مشاهدة النسخة كاملة : اقحام النواصب في اثبات ايمان ابي طالب عليه السلام
السید الامینی
19-07-2009, 10:02 AM
السلام عليكم
السادس و العشرين من الرجب يوم وفاة ابو طالب مومن قريش _ على قول_
و لذا بالمناسبة نذكر ما يتعلق به عليه السلام على ما نستفيد مما حققه فخر الشيعة العلامة الاميني صاحب الغدير رحمه الله
trouble maker
19-07-2009, 10:03 AM
بارك الله بيك عزيزي
السید الامینی
19-07-2009, 10:07 AM
أحسب أن القوم لم ينسجوا هذا الإفك [ اسلام والدي أبي بكر ] على نول الجهل بتراجم الرجال فحسب، ولا أن لهم مأربا في آباء المهاجرين أسلموا أو لم يسلموا، أو أن لهم غاية في إسلام أبوي أبي بكر، لكنهم زمروا لما لم يزل لهم فيه مكاء وتصدية من تكفير سيد الأباطيح شيخ الأئمة أبي طالب والد مولانا أمير المؤمنين سلام الله عليهما، وذلك بعد أن عجزوا عن الوقيعة في الولد فوجهوها إلى الوالد أو إلى الوالدين كما فعله الحافظ العاصمي في زين الفتى. وكن من تهويلهم في تخفيف تلكم الوطأة أن جروا ذلك إلى والدي النبي المعظم صلى الله عليه وآله وسلم وعليهما حتى قال العاصمي في زين الفتى عند بيان وجه الشبه بين النبي والمرتضى صلى الله عليهما وآلهما: أما تشبيه الأبوين في الحكم والتسمية، فإن النبي في كثرة ما أنعم الله تعالى عليه ووفور إحسانه إليه لم يرزقه إسلام أبويه، وعلى هذا جمهور المسلمين إلا شرذمة قليلين لا يلتفت إليهم، فكذلك المرتضى فيما أكرمه الله به من الأخلاق والخصال وفنون النعم والأفعال لم يرزقه إسلام أبويه. انتهى.
فلم تفتأ هلم في ذلك جلبة ولغط مكابرين فيهما المعلوم من سيرة شيخ الأبطح وكفالته لصاحب الرسالة، ودرئه عنه كل سوء وعادية، وهتافه بدينه القويم، وخضوعه لناموسه الإلهي في قوله وفعله وشعره ونثره، ودفاعه عنه بكل ما يملكه من حول وطول.
ولو أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما
تكفل عبد مناف بأمر * وأودى فكان علي تماما
فقل في تبير مضى بعد ما * قضى ما قضاه وأبقى شماما
فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما
السید الامینی
19-07-2009, 10:08 AM
وللموضوع تتمة
السید الامینی
19-07-2009, 10:09 AM
بارك الله بيك عزيزي
حياكم الله و بارك الله عزيزي الكريم
السید الامینی
19-07-2009, 10:40 AM
وهناك طرق لا يمكن التوصل إلى الإذعان بنفسيات اي أحد إلا بها، ألا
وهي:
1 ـ استنباطها مما يلفظ به من قول.
2 ـ أو مما ينوء به من عمل.
3 ـ أو مما يروي عنه آله وذووه. فإن أهل البيت أدرى بما فيه.
4 ـ أو مما أسنده إليه من لاث به وبخع له.
السید الامینی
19-07-2009, 10:45 AM
_ 1 _
أقوال أبي طالب المثبته لإيمانه
أما أقوال أبي طالب سلام الله عليه فإليك عقودا عسجدية من شعره الرائق مثبتة في السير والتواريخ وكتب الحديث.
أخرج الحاكم في المستدرك
(2 / 623) بإسناده عن ابن إسحاق قال: قال أبو طالب أبياتا للنجاشي يحضه على حسن جوارهم والدفع عنهم ـ يعني عن المهاجرين إلى الحبشة من المسلمين:
ليعلم خيار الناس أن محمدا * وزير لموسى والمسيح ابن مريم
أتانا بهدي مثل ما أتيا به * فكل بأمر الله يهدي ويعصم
وإنكم تتلونه في كتابكم * بصدق حديث لا حديث المبرجم
وإنك ما تأتيك منها عصابة * بفضلك إلا أرجعوا بالتكرم
وقال سلام الله عليه من قصيدة:
فبلغ عن الشحناء أفناء غالب * لويا وتيما عند نصر الكرائم لانا سيوف الله والمجد كله * إذا كان صوت القوم وجي الغمائم
ألم تعلموا أن القطيعة مأثم * وأمر بلاء قاتم غير حازم
وأن سبيل الرشد يعلم في غد * وأن نعيم الدهر ليس بدائم
فلا تسفهن أحلامكم في محمد * ولا تتبعوا أمر الغواة الأشائم
تمنيتم أن تقتلوه وإنما * أمانيكم هذي كأحلام نائم
وإنكم والله لا تقتلونه * ولما تروا قطف اللحى والغلاصم
ولم تبصروا والأحياء منكم ملاحما * تحوم عليها الطير بعد ملاحم
وتدعو بأرحام أواصر بيننا * فقد قطع الأرحام وقع الصوارم
زعمتم بأنا مسلمون محمدا * ولما نقاذف دونه ونزاحم
من القوم مفضال أبي على العدى * تمكن في الفرعين من آل هاشم
أمين حبيب في العباد مسوم * بخاتم رب قاهر في الخواتم
يرى الناس برهانا عليه وهيبة * وما جاهل في قومه مثل عالم
نبي أتاه الوحي من عند ربه * ومن قال لا يقرع بها سن نادم
تطيف به جرثومة هاشمية * تذبب عنه كل عات وظالم °°°°°°°°°°°°° المستدرك على الصحيحن: 2 / 680 ح 4247.
