عاشق الامام الكاظم
14-07-2009, 03:38 PM
إن الشهيد عندما يقتل في سبيل الله عز وجل، فإنه ينتقل إلى عالم البرزخ.. والله عز وجل يعطي الهبات -التي لا تخطر في البال- لهذه الروح التي قدمت نفسها في سبيل الله.. إن استعمال الفعل المضارع في {يرزقون} يدل على الاستمرار.. فالشهيد له رزق متصل من قِبل الله عز وجل.. فالروح هاجرت هذا البدن الذي تقطّع في سبيل الله عز وجل، وارتفعت إلى مقعد الصدق عند المليك المقتدر.
ومن المعلوم أن بعض الشهداء كانوا من العصاة قبل استشهادهم بأيام، أو بأشهر، أو بسنوات.. فتحولوا ثم استشهدوا، وعلى رأس قائمة الشهداء في التاريخ أصحاب الحسين صلوات الله وسلامه عليهم، وفي هذه القائمة هنالك (الحر).. فكم أمضى من الساعات في الطاعة بين يدي الله عز وجل؟!.. لعل الأمر لم يبلغ ساعة من الزمن، ولكنه بعد ذلك أصبح في مقعد صدق عند مليك مقتدر.. فكيف بالمعصوم الذي وصل إلى رتبة الشهادة، وما فوق الشهادة وهو في الحياة الدنيا؟!..
إن الشهيد قدّم بدنه عرضة للسيوف وغير ذلك، في سبيل الله عز وجل.. ولكن المعصوم بجهده، قدّم نفسه لله عز وجل، قبل أن ينتقل من هذه النشأة.. فإذن، إن الشهيد عند الله يرزق، فكيف بمن صار شهيدا قبل أن يصبح شهيدا؟!.. والإنسان لا يكاد يستوعب المقامات العليا، المدخرة لذوات الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم.. فإذا كان الشهيد حيا يُرزق، فكيف بإمام الشهداء؟!.. وكيف بنبي الشهداء؟!..
وبناءً على ما تقدّم، فإن الإنسان عندما يذهب إلى قبر الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- وعندما يقف عند قبر المعصوم، وعند سيد الشهداء -عليه السلام- ألا ينبغي أن يعيش حياة هذا الموجود؟!.. فإن عليه أن لا ينظر إلى ذلك المكان على أنه قبر، أو بدنٌ مدفون!.. بل عليه أن يلتفت إلى حقيقة المعصوم!.. ولهذا فإن الذي يعيش هذه الحقيقة، فإنه يتفاعل مع هذه الذوات الطاهرة، وإن حُرم السفر إلى تلك المشاهد.
نعم، إن المعصوم ليس أسيرا في قبره.. فحقيقة المعصوم حقيقة متعالية، تقول الآية: {فأينما تولوا فثم وجه الله}.. وكذلك حقيقة النبي المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-.. إن هذه الحقيقة حقيقة ثابتة: فأينما تولوا، حقيقة النبي هي هي.. وعندما يتكلم الإنسان مع النبي (صلى الله عليه واله) في الروضة الشريفة، فعليه أن يعلم بأن هذا النداء نداء مسموع، ولو كان في صحراء قاحلة فهو مسموع.. فالذي يعيش هذه الحقيقة، سيعيش أرقى أنواع التفاعل مع هذه الذوات الطاهرة، سواء كان في مشاهدهم، أو لم يكن في مشاهدهم.. سواء كان في أيام استشهادهم، أو لم يكن في أيام استشهادهم .
ومن المعلوم أن بعض الشهداء كانوا من العصاة قبل استشهادهم بأيام، أو بأشهر، أو بسنوات.. فتحولوا ثم استشهدوا، وعلى رأس قائمة الشهداء في التاريخ أصحاب الحسين صلوات الله وسلامه عليهم، وفي هذه القائمة هنالك (الحر).. فكم أمضى من الساعات في الطاعة بين يدي الله عز وجل؟!.. لعل الأمر لم يبلغ ساعة من الزمن، ولكنه بعد ذلك أصبح في مقعد صدق عند مليك مقتدر.. فكيف بالمعصوم الذي وصل إلى رتبة الشهادة، وما فوق الشهادة وهو في الحياة الدنيا؟!..
إن الشهيد قدّم بدنه عرضة للسيوف وغير ذلك، في سبيل الله عز وجل.. ولكن المعصوم بجهده، قدّم نفسه لله عز وجل، قبل أن ينتقل من هذه النشأة.. فإذن، إن الشهيد عند الله يرزق، فكيف بمن صار شهيدا قبل أن يصبح شهيدا؟!.. والإنسان لا يكاد يستوعب المقامات العليا، المدخرة لذوات الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم.. فإذا كان الشهيد حيا يُرزق، فكيف بإمام الشهداء؟!.. وكيف بنبي الشهداء؟!..
وبناءً على ما تقدّم، فإن الإنسان عندما يذهب إلى قبر الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- وعندما يقف عند قبر المعصوم، وعند سيد الشهداء -عليه السلام- ألا ينبغي أن يعيش حياة هذا الموجود؟!.. فإن عليه أن لا ينظر إلى ذلك المكان على أنه قبر، أو بدنٌ مدفون!.. بل عليه أن يلتفت إلى حقيقة المعصوم!.. ولهذا فإن الذي يعيش هذه الحقيقة، فإنه يتفاعل مع هذه الذوات الطاهرة، وإن حُرم السفر إلى تلك المشاهد.
نعم، إن المعصوم ليس أسيرا في قبره.. فحقيقة المعصوم حقيقة متعالية، تقول الآية: {فأينما تولوا فثم وجه الله}.. وكذلك حقيقة النبي المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-.. إن هذه الحقيقة حقيقة ثابتة: فأينما تولوا، حقيقة النبي هي هي.. وعندما يتكلم الإنسان مع النبي (صلى الله عليه واله) في الروضة الشريفة، فعليه أن يعلم بأن هذا النداء نداء مسموع، ولو كان في صحراء قاحلة فهو مسموع.. فالذي يعيش هذه الحقيقة، سيعيش أرقى أنواع التفاعل مع هذه الذوات الطاهرة، سواء كان في مشاهدهم، أو لم يكن في مشاهدهم.. سواء كان في أيام استشهادهم، أو لم يكن في أيام استشهادهم .