المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعض وصايا ورسائل المعصوم عليه السلام


Dr.Zahra
07-08-2009, 09:53 PM
وَصية النّبي الأعظم صَلّى الله عَليه وَآله وَسَلّم
لأبي ذَرّ الغـفـاري رَضـيَ الله عَنـه

أبو حرب ابن أبي الأسود الدؤلي ، عن أبيه قال : قدمت الربذة ، فدخلت على أبي ذر جندب بن جنادة ، فحدثني أبو ذر فقال :
دخلت ذات يوم في صدر نهاره على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في مسجده ، فلم أر في المسجد أحداً من الناس إلا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعليّ ( عليه السلام ) الى جانبه جالس ، فاغتنمت خُلوة المسجد ، فقلت : يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، أوصني بوصية ينفعني الله بها .
فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : نعم وأكرم بك يا أبا ذر ، إنك منَّا أهل البيت ، وإني موصيك بوصية ، فاحفظها ، فانها جامعة لطرق الخير ، وسُبُله ، فانك إن تحفظها ، كان لك بها كِفل * .
يا أبا ذر : أعبد الله كأنك تراه . فان كنت لا تراه ، فانه عزَّ وجل يراك ، واعلم أن أول عبادة الله المعرفة به . إنه الأول قَبل كل شيء ، فلا شيء قبله ، والفرد ، فلا ثاني معه ، والباقي لا الى غاية ، فاطر السموات والأرض وما فيهما ، وما بينهما من شيء ، وهو اللطيف الخبير . وهو على كل شيء قدير . ثم الإيمان بي ، والإقرار بأنَّ الله عزّ وجل أرسلني الى كافة الناس ، بشيراً ونذيراً ، وداعياً الى الله باذنه وسراجاً منيراً ، ثم أحِبَّ أهل بيتي الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .
واعلم يا أبا ذر : أنّ الله جعل أهل بيتي كسفينة النجاة في قوم نوح ، من ركبها نجى ، ومن رَغِبَ عنها غَرِق ، ومثل باب حِطَّة في بني اسرائيل ، من دخله كان آمنا .
يا أبا ذر : أحفظ ما أوصيك به ، تكن سعيداً في الدنيا والآخرة .
يا أبا ذر : نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ، الصحة والفراغ .
يا أبا ذر : إغتنم خمساً قبل خمس : شبابك قبل هَرَمِك ، وصِحتك قبل سَقَمِك وغِنَاكَ قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك .
يا أبا ذر : إيَّاك والتسويف بأمَلِك ، فانك بيومك ، ولست بما بعده ، فان يكن غد لك ، فكن في الغد كما كنت في اليوم ، فان لم يكن غد لك ، لم تندم على ما فرَّطت في اليوم .
يا أبا ذر : كم من مستقبل يوماً لا يستكمله ، ومنتظر غداً لا يبلغه .
يا أبا ذر : لو نظرت الى الأجل ومسيره ، لأبغضت الامل وغروره .
يا أبا ذر : كن في الدنيا كأنك غريب ، أو كعابر سبيل ، وعُدّ نفسك في أهل القبور .
يا أبا ذر : اذا أصبحت ، فلا تحدِّث نفسك بالمساء ، واذا أمسيت فلا تحدِّث نفسك بالصباح ، وخذ من صحتك قَبلَ سَقَمِك ، ومن حياتك قبل موتك ، فانك لا تدري ما اسمك غداً .
يا أبا ذر : إيَّاك أن تدركك الصرعة عند الغِرّة ، فلا تُمَكَّن من الرجعة ، ولا يَحمَدُك من خلَّفت بما تركت ، ولا يَعذرك من تُقدِم عليه بما به اشتغلت .
يا أبا ذر : ما رأيتُ كالنار نام هاربها ، ولا كالجنة نام طالبها .
يا أبا ذر : كن على عمرك أشحَّ منك على درهمك ودينارك .
يا أبا ذر : هل ينتظر أحدكم إلا غنى مطغيا ، أو فقرا منسيا ، أو مرضا مزمناً أو هرماً مفنياً ، أو موتا مجهزاً ، أو الدجَّال فانه شر غائب ينتظر ، أو الساعة ، والساعة أدهى وأمر .
يا أبا ذر : ان شرَّ الناس عند الله عز وجل يوم القيامة ، عالم لا ينتفع بعلمه ، ومن طلب علماً ليصِرف به وجوه الناس اليه لم يجد ريح الجنة .
يا أبا ذر : من ابتغى العلم ليخدع به الناس ، لم يجد ريح الجنة .
يا أبا ذر : اذا سئلت عن علم لا تعلمه ، فقل : لا أعلمه ، تنج من تبعته ، ولا تفت الناس بما لا علم لك به ، تنج من عذاب يوم القيامة .
يا أبا ذر : تطلَّع قوم من أهل الجنة الى قوم من النار ، فيقولون : ما أدخلكم النار ؟ وإنما دخلنا الجنة بفضل تأديبكم وتعليمكم ! فيقولون : إنا كنا نأمر بالمعروف ولا نفعله . .
يا أبا ذر : إن حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العباد ، وان نعم الله عز وجل أكثر من أن يحصيها العباد ، ولكن أمسوا تائبين وأصبحوا تائبين .
يا أبا ذر : إنكم في ممرِّ الليل والنهار في آجال منقوصة ، وأعمال محفوظة ، والموت يأتي بغتة ، فمن يزرع خيراً يوشك أن يحصد زرعه ومن يزرع شراً ، يوشك أن يحصد ندامة ، ولكل زارع ما زرع .
يا أبا ذر : لا يسبق بطيء بحظه ، ولا يدرك حريص ما لم يقدر له ،
ومن أعطى خطراً ، فالله عز وجل أعطاه ، ومن وفى شراً فالله عز وجل وقاه .
يا أبا ذر : المتَّقون سادة ، والفقهاء قادة ، ومجالستهم زيادة .
يا أبا ذر : إن المؤمن ليرى ذنبه كأنه تحت صخرة ، يخاف أن تقع عليه ، والكافر يرى ذنبه كأنه ذباب مرَّ على أنفه .
يا أبا ذر : إن الله تبارك وتعالى اذا أراد بعبد خيراً جعل الذنوب بين عينيه مُمَثَّلة . والإثم عليه ثقيلا وبيلا . واذا أراد الله بعبده شراً أنساه ذنوبه .
يا أبا ذر : لا تنظر الى صِغَر الخطيئة ، ولكن انظر الى من عصيت .
يا أبا ذر : إنَّ نفس المؤمن أشدّ تقلُّباً من الخطيئة ، من العصفور حين يقذف به في شَرَكِه .
يا أبا ذر : من وافق قوله فعله ، فذلك الذي أصاب حظه ، ومن خالف قوله فعله فانما يوبِّخ نفسه .
يا أبا ذر : إن الرجل ليُحرَم الرزق بالذنب يصيبه .
يا أبا ذر : إنك اذا طلبت شيئا من الدنيا ، وابتغيته ، وعسِر عليك ، فان لك على كل حال حسنة .
يا أبا ذر : لا تنطق فيما لا يعنيك ، فانك لست منه في شيء ، واخزِن لِسانك كما تخزِن رزقك .
يا أبا ذر : إن الله جل ثناؤه ليدخل قوماً الجنة فيعطيهم ، حتى تنتهي أمانيهم . وفوقهم قوم في الدرجات العلى فاذا نظروا اليهم عرفوهم فيقولون : ربنا اخواننا كنا معهم في الدنيا ، فَبِمَ فضَّلتهم علينا ؟ فيقال : هيهات ، انهم كانوا يجوعون حين تشبعون ، ويضمئون حين تُروون ، ويقومون حين تنامون ، ويُشخصون حين تَخفِضون .
يا أبا ذر : ان الله تعالى جعل قُرَّة عيني في الصلاة ، وحبَّبَها اليّ كما حبَّب الى الجائع الطعام والى الظمآن الماء . وإن الجائع اذا أكل الطعام شبع ، واذا شرب روي ، وأنا لا أشبع من الصلاة .
يا أبا ذر : ان الله تعالى بعث عيسى ابن مريم ( عليه السلام ) بالرهبانية ، وبُعثتُ بالحنيفية السمحة ، وحبَّب اليّ النساء والطيب وجعل في الصلاة قرة عيني .
يا أبا ذر : أيما رجل تطوع في كل يوم اثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة ، كان له حقاً واجباً بيت في الجنة .
يا أبا ذر : صلاة في مسجدي هذا تَعدِل ألف صلاة في غيره من المساجد ، إلا المسجد الحرام ، وصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة في غيره . وأفضل من هذا كله صلاة يصليها الرجل في بيته حيث لا يراه إلا الله عز وجل يطلب بها وجه الله عز وجل .
يا أبا ذر : ما دمت في الصلاة ، فانك تقرع بابَ المِلك ، ومن يُكثر قرع باب الملك فانه يُفتح له .
يا أبا ذر : ما من مؤمن يقوم للصلاة إلا تناثر عليه البِرّ ما بينه وبين العرش ، ووكِّل به ملك ينادي ، يا ابن آدم : لو تعلم ما لك في صلاتك ومن تناجي ، ما سئمت ولا التفت .
يا أبا ذر : طوبى لأصحاب الألوية يوم القيامة ، يحملونها فيسبقون الناس الى الجنة ، ألا وهم السابقون الى المساجد ، بالأسحار وغيرها .
يا أبا ذر : لا تجعل بيتك قبراً ، واجعل فيه من صلاتك ما تضيء لك قبرك .
يا أبا ذر : الصلاة عماد الدين ، واللسان أكبر ، والصدقة تمحو الخطيئة ، واللسان أكبر .
يا أبا ذر : الدرجة في الجنة فوق الدرجة ، كما بين السماء والأرض . وان العبد ليرفَعُ بصره فيلمع له نور يكاد يخطِف بصَرَه ، فيفزع لذلك فيقول : ما هذا ؟ فيقال : هذا نور أخيك المؤمن ! فيقول : أخي فلان كنَّا نعمل جميعاً في الدنيا ، وقد فُضِّل عليّ هكذا ؟ فيقال : إنه كان أفضل منك عملا ، ثم يُجعل في قلبه الرضا حتى يرضى .
يا أبا ذر : الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ، وما أصبح فيها مؤمن إلا وهو حزين ! فكيف لا يحزن ، وقد أوعد الله أنه وارد جهنم ، ولم يعده أنه صادر منها ، وليلقين أمراضاً ومصيبات وأموراً تغيضه ، وليُظلمنَّ فلا ينتصر ، يبتغي ثواباً من الله ، فما يزال فيها حزيناً حتى يفارقها ، فاذا فارقها أفضى الى الراحة والكرامة .
يا أبا ذر ما عُبِدَ الله على مثل طول الحزن .
يا أبا ذر : من أوتي من العلم ما لا يعمل به ، لحقيق أن يكون أوتي علماً لا ينفعه الله به ، لأن الله عز وجل نعت العلماء فقال : إن الَّذينَ أوتوا العِلمَ مِن قَبله اذا يُتلى عليهم يَخِرّون للأذقانِ سجَّداً ويقولون : سُبحانَ ربِّنا إن كان وعد ربِّنا لمفعولا ، ويَخرّونَ للأذقانِ يَبكون .
يا أبا ذر : من استطاع أن يبكي ، فليَبكِ ، ومن لم يستطع فليُشعر قلبه الحزن وليتباكَ ، إن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا يشعرون .
يا أبا ذر : ما من خطيب يخطب إلا عرضت عليه خطبته يوم القيامة ، وما أراد بها .
يا أبا ذر : إنَّ فضل الصلاة النافلة في السِّر على العلانية ، كفضل الفريضة على النافلة .
يا أبا ذر : ما يتقرّب العبدُ الى الله بشيء ، أفضل من السجود الخفيِّ .
يا أبا ذر : أذكر الله ذكراً خاملا ! قلت : يا رسول الله وما الخامل ؟ قال : الذكر الخفي .
يا أبا ذر : يقول الله تعالى : لا أجمعُ على عبدي خوفين ، ولا أجمع له أمنين فاذا أمنني في الدنيا ، أخفته في الآخرة ، واذا خافَني في الدنيا ، أمَّنته يوم القيامة .
يا أبا ذر : لو أن رجلا كان له عمل سبعين نبياً لاحتقره وخشي أن لا ينجو من شر يوم القيامة .
يا أبا ذر : إن الرجل لتُعرض عليه ذنوبه يوم القيامة ، فيقول : أما اني كنت منك مشفقاً ، فيُغفر له .
يا أبا ذر : إن الرجل ليعمل الحسنة ، فيتكل عليها ، ويعمل المحقَّرات فيأتي الله وهو من الأشقياء ، وان الرجل ليعمل السيئة ، فيفرق منها ، فيأتي الله آمناً يوم القيامة .
