نسايم
24-07-2009, 09:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد
لو سُئل أحدنا لماذا أنت شيعي فماذا سيكون جوابه ؟
في الحقيقة أنّ معنى كلمة شيعه هو الأتباع فشيعة الرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام هم أتباعه بدليل قوله تعالى في كلامه عن نوحٍ عليه السلام :
{ وَإِنّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ }
في كلامه عن موسى عليه السلام :
{ فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَـَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـَذَا مِنْ عَدُوّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الّذِي مِنْ عَدُوّهِ }
فهل نتبع أئمة أهل البيت وهم أعلام الهُدى الذين لم يغيّروا قيد أُنملةٍ عما جاء به جدُّهم خير خلق الله وخاتم رسله أم نتّبع أئمة المذاهب الأربعة الذين أساءوا لمن لقنهم علومهم حيث قال أحدهم:
[ كلٌ يؤخذ من قوله ويُرَد إلا صاحب هذا القبر يعني رسول الله عليه الصلاة وآله ]
وقال الآخر :
[ ما وجدتم من قولي يوافق الكتاب والسنّة فخذوه وما خالفهما فاتركوه ]
حتى أصبح بعض الإخوة من أتباعهم في هذا الوقت يدّعي أنّ العلماء اليوم لا يتعصّبون لمذهبٍ معيّن وإنّما يأخذون الأقرب للحق .
فهل هذا الشيء صحيح وموجود في الواقع ؟
ولماذا هذا الضياع والتشتت والاختلاف في دين الله الكامل ؟
بل الواقع على عكس ما يصفه البعض تماماً فالتعصّب الأعمى موجود وكل من خالفهم اعتبروه بدعةً حتى ولو كان موافقاً لكتاب الله والتكفير للشيعة قائم وملموس والتحذيرات منهم شديدة !!!
وهل من المعقول اتباع أئمة يعترفون صراحةً بأخطائهم وبأنّنا علينا مقارنة أحكامهم مع كتاب الله لنعرف الصحيح منها ؟!؟
وخذ مثلاً بسيطاً الوضوء فهو يخالف ما ورد في كتاب الله لدى المذاهب الأربعة من حيث الغسل بدل المسح ، وأيضاً الخمس والزواج المؤقت وجواز الجمع في الصلوات وبدون سبب كما فعل رسول الله ,وغيرها فهل هناك من يتبع ما هو أقرب للحق كما يدعي البعض أم أنّهم يعملون بقوله تعالى :
{ إنّا وجدنا آباءنا على أُمّةٍ وإنّا على آثارهم مُقتدون }
فلو تفكّرنا فيما قاله بعض أصحاب هذه المذاهب الأربعة لاستنتجنا بأنّهم لم يكونوا يتوقعون أن يتبعهم الناس اتباعاً أعمى مع ما يحملونه من أخطاء جسيمة وبأنّهم سيحملون أوزاراً لها أول وليس لها آخر !
