أسد الشيعة
19-07-2009, 04:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا و نبينا محمد و على اله الطيبين الطاهرين و صحبه المنتجبين
اما بعـــــد ....
هذه الادلة الدامغة للرد على من قال ان الامام علي لم يحتج بحديث الغدير بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه و اله و سلم ) :
احتجاج الإمام علي ( عليه السلام ) بحديث الغدير على أحقية خلافته بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
الشبهة الأولى : إنّ علي بن أبي طالب لم يستدل أبداً بحديث الغدير على خلافته ، وهذا ما يدل على أنّ هذا الحديث لم يكن نصّاً على خلافته ، لأنّه لو كان نصّاً لادعاه علي بن أبي طالب ، ودعوى ادعائها باطلة بالضرورة (1) .
الشبهة الثانية : إنّ علي بن أبي طالب لم يحتج بحديث الغدير على خلافته إلاّ بعد أن آلت إليه الخلافة ، فسكوته عن الاحتجاج بذلك ، يدل بوضوح على أنّ هذا الحديث لم يكن نصّاً على خلافته بلا فصل بعد وفاة النبي (2) .
رد الشبهتين :
إنّ الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قد أحتج بحديث الغدير بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ كما ورد في مصادر الفريقين ـ واستدل به على أحقية خلافته بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في العديد من المواقف ، منها أيّام أبي بكر ، ويوم الشورى ، وأيّام خلافة عثمان ، إضافة إلى أيّام خلافته ( عليه السلام ) ، وإليك فيما يلي المصادر المبيّنة لهذا الأمر :
الموقف الأوّل : احتجاج الإمام علي ( عليه السلام ) بحديث الغدير أيّام خلافة أبي بكر ، ومن المصادر الدالّة على هذا الاحتجاج :
المصادر الشيعية :
1ـ كتاب سليم بن قيس الهلالي ( المتوفّى في القرن الأوّل ) ، وقد ورد فيه ما نصّه : إقامة الحجّة على أبي بكر في ما ادعاه من ألقاب :
وقال عمر لأبي بكر : أرسل إلى علي فليبايع ... فأرسل إليه أبو بكر : أجب خليفة رسول الله ، فأتاه الرسول فقال له .
فقال له علي ( عليه السلام ) : ( سبحان الله ما أسرع ما كذبتم على رسول الله ، إنّه يعلم ويعلم الذين حوله أنّ الله ورسوله لم يستخلفا غيري ) .
وذهب الرسول فأخبره بما قال له .
قال : اذهب فقل له : أجب أمير المؤمنين أبا بكر ، فأتاه ، فأخبره بما قال .
فقال له علي ( عليه السلام ) : ( سبحان الله ، ما والله طال العهد فينسى ، فو الله إنّه ليعلم أنّ هذا الاسم لا يصلح إلاّ لي ، وقد أمره رسول الله وهو سابع سبعة ، فسلّموا عليّ بإمرة المؤمنين ، فاستفهم هو وصاحبه عمر من بين السبعة ، فقالا : أحق من الله ورسوله ؟ فقال لهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نعم ، حقّاً حقّاً من الله ورسوله إنّه أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، وصاحب لواء الغر المحجلين ... ) (3) .
2ـ الاحتجاج ، الشيخ الطبرسي ( المتوفّى 560 هـ ) ، وقد ورد فيه ما نصّه :
عن أبي المفضّل محمّد بن عبد الله الشيباني ، بإسناده الصحيح عن رجال ثقة ... قالوا : بايعوا أبا بكر فقد بايعه الناس ، وأيم الله لئن أبيتم ذلك لنحاكمنّكم بالسيف .
فلمّا رأى ذلك بني هاشم أقبل رجل رجل ، فجعل يبايع حتّى لم يبق ممّن حضر ، إلاّ علي بن أبي طالب ، فقالوا له بايع أبا بكر .
فقال ( عليه السلام ) : ( أنا أحق بهذا الأمر ، وأنتم أولى بالبيعة لي ... ) .
وقالت جماعة من الأنصار : يا أبا الحسن لو كان هذا الأمر سمعته منك الأنصار قبل بيعتها لأبي بكر ما اختلف فيك اثنان .
فقال ( عليه السلام ) : ( يا هؤلاء ، كنت أدع رسول الله مسجّى لا أواريه ، وأخرج أنازع سلطانه ، والله ما خفت أحداً يسمو له ، وينازعنا أهل البيت فيه ، ويستحل ما استحللتموه ، ولا علمت أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ترك يوم غدير خم لأحد حجّة ، ولا لقائل مقالاً ، فأنشد الله رجلاً سمع النبي يوم غدير خم يقول : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ... أن يشهد الآن بما يسمع ؟ ) (4) .
3ـ إرشاد القلوب ، الديلمي ( من أعلام القرن الثامن ) ، وقد ورد فيه ما نصّه :
روي عن الصادق ( عليه السلام ) : أنّ أبا بكر لقي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في سكّة من سكك بني النجّار ، فسلّم عليه وصافحه ، وقال له : يا أبا الحسن أفي نفسك شيء من استخلاف الناس إيّاي ؟ وما كان من يوم السقفية وكراهيتك للبيعة ؟ ... .
فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( يا أبا بكر هل تعلم أحد أوثق من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأخذ بيعتي عليك في أربعة مواطن ، وعلى جماعة منكم ـ فيهم عمر وعثمان ـ في يوم الدار ، وبيعة الرضوان تحت الشجرة ، ويوم جلوسه في بيت أم سلمة ، ويوم الغدير بعد رجوعه من حجّة الوداع ، فقلتم بأجمعكم : سمعنا وأطعنا لله ولرسوله ... ) (5) .
4ـ الخصال ، الشيخ الصدوق ( المتوفّى 381 هـ ) ، ورد فيه ما نصّه :
عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ( عليهم السلام ) ، قال : ( لمّا كان من أمر أبي بكر وبيعة الناس له ، ... فقال علي ( عليه السلام ) : أنشدك بالله يا أبا بكر أفي نفسك تجد هذه الخصال أو فيّ ؟ ...
قال : أنشدك بالله أنا المولى لك ولكل مسلم بحديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) يوم الغدير أم أنت ؟ ) .
قال : بل أنت ... (6) .
5ـ الكافي ، الشيخ الكليني ( المتوفّى 329 هـ ) ، ورد فيه ما نصّه :
عن جابر بن يزيد قال : دخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فقلت : يا ابن رسول الله ... قال : ( يا جابر ... اسمع وع وبلّغ حيث انتهت بك راحلتك ، إنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خطب الناس بالمدينة ، بعد سبعة أيّام من وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وذلك حين فرغ من جمع القرآن وتأليفه ، فقال : الحمد لله ... فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى حجّة الوداع ، ثمّ صار إلى غدير خم ، فأمر فأصلح له شبه المنبر ، ثمّ علاه وأخذ بعضدي ، حتّى رئي بياض إبطيه ، رافعاً صوته قائلاً : من كنت مولاه فعلي مولاه ... فكانت ولايتي كمال الدين ، ورضا الرب جل ذكره ... ) (7) .
