نجلاء الهدى
06-08-2009, 02:39 PM
صفات الزعيم السياسي .. جمال عبد الناصر حقق أول وحدة عربية قومية في التاريخ الحديث
إن المغامرة و الإقدام و الشدة من الصفات التي يشترطها العربيّ في الزعيم المرجو، و لعلها صفة رئيسية في الزعيم السياسي بشكل عام في معظم شعوب الأرض و النفسية العربية مغرمة بوجه خالص بصفات الرجولة، و" الرجل" في المفهوم العربي أكثر من مجرد أحد جنسين يكونان البشرية، إنه مؤسسة لها أخلاقها و مميزاتها عن سائر الناس، و النجاح و الفشل لا يقومان عن النتيجة النهائية للمعركة بقدر ما يقومان على تصرف الرجل و سلوكه في المعركة
جاء مفهوم الزعامة الناصرية لتصحيح المفهوم اللغوي الخاطئ الذي وضعه اللغويين ، بأن "الزعامة" عبارة عن جاها مطلقا ، و لكنها في حقيقة الأمر تعني الخدمة المطلقة للشعب و تلتزم حقوقه، و عليه تبنت الزعامة الناصرية خدمة الشعب و مبررا لوجودها و استمرارها، وقد مهدت التغيرات العربية لإسقاط الزعامات التقليدية و مفاهيمها و التمهيد لقيام مفاهيم صحيحة للزعامة، مفاهيم تنسجم مع الواقع العربي المتطور، إنها الزعامة الناصرية الشاملة، فقد كسب جمال عبد الناصر ثقة الشعب بالتعبير عن أمانيهم الشعبية ليصبح زعيمهم ألأزل و الأوحد على الصعيد العربي العام، كما لعبت علاقاته السياسية و النفسية بين الشعوب و قادته السياسيين دورا كبيرا في القضاء على مفاهيم الزعامات القديمة و في إسقاط ما كان قد بقي من زعامات أو أشباه زعامات، بحيث اشتد الوعي السياسي و نموه وذلك بفضل عوامل عديدة أبرزها حصول بعض ألأقطاب العربية على استقلالها وانضمام معظمها إلى الأمم المتحدة، و ساعدت هذه الزعامة الجديدة المتمثلة في الزعامة الناصرية في إخراج "الإنجليز"، في هذه الفترة لم تجد التطورات صعوبة في فضح الأحزاب أساليبها الحزبية، لاسيما و قد فضحت هذه الأخيرة نفسها بتناقضاتها و تنازلاتها و مساوماتها حتى أصبحت الحزبية و هي أسلوب طبيعي في الديمقراطية السليم في أذهان الناس أسلوبا رخيصا و ملتويا لكسب الغير مشروع معنويا و ماديا على حساب المجموع، و قد نجحت التطورات في شل النشاطات الحزبية شللا كاملا ماعدا بعض ألأحزاب التي بقيت تنشط بحرية كحزب البعث و ألإخوان العاملون في سوريا.
كيف كسب جمال عبد الناصر ثقة الشعب؟
لم يكن ذلك بتثقيف الجماهير بالكتب المجانية و الصحف و ألإذاعة و التلفزيون و توسيع الجمعيات و النوادي فحسب، بل بفتح " أبواب مجلس ألأمة" و " الإتحاد الاشتراكي" لجميع طبقات الشعب و إشراكه في غدارة مؤسسات العمل و الإنتاج و بهذا الوعي استطاع جمال عبد الناصر القضاء على " الغوغائية" و الغوغائيين التي كانت قاعدة أساسية من قواعد الزعامات السابقة و قاعدة لبعض ألأحزاب التي اشتغلت عواطف الشعب خاصة الطائفية منها، كما استطاع جمال عبد الناصر تحقيق أول وحدة عربية قومية في التاريخ الحديث بتبنيه القضية الفلسطينية و العمل لتحقيق رغبات الشعب الفلسطيني و مؤازرة الحركات التحررية و التقدمية في الأقطار العربية و إعلان "عروبة" مصر.
لقد استفاد جمال عبد الناصر على قيادة الحركة القومية العربية كونه مصري و استفادت مصر بأن اصبحت قاعدة هذه الحركة بفضل سياسة جمال عبد الناصر و رئاسته عليها،خاصة و هي تعد من أكبر الدول العربية في عدد السكان و ألإمكانات و أعرفها تاريخا و اشهرها في المجال الدولي و هي قاعدة الوطن العربي و قاعدة التحرر العربي و العمل القومي منذ ايام العثمانيين، ثم ترسخ دورها العربي السياسي بعد ـاسيس الجامعة العربية و خروج وادي النيل من عزلته.
كما أعلن تطبيق العدالة الاجتماعية في كافة الأنظمة و مرافق الحياة و تأميم القطاعات العامة و تصنيع البلاد و منع الاحتكار الطبقي و الاستغلال الرأسمالي، و كانت علاقة جمال عبد الناصر بالطبقة الوسطى هي مصدر قوته ، ليس لأنه ابنها فقط بل تبناها و تبنى أحلامها و طموحاتها كما تبنى مشاريع الإصلاحات الاجتماعية المتمثلة في العدالة الاجتماعية و المساواة التي كان أبناء هذه الطبقة محرومون منها حتى أصبحت إصلاحاته تطبق في كل البلدان، رغم ما لفقيه من معارضات قوية ، غير أنها لم تتمكن من النيل منه، لأنها كانت وليدة الجهل أو قصر النظر أو لتصديق شائعات بعضها وليد الاختلاف في الرأي و أخرى وليدة الحقد و الحسد.