فعندما أمَرنا المولى عزّ وجلّ بإطاعة والدينا استثنى طاعتهم فيما فيه شركٌ بالله بينما عندما أمرنا بإطاعة الرسول وأُلي الأمر لم يستثني من طاعتهم شيئاً دلالةً على عِصمتهم :
{ يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُلي الأمر منكم }
وأعود لأذكر ما قاله أحدهم :
[ أما بالنسبة للإمامة فنحن نتحدى أي شيعي أن يأتي بآيه تدل صراحة عليها كما هو الحال مع أركان الإسلام الأخرى مثل الصلاة والزكاة ولماذا يخفيها الله في ثنايا الآيات لكي يأتي علماء الشيعة يفسرون القران على هواهم ]
وأين هو من قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم :
(( الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ))
فالحقيقة واضحةً وضوح الشمس وكما قال تعالى : { وبُرّزت الجحيم لمن يرى }
فما علينا إلا أن نزيل حجاب الحقد والنزعة القبلية وأن نقرأ بعدها قوله تعالى :
{ إنّما وليكمُ اللهُ ورسولهُ والّذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون }
والأغرب من ذلك أنّ نفس الشخص يقول في الفقرة التالية من حديثه :
[ وأما قولك أن نأتي لك بمذهب أفضل يتبعه الشيعة فأقول نعم هناك مذهب واضح ولكنهم يتغاضون عنه وهو مذهب علي رضي الله عنه أفلا يسع الشيعة اليوم ما وسعه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فهو يعترف بالإمام عليه السلام فقط ليدافع عن رأيه وليتهمنا بالمغالطات وهذا التخبّط عملياً قد اعتاد الشيعة على سماعه ، وهل المذهب الشيعي يخالف ما أتى به أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ عليه السلام وما هذا الجهل أو الحقد أم أنّ آباءهم علّموهم غير ذلك ، فمثلاً عندما سُئل أحد العلماء من السنة في إذاعة القرآن الكريم عن قول رسول الله في أمير المؤمنين عليهما السلام :
(( اللهم والِ مَن والاه وعادِ من عاداه ))
فقال : [ هذا صحيح ، حيث أنّه كان على خلاف مع أحد المسلمين في قضيةٍ شخصيّةٍ فدعى له الرسول الكريم بالنصرة في هذا الأمر فقط ، ولكن أخي السائل لا يذهب فكرك لبعيد ]
فهل هناك حقد ونكران أكبر من هذا ، وماذا يعني لا يذهب فكرك لبعيد سوى الجحود بعد اليقين لحقّ أمير المؤمنين !؟!؟!
فعندما تحاجج أحد الإخوة من السنّة وتأتيه بالآيات ولأحاديث المرويّة في صحاحهم وبأنّهم يخالفون كتاب الله الكريم ،يخرجون عن الموضوع برَدٍ ضعيف ساذج خالي من المنطق ، ويوهمون أنفسهم ومَن يدعمهم بأنّهم قد أبطلوا الحجج التي يُجابهون بها وردّوا عليها ، ويتنكّرون لكلِّ ما فيه الهداية والنهج السليم ليس إلاّ لأنهم لا يريدون أن يسمعوا أو يهتدوا بل سيبقون مُغلِقون على أنفسهم :
{ أم تحسبُ أنّ أكثرَهم يسمعون أو يعقلون }
وعلى سبيل المثال ولأجل التنكّر لفضل السيدة الزهراء عليها السلام وإنكار حقّها ، يفتري البعض حديث عن رسول الله : (( إنّنا معشر الأنبياء لا نورّث ))
ونتغاضى عن قوله تعالى : { وورث سليمان داوود }
وقوله :
{ يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله ربِّ رضيّأً }
وفي الحقيقة لا أريد الإساءة لأيٍّ منهم لأنّهم معذورون فقد تربّوا على هذا وعلى كُره الشيعة ،بل يجب أن نحزن عليهم وعلى ضياعهم ونتمنى لهم ما قد هدانا اللهُ إليه وأنعمَ به علينا ، فلسنا أفضل منهم في شيء ، وعندما نلعن الّذين أضلّوهم فلأنّهم أهلاً لهذا ولأنّهم أضلّوهم تحت غطاء الدين ، حيث أنهم أوصلوا الأمّة إلى هذا التفكّك والضياع ، فكم وكم من الخلفاء الذّين نَصّبوا أنفسهم مكان رسول الله عليه الصلاة والسلام وآله ، هذا المنصب من الله الكامل الذي يجب أن ينتقل من معصوم إلى معصوم لكي نتفادى ما وصلنا إليه من التفرّق في أحكام الدين وتعدّد المذاهب والفتن بسبب الأطماع الشخصيّة للبعض ، وإن أردت معرفة منزلة هؤلاء الذين تعدّوا على خلافة الرسول في سبيل العزّ والشهرة والغنى فاقرأ قوله تعالى :
{تلك الدارُ الآخرةُ نجعلها للّذين لا يريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً والعاقبةُ للمتّقين}
وادعوا الله ألاّ يَحشرك مع أحدٍ منهم ، وانظر إلى ما أوصلوا إليه الأمّة من الفساد والضعف والجهل!