ديوان أبي طالب (ص 32)، شرح ابن أبي الحديد (3 / 313)
عاشق ال14
19-07-2009, 10:50 AM
بسم الله وصلّ الله على محمد وآل بيت الله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بأبي أنت وأمي يا سيد البطحاء يا أبا طالب سلام الله عليه وعلى إبناه وآلهما الطيبين الطاهرين...سيدي لولاك لما قام للإسلام من قائمة بإحتضانك لرسول الله ورسالته طاهر وأبو الأطهار سلام الله عليهم أجمعين....أحسنت مولاي السيد الأميني لهذا الطرح المبارك وأنا من المتابعين إن شاء الله
السید الامینی
19-07-2009, 10:56 AM
بسم الله وصلّ الله على محمد وآل بيت الله الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بأبي أنت وأمي يا سيد البطحاء يا أبا طالب سلام الله عليه وعلى إبناه وآلهما الطيبين الطاهرين...سيدي لولاك لما قام للإسلام من قائمة بإحتضانك لرسول الله ورسالته طاهر وأبو الأطهار سلام الله عليهم أجمعين....أحسنت مولاي السيد الأميني لهذا الطرح المبارك وأنا من المتابعين إن شاء الله
حياكم الله و بارك الله بكم عزيزي الكريم و وفقكم الله تعالى لمرضاته و شكرا
تشرين ربيعة
19-07-2009, 02:26 PM
نظرية كفر أبي طالب عليه السلام وضعت من قبل السلطة الأموية القذرة في مقابل الحقائق الساطعة عن كفر أبي سفيان وبني أمية لعنهم الله
بوركت مولاي السيد الأميني
السید الامینی
19-07-2009, 03:13 PM
نظرية كفر أبي طالب عليه السلام وضعت من قبل السلطة الأموية القذرة في مقابل الحقائق الساطعة عن كفر أبي سفيان وبني أمية لعنهم الله
بوركت مولاي السيد الأميني
حياكم الله و براك الله بكم و شكرا
السید الامینی
20-07-2009, 09:21 AM
ومن شعره في أمر الصحيفة التي سنوقفك على قصتها قوله:
ألا أبلغا عني على ذات بينها * لويا وخصا من لوي بني كعب
ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا * رسولا كموسى خط في أول الكتب
وأن عليه في العباد محبة * ولا حيف فيمن خصه الله بالحب
وأن الذي رقشتم في كتابكم * يكون لكم يوما كراغية السقب ولا تتبعوا أمر الغواة وتقطعوا * أواصرنا بعد المودة والقرب
وتسجلبوا حربا عوانا وربما * أمر على من ذاقه حلب الحرب
فلسنا وبيت الله نسلم أحمدا * لعزاء من عض الزمان ولا كرب
ولما تبن منا ومنكم سوالف * وأيد أترت بالمهندة الشهب
بمعترك ضنك ترى كسر القنا * به والضباع العرج تعكف كالشرب كأن مجال الخيل في حجراته * ومعمعة الأبطال معركة الحرب
أليس أبونا هاشم شد أزره * وأوصى بنيه بالطعان وبالضرب
ولسنا نمل الحرب حتى تملنا * ولا نشتكي مما ينوب من النكب
ولكننا أهل الحفائظ والنهى * إذا طار أرواح الكماة من الرعب
سيرة ابن هشام (1 / 373)، شرح ابن أبي الحدبد (3 / 313)، بلوغ الأرب (1 / 325)، خزانة الأدب للبغدادي (1 / 261)، الروض الأنف (1 / 220)، تاريخ ابن كثير (3 / 87)، أسنى المطالب (ص 6، 13)، طلبة الطالب (ص 10)
السید الامینی
20-07-2009, 09:27 AM
و اشعاره عليه السلام الدالة على ايمانه كثيرة كما نقلها الشيخ العلامة الأميني رحمه الله و نختم بقوله المشهور:
أنت النبي محمد * قرم أغر مسود
لمسودين أكارم * طابوا وطاب المولد
نعم الأرومة أصلها * عمرو الخضم الأوحد
الخ
و يقول عليه السلام:
نصرت الرسول رسول المليك * ببيض تلألا كلمع البروق
أذب وأحمي رسول الإله * حماية حام عليه شفيق
وما إن أدت لأعدائه * دبيب البكار حذار الفنيق
ولكن أزير لهم ساميا * كما زار ليث بغيل مضيق
السید الامینی
20-07-2009, 09:32 AM
وقال ابن أبي الحديد في شرحه (5) (3 / 315)
بعد ذكر جملة من شعر أبي طالب: فكل هذه الأشعار قد جاءت مجيء التواتر، لأنه إن لم تكن آحادها متواترة فمجموعها يدل على أمر واحد مشترك وهو تصديق محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ومجموعها متواتر كما أن كل واحدة من قتلات علي عليه السلام الفرسان منقولة آحادا ومجموعها متواتر يفيدنا العلم الضروري بشجاعته، وكذلك القول فيما روي من سخاء حاتم وحلم الأحنف ومعاوية وذكاء أياس وخلاعة أبي نواس وغير ذلك. قالوا: واتركوا هذا كله جانبا، ما قولكم في القصيدة اللامية التي شهرتها كشهرة قفا نبك ؟ وإن جاز الشك فيها أو في شيء من أبياتها جاز الشك في قفا نبك وفي بعض أبياتها.
يقول العلامة الأميني رحمه الله بعد نقله جملة من اشعاره عليه السلام:
قال الأميني: أنا لا أدري كيف تكون الشهادة والاعتراف بالنبوة إن لم يكن منها هذه الأساليب المتنوعة المذكورة في هذه الأشعار ؟ ولو وجد واحد منها في شعر أي أحد أو نثره لأصفق الكل على إسلامه، لكن جميعها لا يدل على إسلام أبي طالب. فاعجب واعتبر !
هذه جملة من شعر أبي طالب عليه السلام الطافح من كل شطره الإيمان الخالص، والإسلام الصحيح، قال العلامة الأوحد ابن شهرآشوب المازندراني في كتابه متشابهات القرآن عند قوله تعالى: (ولينصرن الله من ينصره)
إن أشعار أبي طالب الدالة على إيمانه تزيد على ثلاثة آلاف بيت يكاشف فيها من يكاشف النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويصحح نبوته. ثم ذكر جملة ضافية ومما ذكر له قوله في وصيته:
أوصي بنصر نبي الخير أربعة * إبني عليا وشيخ القوم عباسا
وحمزة الأسد الحامي حقيقته * وجعفرا أن تذودا دونه الناسا
كونوا فداء لكم أمي وما ولدت * في نصر أحمد دون الناس أتراسا
السید الامینی
20-07-2009, 09:32 AM
يتبع ان شاء الله
النجف الاشرف
20-07-2009, 08:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
أحسنتم مولاي .....
سلام الله على مؤمن قريش ابو طالب عليه السلام فلقد اخفى اسلامه حفاظا على رسول الله
والادلة كثيره على ايمانه ....
