خادمة المنبر
06-08-2006, 02:57 PM
اتق الله- يا ابا حنيفة- ولا تقس الدين برأيك
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على ابا القاسم محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
أما بعد .
قال عبد الله بن شبرمة : دخلت أنا وابو حنيفة وابن ابي ليلى على جعفر بن محمد الصادق (ع) ، فقال جعفر لابن ابي ليلى :
جعفر : من هذا معك ؟
ابن ابي ليلى : هذا رجل له بصر ونفاذ في أمر الدين .
جعفر : لعله يقيس أمر الدين برأيه .
ابن أبي ليلى : نعم .
جعفر : ما اسمك ؟
ابو حنيفة : نعمان .
جعفر : يا نعمان هل قست رأسك بعد ؟
أبو حنيفة : كيف أقيس رأسي ؟
جعفر : ما أراك تحسن شيئاً . هل علمت ما الملوحة في العينين ، والمرارة في الاذنين ، والحرارة في المنخرين ، والعذوبة في الشفتين ؟
أبو حنيفة : لا .
جعفر : ما أراك تحسن شيئاً . فهل علمت كلمة أولها كفر وآخرها ايمان ؟
ابن ابي ليلى : يا بن رسول الله أخبرنا بهذه الاشياء التي سألته عنها .
جعفر : أخبرني أبي عن جدي أن رسول الله (ص) قال : إن لله تعالى بمنه وفضله جعل لابن أدم الملوحة في العينين لأنهما شحمتان ولولا ذلك لذابتا ، وإن الله تعالى بمنه وفضله ورحمته على ابن أدم جعل المرارة في الأذنين حجاباً من الدواب ، فإن دخلت الرأس دابة والتمست إلى الدماغ ، فإذا ذاقت المرارة التمست الخروج ، وإن الله تعالى بمنه وفضله ورحمته على ابن أدم جعل الحرارة في المنخرين يسنشق بهما الريح ، ولولا ذلك لأنتن الدماغ . وإن الله تعالى بمنه وكرمه ورحمته على ابن أدم جعل العذوبة في الشفتين يجد بهما استطعام كل شيئ ويسمع الناس بها حلاوة منطقه .
ابن أبي ليلى : فأخبرني عن الكلمة التي أولها كفر واخرها ايمان ؟
جعفر : إذا قال العبد : لا إله فقد كفر ، فإذا قال إلا الله فهو إيمان .
( ثم أقبل الامام جعفر (ع) على ابي حنيفة فقال ) :
جعفر : يا نعمان حدثني أبي عن جدي رسول الله (ص) قال :
أول من قاس أمر الدين برأيه إبليس . قال الله تعالى له اسجد لأدم فقال : ( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) فمن قاس الدين برأيه قرنه الله تعالى يوم القيامة بإبليس لأنه اتبعه بالقياس
أبو حنيفة : أيهما أعظم قتل النفس أم الزنا ؟
جعفر : قتل النفس .
أبو حنيفة : فإن الله عزوجل قبل في قتل النفس شاهدين ولم يقبل في الزنا إلا أربعة .
جعفر : أيهما أعظم الصلاة أم الصوم ؟
أبو حنيفة : الصلاة .
جعفر : فما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة .
فكيف ويحك يقوم لك قياسك ! اتق الله ولا تقس الدين برأيك .
نسألكم الدعاء رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .
المصدر حلية الأولياء : 3/ 197
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على ابا القاسم محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
أما بعد .
قال عبد الله بن شبرمة : دخلت أنا وابو حنيفة وابن ابي ليلى على جعفر بن محمد الصادق (ع) ، فقال جعفر لابن ابي ليلى :
جعفر : من هذا معك ؟
ابن ابي ليلى : هذا رجل له بصر ونفاذ في أمر الدين .
جعفر : لعله يقيس أمر الدين برأيه .
ابن أبي ليلى : نعم .
جعفر : ما اسمك ؟
ابو حنيفة : نعمان .
جعفر : يا نعمان هل قست رأسك بعد ؟
أبو حنيفة : كيف أقيس رأسي ؟
جعفر : ما أراك تحسن شيئاً . هل علمت ما الملوحة في العينين ، والمرارة في الاذنين ، والحرارة في المنخرين ، والعذوبة في الشفتين ؟
أبو حنيفة : لا .
جعفر : ما أراك تحسن شيئاً . فهل علمت كلمة أولها كفر وآخرها ايمان ؟
ابن ابي ليلى : يا بن رسول الله أخبرنا بهذه الاشياء التي سألته عنها .
جعفر : أخبرني أبي عن جدي أن رسول الله (ص) قال : إن لله تعالى بمنه وفضله جعل لابن أدم الملوحة في العينين لأنهما شحمتان ولولا ذلك لذابتا ، وإن الله تعالى بمنه وفضله ورحمته على ابن أدم جعل المرارة في الأذنين حجاباً من الدواب ، فإن دخلت الرأس دابة والتمست إلى الدماغ ، فإذا ذاقت المرارة التمست الخروج ، وإن الله تعالى بمنه وفضله ورحمته على ابن أدم جعل الحرارة في المنخرين يسنشق بهما الريح ، ولولا ذلك لأنتن الدماغ . وإن الله تعالى بمنه وكرمه ورحمته على ابن أدم جعل العذوبة في الشفتين يجد بهما استطعام كل شيئ ويسمع الناس بها حلاوة منطقه .
ابن أبي ليلى : فأخبرني عن الكلمة التي أولها كفر واخرها ايمان ؟
جعفر : إذا قال العبد : لا إله فقد كفر ، فإذا قال إلا الله فهو إيمان .
( ثم أقبل الامام جعفر (ع) على ابي حنيفة فقال ) :
جعفر : يا نعمان حدثني أبي عن جدي رسول الله (ص) قال :
أول من قاس أمر الدين برأيه إبليس . قال الله تعالى له اسجد لأدم فقال : ( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) فمن قاس الدين برأيه قرنه الله تعالى يوم القيامة بإبليس لأنه اتبعه بالقياس
أبو حنيفة : أيهما أعظم قتل النفس أم الزنا ؟
جعفر : قتل النفس .
أبو حنيفة : فإن الله عزوجل قبل في قتل النفس شاهدين ولم يقبل في الزنا إلا أربعة .
جعفر : أيهما أعظم الصلاة أم الصوم ؟
أبو حنيفة : الصلاة .
جعفر : فما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة .
فكيف ويحك يقوم لك قياسك ! اتق الله ولا تقس الدين برأيك .
نسألكم الدعاء رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .
المصدر حلية الأولياء : 3/ 197