ولو أنّ أهل السنّة أبو عن قبول هذه الروايات فإنّا نورد استدلال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالنص على إمامته في أيّام أبي بكر من رواياتهم :
فقد روى أسعد بن إبراهيم بن الحسن بن علي الحنبلي في أربعينه ، عن أستاذه عمر بن الحسن المعروف بابن دحية ، ما نصّه :
الحديث الثالث : يرويه الثوري عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد ، قال : حضرت أنس بن مالك وهو مكفوف البصر وفيه وضح ، فقام إليه رجل وقال : يا صاحب رسول الله ما هذه السمة التي أراها بك ؟ وقد قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( إنّ البرص والجذام ما يبتلي بها مؤمن ) .
فأطرق أنس وعيناه تذرفان ، وقال : أمّا الوضح فإنّه دعوة دعاها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب .
فسأله جماعة أن يحدّثهم بالحديث .
فقال : لمّا نزلت سورة الكهف ، سأل بعض الصحابة أن يريهم أهل الكهف فوعدهم ذلك ، فأهدي بساط له وذكّره الصحابة وعده ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( أحضروا عليّاً ) .
فلمّا حضر قال لي : يا أنس أبسط البساط ، فبسطته ، فأمر الصحابة أن يجلسوا عليه ، فلمّا جلسوا رفع البساط ، وسار في الهواء إلى الظهر ، فوقف البساط ، ثمّ قمنا نمشي على الأرض حتّى شاهدنا الكهف ، ... فتقدّم أمير المؤمنين وقال : ( السلام عليكم ) ، فردّوا عليه السلام ، وتقدّم القوم وسلّموا ، فلم يردّوا عليهم السلام ، ... وسار بنا البساط إلى العصر ، وإذا نحن على باب المسجد ، فلمّا رآنا قال : تحدّثوني أو أحدّثكم ؟
وجعل يحدّثنا كأنّه كان معنا ، فقال له علي : لم ردّوا عليّ السلام ، ولم يردّوا على أصحابي ؟ فقال : ( إنّهم لا يردّون السلام إلاّ على نبي أو وصي نبي ، ثمّ قال : اشهد لعلي يا أنس ) .
فلمّا كان بعد يوم السقيفة استشهدني علي بيوم البساط ، فقلت : نسيت .
قال : إن كنت كتمتها بعد وصية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فرماك الله ببياض في وجهك ... (8) .
الموقف الثاني : احتجاج الإمام علي ( عليه السلام ) بحديث الغدير يوم الشورى ، ومن المصادر الدالّة على هذا الاحتجاج :
المصادر السنّية :
1ـ نهاية العقول ( مخطوط ) ، الفخر الرازي ( المتوفّى 606 هـ ) ، وقد ورد فيه ما نصّه :
الثاني : إنّ علياً ذكره في الشورى ، عندما حاول ذكر فضائله ، ولم ينكره أحد ، فعدم إنكارهم لذلك مع توفّر الدواعي على القدح ، فيما يفتخر به الإنسان على غيره دليل صحّته (9) .
2ـ المناقب ، الخوارزمي الحنفي ( المتوفّى 568 هـ ) ، وقد ورد فيه ما نصّه :
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، قال : كنت على الباب يوم الشورى مع علي ( عليه السلام ) ، وسمعته يقول لهم : ( ... فأنشدكم الله : هل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من كنت مولاه فعلي مولاه ... ) (10) .
نقل هذا العلاّمة الأميني في الغدير ، وقال : وأخرجه الإمام الحمّوئي في فرائد السمطين في الباب الثامن والخمسين (11) .
3ـ الدر النظيم ، أبو حاتم الشامي ، وقد ورد فيه ما نصّه :
عن عامر بن واثلة ، قال : كنت على الباب يوم الشورى وعلي في البيت ، فسمعته يقول : ( ... أنشدكم بالله أمنكم من نصّبه رسول الله يوم غدير خم للولاية غيري ؟ ... ) (12) .
4ـ شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد ( المتوفّى 656 هـ ) ، وقد ورد فيه ما نصّه :
ونحن نذكر في هذا الموضع ما استفاض في الروايات من مناشدته أصحاب الشورى ... ولكنّه قال لهم : ( ... أفيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من كنت مولاه فهذا مولاه ، غيري ؟ ) (13) .
المصادر الشيعية :
شرح الأخبار ، القاضي النعمان المغربي ( المتوفّى 363 هـ ) ، ورد فيه ما نصّه :
عن عامر بن واثلة ، قال : كنت على الباب يوم الشورى ، فارتفعت الأصوات بينهم ، فسمعت علياً ( عليه السلام ) يقول : ( ... فأناشدكم بالله الذي لا إله إلاّ هو أيها النفر الخمسة ، هل فيكم أحد أقامه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجّة الوداع ، عندما أحتج إليه عامّة الأمّة ؟ ) . فقال لهم : ( ألستم تعلمون أنّي أولى بكم منكم بأنفسكم ؟ ) .
قالوا : اللهم نعم .
قال : ( فمن كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عالاه ، غيري ؟ ) .
قالوا : اللهم ، لا (14) .
الموقف الثالث : احتجاج الإمام علي ( عليه السلام ) بحديث الغدير أيّام خلافة عثمان ، ومن المصادر الدالّة على هذا الاحتجاج :
المصادر السنّية :
فرائد السمطين ، الحمّوئي : 1 / 312 ح 250 .
المصادر الشيعية :
كتاب سليم بن قيس الهلالي ( المتوفّى في القرن الأوّل ) ، وقد ورد فيه ما نصّه :
أبان عن سليم قال : رأيت علياً في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في خلافة عثمان ... قال : ( أفتقرّون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دعاني يوم غدير خم ، فنادى لي بالولاية ، ثمّ قال : ليبلّغ الشاهد منكم الغائب ) ، قالوا : اللهم نعم ... (15) .
الموقف الرابع : احتجاج الإمام علي ( عليه السلام ) بحديث الغدير أيّام خلافته ( عليه السلام ) ومن المصادر الدالّة على هذا الاحتجاج :
المصادر السنّية :
إنّ من المصادر السنّية التي أشارت إلى احتجاجه ( عليه السلام ) بحديث الغدير في الرحبة :
مسند أحمد ( المتوفّى 241 هـ ) ، وقد ورد فيه ما نصّه :
عن زاذان بن عمر ، قال : سمعت علياً في الرحبة ، وهو ينشد الناس : ( من شهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم غدير خم وهو يقول ما قام ) .
فقام : ثلاثة عشر رجلاً ، فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو يقول : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) (16) .
إنّ من المصادر السنّية التي أشارت إلى احتجاجه ( عليه السلام ) بحديث الغدير في مسجد الكوفة :
السنن الكبرى ، النسائي ( المتوفّى 303 هـ ) ، وقد ورد فيه ما نصّه :
عن زيد بن يثيع ، قال : سمعت علي بن أبي طالب ، يقول على منبر الكوفة : ( إنّي منشد الله رجلاً ، ولا أنشد إلاّ أصحاب محمّد ( صلى الله عليه وآله ) : من سمع رسول الله يقول يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه ... ؟ ) (17) .
إنّ من المصادر السنّية التي أشارت إلى احتجاجه ( عليه السلام ) بحديث الغدير في واقعة الجمل :
المستدرك على الصحيحين ، الحاكم النيسابوري ( المتوفّى 405 هـ ) ، وقد ورد فيه ما نصّه :
حدّثنا رفاعة بن أياس الضبّي عن أبيه عن جدّه ، قال : كنا مع علي يوم الجمل ، فبعث إلى طلحة بن عبيد الله : ( أن القنا ) ، فأتاه طلحة ، فقال : ( نشدك الله هل سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ... ) (18) .
