سماء المعين
03-08-2009, 05:58 PM
اليمن بعد مضي 30 سنة من حكم الرئيس صالح بنيتها التحتية منهارة والخدمات الأساسية متردية والأمية في أعلى معدلاتها والتعليم ينتج أجيال جاهلة والسواد الأعظم من هذا الشعب يعيشون تحت خطوط الجوع والفقر وعلى مستوى الترتيب الدولي تصنف اليمن على انها دولة فاشلة في طريقها للانهيار والحروب فيها متجددة ومستدامة وتحتل مرتبة متأخرة جدا في مقاييس التنمية والحكم الرشيد ، والفوضى هي السائدة بدلا عن النظام وحكم القانون ، وكل هذا التدهور المريع الذي يشمل مختلف جوانب الحياة في البلاد سببه الرئيسي والوحيد هي السياسات الفاشلة التي يدار بها اليمن والتي وظفت امكانات البلد ومواردها من أجل الحفاظ على كرسي السلطة والبقاء فيه للأبد واستخدمتها أداة في صناعة الفساد وخلق مراكز قواه و تغذية توازناته والصرف عليها من المال العام بدلا عن توجيه موارد البلاد وجهتها الصحيحة نحو جهود التنمية والبناء ومع ذلك تقف الخزينة العامة اليوم عاجزة عن اشباع مصالح قوى الفسادالتي ترى أن لها كل الحق في نهب الوطن كمكافأة واستحقاق لها في اطار المصالح المتبادلة المتبادلة بينها وبين حكم فردي يعتمد على خدماتها في بقائه .
والمتأمل لحال هذه البلاد سيجد ان الفساد اكتمل بنيانه وقد بلغ أقصى درجات القوة والتمكن في الأرض خلال هذه المرحلة التي تعد فترته الذهبية وهذا الكلام ليس تنظيرا بل هو واقع عملي فالبلد اليوم تعيش ظروفا ومرحلة استثنائية في غاية الكارثية والخطورة فلقد وصل الفساد الى مستوى أنه يفرض نفسه سلوك اخلاقي و منهج حياة يسير عليه الناس واستطاع أن يخضع أبسط تفاصيل الحياة اليومية لنواميسه هذا فضلا عن اختراقه وادارته لكافة المناشط والفعاليات الحياتية كدستور ينظم شئون الدولة والمجتمع.
ولذا صدرت دراسة أميركية لأفشين مولافي:
بعنوان : اليمن مرشح ليكون "أفغانستان القادمة"
الخميس , 23 يوليو 2009 م جاء فيها :
يواجه اليمن أزمة خطيرة تنذر بتحوله الى "دولة فاشلة" يمكن ان تجعله "أفغانستان التالية"، على ما افاد تقرير نشرته مؤسسة ابحاث محترمة ومجلة "فورين بوليسي" Foreign Policy التي تصدر في واشنطن. قال التقرير "ان عاصفة هوجاء حصادها الفشل تلوح الآن في أفق اليمن، وينسب التقرير أسباب الأزمة الى "اختفاء احتياطات النفط والماء ورهط من المهاجرين الذين يُشتبه بأن لبعضهم ارتباطات بتنظيم "القاعدة"، يتدفقون على البلد من الصومال، الدولة الفاشلة على اعتابه، وحكومة ضعيفة تزداد عجزا عن تسيير الأمور".
التقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" وأعدته مؤسسة السلام للابحاث Fund for Peace التي يوجد مقرها في واشنطن، وهي منظمة مستقلة تعمل من أجل منع الحرب وظروف اندلاعها. وجاء في التقرير "ان كثيرين قلقون من ان يكون اليمن افغانستان القادمة، فيخلق مشكلة عالمية مغلَّفة بدولة فاشلة".
تنشر مؤسسة السلام Fund for Peace ومجلة "فورين بوليسي" Foreign Policy كل عام على امتداد الأعوام الخمسة الماضية، "مؤشر الدول الفاشلة" الذي يصنف سائر بلدان العالم من الأشد تعرضا الى خطر الفشل الى أبعدها عن هذا الخطر. وكثيرا ما تشكل الدولة الفاشلة والآيلة الى الفشل خطرا على السلام العالمي لأنها تصبح ملاذا لنشاطات محظورة تمتد من الجريمة الى انتاج المخدرات والارهاب، بحسب ما يقول علماء سياسيون. كما انها تشكل، بالطبع، مخاطر كبيرة على السكان في هذه الدول مؤدية الى هجرة واسعة وأزمات نزوح.