أبا ذر : إن العبد ليذنب فيدخل بذنبه ذلك الجنة ! قلت : وكيف ذلك بأبي أنت وأمي يا رسول الله ؟ قال : يكون ذلك الذنب نصب عينيه تائباً منه ، فارّاً الى الله عز وجل حتى يدخل الجنة .
يا أبا ذر : ان الكيَّس من الناس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله عز وجل الأماني .
يا أبا ذر : إن الله عز وجل أول شيء يرفع من هذه الأمة ، الأمانة والخشوع ، حتى لا تكاد ترى خاشعاً .
يا أبا ذر : والذي نفس محمد بيده ، لو أن الدنيا كانت تعدل عند الله جناح بعوضه ، ما سقى الفاجر منها شربة ماء .
يا أبا ذر : إن الدنيا ملعونة . ملعون ما فيها ، إلا ما ابتغي به وجه الله .
يا أبا ذر : ما من شيء ابغض الى الله من الدنيا ، خلقها ثم أعرض عنها ، ولم ينظر اليها ولا ينظر اليها حتى تقوم الساعة ، وما من شيء أحب الى الله عز وجل من ايمان به ، وترك ما أمر أن يترك .
يا أبا ذر : إن الله جل ثناؤه أوحى الى أخي عيسى ( عليه السلام ) : يا عيسى لا تحب الدنيا ، فاني لست أحبُّها ، وأحبَّ الآخرة فانها هي دار المعاد .
يا أبا ذر : إن جبرئيل ( عليه السلام ) أتاني بخزائن الدنيا على بغلة شهباء ، فقال لي : يا محمد هذه خزائن الدنيا ، ولا ينقصك من حظك عند ربِّك ! قال : فقلت : حبيبي جبرئيل ، لا حاجة لي فيها . اذا جعتُ سألت ربي . واذا شبعت شكرته .
يا أبا ذر : اذا أراد الله بعبد خيراً فقَّهه في الدين . وزهَّده في الدنيا ، وبصَّره بعيوب نفسه .
يا أبا ذر : ما زَهِد عبد في الدنيا إلا أثبت الله الحكمة في قلبه ، وأنطق بها لسانه وبصَّره عيوب الدنيا ، ودائها ودوائها ، وأخرجه منها سالماً الى دار السلام .
يا أبا ذر : اذا رأيت أخاك قد زهد في الدنيا ، فاستمع منه ، فانه يلقي اليك الحكمة . فقلت : يا رسول الله ، من أزهد الناس ؟ قال : من لم ينس المقابر والبلى وتركَ ما يفنى لما يبقى ، ومن لم يعدّ غداً من أيامه ، وعدَّ نفسه في الموتى .
يا أبا ذر : ان الله لم يوحِ الي أن إجمع المال . ولكن أوحى الي : أن سبِّح بحمد ربك ، وكن من الساجدين ، واعبد ربَّك حتى يأتيك اليقين .
يا أبا ذر : إني ألبس الغليظ ، وأجلس على الأرض ، وألعق أصابعي ، وأركب الحمار بغير سرج ، وأردُف خلفي ، فمن رغب عن سنتي ، فليس مني .
يا أبا ذر : حُبّ المال والشرف ، أذهب لدينِ الرجل من ذئبين ضاريين في زريبة الغنم ، فأغارا فيها حتى أصبحا : فماذا أبقيا منها ؟ قال : قلت : يا رسول الله : الخائفون الخاضعون المتواضعون الذاكرون الله كثيراً ، يَسبقون الناس الى الجنة ؟ فقال : لا ، ولكن فقراء المؤمنين ، فانهم يأتون فيتخطونَ رقاب الناس الى الجنة ، فيقول لهم خزنة الجنة : كما أنتم ، حتى تحاسبوا ؟ فيقولون : بمَ نُحاسَب ؟ فوالله ، ما ملكنا فنجود ، أو نعدل ! ولا أفيض علينا ، فنقبِضَ أو نبسطُ ، وكنا نعبد ربِّنا حتى أتانا اليقين .
يا أبا ذر : الدنيا مشغلة للقلب والبدن ، وانَّ الله عز وجل يسئل أهل الدنيا عما نعموا في حلالها ، فكيف بما تنعًّموا في حرامها .
يا أبا ذر : إني قد سألت الله عز وجل أن يجعل رزق من أحبَّني الكفاف ، ويعطي من يبغضني كثرة المال والولد .
يا أبا ذر : طوبى للزاهدين في الدنيا ، والراغبين في الآخرة ، الذين اتخذوا أرض الله بساطاً ، وترابها فراشاً ، ومائها طيباً ، واتخذوا الكتاب شعاراً ، والدعاء لله عز وجل دثاراً ، وقرضوا الدنيا قرضاً .
يا أبا ذر : حَرْثُ (1) الآخرة العمل الصالح ، وحَرثُ الدنيا ، المال والبنون .
يا أبا ذر : إن ربي تبارك وتعالى أخبرني ، فقال : وعزتي وجلالي ما أدرك العابدون درك البكاء عندي شيئا ، واني لأبنينَّ لهم في الرفيق الأعلى قصراً لا يشركهم فيه ! قال ، قلتُ : يا رسول الله ، أيّ المؤمنين أكيس ؟ قال : أكثرهم للموت ذكرا ، وأحسنهم له استعدادا .
يا أبا ذر : اذا دخل النور القلب ، انفسح القلب ، واستوسع ، قلت : فما علاقة ذلك ؟ بأبي أنت وأمي يا رسول الله ؟ قال : الإنابة الى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل نزوله .
يا أبا ذر : إتق الله ، ولا تُر الناس أنك تخشى الله ، فيكرموك وقلبُك فاجر .
يا أبا ذر : ليكن لك في كلِّ شيء نيَّة ، حتى في الأكل والنوم .
يا أبا ذر : ليعظم جلال الله في صدرك ، فلا تذكره كما يذكره الجاهل عند الكلب : اللهم إخزِه ، وعند الخنزير اللهم إخزِه .
يا أبا ذر : ان للهِ ملائكة قياماً في خيفته لا يرفعون رؤوسهم حتى يُنفخَ في الصور النفخة الأخيرة ، فيقولون جميعاً : سبحانك وبحمدك ما عبدناك كما ينبغي لك أن تُعبد ، فلو كان لرجل عمل سبعين صدِّيقاً ، لإستقلَّ عمله من شدة ما يَرى يومئذ ، ولو أن دلواً صُبّ من غِسلين في مطلع الشمس ، لغلَت منه جماجم من في مغربها ، ولو زَفرت جهنم زفرة لم يبقَ ملك مقرب ، ولا نبي مرسل إلا خرّ جاثياً لركبتيه يقول : يا ربِّ نفسي نفسي حتى ينسى إبراهيم إسحاق ، يقول : يا رب أنا خليلك ، فلا تنسني .
يا أبا ذر : لو أن امرأة من نساء أهل الجنة إطَّلعت من سماء الدنيا في ليلة ظلماء ، لأضاءت لها الارض كما تضيء ليلة البدر ، ولوَجد ريح نشرِها جميع أهل الأرض ، ولو أنّ ثوباً من ثياب أهل الجنة نُشِر اليوم في الدنيا ، لصعِق من ينظر اليه ، وما حملته أبصارهم .
يا أبا ذر : اخفض صوتك عند الجنائز وعند القتال وعند القرآن .
يا أبا ذر : اذا اتبعت جنازة فليكن عملك فيها التفكر والخشوع ، وإعلم أنك لاحق به .
يا أبا ذر : إعلم أن كل شيء اذا فسد ، فالملح دواؤه ، واذا فسد الملح فليس له دواء . وإعلم ان فيكم خُلقين : الضحك من غير عجب ، والكسل من غير سهر .
يا أبا ذر : ركعتان مقتصدتان في تفكر ، خير من قيام ليلة والقلب ساهي .
يا أبا ذر : الحقّ ثقيل مرّ . والباطل خفيف حلو ، ورُبَّ شهوة ساعة تورث حزناً طويلا .
يا أبا ذر : لا يفقه الرجل كل الفقه ، حتى يرى أن الناس في جنب الله أمثال الأباعر ، ثم يرجع الى نفسه ، فيكون هو أحقر حاقر لها .
يا أبا ذر : لا يصيب الرجل حقيقة الإيمان حتى يرى الناس كلهم حمقى في دينهم ، عقلاء في دنياهم .
يا أبا ذر : حاسِب نفسك قبل أن تُحاسب ، فانه أهون لحسابك غداً . وزِنْ نفسك قبل أن توزن ، وتجًّهز للعرض الأكبر يوم تُعرض ، لا يخفى على الله منك خافية .
يا أبا ذر : إستحي من الله ، فاني والذي نفسي بيده ، لأظل حين اذهب الى الغائط متقنعاً بثوبي ، إستحياء من الملائكة الذين معي .
يا أبا ذر : أتحب ان تدخل الجنة ؟ قلت : نعم فداك أبي وأمي . قال : أقصر من الأمل ، واجعل الموت نَصبَ عينيك ، واستحي من الله حق الحياء ، قال ، قلت : يا رسول الله ، كلنا نستحي من الله . قال : ليس كذلك الحياء ، ولكن الحياء أن لا تنسى المقابرَ والبلى ، والجوفَ وما وعى والرأس وما حوى ، فمن أراد كرامة الآخرة ، فليدع زينة الدنيا ، فاذا كنت كذلك أصبت ولاية الله عز وجل .
يا أبا ذر : يكفي من الدعاء مع البر ، ما يكفي الطعام من الملح .
يا أبا ذر : مثل الذي يدعو بغير عمل كمثل الذي يرمي بغير وتر .
يا أبا ذر : إن الله تعالى يُصلح بصلاح العبد ولده وولد ولده ، ويحفظه الله في دويرته والدور حوله ما دام فيهم .
يا أبا ذر : إن ربك عز وجل يباهي الملائكة بثلاثة نفر . رجل يصبح في أرض قفر فيؤذِّن ثم يقيم ثم يصلي ، فيقول ربك عز وجل للملائكة : انظروا الى عبدي يصلي ولا يراه أحد غيري ، فينزل سبعون ألف ملك يُصلُّون وراءه ويستغفرون له الى الغد من ذلك اليوم . ورجل قام من الليل فصلى وحده ، فسجد ونام وهو ساجد . فيقول الله انظروا الى عبدي روحه عندي وجسده ساجد . ورجل في زَحف ، فيفرّ أصحابه ويثبت هو يقاتل حتى يقتل .
يا أبا ذر : ما من رجل يجعل جبهته في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له بها . وما من منزل ينزله قوم ، إلا أصبح ذلك المنزل يصلي عليهم أو يلعنهم .
يا أبا ذر : ما من صباح ولا رواح إلا وبقاع الارض تنادي بعضها بعضا : يا جارة ، هل مرّ بك اليوم ذاكر لله تعالى ، أو عبد وضع جبهته عليك ساجداً لله تعالى ، فمن قائلة : لا . ومن قائلة نعم . فاذا قالت نعم : اهتزت وابتهجت وترى أن لها فضلا على جارتها .
يا أبا ذر : ان الله لما خلق الارض ، وخلق ما فيها من الشجر لم يكن في الارض شجرة يأتيها بنو آدم إلا أصابوا منها منفعة ، فلم تزل الأرض والشجر كذلك . حتى تكلم فجرة بني آدم بالكلمة العظيمة قولهم : إتخذ الله ولداً سبحانه ، فلما قالوا ، إقشعرت الارض ، وذهبت منفعة الأشجار .
يا أبا ذر : ان الارض لتبكي على المؤمن اذا مات أربعين صباحاً
يا أبا ذر : اذا كان العبد في أرض قي ـ يعني قفر ـ فتوضأ ، أو تيمم ، ثم أذَّن وأقام وصلى ، أمر الله عز وجل الملائكة فصفوا خلفه صفاً لا يرى طرفاه ، يركعون بركوعه ، ويسجدون بسجوده ، ويؤمِّنون على دعائه .
يا أبا ذر : من أقام ولم يؤذِّن ، لم يصل معه إلا ملكاه اللذان معه .
يا أبا ذر : ما عَمِلَ ، من لم يحفظ لسانه .
يا أبا ذر : ما مِن شابّ يدَع لذة الدنيا ولهوها ، وأهرَمَ شبابه في طاعة الله ، إلا أعطاه الله أجر اثنين وسبعين صِدِّيقاً .
يا أبا ذر : الذاكر في الغافلين كالمقاتل في الفارّين .
يا أبا ذر : الجليس الصالح ، خير من الوحدة . والوحدة خير من جليس السوء . وإملاء الخير ، خير من السكوت ، والسكوت خير من إملاء الشر .
يا أبا ذر : لا تصاحب إلا مؤمناً ، ولا يأكل طعامك إلا تقي ، ولا تأكل طعام الفاسقين .
يا أبا ذر : إطعم طعامك من تحبه في الله ، وكل طعام من يحبك في الله .
يا أبا ذر : ان الله عند لسان كل قائل ، فليتق الله امرؤ وليعلم ما يقول .
يا أبا ذر : اترك فضول الكلام ، وحسبك من الكلام ما تبلغ به حاجتك .
يا أبا ذر : كفى بالمرء كذباً أن يتحدث بكل ما يسمع .
يا أبا ذر : ما من شيء أحق بطول السجن من اللسان .
يا أبا ذر : إن من اجلال الله ، اكرام ذي الشَيبَة المسلم ، واكرام حملة القرآن العاملين به ، واكرام السلطان المقسط .
يا أبا ذر : لا تكن عيَّاباً ولا مدّاحاً ولا طعَّاناً ، ولا محاربا .
يا أبا ذر : لا يزال العبد يزداد من الله بُعداً ما سِيئ خُلُقُهُ .