واكتفي بدليلن عقلين
1- حينما مات ابو جهل لعنه الله وقف رسول الله على جثته في بدر وقال والله لقد كان اعتى من فرعون في عين ان الرسول يترضى عن عمه الثاني ابو طالب واسمى عام وفاتة ووفاة امنا خديجه الكبرى سلام الله عليها عام الاحزان
ولا يجوز لرسول الترضي على الكفار فاذا كان كافر فلماذا رسول الله يترضى عن ابو طالب ؟؟؟؟؟
2- لماذا لم يفرق رسول الله بين ابو طالب وبين زوجته ؟! والمسلمه لا ينكحها الا المسلم ؟؟؟؟؟؟
وحديث الضحضاح حديث باطل واه برجاله ومتنه
فسلام الله على ابو طالب يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا
صفحة الحق
20-07-2009, 08:56 PM
سيد الأميني أحسنت بارك الله فيك
وإنشاء الله يحسب في ميزان حسناتك .
السید الامینی
21-07-2009, 08:52 AM
حياكم الله و بارك الله بكم اعزائي النجف الاشرف و اليسوع و شكرا
السید الامینی
21-07-2009, 08:57 AM
ـ 2 ـ
ما ناء به من عمل بار وقول مشكور
أما ما ناء به سيد الأباطح أبو طالب سلام الله عليه من عمل بار وسعي مشكور في نصرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكلاءته والذب عنه والدعوة إليه وإلى دينه الحنيف منذ بدء البعثة إلى أن لفظ أبو طالب نفسه الأخير، وقد تخلل ذلك جمل من القول كلها نصوص على إسلامه الصحيح، وإيمانه الخالص، وخضوعه للرسالة الإلهية، فإلى الملتقى. روى القوم:
1 ـ قال ابن إسحاق: إن أبا طالب خرج في ركب إلى الشام تاجرا، فلما تهيأ للرحيل وأجمع السير هب له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخذ بزمام ناقته وقال: يا عم إلى من تكلني لا أب لي ولا أم لي ؟ فرق له أبو طالب وقال: والله لأخرجن به معي ولا يفارقني ولا أفارقه أبدا. قال: فخرج به معه، فلما نزل الركب بصرى من أرض الشام وتهيأ راهب يقال له بحيرا في صومعة له، وكان أعلم أهل النصرانية، ولم يزل في تلك الصومعة راهب إليه يصير علمهم من كتاب فيهم كما يزعمون يتوارثونه كائنا عن كائن، فلما نزلوا ذلك العام ببحيرا وكانوا كثيرا ما يمرون عليه قبل ذلك فلا يكلمهم ولا يتعرض لهم، حتى إذا كان ذلك العام نزلوا به قريبا من صومعته فصنع لهم طعاما كثيرا وذلك فيما يزعمون عن شيء رآه وهو في صومعته في الركب حين أقبلوا، وغمامة تظله صلى الله عليه وآله وسلم من بين القوم. ثم أقبلوا حتى نزلوا بظل شجرة قريبا منه فنظر إلى الغمامة حتى أظلت الشجرة وتهصرت، يعني تدلت أغصانها على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى استظل تحتها، فلما رأى بحيرا ذلك نزل من صومعته وقد أمر بذلك الطعام فصنع، ثم أرسل إليهم فقال: إني قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش، وأنا أحب أن تحضروا كلكم صغيركم وكبيركم وحركم وعبدكم، فقال له رجل منهم: يا بحيرا إن لذلك اليوم لشأنا ما كنت تصنع هذا فيما مضى وقد كنا نمر بك كثيرا، فما شأنك اليوم ؟ فقال له بحيرا: صدقت قد كان ما تقولون، ولكنكم ضيوف فأحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاما تأكلون منه كلكم، فاجتمعوا إليه وتخلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بين القوم لحداثة سنه في رحال القوم تحت الشجرة.
فلما نظر بحيرا في القوم لم ير الصفة التي يعرفها وهي موجودة عنده، فقال: يا معشر قريش لا يتخلف أحد منكم عن طعامي هذا، فقالوا: يا بحيرا ما تخلف عنك أحد ينبغي أن يأتيك إلا غلام هو أحدث القوم سنا تخلف في رحالهم، قال: فلا تفعلوا ادعوه فليحضر هذا الطعام معكم، فقال رجل من قريش: والات والعز أن لهذا اليوم نبأ. أيليق أن يتخلف ابن عبد الله عن الطعام من بيننا؟ ثم قام إليه فاحتضنه ثم أقبل به حتى أجلسه مع القوم. فلما رآه بحيرا جعل يلحظه لحظاً شديداً وينظر الى أشياء من جسده قد كان يجدها عنده في صفته حتى إذا فرغ القوم من الطعام وتفرقوا قام بحيرا فقال له: يا غلام أسألك باللات والعزى إلا أخبرتني عما اسألك عنه. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تسلني باللات والعزى شيئاً قط، فقال بحيرا: فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه.
فقال: سلني عما بدا لك. فجعل يسأله عن أشياء من نومه وهيئته وأموره ورسول الله يخبره فيوافق ذلك ما عند بحيرا من صفته، ثم نظر الى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده.
الحديث.
