المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لكل زمانٍ إمام.. لابدّ من معرفته(بمناسبة ولادة الامام المهدي عليه السلام)


السید الامینی
05-08-2009, 08:40 AM
الإسلام بكلّ ما جاء فيه من أمور.. موضعُ أهميّة المسلم في جميع شؤون حياته، ولكنْ فيه ما هو مهمّ وما هو أهَمّ، وما هو على غايةٍ من الأهميّة. والعقائد في الدِّين هي التي تأخذ محلَّ الصدارة دائماً، فمنها يكون الإيمان وتكون التقوى، وعليها تُبتنى الأعمال وتُقبَل، وبسببها تكون المواقف وتُحسَم الأمور وتندفع القلوب والنفوس نحو الأهداف والغايات.
ومن العقائد الحقّة التي أكّدها القرآن الكريم والسنّة النبويّة الزاكية: الإمامة، وقد كان الأنبياء عليهم السلام قادةً مُنذِرين، وكان مِن بعدهم عددٌ من الأوصياء المُستخلَفين، وتلك سُنّة الله تعالى في خلقه وعباده، أجمَلَتها آية شريفة في كتاب الله تعالى، وهي قول الحقّ جَلّ وعلا:
http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif إنَّما أَنْتَ ولِكُلِّ قَومٍ هادٍمُنْذِرٌ http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif ( سورة الرعد:7 ).
• جاء في: تفسير جامع البيان للطبري، والتفسير الكبير للفخرالرازي، والدرّ المنثور للسيوطي الشافعي، وكنز العمّال للمتّقي الهندي 157:6 ، ونور الأبصار للشبلنجي الشافعي ص 70 والمستدرك على الصحيحين للحاكم النَّيسابوري الشافعي 129:3، وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 41:7 والمناوي في كنوز الحقائق ص 42 وغيرهما، بأسانيد عديدة عن عبدالله بن عبّاس والإمام عليّ عليه السلام وأبي برزة الأسلمي، بما أخرجه ابن مردَوَيه وأبو نُعيم في المعرفة والديلمي في فردوس الأخبار وابن عساكر وابن النجّار في ظلّ الآية المباركة:
أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وضع يدَه المباركة على صدره فقال: أنا المُنذِر، ولكلِّ قومٍ هادٍ ـ وأومأ بيده إلى مَنكِب عليٍّ عليه السلام وقال: أنت الهادي يا عليّ، بك يهتدي المهتدون بعدي.
( وبنصوصٍ تقرب من هذا النصّ لفظاً وتتّفق معنىً وسنداً ).
وما أكّد الإسلام على أمرٍ كما أكّد على الإمامة بعد النبوّة؛ لأنّها الامتداد لها، ولأنّ الناس لا يثبتون ولا يهتدون إلاّ بها.. ومن هنا نفهم عِظمَ أهميّة الحديث النبوي الشهير وخطورته، وضرورته: « مَن ماتَ ولم يَعرِفْ إمامَ زمانِه ماتَ مِيتةً جاهليّة ». وهو حديث شريف وضع المسلمين أمامَ مسؤوليّةٍ كبرى، هي التعرّف على الإمام الحقّ بعد رحلة رسول الله صلّى الله عليه وآله، وبما أنّ الإمامة ـ كالنبوّة ـ لا تكون إلاّ بتعيينٍ من الله تبارك وتعالى وتبليغٍ من النبيّ، كان لابدّ أن يكون رسول الله صلّى الله عليه وآله قد بَلّغها مِراراً على نحو: التعيينِ والتشخيص والتحديد، والبيانِ والتأكيد. وأوضحُ ذلك كان في يوم الغدير الأغرّ، وعيده الأكبر، على مرأى ومسمع آلافِ المسلمين ممّن لا يقلّون عن ثمانين ألفاً، إن لم يزيدوا عن مئةٍ وعشرين ألفاً!
وأمّا حديث معرفة إمام الزمان، فقد ورد في صِيَغٍ كثيرة، متقاربةٍ في معانيها وألفاظها، ضمن روايات عديدة وردت في عشرات النصوص ومئات المصادر القديمة والحديثة، واللافت أنّها جميعَها: تدعو المسلمين، بل وتنبّه المتساهلين، وتحذّر المُهمِلين، وتوقظ الغافلين.. إلى وجوب معرفة إمام عصرهم، بل وتهّددهم بالموت على الجاهليّة إذا قَضَوا ولم يعرفوا إمامَ زمانهم!

