مرتضى العاملي
05-07-2009, 05:28 PM
الصداقة والصديق الحقيقي
( من أشرف أعمال الكريم غفلته عما يعلم )
حديث شريف
السلام عليكم يسعدني ان اضع موضوع الصداقة واستعرض اساسياتها الواقعية على ضوء المباني الدينية والاخلاقية والعرف الذي ساد البشر، مسبقا قد تطرقت في ماكتبناه استرسالا دون ان نضع في البال فقاعة في فنجان هنا أو لدغة من هناك لتوسيع فجوة ما حدثت بين صديقين!
ست حلقات كلها على سبيل العموم واطلاق المفهوم لا لشخص بذاته.! فلم نخترع فيها فلسفة عويصة ولا استخدمنا طلسمات انما كتبناها بلسان عربي مبين يطرح صفات الصديق الحقيقي والاخر الذي يدعي الصداقة. لذا سنختتمها بإخماد طخية الفقاعة الفارغة، فنذكر اولاً بذم القرآن الكريم للنمامين وللساعي في الخراب بين الناس. ولا اظن صراخ القرآن هنا يغيب عن المتدين! ولا يمكن التعامي عن ان الله هو المطلع على ما تضمر النفوس وما تخفي الصدور:
"يا ويلنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها".
اما سيد الحكماء أمير المؤمنين عليه السلام فيوضح: (من أشرف اعمال الكريم غفلته عما يعلم) أي عدم ابراز ما يعلمه عن الاخر!، فضلا عن مقته للتشنيع والتشهير به.
على فرض حدوث هفوة ما من صديق لصديقه، فهل يصح وفق الاوامر والمباني اعلاه: الهتك وصب الزيت على نار الخلاف بين الصديقين؟! ومقت النميمة! فكيف بها ان كانت تهمة ملفقة مع سعي للخراب؟
اخلاقياً، فالاولى أن ينهض للصلح أو ينأى بعيداً ويهرب ويفر ويجتنب ولا يسمح بأي تثوير للشحناء.! فعملية النفخ في النار سيتزيدها اضراما،! وهي عملية لا يمارسها الانسان السوي ليوقع اكثر فاكثر بين الصديقين.!
وكذلك الاولى شرعا ان يجتهد لتهدئة النائرة ويسعى لتقارب المتخاصمين، لان الصديق بمثابة الاخ ينهض حينما يجد الحاجة لمؤازرة الصديق وخاصة في المحنة، وخير ما قالِِِِ الشاعر:
فليسَ الصديقُ صديقَ الرخاء*** ولكنْ إذا قعدَ الدهرُ قاما
ومن هنا فان "خبط الماء" في نهر الصداقة فعل مذموم ومفضوح سيعود سلبا على فاعله عاجلا او اجلا،! لانه سبيل العاجز وانه مكر خبيث سرعان ما سينقلب "السحر على الساحر" في ظل القاعدة القرآنية: "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله".
كيف نختار الصديق الحقيقي؟
في مواضع شخصها الحكماء وعلماء الاخلاق وهي تسهل عملية انتقاء الصديق الحقيقي منها اختباره في السفر الطويل ذي المشقة فخلاله تنكشف السريرة وتظهر خبايا المرء، ومنها اختباره بالمال واستعلام أمانته وهي طامة كبرى في هذا الزمن الاغبر.! ومنها صدق حديثه ودماثة اخلاقه.! ومنها وقفته عند الشدة والحاجة،! ومنها سلوكه عند حدوث مشكلة ما، وهكذا في متفاوتات رتباً كحفظه لكرامة صاحبه وعدم التغرير به في صغيرة وكبيرة ورعاية الذمة فيه وفي سره وغيرها كثير.
ونشدد هنا على ان الهفوة الغير متعمدة لا تدخل في مدار الحديث بل ينبغي ان يحل إلتماس العذر للصاحب باعتباره أخ بدرجة تقتضي ان لا يغفل عن هتك حرمة الصداقة وان لا يسترخصها خاصة عند اؤلئك "المقتنصين". ولله در كثير الخزاعي الذي يعبر بأدق المعاني عن الصديق الحقيقي بقوله:
ليس خليلي بالملول ولا الذي *** إذا غبت عنه باعني بخليل
ولكن خليلي من يديم وصاله *** ويكتم سري عند كل دخيل
لكم خالص دعائي
( من أشرف أعمال الكريم غفلته عما يعلم )
حديث شريف
السلام عليكم يسعدني ان اضع موضوع الصداقة واستعرض اساسياتها الواقعية على ضوء المباني الدينية والاخلاقية والعرف الذي ساد البشر، مسبقا قد تطرقت في ماكتبناه استرسالا دون ان نضع في البال فقاعة في فنجان هنا أو لدغة من هناك لتوسيع فجوة ما حدثت بين صديقين!