فقال ابو طالب في ذلك:
إن ابن آمنة النبي محمداً * عندي يفوق منازل الأولاد لما تعلق بالزمام رحمته * والعيس قد قلصن بالأزواد
فارفض من عيني دمع ذارف * مثل الجمان مفرق الافراد
راعيت فيه قرابة موصولة * وحفظت فيه وصية الأجداد
وأمرته بالسير بين عمومة * بيض الوجوه مصالت أنجاد
ساروا لأبعد طية معلومة * فلقد تباعد طية المرتاد
حتى إذا ما القوم بصرى عاينوا * لا قوا على شرك من المرصاد
حبراً فأخبرهم حديثاً صادقاً * عنه ورد معاشر الحساد
قوم يهود قد رأوا لما رأى * ظل الغمام وعن ذي الأكباد ثاروا لقتل محمد فنهاهم * عنه وجاهد أحسن التجهاد
فثنى زبيراً من بحيرا فانثنى * في القوم بعد تجاولٍ وبعاد
ونهى دريساً فانتهى عن قوله * حبر يوافق أمره برشاد
وقال أيضاً:
ألم ترني من بعد هم هممته * بفرقة حر الولدين حرام بأحمد لما أن شددت مطيتي * برحلي وقد ودعته بسلام
بكى حزناً والعيس قد فصلت بنا * وأخذت بالكفين فضل زمام
ذكرت أباه ثم رقرقت عبرة * تجود من العينين ذات سجام
فقلت: ترحل راشداً في عمومة * مواسير في البأساء غير لئام فجاء مع العير التي راح ركبها * شآمي الهوى والاصل غير شآم
فلما هبطنا أرض بصرى تشرفوا * لنا فوق دور ينظرون جسام
فجاء بحيرا عند ذلك حاشداً * لنا بشراب طيب وطعام
فقال اجمعوا أصحابكم لطعامنا * فقلنا جمعنا القوم غير غلام
يتيم فقال ادعوه إن طعامنا * كثير عليه اليوم غير حرام
فلو لا الذي خبرتم عن محمد * لكنتم لدينا ا ليوم غير كرام
فلما رآه مقبلاً نحو داره * يوقيه حر الشمس ظل غمام
حنا رأسه شبه السجود وضمه * إلى نحره والصدر أي ضمام
وأقبل ركب يطلبون الذي رأى * بحيرا من الاعلام وسط خيام
فثار اليهم خشيةً لعرامهم * وكانوا ذوي بغي لنا وعرام
دريس وتمام وقد كان فيهم * زبير وكل القوم غير نيام
فجاؤوا وقد هموا بقتل محمد * فردهم عنه بحسن خصام
بتأويله التوراة حتى تيقنوا * وقال لهم رمتم أشد مرام
أتبغون قتلاً للنبي محمد * خصصتم على شؤم بطول أثام
وإن الذي نختاره منه مانع * سيكفيه منكم كيد كل طغام
فذلك من أعلامه وبيانه * وليس نهار واضح كظلام
السید الامینی
02-08-2009, 10:25 PM
استسقاء أبي طالب بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم
أخرج ابن عساكر في تاريخه في تاريخه عن جلهمة بن عرفطة قال: قدمت مكة وهم في قحط فقالت قريش: يا أبا طالب أقحط الوادي، وأجدب العيال، فهلم واستسق. فخرج أبو طالب ومعه غلام كأنه شمس دجن تجلت عنه سحابه قتماء وحوله أغيلمة، فأخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة، ولاذ بإصبعه الغلام، وما في السماء قزعة فأقبل السحاب من هاهنا وهاهنا، واغدق وأغدودق، وانفجر له الوادي، وأخصب البادي والنادي، وفي ذلك قول أبو طالب:
وأبيض يستسقى الغمم بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشمٍ * فهم عنده في نعمة وفواضل
وميزان عدل لا يخيس شعيرةً * ووزان صدق وزنه غير هائل
شرح البخاري للقسطلاني (2 / 227)، المواهب اللدنية (1 / 48)، الخصائص الكبرى (86 / 124)، شرح بهجة المحافل (1 / 119)، السيرة الحلبية (1 / 125)، السيرة النبوية لزيني دحلان هامش الحلبية (1 / 87)، طلبة الطالب (ص 42)
ذكر الشهرستاني في الملل والنحل ) بهامش الفصل (3 / 225) سيدنا عبد المطلب وقال: ومما يدل علي معرفته بحال الرسالة وشرف النبوة أن أهل مكة لما أصابهم ذلك الجدب العظيم، وأمسك السحاب عنهم سنتين، أمر أبا طالب ابنه أن يحضر المصطفى عليه الصلاة والسلام وهو رضيع في قماط، فوضعه على يديه واستقبل الكعبة رماه إلى السماء وقال: يا رب بحق هذا الغلام. ورماه ثانياً وثالثاً وكان يقول: بحق هذا الغلام اسقنا غيثاً مغيثاً دائماً هاطلاً. أن يلبث ساعة طبق السحاب وجه السماء وأمطر حتى خافوا على المسجد، وأنشد أبو طالب ذلك الشعرالامي الذي منه:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل
ثم ذكر أبياتاً من القصيدة، ولا يخفى على الباحث أن القصيدة نظمها أبو طالب عليه السلام أيام كونه في الشعب كما مر.
فاستسقاء عبد المطلب وابنه سيد الأبطح بالنبي الأعظم يوم كان صلى الله عليه وآله وسلم رضيعاً يافعاً يعرب عن توحيدهما الخالص، وإيمانهما بالله، وعرفانهما بالرسالة الخاتمة، وقداسة صاحبها من أول يومه، ولو لم يكن لهما إلا هذان الموقفان لكفياهما، كما يكفيان الباحث عن دليل آخر على اعتناقهما الإيمان.
السید الامینی
03-08-2009, 05:24 PM
یتبع ان شاء الله
السید الامینی
08-08-2009, 11:46 PM
أبو طالب في مولد أمير المؤمنين عليه السلام:
عن جابر بن عبد الله قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن ميلاد علي بن أبي طالب فقال: «لقد سألتني عن خير مولود ولد في شبه المسيح عليه السلام، إن الله تبارك وتعالى خلق علياً من نوري وخلقني من نوره وكلانا من نور واحد، ثم إن الله عز وجل نقلنا من صلب آدم عليه السلام في أصلاب طاهرة إلى أرحام زكية، فما نقلت من صلب إلا ونقل علي معي، فلم نزل كذلك حتى استودعني خير رحم وهي آمنة. واستودع علياً خير رحم وهي فاطمة بنت أسد». وكان في زماننا رجل زاهد عابد يقال له المبرم بن دعيب بن الشقبان قد عبد الله تعالى مائتين وسبعين سنة لم يسأل الله حاجة، فبعث الله إليه أبا طالب، فلما بصره المبرم قام إليه وقبل رأسه وأجلسه بين يديه ثم قال: من أنت؟ فقال: رجل من تهامة. فقال: من أي تهامة؟ فقال: من بني هاشم. فوثب العابد فقبل رأسه ثم قال: يا هذا إن العلي الأعلى ألهمني إلهاماً. قال أبو طالب: وما هو؟ قال: ولد يولد من ظهرك وهو ولي الله جل وعلى. فلما كان الليلة التي ولد فيها علي أشرقت الأرض، فخرج أبو طالب وهو يقول: أيها الناس ولد في الكعبة ولي الله، فلما أصبح دخل الكعبة وهو يقول:
يا رب هذا الغسق الدجي * والقمر المنبلج المضي
بين لنا من أمرك الخفي * ماذا ترى في إسم ذا الصبي
قال: فسمع صوت هاتف يقول:
</span>يا أهل بيت المصطفى النبي * خصصتم بالوالد الزكي
إن اسمه من شامخ العلي * علي اشتق من العلي
أخرجه الحافظ الكنجي الشافعي في كفاية الطالب (ص 260) وقال: تفرد به مسلم بن خالد الزنجي وهو شيخ الشافعي، وتفرد به عن الزنجي عبد العزيز بن عبد الصمد وهو معروف عندنا.