نصوصٌ مُحتجّة!
لقد اخترنا من بين تلك النصوص ـ ومن المصادر السنيّة ـ هذا النَّزرَ اليسير، اكتفاءً به عن طلاّب الدليل، وإرشاداً لِمَن أراد الجمَّ الكثير.
• ( مسند أبي داود الطيالسي ـ ت 204 هـ ): عن عبدالله بن عمر ـ الحديث:
• « مَن مات بغير إمام، مات مِيتةً جاهلية ». ( كنز العمّال 103:1 / ح 464، و 65:6 / ح 14863 ).
• ( الطبقات الكبرى لابن سعد الواقدي ـ ت 230 هـ ـ ج 5 ص 107 ): عن عبدالله بن عمر ـ الحديث:
• « مَن مات ولا بيعةَ عليه، مات مِيتةً جاهلية ». ( كنز العمّال 103:1 / ح 463 ).
• ( المعيار والموازنة لأبي جعفر الإسكافي ـ ت 240 هـ ـ ص 24 ): عن عبدالله بن عامر ـ الحديث:
• « مَن مات ولا إمامَ له، مات مِيتةً جاهليّة ».
• ( صحيح مسلم ـ ت 261 هـ ـ ج 2 ص 1476 / ح 1848 و 1849 ): عن عبدالله بن عمر ـ الحديث:
• « مَن مات وليس في عنقه بيعة، مات مِيتةً جاهليّة ».
• وفي ( 8 ص 107 ): مَن لم يعرف إمامَ زمانه فمات، مات ميتةً جاهليّة «.
• ( العلل الواردة في الأحاديث، للدارقطني الشافعي ـ ت 305 هـ ـ ج 7 ص 73 ).
أورده بثلاثة طرق عن معاوية وطريقين عن أبي هريرة ـ الحديث:
• « مَن مات بغير إمام، مات ميتةً جاهليّة ».
• ( الزوائد لأحمد بن عمر البزّار ـ ت 320 هـ ـ ج 1 ص 144 و ج 2 ص 143 ) ـ:
• « مَن مات وليس عليه إمام، فمِيتتُه ميتةٌ جاهليّة ».
• ( الكنى والأسماء، للحافظ الدولابي ـ ت 320 هـ ـ ج 2 ص 3، طبعة دائرة المعارف بحيدر آباد الدكن ): عن عبدالله بن عمر ـ الحديث:
• « مَن مات وليس عليه إمامٌ جامع، فقد مات ميتةً جاهليّة ».
• ( صحيح ابن حِبّان التميمي الشافعي ـ ت 354 هـ ـ، مع شرح: الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان ج 7 ص 49 / ح 4554 ) ـ الحديث:
• « مَن مات وليس له إمام، مات ميتةً جاهليّة ».
• ( المُغْني، للقاضي عبدالجبّار المعتزلي ـ ت 415 هـ ـ الجزء المكمّل للعشرين 116:1 ):
• « مَن مات ولم يعرف إمامَ زمانه، مات ميتةً جاهليّة ».
• ( حلية الأولياء، للحافظ أبي نُعَيم الأصفهاني ـ ت 430 هـ ـ ج 3 ص 224 ):
• « مَن مات بغيرِ إمام، فقد مات مِيتةً جاهليّة ». ( نقلاً عن الطيالسي ).
• ( الجمع بين الصحيحين للحُمَيدي ـ ت 488 هـ ـ ) ـ الحديث:
• « مَن إمام زمانه، مات ميتةً مات ولم يعرف جاهليّة ». ( كنز العمّال 186:1 ـ طبعة حيدر آباد ).
• ( المِلل والنِّحَل للشهرستاني الشافعي ـ ت 548 هـ ـ ج 1 ص 172 طبعة القاهرة، بذيل « الإسماعيليّة » ـ الحديثان:
• « إنّ من مات ولم يعرف إمام زمانه، مات ميتةً جاهليّة ».
• « مَن مات ولم يكن في عنقه بيعةُ إمام، مات ميتةً جاهليّة ».
• ( المسائل الخمسون لفخرالدين الرازي ـ ت 606 هـ ـ المسألة 47 ص 384 ) ـ الحديث:
• « من مات ولم يعرف إمام زمانه، فَلْيَمُتْ إن شاء يهوديّاً، وإن شاء نصرانيّاً ».
• ( شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد المعتزلي ـ ت 656 هـ ـ ج 9ص 155 ) ـ الحديث:
• « مَن مات بغير إمام، مات مِيتةً جاهليّة ». وأضاف ابن أبي الحديد:
وأصحابنا جميعهم يقولون بصحّة هذا الأمر، أنّه لا يدخل الجنّةَ إلاّ مَن عَرَف الأئمّة. ( وفي ج 13 ص 242 من الشرح ): عن عبدالله بن عمر ـ الحديث:
• « مَن مات ولا إمامَ له، مات ميتةً جاهليّة ». ثمّ أضاف المعتزلي: إنّ ابن عمر ذهب ليلةً إلى الحجّاج بن يوسف الثقفي ليُبايعه على خلافة عبدالملك بن مروان، إذ كان الحجّاج عاملَ عبدالملك على العراق؛ وذلك لأن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « مَن مات ولا إمامَ له. مات مِيتةً جاهليّة »، إلاّ أنّ الحجّاج أراد أن يُحقّر عبدالله بن عمر، فمَدّ رِجلَه مِن تحت الفراش بدلاً من يده وقال له: خُذْ رِجلي بيديك للبيعة وهكذا استهزأ ببيعة ابن عمر.
وفي بعض الأخبار استخفّ به الحجّاج وذكّره بامتناعه عن بيعة الإمام عليّ عليه السلام، ما الذي صرفه عنها حتّى أفاق على بيعة عبدالملك!
• ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، للهيثمي الشافعي ـ ت 807 هـ ـ ج 5 ص 218 ): عن معاوية بن أبي سفيان ـ الحديث:
• « مَن مات بغير إمام، مات ميتةً جاهليّة ». ( وعلى الصفحة 225 ): ـ عنه أيضاً:
• « مَن مات وليس عليه إمام، مات ميتةً جاهليّة ».
• ( ينابيع المودّة لذوي القُربى، للشيخ سليمان القندوزي الحنفي ـ ت 1294 هـ ـ ج 1 ص 350 ـ 351 / ح 5 من الباب 38، تحقيق: السيّد علي أشرف، طبع دار الأسوة سنة 1422 هـ ): عن ( المناقب ) للخوارزمي الشافعي، بإسناده عن عيسى بن السري أنّه سأل الإمامَ جعفر الصادق عليه السلام عمّا ثبتت عليه دعائم الإسلام، إذا أخذ بها زكا عملُه ولم يَضرَّه جهلُ ما جَهِل.. فأجاب عليه السلام بقوله:
• « شهادةُ أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله، والإقرارُ بما جاء به مِن عندِ الله، وحقٌّ في الأموال مِن الزكاة، والإقرارُ بالولاية التي أمر الله بها: ولاية آل محمّد صلّى الله عليه وآله؛ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: مَن ماتَ لا يعرف إمامّه، مات مِيتةً جاهليّة. قال الله عزّوجلّ: » أطِيعُوا اللهَ وأطِيعُوا الرسُولَ وأُولي الأمر مِنكُم » ( النساء:59 )، فكان عليّ ثمّ مِن بعده حسن، ثمّ حسين، ثمّ مِن بعده عليُّ بن الحسين، ثمّ مِن بعده محمّدُ بن عليّ،.. وهكذا يكون الأمر. إنّ الأرض لا تصلح إلاّ بإمام، ومَن مات لا يعرف إمامَه مات مِيتةً جاهليّة، وأحوَجُ ما يكون أحدُكم إلى معرفته إذا بلَغَت نَفْسُه ها هنا ( وأهوى بيده المباركة إلى صدره ) يقول حينئذٍ: لقد كان على أمرٍ حَسَن «. ( يراجع أيضاً: الكافي للكليني 21:2 / ح 9 ـ باب دعائم الإسلام، تفسير العيّاشي 252:1 / ح 175، تفسير فرات الكوفي 109 / ح 111، غاية المرام للسيّد هاشم البحراني 266 / ح 5 ـ الباب 59 ).

ماذا.. بعد هذا ؟!
لا بأس ـ بعد هذا ـ بمراجعة مصادر أخرى في هذه العقيدة، وهي في كتب علماء السنّة شاخصة ماثل، كلّها تروي الحديث المذكور عن:
1. عبدالله بن عبّاس، 2. عبدالله بن عمر بن الخطّاب، 3. معاوية بن أبي سفيان، 4. زيد بن أرقم، 5. عُوَيمر بن مالك ( أبي الدرداء )، 6. مُعاذ بن جبل، 7. عامر بن ربيعة العَنَزي.
وتلك نصوص الإمامة جرت عن لسان رسول الله صلّى الله عليه وآله ما مُلئت منها مجلّدات: مرّةً تُعيّن صفات الإمام وأخرى تذكرها في عليٍّ أمير المؤمنين عليه السلام. ومرّةً تذكر ضرورة وجود الإمام وأخرى تثبّتها في شخص عليٍّ أمير المؤمنين عليه السلام. وأين نحن عن واقع الغدير العظمى وقد تواترت رواياتها وتظافرت في تعيين الإمامة في الإمام عليٍّ والخلافة له ولأبنائه بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله، ثمّ كانت البيعة الكبرى له! فهل بعد ذلك لا يُعرف إمامٌ ولا يُخشى مِن المِيتة الجاهليّة ؟!

** مسلمة سنية **
05-08-2009, 08:53 AM
بارك الله فيك استاذنا الكريم و جزاك خير الجزاء

السید الامینی
05-08-2009, 08:56 AM
بارك الله فيك استاذنا الكريم و جزاك خير الجزاء



السلام عليكم

حياكم الله و بارك الله بكم اختي الكريمة و شكرا

ألنور الأقدس
05-08-2009, 09:14 AM
بسمه تعالى
اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم

احسنتم مولانا

جعلكم الله وإيانا من انصار قائمـ آل محمد

وتقبل مروري بكل ود وأحترام

علي الفاروق
05-08-2009, 10:28 AM
اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم اشرح لي صدري


بحث أكثر من رائع .