كما لاحظ التقرير "ان السعوديين من اعضاء "القاعدة" ايضا أخذوا يتدفقون على اليمن معتبرين ان الرئيس علي عبد الله صالح أضعف من ان يمنعهم من التنظيم والتدريب". ونقل التقرير عن كريستوفر بوتشيك الخبير المختص بتنظيم "القاعدة" في مؤسسة "كارنيغي اندومنت" Carnegie Endowment للابحاث قوله "ان الكل في العربية السعودية يعرف ان مَنْ يقع في مشكلة يذهب الى اليمن".انتهى
وقال رامون سكوبل وهو خبير مياه نيوزيلندي يعمل في اليمن "لا اعتقد أن هناك دولة أخرى في العالم... قريبة الى هذا الحد من كارثة العلاقة بين السكان والموارد."
ونادرا ما يحتل اليمن وهو أفقر دول الشرق الاوسط العناوين الرئيسية في وسائل الاعلام الا عندما يتعرض سياح للخطف على أيدي رجال قبائل منفلتين أو للقتل على أيدي متشددين مرتبطين بالقاعدة لكن أي انزلاق نحو الفوضى في اليمن سيؤدي الى مخاطر هائلة في السعودية المجاورة وللعالم من ورائها.
ويحتل اليمن موقعا يطل على البحر الاحمر وخليج عدن وهما ممران حيويان لنقل النفط من الخليج الى أوروبا. وتجرف الامواج كل عام الافا من اللاجئين من الصومال واثيوبيا أمام سواحله.
ويحظى اليمن موطن أجداد أسامة بن لادن زعيم القاعدة باهتمام مكثف في اطار الحرب التي تخوضها واشنطن ضد "الارهاب".
ويواجه الرئيس علي عبد الله صالح الموجود في السلطة منذ 30 عاما تحديات متزايدة منذ اعادة انتخابه في سبتمبر/أيلول عام 2006 لفترة ولاية أخرى مدتها سبع سنوات.
ولم ينته جيشه بعد من سحق تمرد القبائل الشيعية الزيدية الذي بدأ قبل ثلاث سنوات في منطقة صعدة في شمال غرب البلاد والذي يعرف باسم تمرد "الحوثي" رغم صمود هدنة أخرى هشة تم التوصل اليها في وقت سابق من هذا الشهر.
وفي الجنوب يهدد الغضب مما يتصور أنه سلب من قبل الشمال الانجاز الرئيسي لصالح والمتمثل في اتفاقية عام 1990 والتي وحدت بين شمال اليمن التقليدي وجنوبه الماركسي.
وكثير من المناطق القبلية لا يزال خارج سيطرة الحكومة أو يتحداها في بلد اشتهر بأن كميات الاسلحة فيه تفوق أعداد البشر.انتهى
تتحدث الأوساط اليمنية من مختلف المذاهب والمدارس والأفكار السياسية بأن الواقع السياسي والأمني والإقتصادي قد بلغ ذروة السوء
والتدهور.واليمنيون في ظل مثل هذا الواقع يواسون أنفسهم بالقول " فرج الله قريب " و " ما حيلة من فرج " و " يا أزمة أشتدي تنفرجي ".
ويلقي اليمنيون اللوم والمسؤولية علي عاتق الرئيس والمسؤولين الذين يحيطون به من وزراء وضباط ومستشارين ورجال أعمال وعلماء.ويصفون القائمين على أمور البلاد والعباد بالفساد والفشل والظلم والأستبداد واللصوصية.ويخصون الجيش بالمهزوم والمحاصر المتقهقر في صعدة والمستأسد في المحافظات الجنوبية.
لقد فشلت كل جهود الرئيس في تحقيق نصر كاسح يضع نهاية للحرب في صعدة.وفشلت كل إجراءاته القسرية والتعسفية لإخماد وإحتواء حالة التمرد والغضب التي اجتاحت المحافظات الجنوبية والشمالية .وفي الحالتين فإن الأنطباع السائد في اليمن بأن الرئيس علي عبد الله صالح قد فشل متعمداً مع سبق الأصرار والترصد لقبول حلول مرضية للحرب في صعدة والأعتصامات والتظاهرات السلمية ضد سياسة التمييز والحرمان من الحقوق لأكثر من خمسين ألف عسكري وموظف في الخدمة المدنية من الجنوبيين منذ حرب صيف 1994م.