السید الامینی
12-08-2009, 10:09 AM
بدء أمر النبي وأبو طالب
أخرج فقيه الحنابلة إبراهيم بن علي بن محمد الدينوري في كتابه نهاية الطلب وغاية السؤول في مناقب آل الرسول بإسناده عن طاووس عن ابن عباس في حديث طويل: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال للعباس رضى الله عنه إن الله قد أمرني بإظهار أمري وقد أنبأني واستنبأني فما عندك؟ فقال له العباس رضي الله عنه: يا بن أخي تعلم أن قريشاً أشد الناس حسداً لولد أبيك، وإن كانت هذه الخصلة كانت الطامة الطماء والداهية العظيمة ورمينا عن قوس واحد وانتسفونا نسفاً، صلتا ولكن قرب إلى عمك أبي طالب فإنه كان أكبر أعمامك إن لا ينصرك لا يخذلك ولا يسلمك، فأتياه، فلما رآهما أبو طالب قال: إن لكما لظنة وخبراً، ما جاء بكما في هذا الوقت؟ فعرفه العباس ما قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما أجابه به العباس، فنظر إليه أبو طالب وقال له: أخرج يا بن أخي فإنك الرفيع كعباً، والمنيع حزباً، والأعلى أباً، والله لا يسلقك لسان إلا سلقته ألسن حداد، واجتذبته سيوف حداد، والله لتذلن لك العرب ذل البهم لحاضنها، ولقد كان أبي يقرأ الكتاب جميعاً، ولقد قال: إن من صلبي لنبياً، لوددت أني أدركت ذلك الزمان فآمنت به، فمن أدركه من ولدي فليؤمن به.
قال الأميني ( رحمه الله): أترى أن أبا طالب يروي ذلك عن أبيه مطمئناً به؟ وينشط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا التنشيط لأول يومه، ويأمره بإشهار أمره والإشادة بذكر الله، وهو مخبت بأنه هو ذلك النبي الموعود بلسان أبيه والكتب السالفة، ويتكهن بخضوع العرب له، أتراه سلام الله عليه يأتي بهذه كلها ثم لا يؤمن به؟ إن هذا إلا اختلاف.
السید الامینی
17-08-2009, 11:29 PM
أبو طالب وفقده النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ذكر ابن سعد الواقدي في الطبقات الكبرى (1 / 186) طبع مصر و (ص 135) طبع ليدن
حديث ممشى قريش إلى أبي طالب في أمره صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن قال: فاشمأزوا ونفروا منها ـ يعني من مقالة محمد ـ وغضبوا وقاموا وهم يقولون: اصبروا على آلهتكم، إن هذا لشيء يراد، ويقال المتكلم بهذا عقبة بن أبي معيط. وقالوا: لا نعود إليه أبداً، وما خير من أن نغتال محمداً. فلما كان مساء تلك الليلة فقد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجاء أبو طالب وعمومته إلى منزله فلم يجدوه، فجمع فتياناً من بني هاشم وبني المطلب ثم قال: ليأخذ كل واحد منكم حديدة صارمة، ثم ليتبعني إذا دخلت المسجد، فلينظر كل فتى منكم فليجلس إلى عظيم من عظمائهم فيهم ابن الحنظلية ـ يعني أبا جهل ـ فإنه لم يغب عن شر إن كان محمد قد قتل، فقال الفتيان: نفعل، فجاء زيد بن حارثة فوجد أبا طالب على تلك الحال؛ فقال: يا زيد أحسست ابن أخي؟ قال: نعم كنت معه آنفاً. فقال أبو طالب: لا أدخل بيتي أبداً حتى أراه؛ فخرج زيد سريعاً حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في بيت عند الصفا ومعه اصحابه يتحدثون فأخبر الخبر فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله إلى بي طالب، فقال: يا بن أخي أين كنت؟ أكنت في خير؟ قال: نعم. قال: ادخل بيتك، فدخل
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فلما أصبح أبو طالب غدا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأخذ بيده فوقف به على أندية قريش ومعه الفتيان الهاشميون والمطلبيون فقال: يا معشر قريش هل تدرون ما هممت به؟ قالوا: لا. فأخبرهم الخبر، وقال للفتيان: اكشفوا عما في أيديكم فكشفوا، فإذا كل رجل منهم معه حديدة صارمة فقال: والله لو قتلتموه ما بقيت منكم أحداً. حتى نتفانى نحو وأنتم، فانكسر القوم وكان أشدهم انكساراً أبو جهل.
لفظ آخر
وأخرج الفقيه الحنبلي إبراهيم بن علي بن محمد الدينوري في كتابه نهاية الطلب بإسناده عن عبد الله بن المغيرة بن معقب، قال: فقد أبو طالب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فظن أن بعض قريش اغتاله فقتله، فبعث إلى بني هاشم فقال: يا بني هاشم أظن أن بعض قريش اغتال محمداً فقتله، فليأخذ كل واحد منكم حديدة صارمة وليجلس إلى جنب عظيم من عظماء قريش، فإذا قلت: أبغي محمداً. قتل كل منكم الرجل الذي إلى جانبه. وبلغ رسول الله جمع أبي طالب وهو في بيت عند الصفا، فأتى أبا طالب وهو في المسجد، فلما رآه أبو طالب أخذ بيده ثم قال: يا معشر قريش، فقدت محمداً فظننت أن بعظكم أغتاله فأمرت كل فتى شهد من بني هاشم أن يخذ حديدةً ويجلس كل واحد منهم إلى عظيم منكم، فإذا قلت: أبغي محمداً قتل كل واحد منهم الرجل الذي إلى جنبه، فاكشفوا عما في أيديكما يا بني هاشم فكشف بنو هاشم عما في أيديهم فنظرت قريش إلى ذلك فعندها هابت قريش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم أنشأ أبو طالب:
ألا أبلغ قريشاً حيث حلت * وكل سرائر منها غرور
فإني والضوابح عاديات ) * وما تتلو السفاسرة الشهور
لآل محمد راعٍ حفيظ * وود الصدر مني والضمير
فلست بقاطع رحمي وولدي * ولو جرت مظالمها الجزور
أيأمر جمعهم أبناء فهر * بقتل محمد والأمر زور
فلا وأبيك لا ظفرت قريش * ولا أمت رشاداً إذ تشير
بني أخي ونوط القلب مني * وأبيض ماؤه غدق كثير
ويشرب بعده الولدان رياً * وأحمد قد تضمنه القبور
أيا بن الأنف أنف بني قصي ( * كأن جبينك القمر المنير
لفت نظر:
قال شيخنا العلامة المجلسي في البحار (9 / 31):
روى جامع الديوان ـ يعني ديوان أبي طالب ـ نحو هذا الخبر مرسلاً ثم ذكر الأشعار هكذا…
فذكر الأشعار وفيها زيادة عشرين بيتاً على ما ذكر، وهي لا توجد في الديوان المطبوع لسيدنا أبي طالب.