أحسنت سيدنا الغالي " السيد الاميني " وجعله في ميزان حسناتكم.


أحببت ان انقل الطرق المعتبرة للحديث من الطريقين ، فهي منقول من احدى مواضيع الاخوة الافاضل :
من طرق أهل السنة والجماعة

روى أحمد بن حنبل (المتوفي 241 هـ) في مسنده ( ج 4 ص 96 ) قال:
" ثنا أسود بن عامر انا أبو بكر عن عاصم عن أبي صالح عن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية ".
قال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تعليقه على الحديث: ( حديث صحيح لغيره وهذا إسناد حسن من أجل عاصم وهو ابن بهدلة وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير أن أبا بكر وهو ابن عياش إنما روى له مسلم في المقدمة وهو صدوق حسن الحديث. )


وفي رواية أخرجها الهيثمي في مجمع الزوائد ( ج 5 ص 224، ص 225 )، وابن أبي عاصم في كتاب السنة ص489 ح 1057:
أن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم قال: من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية.
قال عنها الألباني: ( إسناده حسن ورجاله ثقات. )


كما أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده ( ص 259 )، وابن حبان في صحيحه الإحسان بترتيب ( ج 7 ص 49 )، وابو نعيم في حلية الأولياء ( ج 3 ص 224 )، والمتقي الهندي في كنز العمال ( ج 1 ص 103 ح 464 )، وفي ( ج 6 ص 65 ح 14863):
عن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم أنه قال: (مَن مات بغير إمام مات ميتة جاهلية).


قال بدر الدين العيني (المتوفى 855 هـ) في شرحه على صحيح البخاري (عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج 24 ص 177):
" قوله جاهلية أي كموت أهل الجاهلية حيث لم يعرفوا إماماً مطاعاً ... ".

وكذا قال ابن حجر العسقلاني (المتوفى 852 هـ) في فتح الباري شرح صحيح البخاري ج 13 ص 5:
" والمراد بالميتة الجاهيلة وهي بكسر الميم حالة الموت كموت أهل الجاهلية على ضلال وليس له امام مطاع لانهم كانوا لا يعرفون ذلك ... ".


-------------------------

من طرق الشيعة الإمامية

الصدوق في كمال الدين ( 9\409 )، الخزاز القمي في كفاية الأثر ص296 ، الطبرسي في إعلام الورى ( 2\353)، والبحار واللفظ للأخير:

ك 7- : الطالقاني ، عن أبي علي بن همام قال : سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول : سمعت أبي يقول:
سئل أبومحمد الحسن بن علي عليه السلام وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه عليهم السلام أن الارض لاتخلو من حجة الله على خلقه إلى يوم القيامة وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، فقال عليه السلام : إن هذا حق كما أن النهار حق .
فقيل له : يابن رسول الله فمن الحجة والامام بعدك ؟ فقال : ابني محمد وهو الامام والحجة بعدي ، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية.
أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون ، ويهلك فيها المبطلون ، ويكذب فيها الوقاتون ثم يخرج فكأني أنظر إلى الاعلام البيض تخقق فوق رأسه بنجف الكوفة.
( إسنادها معتبر )

أخرج الكليني في الكافي:
عن أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن الفضيل عن الحارث بن المغيرة قال : قلت لأبي عبد الله (ع) : قال رسول الله (ص): من مات لا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ؟ قال : "نعم" ، قلت : جاهلية جهلاء أو جاهلية لا يعرف إمامه ؟ قال : "جاهلية كفر ونفاق وضلال" .
( إسنادها صحيح )

كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق - ص 229 - 230.
27- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد الوليد رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، وسعد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا ، عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب ، عن علي بن النعمان ، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : جعلت فداك إن سالم بن أبي حفصة يلقاني ويقول لي : ألستم تروون أن من مات وليس له إمام فموتته موته جاهلية ؟ فأقول له : بلى ، فيقول لي : قد مضى أبو جعفر فمن إمامكم اليوم ؟ فأكره جعلت فداك أن أقول له : جعفر فأقول له : أئمتي آل محمد ، فيقول لي : ما أراك صنعت شيئا ، فقال عليه السلام : ويح سالم بن أبي حفصة لعنه الله وهل يدري سالم ما منزلة الامام ، إن منزلة الامام أعظم مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون ، وإنه لن يهلك منا إمام قط إلا ترك من بعده من يعلم مثل علمه ، ويسير مثل سيرته ، ويدعو إلى مثل الذي دعا إليه ، وإنه لم يمنع الله عز وجل ما أعطى داود أن أعطى سليمان أفضل منه .
( إسنادها صحيح )

وصرح الشيخ المفيد بكتاب الافصاح بأنه متواتر ، وقال عنه في الرسالة الأولى في الغيبة "من مات ولا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية" بأنه صحيح يشهد به إجماع أهل الآثار.
وفي بحار الأنوار (ج23 باب 4) تجد 40 حديثا.

الخلاصة: اعتقد أن الذي ليس فوق مستوى النقد هو الناقد لهذا الحديث المتواتر.




علوي,,

السید الامینی
05-08-2009, 02:01 PM
بسمه تعالى

اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم

احسنتم مولانا

جعلكم الله وإيانا من انصار قائمـ آل محمد


وتقبل مروري بكل ود وأحترام


احسن الله اليكم اختي الفاضلة و جعلكم الله تعالى من انصار المهدي عليه السلام

السید الامینی
05-08-2009, 02:02 PM
اللهم صل على محمد وال محمد
اللهم اشرح لي صدري


بحث أكثر من رائع .

أحسنت سيدنا الغالي " السيد الاميني " وجعله في ميزان حسناتكم.


أحببت ان انقل الطرق المعتبرة للحديث من الطريقين ، فهي منقول من احدى مواضيع الاخوة الافاضل :
من طرق أهل السنة والجماعة

روى أحمد بن حنبل (المتوفي 241 هـ) في مسنده ( ج 4 ص 96 ) قال:
" ثنا أسود بن عامر انا أبو بكر عن عاصم عن أبي صالح عن معاوية قال: قالرسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات بغير إمام مات ميتةجاهلية ".
قال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تعليقه على الحديث: ( حديث صحيح لغيره وهذا إسناد حسن من أجل عاصم وهو ابن بهدلة وبقيةرجاله ثقات رجال الشيخين غير أن أبا بكر وهو ابن عياش إنما روى له مسلم في المقدمةوهو صدوق حسن الحديث. )


وفي رواية أخرجهاالهيثمي في مجمع الزوائد ( ج 5 ص 224، ص 225 )، وابن أبي عاصم في كتاب السنة ص489 ح 1057:
أن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم قال: من ماتوليس عليه إمام مات ميتة جاهلية.
قال عنها الألباني: ( إسناده حسن ورجاله ثقات. )


كما أخرجه أبو داودالطيالسي في مسنده ( ص 259 )، وابن حبان في صحيحه الإحسان بترتيب ( ج 7 ص 49 )،وابو نعيم في حلية الأولياء ( ج 3 ص 224 )، والمتقي الهندي في كنز العمال ( ج 1 ص 103 ح 464 )، وفي ( ج 6 ص 65 ح 14863):
عن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم أنه قال: (مَن مات بغير إمام مات ميتةجاهلية).


