عاشق الزهراء
14-07-2009, 07:20 PM
http://rouyah.com/news/main_art_4313589.jpg
أطفالنا هم الحياة هم جيل المستقبل وإذا أردنا وقاية المجتمع بأكمله فعلى كل مجتمع أن يساهم ويسهر على صحة الأطفال لأن الطفل مواطن الغد وإن لم يحمى ويعالج اليوم سيزيد في عبء المجتمع من جهة وفي عبئه هو كفرد وتعاسته.
ونحن كآباء وأمهات اليوم وكآباء وأمهات المستقبل يستلزم علينا أن نلم بكل مايتعلق بالطفل من نمو و نشأة و مايعترض هذه النشأة من مشاكل قد تحد وتعرقل سير نموه.
و من المفيد أن نطرح بعض المواضيع التالية:
1- الذهان المبكر "التوحد".
2- الذهان التكافلي.
3- ذهان الكمون .
4- ذهان المراهقة.
5- أسباب هته الذهانات عند الأطفال والمراهقين.
إضافة إلى نوع آخر من الإضرابات وهي العصابات:
1-الرهاب.
2-العصاب الاستحواذي.
3-الهستيريا.
وبعض من أنواع الأمراض النفس جسدية عند الطفل والمراهق:
1-اضطرابات الأكل: فقدان الشهية المرضي- الشراهة- البدانة.
2- اضطرابات النوم.
3- إشكالية التجسيد وعلاجه.
4- اضطرابات النمو والسلوك.
5- الحرمان من العناية الامومية وما يترتب عنه من آثار ومشاكل.
6-التخلف الذهني .
7-جنوح الأحداث وسوء التكيف المدرسي.
يصعب تحديد السوي والمرضي في الأمراض لأن السواء نسبي ويتغير حسب الزمن والمحيط
والغير سوي يطلق على السلوك الذي لا يناسب السلوك الملاحظ عادة في ظروف وجماعة معينة لكن ما هو غير سوي لا يعني أنه مرضي بل يختلف عن المعتاد ملاحظته.
ولتفادي الغموض يجب تقويم وصفي كمي كيفي مثالي لأن الغير عادي ليس مرضيا والمعتاد ليس سويا بالضرورة.
و لا يوجد سواء مطلق فكل فرد يستعمل في حياته آليات مرضية لكنها مؤقتة وليست صلبة وهذا ما يفرقه عن المريض الذي يستجيب دائما بنفس الطريقة.
صعوبات تحديد السوي والمرضي عند الطفل والمراهق:
إن تحديد السواء على العموم صعب لا توجد حدود بارزة بين السوي والمرضي وهذه الصعوبة تظهر بوضوح عند الطفل لأنه في صيرورة النمو.
1-النمو المستمر:
- بما أن الطفل مازال في نمو فليس له بنية ثابتة نسبيا مثل ما هو الحال عند الراشد وظهور بعض الأعراض التي تشبه أعراض الراشد لا تعني بالضرورة أن هناك باثولوجية.
- حسب السن تظهر أعراض ليست كلها مرضية بل منظمة للنمو مثل حصر الشهر الثامن.
-بعض الأعراض مرتبطة بالظروف المعيشية و إنها انعكاس لهذه الظروف وتزول مع تحسن الوضع.
-النمو يمر بمراحل وكل مرحلة تأتي بإمكانية جديدة تساعد على التخلص من صراعات المرحلة السابقة.
-النمو ليس متساويا في كل جوانبه فهناك وظائف تتطور بسرعة وأخرى ببطئ.
2- الفوارق الفردية:
إن الأطفال لا يكتسبون المهارات والمعارف في نفس السن لذا يجب اخذ بعين الاعتبار الفوارق الفردية فكل طفل وله إيقاعاته البيولوجية والنفسية. والمهم هو الانسجام الذاتي وتوازن الوظائف النفس-اجتماعية حركية.
3-وضع الطفل في قوالب الراشد.
لنحذر من استعمال التصنيفات الخاصة بالراشد وتطبيقها على الطفل وهذا للأسباب الذي ذكرناها سابقا الطفل ليس راشد منمنم بل له خصائصه.
