خادم الشيخ الكوراني
18-07-2009, 04:23 PM
رساله من وراء القبر
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم وأهلك أعداءهم
رسالة من وراء القبر .. إلى ساكني الأرض
هي صرخة دوّت في أعماق الجحيم فترددصداها في أرجاء الدنيا قاطبة يهيب ببني آدم الذين ما زالوا على قيد الحياة إلى الانتباه واتخاذ الحيطة والحذر ..
فيقول:
ياساكني الأرض ...
من أعماق الجحيم أناديكم ..
من أعماق الظلمة ، من أعماق الشقاء..
من أعماق اليأس أصرخ إليكم منبهاًومنذراً . المكان موحش ، مرعب، هائل ، . لا شبيه له في دنياكم .
هنا لقد اكتنفنا ليل أبدي لا يبزغ بعده فجر .
في هذا الظلام الدامس أطبق جفنيَّ لعلي أستمتع بقسط من النوم . ولكن كيف أنام على هذا الفراش الحامي؟ مسكين أنا على هذا الفراش الملتهب كُتب على أن أسهد إلى الأبد . فيا لهول المصير !
لست ادري كيف جئتإلى هذا المكان . كنت في عالمكم أسرح وأمرح . وكنت كلما لاح في مخيلتي شبح الجحيم أشغل نفسي كي لا أراه .
ثم سرت في طريق هادئ البال غير مفكر أومكترث . وفي لحظة من
الزمن أغمضت طرفي وفتحته ـ وإذا بذاك العالم الغرار قدتوارى عن ناظري ـ فرأيت أرواح الآدميين ورسل الجحيم تتراقص حولي؛ ثم رأيت الشيطان وقد صوب نحوي عينيه الناريتين وبسط علي جناحيه الأسودين، فقبض على روحي وزج بها في أعماق الجحيم، ثم صرخ صرخة دوت لها أركانه : " وسِّعي أيتها الجحيم فاكِ ، ها فريسةأخرى لكِ " .
آه ! لقد وقعت بين مخالب الجحيم الفولاذية ولناستطيع أن أنجو !
لا اقدر ان اصف لكم ما يجول في خاطري وأناأغوص في بحيرة النار ثم أطفو ! تتضارب في صدري عوامل عدة هي مزيج من الحزن والألم ، والحسرة والندم ! من حولي نار تستعر، وفي صدري براكين تثور ، وقد قُضي عليَّ أن أقضي هنا الأبد الذي لا ينقضي ! أواه ! ليس للأبد بقية فهو مستمر لا ينتهي .
ألاحد لهذا العذاب المتقد ؟ أو ليست هناك ميتة أخرى أموتها تضع حدا لما أعانيه ؟ الموت قد فارقنا وهو لدينا أحب حبيب . اللهم حنانك ورحمتك !! ولكن أين الرحمة ؟ إن هذا ليس مكان رحمة …..
ها إنا أغوص تحت ثقل خطاياي ، أغوص إلى حيث لا أعرف قراراً تحت هذا الحمل الثقيل ! لست أدري كيف استطاعت كرة الأرض أن تحملني وتحمل خطاياي .
بالأمس كنت منعدم الحس ، أما اليوم فكلني إحساس وشعور . بالأمس كنت أعمى واليوم أبصر ، بالأمس كنت اهزأ واليوم ابكي دماً أحمر .
صراخ يصم أذنيَّ : " ويلاً! ويلاً طويلاً ! نم يا ضميري قليلاً ! آه ولكنه لن ينام بعد . لقد نام على الأرض طويلاً وها هو قد استيقظ يقظته الأبدية ليعذبني عذاباً أبديا . وهو يصرخ بأعلى صوته : " يا لك من أحمق غبي ! لقدأخمدت صوتي على الأرض في ملذاتك العابرة وأهواء نفسك الغرارة وأميالك الفاسدةوتقواك الزائفة وتديُّنك الذي صنعته يداك فرفضت صوت النصح والإرشاد فحق عليك الآن أن تسمع صوتاً مجلجلاً في داخل كيانك يطالب بالانتقام والعذاب الذي تستحقه .