قال بدر الدين العيني (المتوفى 855 هـ) في شرحه علىصحيح البخاري (عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج 24 ص 177):
" قوله جاهلية أي كموت أهل الجاهلية حيث لم يعرفوا إماماً مطاعاً ... ".

وكذا قال ابن حجر العسقلاني (المتوفى 852 هـ) في فتح الباري شرحصحيح البخاري ج 13 ص 5:
" والمراد بالميتة الجاهيلة وهي بكسرالميم حالة الموت كموت أهل الجاهلية على ضلال وليس له امام مطاع لانهم كانوا لايعرفون ذلك ... ".


-------------------------

من طرق الشيعة الإمامية

الصدوق في كمال الدين ( 9\409 )، الخزاز القمي في كفاية الأثر ص296 ،الطبرسي في إعلام الورى ( 2\353)، والبحار واللفظ للأخير:

ك 7- : الطالقاني ، عن أبي علي بن همام قال : سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحهيقول : سمعت أبي يقول:
سئل أبومحمد الحسن بن علي عليه السلام وأنا عنده عن الخبرالذي روي عن آبائه عليهم السلام أن الارض لاتخلو من حجة الله على خلقه إلى يومالقيامةوأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية،فقال عليه السلام : إن هذا حق كما أن النهار حق .
فقيل له : يابن رسول الله فمنالحجة والامام بعدك ؟ فقال : ابني محمد وهو الامام والحجة بعدي ،من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية.
أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون ،ويهلك فيها المبطلون ، ويكذب فيها الوقاتون ثم يخرج فكأني أنظر إلى الاعلام البيضتخقق فوق رأسه بنجف الكوفة.
( إسنادها معتبر )

أخرج الكليني في الكافي:
عن أحمد بنإدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن الفضيل عن الحارث بن المغيرة قال : قلتلأبي عبد الله (ع) : قال رسول الله (ص): من مات لا يعرف إمام زمانهمات ميتة جاهلية ؟ قال : "نعم"، قلت : جاهلية جهلاء أو جاهلية لا يعرفإمامه ؟ قال : "جاهلية كفر ونفاق وضلال" .
( إسنادها صحيح )

كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق - ص 229 - 230.
27- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد الوليد رضي الله عنه قال : حدثنامحمد بن الحسن الصفار ، وسعد بن عبد الله ، وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا ، عنمحمد بن الحسين ابن أبي الخطاب ، عن علي بن النعمان ، عن فضيل بن عثمان، عن أبيعبيدة قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : جعلت فداك إن سالم بن أبي حفصة يلقانيويقول لي : ألستم تروون أن من مات وليس له إمام فموتته موته جاهلية؟ فأقول له : بلى ،فيقول لي : قد مضى أبو جعفر فمن إمامكم اليوم ؟ فأكرهجعلت فداك أن أقول له : جعفر فأقول له : أئمتي آل محمد ، فيقول لي : ما أراك صنعتشيئا ، فقال عليه السلام : ويح سالم بن أبي حفصة لعنه الله وهل يدري سالم ما منزلةالامام ، إن منزلة الامام أعظم مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون ، وإنه لن يهلكمنا إمام قط إلا ترك من بعده من يعلم مثل علمه ، ويسير مثل سيرته ، ويدعو إلى مثلالذي دعا إليه ، وإنه لم يمنع الله عز وجل ما أعطى داود أن أعطى سليمان أفضل منه .
( إسنادها صحيح )

وصرح الشيخالمفيد بكتاب الافصاح بأنه متواتر ، وقال عنه في الرسالة الأولى في الغيبة "من ماتولا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية" بأنه صحيح يشهد به إجماع أهل الآثار.
وفيبحار الأنوار (ج23 باب 4) تجد 40 حديثا.

الخلاصة: اعتقد أن الذي ليسفوق مستوى النقد هو الناقد لهذا الحديث المتواتر.




علوي,,


حياكم الله و بارك الله بكم و احسن الله اليكم و شكرا

عاشق الامام الكاظم
05-08-2009, 02:15 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد
الف شكر لك استاذنا
والف مبروك على الجميع
يوم الولادة

صفحة الحق
05-08-2009, 02:30 PM
أحسنت بارك الله فيك سيدنا ووفقك غلى كل خير

طرح موفق ورائع مدعم بالأدلة ....

السید الامینی
05-08-2009, 05:10 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد

الف شكر لك استاذنا
والف مبروك على الجميع

يوم الولادة



بارك الله بكم عزيزي عاشق و سدد الله خطاكم و شكرا

السید الامینی
05-08-2009, 05:11 PM
أحسنت بارك الله فيك سيدنا ووفقك غلى كل خير



طرح موفق ورائع مدعم بالأدلة ....



احسن الله اليكم و بارك الله بكم عزيزي الكريم و شكرا

السید الامینی
06-08-2009, 05:33 AM
كان لابدّ أن تكون ولادة الإمام الثاني عشر المهديّ المنتظر « عجلّ الله فرَجَه » مقرونةً بالسرَيّة والكتمان؛ حتّى تتسنّى له الغَيبة بعد ذلك والاختفاء عن الأنظار إلى مكان آمنٍ يختاره الله له إلى حين يأذن له بالظهور، باعتباره الكوكبَ الأخير في سماء الإمامة، والإمامَ الذي لا إمام للمسلمين بعدَه. وهذا المعنى يستلزم حياةً خفيّة وعُمراً مديداً وولادة سرّيّة، حتّى يبقى موقع الإمامة مشغولاً على مدى الدهر بإمام من الأئمّة الاثني عشر عليهم السّلام: ظاهرٍ أو غائب.
وحينئذ، فمِن غير المناسب أن يُقال: لماذا لم تكن ولادة الإمام، ووجوده بعد أبيه أمراً مشهوداً، ملموساً لكلِّ مَن أراد؛ حتّى نصدّق به ؟ فإنه لو كان كذلك لما تيسّرت له الغَيبة والاختفاء عن الأنظار، ولَما كان هو الإمامَ الثاني عشر، ولكان الأئمّة أكثرَ من هذا العدد، وهذا ما يخالف الأدلّة النبويّة المذكورة، فالولادة السرّيّة من المستلزمات والمقتضيات الطبيعية لتلك الأدلّة.
وهذا ما يوضّح أنّ الإثبات الخارجيّ لقضية، مِن نوع قضية ولادة الإمام المهديّ ووجوده وحياته، لا يمكن الاكتفاء فيه بالبحث التاريخيّ، ما دمنا نؤمن منذ البداية أنّها مقرونة بدرجة شديدة من السرّيّة والكتمان، بل هو إثبات عقائديّ تاريخيّ تقوم فيه العقيدة بلعبِ دورٍ أساسيّ، فيما يلعب البحثُ التاريخيّ فيها دوراً تكميليّاً؛ لأنّنا نُذعن منذ البدء بوجود المنكِرين لها والمشكّكين فيها، ما دامت القضية سرّيةً مكتومة، والمطّلعون عليها عددٌ محدود من الناس، بنحو يسمح للآخرين بالتساؤل ما داموا محجوبين عن الحقيقة السريّة المكتومة، بحيث لو سألهم سائل عن ولادة الإمام المهديّ ووجوده وحياته، لأنكروا ذلك، ولنقلوا عن سائر الناس أنّهم أيضاً لم يروه ولم يسمعوا بخبر ولادته ووجوده، فنحن لا نتحدّث عن قضيّة ماديّة محسوسة للناس بكلّ أبعادها وجهاتها، أو تخضع لتسجيلٍ تاريخيٍّ كامل حتّى نعتمد في إثباتها وإنكارها على المؤرّخين والرواة، وإنّما نتحدّث من حيث الأساس عن قضيّة غيبيّة، إلاّ أنّها ليست غيبيّةً بنحوٍ مطلق، وإنّما لها شعاع محسوس يطّلع عليه أفراد منتخَبون، يطّلعون على ولادته فيشهدون عليها، وعلى غيبته الصغرى فيشهدون عليها، وعلى غيبته الكبرى فيشهدون عليها؛ ولهذا نقول: إنّ مفهوم أهل البيت عليهم السّلام عن الإمام المهديّ عليه السّلام مفهوم عقائديّ، بمعنى أنّ إنكار المنكِرين في مثل قضية الإمام المهديّ عليه السّلام لا يكون حجّةً تاريخيّة منطقيّة لإثبات عدم وجوده، ما دمنا قد أذعنّا منذ البداية أنّ القضيّة سريّةُ مكتومة، ومن الضروريّ الاكتفاء من ناحية البحث التأريخيّ بإثبات وجود مَن رآه واطّلع عليه وسمع بوجوده وأذعن له.

