عبد فاطمة الزهراء
17-07-2009, 09:02 PM
اكد الامين العام لحزب الله ان الفترة فيما بين تاريخ 12 تموز/ يوليو الى 14 آب/اغسطس هي أيام خاصة في كل جوانبها من الوفاء والإيثار والتضحية والثبات والصمود والعنفوان والارادة في كل ما قدم من تضحيات، مشيراً الى ان عملية الرضوان جاءت في نفس الأيام التي كنا فيها نخوض فيها عملية قاسية في وجه العدو وندفع ضريبة المقاومة.
السيد حسن نصرالله وفي كلمة له لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لعملية الرضوان - ذكرى تحرير الأسرى وجثامين الشهداء الأبرار، اكد ان هذا اليوم هو خاتمة التضحيات في تلك الحرب وبداية مرحلة جديدة من الصراع، وقال: "نعتبره بحق النصر الالهي الذي وعد الله به الصابرين والمجاهدين والمخلصين والذي فسره كل العالم اسمحوا لنا على نفسيره من مدرستنا الخاصة لنقول ان ما حصل كان نصرا الهياً حقيقياً مبيناً".
وقال الامين العام لحزب الله في كلمته التي القاها عبر الشاشة في قاعة مجمع شاهد التربوي – طريق مطار بيروت، : "في موضوع الاسرى على ان المسالة ترتبط بالاساس ونظرتنا الى الاسرى وكيف يجب ان ننظر وهذه الخلفية هي التي تحكم موقفنا وخطابنا وتعاطينا مع قضية الاسرى سابقاً ولاحقاً، الاسير لو عدنا قليلاً الى التعريفات وتوصيف الحقائق الخارجية، الاسير هو مواطن من شعب ما مثلاً اسير لبناني هو مواطن لبناني لدى هذا الشعب قضية عادلة وحقوق يغتصبها عدو وهذا المواطن آمن بشعبه وقضية شعبه العادلة وحقوقه المغتصبة فعاد عدو شعبه ولم يكتف بالايمان بل كان لديه الدافع ليعمل ويناضل وينخرط بخط النضال بمختلف انواعه نضال طويل للدفاع عن شعبه وكرامة شعبه وقضيته العادلة".
وتابع سماحته : "هناك ملايين السجناء في العالم على خلفيات مختلفة ولا يستوون، والسجين المقاوم اسمه الحقيقي أسير، ولذلك كان للأسير حقوق خاصة وقوانين خاصة طوال التاريخ، وله أيضا مكانة معنوية ونفسية وسياسية خاصة لدى شعبه وعدوه، حتى العدو ينظر الى أولئك السجناء على خلفية المقاومة نظرة خاصة عن السجناء على خلفية القضايا الجنائية".
وشدد السيد نصرالله على ان الاسير يعتقل على خلفية الدفاع عن قضية وطنية قومية عادلة ولا تبقى مسؤوليته مسؤولية عائلته، معتبراً ان قضية سمير القنطار لم تكن تخص فقط عائلة القنطار ولا غيره من الاسرى الذين كانوا وما زالوا في السجون الاسرائيلية، وكذلك قضية يحي سكاف فهي ليست من اختصاص اهله بل تصبح قضية وطن برمته، وقال: "الكثير تساءلوا هل يستحق الاسير كل الجهود والدماء والحروب، نعم اذا كانوا قد غادروا كل ما في هذه الدنيا ودخلوا معركة الوطن وكانوا مستعدين لان يكونوا شهداء".
واعتبر السيد نصرالله ان الفارق بين الأسير والشهيد في الحافز والدفاع مواجهة الموت في موقع واحد وفي مكان واحد، بعض المقاومين قد يغدو شهيداً والآخر قد يُجرح أو يلقى القبض عليه، موضحاً ان لا فارق بينهما فالأسير يحمل داخله روح الشهادة، وهؤلاء ضحوا لنكون جميعاً أحراراً ونحيا الى جانب عائلاتنا. وقال في هذا المجال: "الشهداء هنيئاً لهم الدار الآخرة، أما الأسرى في السجون فنحن نعم نحمل مسؤولية تحريرهم تجاه كرامتهم كما أرادوا حفاظ كرامتنا، هذا هو المنطلق وهذا هو الأساس وهذا هو جوهر المقاومة، هذه النظرة والخلفية هي المفتاح لكل المعاني والقضايا اللاحقة".