الويل ثم الويل ثم الويل .
أرى حولي نفوساً من مختلف الطبقات والمراكز والأجناس : أرى ملوكاً وأمراءَ ورؤساءَ وإشرافا ،
أرى نفوساً من ذوي الجمال والأدب ممن لقيت المديح الملق ، وهي لا تسمع غير اللعنات المرجفات وقد صارت طعمة للنار التي لا تفرق بين البشر .
أرى نفوساً ارتدت ثوب الرياء طويلاً إلى أن احترق ذلك الثوب فظهر ما كانت تستر وبرز ما كانت تضمر .
أرى بعض رجال الدين الذين خدعوا البشر بإعطائهم رجاءً كاذباً. ظنوا أن الله ينسى أو يتساهل ولكنهم ما كانواإلا لنفوسهم خادعين .
أرى مبتدعين بدعاً وأضاليل ولكنهم ماكانوا إلا لنفوسهم مضلِّين.
أرى أغنياء حفاة عراة لا يجدون نقطةماء يبردون بها لهيبهم المستعر .
أرى أصحاب اللهو والطرب يرقصون، ولكنها رقصة الطير المذبوح .
أسمع نفوساً تستنزل اللعنة على غيرها لأنها كانت سبب شقائها : اسمع ابناً يسب أباه ، وأخاً يلعن أخاه ، وأماً تشتم ولدها ! هنا لا نعرف غير لغة اللعنة المرَّة .
والآن ها إناأغوص في أعمق الأعماق فلا أرى شيئاً ...
أحبتي!!
اتقوا الله في أنفسكم
واعملوا خيرا فإن الدنيا فانية.. إلى متى ونحن نلهثوراءها
لا نعلم إذا كنا سنعيش غدا ..
دمتم برعاية الله وحفظه
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم وأهلك أعداءهم
رسالة من وراء القبر .. إلى ساكني الأرض
هي صرخة دوّت في أعماق الجحيم فترددصداها في أرجاء الدنيا قاطبة يهيب ببني آدم الذين ما زالوا على قيد الحياة إلى الانتباه واتخاذ الحيطة والحذر ..
فيقول:
ياساكني الأرض ...
من أعماق الجحيم أناديكم ..
من أعماق الظلمة ، من أعماق الشقاء..
من أعماق اليأس أصرخ إليكم منبهاًومنذراً . المكان موحش ، مرعب، هائل ، . لا شبيه له في دنياكم .
هنا لقد اكتنفنا ليل أبدي لا يبزغ بعده فجر .
في هذا الظلام الدامس أطبق جفنيَّ لعلي أستمتع بقسط من النوم . ولكن كيف أنام على هذا الفراش الحامي؟ مسكين أنا على هذا الفراش الملتهب كُتب على أن أسهد إلى الأبد . فيا لهول المصير !
لست ادري كيف جئتإلى هذا المكان . كنت في عالمكم أسرح وأمرح . وكنت كلما لاح في مخيلتي شبح الجحيم أشغل نفسي كي لا أراه .
ثم سرت في طريق هادئ البال غير مفكر أومكترث . وفي لحظة من
الزمن أغمضت طرفي وفتحته ـ وإذا بذاك العالم الغرار قدتوارى عن ناظري ـ فرأيت أرواح الآدميين ورسل الجحيم تتراقص حولي؛ ثم رأيت الشيطان وقد صوب نحوي عينيه الناريتين وبسط علي جناحيه الأسودين، فقبض على روحي وزج بها في أعماق الجحيم، ثم صرخ صرخة دوت لها أركانه : " وسِّعي أيتها الجحيم فاكِ ، ها فريسةأخرى لكِ " .