المصادر الشيعية :
إنّ من المصادر الشيعية التي أشارت إلى احتجاجه ( عليه السلام ) بحديث الغدير في واقعة الجمل :
الخصال ، الشيخ الصدوق ( المتوفّى 381 هـ ) ، وقد ورد فيه ما نصّه :
عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : خطبنا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : ( ... يا أنس إن كنت سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، ثمّ لم تشهد لي اليوم بالولاية ... ) (19) .
إنّ من المصادر الشيعية التي أشارت إلى احتجاجه ( عليه السلام ) بحديث الغدير في الرحبة :
مناقب أمير المؤمنين ، محمّد بن سليمان الكوفي ( كان حيّاً 300 هـ ) ، وقد ورد فيه ما نصّه :
عن زيد بن يثيع وسعيد بن وهب وعمرو ذي مر وحبة قالوا : نشد علي في الرحبة : ( أنشد الله من سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول يوم غدير خم ، ما قال إلاّ قام يشهد ) .
فقام اثنا عشر ، فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي يوم غدير خم : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ... ) (20) .
النتيجة :
إنّ المصادر التي ذكرناها في هذا المقام ، ولاسيّما المصادر السنّية التي بيّنت احتجاج الإمام علي ( عليه السلام ) بحديث الغدير في يوم الشورى ، وأيّام وقوع الخلافة بيد عثمان ، وبعد أن آلت الخلافة إليه ( عليه السلام ) ، تثبت بوضوح أنّ الإمام علي ( عليه السلام ) بخلاف ما ورد في الشبهة الأولى استدل بحديث الغدير على خلافته .
كما أنّ تعدّد مواقف استدلال الإمام بهذا الحديث قبل أن آلت إليه الخلافة تثبت بطلان الشبهة الثانية التي أوردناها في بداية البحث ، والتي جاء فيها بأنّ الإمام علي ( عليه السلام ) لم يحتج بحديث الغدير إلاّ بعد أن آلت إليه الخلافة .
ولو سلّمنا بأنّ الإمام علي ( عليه السلام ) لم يحتج بحديث الغدير على أحقية خلافته إلاّ بعد أن آلت إليه الخلافة ، فإنّ هذا الاحتجاج يثبت لوحده أحقية خلافته من دون فصل بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لأنّ هذا الحديث لا يمكنه الإشارة إلى خلافة الإمام علي ( عليه السلام ) بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتّى تنتهي خلافة الثلاثة .
وقد أجاد العلاّمة الشيخ حسن المظفر في الرد على هذه الشبهة قائلاً :
كيف يترك النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ في حال نصب إمام للمسلمين لحضور أجله ـ ذكر ثلاثة وينص على من بعدهم ، الذي يكون إماماً بعد خمس وعشرين سنة من وفاته ؟!
ولو جاز ذلك ، لكان جميع ولاة العهد محل كلام ، إذ لا يقول السلطان : هذا ولي عهدي بلا فصل ، بل على احتمالات القوم لو قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من كنت مولاه فعلي مولاه بعدي ، لقالوا : لا منافاة بين البعدية والفصل بغيره ، كما صنع القوشجي في قوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( أنت وصيّي وخليفتي من بعدي ) (21) .
بل لو قال : فعلي مولاه بعدي بلا فصل ، لقالوا : يحتمل أن يكون المعنى بلا فصل من غير الثلاثة .
ولا عجب ممّن نشأ على التعصّب وحب العاجلة ، وقال : إنّا وجدنا آباءنا على ملّة ! (22) .
ــــــــــــــ
(1) رسالة في الرد على الرافضة : 7 .
(2) الصواعق المحرقة 1 / 111 ، رسالة في الرد على الرافضة : 7 ، السيرة الحلبية 3 / 338 ، عقيدة إمامت لمحمّد أشرف عثماني : 91 و 96 .
(3) سليم بن قيس الهلالي : 146 ، ونفس هذا الاحتجاج موجود في كتاب الاحتجاج 1 / 107 ، وفي كتاب اليقين في إمرة أمير المؤمنين : 28 .
(4) الاحتجاج 1 / 96 .
(5) إرشاد القلوب 2 / 94 .
(6) الخصال : 550 ، ونفس هذا الاحتجاج موجود في كتاب الاحتجاج 1 / 160 .
(7) الكافي 8 / 27 .
(8) نفحات الأزهار 9 / 35 عن نهاية العقول ـ مخطوط .
(9) نفحات الأزهار 9 / 36 .
(10) المناقب : 313 ح 314 ، ونفس هذا الاحتجاج موجود في كتاب مناقب الإمام علي للمغازلي : 136 ح 155 .
(11) الغدير 1 / 328 ، عن فرائد السمطين للحموئي 1 / 319 ح 250 و 251 .
(12) الدر النظيم 1 / 116 ، نقله العلاّمة الأميني في كتابه الغدير 1 / 329 ، وقال : وحديث الشورى هذا أخرجه الحافظ الكبير الدارقطني ، ينقل عنه بعض فصوله ابن حجر في الصواعق المحرقة : 126 .
ونقل هذا الاحتجاج أيضاً ابن عقدة ، نقله عنه الشيخ الطوسي في الأمالي : 332 ح 667 و 544 ح 1169 ، والناقل عنهما العلاّمة الأميني في الغدير 1 / 330 ، وأخرجه الحافظ العقيلي في الضعفاء الكبير 1 / 211 ح 258 ، وحكاه عن العقيلي الذهبي في ميزان الاعتدال 1 / 441 ح 1643 ، وابن حجر في لسان الميزان 2 / 198 ح 2212 .
(13) شرح نهج البلاغة 6 / 167 .
وقال المحقق الطباطبائي : حديث المناشدة أخرجه عدّة من الحفّاظ بطرق شتّى تنتهي إلى أبي ذر وأبي الطفيل ، إلاّ أنّ منهم من أوعز إليه إيعازاً كالبخاري في التاريخ الكبير 2 / 382 ، ومنهم من اقتطع منه محل حاجته كالذهبي في كتاب الغدير ، روى من ما يخص حديث الغدير كما يأتي ، ومنهم من رواه بطوله على اختلاف يسير في اللفظ ، شأن سائر الأحاديث .
وممّن يخرجه ـ عدا من تقدّموا ـ ابن جرير الطبري في الغدير ، رواه عنه الذهبي كما يأتي ، ورواه الحافظ الطبراني بطوله ، وعنه الخوارزمي في المناقب : ح 314 ، ورواه الحافظ الدارقطني ، ومن طريقه أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه : رقم 1140 .
وأخرجه بطوله القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبّي ، المتوفّى سنة 398 ، في المجلس 61 من أماليه : ق 140 ، الموجود بطوله في المجموع 22 في المكتبة الظاهرية .
وممّن رواه الحاكم النيسابوري في كتابه حديث الطير ، ومن طريقه أخرجه الكنجي في الباب المائة من كفاية الطالب ص 386 ، ورواه الحافظ ابن مردويه ، ومن طريقه أخرجه الخوارزمي في المناقب : ح 314 .
وأخرجه أبو الحسن علي بن عمر القزويني في أماليه ، الموجود في مجاميع الظاهرية ، وأخرجه بطوله ابن المغازلي في كتاب المناقب : ح 155 .
