امير الرافدين البصراوي
06-08-2006, 06:09 AM
ما هو نهج البلاغة
إنّ أبرز أثر للشريف الرضي هو كتاب ( نهج البلاغة ) الذي جمع فيه طائفة من كلام الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، والذي يُضطر معه كلّ خبير بجواهر الكلام على الاعتراف بمنزلته الرفيعة الشامخة ، ويُطأطأ الرأس تواضعاً له وخضوعاً .
يقول حنّا الفاخوري مؤلّف كتاب تاريخ الأدب العربي : فلا عجب بعد ذلك كلّه إذا كان كتاب ( نهج البلاغة ) ثروة فكرية وأدبية واسعة ، ففيه الدعوة الملحّة إلى العمل بشعائر الدين وإلى اتّباع تعاليم القرآن ، وتعزيز كلّ ما هو شريف الغاية ، والحثّ على السير في سبيل الفضائل .
وهو يجمع الدين إلى الاجتماع والسياسة ، ويجعل الدين أساساً لهما ، فهو يريد مجتمعاً يجري على سَنَن العدل ، والمساواة ، والحرّية ، وللعدل محلّ واسع في الكتاب يجعله الإمام من مقتضيات الحياة الجوهرية ، وفي الكتاب إلى جنب هذه التعاليم آراء شتّى في الفلسفة الماورائية ، والفقه ، ومعلومات تاريخية جمّة ، ممّا يجعل له محلاًّ رفيعاً في عالم الأدب ، والدين ، والاجتماع .
ويقول الشيخ محمّد عبده مفتي مصر الأسبق وشارح ( نهج البلاغة ) في وصف هذا الكتاب : ( وليس في أهل هذه اللغة إلاّ قائل بأنّ كلام الإمام علي بن أبي طالب هو أشرف الكلام وأبلغه بعد كلام الله تعالى وكلام نبيّه ( صلّى الله عليه وآله ) ، وأغزره مادّة ، وأرفعه أسلوباً ، وأجمعه لجلائل المعاني .
ويقول الشارح الكبير ابن أبي الحديد المعتزلي : إنّ سطراً واحداً من ( نهج البلاغة ) يساوي ألف سطر من كلام ابن نُباتة وهو الخطيب الفاضل الذي اتّفق الناس على أنّه أوحد عصره في فنّه .
جمع نهج البلاغة :
قال الشريف الرضي في مقدّمته على ( نهج البلاغة ) : فإنّي كنت في عُنفوان السن ، وغضاضة الغُصن ، ابتدأتُ بتأليف كتاب خصائص الأئمّة ( عليهم السلام ) ، يشتمل على محاسن أخبارهم وجواهر كلامهم ... وفرغت من الخصائص التي تخصّ أمير المؤمنين عليّاً ( عليه السلام ) ، وعاقت عن إتمام بقيّة الكتاب مُحاجَزات الزمان ومماطلات الأيّام .
وكنتُ قد بوّبتُ ما خرج من ذلك أبواباً ، وفصّلته فصولاً ؛ فجاء في آخرها فصل يتضمّن محاسن ما نُقل عنه ( عليه السلام ) من الكلام القصير في المواعظ والحكم والأمثال والآداب دون الخطب الطويلة والكتب المبسوطة ، فاستحسن جماعة من الأصدقاء والإخوان ما اشتمل عليه الفصل المقدّم ذكره ، معجبين ببدائعه ومتعجبّين من نواصعه ، وسألوني عند ذلك أن أبدأ بتأليف كتاب يحتوي على مختار كلام مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في جميع فنونه ، ومتشعبات عصونه ، من خُطَب وكتب ومواعظ وآداب .