فالحرب في صعدة لم تكن بداية من أجل إسقاط النظام الحاكم برئاسة علي عبد الله صالح ولا صحة في الأدعاء بأن جماعة الحوثي تنشد إحلال نظام الأمامة محل الرئيس علي عبد الله صالح. ولا صحة أيضاً إن الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية يتم بدعم مادي من الدول الأمبريالية والرجعية فهو في واقع الحال من أجل إستعادة حقوق مشروعة في الوظيفة العامة و للمشاركة في الثروة وإدارة شؤون السلطة وفق ما تنص عليه إتفاقية الوحدة ووثيقة العهد والإتفاق المبرمة بين حكومتي جمهورية اليمن الديمقراطية في عدن والجمهورية العربية اليمنية في صنعاء وتحملان توقيع رئيسي الدولتين علي سالم البيض وعلي عبد الله صالح.
مشكلة اليمن أو مصيبتها تتركز في علي عبد الله صالح كرئيس غير مسؤول لا يدرك خطورة إحتراف إشعال الأزمات والحروب دون قدرة أو رغبة في وضع حلول لها كما هو حال حرب مستمرة منذ خمسة أعوام في صعدة وتراكمات مسلسل أخطاء وخطايا في التعامل مع إفرازات حرب صيف 1994م وإرساء حلول عادلة تعيد العلاقات بين الشمال والجنوب إلى طبيعتها.
ونظرا لتدهور الاوضاع في اليمن ولاجل المحافظة على الحكم فيه يسعى الرئيس الرئيس اليمني الى التنكيل بكل من يقوم بوجهه من قبل الشيعة وغيرهم في الشمال والجنوب على الرغم من الظروف القاسية التي يمر بها البلد في هذا الوقت ويرى المراقبون أن ما تشهده محافظة صعدة من حرب شاملة منذ خمسة أعوام والمحاولات والمساعي المتكررة التي بذلتها شخصيات يمنية تضم علماء وفقهاء ورجال سياسة وإعلام ونوابا وقادة عسكريين من أجل إيقافها قد تعثرت وتبددت فرصها دون أن تحقق سلاماً بسبب عدم مصداقية الرئيس اليمني وإصراره على تحقيق نصر كاسح يقضي على الحوثيين قضاء مبرماً. والرئيس اليمني يتمادى في عناده على تصعيد الأزمات وإختلاقها.
إن مناطق الشيعة في الجمهورية اليمنية وخاصة في المحافظات الشمالية تتعرض لأشد الهجمات من قبل النظام ألبعثي في اليمن وقد شملت هذه الهجمة الشرسة مئات الآلاف من الشيعة الزيدية والاثني عشرية .ومنذ اعوام ونحن نجد الإعلام العالمي يبث لنا عن هجوم عسكري على مناطق الشيعة في اليمن يتسبب في مقتل المئات من الابرياء , كما ينقل لنا أن النظام البعثي في اليمن يمنع من أقامة جميع المراسم والمناسبات الدينية عند الشيعة كالاحتفال بميلاد الائمة المعصومين وكاقامة مجالس العزاء , كما منع النظام طباعة ونشر الكتب الشيعية , بل قام النظام اليمني البعثي باحراق الكتب الإسلامية المقدسة كاحراق نهج البلاغة والصحيفة السجادية .
ومما يضاعف مظلومية الشيعة في اليمن منع النظام اليمني لجميع وكالات الانباء العالمية عن الوصول إلى مناطق الشيعة من اجل تصوير تلك الفجائع والوقائع .
لكن مع كل مايقوم به النظام في اليمن ضد الشيعة فأن اليمن تعتبر من أقدم البلدان الإسلامية والعربية في التشيع والولاء المحض لأهل البيت عليهم السلام، والطينة اليمنية عجنت بالحب للآل الطاهرين (عليهم السلام) ولهذا لم تقبل ابن العاص أو ابن الوليد ليكون إسلامهم على يديهما بل لم ترض أن تسلم إلا على يدي سيد الأوصياء أمير المؤمنين (عليهم السلام) ولم تزل اليمن محتفظة بآثارهم (عليهم السلام) وهناك مسجد يعود تأسيسه لعام 8/هـ والذي بنى هذا المسجد المرأة الهمدانية - فاطمة – وهي أول من أسلم على يدي أمير المؤمنين (عليه السلام) من أهل اليمن.