وأخرجه بطوله الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعدّة طرق بالأرقام 1140 و 1141 و 1142 تنتهي إلى أبي الطفيل ، كما أخرجه بطوله في تاريخه أيضاً في ترجمة عثمان ص 187 ـ 192 طبعة المجمع السوري ـ وأخرجه الكنجي في كفاية الطالب : ص 386 .
وأخرجه الذهبي في كتابه في الغدير برقم 37 من طريق الطبري في كتاب الغدير ( طرق حديث من كنت مولاه ) ، مقتصراً منه على ما يخص حديث الغدير ، فقال : حدّثنا ابن جرير في كتاب غدير خم ، حدّثني عيسى بن عبد الرحمن ، أنبأنا عمرو بن حمّاد بن طلحة ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي ، عن معروف بن خربوذ ، وزياد بن المنذر ، وسعيد بن محمّد الأسدي ، عن أبي الطفيل ، قال : قال علي لعثمان وطلحة والزبير وسعد ، وعبد الرحمن ، وابن عمر : ( أنشدكم بالله : هل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم الغدير : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه غيري ؟ ) قالوا : اللهم لا .
وأورده السيوطي بطوله عن أبي ذر في جمع الجوامع 2 / 165 ، وعن أبي الطفيل 2 / 166 ، وفي مسند فاطمة ص 21 ، والهندي في كنز العمّال 5 / 717 ـ 726 ح 14241 و 14243 ( الغدير 1 / 331 ) .
(14) شرح الأخبار 2 / 191 ، وبنفس السند في كتاب الأمالي للشيخ الطوسي : 333 ، وكشف اليقين : 423 ، والاحتجاج 1 / 190 ، وعن ابن عباس في بشارة المصطفى : 363 ، وعن أبي الطفيل : 374 ، وعن أبي ذر في إرشاد القلوب 2 / 86 ، وعن جابر الجعفي في الاحتجاج 1 / 196 .
(15) كتاب سليم بن قيس الهلالي : 195 .
(16) مسند أحمد 1 / 84 ، وعن سعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع 1 / 188 ، وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى 1 / 119 ، وعن سعيد بن وهب 5 / 366 ، وعن زيد بن أرقم 5 / 370 .
وعن رباح الحارث في مجمع الزوائد 9 / 103 ، وعن سعيد بن وهب 9 / 104 ، وعن عمرو بن ذي مر ، وسعيد بن وهب ، وعن زيد بن بثيع ، وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى 9 / 105 ، وعن زيد بن أرقم 9 / 106 ، وعن زيد بن بثيغ ، وزيد بن أرقم ، وعن زادان أبي عمر 9 / 107 ، وعن عميرة بنت سعد ، وعن عمير بن سعد 9 / 108 .
وعن زيد بن يثبع في المصنّف لابن أبي شيبة 7 / 499 ، وعن عميرة بن سعد ، وسعيد بن وهب .
وزيد بن يثيغ في خصائص أمير المؤمنين : 96 ، وعن عامر بن وائلة : 100 ، وعن سعيد بن وهب : 103 و 132 ، وعن عمرو ذي مر : 104 .
وعن زيد بن أرقم في المعجم الكبير 5 / 171 و 174 .
وعن زاذان أبي عمر ، وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى في كنز العمّال 13 / 170 .
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى في تاريخ بغداد 14 / 239 .
وعن زيد بن أرقم في تاريخ مدينة دمشق 42 / 204 ، وعن أبي الطفيل 42 / 205 ، وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وعمير بن سعد 42 / 206 ، وعن عميرة بن سعد 42 / 209 ، وعن سعيد بن وهب وعمرو وذي مر وزيد بن يثيع 42 / 209 .
وعن الأصبغ بن نباته في أسد الغابة 3 / 307 و 5 / 205 ، وعن أبي إسحاق 3 / 321 .
وعن أبي وائل شقيق بن سلمة في انساب الأشراف : 156 .
وعن عميرة بن سعد في ذكر أخبار إصبهان 1 / 107 ، وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى 2 / 228 .
وعن سعيد بن وهب ، وعن عمرو ذي مر ، وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وعن عميرة بن سعد في البداية والنهاية 5 / 230 ، وعن أبي الطفيل ، وعن زيد بن أرقم ، وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى 7 / 383 ، وعن عميرة بن سعد ، وعمرو بن مرّة ، وسعيد بن وهب وعن زيد بن نتيع 7 / 384 .
(17) السنن الكبرى 5 / 132 ، وعن عامر بن واثلة 5 / 134 ، وعن سعيد بن وهب 5 / 136 ، وعن عمرو ذي مر 5 / 136 ، وعن سعيد بن وهب 5 / 155 .
وعن زيد بن يثيغ في خصائص أمير المؤمنين : 96 .
وعن عميرة بن سعيد في المعجم الصغير 1 / 64 .
وعن زيد بن أرقم في المعجم الأوسط 2 / 275 ، وعن عمر ذي مر 2 / 324 ، وعن عميرة بن سعد 2 / 324 و 2 / 368 .
وعن شريك بن عبد الله في شرح نهج البلاغة 2 / 288 و 19 / 217 .
وعن زيد بن أرقم ، وعن عمير بن سعد في كنز العمّال 13 / 157 ، وعن عمرو وذي مر وسعيد بن وهب وزيد ابن يثيع 13 / 158 .
وعن عميرة بن سعد في تهذيب الكمال 22 / 398 ، وعن زيد بن أرقم 33 / 368 .
وعن أبي الطفيل في جواهر المطالب 1 / 84 .
وعن زيد بن أرقم 1 / 85 ، وعن زيد بن أرقم في ذخائر العقبى : 67 .
وعن أبي الطفيل في صحيح بن حبّان 15 / 376 .
(18) المستدرك على الصحيحين 3 / 371 ، وبنفس السند في تاريخ دمشق 25 / 108 .
(19) الخصال : 219 ، وبنفس السند في كتاب الأمالي ، للشيخ الصدوق : 184 ، والمناقب للخوارزمي : 182 .
(20) مناقب أمير المؤمنين 2 / 367 ، وعن حبة العرني 2 / 380 ، وعن زيد بن يثيع 2 / 387 ، وعن زاذان 2 / 408 ، وعن أبي الطفيل 2 / 445 ، وعن سعيد بن وهب 2 / 452 .
وعن زيد ابن أرقم في الإرشاد 1 / 352 ، ونقله أيضاً الراوندي في الخرائج والجرائح 1 / 208 .
وعن عميرة بن سعد في الأمالي للشيخ الطوسي : 272 و 334 ، ونقله أيضاً ابن بطريق مع اختلاف يسير في كتابه العمدة : 108 .
وعن حبة العرني ، وعبد خير ، وذي مر ، وعمر في العمدة : 109 ، وعن زيد ابن أرقم : 110 .
وعن عمرو ذي مر وسعيد بن وهب ويزيد بن نقيع في بشارة المصطفى : 200 ، وعن عميرة بن سعد : 205 ، وعن زاذان : 293 ، وعن سعيد بن وهب : 414 .
(21) أنظر : شرح تجريد الاعتقاد : 478 .
(22) دلائل الصدق 4 / 348 . بقلم : محمد أمين نجف .
و الصلاة و السلام على سيدنا و نبينا محمد و على اله الطيبين الطاهرين و صحبه المنتجبين
اما بعـــــد ....