الشواهد التاريخيّة الدالّة على وجود الإمام المهديّ عليه السّلام:
وهذه ناحية واسعة تظافرت عليها أرقام تاريخيّة كثيرة جدّاً، نصنّفها في عدّة نقاط:


1 ـ شهادة الإمام الحسن العسكري عليه السّلام بولادة ابنه الإمام المهديّ عليه السّلام:
وفي ذلك أحاديث كثيرة نقلها أثْبات الشيعة ورواتُهم، ننقل منها:
• الحديثَ المرويّ عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن إسحاق، عن أبي هاشم الجعفريّ، قال: « قلت لأبي محمّد عليه السّلام: جلالتك تمنعني من مسألتك، فتأذن لي أن أسألك ؟ فقال: سَلْ. قلت: يا سيدي، هل لك وَلَد ؟ فقال: نعم »(1).
وفي هذا الحديث الكفاية، سنداً ودلالة، فهذه كتب الرجال تشهد بجلالة محمّد بن يحيى أبي جعفر العطّار القمّيّ الذي لا زال قبره إلى الآن معروفاً ومشهوراً يُزار، وتشهد لعلوّ مكانة أحمد بن إسحاق بن عبدالله بن سعد بن مالك بن الأحوص الأشعريّ أبي عليّ القمّيّ، عند الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام، وتشهد أيضاً لمنزلة داود بن القاسم بن إسحاق بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب أبي هاشم الجعفريّ.. ثمّ انظرْ إلى قلّة الوسائط في إسناد هذا الحديث، الذي يُعبَّر عن أمثاله بقُرب الإسناد الذي يُعتبر من الشواهد المؤيِّدة للحديث.

2 ـ شهادة القابلة:
وهي أُخت إمام، وعمّة إمام، وبنت إمام، العلويّة الطاهرة « حكيمة » بنت الإمام محمّد الجواد، وأُخت الإمام الهادي، وعمّة الإمام العسكريّ، حيث صرّحت بمشاهدة ولادة الإمام الحجّة المهديّ عليه السّلام ليلةَ مولده(2)، وهي التي تولّت أمر نرجس والدة الإمام الحجّة المهديّ عليه السّلام، وبإذنٍ من أبيه الحسن العسكريّ عليهما السّلام(3).

3 ـ عشرات الشهادات برؤية الإمام المهديّ عليه السّلام:
وهنا قائمة طويلة من الأسماء، ممّن رأى الإمامَ المهديّ عليه السّلام واتّصل به وشَهِد برؤيته إيّاه، سجّلَتْها المصادر التاريخيّة، وجمعها بعض المصنّفين في مصنّفات خاصّة، مثل: ( كتاب تبصرة الوليّ فيمن رأى القائم المهديّ ) للسيّد هاشم البحرانيّ، ذكر فيه ( 79 ) شخصاً شهد برؤية الإمام عليه السّلام في صغره أو في غيبته الصغرى، وذكر أسماء المصادر التي اعتمد عليها في ذلك. وأحصى الشيخ أبو طالب التجليل التبريزيّ زهاءَ ( 304 ) أشخاص ممّن رأى الإمام المهديّ عليه السّلام، وشهد به(4). وأحصى الشيخ الصدوق ( ت 381 هـ ) وكان من غَيبة الإمام المهديّ عليه السّلام قريب جدّاً ( 64 ) شخصاً شهد برؤية الإمام عليه السّلام، وكان كثيرٌ منهم وكلاءَ له عليه السّلام(5)، وهم من مدن شتى.
فمِن وكلائه: من أهل أذربيجان: القاسم بن العلاء. ومن الأهواز: محمّد بن إبراهيم ابن مَهْزِيار. ومن بغداد: حاجز البلاليّ، وعثمان بن سعيد العَمْريّ، ومحمّد بن عثمان بن سعيد العَمْريّ، والعطّار. ومن الكوفة: العاصميّ. ومن قمّ: أحمد بن إسحاق. ومن نيسابور: محمّد بن شاذان. ومن همدان: البسّاميّ، ومحمّد بن أبي عبدالله الكوفيّ الأسديّ، ومحمّد بن صالح.
أمّا مَن رآه عليه السّلام من غير الوكلاء، منهم: من أهل اصفهان: ابن شاذان. ومن الأهواز: الحُصَينيّ. ومن بغداد: أحمد بن الحسن، وإسحاق الكاتب من بني نَوْبخت، وأبو عبدالله الخيبريّ، وأبو عبدالله بن فرّوخ، وأبو عبدالله الكِنديّ، وأبو القاسم بن أبي حليس، وأبو القاسم بن دبيس، ومسرور الطبّاخ مولى أبي الحسن عليه السّلام، والنيليّ، وهارون الفَزاريّ. ومن الدينَوَر: أحمد بن أخي الحسن بن هارون، وعمّه الحسن بن هارون. ومن الريّ: أبو جعفر الرفّاء، وعليّ بن محمّد، والقاسم بن موسى، وابن القاسم بن موسى، وأبو محمّد بن هارون، ومحمّد بن محمّد الكلينيّ. ومن قزوين: عليّ بن أحمد، ومرداس. ومن قمّ: الحسن بن النَّضْر، والحسين بن يعقوب، وعليّ بن محمد بن إسحاق، ومحمّد بن إسحاق، ومحمّد بن محمّد. ومن مصر: أبو رجاء. ومن نصيبين: أبو محمّد بن الوجناء النصيبيّ. ومن همدان: جعفر بن حمدان، ومحمّد بن كشمرد، ومحمّد بن هارون. ومن اليمن: ابن الأعجميّ، والجعفريّ، والحسن بن الفضل بن يزيد، وأبوه الفضل بن يزيد، والشمشاطيّ. كما ذكر أيضاً مَن رآه من أهل شهرزور، والضيمرة، وفارس، وقابس ومَرْو.
فهل يُعقل اتّفاق هؤلاءِ جميعاً وتواطؤهم على الكذب وفيهم أثْبات ثِقات صرّحت كتب الرجال بتوثيقهم ؟!