وأما بالنسبة لي فإنّني أحبُّ أن أكون شيعي لمحبّتي بأئمّة الشيعة ولأداء حقّهم الذي فرضه الله علينا بقوله :
{ قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى ومَن يقترف حسنةً نَزد له فيها حُسناً }
فأنا شيعي لأنّ إمامي الذي قال :
(( والله ما حججتُ إلاّ أنا وناقتي ورجلٌ مِن الأنصار ))
وإمامي زين العابدين الذي كان يسجد في الطريق عند ذِكره لنِعم الله عليه والذي كان يصلي ألف ركعة يوميّاً والذي لم يعرفه الفقراء إلاّ بعد انقطاع الإعانات السريّة عنهم بسبب وفاته عليه السلام
ولأن إمامي مَن أحبَّ اللهَ ورسولَه وأحبّه اللهُ ورسوله ُوالذي عَلِمَ بأنّنا لا نقدر على العبادة مثله فقال : (( ولكن أعينوني بورعٍ واجتهاد وعِفّةٍ وسداد ))
والذي قال: (( سلوني قبل أن تفقدوني ))
والذي قال عن الخلفاء في خطبته الشقشقيّة حين تعرّض لأمر الشورى واغتصاب حقّه :
(( فيا عجباً كيف أُقرن بهذه النظائر ))
والذي لا يقوى على معصية الله في نملةٍ يسلبها قشرة شعير في مقابل إعطائه ملك الأرض بقارّاتها السبع ، والذي يدور حيث دار الحقّ ، والذي قام الإسلام بسيفه وبمال خديجة عليها السلام .
وأنا شيعي لأنّ مولاتي سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء والسيدة زينب عليهما السلام .
وأنا شيعي لأنّ إمامَي سيدا شباب أهل الجنّة .
وأنا شيعي لأن إمامي مَن قال : (( هَوّنَ ما نزل بي أنّه بعينك يا الله ))
وقوله : (( ما خرجت أشراً ولا بطراً ولكن أردت طلب الإصلاح في أمّة جدّي رسول الله )) .
ولأنّ إمامي مَن باقر العِلم وقال عن البيوت التي أذِن الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه :
(( والله ما هي بيوت من لبنٍ ولا حجارة ))
فهم بيوت العلم وهم أبواب مدينة العلم وهم أهل الفضل والشجاعة والفضائل والتقى وهم أولياء الله الذين أمرنا بطاعتهم .
وأنا شيعي لأنّ أئمتي أنهر الصدق الذين علّموا وأسّسوا جميع العلوم التي قامت عليها الحضارات .
وأنا شيعي لأن إمامي كاظم الغيظ الذي دعى فقال: (( اللهمّ فَرّغني لعبادتك )) فلبّى اللهُ دَعوَته .
وأنا شيعي لأنّني بحاجة لجميع هؤلاء الأئمة الأطهار لكي أتعلّم كيف أعبد ربّي حقّ عباده ، وكيف أدعوه وأُناجيه وأسأله مِن فضله وأتّكل عليه وهو نِعم المولى ونِعم النصير .