هذه الادلة الدامغة للرد على من قال ان الامام علي لم يحتج بحديث الغدير بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه و اله و سلم ) :
احتجاج الإمام علي ( عليه السلام ) بحديث الغدير على أحقية خلافته بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
الشبهة الأولى : إنّ علي بن أبي طالب لم يستدل أبداً بحديث الغدير على خلافته ، وهذا ما يدل على أنّ هذا الحديث لم يكن نصّاً على خلافته ، لأنّه لو كان نصّاً لادعاه علي بن أبي طالب ، ودعوى ادعائها باطلة بالضرورة (1) .
الشبهة الثانية : إنّ علي بن أبي طالب لم يحتج بحديث الغدير على خلافته إلاّ بعد أن آلت إليه الخلافة ، فسكوته عن الاحتجاج بذلك ، يدل بوضوح على أنّ هذا الحديث لم يكن نصّاً على خلافته بلا فصل بعد وفاة النبي (2) .
رد الشبهتين :
إنّ الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قد أحتج بحديث الغدير بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ كما ورد في مصادر الفريقين ـ واستدل به على أحقية خلافته بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في العديد من المواقف ، منها أيّام أبي بكر ، ويوم الشورى ، وأيّام خلافة عثمان ، إضافة إلى أيّام خلافته ( عليه السلام ) ، وإليك فيما يلي المصادر المبيّنة لهذا الأمر :
الموقف الأوّل : احتجاج الإمام علي ( عليه السلام ) بحديث الغدير أيّام خلافة أبي بكر ، ومن المصادر الدالّة على هذا الاحتجاج :
المصادر الشيعية :
1ـ كتاب سليم بن قيس الهلالي ( المتوفّى في القرن الأوّل ) ، وقد ورد فيه ما نصّه : إقامة الحجّة على أبي بكر في ما ادعاه من ألقاب :
وقال عمر لأبي بكر : أرسل إلى علي فليبايع ... فأرسل إليه أبو بكر : أجب خليفة رسول الله ، فأتاه الرسول فقال له .
فقال له علي ( عليه السلام ) : ( سبحان الله ما أسرع ما كذبتم على رسول الله ، إنّه يعلم ويعلم الذين حوله أنّ الله ورسوله لم يستخلفا غيري ) .
وذهب الرسول فأخبره بما قال له .
قال : اذهب فقل له : أجب أمير المؤمنين أبا بكر ، فأتاه ، فأخبره بما قال .
فقال له علي ( عليه السلام ) : ( سبحان الله ، ما والله طال العهد فينسى ، فو الله إنّه ليعلم أنّ هذا الاسم لا يصلح إلاّ لي ، وقد أمره رسول الله وهو سابع سبعة ، فسلّموا عليّ بإمرة المؤمنين ، فاستفهم هو وصاحبه عمر من بين السبعة ، فقالا : أحق من الله ورسوله ؟ فقال لهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نعم ، حقّاً حقّاً من الله ورسوله إنّه أمير المؤمنين ، وسيّد المسلمين ، وصاحب لواء الغر المحجلين ... ) (3) .
2ـ الاحتجاج ، الشيخ الطبرسي ( المتوفّى 560 هـ ) ، وقد ورد فيه ما نصّه :
عن أبي المفضّل محمّد بن عبد الله الشيباني ، بإسناده الصحيح عن رجال ثقة ... قالوا : بايعوا أبا بكر فقد بايعه الناس ، وأيم الله لئن أبيتم ذلك لنحاكمنّكم بالسيف .
فلمّا رأى ذلك بني هاشم أقبل رجل رجل ، فجعل يبايع حتّى لم يبق ممّن حضر ، إلاّ علي بن أبي طالب ، فقالوا له بايع أبا بكر .
فقال ( عليه السلام ) : ( أنا أحق بهذا الأمر ، وأنتم أولى بالبيعة لي ... ) .
وقالت جماعة من الأنصار : يا أبا الحسن لو كان هذا الأمر سمعته منك الأنصار قبل بيعتها لأبي بكر ما اختلف فيك اثنان .
فقال ( عليه السلام ) : ( يا هؤلاء ، كنت أدع رسول الله مسجّى لا أواريه ، وأخرج أنازع سلطانه ، والله ما خفت أحداً يسمو له ، وينازعنا أهل البيت فيه ، ويستحل ما استحللتموه ، ولا علمت أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ترك يوم غدير خم لأحد حجّة ، ولا لقائل مقالاً ، فأنشد الله رجلاً سمع النبي يوم غدير خم يقول : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ... أن يشهد الآن بما يسمع ؟ ) (4) .
3ـ إرشاد القلوب ، الديلمي ( من أعلام القرن الثامن ) ، وقد ورد فيه ما نصّه :
روي عن الصادق ( عليه السلام ) : أنّ أبا بكر لقي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في سكّة من سكك بني النجّار ، فسلّم عليه وصافحه ، وقال له : يا أبا الحسن أفي نفسك شيء من استخلاف الناس إيّاي ؟ وما كان من يوم السقفية وكراهيتك للبيعة ؟ ... .
فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( يا أبا بكر هل تعلم أحد أوثق من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأخذ بيعتي عليك في أربعة مواطن ، وعلى جماعة منكم ـ فيهم عمر وعثمان ـ في يوم الدار ، وبيعة الرضوان تحت الشجرة ، ويوم جلوسه في بيت أم سلمة ، ويوم الغدير بعد رجوعه من حجّة الوداع ، فقلتم بأجمعكم : سمعنا وأطعنا لله ولرسوله ... ) (5) .
4ـ الخصال ، الشيخ الصدوق ( المتوفّى 381 هـ ) ، ورد فيه ما نصّه :
عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ( عليهم السلام ) ، قال : ( لمّا كان من أمر أبي بكر وبيعة الناس له ، ... فقال علي ( عليه السلام ) : أنشدك بالله يا أبا بكر أفي نفسك تجد هذه الخصال أو فيّ ؟ ...
قال : أنشدك بالله أنا المولى لك ولكل مسلم بحديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) يوم الغدير أم أنت ؟ ) .
قال : بل أنت ... (6) .
5ـ الكافي ، الشيخ الكليني ( المتوفّى 329 هـ ) ، ورد فيه ما نصّه :
عن جابر بن يزيد قال : دخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فقلت : يا ابن رسول الله ... قال : ( يا جابر ... اسمع وع وبلّغ حيث انتهت بك راحلتك ، إنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خطب الناس بالمدينة ، بعد سبعة أيّام من وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وذلك حين فرغ من جمع القرآن وتأليفه ، فقال : الحمد لله ... فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى حجّة الوداع ، ثمّ صار إلى غدير خم ، فأمر فأصلح له شبه المنبر ، ثمّ علاه وأخذ بعضدي ، حتّى رئي بياض إبطيه ، رافعاً صوته قائلاً : من كنت مولاه فعلي مولاه ... فكانت ولايتي كمال الدين ، ورضا الرب جل ذكره ... ) (7) .
