الأصولي
01-08-2009, 11:09 PM
يروي أحد المؤمنين و إسمه حسّان قائلاً: بينما كان الشيخ عبد الحسين الأميني النجفي رحمه الله (صاحب كتاب الغدير) يتحدث على المنبر وسط هيجان الناس وضجيجهم ، بدرجة تجمـّع ما لا يحصى من المستمعين وتوقف وسائط النقل عن الحركة ذهاباً وإياباً ، وبينما الأفكار منجذبة للعلامة الأميني ، قام أحد المستمعين يخترق الزحام حتى أوصل نفسه إلى العلامة الأميني ليخبره بأن أستاذاً كبيراً في جامعة الأزهر بمصر قد أعلن تشيعه نتيجة مطالعته لكتاب (الغدير) ، ثم تشرّف بزيارة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ، وأنشد أشعاراً عربية جميلة...
فقطع العلامة الأميني كلامه ، فشكره ، وقال لي (والحديث لحسّان) : قل له أن يأتي ويقرأ أشعاره من خلف المايكرفون.
وكان العلامة الأميني في أعلى المنبر ، والأستاذ المصري واقف على درجتين تحت المنبر ، وهو يقرأ أشعاره العربية اللطيفة الرائعة في مدح الإمام الرضا عليه السلام، فالتفت إليّ العلامة الأميني وقال لي: إقرأ يا حسان أشعارك في مدح الإمام الرضا عليه السلام.
وحيث لم يسبق لي أن أقرأ شعراً في مثل هذه الجموع الغفيرة ، فقلت له: جعلت فداك ، أنت تعرف أني أقرأ أشعاري من خلال استعانتي بالكتاب أو الدفتر، والآن ليس لي من الأشعار ما أقرؤوها.
إلا أن العلامة الأميني لم يقتنع بما أوردته في كلامي ، وكرر عليَّ ، وقال: يا حسّان ، أنت ضيف عزيز فقل شعرك في مدح حضرة الرضا عليه السلام.
وفي هذا الموقف المحرج تذكرت أني كتبت أشعاراً الليلة الماضية في مدح الإمام الرضا عليه السلام إلا أنها ناقصة لم تكتمل ، وكنت قد وضعتها في جيبي ، فقلت: حضرة الشيخ الأميني ، أما تسمح لي بقراءة الأبيات الفارسية الناقصة (والتي ترجمتها إلى العربية هي):
إن حاجتي كانت أن أزور بيت الله الحرام في مكة
فصارت القسمة أن أزور قبر الإمام الرضا في طوس
فلما انتهيت من قراءة أشعاري ، احتضني الأستاذ المصري وقبـّلني ، وقال: كيف يمكنك بلحظات أن تترجم أشعاري العربية المقفـّاة بحرف السين إلى اللغة الفارسية؟!
فعلمت أن هذه معجزة من معاجز حضرة الإمام الرضا عليه السلام لأني أنشأت أشعاري في مدح الحضرة المطهرة قبل ليلة ، في نفس الليلة التي كان بها الأستاذ المصري بالمشهد المقدّس، و بنفس القافية و بنفس المعنى للقصيدتين ، فظن الأستاذ المصري أن أشعاره العربية ترجمتها إلى الفارسية في نفس ذلك المجلس ، وهذه كرامة تحسب للعلامة الأميني الذي أصر عليَّ بأن أقرأ أشعاري.
___________
ذكر المجدد الشيرازي الراحل هذه القصة ولكن بتعبير مختلف في كتابه (الإخلاص سر التقدم ، الصفحة 140-141)
فقطع العلامة الأميني كلامه ، فشكره ، وقال لي (والحديث لحسّان) : قل له أن يأتي ويقرأ أشعاره من خلف المايكرفون.
وكان العلامة الأميني في أعلى المنبر ، والأستاذ المصري واقف على درجتين تحت المنبر ، وهو يقرأ أشعاره العربية اللطيفة الرائعة في مدح الإمام الرضا عليه السلام، فالتفت إليّ العلامة الأميني وقال لي: إقرأ يا حسان أشعارك في مدح الإمام الرضا عليه السلام.
وحيث لم يسبق لي أن أقرأ شعراً في مثل هذه الجموع الغفيرة ، فقلت له: جعلت فداك ، أنت تعرف أني أقرأ أشعاري من خلال استعانتي بالكتاب أو الدفتر، والآن ليس لي من الأشعار ما أقرؤوها.
إلا أن العلامة الأميني لم يقتنع بما أوردته في كلامي ، وكرر عليَّ ، وقال: يا حسّان ، أنت ضيف عزيز فقل شعرك في مدح حضرة الرضا عليه السلام.
وفي هذا الموقف المحرج تذكرت أني كتبت أشعاراً الليلة الماضية في مدح الإمام الرضا عليه السلام إلا أنها ناقصة لم تكتمل ، وكنت قد وضعتها في جيبي ، فقلت: حضرة الشيخ الأميني ، أما تسمح لي بقراءة الأبيات الفارسية الناقصة (والتي ترجمتها إلى العربية هي):
إن حاجتي كانت أن أزور بيت الله الحرام في مكة
فصارت القسمة أن أزور قبر الإمام الرضا في طوس
فلما انتهيت من قراءة أشعاري ، احتضني الأستاذ المصري وقبـّلني ، وقال: كيف يمكنك بلحظات أن تترجم أشعاري العربية المقفـّاة بحرف السين إلى اللغة الفارسية؟!
فعلمت أن هذه معجزة من معاجز حضرة الإمام الرضا عليه السلام لأني أنشأت أشعاري في مدح الحضرة المطهرة قبل ليلة ، في نفس الليلة التي كان بها الأستاذ المصري بالمشهد المقدّس، و بنفس القافية و بنفس المعنى للقصيدتين ، فظن الأستاذ المصري أن أشعاره العربية ترجمتها إلى الفارسية في نفس ذلك المجلس ، وهذه كرامة تحسب للعلامة الأميني الذي أصر عليَّ بأن أقرأ أشعاري.
___________
ذكر المجدد الشيرازي الراحل هذه القصة ولكن بتعبير مختلف في كتابه (الإخلاص سر التقدم ، الصفحة 140-141)