ألنور الأقدس
14-07-2009, 02:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك عدوهم
للوهلة الاولى يبدو الموضوع مدهشاً لا يصدّق، فهل يمكن لكتاب يورد لعناً في بعض أبوابه لليهود والنصارى أن يتضمن ترويجاً لهم في بعض أبوابه؟ كما هو الحال في باب الذبائح!! في الرواية التالية
وفي كتاب «الذبائح» نسب إلى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أكل لحوم ما ذُبح على الاصنام! فروى:
«حَدَّثَنا مُعَلى بنُ أسَد، حَدَّثَنا عَبدُالعَزيزِ ـ يَعني ابنَ المُختارِ ـ : أخبَرَنا مُوسى بنُ عُقبَةَ قالَ: أخبَرَني سالِمُ أنَّهُ سَمِعَ عَبدَاللهِ يُحَدِّثُ عَن رَسُولِ الله: أنَّهُ لَقِيَ زَيدَ بنَ عَمروبنَ نُفَيل بِأسفَل بَلْدَح ـ وَذاكَ قَبلَ أنْ يُنزَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ الوَحيُ ـ فَقَدَّمَ إلَيهِ رَسُولُ اللهِ سُفرَةً فِيها لَحْمٌ، فَأبى أنْ يَأكُلَ مِنْها، ثُمَّ قالَ: إنّي لاآكُلُ مِما تَذْبَحونَ عَلَى أنْصابِكُمْ، وَ لاآكُلُ إلاّ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيهِ»(1) !!
____________
(1) صحيح البخاري 6: 225، كتاب الذبائح، باب: ما ذبح على النصب والاَصنام ط باموق، فتح الباري 9 : 518.
وهذا ما نلاحظه أيضاً في الرواية التي تقول:
1ـ حَدَثَني إبْراهِيْمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْح، حَدَثَني أبي، عَنْ هِلالِ بْنِ عَلي مِنْ بَني عامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، عَنْ عَطاءِ بْنِ يَسار، عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضي الله عَنْهُ، عَنْ الْنبي(صلى الله عليه وسلم) قالَ: «مَنْ قالَ أنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتّى فَقَدْ كَذَبَ»(1) .
وكذا قوله:
2ـ حَدَّثَنا يَحيى بنُ بُكَيرِ، عَن اللَيثِ، عَن عَبدِالعَزيزِ بنِ أبي سَلمَةَ، عَن عَبْدِاللهِ بنِ الفَضلِ، عَنِ اْلاعرَجِ، عَن أبي هُرَيرَة قالَ: بَيْنَما يَهُوديٌّ يَعرِضُ سلعَتَهُ أُعطيَ بِها شيئاً كَرهَهُ، فَقالَ: لا وَالذي اصْطَفى مُوسى عَلَى البَشَر فَسَمِعَهُ رَجُلٌ مِن الانْصارِ فَقامَ فَلَطَمَ وَجْهَهُ، وَقالَ: تَقُولُ وَالذي اصْطَفى مُوسى عَلَى البَشَرِ وَالنَّبىّ(صلى الله عليه وسلم) بَينَ أظْهُرِنا!
فَذَهَبَ إلَيهِ فَقالَ: يا أبَا القاسِم! إنّ لي ذِمَّةً وَعَهداً فَما بالُ فُلان لَطَمَ وَجهي؟!
فَقالَ: «لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ»؟ فَذَكَرَهُ، فَغَضِبَ النَّبىُّ(صلى الله عليه وسلم) حَتّى رُؤىَ في وَجْهِهِ ثُمَّ قالَ: «لا تُفَضِّلوا بَيْنَ أنْبِياءَ اللهِ; فَانّهُ يُنْفَخُ في الصُّورِ فَيَصْعَقُ مَنْ فِي السَّمواتِ وَ مَنْ فِي اْلارْضِ إلاّ مَنْ شاءَ اللهِ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ اْلاُخرى فَأكُونُ أوّلَ مَنْ بُعِثَ، فَإذا مُوسى آخِذٌ بِالعَرشِ!
