كريم قوم
21-07-2009, 11:46 PM
أطلعتنا قناة العربية مشكورة، على قصة الصحافية السودانية المعارضة لبنى أحمد حسين التي تواجه عقوبة الجلد العلني «40 جلدة»، في حال إدانتها بتهمة ارتداء ملابس تضايق الشعور العام، هذه التهمة التي وجهتها إليها الشرطة تبين من خلاصتها أن لبنى كانت ترتدي البنطلون، ويالها من جريمة شنيعة تجرح الشعور العام عندما ترتدي امرأة البنطلون! هذا السبب غير المقنع بتاتاً جعل الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان تعرب عن بالغ قلقها إزاء قرار إحالة الصحافية السودانية المعارضة للمحاكمة، واعتبرت عبير سليمان مديرة البرامج بالشبكة أن الحكومة السودانية لجأت إلى هذه الاتهامات لضيقها من كتابات الصحافية المعارضة، ومن المعلوم أن لبنى حسين تكتب عمودا في الصحف السودانية تنتقد فيه الأوضاع السودانية، وتوجه انتقادات لاذعة للحكومة وللمتشددين الإسلاميين على حد سواء.
بهذا التوضيح من هذه الجهة الحقوقية اتضحت الصورة، وهنا لا بد من شكر منظمات حقوق الإنسان لدورها المهم والكبير في فضح مثل هذه الممارسات، وحفظ حقوق الناس وعدم ترك الفريسة لوحدها تنهشها ألسنة لا تخاف الله ولا تستحي من الناس.
هذه مشكلة ثقافية عميقة، عندما يلجأ الخصم لتشويه سمعة خصمه والقدح في عرض امرأة لمجرد كونها معارضة سياسية، أو لديها بعض الآراء الإصلاحية، أو انتقادات ضد الحكومة أو التيار الإسلامي الذي مازال المسيطر في السودان، لا أدري إلى متى تضيق صدورنا نحن -العرب والمسلمين- بصوت المخالف، ولماذا لا نقبل المختلف المعترض ونرد عليه بطرح وجهة نظرنا باحترام متبادل، بدلاً من النزول لهذا المستنقع العفن الذي يسيء للمتهم ومن اتهمه على حد سواء؟ وأسوأ من ذلك أنه يسيء لسمعة أوطاننا ويشوه سمعة ديننا أمام العالم كله، والله عيب، هذا ما أستطيع أن أقوله، وأنا أتابع هذه القصة المخجلة، وقد أحسنت لبنى حسين عندما طبعت 500 بطاقة دعوة للإعلاميين السودانيين ولمنظمات حقوق الإنسان لكي يستمعوا للمحاكمة، وبم اتهمت وهل ستدان وتجلد؟ وإن جلدت فإنها تريد أن يكون هذا موثقاً لكي يعرف كل الناس بأي ذنب جلدت؟!
ارتداء المرأة «البنطلون» ليس مشكلة في السودان وحدها، بل هو أيضا مشكلة في السعودية، بدليل كثرة الفتاوى، وتفرغ بعض الفقهاء لمثل هذه القضايا الهامشية، ولكم أن تكتبوا على صفحة السيد «غوغل» عبارة «حكم لبس البنطلون»، وستجدون أكثر من ثلاثة وثلاثين ألف نتيجة ما بين مقابلات تلفزيونية وإذاعية وصفحات دينية كلها مشغولة بلبس المرأة البنطلون أو كما يقولون «البنطال»، حتى إن الباحث في محركات البحث بعد دقائق من استغراقه وسط النتائج سيعتقد أننا أمة مهمومة بلبس البنطلون، وسيجد الباحث في السيد «غوغل» على هامش هذه النتائج عبارة «حكم لبس المرأة عباءة الكتف»، وهذه قضية أخرى منفردة ومرتبطة في الوقت ذاته، خصوصا بعد أن قمت بزيارة لعدد من الأسواق في الرياض الأسبوع الفائت لشراء عباءة كتف مزركشة لصديقة لي تعيش خارج السعودية، فوجدت كل محلات العباءات أعلنت الحداد والتزمت بالسواد، وعليّ في حال رغبتي بشراء عباءة بأكمام ملونة أن أقوم بالتقديم على طلب ومن ثم تهريبها إلى السيارة لأن هذه العباءة لو دخلت المحل فستُصادر فوراً، تعاطف معي أحد البائعين وطلب مني الانتظار داخل السيارة حيث سيذهب للتفتيش في المستودع، هذا البائع يحدثني وعيونه مليئة بالدموع، إنه خسر في يوم واحد خمس مئة عباءة مزركشة، لا أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل.