وفي النهاية أخوتي المؤمنين أرجو المقارنة بين أقوال وأفعال أيٍّ من هؤلاء الأطهار مع كلِ مَن جلس على كرسيّ الخلافة ، وما صدر منهم وما نُسب إليهم مِن مكارم باطلة للتستّر على جرائمهم وعلى فظاعة أعمالهم ، فلا نجد لأحدهم قولاً يدل على علمٍ أو على رجحان عقل ولا عملِ يدلّ على شجاعة أو مروءة ، ولم يعهد أن مُدح أحداً منهم بشيءٍ من عبادته
فبماذا استحقّوا خلافة رسول الله وكيف تسلّموا العبث بمقدّرات هذه الأمّة وبدين الله الحقّ ؟
طبعاً دائماً الوهابية لا يفكّرون بهذا مطلقاً بل يخشون مِن التفكير به لأنّه يزعزع كيانهم ويكشف ضعف بنيانهم وكما قال أحد البخلاء قديماً لأحد المتطفّلين بعد أن حاول تذكيره بنفسه :
( لو خرجت مِن جلدك لَما عرفتك )
ودمتم بحفظ الباري
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد
لو سُئل أحدنا لماذا أنت شيعي فماذا سيكون جوابه ؟
في الحقيقة أنّ معنى كلمة شيعه هو الأتباع فشيعة الرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام هم أتباعه بدليل قوله تعالى في كلامه عن نوحٍ عليه السلام :
{ وَإِنّ مِن شِيعَتِهِ لإِبْرَاهِيمَ }
في كلامه عن موسى عليه السلام :
{ فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَـَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَـَذَا مِنْ عَدُوّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الّذِي مِنْ عَدُوّهِ }
فهل نتبع أئمة أهل البيت وهم أعلام الهُدى الذين لم يغيّروا قيد أُنملةٍ عما جاء به جدُّهم خير خلق الله وخاتم رسله أم نتّبع أئمة المذاهب الأربعة الذين أساءوا لمن لقنهم علومهم حيث قال أحدهم:
[ كلٌ يؤخذ من قوله ويُرَد إلا صاحب هذا القبر يعني رسول الله عليه الصلاة وآله ]
وقال الآخر :
[ ما وجدتم من قولي يوافق الكتاب والسنّة فخذوه وما خالفهما فاتركوه ]
حتى أصبح بعض الإخوة من أتباعهم في هذا الوقت يدّعي أنّ العلماء اليوم لا يتعصّبون لمذهبٍ معيّن وإنّما يأخذون الأقرب للحق .
فهل هذا الشيء صحيح وموجود في الواقع ؟
ولماذا هذا الضياع والتشتت والاختلاف في دين الله الكامل ؟
بل الواقع على عكس ما يصفه البعض تماماً فالتعصّب الأعمى موجود وكل من خالفهم اعتبروه بدعةً حتى ولو كان موافقاً لكتاب الله والتكفير للشيعة قائم وملموس والتحذيرات منهم شديدة !!!
وهل من المعقول اتباع أئمة يعترفون صراحةً بأخطائهم وبأنّنا علينا مقارنة أحكامهم مع كتاب الله لنعرف الصحيح منها ؟!؟
وخذ مثلاً بسيطاً الوضوء فهو يخالف ما ورد في كتاب الله لدى المذاهب الأربعة من حيث الغسل بدل المسح ، وأيضاً الخمس والزواج المؤقت وجواز الجمع في الصلوات وبدون سبب كما فعل رسول الله ,وغيرها فهل هناك من يتبع ما هو أقرب للحق كما يدعي البعض أم أنّهم يعملون بقوله تعالى :
{ إنّا وجدنا آباءنا على أُمّةٍ وإنّا على آثارهم مُقتدون }
فلو تفكّرنا فيما قاله بعض أصحاب هذه المذاهب الأربعة لاستنتجنا بأنّهم لم يكونوا يتوقعون أن يتبعهم الناس اتباعاً أعمى مع ما يحملونه من أخطاء جسيمة وبأنّهم سيحملون أوزاراً لها أول وليس لها آخر !