____________
(1) صحيح البخاري 6: 31، كتاب التفسير، سورة الصافات، و 4: 125 كتاب الانبياء، باب قول الله: (وَكَلَّم اللهُ مُوسَى تَكْلِيماً) 4: 132، باب: إنَّ يونسَ لَمِنَ المُرسَلِين.
فَلا أدري أحُوسِبَ بِصَعقَتِةِ يَومَ الطُّورِ؟ أمْ بُعِثَ قَبْلي؟! وَلا أقُولُ إنّ أحَداً أفْضَلُ مِن يُونُسَ بْنِ مَتّى»(1) !!
3ـ وفي رواية «كتاب الرقاق»:... فَقالَ رَسُولُ اللهِ(صلى الله عليه وآله وسلم) «: لا تُخَيِّروني عَلَى مُوسى; فَانَّ النّاسَ يُصْعَقُونَ يَومَ القِيامَةِ...الخ»(2) .
4ـ وروى في أكثر من سبعة موارد، قوله: «لا يَنْبَغي لِعَبْد أنْ يَقُولَ: أنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتّى».
5ـ وفي كتاب «الخصومات»...فَقالَ: «لا تُخَيِّروا بَيْنَ الانْبِياءِ، فَإنَّ النّاس يُصعَقُونَ يَومَ القِيامَةِ...الخ»(3) .
وفي الشروح على هذه الرواية وفي تأويلها تكلم المحب والمبغض، فلم يقدر أحدٌ منهم أن يدافع عنه في ذلك، وإنّهم قد ابتلوا بالمغالطات البيِّنة الواضحة ; حتّى لقد سلك بعضهم سبيل من لا يدافع عنه، فصرَّح بالبطلان!
____________
(1) صحيح البخاري 4: 133، كتاب الانبياء، و 3: 88 ـ 89، كتاب الخصومات، مكرراً و7: 193، كتاب الرقاق، باب: نفخ الصور، ط باموق استانبول.
(2) صحيح البخاري 7: 193، كتاب الرقاق، باب: نفخ الصور.
(3) صحيح البخاري 3: 88-89 كتاب الخصومات، باب: مايذكر في الاشخاص والخصومة بين المسلم واليهود و4: 131 باب: وفاة موسى.
اعترف الحافظ ابن حجر بأنّها تدل على فضيلة موسى على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وقال: «فإن كان أفاق قبله فهي فضيلة ظاهرة، وإن كان ممَّن استثنى الله فلم يصعق فهي فضيلة أيضاً...»(1) !
ولا شبهة لمسلم في أنّ النبي الخاتم(صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل الانبياء وأشرفهم في الدنيا والاخرة، وشريعته خاتمة الشرائع وناسختها; وان هذا وامثاله يشكل احراجاً شديداً لمن يعتقد بصحة البخاري، وهذا ما دفع بالنهاية ابن حجر في «فتح الباري» إلى الاعلان عن هذه الرواية تؤكد أفضلية النبي موسى(عليه السلام) على سيدنا محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو خلاف الاجماع الذي تؤكده جميع الفرق الاسلامية..
وهناك أيضاً رواية المعراج.
وقد أثارت الرواية جدلاً لدى شارحي البخاري، لان قبولها يعني تأكيد أعلمية موسى(عليه السلام) من نبينا(صلى الله عليه وآله وسلم) بأمته، وهي تصرح ذلك علناً في قول موسى: أنا أعلم بالناس منك(2) !!
____________
(1) فتح الباري، 6: 346، كتاب الانبياء.
(2) صحيح البخاري كتاب بدء الخلق رقم 2968، والرواية قد ذكرت أيضاً في الصلاة بالرقم 336 وفي الانبياء بالرقم 3094، ولكن ليس فيهما لفظة «انا أعلم بالناس منك». فراجع كتابنا «الامام البخاري وصحيحه الجامع المختصر».
اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك عدوهم
للوهلة الاولى يبدو الموضوع مدهشاً لا يصدّق، فهل يمكن لكتاب يورد لعناً في بعض أبوابه لليهود والنصارى أن يتضمن ترويجاً لهم في بعض أبوابه؟ كما هو الحال في باب الذبائح!! في الرواية التالية
وفي كتاب «الذبائح» نسب إلى النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أكل لحوم ما ذُبح على الاصنام! فروى:
«حَدَّثَنا مُعَلى بنُ أسَد، حَدَّثَنا عَبدُالعَزيزِ ـ يَعني ابنَ المُختارِ ـ : أخبَرَنا مُوسى بنُ عُقبَةَ قالَ: أخبَرَني سالِمُ أنَّهُ سَمِعَ عَبدَاللهِ يُحَدِّثُ عَن رَسُولِ الله: أنَّهُ لَقِيَ زَيدَ بنَ عَمروبنَ نُفَيل بِأسفَل بَلْدَح ـ وَذاكَ قَبلَ أنْ يُنزَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ الوَحيُ ـ فَقَدَّمَ إلَيهِ رَسُولُ اللهِ سُفرَةً فِيها لَحْمٌ، فَأبى أنْ يَأكُلَ مِنْها، ثُمَّ قالَ: إنّي لاآكُلُ مِما تَذْبَحونَ عَلَى أنْصابِكُمْ، وَ لاآكُلُ إلاّ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيهِ»(1) !!
____________
(1) صحيح البخاري 6: 225، كتاب الذبائح، باب: ما ذبح على النصب والاَصنام ط باموق، فتح الباري 9 : 518.
وهذا ما نلاحظه أيضاً في الرواية التي تقول:
1ـ حَدَثَني إبْراهِيْمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْح، حَدَثَني أبي، عَنْ هِلالِ بْنِ عَلي مِنْ بَني عامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ، عَنْ عَطاءِ بْنِ يَسار، عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضي الله عَنْهُ، عَنْ الْنبي(صلى الله عليه وسلم) قالَ: «مَنْ قالَ أنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتّى فَقَدْ كَذَبَ»(1) .
وكذا قوله:
2ـ حَدَّثَنا يَحيى بنُ بُكَيرِ، عَن اللَيثِ، عَن عَبدِالعَزيزِ بنِ أبي سَلمَةَ، عَن عَبْدِاللهِ بنِ الفَضلِ، عَنِ اْلاعرَجِ، عَن أبي هُرَيرَة قالَ: بَيْنَما يَهُوديٌّ يَعرِضُ سلعَتَهُ أُعطيَ بِها شيئاً كَرهَهُ، فَقالَ: لا وَالذي اصْطَفى مُوسى عَلَى البَشَر فَسَمِعَهُ رَجُلٌ مِن الانْصارِ فَقامَ فَلَطَمَ وَجْهَهُ، وَقالَ: تَقُولُ وَالذي اصْطَفى مُوسى عَلَى البَشَرِ وَالنَّبىّ(صلى الله عليه وسلم) بَينَ أظْهُرِنا!
فَذَهَبَ إلَيهِ فَقالَ: يا أبَا القاسِم! إنّ لي ذِمَّةً وَعَهداً فَما بالُ فُلان لَطَمَ وَجهي؟!
فَقالَ: «لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ»؟ فَذَكَرَهُ، فَغَضِبَ النَّبىُّ(صلى الله عليه وسلم) حَتّى رُؤىَ في وَجْهِهِ ثُمَّ قالَ: «لا تُفَضِّلوا بَيْنَ أنْبِياءَ اللهِ; فَانّهُ يُنْفَخُ في الصُّورِ فَيَصْعَقُ مَنْ فِي السَّمواتِ وَ مَنْ فِي اْلارْضِ إلاّ مَنْ شاءَ اللهِ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ اْلاُخرى فَأكُونُ أوّلَ مَنْ بُعِثَ، فَإذا مُوسى آخِذٌ بِالعَرشِ!