أعود للزميلة لبنى حسين، وأقول لها: إن قضيتها قد لا تكون مفاجئة خصوصا في المجتمعات المغلقة، مع أني ضد مصطلح الانغلاق في عالم القرية الكونية الواحدة، ولنقل في مجتمعات الفكر الأحادي لتكون التسمية أكثر دقة. لقد شاهدت صورة لبنى بجمال حشمتها ووقارها، وأنا معك ولن تنجح هذه المؤامرة في تشويه سمعتك، ولدي أمل كبير في القضاء السوداني أن يقول كلمة الحق ويحكم بتبرئتك مما نسب إليكِ، وأطالب برد اعتبارك وتعويضك عن القلق الذي لحق بك بسبب هذه التهمة العرجاء التي لا تقف على رجلين. بل ورد اعتبار الدين الإسلامي البريء من هذه التصرفات غير المسؤولة.
بهذا التوضيح من هذه الجهة الحقوقية اتضحت الصورة، وهنا لا بد من شكر منظمات حقوق الإنسان لدورها المهم والكبير في فضح مثل هذه الممارسات، وحفظ حقوق الناس وعدم ترك الفريسة لوحدها تنهشها ألسنة لا تخاف الله ولا تستحي من الناس.
هذه مشكلة ثقافية عميقة، عندما يلجأ الخصم لتشويه سمعة خصمه والقدح في عرض امرأة لمجرد كونها معارضة سياسية، أو لديها بعض الآراء الإصلاحية، أو انتقادات ضد الحكومة أو التيار الإسلامي الذي مازال المسيطر في السودان، لا أدري إلى متى تضيق صدورنا نحن -العرب والمسلمين- بصوت المخالف، ولماذا لا نقبل المختلف المعترض ونرد عليه بطرح وجهة نظرنا باحترام متبادل، بدلاً من النزول لهذا المستنقع العفن الذي يسيء للمتهم ومن اتهمه على حد سواء؟ وأسوأ من ذلك أنه يسيء لسمعة أوطاننا ويشوه سمعة ديننا أمام العالم كله، والله عيب، هذا ما أستطيع أن أقوله، وأنا أتابع هذه القصة المخجلة، وقد أحسنت لبنى حسين عندما طبعت 500 بطاقة دعوة للإعلاميين السودانيين ولمنظمات حقوق الإنسان لكي يستمعوا للمحاكمة، وبم اتهمت وهل ستدان وتجلد؟ وإن جلدت فإنها تريد أن يكون هذا موثقاً لكي يعرف كل الناس بأي ذنب جلدت؟!
ارتداء المرأة «البنطلون» ليس مشكلة في السودان وحدها، بل هو أيضا مشكلة في السعودية، بدليل كثرة الفتاوى، وتفرغ بعض الفقهاء لمثل هذه القضايا الهامشية، ولكم أن تكتبوا على صفحة السيد «غوغل» عبارة «حكم لبس البنطلون»، وستجدون أكثر من ثلاثة وثلاثين ألف نتيجة ما بين مقابلات تلفزيونية وإذاعية وصفحات دينية كلها مشغولة بلبس المرأة البنطلون أو كما يقولون «البنطال»، حتى إن الباحث في محركات البحث بعد دقائق من استغراقه وسط النتائج سيعتقد أننا أمة مهمومة بلبس البنطلون، وسيجد الباحث في السيد «غوغل» على هامش هذه النتائج عبارة «حكم لبس المرأة عباءة الكتف»، وهذه قضية أخرى منفردة ومرتبطة في الوقت ذاته، خصوصا بعد أن قمت بزيارة لعدد من الأسواق في الرياض الأسبوع الفائت لشراء عباءة كتف مزركشة لصديقة لي تعيش خارج السعودية، فوجدت كل محلات العباءات أعلنت الحداد والتزمت بالسواد، وعليّ في حال رغبتي بشراء عباءة بأكمام ملونة أن أقوم بالتقديم على طلب ومن ثم تهريبها إلى السيارة لأن هذه العباءة لو دخلت المحل فستُصادر فوراً، تعاطف معي أحد البائعين وطلب مني الانتظار داخل السيارة حيث سيذهب للتفتيش في المستودع، هذا البائع يحدثني وعيونه مليئة بالدموع، إنه خسر في يوم واحد خمس مئة عباءة مزركشة، لا أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل.
أعود للزميلة لبنى حسين، وأقول لها: إن قضيتها قد لا تكون مفاجئة خصوصا في المجتمعات المغلقة، مع أني ضد مصطلح الانغلاق في عالم القرية الكونية الواحدة، ولنقل في مجتمعات الفكر الأحادي لتكون التسمية أكثر دقة. لقد شاهدت صورة لبنى بجمال حشمتها ووقارها، وأنا معك ولن تنجح هذه المؤامرة في تشويه سمعتك، ولدي أمل كبير في القضاء السوداني أن يقول كلمة الحق ويحكم بتبرئتك مما نسب إليكِ، وأطالب برد اعتبارك وتعويضك عن القلق الذي لحق بك بسبب هذه التهمة العرجاء التي لا تقف على رجلين. بل ورد اعتبار الدين الإسلامي البريء من هذه التصرفات غير المسؤولة.