يا أبا ذر : الكلمة الطيبة صدقة . وكل خطوة يخطوها الى الصلاة صدقة .
يا أبا ذر : من أجاب داعي الله تعالى ، وأحسَنَ عِمارة مساجد الله ، كان ثوابه من الله الجنة . فقلت : بأبي انت وامي يا رسول الله . كيف نعمر مساجد الله ؟ قال : لا تُرفع فيها الأصوات ولا يُخاض فيها بالباطل ، ولا يشترى فيها ولا يباع ، واتركِ اللغو ما دمت فيها ، فان لم تفعل فلا تلومنَّ يوم القيامة إلا نفسك .
يا أبا ذر : إن الله يعطيك ـ ما دمت جالساً في المسجد ـ بكل نَفَس تتنفس فيه درجة في الجنة ، وتصلي عليك الملائكة . ويُكتب لك بكل نفس تتنفس فيه عشر حسنات ، وتُمحى عنك عشر سيئات .
يا أبا ذر : أتعلم في أي شيء أُنزلت هذه الآية : إصبروا وصَابِروا ورَبِطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ؟ قلت : لا ، فداك أبي وأمي . قال : في انتظار الصلاة خلف الصلاة .
يا أبا ذر : إسباغ الوضوء في المَكَارِه من الكفارات ، وكثرة الإختلاف الى المساجد ، فذلكم الرباط .
يا أبا ذر : يقول الله تبارك وتعالى : أن أحبَّ العباد اليّ ، المتحابون بحلال ، المتعلقة قلوبهم بالمساجد ، والمستغفرون بالأسحار ، أولئك اذا أردتُ بأهل الارض عقوبة ، ذكرتُهم ! فصرفتُ العقوبة عنهم .
يا أبا ذر : كُلّ جلوس في المسجد لَغو إلا ثلاثة ، قراءة مُصلّ ، أو ذكر الله ، أو سائل عن علم .
يا أبا ذر : كن بالعمل بالتقوى ، أشدَّ منك اهتماما بالعمل لغيره ، فانه لا يقلّ عمل بالتقوى ، وكيف يقلّ ما يُتقبل ، لقول الله عز وجل : انما يتقبل الله مِنَ المتَّقين .
يا أبا ذر : لا يكون الرجل من المتقين ، حتى يحاسِبَ نفسه أشد مِن محاسبة الشَّريك فيعلم من أين مطعمه ، ومن أين مشربه ، ومن أين ملبسه ، أمِن حلّ أم من حرام ؟
يا أبا ذر : من لم يبالِ من أين اكتسب المال ، لم يبالِ الله من أين أدخله النار .
يا أبا ذر : أحبُّكم الى الله عز وجل ، أكثركم ذكراً له ، وأكرمكم عند الله أتقاكم ، وأنجاكم من عذاب الله ، أشدّكم خوفاً له .
يا أبا ذر : ان المتقين الذين يتقون الله من الشيء الذي لا يُتَّقى منه خوفاً من الدخول في الشبهة .
يا أبا ذر : من أطاع الله عز وجل فقد ذكر اللهَ ، وان قلَّت صلاته وصِيامه ، وتلاوة القرآن .
يا أبا ذر : أصل الدين الورع ، ورأسُهُ الطَّاعة .
يا أبا ذر : كن ورِعاً تكن أعبد الناس ، وخير دينكم الورَعُ .
يا أبا ذر : فضل العِلم خير من فضلِ العِبادةِ ، وإعلم انكم لو صليتم
حتى تكونوا كالحنايا ، وصمتم حتى تكونوا كالأوتار ، ما نفعكم ذلك إلا بِوَرَع .
يا أبا ذر : ان أهل الورع والزهد في الدنيا ، هم أولياء الله حقاً .
يا أبا ذر : من لم يأت يوم القيامة بثلاث ، فقد خَسِر . قلت : وما الثلاث ـ فداك أبي وأمي يا رسول الله ـ ؟ قال : ورع يحجزه عمًّا حرم الله عليه ، وحِلم يَردّ به جَهلَ السفيه ، وخلق يداري به الناس .
يا أبا ذر : إن سرَّك أن تكون أقوى الناس ، فتوكل على الله ، وان سرّك أن تكون أكرم الناس فاتق الله . وإن سرّك أن تكون أغنى الناس ، فكن بما في يد الله عز وجل أوثق منك بما في يدك .
يا أبا ذر : لو أن الناس كلَّهم أخذوا بهذه الآية لكفتهم : ومَن يَتًّقِ الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ، ومن يتوكل على اللهِ فَهوَ حسبه إن الله بالغ أمرِه قد جعل الله لكل شيء قدرا .
يا أبا ذر : يقول الله تعالى : لا يؤثر عبدي هواي على هواه إلاّ جَعلتُ غِناه في نفسه وهمومه في آخرته ، وضمِنَت السموات والارض رزقه ، وكففت عليه ضيعته ، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر .
يا أبا ذر : لو أن ابن آدم فرَّ من رزقه كما يفرّ من الموت ، لأدراكه رزقه كما يدركه الموت .
يا أبا ذر : ألا أعلِّمك كلمات ينفعك الله عز وجل بهنّ . ؟ قلت : بلى يا رسول الله . قال : احفظ الله تجده أمامك . تعرَّف الى الله تعالى في الرخاء ، يَعرِفك في الشِّدّة ، واذا سألت ، فاسأل الله ، واذا استغنيت ، فاستغنِ بالله ، فقد جرى القلم بما هو كائن الى يوم القيامة ، ولو أن الخَلق كلهم جهدوا أن ينفعوك بشيء لم يكتبه الله لك ، ما قدِروا عليه ،
فان استطعت أن تعمل للهِ تعالى بالرضا واليقين ، فافعل ، فان لم تستطع فاصبِر ، فانَّ في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً ، وانّ النصر مع الصبر ، والفرج مع الكرب ، وان مع العسر يسراً .
يا أبا ذر : إستغنِ بغنى الله . قلت : وما هو يا رسول الله ؟ قال : غداء يوم ، وعشاء ليلة ، فمن قَنَع بما رزقه الله ـ يا أبا ذر ـ فهو أغنى الناس .
يا أبا ذر : إن الله جلّ ثناؤه يقول : إني لست كلام الحكيم أتقبَّل ، ولكن همَّه وهواه ، فان كان همُّه وهواه فيما أحبّ وأرضى ، جعلت صمته حمداً لي ، ووقارا ، وإن لم يتكلم .
يا أبا ذر : ان الله تبارك وتعالى ، لا ينظر الى صوركم ، ولا الى أموالكم ، ولكن ينظر الى قلوبكم وأعمالكم .
يا أبا ذر : التقوى ههنا ، التقوى ههنا ، وأشار بيده الى صدره .
يا أبا ذر : أربع لا يصيبهن إلا مؤمن . الصمت ، وهو أول العبادة والتواضع لله سبحانه ، وذِكر الله تعالى على كل حال ، وقلة الشيء ـ يعني قلة المال .
يا أبا ذر : هِمّ بالحسنة وإن لم تعملها لكي لا تكتب من الغافلين .
يا أبا ذر : من ملك مابين فخذيه ، وما بين لحييه ، دخل الجنة . قلت : يا رسول الله فانا لنؤاخذ بما ننطق من ألسنتنا ؟ قال : يا أبا ذر وهل يَكبّ الناس على مناخرهم في النار إلا حصاد ألسنتهم ، إنك لا تزال سالماً ما سكتَّ ، فاذا تكلمت يكتب لك أو عليك .
يا أبا ذر : أنّ الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ، فيكتب له بها رضوانه الى يوم القيامة . وان الرجل ليتكلم بالكلمة في
المجلس ليضحكهم بها ، فيهوي في جهنم ما بين السماء والارض .
يا أبا ذر : ويل للذي يتحدث فيكذب ليضحِكَ به القوم ، ويل له . ويل له . ويل له .
يا أبا ذر : مَن صَمتَ نجا . فعليك بالصدق ، ولا تخرجن من فمك كذبة أبداً . فقلت : يا رسول الله فما توبة الرجل الذي يكذب متعمداً ، قال : الإستغفار ، وصلوات الخمس يغسل ذلك .
يا أبا ذر : إياك والغِيبَة ، فان الغِيبة أشدّ من الزِنا . قلت : يا رسول الله ولمَ ذاك ، بابي أنت وأمي ؟ قال : لأن الرجل يزني ويتوب الى الله ، فيتوب الله عز وجل عليه ، والغِيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها .
يا أبا ذر : سُباب المسلم فُسوق ، وقِتاله كفر ، وأكل لحمه من معاصي الله ، وحرمة ماله كحرمة دمه . قلت : يا رسول الله . وما الغيبة ؟ قال : ذِكرك أخاك بما يكره . قلت : يا رسول الله فمن كان فيه ذلك الذي ذكرته ؟ قال : إعلم انك اذا ذكرته بما هو فيه ، فقد اغتبته ! وان ذكرته بما ليس فيه ، فقد بهتَّه .
يا أبا ذر : من ذَبَّ عن أخيه المسلم المؤمنِ الغيبة ، كان حقَّاً على اللهِ جل ثناؤه أن يعتقه من النار .
يا أبا ذر : من اغتيب عنده أخوه المسلم ، وهو يستطيع نصره فَنَصره ، نصره الله عز وجل في الدنيا والآخرة ، وإن خذله وهو يستطيع نصره ، خذله الله في الدنيا والآخرة .
يا أبا ذر : صاحب النميمة لا يستريح من عذاب الله عز وجل في الآخرة .
يا أبا ذر : من كان ذا وجهين ولسانيين في الدنيا ، فهو ذو لسانيين في النار .
يا أبا ذر : المجلس بالأمانة ، وإفشاؤك سرَّ أخيك خيانة ، فاجتنب ذلك ، واجتنب مجلس العشيرة .
يا أبا ذر : تَعرض أعمال أهل الدنيا على الله عزَّ وجل من الجمعة الى الجمعة ، وفي كل يوم الاثنين والخميس ، فيغفر لكل عبد مؤمن ، إلا عبداً كانت بينه وبين أخيه شحناء ، فيقول : اتركوا أعمال هذين حتى يصطلحا .
يا أبا ذر : إياك ، وهجران أخيك ، فان العمل لا يُتَقبَّل مع الهجران ، فان كنت لا بد فاعلا فلا هجرة أكثر من ثلاثة أيام كملا . فمن مات فيها مهاجراً لأخيه ، كانت النار أولى به .
يا أبا ذر : من أحبَّ أن يَمثلَ له الرجال قياماً ، فليتبوأ مقعده من النار .
يا أبا ذر : من مات وفي قلبه مثقال ذرة من كبر ، لم يجد رائحة الجنة إلا أن يتوب قبل ذلك . فقال رجل : يا رسول الله ، ليعجبني الجمال حتى وددت أن علاَّقة سوطي ، وقبال نعلي حسن . فهل يرهب ذلك علي ؟ قال : كيف تجد قلبك ؟ قال : أجده عارفاً للحق مطمئنا اليه ، قال : ليس ذلك بالكبر . ولكنَّ الكبر أن تترك الحق وتتجاوز الى غيره ، وتنظر الى الناس ، ولا ترى أن أحداً عرضه كعرضك ولا دمه كدمك .
يا أبا ذر : أكثر من يدخل النار المتكبِّرون . فقال رجل : وهل ينجو من الكبر أحد يا رسول الله ؟ فقال : نعم ، من لبس الصوف ، وركب الحمار ، وحلب العنز ، وجالس المساكين .
يا أبا ذر : من حمل سلعته ، فقد برئ من الكبر ـ يعني ما يشتري من السوق .
يا أبا ذر : من جر ثوبه خُيلاء ، لم ينظر الله اليه يوم القيامة .
يا أبا ذر : أزِرَّة المؤمن الى أنصاف ساقيه ، ولا جناح فيما بينه وبين كعبيه .
يا أبا ذر : من رقَّع ذيله ، وخصف نعله ، وعفَّر وجهه ، فقد برء من الكبر .
يا أبا ذر : من كان له قميصان ، فليلبس أحدهما ، وليكس أخاه الآخر .
يا أبا ذر : سيكون ناس من أمتي يولدون في النعيم ، ويغذون به ، في همتهم ألوان الطعام والشراب ، ويمدحون بالقول ، أولئك شرار أمتي .
يا أبا ذر : من ترك لِبس الجَمال ـ وهو يقدر عليه ـ تواضعاً لله فقد كساه الله حُلَّة الكرامة .
يا أبا ذر : طوبى لِمن تواضع لله في غير منقصة ، وأذل نفسه في غير مسكنة ، وانفق مالا جمعه في غير معصية ، ورحم أهل الذلة والمسكنة ، وخالط أهل الفقه والحكمة ، طوبى لمن صَلحت سريرته ، وحسنت علانيته ، وعزَلَ عن الناس شرًّه . طوبى لمن عمل بعلمه ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله .
يا أبا ذر : إلبس الخشن من اللباس ، والعتيق من الثياب ، لئلا يَجِدَ الفخر فيك مسلكا .
يا أبا ذر : يكون في آخر الزمان قوم يلبسون الصوف في صيفهم وشتائهم ، يرون الفضل لهم بذلك على غيرهم . أولئك تلعنهم ملائكة السموات والأرض .
يا أبا ذر : ألا أخبرك بأهل الجنة ؟ قلت : بلى يا رسول الله . قال : كل أشعث أغبر ذي طِمرين لا يؤبه له ، لو أقسم على الله لأبَرَّه .