ولو أنّ أهل السنّة أبو عن قبول هذه الروايات فإنّا نورد استدلال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالنص على إمامته في أيّام أبي بكر من رواياتهم :
فقد روى أسعد بن إبراهيم بن الحسن بن علي الحنبلي في أربعينه ، عن أستاذه عمر بن الحسن المعروف بابن دحية ، ما نصّه :
الحديث الثالث : يرويه الثوري عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد ، قال : حضرت أنس بن مالك وهو مكفوف البصر وفيه وضح ، فقام إليه رجل وقال : يا صاحب رسول الله ما هذه السمة التي أراها بك ؟ وقد قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( إنّ البرص والجذام ما يبتلي بها مؤمن ) .
فأطرق أنس وعيناه تذرفان ، وقال : أمّا الوضح فإنّه دعوة دعاها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب .
فسأله جماعة أن يحدّثهم بالحديث .
فقال : لمّا نزلت سورة الكهف ، سأل بعض الصحابة أن يريهم أهل الكهف فوعدهم ذلك ، فأهدي بساط له وذكّره الصحابة وعده ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( أحضروا عليّاً ) .
فلمّا حضر قال لي : يا أنس أبسط البساط ، فبسطته ، فأمر الصحابة أن يجلسوا عليه ، فلمّا جلسوا رفع البساط ، وسار في الهواء إلى الظهر ، فوقف البساط ، ثمّ قمنا نمشي على الأرض حتّى شاهدنا الكهف ، ... فتقدّم أمير المؤمنين وقال : ( السلام عليكم ) ، فردّوا عليه السلام ، وتقدّم القوم وسلّموا ، فلم يردّوا عليهم السلام ، ... وسار بنا البساط إلى العصر ، وإذا نحن على باب المسجد ، فلمّا رآنا قال : تحدّثوني أو أحدّثكم ؟
وجعل يحدّثنا كأنّه كان معنا ، فقال له علي : لم ردّوا عليّ السلام ، ولم يردّوا على أصحابي ؟ فقال : ( إنّهم لا يردّون السلام إلاّ على نبي أو وصي نبي ، ثمّ قال : اشهد لعلي يا أنس ) .
فلمّا كان بعد يوم السقيفة استشهدني علي بيوم البساط ، فقلت : نسيت .
قال : إن كنت كتمتها بعد وصية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فرماك الله ببياض في وجهك ... (8) .
الموقف الثاني : احتجاج الإمام علي ( عليه السلام ) بحديث الغدير يوم الشورى ، ومن المصادر الدالّة على هذا الاحتجاج :
المصادر السنّية :
1ـ نهاية العقول ( مخطوط ) ، الفخر الرازي ( المتوفّى 606 هـ ) ، وقد ورد فيه ما نصّه :
الثاني : إنّ علياً ذكره في الشورى ، عندما حاول ذكر فضائله ، ولم ينكره أحد ، فعدم إنكارهم لذلك مع توفّر الدواعي على القدح ، فيما يفتخر به الإنسان على غيره دليل صحّته (9) .
2ـ المناقب ، الخوارزمي الحنفي ( المتوفّى 568 هـ ) ، وقد ورد فيه ما نصّه :
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، قال : كنت على الباب يوم الشورى مع علي ( عليه السلام ) ، وسمعته يقول لهم : ( ... فأنشدكم الله : هل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من كنت مولاه فعلي مولاه ... ) (10) .
نقل هذا العلاّمة الأميني في الغدير ، وقال : وأخرجه الإمام الحمّوئي في فرائد السمطين في الباب الثامن والخمسين (11) .
3ـ الدر النظيم ، أبو حاتم الشامي ، وقد ورد فيه ما نصّه :
عن عامر بن واثلة ، قال : كنت على الباب يوم الشورى وعلي في البيت ، فسمعته يقول : ( ... أنشدكم بالله أمنكم من نصّبه رسول الله يوم غدير خم للولاية غيري ؟ ... ) (12) .
4ـ شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد ( المتوفّى 656 هـ ) ، وقد ورد فيه ما نصّه :
ونحن نذكر في هذا الموضع ما استفاض في الروايات من مناشدته أصحاب الشورى ... ولكنّه قال لهم : ( ... أفيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من كنت مولاه فهذا مولاه ، غيري ؟ ) (13) .
المصادر الشيعية :
شرح الأخبار ، القاضي النعمان المغربي ( المتوفّى 363 هـ ) ، ورد فيه ما نصّه :
عن عامر بن واثلة ، قال : كنت على الباب يوم الشورى ، فارتفعت الأصوات بينهم ، فسمعت علياً ( عليه السلام ) يقول : ( ... فأناشدكم بالله الذي لا إله إلاّ هو أيها النفر الخمسة ، هل فيكم أحد أقامه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجّة الوداع ، عندما أحتج إليه عامّة الأمّة ؟ ) . فقال لهم : ( ألستم تعلمون أنّي أولى بكم منكم بأنفسكم ؟ ) .
قالوا : اللهم نعم .
قال : ( فمن كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عالاه ، غيري ؟ ) .
قالوا : اللهم ، لا (14) .
الموقف الثالث : احتجاج الإمام علي ( عليه السلام ) بحديث الغدير أيّام خلافة عثمان ، ومن المصادر الدالّة على هذا الاحتجاج :
المصادر السنّية :
فرائد السمطين ، الحمّوئي : 1 / 312 ح 250 .
المصادر الشيعية :
كتاب سليم بن قيس الهلالي ( المتوفّى في القرن الأوّل ) ، وقد ورد فيه ما نصّه :
أبان عن سليم قال : رأيت علياً في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في خلافة عثمان ... قال : ( أفتقرّون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دعاني يوم غدير خم ، فنادى لي بالولاية ، ثمّ قال : ليبلّغ الشاهد منكم الغائب ) ، قالوا : اللهم نعم ... (15) .
الموقف الرابع : احتجاج الإمام علي ( عليه السلام ) بحديث الغدير أيّام خلافته ( عليه السلام ) ومن المصادر الدالّة على هذا الاحتجاج :
المصادر السنّية :
إنّ من المصادر السنّية التي أشارت إلى احتجاجه ( عليه السلام ) بحديث الغدير في الرحبة :
مسند أحمد ( المتوفّى 241 هـ ) ، وقد ورد فيه ما نصّه :
عن زاذان بن عمر ، قال : سمعت علياً في الرحبة ، وهو ينشد الناس : ( من شهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم غدير خم وهو يقول ما قام ) .
فقام : ثلاثة عشر رجلاً ، فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو يقول : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) (16) .
إنّ من المصادر السنّية التي أشارت إلى احتجاجه ( عليه السلام ) بحديث الغدير في مسجد الكوفة :
السنن الكبرى ، النسائي ( المتوفّى 303 هـ ) ، وقد ورد فيه ما نصّه :
عن زيد بن يثيع ، قال : سمعت علي بن أبي طالب ، يقول على منبر الكوفة : ( إنّي منشد الله رجلاً ، ولا أنشد إلاّ أصحاب محمّد ( صلى الله عليه وآله ) : من سمع رسول الله يقول يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه ... ؟ ) (17) .
إنّ من المصادر السنّية التي أشارت إلى احتجاجه ( عليه السلام ) بحديث الغدير في واقعة الجمل :
المستدرك على الصحيحين ، الحاكم النيسابوري ( المتوفّى 405 هـ ) ، وقد ورد فيه ما نصّه :
حدّثنا رفاعة بن أياس الضبّي عن أبيه عن جدّه ، قال : كنا مع علي يوم الجمل ، فبعث إلى طلحة بن عبيد الله : ( أن القنا ) ، فأتاه طلحة ، فقال : ( نشدك الله هل سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ... ) (18) .