الفحص النفسي للطفل والمراهق:
قبل كل فحص يجب أن لا ننسى أن الطفل في تطور وأن الزمن عامل علاجي وفي الفحص تعترضنا بعض الصعوبات نذكر منها.
*صعوبات خاصة بالنفساني:
يجب على الأخصائي قبل دخوله في أي فحص أن يكون واع بحدوده وان يتحكم في:
- موجات التقمص والإسقاط
- تجنب السلوك الإغرائي أو التحكم السلطوي في السلوك ما يدفع الطفل إلى العناد والرفض أو الخوف.
ولهذا وجب تحديد العلاقة بين الفاحص والمفحوص على أساس:
1- تحديد إطار العمل (الفحص)
مكان الفحص يجب أن يكون حياديا والديكور لا يثير الطفل ويذكره بالبيت كي لا يمنع أو يحد من تركيزه.
2- تحديد الزمن:
يحدد الزمن مسبقا ويجب أن يحترم من طرف الفاحص والمفحوص. وكل تأخر أو تأجيل يدخل في إطاره يحلل ويدرس.
3- تحديد البعد:
بعد جسمي، علاقة وجه لوجه دون ابتعاد كبير و لا قرب كي لا يفتح مجال للإغراء.
*صعوبات مرتبطة بحالة الطفولة:
الطفل قاصر. أي إنه تحت سلطة ومسؤولية أفراد آخرين وإن طلب الفحص لا يأتي من الطفل بل من محيطه لأن الطفل لا يبالي باضطرابه ويعيشه كاضطراب في معنى الراشد وفي هذا الصدد نجد "آنا فرويد" تقول " إن ما يدفع الراشد إلى الفحص وطلب العلاج هو حدة الألم لكن الطفل مادام يستعمل أعراضه بمرونة فهذا يساعده على تجنب الألم لكن معارضة الأولياء وعدم تفهمه ومساعدتهم لذلك هو الذي يسبب الم الطفل"
لذا يجب تحليل الطلب والتساؤل عن ماهية معانيه:
1- من يطلب العلاج؟
2- ما هو السبب؟
3- باسم أي طفل يقدم الطلب؟
التشخيــص:
التشخيص مصطلح طبي يعني تشخيص الأمراض على أساس أعراض معينة.
ولتشخيص سليم يجب مراعاة ما يلي:
1- السن
2- المحيط العائلي والظروف الحالية
3- الفوارق الفردية
آنا فرويد تحذر من خطر تشبيه أعراض الطفل بأعراض الراشد. وتقول نعتبر أن هناك اضطراب عند الطفل حسب:
1- شدة الأعراض واستمرارها في الزمن.
2- تشويهها لحياة الطفل وعدم تكيفه.
3- مرونة أو صلابة الآليات الدفاعية.
4- مدى تحمله للإحباط .
5- تغلب القوى النكوصية على القوى التقدمية أي زيادة الصراع بين رغبته في أن يصبح كبيراً وصعوبته في التخلي عن ملذات الطفولة.
الأمراض النفسية تميز عن الأمراض العقلية في الدرجة والعمق والخطورة وتضم الذهانات في الأمراض العقلية أما العصابات فإنها تعتبر أمراضا نفسية لكن هذا التمييز غير واضح لأن الذهان هو أيضا مرض نفسي حتى وان كان من بينه أمراض ذات المنشأ العضوي مثل خرف الشيخوخة وهذا نظرا لتأثيراته على الجانب النفسي.
وبالرغم من أن الذهانات والعصابات كلاهما يدخلان ضمن الأمراض النفسية وجب علينا التفريق بينهما.
وللتفريق يجب علينا القيام بتشخيص وظيفي أي بنيوي وهذا يدفعنا إلى عرض مفهوم البنية حتى لاستعصي علينا فيما بعد فهم الأمراض والاضطرابات.
مفهـــــــــوم البنيـة:
نأخذ تعريف علم النفس المرضي لأنه أهم ما يهمنا: البنية هي تنظيم ثابت ونهائي لمكونات ميتا سيكولوجية أساسية سواء كانت الحالة مرضية أو سوية.