السيد نصرالله انتقد بعض الادبيات في الاعلام التي تتحدث عن الشهيد والتي تقول بانه قتيل داعياً للنظر للخلفيةن وقال: "فاذا كانت قضية وطن يصبح القتيل شهيداً وليس كأي قتيل هو شهيد الامة والشعب والجريح لا ينظر اليه بانه مصاب بل جريح وطن، وينظر للخسائر بانها تضحيات من اجل الوطن وليس خسائر نبكي على اطلالها وكذلك يصبح المعتقل بهذا النضال اسيراً، هؤلاء ليسوا كغيرهم من السجناء لناحية امالهم، اهدافهم، مشاعرهم ومضامينهم وهذا يرتب على اهلهم وشعبهم ووطنهم مسؤوليات مختلفة".
واكد السيد نصر الله اننا ما زلنا أمام معركة مفتوحة وانه أمامنا في السجون الاسرائيلية ألاف الأسرى الفلسطينيين وعشرات السوريين والأردنيين وبعض المفقودين اللبنانيين، وقال في هذا السياق: "بالنسبة لنا في حزب الله نحن مؤتمنيين بالمقاومة، واعتبرنا أنفسنا مسؤولين عن كل مقاوم أسير سواء انتمى الى حزب الله أو أي فصيل آخر، واعتبرنا أنفسنا مسؤولين عن كل أسير لبناني أو فلسطيني أو عربي فُقد في الأراضي اللبنانية، لو تحمل غيرنا هذه المسؤولية لما تحملناها، ونحن لا ننافس أحد ولا نخاصم أحد، نحن ننظر منذ اجتياح 82 الى اليوم على أساس أن المقاومة واجب يجب أن نقوم به لو قام به غيرنا لسقط عنا التكليف كنا قد نشارك وقد لا نشارك".
وتابع الامين العام لحزب الله القول: "تحملنا هذه المسؤولية وفي عملية الرضوان بقي الاسرى وبقي موضوع الاسير يحي سكاف والمعطيات التي قدمها الاسرائيلي حوله غير مقنع، ونحن نلتزم باعلان عائلته انه ما زال في السجون الاسرائيلية والمعطيات التي قدمها الاسرائيليون من الناحيتين القانونية والشرعية غير كافية ويجب التعاطي على انه ما زال في السجون الاسرائيلية حيٌ".
وتعهد سماحته وكما في كل قضايا الأسرى السابقين على حمل قضية الاسير سكاف الى جانب عائلته، مشيراً الى انه لا يزال هناك عدد من رفاة الشهداء، وقال: "بالرغم من أن اسرائيل ادعت أن هذا كل ما لديها قدمته في عملية الرضوان، نحن لن نسلم بالادعاء الاسرائيلي وسنبقى نعمل لاستعادة رفاة هؤلاء الشهداء".
وفيما يعني المفقودين وحسم مصيرهم اكد السيد نصرالله بالقول: "نحن نريدهم ان كانوا احياء او اموات ونؤكد اننا نتابع ملفات المفقودين الذين اعتقلتهم اسرائيل مباشرة او سلموا من قبل ميليشيات لبنانية تعاملت مع اسرائيل في ذلك الوقت".
وشدد الامين العام لحزب الله على مواصلة متابعة ملف المفقودين كملف واحد بالاضافة الى قضية الدبلوماسيين الايرانيين الاربعة والتي تبقى قضيتهم مفتوحة ليس لانهم ايرانيين بل لأنهم اختطفوا على الأرض اللبنانيية والحكومة اللبنانية والشعب اللبناني مسؤولين عنهم.
واعتبر السيد نصرالله ان تصرفات الحكومات المتعاقبة مع هكذا نوع من القضايا وفي الحد الادنى فهي تعاملت بشكل غير كاف لكنه قال اذا اردنا ان نصعد نقول تعاملت بلامبالاة.
وتابع سماحته بان الحكومة اللبنانية المقبلة التي ستُشكل إذا أخذت هذه الملفات على عاتقها فنحن في حزب الله في تصرف وخدمة هذه الحكومة ولتتحمل هي المسؤولية، وقال: "نحن لا في هذا الأمر ولا في غيره نحل محل الدولة بل أن أطالبها لتتحمل المسؤولية ونحن سنكون عنصر مساعد لنكون الى جانبها على هذا الصعيد".
واذا اشاد السيد نصرالله بجهود عائلات الاسرى بكل المراحل الماضية والتي عملت في الليل والنهار وعلى مختلف المستويات، بالاضافة لتعاون الجميع وتحملهم للمسؤولية في جعل قضية الاسرى الجزء الاكبر من عمل المقاومة بعد عام العام الفين.