المصادر الشيعية :
إنّ من المصادر الشيعية التي أشارت إلى احتجاجه ( عليه السلام ) بحديث الغدير في واقعة الجمل :
الخصال ، الشيخ الصدوق ( المتوفّى 381 هـ ) ، وقد ورد فيه ما نصّه :
عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : خطبنا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : ( ... يا أنس إن كنت سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، ثمّ لم تشهد لي اليوم بالولاية ... ) (19) .
إنّ من المصادر الشيعية التي أشارت إلى احتجاجه ( عليه السلام ) بحديث الغدير في الرحبة :
مناقب أمير المؤمنين ، محمّد بن سليمان الكوفي ( كان حيّاً 300 هـ ) ، وقد ورد فيه ما نصّه :
عن زيد بن يثيع وسعيد بن وهب وعمرو ذي مر وحبة قالوا : نشد علي في الرحبة : ( أنشد الله من سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول يوم غدير خم ، ما قال إلاّ قام يشهد ) .
فقام اثنا عشر ، فشهدوا أنّهم سمعوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعلي يوم غدير خم : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ... ) (20) .
النتيجة :
إنّ المصادر التي ذكرناها في هذا المقام ، ولاسيّما المصادر السنّية التي بيّنت احتجاج الإمام علي ( عليه السلام ) بحديث الغدير في يوم الشورى ، وأيّام وقوع الخلافة بيد عثمان ، وبعد أن آلت الخلافة إليه ( عليه السلام ) ، تثبت بوضوح أنّ الإمام علي ( عليه السلام ) بخلاف ما ورد في الشبهة الأولى استدل بحديث الغدير على خلافته .
كما أنّ تعدّد مواقف استدلال الإمام بهذا الحديث قبل أن آلت إليه الخلافة تثبت بطلان الشبهة الثانية التي أوردناها في بداية البحث ، والتي جاء فيها بأنّ الإمام علي ( عليه السلام ) لم يحتج بحديث الغدير إلاّ بعد أن آلت إليه الخلافة .
ولو سلّمنا بأنّ الإمام علي ( عليه السلام ) لم يحتج بحديث الغدير على أحقية خلافته إلاّ بعد أن آلت إليه الخلافة ، فإنّ هذا الاحتجاج يثبت لوحده أحقية خلافته من دون فصل بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لأنّ هذا الحديث لا يمكنه الإشارة إلى خلافة الإمام علي ( عليه السلام ) بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتّى تنتهي خلافة الثلاثة .
وقد أجاد العلاّمة الشيخ حسن المظفر في الرد على هذه الشبهة قائلاً :
كيف يترك النبي ( صلى الله عليه وآله ) ـ في حال نصب إمام للمسلمين لحضور أجله ـ ذكر ثلاثة وينص على من بعدهم ، الذي يكون إماماً بعد خمس وعشرين سنة من وفاته ؟!
ولو جاز ذلك ، لكان جميع ولاة العهد محل كلام ، إذ لا يقول السلطان : هذا ولي عهدي بلا فصل ، بل على احتمالات القوم لو قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من كنت مولاه فعلي مولاه بعدي ، لقالوا : لا منافاة بين البعدية والفصل بغيره ، كما صنع القوشجي في قوله ( صلى الله عليه وآله ) : ( أنت وصيّي وخليفتي من بعدي ) (21) .
بل لو قال : فعلي مولاه بعدي بلا فصل ، لقالوا : يحتمل أن يكون المعنى بلا فصل من غير الثلاثة .
ولا عجب ممّن نشأ على التعصّب وحب العاجلة ، وقال : إنّا وجدنا آباءنا على ملّة ! (22) .
ــــــــــــــ
(1) رسالة في الرد على الرافضة : 7 .
(2) الصواعق المحرقة 1 / 111 ، رسالة في الرد على الرافضة : 7 ، السيرة الحلبية 3 / 338 ، عقيدة إمامت لمحمّد أشرف عثماني : 91 و 96 .
(3) سليم بن قيس الهلالي : 146 ، ونفس هذا الاحتجاج موجود في كتاب الاحتجاج 1 / 107 ، وفي كتاب اليقين في إمرة أمير المؤمنين : 28 .
(4) الاحتجاج 1 / 96 .
(5) إرشاد القلوب 2 / 94 .
(6) الخصال : 550 ، ونفس هذا الاحتجاج موجود في كتاب الاحتجاج 1 / 160 .
(7) الكافي 8 / 27 .
(8) نفحات الأزهار 9 / 35 عن نهاية العقول ـ مخطوط .
(9) نفحات الأزهار 9 / 36 .
(10) المناقب : 313 ح 314 ، ونفس هذا الاحتجاج موجود في كتاب مناقب الإمام علي للمغازلي : 136 ح 155 .
(11) الغدير 1 / 328 ، عن فرائد السمطين للحموئي 1 / 319 ح 250 و 251 .
(12) الدر النظيم 1 / 116 ، نقله العلاّمة الأميني في كتابه الغدير 1 / 329 ، وقال : وحديث الشورى هذا أخرجه الحافظ الكبير الدارقطني ، ينقل عنه بعض فصوله ابن حجر في الصواعق المحرقة : 126 .
ونقل هذا الاحتجاج أيضاً ابن عقدة ، نقله عنه الشيخ الطوسي في الأمالي : 332 ح 667 و 544 ح 1169 ، والناقل عنهما العلاّمة الأميني في الغدير 1 / 330 ، وأخرجه الحافظ العقيلي في الضعفاء الكبير 1 / 211 ح 258 ، وحكاه عن العقيلي الذهبي في ميزان الاعتدال 1 / 441 ح 1643 ، وابن حجر في لسان الميزان 2 / 198 ح 2212 .
(13) شرح نهج البلاغة 6 / 167 .
وقال المحقق الطباطبائي : حديث المناشدة أخرجه عدّة من الحفّاظ بطرق شتّى تنتهي إلى أبي ذر وأبي الطفيل ، إلاّ أنّ منهم من أوعز إليه إيعازاً كالبخاري في التاريخ الكبير 2 / 382 ، ومنهم من اقتطع منه محل حاجته كالذهبي في كتاب الغدير ، روى من ما يخص حديث الغدير كما يأتي ، ومنهم من رواه بطوله على اختلاف يسير في اللفظ ، شأن سائر الأحاديث .
وممّن يخرجه ـ عدا من تقدّموا ـ ابن جرير الطبري في الغدير ، رواه عنه الذهبي كما يأتي ، ورواه الحافظ الطبراني بطوله ، وعنه الخوارزمي في المناقب : ح 314 ، ورواه الحافظ الدارقطني ، ومن طريقه أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه : رقم 1140 .
وأخرجه بطوله القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبّي ، المتوفّى سنة 398 ، في المجلس 61 من أماليه : ق 140 ، الموجود بطوله في المجموع 22 في المكتبة الظاهرية .
وممّن رواه الحاكم النيسابوري في كتابه حديث الطير ، ومن طريقه أخرجه الكنجي في الباب المائة من كفاية الطالب ص 386 ، ورواه الحافظ ابن مردويه ، ومن طريقه أخرجه الخوارزمي في المناقب : ح 314 .