في هذا الصدد يقول "فرويد" " إذا سقط بلور من الكريستال فانه لا ينكسر بأي حال من الأحوال بل حسب خطوط الضعف والقوة التي حدثت عند تكوينه وهي خاصية بالجسم وهذه الخطوط تبقى خفية حتى ينكسر البلور أو يوضع تحت جهاز خاص وبالنسبة لبنية الشخصية فهي تسلك نفس المدرج"
تكوين البنيـة:
يشير "برجري" إلى ثلاث مراحل:
1- المرحلة الأولى وتنطلق من الولادة لا تمايز نفسي-جسدي. تدريجيا يبدأ التمايز للأنا مع خروجه من الهو. وهذا تحت تأثير النضج والعناية والعلاقة للأم وهنا إذا كانت الظروف الداخلية والخارجية مضطربة فيحدث تسجيل خطوط ضعف في هذه الفترة أو نقطة تثبيت كما يقول فرويد.
2- المرحلة الثانية وهي مرحلة تطور الليبيدو ويتقدم في صيرورته تطور العلاقات للموضوع وتنظيم الدوافع الجزئية وتنظيم تدريجي للآليات الدفاعية. الأنا يتطور ويستعين بالآليات الدفاعية حسب المحيط الخارجي وإخطاره.
3- أما المرحلة الثالثة فهي مع نهاية البلوغ. تتكون ببنية ثابتة لا تغير من توجيهها الأساسي مادام صاحبها لم يتعرض إلى صدمات نفسية هامة فيبقى ذا بنية عصابية أو ذهانية سوية.
وبين هاتين البنيتين يوجد مايسمى بالحالات البينية وتضم الأمراض السيكوسوماتية والسيكوباتية و الانحراف وهي ليست تنظيم وثبات البنية بل هي تنظيمات قابلة للتغير.
مكونـــات بنية الشخصيـة:
المكونات الميتاسيكولوجية الأساسية لبنية الشخصية هي:
1- مستوى نقص الليبيدو والانا.
2- نوع القلق.
3- نوع العلاقة للموضوع.
4- طبيعة الصراع.
5- الآليات الدفاعية الأساسية.
التشخيص المفارق:
يكون هذا التشخيص على أساس المكونات الميتاسيكولوجية:
1- مستوى نقص الليبيدو والأنا:
في الذهان لا يتعدى المرحلة الشرجية الأولى والأنا ينقص إلى مرحلة اللا تمايز مما يجعله تحت سيطرة الهو.
في العصاب يكون نقص الليبيدو في المرحلة الأوديبية ويتجاوز الفترة الثانية من المرحلة الشرجية مثل ما هو في العصاب الاستحواذي.
في الحالات البينية: مرحلة بين الشرجية الأولى والثانية وقضيبية الأديب لم تلعب دورها التنظيمي.
الأنا تمايز لكن مازال إتكاليا وتلعب الصدمة كتهديد للكيان النرجسي.
2-القلق: عند الذهان هو حصر التجزؤ واليأس والتلاشي والموت. و عند العصاب قلق الإثم والخطأ.
في الحالات البينية قلق ضياع الموضوع والانهيار.
3- العلاقة للموضوع: الذهان نجد علاقة نرجسية تؤدي إلى التوحد والانطواء الداخلي التخلي عن الموضوع وتوظيف الواقع مع تكوين واع جديد من خلال الهذيان والهلوسة.
وفي العصاب علاقة ثلاثية.
أما الحالات البينية علاقة ثنائية إتكالية وليست اندماجية.
4- الصراع:
الذهان صراع بين الهو والواقع.
العصاب صراع نرجسي بين الأنا والانا الأعلى.
الحالات البينية الصراع بين مثال الأنا و الهو.
5- الآليات الدفاعيـة:
في الذهان: الإسقاط وازدواج الأنا.
العصاب: الكبت و التحويل و النقل.
الحالات البينية ازدواج الصورة الهوامية:
وعليه عند الطفل لا نتكلم عن بنية ذهانية أو عصابية بل عن تنظيمات ذهانية عصابية قابلة للتغيير بفضل عدة عوامل. في المراهقة يقول "برجري" انه يمكن لتنظيم ذهاني أن ينقلب إلى تنظيم عصابي بفضل علاجات معمقة.
ومفهوم البنية في الطفولة والمراهقة يساعد على التبصر بخطورة الاضطرابات وأهمية التشخيص المبكر والعلاج كي لا تترسخ الاضطرابات.