وقال: "ما دمنا في مقام الاشادة يبقى الفضل بعد الله للسواعد السمراء للمجاهدين الأبطال في المقاومة الاسلامية، ولشهدائهم ولأسراهم ولجرحاهم ولقائدهم عماد مغنية".
وحيا السيد نصرالله الاف الاسرى الفلسطينيين وعشرات الاسرى الاردنيين والسوريين بالسجون الاسرائيلية ووقال: "نحيي صبرهم وصمودهم ونحيي عائلاتهم، واقول لكم ان بقاء هذا العدد الكبير من الاسرى العرب بسجون اسرائيل هو كبقاء القدس تحت الاحتلال ولكن اشد قساوة وايلاماً".
الامين العام لحزب الله اذا شدد على ان هناك جزءان في قضية الاسرى، من الاسرى أنفسهم ومعاناة عوائل هؤلاء الأسرى، لكنه تساءل كيف يتصرف العالم العربي على مستوى الحكومات وفي الإعلام، وقال: "ان الأشد ألما هو بقاء الأسرى في السجون والأكثر إهانة لأمة طويلة عريضة هو بقاء الأسرى في السجون، إن منظر الأسرى في السجون هو علامة ذل ووصمة عار في جبين هذه الأمة ونحن جزء منها ونشعر بهذا العار".
وانتقد الامين العام لحزب تفهم العالم كله في عدوان تموز على لبنان كيف ان اسرائيل دمرت وقتلت وشردت وهجرت اكثر من مليون شخص ، وقال: "ايحق لاسرائيل يحق لها ان تدمر لبنان لاسيرين اخذهم حزب الله خلافاً للقانون الدولي وبنظرتهم، الحرب على غزة من اجل غلعاد شاليط والعالم كله يتفهم وبدل ان يعاقبوا اسرائيل يضغطوا على حركة حمالس من اجل اطلاق شاليط".
وشدد السيد نصرالله على ان اسرائيل دولة عنصرية مخترعة مصطنعة يتبناها ويحترمها كل العالم ويتفهم اجرامها في قتل الآلاف من أجل جندي، أما نحن أمة لا يحترمها العالم وآلاف شبابنا ورجالنا ونسائنا في سجون الاحتلال، وقال : "أين الشرف العربي ؟".
وتابع بالقول: "هذه الامة بحاجة الى مثل الشهداء الذين مضوا على الطريق يقدمون ارواحهم من اجل اثبات كرامة الامة التي لا تقبل بذل هذه الامة بحاجة الى عماد مغنية وكل هذا النموذج الجهادي والقيادي في لبنان وفلسطين والعراق وكل اماكن المقاومة".
السيد نصرالله وفي ذكرى تحرير الاسرى من سجون العدو دعا النواب والمؤسسات الأهلية والمجتمع المدني للنظر في السجون اللبنانية وهل هناك مظلومين فيها. واذا اكد على تأييد معاقبة القتلى والسارقين والجواسيس، لكنه عبر عن المخاوف من وجود مظلومين في السجون اللبنانية.
وشكر سماحته الرئيس اللبناني ميشال سليمان على العفو الخاص الذي اصدره بحق يوسف شعبان، الذي كان مظلوماً ومضطهداً ومسجوناً في سجن لبناني وظهرت براءته، واعتبر ان مسألته مأساة انتهت وانه لو لم تتحرك عائلته لكان بقي في السجن دون أن يتحرك أحد ليعالج هذا المشكل القانوني. وقال: "أنا لا أعلم إذا كان هناك في السجون اللبنانية أمثال يوسف شعبان، ولكن مسؤوليتنا كلبنانيين ومجتمع أهلي وعلينا جزء من المسؤولية أمام هذا الموضوع".
كما تحدث السيد نصرالله عن مسألة مئات الموقوفين من المجموعات الاسلامية، من منطلق انساني أو اخلاقي، داعياً لمحاكمتهم لأنهم موقوفون منذ مدة طويلة، داعياً لاطلاق سراح من لم تثبت ادانته وليسجن من يدان، وقال: "يجب أن نوقف موضوع أن يلقى الناس في السجون لفترات طويلة دون محاكمة".