وأخرجه أبو الحسن علي بن عمر القزويني في أماليه ، الموجود في مجاميع الظاهرية ، وأخرجه بطوله ابن المغازلي في كتاب المناقب : ح 155 .
وأخرجه بطوله الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بعدّة طرق بالأرقام 1140 و 1141 و 1142 تنتهي إلى أبي الطفيل ، كما أخرجه بطوله في تاريخه أيضاً في ترجمة عثمان ص 187 ـ 192 طبعة المجمع السوري ـ وأخرجه الكنجي في كفاية الطالب : ص 386 .
وأخرجه الذهبي في كتابه في الغدير برقم 37 من طريق الطبري في كتاب الغدير ( طرق حديث من كنت مولاه ) ، مقتصراً منه على ما يخص حديث الغدير ، فقال : حدّثنا ابن جرير في كتاب غدير خم ، حدّثني عيسى بن عبد الرحمن ، أنبأنا عمرو بن حمّاد بن طلحة ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الأزدي ، عن معروف بن خربوذ ، وزياد بن المنذر ، وسعيد بن محمّد الأسدي ، عن أبي الطفيل ، قال : قال علي لعثمان وطلحة والزبير وسعد ، وعبد الرحمن ، وابن عمر : ( أنشدكم بالله : هل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم الغدير : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه غيري ؟ ) قالوا : اللهم لا .
وأورده السيوطي بطوله عن أبي ذر في جمع الجوامع 2 / 165 ، وعن أبي الطفيل 2 / 166 ، وفي مسند فاطمة ص 21 ، والهندي في كنز العمّال 5 / 717 ـ 726 ح 14241 و 14243 ( الغدير 1 / 331 ) .
(14) شرح الأخبار 2 / 191 ، وبنفس السند في كتاب الأمالي للشيخ الطوسي : 333 ، وكشف اليقين : 423 ، والاحتجاج 1 / 190 ، وعن ابن عباس في بشارة المصطفى : 363 ، وعن أبي الطفيل : 374 ، وعن أبي ذر في إرشاد القلوب 2 / 86 ، وعن جابر الجعفي في الاحتجاج 1 / 196 .
(15) كتاب سليم بن قيس الهلالي : 195 .
(16) مسند أحمد 1 / 84 ، وعن سعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع 1 / 188 ، وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى 1 / 119 ، وعن سعيد بن وهب 5 / 366 ، وعن زيد بن أرقم 5 / 370 .
وعن رباح الحارث في مجمع الزوائد 9 / 103 ، وعن سعيد بن وهب 9 / 104 ، وعن عمرو بن ذي مر ، وسعيد بن وهب ، وعن زيد بن بثيع ، وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى 9 / 105 ، وعن زيد بن أرقم 9 / 106 ، وعن زيد بن بثيغ ، وزيد بن أرقم ، وعن زادان أبي عمر 9 / 107 ، وعن عميرة بنت سعد ، وعن عمير بن سعد 9 / 108 .
وعن زيد بن يثبع في المصنّف لابن أبي شيبة 7 / 499 ، وعن عميرة بن سعد ، وسعيد بن وهب .
وزيد بن يثيغ في خصائص أمير المؤمنين : 96 ، وعن عامر بن وائلة : 100 ، وعن سعيد بن وهب : 103 و 132 ، وعن عمرو ذي مر : 104 .
وعن زيد بن أرقم في المعجم الكبير 5 / 171 و 174 .
وعن زاذان أبي عمر ، وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى في كنز العمّال 13 / 170 .
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى في تاريخ بغداد 14 / 239 .
وعن زيد بن أرقم في تاريخ مدينة دمشق 42 / 204 ، وعن أبي الطفيل 42 / 205 ، وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وعمير بن سعد 42 / 206 ، وعن عميرة بن سعد 42 / 209 ، وعن سعيد بن وهب وعمرو وذي مر وزيد بن يثيع 42 / 209 .
وعن الأصبغ بن نباته في أسد الغابة 3 / 307 و 5 / 205 ، وعن أبي إسحاق 3 / 321 .
وعن أبي وائل شقيق بن سلمة في انساب الأشراف : 156 .
وعن عميرة بن سعد في ذكر أخبار إصبهان 1 / 107 ، وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى 2 / 228 .
وعن سعيد بن وهب ، وعن عمرو ذي مر ، وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وعن عميرة بن سعد في البداية والنهاية 5 / 230 ، وعن أبي الطفيل ، وعن زيد بن أرقم ، وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى 7 / 383 ، وعن عميرة بن سعد ، وعمرو بن مرّة ، وسعيد بن وهب وعن زيد بن نتيع 7 / 384 .
(17) السنن الكبرى 5 / 132 ، وعن عامر بن واثلة 5 / 134 ، وعن سعيد بن وهب 5 / 136 ، وعن عمرو ذي مر 5 / 136 ، وعن سعيد بن وهب 5 / 155 .
وعن زيد بن يثيغ في خصائص أمير المؤمنين : 96 .
وعن عميرة بن سعيد في المعجم الصغير 1 / 64 .
وعن زيد بن أرقم في المعجم الأوسط 2 / 275 ، وعن عمر ذي مر 2 / 324 ، وعن عميرة بن سعد 2 / 324 و 2 / 368 .
وعن شريك بن عبد الله في شرح نهج البلاغة 2 / 288 و 19 / 217 .
وعن زيد بن أرقم ، وعن عمير بن سعد في كنز العمّال 13 / 157 ، وعن عمرو وذي مر وسعيد بن وهب وزيد ابن يثيع 13 / 158 .
وعن عميرة بن سعد في تهذيب الكمال 22 / 398 ، وعن زيد بن أرقم 33 / 368 .
وعن أبي الطفيل في جواهر المطالب 1 / 84 .
وعن زيد بن أرقم 1 / 85 ، وعن زيد بن أرقم في ذخائر العقبى : 67 .
وعن أبي الطفيل في صحيح بن حبّان 15 / 376 .
(18) المستدرك على الصحيحين 3 / 371 ، وبنفس السند في تاريخ دمشق 25 / 108 .
(19) الخصال : 219 ، وبنفس السند في كتاب الأمالي ، للشيخ الصدوق : 184 ، والمناقب للخوارزمي : 182 .
(20) مناقب أمير المؤمنين 2 / 367 ، وعن حبة العرني 2 / 380 ، وعن زيد بن يثيع 2 / 387 ، وعن زاذان 2 / 408 ، وعن أبي الطفيل 2 / 445 ، وعن سعيد بن وهب 2 / 452 .
وعن زيد ابن أرقم في الإرشاد 1 / 352 ، ونقله أيضاً الراوندي في الخرائج والجرائح 1 / 208 .
وعن عميرة بن سعد في الأمالي للشيخ الطوسي : 272 و 334 ، ونقله أيضاً ابن بطريق مع اختلاف يسير في كتابه العمدة : 108 .
وعن حبة العرني ، وعبد خير ، وذي مر ، وعمر في العمدة : 109 ، وعن زيد ابن أرقم : 110 .
وعن عمرو ذي مر وسعيد بن وهب ويزيد بن نقيع في بشارة المصطفى : 200 ، وعن عميرة بن سعد : 205 ، وعن زاذان : 293 ، وعن سعيد بن وهب : 414 .
(21) أنظر : شرح تجريد الاعتقاد : 478 .
(22) دلائل الصدق 4 / 348 . بقلم : محمد أمين نجف .