لفظ ثالث:
وقال السيد فخار بن معد في كتابه الحجة (ص 61): وأخبرني الشيخ الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد ابن الجوزي المحدث البغدادي ـ وكان ممن يرى كفر أبي طالب ويعتقده ـ بواسط العراق سنة إحدى وتسعين وخمسمائة بإسناد له إلى الواقدي،
قال: كان أبو طالب بن عبد المطلب لا يغيب صباح النبي ولا مساءه، ويحرسه من أعدائه ويخاف أن يغتالوه فلما كان ذات يوم فقده فلم يره وجاء المساء فلم يره وأصبح الصباح فطلبه في مظانه فلم يجده فلزم أحشاءه وقال: واولداه، وجمع عبيده ومن يلزمه في نفسه فقال لهم: إن محمداً قد فقدته في أمسنا ويومنا هذا ولا أظن إلا أن قريشاً قد اغتالته وكادته وقد بقي هذا الوجه ما جئته، وبعيد أن يكون فيه واختار من عبيده عشرين رجلاً، فقال: امضوا وأعدوا سكاكين وليمض كل رجل منكم وليجلس إلى جنب سيد من سادات قريش، فان أتيت ومحمد معي فلا تحدثن أمراً وكونوا على رسلكم حتى أقف عليكم، وإن جئت وما محمد معي فليضرب كل منكم الرجل الذي إلى جانبه من سادات قريش. فمضوا وشحذوا سكاكينهم حتى رضوها، ومضى أبو طالب في الوجه الذي أراده ومعه رهطه من قومه فوجده في أسفل مكة قائماً يصلى إلى جنب صخرة فوقع عليه وقبله وأخذ بيده وقال: يا بن أخ قد كدت أن تأتي على قومك، سر معي، فأخذ بيده وجاء إلى المسجد وقريش في ناديهم جلوس عند الكعبة، فلما رأوه قد جاء ويده في يد النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالوا: هذا أبو طالب قد جاءكم بمحمد إن له لشأناً، فلما وقف عليهم والغضب في وجهه قال لعبيده: أبرزوا ما في أيديكم فأبرز كل واحد منهم ما في يده. فلما رأوا السكاكين قالوا: ما هذا يا أبا طالب؟ قال: ما ترون؛ إني طلبت محمداً فلم أره منذ يومين فخفت أن تكونوا كدتموه ببعض شأنكم، فأمرت هؤلاء أن يجلسوا حيث ترون وقلت لهم: إن جئت وليس محمد معي فليضرب كل منكم صاحبه الذي إلى جنبه ولا يستأذني فيه، ولو كان هاشمياً، فقالوا: وهل كنت فاعلاً؟ فقال: أي ورب هذه وأومى إلى الكعبة، فقال له المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف وكان من أحلافه: لقد كدت تأتي على قومك؟ قال هو ذلك. ومضى به وهو يقول:
إذهب بني فما عليك غضاضة * إذهب وقر بذاك منك عيونا
والله لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أوسد في التراب دفينا
ودعوتني وعملت أنك ناصحي * ولقد صدقت وكنت قبل أمينا
وذكرت ديناً لا محالة أنه * من خير أديان البرية دينا
فرجعت قريش على أبي طالب بالعتب والاستعطاف وهو لا يحفل بهم ولا يلتفت إليهم.
قال الأميني: هذا شيخ الأبطح يروقه أن يضحي كل قومه دون نبي الإسلام وقد تأهب لأن يطأ القوميات كلها والأواصر المتشجة بينه وبين قريش بأخمص الدين، فحياها الله من عاطفة إلهية، وآصرة دينية هي فوق أواصر الرحم.
السید الامینی
07-05-2010, 10:13 PM
6 ـ أبو طالب في بدء الدعوة:
لما نزلت: (وأنذر عشيرتك الأقربين). خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصعد على الصفا فهتف: يا صباحاه. فاجتمعوا إليه، فقال: "أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلاً تخرج بسفح الجبل أكنتم مصدقي؟" قالوا: نعم ما جربنا عليك كذباً. قال: "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد". فقال أبو لهب: تباً لك، أما جمعتنا إلا لهذا؟ ثم أحضر قومه في داره، فبادره وقال: هؤلاء هم عمومتك وبنو عمك فتكلم ودع الصبأة
واعلم أنه ليس لقومك بالعرب قاطبة طاقة، وأن أحق من أخذك فحبسك بنو أبيك، وإن أقمت ما أنت عليه فهو أيسر عليهم من أن ينب لك بطون قريش، وتمدهم العرب، فما رأيت أحداً جاء على بني أبيه بشر مما جئتهم به. فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يتكلم.
ثن دعاهم ثانية وقال: «الحمد لله أحمده وأستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له. ثم قال: إن الرائد لا يكذب أهله، والله الذي لا إله إل هو إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة، والله لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتحاسبن بما تعملون، وإنما الجنة أبداً والنار أبداً».
فقال أبو طالب: ما أحب إلينا معاونتك، وأقبلنا لنصيحتك، وأشد تصديقنا لحديثك، وهؤلاء بنو أبيك مجتمعون وإنما أنا أحدهم غير أني أسرعهم إلى ما تحب، فامض لما أمرت به، فوالله لا أزال أحوطك وأمنعك، غير أن نفسي لا تطاوعني على فراق دين عبد المطلب(1).
