امير الرافدين البصراوي
06-08-2006, 06:11 AM
النفوذ و التأثير
كان الذين يجلسون إلى منبره فيستمعون إليه يتأثرون بكلامه كثيراً، إذ كانت مواعظه تهز القلوب وتسبل الدموع. والآن أيضاً من ذا يسمع وعظه أو يقرأه فلا يهز له؟ وهذا السيد الرضي (رحمه الله) يقول بعد نقله الخطبة المعروفة بالغراء(1):
وفي الخبر: (أنه (عليه السلام) لما خطب بهذه الخطبة اقشعرت لها الجلود، وبكت العيون، ورجفت القلوب. ومن الناس من يسمي هذه الخطبة: الغراء).
وكان همام بن شريح من أصحابه (عليه السلام) من أولياء الله وأحبائه متيّم القلب بذكره، فطلب من الإمام (عليه السلام) بإصرار أن يرسم له صورة كاملة للمتقين، وكان الإمام (عليه السلام) يخاف عليه أن لا يتحمل سماع كلماته، فاقتصر على جمل مختصرة إذ قال:
(اتق الله يا همام وأحسن، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون).
ولكن لم يقنع بهذا همام بل ازداد شوقه إلى كلامه (عليه السلام) أواراً وضرماً، فأصرّ عليه أكثر من ذي قبل حتى أقسم عليه! فبدأ الإمام (عليه السلام) خطبة عد فيها (105) من أوصاف المتقين (2). وكلما أدام الإمام كلامه وصعد في صفات المتقين ازداد اضطراب نفس همام كأنها طير يحاول أن يكسر قفصه فيخرج منه؟ وفجأة قرعت أسماع الحاضرين صرخة مهولة جلبت أنظارهم إلى صوب همام ولم يكن الصارخ سوى همام، فلما وقفوا عليه رأوا أن روحه قد خرجت من جسمه إلى رحمة الله ورضوانه. فقال الإمام (عليه السلام): (أما والله لقد كنت أخافها عليه. ثم قال: هكذا تفعل المواعظ البليغة بأهلها).
نعم، هكذا كان أثر نفوذ كلام الإمام (عليه السلام) في نفوس سامعيه .
الهوامش:
1 - الخطبة 82، ص241-276، ج6 من شرح النهج لابن أبي الحديد، بتحقيق محمد أبو الفل.
2 - الخطبة، 186، ص132-149، ج1، من شرح النهج لابن أبي الحديد، ط أبو الفل .
كان الذين يجلسون إلى منبره فيستمعون إليه يتأثرون بكلامه كثيراً، إذ كانت مواعظه تهز القلوب وتسبل الدموع. والآن أيضاً من ذا يسمع وعظه أو يقرأه فلا يهز له؟ وهذا السيد الرضي (رحمه الله) يقول بعد نقله الخطبة المعروفة بالغراء(1):
وفي الخبر: (أنه (عليه السلام) لما خطب بهذه الخطبة اقشعرت لها الجلود، وبكت العيون، ورجفت القلوب. ومن الناس من يسمي هذه الخطبة: الغراء).
وكان همام بن شريح من أصحابه (عليه السلام) من أولياء الله وأحبائه متيّم القلب بذكره، فطلب من الإمام (عليه السلام) بإصرار أن يرسم له صورة كاملة للمتقين، وكان الإمام (عليه السلام) يخاف عليه أن لا يتحمل سماع كلماته، فاقتصر على جمل مختصرة إذ قال:
(اتق الله يا همام وأحسن، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون).
ولكن لم يقنع بهذا همام بل ازداد شوقه إلى كلامه (عليه السلام) أواراً وضرماً، فأصرّ عليه أكثر من ذي قبل حتى أقسم عليه! فبدأ الإمام (عليه السلام) خطبة عد فيها (105) من أوصاف المتقين (2). وكلما أدام الإمام كلامه وصعد في صفات المتقين ازداد اضطراب نفس همام كأنها طير يحاول أن يكسر قفصه فيخرج منه؟ وفجأة قرعت أسماع الحاضرين صرخة مهولة جلبت أنظارهم إلى صوب همام ولم يكن الصارخ سوى همام، فلما وقفوا عليه رأوا أن روحه قد خرجت من جسمه إلى رحمة الله ورضوانه. فقال الإمام (عليه السلام): (أما والله لقد كنت أخافها عليه. ثم قال: هكذا تفعل المواعظ البليغة بأهلها).
نعم، هكذا كان أثر نفوذ كلام الإمام (عليه السلام) في نفوس سامعيه .
الهوامش:
1 - الخطبة 82، ص241-276، ج6 من شرح النهج لابن أبي الحديد، بتحقيق محمد أبو الفل.
2 - الخطبة، 186، ص132-149، ج1، من شرح النهج لابن أبي الحديد، ط أبو الفل .