والحمد لله رب العالمين
يتـ...بــع ..فـتـ..ـابـ..ـعونا..

عاشق الامام الكاظم
08-08-2009, 01:15 AM
اللهم صلي على محمد وال محمد
احسنتم اختي للطرح القيم والنافع جدا
كملت ثلاث ارباعه وان شاء الله لي رجعه
اكمل الموضوع واتابع التكملة
في ميزان اعمالج يا رب
ويا ريت ما تحرمينا من مواضيعج الولائية ولا تتاخري علينا

ألنور الأقدس
08-08-2009, 05:28 AM
بسمه تعالى

اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك عدوهم

(وصيته لامير المؤمنين عليه السلام)

يا علي إن من اليقين أن لا ترضي أحدا بسخط الله ولا تحمد أحدا بما آتاك الله ولا تذم أحدا على ما لم يؤتك الله، فإن الرزق لا يجره حرص حريص ولا تصرفه كراهة كاره، إن الله بحكمه وفضله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط. يا علي إنه لا فقر أشد من الجهل ولا مال أعود من العقل ولا وحدة أوحش من العجب ولا مظاهرة أحسن من المشاورة ولا عقل كالتدبير ولا حسب كحسن الخلق ولا عبادة كالتفكر. يا علي آفة الحديث الكذب. وآفة العلم النسيان. وآفة العبادة الفترة وآفة السماحة المن. وآفة الشجاعة البغي وآفة الجمال الخيلاء. وآفة الحسب الفخر . يا علي عليك بالصدق ولا تخرج من فيك كذبة أبدا ولا تجترئن على خيانة أبدا، والخوف من الله كأتك تراه. وابذل مالك ونفسك دون دينك وعليك بمحاسن الاخلاق فاركبها وعليك بمساوي الاخلاق فاجتنبها.

خادم الشيخ الكوراني
08-08-2009, 12:58 PM
جزاكم الله كل الخير اختي الفاضلة
في ميزان حسناتك

عاشق الامام الكاظم
08-08-2009, 02:13 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد
احسنتي اختي جزاكِ الله الجنة يا رب
في ميزان اعمالج اختي
لا عدمنا مواضيعكم الولائية يا رب

Dr.Zahra
08-08-2009, 04:14 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد

احسنتم اختي للطرح القيم والنافع جدا
كملت ثلاث ارباعه وان شاء الله لي رجعه
اكمل الموضوع واتابع التكملة
في ميزان اعمالج يا رب

ويا ريت ما تحرمينا من مواضيعج الولائية ولا تتاخري علينا


http://dc01.arabsh.com/i/00220/1il18n24nnrc.gif

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أخويه وإن شاء الله استفتدوا من المووضوع
نعم عذراً فهو بحق طويل لكن نصائحه والله لو قدرت بالهذب فهي اغلى من ذلك
جزاكم الله خير
وانا خادمة لكم إن شاء الله تعالى
شاكره لكم اخي

وفقتم
ودمتم محاطين بالالطاف المهدويه
http://dc01.arabsh.com/i/00220/1il18n24nnrc.gif

Dr.Zahra
08-08-2009, 04:17 PM
http://dc01.arabsh.com/i/00220/1il18n24nnrc.gif

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من وصايا الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه :



يا أبا ذر ... المتقون سادة والفقهاء قادة، ومجالستهم الزيادة. إن المؤمن ليرى ذنبه كأنه صخرة يخاف أن تقع عليه، وإن الكافر يرى ذنبه كأنه ذباب مر على أنفه.



يا أبا ذر ... إن الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبد خيرا جعل ذنوبه بين عينيه، وإذا أراد بعبد شرا أنساه ذنوبه.



يا أبا ذر ... لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيته.



يا أبا ذر ... إن المؤمن أشد ارتكاضا من الخطيئة من العصفور حين يقذف به في شركه.



يا أبا ذر ... من وافق قوله فعله فذاك الذي أصابه حظه. ومن خالف قوله فعله فإنما يوبق نفسه.



يا أبا ذر ... أن الرجل ليحرم رزقه بالذنب يصيبه.



يا أبا ذر ... دع ما لست منه في شيء، فلا تنطق بما لا يعنيك. واخزن لسانك كما تخزن ورقك.