علماً أنّ ذلك يتضمّن عجائب البلاغة وغرائب الفصاحة وجواهر العربية ، وثواقب الكلم الدينية والدنيوية ما لا يوجد مجتمعاً في كلام ولا مجموع الأطراف في كتاب ، إذ كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مشرع الفصاحة وموردها ، ومنشأ البلاغة ومولدها ، ومنه ( عليه السلام ) ظهر مكنونها ، وعنه أخذت قوانينها ، وعلى أمثلته حذا كلّ قائل خطيب ، وبكلامه استعان كلّ واعظ بليغ ، ومع ذلك فقد سَبق وقصّروا ، وتقدّم وتأخّروا ؛ لأنّ كلامه ( عليه السلام ) الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي ، وفيه عبقة من الكلام النبوي ، فأجبتُهم إلى الابتداء بذلك عالماً بما فيه من عظيم النفع ومنشور الذكر ، ومذخور الأجر .
واعتمدتُ به أن أبيّن من عظيم قدر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في هذه الفضيلة ، مضافة إلى المحاسن الدائرة والفضائل الجمّة ، وأنّه ( عليه السلام ) انفرد ببلوغ غايتها عن جميع السلف الأوّلين الذين إنّما يُؤثَر عنهم منها القليل النادر والشاذّ الشارد .
وأمّا كلامه فهو من البحر الذي لا يُساجَل ، والجمّ الذي لا يُحافَل ... ورأيتُ كلامه ( عليه السلام ) يدور على أقطاب ثلاثة : أوّلها الخُطَب والأوامر ، وثانيها الكُتب والرسائل ، وثالثها الحِكَم والمواعظ ؛ فأجمعت بتوفيق الله تعالى على الابتداء باختيار محاسن الخطب ، ثمّ محاسن الكتب ، ثمّ محاسن الحكم والأدب ، مُفرِداً لكلّ صنف من ذلك باباً .... وربما جاء في أثناء هذا الاختيار اللفظ المردّد والمعنى المكرّر ، والعذر في ذلك أنّ روايات كلامه تختلف اختلافاً شديداً ، فربما اتفق الكلام المختار في رواية فنُقل على وجهه ، ثمّ وجد بعد ذلك في رواية أخرى موضوعاً غير وضعه الأوّل ، إمّا بزيادة مختارة أو بلفظ أحسن عبارة ، فتقتضي الحال أن يعاد استظهاراً للاختيار ، وغيره على عقائل الكلام ، وربما بَعُد العهد أيضاً بما اختير أوّلاً فأعيد بعضه سهواً أو نسياناً لا قصداً واعتماداً .
ولا أدّعي مع ذلك أنّي أُحيط بأقطار جميع كلامه ( عليه السلام ) حتّى لا يشذّ عنّي منه شاذّ ولا يندّ نادّ ، بل لا أبعد أن يكون القاصر عنّي فوق الواقع إليّ ، والحاصل في رِبقتي دون الخارج من يدي . وما عليّ إلاّ بذل الجهد وبلاغ الوسع ، وعلى الله سبحانه نهج السبيل ، ورشاد الدليل إن شاء الله .
ترتيب نهج البلاغة ورصفه :
نستشفّ من مقدّمة الشريف الرضي التي نقلنا شيئاً منها سلفاً أنّه رصف ( نهج البلاغة ) في ثلاثة أقسام :
الأوّل : الخطب :
وهو أوّل قسم من أقسام النهج وأوسعه ، ويستوعب ( 214 ) خطبةً ، ونجد في هذه الخطب موضوعات متنوّعة ، من فلسفة وإلهيّات ومباحث مرتبطة بالصفات الالهية والجبر والاختيار إلى مسائل فقهية شرعية ، ومن عرض العِبَر التاريخية إلى مسائل اجتماعية ، ومن علم الظواهر إلى الوصايا الأخلاقية العميقة الدقيقة ، ومن التوبيخ أو النقد إلى الملاحم الأدبية والتوجيهات العسكرية .