كما تحدث سماحته عن المفقودون اللبنانيون في سوريا والمفقودون السوريون في لبنان داعياً الحكومة القادمة لمتابعة هذا الملف وقال: "واذا كان المفقودين في سوريا لم يعودوا موجودين او ما زالوا فليكشف النقاب عنهم وكذلك المفقودين السوريين في لبنان وانهاء ماساة العوائل".
وفي الشأن اللبناني اعتبر السيد نصرالله ان حزب الله تصرف بعيد الانتخابات على أساس القبول بنتائجها، مشيراً الى ان البلد دخل في مرحلة هدوء وانتظار، وقال ان ايجابية المعارضة وقبولها النتائج أخذ البلد الى الهدوء وتصرف القوى اللبنانية الأساسية في الموالاة أخذ البلد الى التهدئة، واعتبر ان هذه المناخات الايجابية بدأت تكبر في البلد حيث حصلت لقاءات طيبة بين حزب الله وبين القيادات الأساسية في لبنان كما وحصلت تحركات علمائية ولقاءات شعبية، ساعدت بنسبة كبيرة في معالجة حالة الاحتقان التي قامت خلال الفترة السابقة".
واوضح السيد نصرالله انه وبعيد استحقاق انتخاب رئيس للمجلس النيابي واستحقاق تسمية رئيس للحكومة وتكليفه لتشكيل الحكومة تعاطى حزب الله مع التكليف بايجابية وانفتاح وان المعارضة اعلنت الاستعداد للانفتاح وبذل الجهد لتشكيل حكومة واللقاءات التي تتم ايجابية.
ونفى سماحته ما يحكى عن ان حزب الله فيما يريده او يشترط كحزب أو معارضة بموضوع طلب ضمانات تتصل بسلاح المقاومة وان هذه واحدة من العقبات أمام تشكيل الحكومة وقال ان هذا الأمر غير صحيح على الاطلاق، وقال: "أنا في لقائي مع الحريري قلت أننا لا نريد ضمانات لسلاح المقاومة لا من الحكومة ولا غيرها ولا أحد في هذه الدنيا ضمانات تتصل بسلاح المقاومة".
وتابع ان هذا الامر اتفق عليه واصبح خلف ظهرنا مشيراً الى ان الجميع متفق ان طاولة الحوار تناقش موضوع السلاح وهو خارج النقاش.
وحول ما يقال بأن حزب الله لديه هواجس معينة فيما يتصل بالمحكمة الدولية وان حزب الله لذلك يعطل موضوع الحكومة لأنه يريد ضمانات، قال السيد نصر الله ان هذا الكلام أيضا غير صحيح وانه لم يناقش أصلاً بينيه وبين الحريري، وهو غير موضوع في النقاش نهائياً، وقال لا نطلب ضمانات في هذا الموضوع من أحد في هذا العالم.
واكد الامين العام لحزب الله ان أطراف المعارضة التي تفاوض الآن تفاوض تحت سقف الشراكة الفعلية، وان الانتخابات ثبتت أن هناك قوى أساسية كبيرة في البلد تجاهلها خطأ والتعاون معها يحمل البلد الى الأمام، والمعارضة تعتبر نفسها معنية بكل ما يختص بإدارة البلد وهناك استحقاقات كبيرة قادمة.
وفي الموضوع المالي اكد سماحته ان هناك عدة مليارات من الدولارات دين، وكذلك في الموضوع الاقتصادي- الاجتماعي هناك المآسي والصعوبات والحرمان والجوع والفقر الذي يعاني منه الأغلبية الساحقة من الشعب اللبناني متسائلاً كيف ستتم معالجة الموضوع، داعياً للعبور سوياً الى الدولة.
وعن التحديات الامنية وشبكات التجسس اسف سماحته الى ان الموضوع (شبكات التجسس) لم يأخذ الضجة ولم يقيم حتى الان بالشكل المطلوب معتبراً ان موضوع الشبكات لم ينتهِ ومطالباً الجهات الامنية ان تؤدي نفس الجهد كما كانت قبل الانتخابات في موضوع شبكات التجسس لانه موضوع خطير وكبير.
وفي الموضوع الاقليمي اعتبر ان التطبيع والتوطين والتهديد بتحويل فلسطين الى دولة يهودية كلها استحقاقات كبرى في المنطقة وان لبنان هو الجزء الاكثر تفاعلاً مع هذه الاستحقاقات وانه الجزء الاكثر تاثراً بالمنطقة، وقال: "لهذا نريد حكومة مشاركة حقيقية ومنفتحون على خيارات متعددة. هناك خيارات متعددة مطروحة للوصول المهم أن نصل الى صيغة حقيقية تؤدي الى شراكة ليس شراكة تعطيل بل شراكة تعاون".
