بالناس ، لليتيمِ كالأبِ الرحيم ، وللأرملةِ كالكريمِ الكريم ، أشجعَ الناس ، وأبذلَهم كفاً ، وأصبحَهم وجهاً ، لباسه العباء ، وطعامه خبز الشعير ، وإدامه اللبن ، ووساده الأُدم محشو بليف النخل ، سريره أمّ غيلان مرمّل بالشريف ، كان له عمامتان إحداهما تدعى السحاب ، والأخرى العقاب ، وكان سيفه ذا الفقار ، ورايته الغرّاء ، وناقته العضباء ، وبغلته دلدل ، وحماره يعفور ، وفرسه مرتجز ، وشاته بركة ، وقضيبه الممشوق ، ولواؤه الحمد ، وكان يعقلُ البعيرَ ، ويعلف الناضحَ ، ويرقّعُ الثوبَ ، ويخصفُ النعلَ ) (1) .
هكذا وصف لهم علي ( عليه السلام ) رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بأوصاف حميدة ، وخصال تامة من الناحية الجسمية والنفسية والخلقية .
وكيف كان ( صلى الله عليه وآله ) يتعامل مع الناس ، حتى ذكر ( عليه السلام ) لهم مركب النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعمامته وسيفه وغيره .
وتجدر الإشارة إلى ما يضحك الثكلى ، كيف يعجز مَن يعتقد أبناء السُنة وأتباع الخلافة فيه ، بأنّه أَوّل المسلمين إيماناً ، وأنّه لم يفارق النبي ( صلى الله عليه وآله ) خلال ثلاث وعشرين سنة ، من بدء الدعوة حتى وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ولو للحظة قصيرة ؟ وكيف يتصور أنّ مَن يدعي الخلافة والإمامة ، وأنّه القائم مقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، يعجز عن توصيف مستخلفه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ كما يدعي هو ـ ويبيّن خصاله الخَلقية والخُلقية ، وتراه عندما
ـــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الرياض النضرة 3 : 162 - 163 ، ذخائر العقبى : 80 . أوردنا الحديث بكامله ؛ لِما فيه بيان شمائل النبي ( صلى الله عليه وآله ) وخصائصه . ( المعرّب ) .
ال (http://www.alkadhum.org/other/mktba/sira/alemam_ali_fiara_alkhlfaa/06.htm)