آه ! لقد وقعت بين مخالب الجحيم الفولاذية ولناستطيع أن أنجو !
لا اقدر ان اصف لكم ما يجول في خاطري وأناأغوص في بحيرة النار ثم أطفو ! تتضارب في صدري عوامل عدة هي مزيج من الحزن والألم ، والحسرة والندم ! من حولي نار تستعر، وفي صدري براكين تثور ، وقد قُضي عليَّ أن أقضي هنا الأبد الذي لا ينقضي ! أواه ! ليس للأبد بقية فهو مستمر لا ينتهي .
ألاحد لهذا العذاب المتقد ؟ أو ليست هناك ميتة أخرى أموتها تضع حدا لما أعانيه ؟ الموت قد فارقنا وهو لدينا أحب حبيب . اللهم حنانك ورحمتك !! ولكن أين الرحمة ؟ إن هذا ليس مكان رحمة …..
ها إنا أغوص تحت ثقل خطاياي ، أغوص إلى حيث لا أعرف قراراً تحت هذا الحمل الثقيل ! لست أدري كيف استطاعت كرة الأرض أن تحملني وتحمل خطاياي .
بالأمس كنت منعدم الحس ، أما اليوم فكلني إحساس وشعور . بالأمس كنت أعمى واليوم أبصر ، بالأمس كنت اهزأ واليوم ابكي دماً أحمر .
صراخ يصم أذنيَّ : " ويلاً! ويلاً طويلاً ! نم يا ضميري قليلاً ! آه ولكنه لن ينام بعد . لقد نام على الأرض طويلاً وها هو قد استيقظ يقظته الأبدية ليعذبني عذاباً أبديا . وهو يصرخ بأعلى صوته : " يا لك من أحمق غبي ! لقدأخمدت صوتي على الأرض في ملذاتك العابرة وأهواء نفسك الغرارة وأميالك الفاسدةوتقواك الزائفة وتديُّنك الذي صنعته يداك فرفضت صوت النصح والإرشاد فحق عليك الآن أن تسمع صوتاً مجلجلاً في داخل كيانك يطالب بالانتقام والعذاب الذي تستحقه .
الويل ثم الويل ثم الويل .
أرى حولي نفوساً من مختلف الطبقات والمراكز والأجناس : أرى ملوكاً وأمراءَ ورؤساءَ وإشرافا ،
أرى نفوساً من ذوي الجمال والأدب ممن لقيت المديح الملق ، وهي لا تسمع غير اللعنات المرجفات وقد صارت طعمة للنار التي لا تفرق بين البشر .
أرى نفوساً ارتدت ثوب الرياء طويلاً إلى أن احترق ذلك الثوب فظهر ما كانت تستر وبرز ما كانت تضمر .
أرى بعض رجال الدين الذين خدعوا البشر بإعطائهم رجاءً كاذباً. ظنوا أن الله ينسى أو يتساهل ولكنهم ما كانواإلا لنفوسهم خادعين .
أرى مبتدعين بدعاً وأضاليل ولكنهم ماكانوا إلا لنفوسهم مضلِّين.
أرى أغنياء حفاة عراة لا يجدون نقطةماء يبردون بها لهيبهم المستعر .
أرى أصحاب اللهو والطرب يرقصون، ولكنها رقصة الطير المذبوح .
أسمع نفوساً تستنزل اللعنة على غيرها لأنها كانت سبب شقائها : اسمع ابناً يسب أباه ، وأخاً يلعن أخاه ، وأماً تشتم ولدها ! هنا لا نعرف غير لغة اللعنة المرَّة .
والآن ها إناأغوص في أعمق الأعماق فلا أرى شيئاً ...
أحبتي!!
اتقوا الله في أنفسكم
واعملوا خيرا فإن الدنيا فانية.. إلى متى ونحن نلهثوراءها
لا نعلم إذا كنا سنعيش غدا ..
دمتم برعاية الله وحفظه