ابدال الشام
10-07-2009, 12:08 AM
البطل الشجاع فيروز الديلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
من بلاد فارس، عانق الإسلام مؤمنون كثيرون. و إنها لإحدی روائع الاسلام و عظائمه، ألا يدخل بلداً من بلاد الله إلا و يثير في إعجاز باهر كل نبوغها ويحرک كل طاقاتها و يخرج خبء العبقرية المستكنة في أهلها وذويها، و اذا بهم يبزغون من كل أفق و يطلعون من كل بلد، حتی تزدحم عصورُ الإسلام الأولی بعبقريات هائلة في كل مجالات العقل، والإرادة, والضمير...
اسمه وكنيته:
فيروز الديلمي. يكنى أبا الضحاك. ويقال: أبا عبد الرحمن. أصله: من" الأبناء" من فارس كان كسرى بعثهم إلى قتال الحبشة. و" الأبناء" اسم يطلق على جماعة من الناس آباؤهم من " الفرس " الذين نزحوا من بلادهم إلى اليمن, وأمهاتهم من العرب. وقد كان كبيرهم" باذان " عند ظهور الإسلام ملكا على اليمن من قبل كسرى ودخل هو وقومه في دين الله, فأقره النبي عليه السلام على ملكه, وظل فيه إلى أن مات قبيل ظهور الأسود العنسي بزمن يسير. إقليم الديلم: الديلم: المنطقة الجبلية في إقليم جيلان, تقع في شمال ايران جنوبي بحر قزوين. من النصوص القديمة: قال المقدسي البشاري : إقليم الديلم إقليم القز والصوف , به صناع حذاق ، وفواكه تحمل إلى الآفاق. كثير الأمطار، مستقيم الأسعار, مصر ظريف ، ولهم عمل لطيف , يجلون الشريف ، ويرحمون الضعيف . كبراء في الفقه وأجلة في الحديث رجال في القتال وكلٌ عفيف ، به تين وزيتون كثيرالعناب ، حسن الأعناب ، رساتيق رحاب ، ومدن طياب ، وخيش عجاب .
تلاميذه:
روى عنه أولاده الثلاثة الضحاك وعبد الله وسعيد. وروى عنه أبو الخير اليزني, وأبو خراش الرعيني وبشر المؤذن وغيرهم.
من أحاديثه:
قال فيروز: كنت في وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن فقلت : يا رسول الله ! أنا من قد علمت: وجئنا من بين ظهراني من قد علمت ، ونحن حيث علمت فمن وليّنا ؟ قال : الله ورسوله ، قالوا : حسبنا. وعن فيروز الديلمي, أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: رأيناه يصلي في نعلين متقابلتين. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَيُنْقَضَنَّ الإِسْلاَمُ عُرْوَةً عُرْوَةً ، كَمَا يُنْقَضُ الْحَبْلُ قُوَّةً قُوَّةً. وقال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إني أسلمت وتحتي أختان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اختر أيتهما شئت.(وطلق الأخرى). صفاته: كان من أجلاء الصحابة , بطلا مغوارا, من الشجعان المعدودين في الصحابة, ومع ذلك كان متواضعا منقادا للحق. وكان عاقلا حازما رضي الله عنه وعن جميع الصحابة والتابعين. اللهم اخذل من لعنهم وسبهم.
فضائله:
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الأسود العنسي فقال: قتله الرجل الصالح فيروز الديلمي رجل من فارس. وفي رواية قال: رجل صالح من أهل بيت صالحين. قال ابن تيمية: كان رجلا صالحا, له في الإسلام آثار جميلة منها: قتل الأسود العنسي الكذّاب الذي ادّعى النبوةَ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
شعره:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته : قد قتلَ اللهُ الأسودَ الكذَّابَ، قتله الرجلُ الصالح فَيْروز الديلمي، وفي ذلك يقول فَيْروز : أبرمت أمري وقتلتُ عَيْهَلة ...... حتّى تَحمّلنا إليه العيهلة كيف أسلم فيروز؟ قال المقبري: جاء فيروز الديلمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن كسرى كتب إلى باذان بلغني أن في أرضك رجلا تنبأ فاربطه وابعث به إليّ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ربّي غضب على ربك فقتله. فخرج من عنده فسمع الخبربقتل كسرى , فأسلم وحسن إسلامه.