ست حلقات كلها على سبيل العموم واطلاق المفهوم لا لشخص بذاته.! فلم نخترع فيها فلسفة عويصة ولا استخدمنا طلسمات انما كتبناها بلسان عربي مبين يطرح صفات الصديق الحقيقي والاخر الذي يدعي الصداقة. لذا سنختتمها بإخماد طخية الفقاعة الفارغة، فنذكر اولاً بذم القرآن الكريم للنمامين وللساعي في الخراب بين الناس. ولا اظن صراخ القرآن هنا يغيب عن المتدين! ولا يمكن التعامي عن ان الله هو المطلع على ما تضمر النفوس وما تخفي الصدور:
"يا ويلنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها".
اما سيد الحكماء أمير المؤمنين عليه السلام فيوضح: (من أشرف اعمال الكريم غفلته عما يعلم) أي عدم ابراز ما يعلمه عن الاخر!، فضلا عن مقته للتشنيع والتشهير به.
على فرض حدوث هفوة ما من صديق لصديقه، فهل يصح وفق الاوامر والمباني اعلاه: الهتك وصب الزيت على نار الخلاف بين الصديقين؟! ومقت النميمة! فكيف بها ان كانت تهمة ملفقة مع سعي للخراب؟
اخلاقياً، فالاولى أن ينهض للصلح أو ينأى بعيداً ويهرب ويفر ويجتنب ولا يسمح بأي تثوير للشحناء.! فعملية النفخ في النار سيتزيدها اضراما،! وهي عملية لا يمارسها الانسان السوي ليوقع اكثر فاكثر بين الصديقين.!
وكذلك الاولى شرعا ان يجتهد لتهدئة النائرة ويسعى لتقارب المتخاصمين، لان الصديق بمثابة الاخ ينهض حينما يجد الحاجة لمؤازرة الصديق وخاصة في المحنة، وخير ما قالِِِِ الشاعر:
فليسَ الصديقُ صديقَ الرخاء*** ولكنْ إذا قعدَ الدهرُ قاما
ومن هنا فان "خبط الماء" في نهر الصداقة فعل مذموم ومفضوح سيعود سلبا على فاعله عاجلا او اجلا،! لانه سبيل العاجز وانه مكر خبيث سرعان ما سينقلب "السحر على الساحر" في ظل القاعدة القرآنية: "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله".
كيف نختار الصديق الحقيقي؟
في مواضع شخصها الحكماء وعلماء الاخلاق وهي تسهل عملية انتقاء الصديق الحقيقي منها اختباره في السفر الطويل ذي المشقة فخلاله تنكشف السريرة وتظهر خبايا المرء، ومنها اختباره بالمال واستعلام أمانته وهي طامة كبرى في هذا الزمن الاغبر.! ومنها صدق حديثه ودماثة اخلاقه.! ومنها وقفته عند الشدة والحاجة،! ومنها سلوكه عند حدوث مشكلة ما، وهكذا في متفاوتات رتباً كحفظه لكرامة صاحبه وعدم التغرير به في صغيرة وكبيرة ورعاية الذمة فيه وفي سره وغيرها كثير.
ونشدد هنا على ان الهفوة الغير متعمدة لا تدخل في مدار الحديث بل ينبغي ان يحل إلتماس العذر للصاحب باعتباره أخ بدرجة تقتضي ان لا يغفل عن هتك حرمة الصداقة وان لا يسترخصها خاصة عند اؤلئك "المقتنصين". ولله در كثير الخزاعي الذي يعبر بأدق المعاني عن الصديق الحقيقي بقوله:
ليس خليلي بالملول ولا الذي *** إذا غبت عنه باعني بخليل
ولكن خليلي من يديم وصاله *** ويكتم سري عند كل دخيل
لكم خالص دعائي