قال الأميني: لم يكن دين عبد المطلب سلام الله عليه إلا دين التوحيد والإيمان بالله ورسله وكتبه غير مشوب بشيء من الوثنية، وهو الذي كان يقول في وصياه: إنه لن يخرج من الدنيا ظلوم حتى ينتقم منه وتصيبه عقوبة. إلى أن هلك ظلوم لم تصبه عقوبة. فقيل له في ذلك، ففكر في ذلك، فقال: والله إن وراء هذه الدار داراً يجزى فيها المحسن بإحسانه، ويعاقب المسيء باساته، وهو الذي قال لأبرهة: إن لهذ البيت رباً يدب عنه ويحفظه، وقال وقد صعد ابا قبيس
لاهم إن المرء يمـ * ـنع حله فامنع حلالك
لا يغلبن صليبهم * ومحالهم عدوا محالك
فأنصر على آل الصليـ * ـب وعابديه اليوم آلك
إن كنت تاركهم وكعـ * ـبتنا فمر ما بدا لك (2)
____________
(1) الكامل لابن الأثير: 2 / 24 (1 / 486). (
(2) الملل والنحل للشهرستاني هامش الفصل: 3 / 224 (2 / 249)، الدرج المنيفة للسيوطي: ص 15 مسالك الحنفاء: ص 37. (
ويعرب عن تقدمه في الإيمان الخالص والتوحيد الصحيح انتماء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليه ومباهاته به يوم حنين بقوله:
أنا النبي لا كذب * أنا ابن عبد المطلب (1)
وقد أجاد الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي في قوله:
تنقل أحمد نوراً عظيماً تلالا * في جباه الساجدينا
تقلب فيهم قرناً فقرناً * إلى أن جاء خير المرسلينا
وهذا هو الذي أراده أبو طالب ـ سلام الله عليه ـ بقوله: نفسي لا تطاوعني على فراق دين عبد المطلب. وهو صريح بقية كلامه، وقد أراد بهذا السياق التعمية عل الحضور لئلا يناصبوه العداء بمفارقتهم، وهذا السياق من الكلام من سنن العرب في محوراتهم، قد يريدون به التعمية، وقد يراد به التأكيد للمعنى المقصود كقول الشاعر:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم * بهن فلول من قراع الكتائب
ولو لم يكن لسيدنا أبي طلب إلا موقفه هذا لكفى بمفرده في إيمانه الثابت، وإسلامه القويم، وثباته في المبدأ.
قال ابن الثير (3): فقال أبو لهب: هذه والله السوء (4)، خذوا على يديه قبل أن يأخذ غيركم، فقال أبو طالب: والله لنمنعنه ما بقينا. وفي السيرة الحلبية (5) (1 / 304): إن الدعوة كانت في دار أبي طالب.
____________
(1) طبقات ابن سعد طبع مصر رقم التسلسل ص 665 (2 / 151)، تاريخ الطبري: (3 / 76 حوادث سنة 8هـ). (
(2) مسالك الحنفاء للسيوطي: ص 40، الدرج المنيفة ص 14
(3) الكامل في التاريخ: 1 / 487.
(4) في المصدر: السوأة.
(5) السيرة الحلبية: 1 / 285.
قال عقيل بن أبي طالب: جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا: إن ابن أخيك يؤذينا في نادينا وفي كعبتنا وفي ديارنا ويسمعنا ما نكره، فإن رأيت أن تكفه عنا فافعل. فقال لي: يا عقيل التمس لي أبن عمك. فأخرجته من كبس (1) من كباس أبي طالب. فجاء يمشي معي يطلب الفيء يطأ فيه لا يقدر عليه، حتى انتهى الى أبي طالب فقال: يا بن أخي والله لقد كنت لي مطيعاً جاء قومك يزعمون أنك تأتيهم في كعبتهم وفي ناديهم فتؤذيهم وتسمعهم ما يكرهون، فإن رأيت أن تكف عنهم. فحلق بصره إلى السماء وقال: والله ما أنا بقادر أن أرد ما بعثني به ربي، ولو أن يشعل أحدهم من هذه الشمس نارً. فقال أبو طالب: والله ما كذب قط، فارجعوا راشدين.
قال الأميني رحمه الله: هكذا أخرجه البخاري في تاريخه (2) بإسناد رجاله كلهم ثقات، وبهذا اللفظ ذكره المحب الطبري في ذخائر العقبى (ص 223). غير أن ابن كثير لما رأى لكلمة: راشدين. قيمة في إيمان بي طالب حذفها في تاريخه (3) (3 / 42). حيا الله الأمانة!
وأخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى (4) (1 / 171) حديث الدعوة عن علي وفيه: «ثم قال لهم صلى الله عليه وآله وسلم: من يؤازرني على ما أنا عليه ويجيبني على أن يكون أخي وله الجنة؟ فقلت: أنا يا رسول الله، وإني لأحدثهم سناً، وأحمشهم ساقاً. وسكت القوم، ثم قالوا: يا أبا طالب الا ترى ابنك؟ قال: دعوه فلن يألو (5) ابن عمه خيرا».
وروى أبو عمرو الزاهد الطبري عن تغلب عن ابن الأعرابي انه قال في لغة ـ العور ـ إنه الردي من كل شيء قال: ومن العور ما في رواية ابن عباس. ثم ذكر
____________
(1) الكبس: البيت الصغير. (2) التاريخ الكبير: 7 / 50 رقم 230. (3) البداية والنهاية: 3 / 55. (4) الطبقات الكبرى: 1 / 187. (5) يألو: يقصر.
حديث علي عليه السلام بطوله إلى أن قال: قال «فلما أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يتكلم اعترضه أبو لهب، فتكلم بكلمات وقال: قوموا. فقاموا وانصرفوا. قال: فلما كان من الغد أمرني فصنعت مثل ذلك الطعام والشراب ودعوتهم فأقبلوا ودخلوا فأكلوا وشربوا، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليتكلم فاعترضه أبو لهب فقال له ابو طالب: اسكت يا أعور ما أنت وهذا؟ ثم قال: لا يقومن أحد. قال: فجلسوا ثم قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: قم يا سيدي فتكلم بما تحب وبلغ رسالة ربك فإنك الصادق المصدق».
وإلى هذا الحديث وكلمة أبي طالب ـ اسكت يا أعور ما أنت وهذا؟ ـ وقع الإيعاز في النهاية لابن الأثير(1) (3 / 156), والفائق للزمخشري (2) (2 / 98) نقلاً عن ابن الأعرابي، وفي لسان العرب (3) (6 / 294)، تاج العروس (3 / 428).
قال الأميني: اي كافر طاهر هذا سلام الله عليه وهو يدافع عن الإسلام المقدس بكل حوله وطوله، ويسلق رجال قومه بلسان حديد، ويحض النبي الأعظم على الدعوة وتبليغ رسالته عن ربه، ويراه الصادق المصدق؟.
خادم_الأئمة
07-05-2010, 10:24 PM
يا حيالله الاخ العزيز السيد الاميني ....
متابع ....