الردة:
لما مرض رسول الله صلى الله وعليه وسلم بعد عودته من حجة الوداع, وطارت الأخبار في أرجاء الجزيرة بمرضه, ارتدّ عن الإسلام الأسود العَنْسي في اليمن, ومسيلمة الكذاب في اليمامة, وطُلَيْحَة الأسدي في بلاد بني أسد. وهذا من المعجزات التي أخبر عنها القرآن قبل وقوعها ، فقد ذُكر أنه ارتد عن الإسلام إحدى عشرة فرقة ، ثلاث في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. بنو مدلج, ورئيسهم ذو الخمار وهو الأسود العنسي. وبنو حنيفة قوم مسيلمة، ادعى النبوّة وكتب إلى رسول الله : من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله, أما بعد فإن الأرض نصفها لي ونصفها لك، فأجابه الرسول : من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب : أما بعد فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ، فحاربه أبو بكر بجنود المسلمين ، وقُتِل على يدي وحشي قاتل حمزة ، وكان يقول : قتلتُ خيرَ الناس في الجاهلية وشر الناس في الإسلام. وبنو أسد قوم طليحة بن خويلد تنبّأ فبعث إليه أبو بكر رضي الله تعالى عنه خالد بن الوليد فانهزم بعد القتال إلى الشام ، فأسلم وحسن إسلامه. يقول أبو حصين: ما وُلِد بعدَ النبيين مولودٌ أفضل من أبي بكر رضي الله عنه، لقد قام مقام نبيّ من الأنبياء في قتال أهل الردة. أسود العنسي: كان الأسود كاهنا مُشَعْبِذاً, شديد القوة, ضخم الهيكل. وكان إلى ذلك فصيحاً يخلُب الألباب ببيانه, داهيةً قادرا على اللعِب بعقول العامّة بأباطيله, وإغراء الخاصة بالمال والجاه والمناصب. وكان لا يظهر للناس إلاّ مقنَّعا(يضع قناعا على وجهه) لإحاطة نفسه بهالة من الغموض والهيبة. وكان الأسود جبارا استدعى بأبي مسلم الخولاني فقال له: أتشهد أني رسول الله؟ قال: ما أسمع. قال: فتشهد أن محمداً رسول الله؟ قال: نعم. فرددها عليه مرات. فلما رأى أنه لا يجيبه أمر بنار عظيمة فأججت ثم قذف أبا مسلم فيها فلم تضره، فقال له من اتبعه: إن لم تنف هذا عنك أفسد عليك أمر من اتبعك فأمره بالرحيل، فأتى المدينة فأناخ راحلته بباب المسجد، وعمد إلى سارية من سواري المسجد ليصلي إليها، فبصر به عمر، فأقبل إليه فقال: السلام عليك، فقال: وعليك السلام، فقال: من أين أقبلت؟ قال: من اليمن. قال: فما فعل الذي حرقه الكذاب بالنار؟ قال: ذاك عبد الله بن ثوب. قال أنشدك بالله أنت هو! قال: اللهم نعم، فاعتنقه وبكى، وأخذ بيده وانطلق به إلى أبي بكر رضي الله عنه حتى أجلسه فيما بينه وبينه، وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به مثلما فعل بإبراهيم خليل الرحمن فلم تضره النار.