يا أبا ذر ... إن الله جل ثناؤه ليدخل قوما الجنة فيعطيهم حتى يملوا وفوقهم قوم في الدرجات العلى، فإذا نظروا إليهم عرفوهم فيقولون: ربنا إخواننا كنا معهم في الدنيا فبم فضلتهم علينا ؟!! فيقال هيهات هيهات، إنهم كانوا يجوعون حين تشبعون ويظمؤن حين تروون ويقومون حين تنامون ويشخصون حين تخفضون.



يا أبا ذر ... جعل الله قرة عيني الصلاة وحبب إلي الصلاة كما حبب إلى الجائع الطعام، وإلى الظمآن الماء، وإن الجائع إذا أكل شبع، وإن الظمآن إذا شرب روى، وأنا لا أشبع ولا أروى.



يا أبا ذر ... أيما رجل تطوع في يوم وليلة اثنى عشرة ركعة سوى المكتوبة كان له حقا واجبا بيت في الجنة.



يا أبا ذر ... إنك ما دمت في الصلاة فإنك تقرع باب الجبار، ومن يكثر قرع باب الملك يفتح له.



يا أبا ذر ... ما من مؤمن يقوم مصليا إلا تناثر البر عليه ما بينه وبين العرش ووكل به ملك ينادي : يا ابن آدم لو تعلم ما لك في الصلاة ومن تناجي ما انفتلت.



يا أبا ذر ... طوبى لأصحاب الألوية يوم القيامة يحملونها فيسبقون الناس إلى الجنة، ألا هم السابقون إلى المساجد في الأسحار وغير السحار.



يا أبا ذر ... الصلاة عمود الدين واللسان أكبر، والصدقة تمحو الخطيئة واللسان أكبر، والصوم جنة من النار واللسان اكبر، والجهاد نباهة واللسان أكبر




وفقتم
ودمتم محاطين بالالطاف المهدويه
http://dc01.arabsh.com/i/00220/1il18n24nnrc.gif

Dr.Zahra
08-08-2009, 04:21 PM
http://dc01.arabsh.com/i/00220/1il18n24nnrc.gif

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحم الله والديكم أخويه
بس عندي فد ملاحظه اني اشوف لو ندمجها في موضوع وصايا ورسائل المعصوم
يكون احسن حتى يكون موضوع شامل ومتكامل لكل الوصايا والرسائل
ولكم حرية الموافقه أو الرفض


وفقتم
ودمتم محاطين بالالطاف المهدويه
http://dc01.arabsh.com/i/00220/1il18n24nnrc.gif

Dr.Zahra
08-08-2009, 04:22 PM
جزاكم الله كل الخير اختي الفاضلة


في ميزان حسناتك



http://dc01.arabsh.com/i/00220/1il18n24nnrc.gif

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكم وفقكم الله تعالى جزيت خيرا

وفقتم
ودمتم محاطين بالالطاف المهدويه
http://dc01.arabsh.com/i/00220/1il18n24nnrc.gif

ألنور الأقدس
08-08-2009, 08:37 PM
جزاكم الله كل الخير اختي الفاضلة


في ميزان حسناتك




أسعدني مروك أخي الكريم

ألنور الأقدس
08-08-2009, 08:38 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد
احسنتي اختي جزاكِ الله الجنة يا رب
في ميزان اعمالج اختي
لا عدمنا مواضيعكم الولائية يا رب


شكرا لمرورك اخي الفاضل

ألنور الأقدس
08-08-2009, 08:40 PM
http://dc01.arabsh.com/i/00220/1il18n24nnrc.gif

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحم الله والديكم أخويه
بس عندي فد ملاحظه اني اشوف لو ندمجها في موضوع وصايا ورسائل المعصوم
يكون احسن حتى يكون موضوع شامل ومتكامل لكل الوصايا والرسائل
ولكم حرية الموافقه أو الرفض


وفقتم
ودمتم محاطين بالالطاف المهدويه
http://dc01.arabsh.com/i/00220/1il18n24nnrc.gif






شكرا لمرورك الرائع اخيتي

بالنسبة لدمج الموضوع الامر لك كما تشائين

ولكني لم اكمل بقية الوصية

لم اشاء ان ادرجها كاملة حتى لايحصل ملل من قبل الاعضاء

ألنور الأقدس
08-08-2009, 08:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم

(وصيته لامير المؤمنين عليه السلام)

يا علي أحب العمل إلى الله ثلاث خصال: من أتي الله بما افترض عليه فهو من أعبد الناس. ومن ورع عن محارم الله فهو من أورع الناس. ومن قنع بما رزقه الله فهو من أغنى الناس. يا علي ثلاث من مكارم الاخلاق: تصل من قطعك. وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك. يا علي ثلاث منجيات: تكف لسانك. وتبكي على خطيئتك. ويسعك بيتك . يا علي سيد الاعمال ثلاث خصال: إنصافك الناس من نفسك. ومساواة الاخ في الله. وذكر الله على كل حال. يا علي ثلاثة من حلل الله : رجل زار أخاه المؤمن في الله فهو زور الله وحق على الله أن يكرم زوره ويعطيه ما سأل. ورجل صلى ثم عقب إلى الصلاة الاخرى فهو ضيف الله وحق على الله أن يكرم ضيفه. والحاج والمعتمر فهما وفدا الله وحق على الله أن يكرم وفده. يا علي ثلاث ثوابهن في الدنيا والآخرة: الحج ينفي الفقر. والصدقة تدفع البلية وصلة الرحم تزيد في العمر. يا علي ثلاث من لم يكن فيه لم يقم له عمل: ورع يحجزه عن معاصي الله عزوجل. وعلم يرد به جهل السفيه. وعقل يداري به الناس. يا علي ثلاثة تحت ظل العرش يوم القيامة: رجل أحب لاخيه ما أحب لنفسه. ورجل بلغه أمر فلم يتقدم فيه ولم يتأخر حتى يعلم أن ذلك الامر لله رضى

(رقية بنت الحسين)
08-08-2009, 10:32 PM
اللهم صل على محمد وال محمد
مأجوووورة بميزان اعمالك

(رقية بنت الحسين)
08-08-2009, 10:41 PM
اللهم صل على محمد وال محمد
http://montada.basimk.com/images/smilies/10496c28mlfh6i3.gif
مأجوووورة بميزان اعمالك

ألنور الأقدس
09-08-2009, 11:14 AM
اللهم صل على محمد وال محمد


مأجوووورة بميزان اعمالك






شكرا جزيلا لمروركـ الكريمـ أخيتي

ألنور الأقدس
09-08-2009, 11:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم

* (وصيته لامير المؤمنين عليه السلام) *


يا علي ثلاث من أبواب البر: سخاء النفس. وطيب الكلام. والصبر على الاذى. يا علي في التوراة أربع إلى جنبهن أربع: من أصبح على الدنيا حريصا أصبح وهو على الله ساخط. ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنما يكشو ربه. ومن أتى غنيا فتضعضع له ذهب ثلثا دينه. ومن دخل النار من هذه الامة فهو ممن اتخذ آيات الله هزوا ولعبا. أربع إلى جنبهن أربع: من ملك ستأثر ومن لم يستشر يندم. كما تدين تدان. والفقر الموت الاكبر، فقيل له: الفقر من الدينار والدرهم؟ فقال: الفقر من الدين. يا علي كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاث أعين: عين سهرت في سبيل الله . وعين غضت عن محارم الله. وعين فاضت من خشية الله. يا علي طوبى لصورة نظر الله إليها تبكي على ذنب لم يطلع على ذلك الذنب أحد غير الله. يا علي ثلاث موبقات وثلاث منجيات فأما الموبقات: فهو متبع. وشح مطاع . وإعجاب المرء بنفسه. وأما المنجيات فالعدل في الرضا والغضب. والقصد في الغنى والفقر، وخوف الله في السر والعلانية كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. يا علي ثلاث يحسن فيهن الكذب المكيدة في الحرب، وعدتك زوجتك، والاصلاح بين الناس. يا علي ثلاث يقبح فيهن الصدق: النميمة، وإخبارك الرجل عن أهله بما يكره. وتكذيبك الرجل عن الخير. يا علي أربع يذهبن ضلالا الاكل بعد الشبع. والسراج في القمر. والزرع في الارض السبخة والصنيعة عند غير أهلها يا علي أربع أسرع شئ عقوبة: رجل أحسنت إليه فكافأك بالاحسان إساء‌ة. ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك ورجل عاقدته على أمر فمن أمرك الوفاء له ومن أمره الغدر بك. ورجل تصله رحمه ويقطعها. يا علي أربع من يكن فيه كمل إسلامه: الصدق. والشكر. والحياء وحسن الخلق. يا علي قلة طلب الحوائج من الناس هو الغنى الحاضر وكثرة الحوائج إلى الناس مذلة وهو الفقر الحاضر.

اللجنة العامة
09-08-2009, 01:53 PM
اللهم صل على محمد وعلى آله وعجل فرجهم يا كـريم
السلام عـليك يا حبيب الله و رسوله
و رحمة الله و بركـاته

عـاشقة الأمام الكاظم
( عليه السلام )

جـزاك الله خيرا ً
لطرحك المبارك
و شكرا ً لك لجهودك
رعاك الله ودمتي مواليه ..

اللجنة العامة
09-08-2009, 01:59 PM
اللهم صل على محمد وعلى آله وعجل فرجهم يا كريم
بــارك الله فيك أختي الكريمة
جهود رائعه
نسأل الله أن يديمكم
لخدمة أهل بيت النبوه
عليهم السلام
شكرا ً جزيلا ً لك
وفي ميزان أعمالك الحسنة

Dr.Zahra
09-08-2009, 03:16 PM
اللهم صل على محمد وال محمد

http://montada.basimk.com/images/smilies/10496c28mlfh6i3.gif

مأجوووورة بميزان اعمالك


http://dc04.arabsh.com/i/00220/2v1husweio3l.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحم الله والديج حياج الباري
وفقتم
ودمتم محاطين بالالطاف المهدوية

http://dc04.arabsh.com/i/00220/2v1husweio3l.gif

Dr.Zahra
09-08-2009, 03:20 PM
اللهم صل على محمد وعلى آله وعجل فرجهم يا كريم

بــارك الله فيك أختي الكريمة
جهود رائعه
نسأل الله أن يديمكم
لخدمة أهل بيت النبوه
عليهم السلام
شكرا ً جزيلا ً لك

وفي ميزان أعمالك الحسنة


http://dc04.arabsh.com/i/00220/2v1husweio3l.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكم شاكره لكم
ولكم مثل دعائكم منا اليكم

وفقتم
ودمتم محاطين بالالطاف المهدوية

http://dc04.arabsh.com/i/00220/2v1husweio3l.gif

ألنور الأقدس
10-08-2009, 09:11 AM
اللهم صل على محمد وعلى آله وعجل فرجهم يا كـريم

السلام عـليك يا حبيب الله و رسوله
و رحمة الله و بركـاته

عـاشقة الأمام الكاظم
( عليه السلام )

جـزاك الله خيرا ً
لطرحك المبارك
و شكرا ً لك لجهودك

رعاك الله ودمتي مواليه ..