أطفالنا هم الحياة هم جيل المستقبل وإذا أردنا وقاية المجتمع بأكمله فعلى كل مجتمع أن يساهم ويسهر على صحة الأطفال لأن الطفل مواطن الغد وإن لم يحمى ويعالج اليوم سيزيد في عبء المجتمع من جهة وفي عبئه هو كفرد وتعاسته.
ونحن كآباء وأمهات اليوم وكآباء وأمهات المستقبل يستلزم علينا أن نلم بكل مايتعلق بالطفل من نمو و نشأة و مايعترض هذه النشأة من مشاكل قد تحد وتعرقل سير نموه.
و من المفيد أن نطرح بعض المواضيع التالية:
1- الذهان المبكر "التوحد".
2- الذهان التكافلي.
3- ذهان الكمون .
4- ذهان المراهقة.
5- أسباب هته الذهانات عند الأطفال والمراهقين.
إضافة إلى نوع آخر من الإضرابات وهي العصابات:
1-الرهاب.
2-العصاب الاستحواذي.
3-الهستيريا.
وبعض من أنواع الأمراض النفس جسدية عند الطفل والمراهق:
1-اضطرابات الأكل: فقدان الشهية المرضي- الشراهة- البدانة.
2- اضطرابات النوم.
3- إشكالية التجسيد وعلاجه.
4- اضطرابات النمو والسلوك.
5- الحرمان من العناية الامومية وما يترتب عنه من آثار ومشاكل.
6-التخلف الذهني .
7-جنوح الأحداث وسوء التكيف المدرسي.
يصعب تحديد السوي والمرضي في الأمراض لأن السواء نسبي ويتغير حسب الزمن والمحيط
والغير سوي يطلق على السلوك الذي لا يناسب السلوك الملاحظ عادة في ظروف وجماعة معينة لكن ما هو غير سوي لا يعني أنه مرضي بل يختلف عن المعتاد ملاحظته.
ولتفادي الغموض يجب تقويم وصفي كمي كيفي مثالي لأن الغير عادي ليس مرضيا والمعتاد ليس سويا بالضرورة.
و لا يوجد سواء مطلق فكل فرد يستعمل في حياته آليات مرضية لكنها مؤقتة وليست صلبة وهذا ما يفرقه عن المريض الذي يستجيب دائما بنفس الطريقة.
صعوبات تحديد السوي والمرضي عند الطفل والمراهق:
إن تحديد السواء على العموم صعب لا توجد حدود بارزة بين السوي والمرضي وهذه الصعوبة تظهر بوضوح عند الطفل لأنه في صيرورة النمو.
1-النمو المستمر:
- بما أن الطفل مازال في نمو فليس له بنية ثابتة نسبيا مثل ما هو الحال عند الراشد وظهور بعض الأعراض التي تشبه أعراض الراشد لا تعني بالضرورة أن هناك باثولوجية.
- حسب السن تظهر أعراض ليست كلها مرضية بل منظمة للنمو مثل حصر الشهر الثامن.
-بعض الأعراض مرتبطة بالظروف المعيشية و إنها انعكاس لهذه الظروف وتزول مع تحسن الوضع.
-النمو يمر بمراحل وكل مرحلة تأتي بإمكانية جديدة تساعد على التخلص من صراعات المرحلة السابقة.
-النمو ليس متساويا في كل جوانبه فهناك وظائف تتطور بسرعة وأخرى ببطئ.
2- الفوارق الفردية:
إن الأطفال لا يكتسبون المهارات والمعارف في نفس السن لذا يجب اخذ بعين الاعتبار الفوارق الفردية فكل طفل وله إيقاعاته البيولوجية والنفسية. والمهم هو الانسجام الذاتي وتوازن الوظائف النفس-اجتماعية حركية.
3-وضع الطفل في قوالب الراشد.
لنحذر من استعمال التصنيفات الخاصة بالراشد وتطبيقها على الطفل وهذا للأسباب الذي ذكرناها سابقا الطفل ليس راشد منمنم بل له خصائصه.
الفحص النفسي للطفل والمراهق:
قبل كل فحص يجب أن لا ننسى أن الطفل في تطور وأن الزمن عامل علاجي وفي الفحص تعترضنا بعض الصعوبات نذكر منها.