فتنة الأسود العنسي:
كان أول من استجاب لدعوة الأسود العنسي قومه بنو "مذحج" فوثب بهم على "صنعاء", وقتل واليها "شهر بن باذان" وتزوّج من امرأته "آزاد". ثم هجم على المناطق الأخرى, حتى دانت له البلاد الواقعة ما بين حضرموت إلى طائف, وما بين البحرين والإحساء إلى عدن... * * * وكان مما ساعد العنسي على خداع الناس دهاءه الذي لا حدود له, فقد زعم لأتباعه أنّ له ملَكا ينزل عليه بالوحي ويُنبِّئُهُ بالمغيَّبات... وكان يرسل جواسيسه في كل مكان, ليقفوا له على أخبار الناس, وينفذوا إلى أسرارهم, ويتعرفوا إلى مشكلاتهم ويكشفوا عما يتلَجْلَجُ في صدورهم من الأمانيّ والآمال, ثم يأتوه بها سرّا. فكان يواجه كل ذي حاجة بحاجته, ويبدأ كل صاحب مشكلة بمشكلته, و يأتي لأتباعه من العجائب والغرائب ما يُذهِل عقولهم... فأرسل النبي عليه السلام الرسائل إلى أصحابه في اليمن يحضهم فيها على مواجهة هذه الفتنة العمياء, ويأمرهم بالتخلّص من الأسود العنسي بأيّ وسيلة... وكان أسبقَ الناس استجابة لندائه بطلُ قصّتنا فيروز الديلمي ومن معه من "الأبناء". إقرأ هذه القصة الرائعة وهو نفسه يرويه لنا: لم نشك أنا ومن معي من الأبناء لحظة في دين الله, ولا وقع في قلب أي منا تصديق لعدوّ الله. وكنا نتحيَّنُ الفرصَ للوثوب عليه والتخلص منه بكلّ سبيل... * * * مضيتُ أنا وابن عمي "دادويه" إلى قائد جيشه "قيس بن عبد يغوث" (الذي تكبر عليه الأسود العنسي وتجبر, حتى خاف قيس على نفسه من بطشه) وأبلغناه رسالة النبي عليه السلام. فانشرح لدعوتنا صدره, وكشف لنا عن سره, ورآنا كأننا هبطنا عليه من السماء. فتعاهدنا نحن الثلاثة على أن نتصدّى للمرتد الكذّاب من الداخل بينما يتصدّى له إخواننا من الخارج. واستقر رأينا على أن نشرك معنا ابنة عمي" آزاد" التي تزوّج بها الأسود العنسي بعد قتل زوجها " شهر بن باذان". * * * مضيتُ إلى قصر الأسود العنسي والتقيت بابنة عمي آزاد وقلت لها: يا ابنة عم, لقد عرفتِ ما أنزله هذا الرجل بك وبنا من الشرّ والضر... فلقد قتل زوجك , وفضح نساء قومك, وأهلك كثيرا من رجالهم, وانتزع الأمر من أيديهم. وهذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا خاصة وإلى أهل اليمن عامة يدعونا فيه إلى القضاء على هذه الفتنة. فهل لك أن تعيننا عليه؟! فقالت: أعينكم على أي شيء؟ فقلت: على إخراجه ... فقالت: بل على قتله. فقلت: والله ما قصدت غير ذلك؛ ولكني خشيت أن أواجهكِ به. فقالت: والذي بعث محمدا بالحق بشيرا ونذيرا ما ارتبتُ في ديني طرفةَ عين, وما خلق الله رجلا أبغض إلي من هذا الشيطان ... فقلت: وكيف لنا بقتله؟! فقالت: إنه مُتحَرِّز مُتحرِّس(محتاط متيقظ) لنفسه, وليس في القصر مكان إلاّ والحرس محيطون به غير هذه الحجرة النائية المهجورة, فإذا أمسيتم فانقبوها في عتمة الليل, وستجدون في داخلها السلاح والمصباح... وستجدوني في انتظاركم , ثم ادخلوا عليه واقتلوه... فقلت: ولكنّ نقبَ حجرة في مثل هذا القصر ليس بالأمر الهيّن فقد يمرّ بنا إنسان فيهتف ويستصرخ الحرس... فيكون ما لا تُحمَد عقباه... فقالت: ولكم عندي رأي. قلت: ما هو؟ قالت: ترسل غدا رجلا على هيئة عامل, فآمره أنا بنقب الحجرة من الداخل حتى لا يبقى من النقب إلاّ شيء يسير... ثم تتمّونه أنتم من الخارج بأيسر جهد. فقلت: نِعم الرأي ما رأيت. ثم انصرفتُ وأخبرت صاحبيَّ بما اتفقنا عليه فباركوه, ومضينا من ساعتنا نُعِدّ للأمر عدّته. ثم أفضينا إلى خاصة المؤمنين من أنصارنا بكلمة السر, ودعوناهم للتأهب , وجعلنا موعدنا فجر اليوم التالي. ولما جنّ علينا الليل , وأزف الوقت المحدد؛ مضيتُ مع صاحبيّ إلى مكان النقب؛ فكشفنا عنه, ودخلنا الحجرة وتناولنا السلاح وأضأنا المصباح, ومضينا نحو مقصورة عدوّ الله؛ فإذا ابنة عمي واقفة ببابها , فأشارت إليّ فدخلتُ عليه, فإذا هو نائم فأهويتُ بالشفرة على عنقه, فخار خوار الثور, فلمّا سمع الحرس خواره؛ أقبلوا على المقصورة وقالوا: ما هذا؟!!. فقالت لهم ابنة عمي : إن نبي الله يوحَى إليه... فانصرفوا... * * * بقينا في القصر حتى طلع الفجر, فوقفتُ على سور من أسواره وهتفت: الله أكبر, الله أكبر, أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمدا رسول الله, وأشهد أنّ الأسود العنسي كذّاب ... وكانت هذه كلمة السر. فأقبل المسلمون على القصر من كل جانب, وهبّ الحرس مذعورين لمّا سمعوا الأذان, وتلاحم الفريقان بعضهم ببعض. فألقيت إليهم برأس الأسود من فوق أسوار القصر ... فلما رآه أنصاره وهَنوا وذهب ريحهم, ولمّا أبصره المؤمنون كبّروا وكرّوا على عدوّهم... وقضي الأمرقبل طلوع الشمس. ولمّا أسفر النهارُ بعثنا بكتاب إلى رسول الله صلى الله وعليه وسلم نبشّره بمصرع عدوّ الله, فلما بلغ المبشرون المدينة وجدوا النبيّ صلوات الله عليه قد فارق الحياة في تلك الليلة. غير أنهم ما لبثوا أن علموا أنّ الوحي بشّره بمقتل الأسود العنسي في الليلة التي قُتل فيها. فقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه: (قُتِل الأسود العنسي البارحة.... قتله رجل صالح من أهل بيت صالحين) فقيل له: من هو يا رسول الله؟. فقال: فيروز... فاز فيروز. قال بن سعد: مات في خلافة معاوية باليمن سنة ثلاث وخمسين. عبدالحميد نور
منقول من موقع سلفي
*******************
يمنع وضع روابط لمنتديات
فهل تعلمون من هو فيروز
انه قاتل عمر بن الخطاب ابو لؤلؤة فيروز الديلمي
و العبارة الاخيرة لكي يبررو انه ليس قاتل عمر
من بلاد فارس، عانق الإسلام مؤمنون كثيرون. و إنها لإحدی روائع الاسلام و عظائمه، ألا يدخل بلداً من بلاد الله إلا و يثير في إعجاز باهر كل نبوغها ويحرک كل طاقاتها و يخرج خبء العبقرية المستكنة في أهلها وذويها، و اذا بهم يبزغون من كل أفق و يطلعون من كل بلد، حتی تزدحم عصورُ الإسلام الأولی بعبقريات هائلة في كل مجالات العقل، والإرادة, والضمير...
اسمه وكنيته:
فيروز الديلمي. يكنى أبا الضحاك. ويقال: أبا عبد الرحمن. أصله: من" الأبناء" من فارس كان كسرى بعثهم إلى قتال الحبشة. و" الأبناء" اسم يطلق على جماعة من الناس آباؤهم من " الفرس " الذين نزحوا من بلادهم إلى اليمن, وأمهاتهم من العرب. وقد كان كبيرهم" باذان " عند ظهور الإسلام ملكا على اليمن من قبل كسرى ودخل هو وقومه في دين الله, فأقره النبي عليه السلام على ملكه, وظل فيه إلى أن مات قبيل ظهور الأسود العنسي بزمن يسير. إقليم الديلم: الديلم: المنطقة الجبلية في إقليم جيلان, تقع في شمال ايران جنوبي بحر قزوين. من النصوص القديمة: قال المقدسي البشاري : إقليم الديلم إقليم القز والصوف , به صناع حذاق ، وفواكه تحمل إلى الآفاق. كثير الأمطار، مستقيم الأسعار, مصر ظريف ، ولهم عمل لطيف , يجلون الشريف ، ويرحمون الضعيف . كبراء في الفقه وأجلة في الحديث رجال في القتال وكلٌ عفيف ، به تين وزيتون كثيرالعناب ، حسن الأعناب ، رساتيق رحاب ، ومدن طياب ، وخيش عجاب .
تلاميذه:
روى عنه أولاده الثلاثة الضحاك وعبد الله وسعيد. وروى عنه أبو الخير اليزني, وأبو خراش الرعيني وبشر المؤذن وغيرهم.