اسعدني وشرفني مروركـ اخي الفاضل

دمت بحفظه تعالى

Dr.Zahra
10-08-2009, 07:06 PM
http://dc01.arabsh.com/i/00220/9su91n8j5273.gif

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسنتِ أختي الكريمه وفقكم الباري
وسوف نقوم بدمج الموضوع بوكتم وبوركت اناملكم
وففتم
ودمتم محاطين بالألطاف المهدويه




http://dc01.arabsh.com/i/00220/9su91n8j5273.gif

ألنور الأقدس
10-08-2009, 09:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك عدوهم


قال ** صلى الله عليه وآله وسلم **: تعلموا العلم، فإن تعلمه حسنة ومدارسته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لاهله قربة، لانه معالم الحلال والحرام وسالك بطالبه سبل الجنة، ومونس في الوحدة، وصاحب في الغربة، ودليل على السراء وسلاح على الاعداء، وزين الاخلاء (2)، يرفع الله به أقواما يجعلهم في الخير أئمة يقتدى بهم، ترمق أعمالهم (3) وتقتبس آثارهم وترغب الملائكة في خلتهم (4)، لان العلم حياة القلوب ونور الابصار من العمى وقوة الابدان من الضعف، وينزل الله حامله منازل الاحباء ويمنحه مجالسة الابرار في الدنيا والآخرة. بالعلم يطاع الله ويعبد، وبالعلم يعرف الله ويوحد وبه توصل الارحام ويعرف الحلال والحرام، والعلم أمام العقل (5). والعقل يلهمه الله السعداء ويحرمه الاشقياء، وصفة العاقل أن يحلم عمن جهل عليه ويتجاوز عمن ظلمه ويتواضع لمن هو دونه ويسابق من فوقه في طلب البر، و إذا أراد أن يتكلم تدبر، فإن كان خيرا تكلم فغنم وإن كان شرا سكت فسلم وإذا عرضت له فتنة استعصم بالله، وأمسك يده ولسانه، وإذا رأى فضيلة انتهز بها ، لا يفارقه الحياء ولا يبدو منه الحرص، فتلك عشر خصال يعرف بها العاقل. وصفة الجاهل: أن يظلم من خالطه ويتعدى على من هو دونه، ويتطاول على من هو فوقه، كلامه بغير تدبر، إن تكلم أثم، وإن سكت سها وإن عرضت له فتنة سارع إليها فأردته وإن رأى فضيلة أعرض وأبطأ عنها، لا يخاف ذنوبه القديمة ولا يرتدع فيما بقي من عمره من الذنوب، يتوانى عن البر ويبطئ عنه، غير مكترث لما فاته من ذلك أو ضيعه، فتلك عشر خصال من صفة الجاهل الذي حرم العقل





الهوامش

(1) المستعتب: طلب العتبى اى الاسترضاء والمراد أن بعد الموت لا يكون ما يوجب الرضا لان زمان الاعمال قد انقضى وختم ديوانها ولعل اصل العتبى الرضا والفرح من الرجوع عن الذنب والاساء‌ة وهذا المعنى لا يمكن الوصول إليه الا في دار الدنيا، وقبل الموت فليس بعد الموت من استرضاء بهذا المعنى. (2) الاخلاء جمع خليل. أى زينة لهم. (3) ترمق أعمالهم يعنى تنظر اليها وتكتسب منها فيجعلون الناس أعمالهم على طريقتهم يقال: رمقه رمقا: أطال وأدام النظر إليه. (4) زيد هنا في بعض نسخ الحديث [ يمسحونهم بأجنحتهم في صلاتهم ]. (5) " أمام العقل " بفتح الهمزة أى قائده. (*)

عاشق الامام الكاظم
11-08-2009, 04:52 PM
http://dc01.arabsh.com/i/00220/1il18n24nnrc.gif

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رحم الله والديكم أخويه
بس عندي فد ملاحظه اني اشوف لو ندمجها في موضوع وصايا ورسائل المعصوم
يكون احسن حتى يكون موضوع شامل ومتكامل لكل الوصايا والرسائل
ولكم حرية الموافقه أو الرفض


وفقتم
ودمتم محاطين بالالطاف المهدويه
http://dc01.arabsh.com/i/00220/1il18n24nnrc.gif



اللهم صلي على محمد وال محمد
نعم اختي انا من رايج
ونخلي الموضوع يقدر ان يكتب فيه كل الاعظاء
من اجل تكون الفائدة اكثر

عاشق الامام الكاظم
11-08-2009, 05:05 PM
روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) :
أما والله إنّ أحبّ أصحابي إليّ أورعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا ، وإنّ أسوأهم عندي حالا ، وأمقتهم إليّ الذي إذا سمع الحديث يُنسب إلينا ويُروى عنا فلم يعقله ، ولم يقبله قلبه اشمأزّ منه وجحده ، وكفر بمن دان به ، وهو لا يدري لعلّ الحديث من عندنا خرج وإلينا أُسند فيكون بذلك خارجا من ولايتنا

ظامئ
14-08-2009, 01:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم


من وصايا النبي صلى الله عليه واله وسلم الى امير المؤمنين عليه السلام


1-ياعلي:لا تتختم بالسبابة والوسطى ,فانه كان يتختم قوم لوط فيهما ولا تعر الخنصر.


2-ياعلي:اياك والكذب فان الكذب يسود الوجه,ثم يكتب عند الله كذابا وان الصدق


يبيض الوجه ويكتب عند الله صادقا,واعلم ان الصدق مبارك والكذب مشؤوم.


3-ياعلي:اياك واللجاجة,فان اولها جهل واخرها ندامة.


4-ياعلي:لا تغضب,فاذا غضبت فاقعد وتفكر في قدرة الرب على العباد وحلمه


عنهم واذا قيل لك:اتق الله فانبذ غضبك وراجع حلمك.


5-ياعلي:احتسب بما تنفق على نفسك تجده عند الله مذخورا.


6-ياعلي:احسن خلقك مع أهلك وجيرانك ومن تعاشر وتصاحب من الناس تكتب


عند الله في الدرجات العلى.



7-ياعلي:سيد الأعمال ثلاث خصال:انصافك الناس من نفسك,ومساواة الاخ في


الله,وذكر الله على كل حال.


8-ياعلي:ثلاث ثوابهن في الدنيا والاخرة:الحج ينفي الفقر,والصدقة تدفع


البلية,وصلة الرحم تزيد في العمر.



9-ياعلي:ثلاث من أبواب البر:سخاء النفس,وطيب الكلام,والصبر على الأذى.


10-ياعلي:أربع من يكن فيه كمل اسلامه:الصدق,والشكر,والحياء,وحسن الخلق.

عاشق الامام الكاظم
14-08-2009, 03:03 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد
جزاك الله الجنة يا رب
موضوع رائع اخي
ووصايا جدا مهمة
اخي اتسمح لنا بدمج موضوعك
مع موضوع خاص بلوصاية والعبر ؟؟

غصون الحياة
15-08-2009, 12:32 PM
اللهم صل على محمد وعلى آله وعجل فرجهم يا كريم
بارك الله فيك أخي الكريم
الله يعطيكـ العافيه
موفق لكـل خـير ..

Dr.Zahra
17-08-2009, 05:23 PM
http://dc01.arabsh.com/i/00220/bfr5wrb31y8o.gif




بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
راااائع جدا وصايا النور الى النور
نور على نور
بوركتم اخي الكريم سوف يتم دمج الموضوع مع موضوع الوصايا
شاكره لكم



وفقتم


دمتم محاطين بالالطاف المهدويه
المـقـصـره:خادمة السيد الفالي



http://dc01.arabsh.com/i/00220/bfr5wrb31y8o.gif

Dr.Zahra
17-08-2009, 05:26 PM
اللهم صل على محمد وعلى آله وعجل فرجهم يا كريم
بارك الله فيك أخي الكريم
الله يعطيكـ العافيه

موفق لكـل خـير ..


http://dc01.arabsh.com/i/00220/bfr5wrb31y8o.gif




بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
رحم الله والديكم عزيزتي وحياكم الباري