وهناك قصص وروايات كثيرة معبرة عن حب أهل اليمن وولائها لأهل البيت (عليهم السلام) ويذكر المؤرخون أن صنعاء كانت تاريخياً تضاهي الكوفة في التمذهب لأهل البيت (عليه السلام) ويمكن مراجعة كتاب الفلك الدوار، لصارم الدين الوزير وكذا كتاب اليمن الجمهوري للأديب البردوني اليمني، حتى أنه عرف أن أحجار اليمن تكاد تنطق بلسان فصيح بأن مولاها علياً عليه السلام ولا غرو في ذلك وأغنى وأفضل الأحجار الكريمة لاسيما أحجار العقيق، أحجار العقيق اليماني.
فلايمكن للرئيس اليمني ان يبعد او يقتل مذهب اهل البيت عليهم السلام مهما فعل من افاعيل ضد شيعة اهل البيت عليهم السلام .
والمتأمل لحال هذه البلاد سيجد ان الفساد اكتمل بنيانه وقد بلغ أقصى درجات القوة والتمكن في الأرض خلال هذه المرحلة التي تعد فترته الذهبية وهذا الكلام ليس تنظيرا بل هو واقع عملي فالبلد اليوم تعيش ظروفا ومرحلة استثنائية في غاية الكارثية والخطورة فلقد وصل الفساد الى مستوى أنه يفرض نفسه سلوك اخلاقي و منهج حياة يسير عليه الناس واستطاع أن يخضع أبسط تفاصيل الحياة اليومية لنواميسه هذا فضلا عن اختراقه وادارته لكافة المناشط والفعاليات الحياتية كدستور ينظم شئون الدولة والمجتمع.
ولذا صدرت دراسة أميركية لأفشين مولافي:
بعنوان : اليمن مرشح ليكون "أفغانستان القادمة"
الخميس , 23 يوليو 2009 م جاء فيها :
يواجه اليمن أزمة خطيرة تنذر بتحوله الى "دولة فاشلة" يمكن ان تجعله "أفغانستان التالية"، على ما افاد تقرير نشرته مؤسسة ابحاث محترمة ومجلة "فورين بوليسي" Foreign Policy التي تصدر في واشنطن. قال التقرير "ان عاصفة هوجاء حصادها الفشل تلوح الآن في أفق اليمن، وينسب التقرير أسباب الأزمة الى "اختفاء احتياطات النفط والماء ورهط من المهاجرين الذين يُشتبه بأن لبعضهم ارتباطات بتنظيم "القاعدة"، يتدفقون على البلد من الصومال، الدولة الفاشلة على اعتابه، وحكومة ضعيفة تزداد عجزا عن تسيير الأمور".
التقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" وأعدته مؤسسة السلام للابحاث Fund for Peace التي يوجد مقرها في واشنطن، وهي منظمة مستقلة تعمل من أجل منع الحرب وظروف اندلاعها. وجاء في التقرير "ان كثيرين قلقون من ان يكون اليمن افغانستان القادمة، فيخلق مشكلة عالمية مغلَّفة بدولة فاشلة".
تنشر مؤسسة السلام Fund for Peace ومجلة "فورين بوليسي" Foreign Policy كل عام على امتداد الأعوام الخمسة الماضية، "مؤشر الدول الفاشلة" الذي يصنف سائر بلدان العالم من الأشد تعرضا الى خطر الفشل الى أبعدها عن هذا الخطر. وكثيرا ما تشكل الدولة الفاشلة والآيلة الى الفشل خطرا على السلام العالمي لأنها تصبح ملاذا لنشاطات محظورة تمتد من الجريمة الى انتاج المخدرات والارهاب، بحسب ما يقول علماء سياسيون. كما انها تشكل، بالطبع، مخاطر كبيرة على السكان في هذه الدول مؤدية الى هجرة واسعة وأزمات نزوح.
كما لاحظ التقرير "ان السعوديين من اعضاء "القاعدة" ايضا أخذوا يتدفقون على اليمن معتبرين ان الرئيس علي عبد الله صالح أضعف من ان يمنعهم من التنظيم والتدريب". ونقل التقرير عن كريستوفر بوتشيك الخبير المختص بتنظيم "القاعدة" في مؤسسة "كارنيغي اندومنت" Carnegie Endowment للابحاث قوله "ان الكل في العربية السعودية يعرف ان مَنْ يقع في مشكلة يذهب الى اليمن".انتهى
وقال رامون سكوبل وهو خبير مياه نيوزيلندي يعمل في اليمن "لا اعتقد أن هناك دولة أخرى في العالم... قريبة الى هذا الحد من كارثة العلاقة بين السكان والموارد."