4 ـ تعامل السلطة العباسيّة مع الحدث:
لقد تعاملت السلطة العبّاسيّة بعد شهادة الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام مع عائلته تعاملاً يدلّ على خيفتها من مولودٍ خطير خَفِيَ عنها، فراحت تبحث عنه بكل ما أُوتيت من وسيلة وقدرة، حيث أمر المعتمد العباسيّ المتوفّى سنة ( 279 هـ ) شرطته بتفتيش دار الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام تفتيشاً دقيقاً والبحث عن الإمام المهديّ عليه السّلام، وأمر بحبس جواري أبي محمّد العسكريّ عليه السّلام، واعتقال حلائله يساعدهم على ذلك جعفر الكذّاب، وأجرى على مخلّفي أبي محمّد عليه السّلام بسبب ذلك كلَّ عظيمة، من: اعتقال، وحبس وتهديد، وتصغير، واستخفاف وذلٍّ(6).
كلّ هذا والإمام المهدي عليه السّلام في الخامسة من عمره الشريف. ولا يهمّ المعتمدَ العمرُ بعد أن عرف أنّ هذا الصبيّ هو الإمام الذي سيهدّ عرش الطاغوت؛ لِما شاع وانتشر من الخبر بأنّ ثاني عشر أهل البيت عليهم السّلام سيملأ الدنيا قسطاً وعدلاً بعدما تُملأ ظلماً وجوراً، فكان موقفه من المهديّ عليه السّلام كموقف فرعون من موسى عليه السّلام، فألقَتْه أُمّه ـ خوفاً عليه ـ في اليمّ صبيّاً.
ولم يكن المعتمد العباسيّ وحده قد عرف هذه الحقيقة، وإنّما عرفها مَن كان قبله كالمعتزّ والمهتدي، ولهذا كان الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام حريصاً على أن لا ينتشر خبر ولادة الإمام المهديّ عليه السّلام إلاّ بين أفراد منتخَبين مِن شيعته ومواليه.
لقد كان تصرّف السلطة كاشفاً عن أنّها وسائر الناس قد أدركوا تماماً أنّ حديث جابر بن سَمُرة بالمهدويّة لا ينطبق عليهم ولا على مَن سبقهم من أُمويّين، وإنما مصداقه الوحيد هم أهل بيت النبوّة، ومهبط الوحي والتنزيل، وإلاّ فأيّ خطر يهدّد كيانهم في صبيٍّ لم يتجاوز عمره خمس سنين، لو لم يعتقدوا أنّه هو المهديّ المنتظَر الذي تحدّثت عنه الأحاديث المتواترة ؟!
يقول أحد الباحثين: ولو لم يكن مولوداً حقّاً، فما معنى حبس الجواري وبثّ القابلات لتفتيش مَن بهنّ حَمْل، ومراقبتهنّ مدّة لا تُصدَّق؛ إذ بقيت إحداهنّ تحت المراقبة لمدة سنتين! كلّ هذا مع مطاردة أصحاب الإمام العسكريّ عليه السّلام والتشنيع عليهم، مع بثّ العيون للتجسّس عن خبر المهديّ عليه السّلام، وكبس داره بين حين وآخر.
ثمّ ما بال السلطة لم تقتنع بما زعمه جعفر من أنّ أخاه عليه السّلام مات ولم يخلّف ؟! أمَا كان بوسعها أن تُعطيَه حقَّه من الميراث وينتهي كلُّ شيء من غير هذا التصرُّف الأحمق الذي يدلّ على ذعرها وخوفها من ابن الحسن عجل الله تعالى فرَجَه الشريف ؟!
نعم، قد يُقال بأنّ حرص السلطة على إعطاء كلّ ذي حقٍّ حقَّه هو الذي دفعها إلى التحرّي عن وجود الولد، لكي لا يستقل جعفر بالميراث وحده بمجرّد شهادته!
فنقول: ليس من شأن السلطة الحاكمة آنذاك أن تتحرّى عن هذا الأمر بمثل هذا التصرّف المُريب، بل كان على الحاكم العباسي أن يحيل دعوى جعفر الكذّاب إلى أحد القضاة، لا سيّما وأنّ القضيّة من قضايا الميراث التي يحصل مثلها كلّ يوم مرّات، وعندها سيكون بوسع القاضي أن يفتح محضراً تحقيقيّاً، فيستدعيَ مَثَلاً عمّة الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام، وأُمَّه نرجس، وجواري الإمام، والمقرّبين إلى الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام من بني هاشم، ثمّ يستمع إلى أقوالهم، ويثبّت شهاداتهم، ثمّ يُنهي كلَّ شيء. ولكنّ وصول هذه القضية إلى أعلى رجل في السلطة، وبهذه السرعة ولمّا يُدفَن الإمام الحسن العسكريّ عليه السّلام، وخروج القضيّة عن دائرة القضاء مع أنّها من اختصاصاته، ومِن ثَمّ تصرّف السلطة الغاشمة على نحو ما مرّ، كلُّ ذلك يقطع بأنّ السلطة كانت على يقين بأن المهديّ الموعود هو الحلقة الأخيرة من حلقات السلسلة المطهّرة التي لا يمكن أن تنقطع بوفاة الإمام الحادي عشر عليه السّلام، خصوصاً بعد أن تواتر لدى الجميع قولُه صلّى الله عليه وآله: « وإنّهما ـ أيّ: الكتاب، والعترة ـ لن يفترقا حتّى يَرِدا علَيّ الحوض »، ومعنى عدم ولادة المهديّ عليه السّلام، أو عدم استمرار وجوده، انقراض العترة، وهذا ما لا يقوله أحد ممّن تسمّى ( بإمرة المؤمنين ) من العباسيّين؛ لأنّه تكذيب لنبيّنا الأعظم صلّى الله عليه وآله، بل لا يقوله أحد من المسلمين إلاّ من هان عليه أمر هذا التكذيب، أو مَن خدع نفسه بتأويل حديث الثقلين وصرَفَ دلالته إلى ما لم يأتِ به سلطانٌ مبين »(7).