فعندما أمَرنا المولى عزّ وجلّ بإطاعة والدينا استثنى طاعتهم فيما فيه شركٌ بالله بينما عندما أمرنا بإطاعة الرسول وأُلي الأمر لم يستثني من طاعتهم شيئاً دلالةً على عِصمتهم :
{ يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُلي الأمر منكم }
وأعود لأذكر ما قاله أحدهم :
[ أما بالنسبة للإمامة فنحن نتحدى أي شيعي أن يأتي بآيه تدل صراحة عليها كما هو الحال مع أركان الإسلام الأخرى مثل الصلاة والزكاة ولماذا يخفيها الله في ثنايا الآيات لكي يأتي علماء الشيعة يفسرون القران على هواهم ]
وأين هو من قول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم :
(( الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا ))
فالحقيقة واضحةً وضوح الشمس وكما قال تعالى : { وبُرّزت الجحيم لمن يرى }
فما علينا إلا أن نزيل حجاب الحقد والنزعة القبلية وأن نقرأ بعدها قوله تعالى :
{ إنّما وليكمُ اللهُ ورسولهُ والّذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون }
والأغرب من ذلك أنّ نفس الشخص يقول في الفقرة التالية من حديثه :
[ وأما قولك أن نأتي لك بمذهب أفضل يتبعه الشيعة فأقول نعم هناك مذهب واضح ولكنهم يتغاضون عنه وهو مذهب علي رضي الله عنه أفلا يسع الشيعة اليوم ما وسعه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فهو يعترف بالإمام عليه السلام فقط ليدافع عن رأيه وليتهمنا بالمغالطات وهذا التخبّط عملياً قد اعتاد الشيعة على سماعه ، وهل المذهب الشيعي يخالف ما أتى به أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ عليه السلام وما هذا الجهل أو الحقد أم أنّ آباءهم علّموهم غير ذلك ، فمثلاً عندما سُئل أحد العلماء من السنة في إذاعة القرآن الكريم عن قول رسول الله في أمير المؤمنين عليهما السلام :
(( اللهم والِ مَن والاه وعادِ من عاداه ))
فقال : [ هذا صحيح ، حيث أنّه كان على خلاف مع أحد المسلمين في قضيةٍ شخصيّةٍ فدعى له الرسول الكريم بالنصرة في هذا الأمر فقط ، ولكن أخي السائل لا يذهب فكرك لبعيد ]
فهل هناك حقد ونكران أكبر من هذا ، وماذا يعني لا يذهب فكرك لبعيد سوى الجحود بعد اليقين لحقّ أمير المؤمنين !؟!؟!
فعندما تحاجج أحد الإخوة من السنّة وتأتيه بالآيات ولأحاديث المرويّة في صحاحهم وبأنّهم يخالفون كتاب الله الكريم ،يخرجون عن الموضوع برَدٍ ضعيف ساذج خالي من المنطق ، ويوهمون أنفسهم ومَن يدعمهم بأنّهم قد أبطلوا الحجج التي يُجابهون بها وردّوا عليها ، ويتنكّرون لكلِّ ما فيه الهداية والنهج السليم ليس إلاّ لأنهم لا يريدون أن يسمعوا أو يهتدوا بل سيبقون مُغلِقون على أنفسهم :
{ أم تحسبُ أنّ أكثرَهم يسمعون أو يعقلون }
وعلى سبيل المثال ولأجل التنكّر لفضل السيدة الزهراء عليها السلام وإنكار حقّها ، يفتري البعض حديث عن رسول الله : (( إنّنا معشر الأنبياء لا نورّث ))
ونتغاضى عن قوله تعالى : { وورث سليمان داوود }
وقوله :
{ يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله ربِّ رضيّأً }
وفي الحقيقة لا أريد الإساءة لأيٍّ منهم لأنّهم معذورون فقد تربّوا على هذا وعلى كُره الشيعة ،بل يجب أن نحزن عليهم وعلى ضياعهم ونتمنى لهم ما قد هدانا اللهُ إليه وأنعمَ به علينا ، فلسنا أفضل منهم في شيء ، وعندما نلعن الّذين أضلّوهم فلأنّهم أهلاً لهذا ولأنّهم أضلّوهم تحت غطاء الدين ، حيث أنهم أوصلوا الأمّة إلى هذا التفكّك والضياع ، فكم وكم من الخلفاء الذّين نَصّبوا أنفسهم مكان رسول الله عليه الصلاة والسلام وآله ، هذا المنصب من الله الكامل الذي يجب أن ينتقل من معصوم إلى معصوم لكي نتفادى ما وصلنا إليه من التفرّق في أحكام الدين وتعدّد المذاهب والفتن بسبب الأطماع الشخصيّة للبعض ، وإن أردت معرفة منزلة هؤلاء الذين تعدّوا على خلافة الرسول في سبيل العزّ والشهرة والغنى فاقرأ قوله تعالى :
{تلك الدارُ الآخرةُ نجعلها للّذين لا يريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً والعاقبةُ للمتّقين}
وادعوا الله ألاّ يَحشرك مع أحدٍ منهم ، وانظر إلى ما أوصلوا إليه الأمّة من الفساد والضعف والجهل!