السید الامینی
07-05-2010, 10:30 PM
السلام عليكم
بارك الله بكم اخي الكريم خادم الائمة
موالي قطيفي
08-05-2010, 01:53 AM
بحث راقي ومتكامل
ربي يوفقك ويزيد علمك
متاابع لكم
** مسلمة سنية **
08-05-2010, 01:56 AM
اللهم صلّ على محمد و آل محمد و عجّل فرجهم و العن اعداءهم
السلام على مؤمن قريش ... فما من أحد قد هُضِم حقّه و شوِّهت حقيقته كأبي طالب كافل النبي الأعظم ( صلى الله عليه و آله )
بارك الله فيكم سيدنا و وفقكم لكل خير
السید الامینی
08-05-2010, 09:59 PM
بارك الله اخي الكريم موالي القطيفي و اختي الكريمه مسلمة
السید الامینی
09-07-2010, 08:10 AM
7 ـ قول أبي طالب لعلي: إلزم ابن عمك
:قال ابن إسحاق: ذكر بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة وخرج معه علي بن أبي طالب مستخفياً من أبيه أبي طالب ومن جميع أعمامه وسائر قومه، فيصليان الصلوات فيها، فاذا أمسيا رجعا فمكثا كذلك ما شاء الله أن يمكثا، ثم إن با طالب عثر عليهما يوماً وهما يصليان، فقال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا بن أخي ما هذا الدين الذي أراك تدين به؟ قال: «اي عم هذا دين الله ودين ملائكته ودين رسله ودين أبينا إبراهيم».
وذكروا أنه قال لعلي: اي بني ما هذا الدين الذي أنت عليه؟ فقال: «يا أبت آمنت بالله وبرسول الله وصدقته بما جاء به، وصليت معه لله واتبعته» فزعموا أنه قال له: أما إنه لم يدعك إلا إلى خير، فالزمه. وفي لفظ عن علي: إنه لما أسلم قال له أبو طالب: إلزم ابن عمك. سيرة ابن هشام (1 / 265)، تاريخ الطبري (2 / 214)، تفسير الثعلبي، عيون الأثر (1 / 94) الإصابة (4 / 116)، أسنى المطالب (ص 10) (1).
وفي شرح ابن أبي الحديد (2) (3 / 314): روي عن علي قال: قال أبي: يا بني إلزم ابن عمك فإنك تسلم به من كل بأس عاجل وآجل. ثم قال لي:
إن الوثيقة في لزوم محمدٍ * فاشدد بصحبته على أيديكا
فقال: ومن شعره المناسب لهذا قوله:
إن علياً وجعفراً ثقتي * عند ملم الزمان والنوب
لا تخذلا وانصرا ابن عمكما * أخي لأمي من بينهم وأبي
والله لا أخذل النبي ولا * يخذله من بني ذو حسب
وهذه الأبيات الثلاثة توجد في ديوان أبي طالب (3) أيضاً (ص 36) وذكرها العسكري كتاب الأوائل (4)
قال: إن أبا طالب مر بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعه جعفر فرأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي وعلي معه، فقال لجعفر: يا بني صل جناح ابن عمك. فقام إلى جنب علي، فأحس النبي فتقدمهما، وأقبلوا على أمرهم حتى فرغوا، فانصرف أبو طالب مسروراً وأنشأ يقول:
إن علياً وجعفراً ثقتي * عن ملم الزمان والنوب
وذكر أبياتاً يذكرها ابن أبي الحديد ومنها:
نحن وهذا النبي ننصره * نضرب عنه الأعداء كالشهب
وأخرج أبو بكر الشيرازي في تفسيره: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أنزل عليه الوحي أتى المسجد الحرام وقام يصلي فيه، فاجتاز به علي عليه السلام وكان ابن تسع سنين فناداه: يا علي إلي أقبل. فأقبل إليه ملبياً فقال له النبي: «إني رسول الله إليك خاصة وإلى الخلق عامة فقف عن يميني وصل معي». فقال: «يا رسول الله حتى أمضي وأستأذن أبا طالب والدي»؛ فقل له: «اذهب فإنه سيأذن لك»، فانطلق إليه يستأذنه في اتباعه، فقال: يا ولدي تعلم ان محمداً أمين الله منذ كان، إمض إليه وأتبعه ترشد وتفلح. فأتى علي عليه السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائم يصلي في المسجد، فقام عن يمينه يصلي معه، فاجتاز أبو طالب بهما وهما يصليان فقال: يا محمد ما تصنع؟ قال: «أعبد إله السموات والأرض ومعي أخي علي يعبد ما أعبد وأنا ادعوك إلى عبادة الواحد القهار» فضحك أبو طالب حتى بدت نواجده وأنشأ يقول:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أغيب في التراب دفينا
إلى آخر الأبيات
-
(1) السيرة النبوية: 1 / 263، تاريخ الأمم والملوك: 2 / 313، عيون الأثر: 1 / 125، أسنى المطالب: ص 17.
(2) شرح نهج البلاغة: 14 / 75 كتاب 9.
(3) ديوان أبي طالب: ص 94 ـ 95.
(4) الأوائل: ص 75.
السید الامینی
09-07-2010, 08:29 AM
يتبع ان شا الله
السید الامینی
25-08-2011, 02:58 PM
8 ـ قول أبي طالب: صل جناح ابن عمك:
أخرج ابن الأثير:
أن أبا طالب رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلياً يصليان وعلي على يمينه
، فقال لجعفر رضي الله تعالى عنه:
صل جناح ابن عمك، وصل عن يساره،
وكان إسلام جعفر بعد إسلام أخيه علي بقليل.
وقال أبو طالب:
فصبراً أبا يعلى على دين أحمد * وكن مظهراً للدين وفقت صابرا
وحط من أتى بالحق من عند ربه * بصدق وعزم لا تكن حمز كافرا
فقد سرني إذ قلت إنك مؤمن * فكن لرسول الله في الله ناصرا
وباد قريشاً بالذي قد أتيته * جهاراً وقل ما كان أحمد ساحرا
أسد الغابة
(1 / 287)،
شرح ابن أبي الحديد
(3 / 315)، الإصابة (4 / 116)،
السيرة الحلبية (3) (1 / 286)،
أسنى المطالب (4) (ص 6)
وقال:
قال البرزنجي: تواترت الأخبار أن أبا طالب
كان يحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويحوطه
وينصره ويعينه على تبليغ دينه ويصدقه فيما يقوله؛
ويأمر أولاده كجعفر وعلى باتباعه ونصرته.
وقال في (ص10):
قال البرزنجي: هذه الأخبار كلها صريحة في أن قلبه طافح
وممتلئ بالإيمان بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024