وقد بدء الاحتفال بكلمة مقتضبة لعميد المحررين الاسير المحرر سمير القنطار.
السيد حسن نصرالله وفي كلمة له لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لعملية الرضوان - ذكرى تحرير الأسرى وجثامين الشهداء الأبرار، اكد ان هذا اليوم هو خاتمة التضحيات في تلك الحرب وبداية مرحلة جديدة من الصراع، وقال: "نعتبره بحق النصر الالهي الذي وعد الله به الصابرين والمجاهدين والمخلصين والذي فسره كل العالم اسمحوا لنا على نفسيره من مدرستنا الخاصة لنقول ان ما حصل كان نصرا الهياً حقيقياً مبيناً".
وقال الامين العام لحزب الله في كلمته التي القاها عبر الشاشة في قاعة مجمع شاهد التربوي – طريق مطار بيروت، : "في موضوع الاسرى على ان المسالة ترتبط بالاساس ونظرتنا الى الاسرى وكيف يجب ان ننظر وهذه الخلفية هي التي تحكم موقفنا وخطابنا وتعاطينا مع قضية الاسرى سابقاً ولاحقاً، الاسير لو عدنا قليلاً الى التعريفات وتوصيف الحقائق الخارجية، الاسير هو مواطن من شعب ما مثلاً اسير لبناني هو مواطن لبناني لدى هذا الشعب قضية عادلة وحقوق يغتصبها عدو وهذا المواطن آمن بشعبه وقضية شعبه العادلة وحقوقه المغتصبة فعاد عدو شعبه ولم يكتف بالايمان بل كان لديه الدافع ليعمل ويناضل وينخرط بخط النضال بمختلف انواعه نضال طويل للدفاع عن شعبه وكرامة شعبه وقضيته العادلة".
وتابع سماحته : "هناك ملايين السجناء في العالم على خلفيات مختلفة ولا يستوون، والسجين المقاوم اسمه الحقيقي أسير، ولذلك كان للأسير حقوق خاصة وقوانين خاصة طوال التاريخ، وله أيضا مكانة معنوية ونفسية وسياسية خاصة لدى شعبه وعدوه، حتى العدو ينظر الى أولئك السجناء على خلفية المقاومة نظرة خاصة عن السجناء على خلفية القضايا الجنائية".
وشدد السيد نصرالله على ان الاسير يعتقل على خلفية الدفاع عن قضية وطنية قومية عادلة ولا تبقى مسؤوليته مسؤولية عائلته، معتبراً ان قضية سمير القنطار لم تكن تخص فقط عائلة القنطار ولا غيره من الاسرى الذين كانوا وما زالوا في السجون الاسرائيلية، وكذلك قضية يحي سكاف فهي ليست من اختصاص اهله بل تصبح قضية وطن برمته، وقال: "الكثير تساءلوا هل يستحق الاسير كل الجهود والدماء والحروب، نعم اذا كانوا قد غادروا كل ما في هذه الدنيا ودخلوا معركة الوطن وكانوا مستعدين لان يكونوا شهداء".
واعتبر السيد نصرالله ان الفارق بين الأسير والشهيد في الحافز والدفاع مواجهة الموت في موقع واحد وفي مكان واحد، بعض المقاومين قد يغدو شهيداً والآخر قد يُجرح أو يلقى القبض عليه، موضحاً ان لا فارق بينهما فالأسير يحمل داخله روح الشهادة، وهؤلاء ضحوا لنكون جميعاً أحراراً ونحيا الى جانب عائلاتنا. وقال في هذا المجال: "الشهداء هنيئاً لهم الدار الآخرة، أما الأسرى في السجون فنحن نعم نحمل مسؤولية تحريرهم تجاه كرامتهم كما أرادوا حفاظ كرامتنا، هذا هو المنطلق وهذا هو الأساس وهذا هو جوهر المقاومة، هذه النظرة والخلفية هي المفتاح لكل المعاني والقضايا اللاحقة".