علماً أنّ بعض الخطب أشهر من غيرها ، ومنها الخطبة ( الشِقشِقية ) ، وهي ثالث خطبة في الكتاب ، وخطبة ( الأشباح ) ، وهي الخطبة الحادية والتسعون في طبعة صبحي الصالح ، والتسعون في طبعة فيض الإسلام ، ومنها الخطبة ( القاصعة ) ، وهي الخطبة الحادية والتسعون والمائة عند صبحي الصالح ، والثالثة والثلاثون والمائة عند فيض الإسلام ، ومنها الخطبة التي تصف المتّقين ، وهي الخطبة الثالثة والتسعون والمائة في ترقيم الصالح ، والرابعة والثمانون والمائة في ترقيم فيض الإسلام .
الثاني : الكتب :
ونجد في هذا القسم ( 79 ) كتاباً ، منها الطويل ، ومنها القصير الذي قد يضمّ جملتين أو أكثر ، ونلحظ في هذه الكتب وصايا متنوّعة في ميادين متعدّدة ، منها : الحكومة في الإسلام ، والنظام المالي بخاصّة نظام الزكاة ، وقضايا الحرب ، ومؤاخذة الولاة ، ووصايا أخلاقية ، وكتابه ( عليه السلام ) إلى مالك الأشتر ( رضوان الله عليه ) من أشهر كتبه ، وهو الكتاب الثالث والخمسون عند صبحي الصالح ، وفيض الإسلام معاً .
الثالث : الحِكَم أو قصار الكَلِم :
ونقرأ في هذا القسم ( 480 ) عبارة أُطلق عليها الحكم أو الكلمات القصار ، وتتألّق الصيغة الأخلاقية فيها أكثر من أيّ شيءٍ آخر ، ويشتمل هذا القسم على وصايا قصيرة في مجال الآداب الاجتماعية والأخلاقية ونظائرها .
وفي تضاعيف هذه الكلمات القصار قسم يتميّز عن غيره من الأقسام ، وقد أورده الشريف الرضي تحت عنوان ( فصل نذكر فيه شيئاً عن اختيار غريب كلامه المحتاج إلى التفسير ، وهو بين الحكمة ( 260 و 261 ) عند صبحي الصالح ، ويشتمل على تسعة أحاديث ، أمّا عند فيض الإسلام فقد جاء بين الحكمة ( 252 و 253 ) وفيه تسعة أحاديث أيضاً .
إنّ أبرز أثر للشريف الرضي هو كتاب ( نهج البلاغة ) الذي جمع فيه طائفة من كلام الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، والذي يُضطر معه كلّ خبير بجواهر الكلام على الاعتراف بمنزلته الرفيعة الشامخة ، ويُطأطأ الرأس تواضعاً له وخضوعاً .
يقول حنّا الفاخوري مؤلّف كتاب تاريخ الأدب العربي : فلا عجب بعد ذلك كلّه إذا كان كتاب ( نهج البلاغة ) ثروة فكرية وأدبية واسعة ، ففيه الدعوة الملحّة إلى العمل بشعائر الدين وإلى اتّباع تعاليم القرآن ، وتعزيز كلّ ما هو شريف الغاية ، والحثّ على السير في سبيل الفضائل .
وهو يجمع الدين إلى الاجتماع والسياسة ، ويجعل الدين أساساً لهما ، فهو يريد مجتمعاً يجري على سَنَن العدل ، والمساواة ، والحرّية ، وللعدل محلّ واسع في الكتاب يجعله الإمام من مقتضيات الحياة الجوهرية ، وفي الكتاب إلى جنب هذه التعاليم آراء شتّى في الفلسفة الماورائية ، والفقه ، ومعلومات تاريخية جمّة ، ممّا يجعل له محلاًّ رفيعاً في عالم الأدب ، والدين ، والاجتماع .
ويقول الشيخ محمّد عبده مفتي مصر الأسبق وشارح ( نهج البلاغة ) في وصف هذا الكتاب : ( وليس في أهل هذه اللغة إلاّ قائل بأنّ كلام الإمام علي بن أبي طالب هو أشرف الكلام وأبلغه بعد كلام الله تعالى وكلام نبيّه ( صلّى الله عليه وآله ) ، وأغزره مادّة ، وأرفعه أسلوباً ، وأجمعه لجلائل المعاني .