وأما بالنسبة لي فإنّني أحبُّ أن أكون شيعي لمحبّتي بأئمّة الشيعة ولأداء حقّهم الذي فرضه الله علينا بقوله :
{ قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى ومَن يقترف حسنةً نَزد له فيها حُسناً }
فأنا شيعي لأنّ إمامي الذي قال :
(( والله ما حججتُ إلاّ أنا وناقتي ورجلٌ مِن الأنصار ))
وإمامي زين العابدين الذي كان يسجد في الطريق عند ذِكره لنِعم الله عليه والذي كان يصلي ألف ركعة يوميّاً والذي لم يعرفه الفقراء إلاّ بعد انقطاع الإعانات السريّة عنهم بسبب وفاته عليه السلام
ولأن إمامي مَن أحبَّ اللهَ ورسولَه وأحبّه اللهُ ورسوله ُوالذي عَلِمَ بأنّنا لا نقدر على العبادة مثله فقال : (( ولكن أعينوني بورعٍ واجتهاد وعِفّةٍ وسداد ))
والذي قال: (( سلوني قبل أن تفقدوني ))
والذي قال عن الخلفاء في خطبته الشقشقيّة حين تعرّض لأمر الشورى واغتصاب حقّه :
(( فيا عجباً كيف أُقرن بهذه النظائر ))
والذي لا يقوى على معصية الله في نملةٍ يسلبها قشرة شعير في مقابل إعطائه ملك الأرض بقارّاتها السبع ، والذي يدور حيث دار الحقّ ، والذي قام الإسلام بسيفه وبمال خديجة عليها السلام .
وأنا شيعي لأنّ مولاتي سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء والسيدة زينب عليهما السلام .
وأنا شيعي لأنّ إمامَي سيدا شباب أهل الجنّة .
وأنا شيعي لأن إمامي مَن قال : (( هَوّنَ ما نزل بي أنّه بعينك يا الله ))
وقوله : (( ما خرجت أشراً ولا بطراً ولكن أردت طلب الإصلاح في أمّة جدّي رسول الله )) .
ولأنّ إمامي مَن باقر العِلم وقال عن البيوت التي أذِن الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه :
(( والله ما هي بيوت من لبنٍ ولا حجارة ))
فهم بيوت العلم وهم أبواب مدينة العلم وهم أهل الفضل والشجاعة والفضائل والتقى وهم أولياء الله الذين أمرنا بطاعتهم .
وأنا شيعي لأنّ أئمتي أنهر الصدق الذين علّموا وأسّسوا جميع العلوم التي قامت عليها الحضارات .
وأنا شيعي لأن إمامي كاظم الغيظ الذي دعى فقال: (( اللهمّ فَرّغني لعبادتك )) فلبّى اللهُ دَعوَته .
وأنا شيعي لأنّني بحاجة لجميع هؤلاء الأئمة الأطهار لكي أتعلّم كيف أعبد ربّي حقّ عباده ، وكيف أدعوه وأُناجيه وأسأله مِن فضله وأتّكل عليه وهو نِعم المولى ونِعم النصير .
وفي النهاية أخوتي المؤمنين أرجو المقارنة بين أقوال وأفعال أيٍّ من هؤلاء الأطهار مع كلِ مَن جلس على كرسيّ الخلافة ، وما صدر منهم وما نُسب إليهم مِن مكارم باطلة للتستّر على جرائمهم وعلى فظاعة أعمالهم ، فلا نجد لأحدهم قولاً يدل على علمٍ أو على رجحان عقل ولا عملِ يدلّ على شجاعة أو مروءة ، ولم يعهد أن مُدح أحداً منهم بشيءٍ من عبادته
فبماذا استحقّوا خلافة رسول الله وكيف تسلّموا العبث بمقدّرات هذه الأمّة وبدين الله الحقّ ؟
طبعاً دائماً الوهابية لا يفكّرون بهذا مطلقاً بل يخشون مِن التفكير به لأنّه يزعزع كيانهم ويكشف ضعف بنيانهم وكما قال أحد البخلاء قديماً لأحد المتطفّلين بعد أن حاول تذكيره بنفسه :
( لو خرجت مِن جلدك لَما عرفتك )
ودمتم بحفظ الباري