السيد نصرالله انتقد بعض الادبيات في الاعلام التي تتحدث عن الشهيد والتي تقول بانه قتيل داعياً للنظر للخلفيةن وقال: "فاذا كانت قضية وطن يصبح القتيل شهيداً وليس كأي قتيل هو شهيد الامة والشعب والجريح لا ينظر اليه بانه مصاب بل جريح وطن، وينظر للخسائر بانها تضحيات من اجل الوطن وليس خسائر نبكي على اطلالها وكذلك يصبح المعتقل بهذا النضال اسيراً، هؤلاء ليسوا كغيرهم من السجناء لناحية امالهم، اهدافهم، مشاعرهم ومضامينهم وهذا يرتب على اهلهم وشعبهم ووطنهم مسؤوليات مختلفة".
واكد السيد نصر الله اننا ما زلنا أمام معركة مفتوحة وانه أمامنا في السجون الاسرائيلية ألاف الأسرى الفلسطينيين وعشرات السوريين والأردنيين وبعض المفقودين اللبنانيين، وقال في هذا السياق: "بالنسبة لنا في حزب الله نحن مؤتمنيين بالمقاومة، واعتبرنا أنفسنا مسؤولين عن كل مقاوم أسير سواء انتمى الى حزب الله أو أي فصيل آخر، واعتبرنا أنفسنا مسؤولين عن كل أسير لبناني أو فلسطيني أو عربي فُقد في الأراضي اللبنانية، لو تحمل غيرنا هذه المسؤولية لما تحملناها، ونحن لا ننافس أحد ولا نخاصم أحد، نحن ننظر منذ اجتياح 82 الى اليوم على أساس أن المقاومة واجب يجب أن نقوم به لو قام به غيرنا لسقط عنا التكليف كنا قد نشارك وقد لا نشارك".
وتابع الامين العام لحزب الله القول: "تحملنا هذه المسؤولية وفي عملية الرضوان بقي الاسرى وبقي موضوع الاسير يحي سكاف والمعطيات التي قدمها الاسرائيلي حوله غير مقنع، ونحن نلتزم باعلان عائلته انه ما زال في السجون الاسرائيلية والمعطيات التي قدمها الاسرائيليون من الناحيتين القانونية والشرعية غير كافية ويجب التعاطي على انه ما زال في السجون الاسرائيلية حيٌ".
وتعهد سماحته وكما في كل قضايا الأسرى السابقين على حمل قضية الاسير سكاف الى جانب عائلته، مشيراً الى انه لا يزال هناك عدد من رفاة الشهداء، وقال: "بالرغم من أن اسرائيل ادعت أن هذا كل ما لديها قدمته في عملية الرضوان، نحن لن نسلم بالادعاء الاسرائيلي وسنبقى نعمل لاستعادة رفاة هؤلاء الشهداء".
وفيما يعني المفقودين وحسم مصيرهم اكد السيد نصرالله بالقول: "نحن نريدهم ان كانوا احياء او اموات ونؤكد اننا نتابع ملفات المفقودين الذين اعتقلتهم اسرائيل مباشرة او سلموا من قبل ميليشيات لبنانية تعاملت مع اسرائيل في ذلك الوقت".
وشدد الامين العام لحزب الله على مواصلة متابعة ملف المفقودين كملف واحد بالاضافة الى قضية الدبلوماسيين الايرانيين الاربعة والتي تبقى قضيتهم مفتوحة ليس لانهم ايرانيين بل لأنهم اختطفوا على الأرض اللبنانيية والحكومة اللبنانية والشعب اللبناني مسؤولين عنهم.
واعتبر السيد نصرالله ان تصرفات الحكومات المتعاقبة مع هكذا نوع من القضايا وفي الحد الادنى فهي تعاملت بشكل غير كاف لكنه قال اذا اردنا ان نصعد نقول تعاملت بلامبالاة.
وتابع سماحته بان الحكومة اللبنانية المقبلة التي ستُشكل إذا أخذت هذه الملفات على عاتقها فنحن في حزب الله في تصرف وخدمة هذه الحكومة ولتتحمل هي المسؤولية، وقال: "نحن لا في هذا الأمر ولا في غيره نحل محل الدولة بل أن أطالبها لتتحمل المسؤولية ونحن سنكون عنصر مساعد لنكون الى جانبها على هذا الصعيد".
واذا اشاد السيد نصرالله بجهود عائلات الاسرى بكل المراحل الماضية والتي عملت في الليل والنهار وعلى مختلف المستويات، بالاضافة لتعاون الجميع وتحملهم للمسؤولية في جعل قضية الاسرى الجزء الاكبر من عمل المقاومة بعد عام العام الفين.