ويقول الشارح الكبير ابن أبي الحديد المعتزلي : إنّ سطراً واحداً من ( نهج البلاغة ) يساوي ألف سطر من كلام ابن نُباتة وهو الخطيب الفاضل الذي اتّفق الناس على أنّه أوحد عصره في فنّه .
جمع نهج البلاغة :
قال الشريف الرضي في مقدّمته على ( نهج البلاغة ) : فإنّي كنت في عُنفوان السن ، وغضاضة الغُصن ، ابتدأتُ بتأليف كتاب خصائص الأئمّة ( عليهم السلام ) ، يشتمل على محاسن أخبارهم وجواهر كلامهم ... وفرغت من الخصائص التي تخصّ أمير المؤمنين عليّاً ( عليه السلام ) ، وعاقت عن إتمام بقيّة الكتاب مُحاجَزات الزمان ومماطلات الأيّام .
وكنتُ قد بوّبتُ ما خرج من ذلك أبواباً ، وفصّلته فصولاً ؛ فجاء في آخرها فصل يتضمّن محاسن ما نُقل عنه ( عليه السلام ) من الكلام القصير في المواعظ والحكم والأمثال والآداب دون الخطب الطويلة والكتب المبسوطة ، فاستحسن جماعة من الأصدقاء والإخوان ما اشتمل عليه الفصل المقدّم ذكره ، معجبين ببدائعه ومتعجبّين من نواصعه ، وسألوني عند ذلك أن أبدأ بتأليف كتاب يحتوي على مختار كلام مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في جميع فنونه ، ومتشعبات عصونه ، من خُطَب وكتب ومواعظ وآداب .
علماً أنّ ذلك يتضمّن عجائب البلاغة وغرائب الفصاحة وجواهر العربية ، وثواقب الكلم الدينية والدنيوية ما لا يوجد مجتمعاً في كلام ولا مجموع الأطراف في كتاب ، إذ كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مشرع الفصاحة وموردها ، ومنشأ البلاغة ومولدها ، ومنه ( عليه السلام ) ظهر مكنونها ، وعنه أخذت قوانينها ، وعلى أمثلته حذا كلّ قائل خطيب ، وبكلامه استعان كلّ واعظ بليغ ، ومع ذلك فقد سَبق وقصّروا ، وتقدّم وتأخّروا ؛ لأنّ كلامه ( عليه السلام ) الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي ، وفيه عبقة من الكلام النبوي ، فأجبتُهم إلى الابتداء بذلك عالماً بما فيه من عظيم النفع ومنشور الذكر ، ومذخور الأجر .
واعتمدتُ به أن أبيّن من عظيم قدر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في هذه الفضيلة ، مضافة إلى المحاسن الدائرة والفضائل الجمّة ، وأنّه ( عليه السلام ) انفرد ببلوغ غايتها عن جميع السلف الأوّلين الذين إنّما يُؤثَر عنهم منها القليل النادر والشاذّ الشارد .
وأمّا كلامه فهو من البحر الذي لا يُساجَل ، والجمّ الذي لا يُحافَل ... ورأيتُ كلامه ( عليه السلام ) يدور على أقطاب ثلاثة : أوّلها الخُطَب والأوامر ، وثانيها الكُتب والرسائل ، وثالثها الحِكَم والمواعظ ؛ فأجمعت بتوفيق الله تعالى على الابتداء باختيار محاسن الخطب ، ثمّ محاسن الكتب ، ثمّ محاسن الحكم والأدب ، مُفرِداً لكلّ صنف من ذلك باباً .... وربما جاء في أثناء هذا الاختيار اللفظ المردّد والمعنى المكرّر ، والعذر في ذلك أنّ روايات كلامه تختلف اختلافاً شديداً ، فربما اتفق الكلام المختار في رواية فنُقل على وجهه ، ثمّ وجد بعد ذلك في رواية أخرى موضوعاً غير وضعه الأوّل ، إمّا بزيادة مختارة أو بلفظ أحسن عبارة ، فتقتضي الحال أن يعاد استظهاراً للاختيار ، وغيره على عقائل الكلام ، وربما بَعُد العهد أيضاً بما اختير أوّلاً فأعيد بعضه سهواً أو نسياناً لا قصداً واعتماداً .