من أحاديثه:
قال فيروز: كنت في وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن فقلت : يا رسول الله ! أنا من قد علمت: وجئنا من بين ظهراني من قد علمت ، ونحن حيث علمت فمن وليّنا ؟ قال : الله ورسوله ، قالوا : حسبنا. وعن فيروز الديلمي, أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: رأيناه يصلي في نعلين متقابلتين. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَيُنْقَضَنَّ الإِسْلاَمُ عُرْوَةً عُرْوَةً ، كَمَا يُنْقَضُ الْحَبْلُ قُوَّةً قُوَّةً. وقال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إني أسلمت وتحتي أختان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اختر أيتهما شئت.(وطلق الأخرى). صفاته: كان من أجلاء الصحابة , بطلا مغوارا, من الشجعان المعدودين في الصحابة, ومع ذلك كان متواضعا منقادا للحق. وكان عاقلا حازما رضي الله عنه وعن جميع الصحابة والتابعين. اللهم اخذل من لعنهم وسبهم.
فضائله:
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الأسود العنسي فقال: قتله الرجل الصالح فيروز الديلمي رجل من فارس. وفي رواية قال: رجل صالح من أهل بيت صالحين. قال ابن تيمية: كان رجلا صالحا, له في الإسلام آثار جميلة منها: قتل الأسود العنسي الكذّاب الذي ادّعى النبوةَ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
شعره:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته : قد قتلَ اللهُ الأسودَ الكذَّابَ، قتله الرجلُ الصالح فَيْروز الديلمي، وفي ذلك يقول فَيْروز : أبرمت أمري وقتلتُ عَيْهَلة ...... حتّى تَحمّلنا إليه العيهلة كيف أسلم فيروز؟ قال المقبري: جاء فيروز الديلمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن كسرى كتب إلى باذان بلغني أن في أرضك رجلا تنبأ فاربطه وابعث به إليّ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ربّي غضب على ربك فقتله. فخرج من عنده فسمع الخبربقتل كسرى , فأسلم وحسن إسلامه.
الردة:
لما مرض رسول الله صلى الله وعليه وسلم بعد عودته من حجة الوداع, وطارت الأخبار في أرجاء الجزيرة بمرضه, ارتدّ عن الإسلام الأسود العَنْسي في اليمن, ومسيلمة الكذاب في اليمامة, وطُلَيْحَة الأسدي في بلاد بني أسد. وهذا من المعجزات التي أخبر عنها القرآن قبل وقوعها ، فقد ذُكر أنه ارتد عن الإسلام إحدى عشرة فرقة ، ثلاث في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. بنو مدلج, ورئيسهم ذو الخمار وهو الأسود العنسي. وبنو حنيفة قوم مسيلمة، ادعى النبوّة وكتب إلى رسول الله : من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله, أما بعد فإن الأرض نصفها لي ونصفها لك، فأجابه الرسول : من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب : أما بعد فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ، فحاربه أبو بكر بجنود المسلمين ، وقُتِل على يدي وحشي قاتل حمزة ، وكان يقول : قتلتُ خيرَ الناس في الجاهلية وشر الناس في الإسلام. وبنو أسد قوم طليحة بن خويلد تنبّأ فبعث إليه أبو بكر رضي الله تعالى عنه خالد بن الوليد فانهزم بعد القتال إلى الشام ، فأسلم وحسن إسلامه. يقول أبو حصين: ما وُلِد بعدَ النبيين مولودٌ أفضل من أبي بكر رضي الله عنه، لقد قام مقام نبيّ من الأنبياء في قتال أهل الردة. أسود العنسي: كان الأسود كاهنا مُشَعْبِذاً, شديد القوة, ضخم الهيكل. وكان إلى ذلك فصيحاً يخلُب الألباب ببيانه, داهيةً قادرا على اللعِب بعقول العامّة بأباطيله, وإغراء الخاصة بالمال والجاه والمناصب. وكان لا يظهر للناس إلاّ مقنَّعا(يضع قناعا على وجهه) لإحاطة نفسه بهالة من الغموض والهيبة. وكان الأسود جبارا استدعى بأبي مسلم الخولاني فقال له: أتشهد أني رسول الله؟ قال: ما أسمع. قال: فتشهد أن محمداً رسول الله؟ قال: نعم. فرددها عليه مرات. فلما رأى أنه لا يجيبه أمر بنار عظيمة فأججت ثم قذف أبا مسلم فيها فلم تضره، فقال له من اتبعه: إن لم تنف هذا عنك أفسد عليك أمر من اتبعك فأمره بالرحيل، فأتى المدينة فأناخ راحلته بباب المسجد، وعمد إلى سارية من سواري المسجد ليصلي إليها، فبصر به عمر، فأقبل إليه فقال: السلام عليك، فقال: وعليك السلام، فقال: من أين أقبلت؟ قال: من اليمن. قال: فما فعل الذي حرقه الكذاب بالنار؟ قال: ذاك عبد الله بن ثوب. قال أنشدك بالله أنت هو! قال: اللهم نعم، فاعتنقه وبكى، وأخذ بيده وانطلق به إلى أبي بكر رضي الله عنه حتى أجلسه فيما بينه وبينه، وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به مثلما فعل بإبراهيم خليل الرحمن فلم تضره النار.