وقال: "ما دمنا في مقام الاشادة يبقى الفضل بعد الله للسواعد السمراء للمجاهدين الأبطال في المقاومة الاسلامية، ولشهدائهم ولأسراهم ولجرحاهم ولقائدهم عماد مغنية".
وحيا السيد نصرالله الاف الاسرى الفلسطينيين وعشرات الاسرى الاردنيين والسوريين بالسجون الاسرائيلية ووقال: "نحيي صبرهم وصمودهم ونحيي عائلاتهم، واقول لكم ان بقاء هذا العدد الكبير من الاسرى العرب بسجون اسرائيل هو كبقاء القدس تحت الاحتلال ولكن اشد قساوة وايلاماً".
الامين العام لحزب الله اذا شدد على ان هناك جزءان في قضية الاسرى، من الاسرى أنفسهم ومعاناة عوائل هؤلاء الأسرى، لكنه تساءل كيف يتصرف العالم العربي على مستوى الحكومات وفي الإعلام، وقال: "ان الأشد ألما هو بقاء الأسرى في السجون والأكثر إهانة لأمة طويلة عريضة هو بقاء الأسرى في السجون، إن منظر الأسرى في السجون هو علامة ذل ووصمة عار في جبين هذه الأمة ونحن جزء منها ونشعر بهذا العار".
وانتقد الامين العام لحزب تفهم العالم كله في عدوان تموز على لبنان كيف ان اسرائيل دمرت وقتلت وشردت وهجرت اكثر من مليون شخص ، وقال: "ايحق لاسرائيل يحق لها ان تدمر لبنان لاسيرين اخذهم حزب الله خلافاً للقانون الدولي وبنظرتهم، الحرب على غزة من اجل غلعاد شاليط والعالم كله يتفهم وبدل ان يعاقبوا اسرائيل يضغطوا على حركة حمالس من اجل اطلاق شاليط".
وشدد السيد نصرالله على ان اسرائيل دولة عنصرية مخترعة مصطنعة يتبناها ويحترمها كل العالم ويتفهم اجرامها في قتل الآلاف من أجل جندي، أما نحن أمة لا يحترمها العالم وآلاف شبابنا ورجالنا ونسائنا في سجون الاحتلال، وقال : "أين الشرف العربي ؟".
وتابع بالقول: "هذه الامة بحاجة الى مثل الشهداء الذين مضوا على الطريق يقدمون ارواحهم من اجل اثبات كرامة الامة التي لا تقبل بذل هذه الامة بحاجة الى عماد مغنية وكل هذا النموذج الجهادي والقيادي في لبنان وفلسطين والعراق وكل اماكن المقاومة".
السيد نصرالله وفي ذكرى تحرير الاسرى من سجون العدو دعا النواب والمؤسسات الأهلية والمجتمع المدني للنظر في السجون اللبنانية وهل هناك مظلومين فيها. واذا اكد على تأييد معاقبة القتلى والسارقين والجواسيس، لكنه عبر عن المخاوف من وجود مظلومين في السجون اللبنانية.
وشكر سماحته الرئيس اللبناني ميشال سليمان على العفو الخاص الذي اصدره بحق يوسف شعبان، الذي كان مظلوماً ومضطهداً ومسجوناً في سجن لبناني وظهرت براءته، واعتبر ان مسألته مأساة انتهت وانه لو لم تتحرك عائلته لكان بقي في السجن دون أن يتحرك أحد ليعالج هذا المشكل القانوني. وقال: "أنا لا أعلم إذا كان هناك في السجون اللبنانية أمثال يوسف شعبان، ولكن مسؤوليتنا كلبنانيين ومجتمع أهلي وعلينا جزء من المسؤولية أمام هذا الموضوع".
كما تحدث السيد نصرالله عن مسألة مئات الموقوفين من المجموعات الاسلامية، من منطلق انساني أو اخلاقي، داعياً لمحاكمتهم لأنهم موقوفون منذ مدة طويلة، داعياً لاطلاق سراح من لم تثبت ادانته وليسجن من يدان، وقال: "يجب أن نوقف موضوع أن يلقى الناس في السجون لفترات طويلة دون محاكمة".
كما تحدث سماحته عن المفقودون اللبنانيون في سوريا والمفقودون السوريون في لبنان داعياً الحكومة القادمة لمتابعة هذا الملف وقال: "واذا كان المفقودين في سوريا لم يعودوا موجودين او ما زالوا فليكشف النقاب عنهم وكذلك المفقودين السوريين في لبنان وانهاء ماساة العوائل".