ولا أدّعي مع ذلك أنّي أُحيط بأقطار جميع كلامه ( عليه السلام ) حتّى لا يشذّ عنّي منه شاذّ ولا يندّ نادّ ، بل لا أبعد أن يكون القاصر عنّي فوق الواقع إليّ ، والحاصل في رِبقتي دون الخارج من يدي . وما عليّ إلاّ بذل الجهد وبلاغ الوسع ، وعلى الله سبحانه نهج السبيل ، ورشاد الدليل إن شاء الله .
ترتيب نهج البلاغة ورصفه :
نستشفّ من مقدّمة الشريف الرضي التي نقلنا شيئاً منها سلفاً أنّه رصف ( نهج البلاغة ) في ثلاثة أقسام :
الأوّل : الخطب :
وهو أوّل قسم من أقسام النهج وأوسعه ، ويستوعب ( 214 ) خطبةً ، ونجد في هذه الخطب موضوعات متنوّعة ، من فلسفة وإلهيّات ومباحث مرتبطة بالصفات الالهية والجبر والاختيار إلى مسائل فقهية شرعية ، ومن عرض العِبَر التاريخية إلى مسائل اجتماعية ، ومن علم الظواهر إلى الوصايا الأخلاقية العميقة الدقيقة ، ومن التوبيخ أو النقد إلى الملاحم الأدبية والتوجيهات العسكرية .
علماً أنّ بعض الخطب أشهر من غيرها ، ومنها الخطبة ( الشِقشِقية ) ، وهي ثالث خطبة في الكتاب ، وخطبة ( الأشباح ) ، وهي الخطبة الحادية والتسعون في طبعة صبحي الصالح ، والتسعون في طبعة فيض الإسلام ، ومنها الخطبة ( القاصعة ) ، وهي الخطبة الحادية والتسعون والمائة عند صبحي الصالح ، والثالثة والثلاثون والمائة عند فيض الإسلام ، ومنها الخطبة التي تصف المتّقين ، وهي الخطبة الثالثة والتسعون والمائة في ترقيم الصالح ، والرابعة والثمانون والمائة في ترقيم فيض الإسلام .
الثاني : الكتب :
ونجد في هذا القسم ( 79 ) كتاباً ، منها الطويل ، ومنها القصير الذي قد يضمّ جملتين أو أكثر ، ونلحظ في هذه الكتب وصايا متنوّعة في ميادين متعدّدة ، منها : الحكومة في الإسلام ، والنظام المالي بخاصّة نظام الزكاة ، وقضايا الحرب ، ومؤاخذة الولاة ، ووصايا أخلاقية ، وكتابه ( عليه السلام ) إلى مالك الأشتر ( رضوان الله عليه ) من أشهر كتبه ، وهو الكتاب الثالث والخمسون عند صبحي الصالح ، وفيض الإسلام معاً .
الثالث : الحِكَم أو قصار الكَلِم :
ونقرأ في هذا القسم ( 480 ) عبارة أُطلق عليها الحكم أو الكلمات القصار ، وتتألّق الصيغة الأخلاقية فيها أكثر من أيّ شيءٍ آخر ، ويشتمل هذا القسم على وصايا قصيرة في مجال الآداب الاجتماعية والأخلاقية ونظائرها .
وفي تضاعيف هذه الكلمات القصار قسم يتميّز عن غيره من الأقسام ، وقد أورده الشريف الرضي تحت عنوان ( فصل نذكر فيه شيئاً عن اختيار غريب كلامه المحتاج إلى التفسير ، وهو بين الحكمة ( 260 و 261 ) عند صبحي الصالح ، ويشتمل على تسعة أحاديث ، أمّا عند فيض الإسلام فقد جاء بين الحكمة ( 252 و 253 ) وفيه تسعة أحاديث أيضاً .