ونادرا ما يحتل اليمن وهو أفقر دول الشرق الاوسط العناوين الرئيسية في وسائل الاعلام الا عندما يتعرض سياح للخطف على أيدي رجال قبائل منفلتين أو للقتل على أيدي متشددين مرتبطين بالقاعدة لكن أي انزلاق نحو الفوضى في اليمن سيؤدي الى مخاطر هائلة في السعودية المجاورة وللعالم من ورائها.
ويحتل اليمن موقعا يطل على البحر الاحمر وخليج عدن وهما ممران حيويان لنقل النفط من الخليج الى أوروبا. وتجرف الامواج كل عام الافا من اللاجئين من الصومال واثيوبيا أمام سواحله.
ويحظى اليمن موطن أجداد أسامة بن لادن زعيم القاعدة باهتمام مكثف في اطار الحرب التي تخوضها واشنطن ضد "الارهاب".
ويواجه الرئيس علي عبد الله صالح الموجود في السلطة منذ 30 عاما تحديات متزايدة منذ اعادة انتخابه في سبتمبر/أيلول عام 2006 لفترة ولاية أخرى مدتها سبع سنوات.
ولم ينته جيشه بعد من سحق تمرد القبائل الشيعية الزيدية الذي بدأ قبل ثلاث سنوات في منطقة صعدة في شمال غرب البلاد والذي يعرف باسم تمرد "الحوثي" رغم صمود هدنة أخرى هشة تم التوصل اليها في وقت سابق من هذا الشهر.
وفي الجنوب يهدد الغضب مما يتصور أنه سلب من قبل الشمال الانجاز الرئيسي لصالح والمتمثل في اتفاقية عام 1990 والتي وحدت بين شمال اليمن التقليدي وجنوبه الماركسي.
وكثير من المناطق القبلية لا يزال خارج سيطرة الحكومة أو يتحداها في بلد اشتهر بأن كميات الاسلحة فيه تفوق أعداد البشر.انتهى
تتحدث الأوساط اليمنية من مختلف المذاهب والمدارس والأفكار السياسية بأن الواقع السياسي والأمني والإقتصادي قد بلغ ذروة السوء
والتدهور.واليمنيون في ظل مثل هذا الواقع يواسون أنفسهم بالقول " فرج الله قريب " و " ما حيلة من فرج " و " يا أزمة أشتدي تنفرجي ".
ويلقي اليمنيون اللوم والمسؤولية علي عاتق الرئيس والمسؤولين الذين يحيطون به من وزراء وضباط ومستشارين ورجال أعمال وعلماء.ويصفون القائمين على أمور البلاد والعباد بالفساد والفشل والظلم والأستبداد واللصوصية.ويخصون الجيش بالمهزوم والمحاصر المتقهقر في صعدة والمستأسد في المحافظات الجنوبية.
لقد فشلت كل جهود الرئيس في تحقيق نصر كاسح يضع نهاية للحرب في صعدة.وفشلت كل إجراءاته القسرية والتعسفية لإخماد وإحتواء حالة التمرد والغضب التي اجتاحت المحافظات الجنوبية والشمالية .وفي الحالتين فإن الأنطباع السائد في اليمن بأن الرئيس علي عبد الله صالح قد فشل متعمداً مع سبق الأصرار والترصد لقبول حلول مرضية للحرب في صعدة والأعتصامات والتظاهرات السلمية ضد سياسة التمييز والحرمان من الحقوق لأكثر من خمسين ألف عسكري وموظف في الخدمة المدنية من الجنوبيين منذ حرب صيف 1994م.
فالحرب في صعدة لم تكن بداية من أجل إسقاط النظام الحاكم برئاسة علي عبد الله صالح ولا صحة في الأدعاء بأن جماعة الحوثي تنشد إحلال نظام الأمامة محل الرئيس علي عبد الله صالح. ولا صحة أيضاً إن الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية يتم بدعم مادي من الدول الأمبريالية والرجعية فهو في واقع الحال من أجل إستعادة حقوق مشروعة في الوظيفة العامة و للمشاركة في الثروة وإدارة شؤون السلطة وفق ما تنص عليه إتفاقية الوحدة ووثيقة العهد والإتفاق المبرمة بين حكومتي جمهورية اليمن الديمقراطية في عدن والجمهورية العربية اليمنية في صنعاء وتحملان توقيع رئيسي الدولتين علي سالم البيض وعلي عبد الله صالح.