وفي الشأن اللبناني اعتبر السيد نصرالله ان حزب الله تصرف بعيد الانتخابات على أساس القبول بنتائجها، مشيراً الى ان البلد دخل في مرحلة هدوء وانتظار، وقال ان ايجابية المعارضة وقبولها النتائج أخذ البلد الى الهدوء وتصرف القوى اللبنانية الأساسية في الموالاة أخذ البلد الى التهدئة، واعتبر ان هذه المناخات الايجابية بدأت تكبر في البلد حيث حصلت لقاءات طيبة بين حزب الله وبين القيادات الأساسية في لبنان كما وحصلت تحركات علمائية ولقاءات شعبية، ساعدت بنسبة كبيرة في معالجة حالة الاحتقان التي قامت خلال الفترة السابقة".
واوضح السيد نصرالله انه وبعيد استحقاق انتخاب رئيس للمجلس النيابي واستحقاق تسمية رئيس للحكومة وتكليفه لتشكيل الحكومة تعاطى حزب الله مع التكليف بايجابية وانفتاح وان المعارضة اعلنت الاستعداد للانفتاح وبذل الجهد لتشكيل حكومة واللقاءات التي تتم ايجابية.
ونفى سماحته ما يحكى عن ان حزب الله فيما يريده او يشترط كحزب أو معارضة بموضوع طلب ضمانات تتصل بسلاح المقاومة وان هذه واحدة من العقبات أمام تشكيل الحكومة وقال ان هذا الأمر غير صحيح على الاطلاق، وقال: "أنا في لقائي مع الحريري قلت أننا لا نريد ضمانات لسلاح المقاومة لا من الحكومة ولا غيرها ولا أحد في هذه الدنيا ضمانات تتصل بسلاح المقاومة".
وتابع ان هذا الامر اتفق عليه واصبح خلف ظهرنا مشيراً الى ان الجميع متفق ان طاولة الحوار تناقش موضوع السلاح وهو خارج النقاش.
وحول ما يقال بأن حزب الله لديه هواجس معينة فيما يتصل بالمحكمة الدولية وان حزب الله لذلك يعطل موضوع الحكومة لأنه يريد ضمانات، قال السيد نصر الله ان هذا الكلام أيضا غير صحيح وانه لم يناقش أصلاً بينيه وبين الحريري، وهو غير موضوع في النقاش نهائياً، وقال لا نطلب ضمانات في هذا الموضوع من أحد في هذا العالم.
واكد الامين العام لحزب الله ان أطراف المعارضة التي تفاوض الآن تفاوض تحت سقف الشراكة الفعلية، وان الانتخابات ثبتت أن هناك قوى أساسية كبيرة في البلد تجاهلها خطأ والتعاون معها يحمل البلد الى الأمام، والمعارضة تعتبر نفسها معنية بكل ما يختص بإدارة البلد وهناك استحقاقات كبيرة قادمة.
وفي الموضوع المالي اكد سماحته ان هناك عدة مليارات من الدولارات دين، وكذلك في الموضوع الاقتصادي- الاجتماعي هناك المآسي والصعوبات والحرمان والجوع والفقر الذي يعاني منه الأغلبية الساحقة من الشعب اللبناني متسائلاً كيف ستتم معالجة الموضوع، داعياً للعبور سوياً الى الدولة.
وعن التحديات الامنية وشبكات التجسس اسف سماحته الى ان الموضوع (شبكات التجسس) لم يأخذ الضجة ولم يقيم حتى الان بالشكل المطلوب معتبراً ان موضوع الشبكات لم ينتهِ ومطالباً الجهات الامنية ان تؤدي نفس الجهد كما كانت قبل الانتخابات في موضوع شبكات التجسس لانه موضوع خطير وكبير.
وفي الموضوع الاقليمي اعتبر ان التطبيع والتوطين والتهديد بتحويل فلسطين الى دولة يهودية كلها استحقاقات كبرى في المنطقة وان لبنان هو الجزء الاكثر تفاعلاً مع هذه الاستحقاقات وانه الجزء الاكثر تاثراً بالمنطقة، وقال: "لهذا نريد حكومة مشاركة حقيقية ومنفتحون على خيارات متعددة. هناك خيارات متعددة مطروحة للوصول المهم أن نصل الى صيغة حقيقية تؤدي الى شراكة ليس شراكة تعطيل بل شراكة تعاون".
وقد بدء الاحتفال بكلمة مقتضبة لعميد المحررين الاسير المحرر سمير القنطار.