____________
(1) صحيح البخاري 6: 31، كتاب التفسير، سورة الصافات، و 4: 125 كتاب الانبياء، باب قول الله: (وَكَلَّم اللهُ مُوسَى تَكْلِيماً) 4: 132، باب: إنَّ يونسَ لَمِنَ المُرسَلِين.
فَلا أدري أحُوسِبَ بِصَعقَتِةِ يَومَ الطُّورِ؟ أمْ بُعِثَ قَبْلي؟! وَلا أقُولُ إنّ أحَداً أفْضَلُ مِن يُونُسَ بْنِ مَتّى»(1) !!
3ـ وفي رواية «كتاب الرقاق»:... فَقالَ رَسُولُ اللهِ(صلى الله عليه وآله وسلم) «: لا تُخَيِّروني عَلَى مُوسى; فَانَّ النّاسَ يُصْعَقُونَ يَومَ القِيامَةِ...الخ»(2) .
4ـ وروى في أكثر من سبعة موارد، قوله: «لا يَنْبَغي لِعَبْد أنْ يَقُولَ: أنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتّى».
5ـ وفي كتاب «الخصومات»...فَقالَ: «لا تُخَيِّروا بَيْنَ الانْبِياءِ، فَإنَّ النّاس يُصعَقُونَ يَومَ القِيامَةِ...الخ»(3) .
وفي الشروح على هذه الرواية وفي تأويلها تكلم المحب والمبغض، فلم يقدر أحدٌ منهم أن يدافع عنه في ذلك، وإنّهم قد ابتلوا بالمغالطات البيِّنة الواضحة ; حتّى لقد سلك بعضهم سبيل من لا يدافع عنه، فصرَّح بالبطلان!
____________
(1) صحيح البخاري 4: 133، كتاب الانبياء، و 3: 88 ـ 89، كتاب الخصومات، مكرراً و7: 193، كتاب الرقاق، باب: نفخ الصور، ط باموق استانبول.
(2) صحيح البخاري 7: 193، كتاب الرقاق، باب: نفخ الصور.
(3) صحيح البخاري 3: 88-89 كتاب الخصومات، باب: مايذكر في الاشخاص والخصومة بين المسلم واليهود و4: 131 باب: وفاة موسى.
اعترف الحافظ ابن حجر بأنّها تدل على فضيلة موسى على النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، وقال: «فإن كان أفاق قبله فهي فضيلة ظاهرة، وإن كان ممَّن استثنى الله فلم يصعق فهي فضيلة أيضاً...»(1) !
ولا شبهة لمسلم في أنّ النبي الخاتم(صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل الانبياء وأشرفهم في الدنيا والاخرة، وشريعته خاتمة الشرائع وناسختها; وان هذا وامثاله يشكل احراجاً شديداً لمن يعتقد بصحة البخاري، وهذا ما دفع بالنهاية ابن حجر في «فتح الباري» إلى الاعلان عن هذه الرواية تؤكد أفضلية النبي موسى(عليه السلام) على سيدنا محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو خلاف الاجماع الذي تؤكده جميع الفرق الاسلامية..
وهناك أيضاً رواية المعراج.
وقد أثارت الرواية جدلاً لدى شارحي البخاري، لان قبولها يعني تأكيد أعلمية موسى(عليه السلام) من نبينا(صلى الله عليه وآله وسلم) بأمته، وهي تصرح ذلك علناً في قول موسى: أنا أعلم بالناس منك(2) !!
____________
(1) فتح الباري، 6: 346، كتاب الانبياء.
(2) صحيح البخاري كتاب بدء الخلق رقم 2968، والرواية قد ذكرت أيضاً في الصلاة بالرقم 336 وفي الانبياء بالرقم 3094، ولكن ليس فيهما لفظة «انا أعلم بالناس منك». فراجع كتابنا «الامام البخاري وصحيحه الجامع المختصر».