*صعوبات خاصة بالنفساني:
يجب على الأخصائي قبل دخوله في أي فحص أن يكون واع بحدوده وان يتحكم في:
- موجات التقمص والإسقاط
- تجنب السلوك الإغرائي أو التحكم السلطوي في السلوك ما يدفع الطفل إلى العناد والرفض أو الخوف.
ولهذا وجب تحديد العلاقة بين الفاحص والمفحوص على أساس:
1- تحديد إطار العمل (الفحص)
مكان الفحص يجب أن يكون حياديا والديكور لا يثير الطفل ويذكره بالبيت كي لا يمنع أو يحد من تركيزه.
2- تحديد الزمن:
يحدد الزمن مسبقا ويجب أن يحترم من طرف الفاحص والمفحوص. وكل تأخر أو تأجيل يدخل في إطاره يحلل ويدرس.
3- تحديد البعد:
بعد جسمي، علاقة وجه لوجه دون ابتعاد كبير و لا قرب كي لا يفتح مجال للإغراء.
*صعوبات مرتبطة بحالة الطفولة:
الطفل قاصر. أي إنه تحت سلطة ومسؤولية أفراد آخرين وإن طلب الفحص لا يأتي من الطفل بل من محيطه لأن الطفل لا يبالي باضطرابه ويعيشه كاضطراب في معنى الراشد وفي هذا الصدد نجد "آنا فرويد" تقول " إن ما يدفع الراشد إلى الفحص وطلب العلاج هو حدة الألم لكن الطفل مادام يستعمل أعراضه بمرونة فهذا يساعده على تجنب الألم لكن معارضة الأولياء وعدم تفهمه ومساعدتهم لذلك هو الذي يسبب الم الطفل"
لذا يجب تحليل الطلب والتساؤل عن ماهية معانيه:
1- من يطلب العلاج؟
2- ما هو السبب؟
3- باسم أي طفل يقدم الطلب؟
التشخيــص:
التشخيص مصطلح طبي يعني تشخيص الأمراض على أساس أعراض معينة.
ولتشخيص سليم يجب مراعاة ما يلي:
1- السن
2- المحيط العائلي والظروف الحالية
3- الفوارق الفردية
آنا فرويد تحذر من خطر تشبيه أعراض الطفل بأعراض الراشد. وتقول نعتبر أن هناك اضطراب عند الطفل حسب:
1- شدة الأعراض واستمرارها في الزمن.
2- تشويهها لحياة الطفل وعدم تكيفه.
3- مرونة أو صلابة الآليات الدفاعية.
4- مدى تحمله للإحباط .
5- تغلب القوى النكوصية على القوى التقدمية أي زيادة الصراع بين رغبته في أن يصبح كبيراً وصعوبته في التخلي عن ملذات الطفولة.
الأمراض النفسية تميز عن الأمراض العقلية في الدرجة والعمق والخطورة وتضم الذهانات في الأمراض العقلية أما العصابات فإنها تعتبر أمراضا نفسية لكن هذا التمييز غير واضح لأن الذهان هو أيضا مرض نفسي حتى وان كان من بينه أمراض ذات المنشأ العضوي مثل خرف الشيخوخة وهذا نظرا لتأثيراته على الجانب النفسي.
وبالرغم من أن الذهانات والعصابات كلاهما يدخلان ضمن الأمراض النفسية وجب علينا التفريق بينهما.
وللتفريق يجب علينا القيام بتشخيص وظيفي أي بنيوي وهذا يدفعنا إلى عرض مفهوم البنية حتى لاستعصي علينا فيما بعد فهم الأمراض والاضطرابات.
مفهـــــــــوم البنيـة:
نأخذ تعريف علم النفس المرضي لأنه أهم ما يهمنا: البنية هي تنظيم ثابت ونهائي لمكونات ميتا سيكولوجية أساسية سواء كانت الحالة مرضية أو سوية.