5 ـ اعترافات علماء السنّة بولادة الإمام المهديّ عليه السّلام:
قال السيّد ثامر العميديّ في هذا الصدد:
« بلغت اعترافات الفقهاء، والمحدّثين، والمفسّرين، والمؤرّخين، والمحقّقين، والأُدباء والكتّاب من أهل السنّة أكثر من مائة اعتراف صريح بولادة الإمام المهديّ عليه السّلام، وقد صرّح ما يزيد على نصفهم بأنّ الإمام محمّد بن الحسن المهديّ عجّل الله تعالىفرَجَه الشريف، هو الإمام الموعود بظهوره في آخر الزمان.
وقد رُتّبتْ هذه الاعترافات بحسب وَفَيات أصحابها، فوجدناها متّصلةَ الأزمان، بحيث لا تَتعذّر معاصرة صاحب التصريح اللاّحق، لصاحب التصريح السابق، وذلك ابتداءً من عصر الغيبة الصغرى إلى وقتنا الحاضر، وسوف نذكر أقوال بعضهم حيث وقفنا عليها في مصادرهم ريثما يأتي دَورُهم، مع الاكتفاء بذكر أسماء الآخرين فقط دون التعرّض لأقوالهم؛ لتعذّر تسجيلها؛ حيث بلغت أقوال تسعة وعشرين واحداً منهم في كتاب إلزام الناصب ما يزيد على مائة صحيفة(8)، فكيف الحال مع تسجيل أقوالهم كلّهم ؟ على أنّ ما سنذكره في المتن دون الإشار إلى مصدره في الهامش، هو دليل أخْذِنا ذلك من كتب الشيعة الإماميّة التي سبقت إلى هذا المجال مع اعتنائها بتسجيل رقم الجزء، ورقم الصحيفة مع مكان وسنة الطبع؛ ولعلّ من أوسعها في هذا الباب كتاب « المهديّ المنتظر في نهج البلاغة » للشيخ مهديّ فقيه إيمانيّ، حيث ذكر فيه مائةً ورجلين من رجالات أهل السنّة الذين اعترفوا بذلك(9)، مكتفياً بذكر أسمائهم ومصادرهم بأجزائها وصحائفها دون التعرّض لأقوالهم، وربّما اضطُرّ إلى تعيين واسطته إليهم بدقّة، وقد فاته ما يقرب من ثلاثين اسماً، وكان جلّ اعتمادنا عليه، ولم نستدرك عليه شيئاً؛ لأنّ ما فاته سبقني إليه غيري(10)، حتّى عاد دَوري في هذا الدليل مقتصراً على الجمع والترتيب بحسب القرون »(11).
ثمّ ذكر أسماء ( 128 ) مصنَّفاً من مصنَّفات أهل السنّة ذكرت الإمامَ المهديّ عليه السّلام في كتابٍ من كتبه بعنوان: الإمام الثاني عشر من ائمّة أهل البيت عليهم السّلام.. منهم مَن عاصر الميلاد والغيبةَ الصغرى، ولشهاداتِ هؤلاء قيمتُها التاريخيّة المعروفة، ومِن بينهم:
1 ـ أبو بكر الرُّويانيّ، محمّد بن هارون ( المتوفى سنة 307 هـ ) في كتابه ( المُسند ).
2 ـ أحمد بن إبراهيم بن عليّ الكنديّ، من تلامذة ابن جرير الطبريّ المتوفّى سنة ( 310 هـ ).
3 ـ محمّد بن أحمد بن أبي الثلج، أبو بكر البغداديّ ( المتوفّى سنة 322 هـ ) في ( مواليد الأئمّة )، وهو مطبوع ضمن كتاب ( الفصول العشرة في الغَيبة ) للشيخ المفيد، ومع كتاب ( نوادر الراونديّ ) ـ طبعة النجف الأشرف سنة ( 1370 هـ ). وممّن هو قريب العهد به من الأعلام الكبار: الخوارزميّ ( المتوفّى سنة 387 هـ ) في ( مفاتيح العلوم 32 ، 33 ) ـ طبعة ليدن، 1895م.

1 ـ أُصول الكافي للشيخ الكلينيّ 328:1 ـ كتاب الحجّة، باب الإشارة والنصّ إلى صاحب الدار.
2 ـ أُصول الكافي 330:1 ـ كتاب الحجّة، باب تسمية مَن رآه عليه السّلام.
3 ـ كمال الدين للشيخ الصدوق 424:2 ـ الباب 42.
4 ـ مَن هو المهدي لأبي طالب التجليل التبريزيّ 460 ـ 506.
5 ـ كمال الدين للشيخ الصدوق 442:2 ـ الباب 43، وبحار الأنوار للشيخ المجلسيّ 30:52 ـ الباب 26.
6 ـ الإرشاد للشيخ المفيد 336:2.
7 ـ دفاع عن الكافي ثامر العميديّ 567:1 ـ 568.
8 ـ إلزام الناصب في إثبات الحجّة الغائب ( عُجِّلَ فرجه ) للشيخ عليّ اليزديّ الحائريّ 321:1 ـ 440.
9 ـ المهديّ المنتظر في نهج البلاغة للشيخ مهدي فقيه إيمانيّ 16 ـ 30.
10 ـ الإمام الثاني عشر للسيّد محمّد سعيد الموسويّ 27 ـ 70، وقد استدرك عليه ثلاثين رجلاً من أهل السنّة ـ كما في هامش المصدر 72 ـ 89؛ المهديّ الموعود المنتظر عند أهل السنّة والإماميّة للشيخ نجم الدين العسكريّ 220:1 ـ 226.
11 ـ دفاع عن الكافي 568:1.

السید الامینی
06-08-2009, 04:33 PM
ليست كغربته غربة.
هو ذا العالَم الأرضي عاكف على آلهته الطينية السوداء.. ووليّ الله الأعظم في غربة غريبة عن هذا العالم المنكود.
أمعنَ إنسانُ الأرض في المتاهة، واستمرأ الظلمَ والجِحود، وبات على فراش الغفلة والشهوة الحمراء.
لقد نسيَ الأنسانُ أنّه كائن ثمين شريف.
نسيَ أنّه مخلوق مكرَّم.. لا غاية له غير السعادة العظمى بالله.
نسيَ أنّ ربّه الرؤوف الرحيم قد جعله خليفة له في هذه الأرض: يعمرها، وينشر فيها السلام.
انتشر في الأرض ـ بغفلة الإنسان ـ سلطانُ الظلام، ووقع ابن آدم في حبائل الشيطان، وأطبق الهواء على تجبّر الحاكم وهوان المحكوم.
.. فأيّ غربة لوليّ الله الأعظم وبقيّته في أرضه.. أعظم من هذه الغربة ؟!
ليست كغربته غربة، وليس كقلبه قلب.

* * *
إنّ حجّة الله على الناس.. هو الواقع عليه ظلمُ الناس؛ لأنّ أبناء الظلام لا يلتقون ونورَ الله على صراط. إنّهم يطعنون في القلب والخاصرة مَن يحمل لهم مشاعلَ الخير، وقواريرَ العطر.
إنّ وليّ الله الأعظم سلام الله عليه.. هو في دنيا الناس: المظلوم، وهو على ظلم الناس: الصابر المحتسب الحليم.
يقول أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: «صاحبُ هذا الأمر: الشَّريد، الطَّريد، الفريد، الوحيد».

* * *
إنّه صلوات الله عليه.. الشاهد على الخلق.
شاهدٌ لله على خلق الله، في تجربة الحياة الدنيا التي يخوضها بنو آدم على هذا الكوكب.
والشاهد: حاضر، مطّلع، بصير.
والشاهد: حيّ، راءٍ، خبير.
إنّه الذي يمشي على صراط الله كما يريد الله، فهو لذلك الشاهد على الناس حين تستخفّهم رياحُ الشرق، أو تغويهم أهواء الغرب.
إنّه القادر على التشخيص، والفصل، والتمييز.
«لتكونوا شُهَداءَ على الناس».
.. فهل يعود إنسان الأرض إلى الوعي المُبصر ؟!
وهل يحتضن رسالةَ الشاهد الإلهيّ الخبير ؟!