فتنة الأسود العنسي:
كان أول من استجاب لدعوة الأسود العنسي قومه بنو "مذحج" فوثب بهم على "صنعاء", وقتل واليها "شهر بن باذان" وتزوّج من امرأته "آزاد". ثم هجم على المناطق الأخرى, حتى دانت له البلاد الواقعة ما بين حضرموت إلى طائف, وما بين البحرين والإحساء إلى عدن... * * * وكان مما ساعد العنسي على خداع الناس دهاءه الذي لا حدود له, فقد زعم لأتباعه أنّ له ملَكا ينزل عليه بالوحي ويُنبِّئُهُ بالمغيَّبات... وكان يرسل جواسيسه في كل مكان, ليقفوا له على أخبار الناس, وينفذوا إلى أسرارهم, ويتعرفوا إلى مشكلاتهم ويكشفوا عما يتلَجْلَجُ في صدورهم من الأمانيّ والآمال, ثم يأتوه بها سرّا. فكان يواجه كل ذي حاجة بحاجته, ويبدأ كل صاحب مشكلة بمشكلته, و يأتي لأتباعه من العجائب والغرائب ما يُذهِل عقولهم... فأرسل النبي عليه السلام الرسائل إلى أصحابه في اليمن يحضهم فيها على مواجهة هذه الفتنة العمياء, ويأمرهم بالتخلّص من الأسود العنسي بأيّ وسيلة... وكان أسبقَ الناس استجابة لندائه بطلُ قصّتنا فيروز الديلمي ومن معه من "الأبناء". إقرأ هذه القصة الرائعة وهو نفسه يرويه لنا: لم نشك أنا ومن معي من الأبناء لحظة في دين الله, ولا وقع في قلب أي منا تصديق لعدوّ الله. وكنا نتحيَّنُ الفرصَ للوثوب عليه والتخلص منه بكلّ سبيل... * * * مضيتُ أنا وابن عمي "دادويه" إلى قائد جيشه "قيس بن عبد يغوث" (الذي تكبر عليه الأسود العنسي وتجبر, حتى خاف قيس على نفسه من بطشه) وأبلغناه رسالة النبي عليه السلام. فانشرح لدعوتنا صدره, وكشف لنا عن سره, ورآنا كأننا هبطنا عليه من السماء. فتعاهدنا نحن الثلاثة على أن نتصدّى للمرتد الكذّاب من الداخل بينما يتصدّى له إخواننا من الخارج. واستقر رأينا على أن نشرك معنا ابنة عمي" آزاد" التي تزوّج بها الأسود العنسي بعد قتل زوجها " شهر بن باذان". * * * مضيتُ إلى قصر الأسود العنسي والتقيت بابنة عمي آزاد وقلت لها: يا ابنة عم, لقد عرفتِ ما أنزله هذا الرجل بك وبنا من الشرّ والضر... فلقد قتل زوجك , وفضح نساء قومك, وأهلك كثيرا من رجالهم, وانتزع الأمر من أيديهم. وهذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا خاصة وإلى أهل اليمن عامة يدعونا فيه إلى القضاء على هذه الفتنة. فهل لك أن تعيننا عليه؟! فقالت: أعينكم على أي شيء؟ فقلت: على إخراجه ... فقالت: بل على قتله. فقلت: والله ما قصدت غير ذلك؛ ولكني خشيت أن أواجهكِ به. فقالت: والذي بعث محمدا بالحق بشيرا ونذيرا ما ارتبتُ في ديني طرفةَ عين, وما خلق الله رجلا أبغض إلي من هذا الشيطان ... فقلت: وكيف لنا بقتله؟! فقالت: إنه مُتحَرِّز مُتحرِّس(محتاط متيقظ) لنفسه, وليس في القصر مكان إلاّ والحرس محيطون به غير هذه الحجرة النائية المهجورة, فإذا أمسيتم فانقبوها في عتمة الليل, وستجدون في داخلها السلاح والمصباح... وستجدوني في انتظاركم , ثم ادخلوا عليه واقتلوه... فقلت: ولكنّ نقبَ حجرة في مثل هذا القصر ليس بالأمر الهيّن فقد يمرّ بنا إنسان فيهتف ويستصرخ الحرس... فيكون ما لا تُحمَد عقباه... فقالت: ولكم عندي رأي. قلت: ما هو؟ قالت: ترسل غدا رجلا على هيئة عامل, فآمره أنا بنقب الحجرة من الداخل حتى لا يبقى من النقب إلاّ شيء يسير... ثم تتمّونه أنتم من الخارج بأيسر جهد. فقلت: نِعم الرأي ما رأيت. ثم انصرفتُ وأخبرت صاحبيَّ بما اتفقنا عليه فباركوه, ومضينا من ساعتنا نُعِدّ للأمر عدّته. ثم أفضينا إلى خاصة المؤمنين من أنصارنا بكلمة السر, ودعوناهم للتأهب , وجعلنا موعدنا فجر اليوم التالي. ولما جنّ علينا الليل , وأزف الوقت المحدد؛ مضيتُ مع صاحبيّ إلى مكان النقب؛ فكشفنا عنه, ودخلنا الحجرة وتناولنا السلاح وأضأنا المصباح, ومضينا نحو مقصورة عدوّ الله؛ فإذا ابنة عمي واقفة ببابها , فأشارت إليّ فدخلتُ عليه, فإذا هو نائم فأهويتُ بالشفرة على عنقه, فخار خوار الثور, فلمّا سمع الحرس خواره؛ أقبلوا على المقصورة وقالوا: ما هذا؟!!. فقالت لهم ابنة عمي : إن نبي الله يوحَى إليه... فانصرفوا... * * * بقينا في القصر حتى طلع الفجر, فوقفتُ على سور من أسواره وهتفت: الله أكبر, الله أكبر, أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمدا رسول الله, وأشهد أنّ الأسود العنسي كذّاب ... وكانت هذه كلمة السر. فأقبل المسلمون على القصر من كل جانب, وهبّ الحرس مذعورين لمّا سمعوا الأذان, وتلاحم الفريقان بعضهم ببعض. فألقيت إليهم برأس الأسود من فوق أسوار القصر ... فلما رآه أنصاره وهَنوا وذهب ريحهم, ولمّا أبصره المؤمنون كبّروا وكرّوا على عدوّهم... وقضي الأمرقبل طلوع الشمس. ولمّا أسفر النهارُ بعثنا بكتاب إلى رسول الله صلى الله وعليه وسلم نبشّره بمصرع عدوّ الله, فلما بلغ المبشرون المدينة وجدوا النبيّ صلوات الله عليه قد فارق الحياة في تلك الليلة. غير أنهم ما لبثوا أن علموا أنّ الوحي بشّره بمقتل الأسود العنسي في الليلة التي قُتل فيها. فقال عليه الصلاة والسلام لأصحابه: (قُتِل الأسود العنسي البارحة.... قتله رجل صالح من أهل بيت صالحين) فقيل له: من هو يا رسول الله؟. فقال: فيروز... فاز فيروز. قال بن سعد: مات في خلافة معاوية باليمن سنة ثلاث وخمسين. عبدالحميد نور
منقول من موقع سلفي
*******************
يمنع وضع روابط لمنتديات
فهل تعلمون من هو فيروز
انه قاتل عمر بن الخطاب ابو لؤلؤة فيروز الديلمي
و العبارة الاخيرة لكي يبررو انه ليس قاتل عمر