يتبع في الجزء الثالث..
إن المغامرة و الإقدام و الشدة من الصفات التي يشترطها العربيّ في الزعيم المرجو، و لعلها صفة رئيسية في الزعيم السياسي بشكل عام في معظم شعوب الأرض و النفسية العربية مغرمة بوجه خالص بصفات الرجولة، و" الرجل" في المفهوم العربي أكثر من مجرد أحد جنسين يكونان البشرية، إنه مؤسسة لها أخلاقها و مميزاتها عن سائر الناس، و النجاح و الفشل لا يقومان عن النتيجة النهائية للمعركة بقدر ما يقومان على تصرف الرجل و سلوكه في المعركة
جاء مفهوم الزعامة الناصرية لتصحيح المفهوم اللغوي الخاطئ الذي وضعه اللغويين ، بأن "الزعامة" عبارة عن جاها مطلقا ، و لكنها في حقيقة الأمر تعني الخدمة المطلقة للشعب و تلتزم حقوقه، و عليه تبنت الزعامة الناصرية خدمة الشعب و مبررا لوجودها و استمرارها، وقد مهدت التغيرات العربية لإسقاط الزعامات التقليدية و مفاهيمها و التمهيد لقيام مفاهيم صحيحة للزعامة، مفاهيم تنسجم مع الواقع العربي المتطور، إنها الزعامة الناصرية الشاملة، فقد كسب جمال عبد الناصر ثقة الشعب بالتعبير عن أمانيهم الشعبية ليصبح زعيمهم ألأزل و الأوحد على الصعيد العربي العام، كما لعبت علاقاته السياسية و النفسية بين الشعوب و قادته السياسيين دورا كبيرا في القضاء على مفاهيم الزعامات القديمة و في إسقاط ما كان قد بقي من زعامات أو أشباه زعامات، بحيث اشتد الوعي السياسي و نموه وذلك بفضل عوامل عديدة أبرزها حصول بعض ألأقطاب العربية على استقلالها وانضمام معظمها إلى الأمم المتحدة، و ساعدت هذه الزعامة الجديدة المتمثلة في الزعامة الناصرية في إخراج "الإنجليز"، في هذه الفترة لم تجد التطورات صعوبة في فضح الأحزاب أساليبها الحزبية، لاسيما و قد فضحت هذه الأخيرة نفسها بتناقضاتها و تنازلاتها و مساوماتها حتى أصبحت الحزبية و هي أسلوب طبيعي في الديمقراطية السليم في أذهان الناس أسلوبا رخيصا و ملتويا لكسب الغير مشروع معنويا و ماديا على حساب المجموع، و قد نجحت التطورات في شل النشاطات الحزبية شللا كاملا ماعدا بعض ألأحزاب التي بقيت تنشط بحرية كحزب البعث و ألإخوان العاملون في سوريا.
كيف كسب جمال عبد الناصر ثقة الشعب؟
لم يكن ذلك بتثقيف الجماهير بالكتب المجانية و الصحف و ألإذاعة و التلفزيون و توسيع الجمعيات و النوادي فحسب، بل بفتح " أبواب مجلس ألأمة" و " الإتحاد الاشتراكي" لجميع طبقات الشعب و إشراكه في غدارة مؤسسات العمل و الإنتاج و بهذا الوعي استطاع جمال عبد الناصر القضاء على " الغوغائية" و الغوغائيين التي كانت قاعدة أساسية من قواعد الزعامات السابقة و قاعدة لبعض ألأحزاب التي اشتغلت عواطف الشعب خاصة الطائفية منها، كما استطاع جمال عبد الناصر تحقيق أول وحدة عربية قومية في التاريخ الحديث بتبنيه القضية الفلسطينية و العمل لتحقيق رغبات الشعب الفلسطيني و مؤازرة الحركات التحررية و التقدمية في الأقطار العربية و إعلان "عروبة" مصر.
لقد استفاد جمال عبد الناصر على قيادة الحركة القومية العربية كونه مصري و استفادت مصر بأن اصبحت قاعدة هذه الحركة بفضل سياسة جمال عبد الناصر و رئاسته عليها،خاصة و هي تعد من أكبر الدول العربية في عدد السكان و ألإمكانات و أعرفها تاريخا و اشهرها في المجال الدولي و هي قاعدة الوطن العربي و قاعدة التحرر العربي و العمل القومي منذ ايام العثمانيين، ثم ترسخ دورها العربي السياسي بعد ـاسيس الجامعة العربية و خروج وادي النيل من عزلته.
كما أعلن تطبيق العدالة الاجتماعية في كافة الأنظمة و مرافق الحياة و تأميم القطاعات العامة و تصنيع البلاد و منع الاحتكار الطبقي و الاستغلال الرأسمالي، و كانت علاقة جمال عبد الناصر بالطبقة الوسطى هي مصدر قوته ، ليس لأنه ابنها فقط بل تبناها و تبنى أحلامها و طموحاتها كما تبنى مشاريع الإصلاحات الاجتماعية المتمثلة في العدالة الاجتماعية و المساواة التي كان أبناء هذه الطبقة محرومون منها حتى أصبحت إصلاحاته تطبق في كل البلدان، رغم ما لفقيه من معارضات قوية ، غير أنها لم تتمكن من النيل منه، لأنها كانت وليدة الجهل أو قصر النظر أو لتصديق شائعات بعضها وليد الاختلاف في الرأي و أخرى وليدة الحقد و الحسد.
يتبع في الجزء الثالث..