* * *
لن ينقذ الأرضَ غير الثورة في الأرض.
وإنّها لَثورة موعودٌ بها الناس على هذا الكوكب، مِن لَدُن رسول الله صلّى الله عليه وآله.
وإنّها لَلثورةُ العظمى في الزمان الأخير.
سوف تتلاحق حوادثها الصاعقة، كبراكين لا تعرف التوقّف.
وسوف تتبدّل خرائط القدرة السياسية، وخرائط الموازنات العسكرية على سطح الأرض.
وسوف تُشرق الأرض المنكودة بثورة النور من آل محمّد عليهم السّلام.

* * *
«ألاَ إنّ خير الجهاد: في آخِر الزمان».
هكذا قال آل رسول الله صلوات الله عليه وعليهم، وهم يبشّرون ـ من خلال ذلك ـ إلى جهاد مهديّهم المنتظر عليه السّلام.
إنّه جهاد الحسم، وجهاد الفصل.
ولَسوف تتمايز الخطوط، وتتكتّل المعسكرات «لِيَميزَ اللهُ الخبيثَ من الطيّب».
ومِن ثَمّ: يَقذِفُ الله بالحقّ على الباطل، فيَدمَغُه.. فإذا هو زاهق.
وعندئذٍ: تشهد الأرضُ ما لم تشهده طيلةَ تاريخها الطويل، ويشهد إنسانُ الأرض زلزالاً صاعقاً، هو بداية لزمانٍ من الخصوبة الفائقة والنور.

* * *
إنّ الأرض ـ وقد غصّت بظلامها ـ سوف تتقشّع عنها سحائب الظلام.
ولَسوف ينفرج ضِيقُ المحبس الطويل.
وأزمنة القهر والإذلال.. لن تعود ثانيةً إلى هذه الأرض، التي بدأت ـ من العُمق ـ تُشرق بنور الله القاهر الغامر الجميل.

* * *
http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif هُوَ الذي أرسَلَ رسولَهُ بالهُدى ودِينِ الحقِّ، لِيُظهِرَهُ علَى الدِّينِ كُلِّهِ http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif.
إنّ تأويل هذه الآية الشريفة: سوف يأتي مع مهديّ آل محمّد عليهم السّلام.
إنّ الدين لَيغلِب ويسود، كما لم يَغلب ولم يَسُد في أيّ زمن من الأزمان.
إنّ الأرض ـ كلّ الأرض ـ لَتتطهَّر، وتغتسل.
إنّ الأرض ـ كلّ الأرض ـ لَتتوضّأ، وتصلّي.
إنّ السلام لَيفرِشُ الأرض على يد الفاتح من آل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين.
و:
http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif قاتِلوا المُشركينَ كافّةً، كما يُقاتلونكم كافّةً http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif.
تأويلها أيضاً سوف يأتي.. حتّى لا يبقى على سطح هذا الكوكب لغير العدل والقِسط مِن موضعِ قَدَم.

* * *
هو ذا حاملُ راية رسول الله صلّى الله عليه وآله..
إنّ الراية التي نشرها رسول الله صلّى الله عليه وآله يوم بدر.. تُرفرف ـ في معارك ثورة المهدي سلام الله عليه ـ على كلّ الأرض.
إنّها: راية النصر والظّفر المحتوم.
وهي: الخط، والطريق، والغاية.
يقول جدّه أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام: إنّ لنا ـ أهل البيت ـ راية: مَن تَقَدّمها مَرَق، ومَن تأخّر عنها زَهق، ومَن تَبِعها لَحق».
إنّه.. طُوبى لمن اتّخذ الرايةَ العظمى مناراً، وشعاراً.. إلى الطريق الاحب الوضيء، في أيّام الله الآتية المذخورة.

* * *
عذاب الأرض ـ كان وما يزال ـ ينبعث من أيّام طواغيت الأرض. ولكنّ البركان المحمديّ المحتدم المذخور، سوف يقتل الدجّال، وسوف يحرّر الأرض والإنسان.
وإنّ للدجّال لَفتنة في قلوب المغرورين الغافلين. بَيْد أن أصحاب البصائر هم الذين لا يستخفّهم دَجَلُ الدجّالين الطغاة، وهم الذين يعرفون كيف يمشون.. وإلى أين يمشون.

* * *
إنّها أيّام السلام على الأرض، وأيّام العدل.
ولسوف يبلغ العدلُ المنتظَر في سلطانه المشرقَ والمغرب.
ولقد قال جدّه الأعظم رسول الله صلّى الله عليه وآله، واصفاً أيّام عدله في الزمن الأخير: «أما والله، لَيدخُلَنَّ عليهم عدلُه جوفَ بيوتهم، كما يَدخل الحَرّ والقَرّ».

* * *
http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif وأشرَقَتِ الأرضُ بنورِ ربِّها http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif.
لك ـ يا أخي ـ أن تُطلق خيالك.. للتحليق في آفاق هذا النور الربّاني الذي سوف تشرق به الأرض.
لك أن تحكي ما يبلغه إدراكك الحاضر، ممّا يخبّؤه الغدُ المنتظر السعيد.
ولكنّك لن تحلّق عندئذٍ.. إلاّ في أفق ضيّق، ولا تدرك إلاّ القليلَ المحدود.
لأننا ألِفْنا التفكير في ضمن الأطار الفكري والسياسيّ الذي نعيش ـ كما الفُقاعة الصغيرة ـ في داخله.
ولكنّ الذي يُحدثه الله عزّوجلّ في الزمن الأخير.. هو انطلاقة كبرى، وتحرّر أعظَم، وإشراقة لا يقوى على إدراكها الفكر.
إنّها حركة جبّارة مباغتة تُقبِل قادمةً مُخِفّة.. كالشهاب الثاقب.
ولسوف تتصاغر عندها كلّ معادلات السياسة، وكلّ الموازنات.
ولسوف تندحر كلّ نظريات دهاقين الاستراتيجيّات، وتنهزم خرائط كلّ صانعي القرارات.
إنّ الأرض.. لَتشرق إشراقاً ذاتياً من أعماقها العميقة، وتتغيّر على الأرض معالم الحياة.

* * *
إنّ نور التوحيد.. في كلّ مكان.
وإنّ دين الله.. ظاهر على الدين كلّه.
وإنّ جمال العدل وجلال القسط.. لَعلى هذه الأرض بَيْد أنّ الطريق صعب شديد.
إنّه: طريق الجهاد الشاقّ، والتضحية النفيسة، والزهد الصُّلب، والاندفاع بعشقٍ ما بعده عشق.. نحو الله.
و: http://www.imamreza.net/images/ghos-start.gif إنّ اللهَ مَعَ الذينَ اتَّقَوا، والذينَ هُم مُحسِنون http://www.imamreza.net/images/ghos-end.gif

اخو
06-08-2009, 10:00 PM
شكرا استاذنا للمقال وبارك الله فيك

السید الامینی
07-08-2009, 12:16 AM
شكرا استاذنا للمقال وبارك الله فيك

السلام عليكم

حياكم الله و بارك الله بكم و شكرا عزيزي الكريم