مشكلة اليمن أو مصيبتها تتركز في علي عبد الله صالح كرئيس غير مسؤول لا يدرك خطورة إحتراف إشعال الأزمات والحروب دون قدرة أو رغبة في وضع حلول لها كما هو حال حرب مستمرة منذ خمسة أعوام في صعدة وتراكمات مسلسل أخطاء وخطايا في التعامل مع إفرازات حرب صيف 1994م وإرساء حلول عادلة تعيد العلاقات بين الشمال والجنوب إلى طبيعتها.
ونظرا لتدهور الاوضاع في اليمن ولاجل المحافظة على الحكم فيه يسعى الرئيس الرئيس اليمني الى التنكيل بكل من يقوم بوجهه من قبل الشيعة وغيرهم في الشمال والجنوب على الرغم من الظروف القاسية التي يمر بها البلد في هذا الوقت ويرى المراقبون أن ما تشهده محافظة صعدة من حرب شاملة منذ خمسة أعوام والمحاولات والمساعي المتكررة التي بذلتها شخصيات يمنية تضم علماء وفقهاء ورجال سياسة وإعلام ونوابا وقادة عسكريين من أجل إيقافها قد تعثرت وتبددت فرصها دون أن تحقق سلاماً بسبب عدم مصداقية الرئيس اليمني وإصراره على تحقيق نصر كاسح يقضي على الحوثيين قضاء مبرماً. والرئيس اليمني يتمادى في عناده على تصعيد الأزمات وإختلاقها.
إن مناطق الشيعة في الجمهورية اليمنية وخاصة في المحافظات الشمالية تتعرض لأشد الهجمات من قبل النظام ألبعثي في اليمن وقد شملت هذه الهجمة الشرسة مئات الآلاف من الشيعة الزيدية والاثني عشرية .ومنذ اعوام ونحن نجد الإعلام العالمي يبث لنا عن هجوم عسكري على مناطق الشيعة في اليمن يتسبب في مقتل المئات من الابرياء , كما ينقل لنا أن النظام البعثي في اليمن يمنع من أقامة جميع المراسم والمناسبات الدينية عند الشيعة كالاحتفال بميلاد الائمة المعصومين وكاقامة مجالس العزاء , كما منع النظام طباعة ونشر الكتب الشيعية , بل قام النظام اليمني البعثي باحراق الكتب الإسلامية المقدسة كاحراق نهج البلاغة والصحيفة السجادية .
ومما يضاعف مظلومية الشيعة في اليمن منع النظام اليمني لجميع وكالات الانباء العالمية عن الوصول إلى مناطق الشيعة من اجل تصوير تلك الفجائع والوقائع .
لكن مع كل مايقوم به النظام في اليمن ضد الشيعة فأن اليمن تعتبر من أقدم البلدان الإسلامية والعربية في التشيع والولاء المحض لأهل البيت عليهم السلام، والطينة اليمنية عجنت بالحب للآل الطاهرين (عليهم السلام) ولهذا لم تقبل ابن العاص أو ابن الوليد ليكون إسلامهم على يديهما بل لم ترض أن تسلم إلا على يدي سيد الأوصياء أمير المؤمنين (عليهم السلام) ولم تزل اليمن محتفظة بآثارهم (عليهم السلام) وهناك مسجد يعود تأسيسه لعام 8/هـ والذي بنى هذا المسجد المرأة الهمدانية - فاطمة – وهي أول من أسلم على يدي أمير المؤمنين (عليه السلام) من أهل اليمن.
وهناك قصص وروايات كثيرة معبرة عن حب أهل اليمن وولائها لأهل البيت (عليهم السلام) ويذكر المؤرخون أن صنعاء كانت تاريخياً تضاهي الكوفة في التمذهب لأهل البيت (عليه السلام) ويمكن مراجعة كتاب الفلك الدوار، لصارم الدين الوزير وكذا كتاب اليمن الجمهوري للأديب البردوني اليمني، حتى أنه عرف أن أحجار اليمن تكاد تنطق بلسان فصيح بأن مولاها علياً عليه السلام ولا غرو في ذلك وأغنى وأفضل الأحجار الكريمة لاسيما أحجار العقيق، أحجار العقيق اليماني.
فلايمكن للرئيس اليمني ان يبعد او يقتل مذهب اهل البيت عليهم السلام مهما فعل من افاعيل ضد شيعة اهل البيت عليهم السلام .