في هذا الصدد يقول "فرويد" " إذا سقط بلور من الكريستال فانه لا ينكسر بأي حال من الأحوال بل حسب خطوط الضعف والقوة التي حدثت عند تكوينه وهي خاصية بالجسم وهذه الخطوط تبقى خفية حتى ينكسر البلور أو يوضع تحت جهاز خاص وبالنسبة لبنية الشخصية فهي تسلك نفس المدرج"
تكوين البنيـة:
يشير "برجري" إلى ثلاث مراحل:
1- المرحلة الأولى وتنطلق من الولادة لا تمايز نفسي-جسدي. تدريجيا يبدأ التمايز للأنا مع خروجه من الهو. وهذا تحت تأثير النضج والعناية والعلاقة للأم وهنا إذا كانت الظروف الداخلية والخارجية مضطربة فيحدث تسجيل خطوط ضعف في هذه الفترة أو نقطة تثبيت كما يقول فرويد.
2- المرحلة الثانية وهي مرحلة تطور الليبيدو ويتقدم في صيرورته تطور العلاقات للموضوع وتنظيم الدوافع الجزئية وتنظيم تدريجي للآليات الدفاعية. الأنا يتطور ويستعين بالآليات الدفاعية حسب المحيط الخارجي وإخطاره.
3- أما المرحلة الثالثة فهي مع نهاية البلوغ. تتكون ببنية ثابتة لا تغير من توجيهها الأساسي مادام صاحبها لم يتعرض إلى صدمات نفسية هامة فيبقى ذا بنية عصابية أو ذهانية سوية.
وبين هاتين البنيتين يوجد مايسمى بالحالات البينية وتضم الأمراض السيكوسوماتية والسيكوباتية و الانحراف وهي ليست تنظيم وثبات البنية بل هي تنظيمات قابلة للتغير.
مكونـــات بنية الشخصيـة:
المكونات الميتاسيكولوجية الأساسية لبنية الشخصية هي:
1- مستوى نقص الليبيدو والانا.
2- نوع القلق.
3- نوع العلاقة للموضوع.
4- طبيعة الصراع.
5- الآليات الدفاعية الأساسية.
التشخيص المفارق:
يكون هذا التشخيص على أساس المكونات الميتاسيكولوجية:
1- مستوى نقص الليبيدو والأنا:
في الذهان لا يتعدى المرحلة الشرجية الأولى والأنا ينقص إلى مرحلة اللا تمايز مما يجعله تحت سيطرة الهو.
في العصاب يكون نقص الليبيدو في المرحلة الأوديبية ويتجاوز الفترة الثانية من المرحلة الشرجية مثل ما هو في العصاب الاستحواذي.
في الحالات البينية: مرحلة بين الشرجية الأولى والثانية وقضيبية الأديب لم تلعب دورها التنظيمي.
الأنا تمايز لكن مازال إتكاليا وتلعب الصدمة كتهديد للكيان النرجسي.
2-القلق: عند الذهان هو حصر التجزؤ واليأس والتلاشي والموت. و عند العصاب قلق الإثم والخطأ.
في الحالات البينية قلق ضياع الموضوع والانهيار.
3- العلاقة للموضوع: الذهان نجد علاقة نرجسية تؤدي إلى التوحد والانطواء الداخلي التخلي عن الموضوع وتوظيف الواقع مع تكوين واع جديد من خلال الهذيان والهلوسة.
وفي العصاب علاقة ثلاثية.
أما الحالات البينية علاقة ثنائية إتكالية وليست اندماجية.
4- الصراع:
الذهان صراع بين الهو والواقع.
العصاب صراع نرجسي بين الأنا والانا الأعلى.
الحالات البينية الصراع بين مثال الأنا و الهو.
5- الآليات الدفاعيـة:
في الذهان: الإسقاط وازدواج الأنا.
العصاب: الكبت و التحويل و النقل.
الحالات البينية ازدواج الصورة الهوامية:
وعليه عند الطفل لا نتكلم عن بنية ذهانية أو عصابية بل عن تنظيمات ذهانية عصابية قابلة للتغيير بفضل عدة عوامل. في المراهقة يقول "برجري" انه يمكن لتنظيم ذهاني أن ينقلب إلى تنظيم عصابي بفضل علاجات معمقة.
ومفهوم البنية في الطفولة والمراهقة يساعد على التبصر بخطورة الاضطرابات وأهمية التشخيص المبكر والعلاج كي لا تترسخ الاضطرابات.