وفقتم


دمتم محاطين بالالطاف المهدويه
المـقـصـره:خادمة السيد الفالي



http://dc01.arabsh.com/i/00220/bfr5wrb31y8o.gif

Dr.Zahra
17-08-2009, 05:42 PM
رسالة أبي عبدالله إلى جماعة الشيعة
1- مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ حَفْصٍ الْمُؤَذِّنِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلام) وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلام) أَنَّهُ كَتَبَ بِهَذِهِ الرِّسَالَةِ إِلَى أَصْحَابِهِ وَأَمَرَهُمْ بِمُدَارَسَتِهَا وَالنَّظَرِ فِيهَا وَتَعَاهُدِهَا وَالْعَمَلِ بِهَا فَكَانُوا يَضَعُونَهَا فِي مَسَاجِدِ بُيُوتِهِمْ فَإِذَا فَرَغُوا مِنَ الصَّلاةِ نَظَرُوا فِيهَا قَالَ وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْكُوفِيِّ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِيعِ الصَّحَّافِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَخْلَدٍ السَّرَّاجِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ خَرَجَتْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلام) إِلَى أَصْحَابِهِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَمَّا بَعْدُ فَاسْأَلُوا رَبَّكُمُ الْعَافِيَةَ وَعَلَيْكُمْ بِالدَّعَةِ وَالْوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ وَعَلَيْكُمْ بِالْحَيَاءِ وَالتَّنَزُّهِ عَمَّا تَنَزَّهَ عَنْهُ الصَّالِحُونَ قَبْلَكُمْ وَعَلَيْكُمْ بِمُجَامَلَةِ أَهْلِ الْبَاطِلِ تَحَمَّلُوا الضَّيْمَ مِنْهُمْ وَإِيَّاكُمْ وَمُمَاظَّتَهُمْ دِينُوا فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ إِذَا أَنْتُمْ جَالَسْتُمُوهُمْ وَخَالَطْتُمُوهُمْ وَنَازَعْتُمُوهُمُ الْكَلامَ فَإِنَّهُ لا بُدَّ لَكُمْ مِنْ مُجَالَسَتِهِمْ وَمُخَالَطَتِهِمْ وَمُنَازَعَتِهِمُ الْكَلامَ بِالتَّقِيَّةِ الَّتِي أَمَرَكُمُ اللهُ أَنْ تَأْخُذُوا بِهَا فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ فَإِذَا ابْتُلِيتُمْ بِذَلِكَ مِنْهُمْ فَإِنَّهُمْ سَيُؤْذُونَكُمْ وَتَعْرِفُونَ فِي وُجُوهِهِمُ الْمُنْكَرَ وَلَوْ لا أَنَّ اللهَ تَعَالَى يَدْفَعُهُمْ عَنْكُمْ لَسَطَوْا بِكُمْ وَمَا فِي صُدُورِهِمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ أَكْثَرُ مِمَّا يُبْدُونَ لَكُمْ مَجَالِسُكُمْ وَمَجَالِسُهُمْ وَاحِدَةٌ وَأَرْوَاحُكُمْ وَأَرْوَاحُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ لا تَأْتَلِفُ لا تُحِبُّونَهُمْ أَبَداً وَلا يُحِبُّونَكُمْ غَيْرَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَكْرَمَكُمْ بِالْحَقِّ وَبَصَّرَكُمُوهُ وَلَمْ يَجْعَلْهُمْ مِنْ أَهْلِهِ فَتُجَامِلُونَهُمْ وَتَصْبِرُونَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ لا مُجَامَلَةَ لَهُمْ وَلا صَبْرَ لَهُمْ عَلَى شَيْ‏ءٍ وَحِيَلُهُمْ وَسْوَاسُ بَعْضِهِمْ إِلَى بَعْضٍ فَإِنَّ أَعْدَاءَ اللهِ إِنِ اسْتَطَاعُوا صَدُّوكُمْ عَنِ الْحَقِّ فَيَعْصِمُكُمْ اللهُ مِنْ ذَلِكَ فَاتَّقُوا اللهَ وَكُفُّوا أَلْسِنَتَكُمْ إِلا مِنْ خَيْرٍ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُزْلِقُوا أَلْسِنَتَكُمْ بِقَوْلِ الزُّورِ وَالْبُهْتَانِ وَالإثْمِ وَالْعُدْوَانِ فَإِنَّكُمْ إِنْ كَفَفْتُمْ أَلْسِنَتَكُمْ عَمَّا يَكْرَهُهُ اللهُ مِمَّا نَهَاكُمْ عَنْهُ كَانَ خَيْراً لَكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ مِنْ أَنْ تُزْلِقُوا أَلْسِنَتَكُمْ بِهِ فَإِنَّ زَلَقَ اللِّسَانِ فِيمَا يَكْرَهُ اللهُ وَمَا يَنْهَى عَنْهُ مَرْدَاةٌ لِلْعَبْدِ عِنْدَ اللهِ وَمَقْتٌ مِنَ اللهِ وَصَمٌّ وَعَمًى وَبَكَمٌ يُورِثُهُ اللهُ إِيَّاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَتَصِيرُوا كَمَا قَالَ اللهُ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ يَعْنِي لا يَنْطِقُونَ وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ وَ إِيَّاكُمْ وَمَا نَهَاكُمُ اللهُ عَنْهُ أَنْ تَرْكَبُوهُ وَعَلَيْكُمْ بِالصَّمْتِ إِلا فِيمَا يَنْفَعُكُمُ اللهُ بِهِ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِكُمْ وَيَأْجُرُكُمْ عَلَيْهِ وَأَكْثِرُوا مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّقْدِيسِ وَالتَّسْبِيحِ وَالثَّنَاءِ عَلَى اللهِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَيْهِ وَالرَّغْبَةِ فِيمَا عِنْدَهُ مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي لا يَقْدِرُ قَدْرَهُ وَلا يَبْلُغُ كُنْهَهُ أَحَدٌ فَاشْغَلُوا أَلْسِنَتَكُمْ بِذَلِكَ عَمَّا نَهَى اللهُ عَنْهُ مِنْ أَقَاوِيلِ الْبَاطِلِ الَّتِي تُعْقِبُ أَهْلَهَا خُلُوداً فِي النَّارِ مَنْ مَاتَ عَلَيْهَا وَلَمْ يَتُبْ إِلَى اللهِ وَلَمْ يَنْزِعْ عَنْهَا وَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يُدْرِكُوا نَجَاحَ الْحَوَائِجِ عِنْدَ رَبِّهِمْ بِأَفْضَلَ مِنَ الدُّعَاءِ وَالرَّغْبَةِ إِلَيْهِ وَالتَّضَرُّعِ إِلَى اللهِ وَالْمَسْأَلَةِ لَهُ فَارْغَبُوا فِيمَا رَغَّبَكُمُ اللهُ فِيهِ وَأَجِيبُوا اللهَ إِلَى مَا دَعَاكُمْ إِلَيْهِ لِتُفْلِحُوا وَتَنْجُوا مِنْ عَذَابِ اللهِ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تَشْرَهَ أَنْفُسُكُمْ إِلَى شَيْ‏ءٍ مِمَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَإِنَّهُ مَنِ انْتَهَكَ مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ هَاهُنَا فِي الدُّنْيَا حَالَ اللهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ وَنَعِيمِهَا وَلَذَّتِهَا وَكَرَامَتِهَا الْقَائِمَةِ الدَّائِمَةِ لأهْلِ الْجَنَّةِ أَبَدَ الآبِدِينَ وَاعْلَمُوا أَنَّهُ بِئْسَ الْحَظُّ الْخَطَرُ لِمَنْ خَاطَرَ اللهَ بِتَرْكِ طَاعَةِ اللهِ وَرُكُوبِ مَعْصِيَتِهِ فَاخْتَارَ أَنْ يَنْتَهِكَ مَحَارِمَ اللهِ فِي لَذَّاتِ دُنْيَا مُنْقَطِعَةٍ زَائِلَةٍ عَنْ أَهْلِهَا عَلَى خُلُودِ نَعِيمٍ فِي الْجَنَّةِ وَلَذَّاتِهَا وَكَرَامَةِ أَهْلِهَا وَيْلٌ لأولَئِكَ مَا أَخْيَبَ حَظَّهُمْ وَأَخْسَرَ كَرَّتَهُمْ وَأَسْوَأَ حَالَهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ اسْتَجِيرُوا اللهَ أَنْ يُجِيرَكُمْ فِي مِثَالِهِمْ أَبَداً وَأَنْ يَبْتَلِيَكُمْ بِمَا ابْتَلاهُمْ بِهِ وَلا قُوَّةَ لَنَا وَلَكُمْ إِلا بِهِ فَاتَّقُوا اللهَ أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ النَّاجِيَةُ إِنْ أَتَمَّ اللهُ لَكُمْ مَا أَعْطَاكُمْ بِهِ فَإِنَّهُ لا يَتِمُّ الأمْرُ حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْكُمْ مِثْلُ الَّذِي دَخَلَ عَلَى الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ وَحَتَّى تُبْتَلَوْا فِي أَنْفُسِكُمْ.
وَ أَمْوَالِكُمْ وَحَتَّى تَسْمَعُوا مِنْ أَعْدَاءِ اللهِ أَذًى كَثِيراً فَتَصْبِرُوا وَتَعْرُكُوا بِجُنُوبِكُمْ وَحَتَّى يَسْتَذِلُّوكُمْ وَيُبْغِضُوكُمْ وَحَتَّى يُحَمِّلُوا عَلَيْكُمُ الضَّيْمَ فَتَحَمَّلُوا مِنْهُمْ تَلْتَمِسُونَ بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ وَحَتَّى تَكْظِمُوا الْغَيْظَ الشَّدِيدَ فِي الأذَى فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَجْتَرِمُونَهُ إِلَيْكُمْ وَحَتَّى يُكَذِّبُوكُمْ بِالْحَقِّ وَيُعَادُوكُمْ فِيهِ وَيُبْغِضُوكُمْ عَلَيْهِ فَتَصْبِرُوا عَلَى ذَلِكَ مِنْهُمْ وَمِصْدَاقُ ذَلِكَ كُلِّهِ فِي كِتَابِ اللهِ الَّذِي أَنْزَلَهُ جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ السَّلام) عَلَى نَبِيِّكُمْ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) سَمِعْتُمْ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّكُمْ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ ثُمَّ قَالَ وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى‏ ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا فَقَدْ كُذِّبَ نَبِيُّ اللهِ وَالرُّسُلُ مِنْ قَبْلِهِ وَأُوذُوا مَعَ التَّكْذِيبِ بِالْحَقِّ فَإِنْ سَرَّكُمْ أَمْرُ اللهِ فِيهِمُ الَّذِي خَلَقَهُمْ لَهُ فِي الأصْلِ [أَصْلِ الْخَلْقِ] مِنَ الْكُفْرِ الَّذِي سَبَقَ فِي عِلْمِ اللهِ أَنْ يَخْلُقَهُمْ لَهُ فِي الأصْلِ وَمِنَ الَّذِينَ سَمَّاهُمُ اللهُ فِي كِتَابِهِ فِي قَوْلِهِ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ فَتَدَبَّرُوا هَذَا وَاعْقِلُوهُ وَلا تَجْهَلُوهُ فَإِنَّهُ مَنْ يَجْهَلْ هَذَا وَأَشْبَاهَهُ مِمَّا افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْهِ فِي كِتَابِهِ مِمَّا أَمَرَ اللهُ بِهِ وَنَهَى عَنْهُ تَرَكَ دِينَ اللهِ وَرَكِبَ مَعَاصِيَهُ فَاسْتَوْجَبَ سَخَطَ اللهِ فَأَكَبَّهُ اللهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ وَقَالَ أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ الْمَرْحُومَةُ الْمُفْلِحَةُ إِنَّ اللهَ أَتَمَّ لَكُمْ مَا آتَاكُمْ مِنَ الْخَيْرِ وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ عِلْمِ اللهِ وَلا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ يَأْخُذَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ فِي دِينِهِ بِهَوًى وَلا رَأْيٍ وَلا مَقَايِيسَ قَدْ أَنْزَلَ اللهُ الْقُرْآنَ وَجَعَلَ فِيهِ تِبْيَانَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ وَجَعَلَ لِلْقُرْآنِ وَلِتَعَلُّمِ الْقُرْآنِ أَهْلا لا يَسَعُ أَهْلَ عِلْمِ الْقُرْآنِ الَّذِينَ آتَاهُمُ اللهُ عِلْمَهُ أَنْ يَأْخُذُوا فِيهِ بِهَوًى وَلا رَأْيٍ وَلا مَقَايِيسَ أَغْنَاهُمُ اللهُ عَنْ ذَلِكَ بِمَا آتَاهُمْ مِنْ عِلْمِهِ وَخَصَّهُمْ بِهِ وَوَضَعَهُ عِنْدَهُمْ كَرَامَةً مِنَ اللهِ أَكْرَمَهُمْ بِهَا وَهُمْ أَهْلُ الذِّكْرِ الَّذِينَ أَمَرَ اللهُ هَذِهِ الأمَّةَ بِسُؤَالِهِمْ وَهُمُ الَّذِينَ مَنْ سَأَلَهُمْ وَقَدْ سَبَقَ فِي عِلْمِ اللهِ أَنْ يُصَدِّقَهُمْ وَيَتَّبِعَ أَثَرَهُمْ أَرْشَدُوهُ وَأَعْطَوْهُ مِنْ عِلْمِ الْقُرْآنِ مَا يَهْتَدِي بِهِ إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَإِلَى جَمِيعِ سُبُلِ الْحَقِّ وَهُمُ الَّذِينَ لا يَرْغَبُ عَنْهُمْ وَعَنْ مَسْأَلَتِهِمْ وَعَنْ عِلْمِهِمُ الَّذِي أَكْرَمَهُمُ اللهُ بِهِ وَجَعَلَهُ عِنْدَهُمْ إِلا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ فِي عِلْمِ اللهِ الشَّقَاءُ فِي أَصْلِ الْخَلْقِ تَحْتَ الأظِلَّةِ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ يَرْغَبُونَ عَنْ سُؤَالِ أَهْلِ الذِّكْرِ وَالَّذِينَ آتَاهُمُ اللهُ عِلْمَ الْقُرْآنِ وَوَضَعَهُ عِنْدَهُمْ وَأَمَرَ بِسُؤَالِهِمْ وَأُولَئِكَ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ بِأَهْوَائِهِمْ وَآرَائِهِمْ وَمَقَايِيسِهِمْ حَتَّى دَخَلَهُمُ الشَّيْطَانُ لأنَّهُمْ جَعَلُوا أَهْلَ الإيمَانِ فِي عِلْمِ الْقُرْآنِ عِنْدَ اللهِ كَافِرِينَ وَجَعَلُوا أَهْلَ الضَّلالَةِ فِي عِلْمِ الْقُرْآنِ عِنْدَ اللهِ مُؤْمِنِينَ وَحَتَّى جَعَلُوا مَا أَحَلَّ اللهُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأمْرِ حَرَاماً وَجَعَلُوا مَا حَرَّمَ اللهُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأمْرِ حَلالا فَذَلِكَ أَصْلُ ثَمَرَةِ أَهْوَائِهِمْ وَقَدْ عَهِدَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) قَبْلَ مَوْتِهِ فَقَالُوا نَحْنُ بَعْدَ مَا قَبَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ رَسُولَهُ يَسَعُنَا أَنْ نَأْخُذَ بِمَا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ رَأْيُ النَّاسِ بَعْدَ مَا قَبَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ رَسُولَهُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَبَعْدَ عَهْدِهِ الَّذِي عَهِدَهُ إِلَيْنَا وَأَمَرَنَا بِهِ مُخَالِفاً للهِ وَلِرَسُولِهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) فَمَا أَحَدٌ أَجْرَأَ عَلَى اللهِ وَلا أَبْيَنَ ضَلالَةً مِمَّنْ أَخَذَ بِذَلِكَ وَزَعَمَ أَنَّ ذَلِكَ يَسَعُهُ وَاللهِ إِنَّ للهِ عَلَى خَلْقِهِ أَنْ يُطِيعُوهُ وَيَتَّبِعُوا أَمْرَهُ فِي حَيَاةِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَبَعْدَ مَوْتِهِ هَلْ يَسْتَطِيعُ أُولَئِكَ أَعْدَاءُ اللهِ أَنْ يَزْعُمُوا أَنَّ أَحَداً مِمَّنْ أَسْلَمَ مَعَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) أَخَذَ بِقَوْلِهِ وَرَأْيِهِ وَمَقَايِيسِهِ فَإِنْ قَالَ نَعَمْ فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللهِ وَضَلَّ ضَلالا بَعِيداً وَإِنْ قَالَ لا لَمْ يَكُنْ لأحَدٍ أَنْ يَأْخُذَ بِرَأْيِهِ وَهَوَاهُ وَمَقَايِيسِهِ فَقَدْ أَقَرَّ بِالْحُجَّةِ عَلَى نَفْسِهِ وَهُوَ مِمَّنْ يَزْعُمُ أَنَّ اللهَ يُطَاعُ وَيُتَّبَعُ أَمْرُهُ بَعْدَ قَبْضِ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَقَدْ قَالَ اللهُ وَقَوْلُهُ الْحَقُّ وَما مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى‏ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ وَذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُطَاعُ وَيُتَّبَعُ أَمْرُهُ فِي حَيَاةِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَبَعْدَ قَبْضِ اللهِ مُحَمَّداً (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَكَمَا لَمْ يَكُنْ لأحَدٍ مِنَ النَّاسِ مَعَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) أَنْ يَأْخُذَ بِهَوَاهُ وَلا رَأْيِهِ وَلا مَقَايِيسِهِ خِلافاً لأمْرِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) فَكَذَلِكَ لَمْ يَكُنْ لأحَدٍ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) أَنْ يَأْخُذَ بِهَوَاهُ وَلا رَأْيِهِ وَلا مَقَايِيسِهِ.
وَ قَالَ دَعُوا رَفْعَ أَيْدِيكُمْ فِي الصَّلاةِ إِلا مَرَّةً وَاحِدَةً حِينَ تُفْتَتَحُ الصَّلاةُ فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ شَهَرُوكُمْ بِذَلِكَ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ وَقَالَ أَكْثِرُوا مِنْ أَنْ تَدْعُوا اللهَ فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَدْعُوهُ وَقَدْ وَعَدَ اللهُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالاسْتِجَابَةِ وَاللهُ مُصَيِّرٌ دُعَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَهُمْ عَمَلا يَزِيدُهُمْ بِهِ فِي الْجَنَّةِ فَأَكْثِرُوا ذِكْرَ اللهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ فِي كُلِّ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فَإِنَّ اللهَ أَمَرَ بِكَثْرَةِ الذِّكْرِ لَهُ وَاللهُ ذَاكِرٌ لِمَنْ ذَكَرَهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ لَمْ يَذْكُرْهُ أَحَدٌ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ إِلا ذَكَرَهُ بِخَيْرٍ فَأَعْطُوا اللهَ مِنْ أَنْفُسِكُمُ الاجْتِهَادَ فِي طَاعَتِهِ فَإِنَّ اللهَ لا يُدْرَكُ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْخَيْرِ عِنْدَهُ إِلا بِطَاعَتِهِ وَاجْتِنَابِ مَحَارِمِهِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ فِي ظَاهِرِ الْقُرْآنِ وَبَاطِنِهِ فَإِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ فِي كِتَابِهِ وَقَوْلُهُ الْحَقُّ وَذَرُوا ظاهِرَ الإثْمِ وَباطِنَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ تَجْتَنِبُوهُ فَقَدْ حَرَّمَهُ وَاتَّبِعُوا آثَارَ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَسُنَّتَهُ فَخُذُوا بِهَا وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَكُمْ وَآرَاءَكُمْ فَتَضِلُّوا فَإِنَّ أَضَلَّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ وَرَأْيَهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ وَأَحْسِنُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها وَجَامِلُوا النَّاسَ وَلا تَحْمِلُوهُمْ عَلَى رِقَابِكُمْ تَجْمَعُوا مَعَ ذَلِكَ طَاعَةَ رَبِّكُمْ وَإِيَّاكُمْ وَسَبَّ أَعْدَاءِ اللهِ حَيْثُ يَسْمَعُونَكُمْ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَقَدْ يَنْبَغِي لَكُمْ أَنْ تَعْلَمُوا حَدَّ سَبِّهِمْ للهِ كَيْفَ هُوَ إِنَّهُ مَنْ سَبَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ فَقَدِ انْتَهَكَ سَبَّ اللهِ وَمَنْ أَظْلَمُ عِنْدَ اللهِ مِمَّنِ اسْتَسَبَّ للهِ وَلأوْلِيَاءِ اللهِ فَمَهْلا مَهْلا فَاتَّبِعُوا أَمْرَ اللهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ وَقَالَ أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ الْحَافِظُ اللهُ لَهُمْ أَمْرَهُمْ عَلَيْكُمْ بِ‏آثَارِ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَسُنَّتِهِ وَآثَارِ الأئِمَّةِ الْهُدَاةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) مِنْ بَعْدِهِ وَسُنَّتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ أَخَذَ بِذَلِكَ فَقَدِ اهْتَدَى وَمَنْ تَرَكَ ذَلِكَ وَرَغِبَ عَنْهُ ضَلَّ لأنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ أَمَرَ اللهُ بِطَاعَتِهِمْ وَوَلايَتِهِمْ وَقَدْ قَالَ أَبُونَا رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) الْمُدَاوَمَةُ عَلَى الْعَمَلِ فِي اتِّبَاعِ الآثَارِ وَالسُّنَنِ وَإِنْ قَلَّ أَرْضَى للهِ وَأَنْفَعُ عِنْدَهُ فِي الْعَاقِبَةِ مِنَ الاجْتِهَادِ فِي الْبِدَعِ وَاتِّبَاعِ الأهْوَاءِ أَلا إِنَّ اتِّبَاعَ الأهْوَاءِ وَاتِّبَاعَ الْبِدَعِ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ ضَلالٌ وَكُلُّ ضَلالَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ فِي النَّارِ وَلَنْ يُنَالَ شَيْ‏ءٌ مِنَ الْخَيْرِ عِنْدَ اللهِ إِلا بِطَاعَتِهِ وَالصَّبْرِ وَالرِّضَا لأنَّ الصَّبْرَ وَالرِّضَا مِنْ طَاعَةِ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِهِ حَتَّى يَرْضَى عَنِ اللهِ فِيمَا صَنَعَ اللهُ إِلَيْهِ وَصَنَعَ بِهِ عَلَى مَا أَحَبَّ وَكَرِهَ وَلَنْ يَصْنَعَ اللهُ بِمَنْ صَبَرَ وَرَضِيَ عَنِ اللهِ إِلا مَا هُوَ أَهْلُهُ وَهُوَ خَيْرٌ لَهُ مِمَّا أَحَبَّ وَكَرِهَ وَعَلَيْكُمْ بِالْمُحَافَظَةِ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا للهِ قانِتِينَ كَمَا أَمَرَ اللهُ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ فِي كِتَابِهِ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ وَعَلَيْكُمْ بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّهُ مَنْ حَقَّرَهُمْ وَتَكَبَّرَ عَلَيْهِمْ فَقَدْ زَلَّ عَنْ دِينِ اللهِ وَاللهُ لَهُ حَاقِرٌ مَاقِتٌ وَقَدْ قَالَ أَبُونَا رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) أَمَرَنِي رَبِّي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ مَنْ حَقَّرَ أَحَداً مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَلْقَى اللهُ عَلَيْهِ الْمَقْتَ مِنْهُ وَالْمَحْقَرَةَ حَتَّى يَمْقُتَهُ النَّاسُ وَاللهُ لَهُ أَشَدُّ مَقْتاً فَاتَّقُوا اللهَ فِي إِخْوَانِكُمُ الْمُسْلِمِينَ الْمَسَاكِينِ فَإِنَّ لَهُمْ عَلَيْكُمْ حَقّاً أَنْ تُحِبُّوهُمْ فَإِنَّ اللهَ أَمَرَ رَسُولَهُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) بِحُبِّهِمْ فَمَنْ لَمْ يُحِبَّ مَنْ أَمَرَ اللهُ بِحُبِّهِ فَقَدْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ عَصَى اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ مَاتَ وَهُوَ مِنَ الْغَاوِينَ وَإِيَّاكُمْ وَالْعَظَمَةَ وَالْكِبْرَ فَإِنَّ الْكِبْرَ رِدَاءُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَمَنْ نَازَعَ اللهَ رِدَاءَهُ خَصَمَهُ اللهُ وَأَذَلَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَإِيَّاكُمْ أَنْ يَبْغِيَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ فَإِنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ خِصَالِ الصَّالِحِينَ فَإِنَّهُ مَنْ بَغَى صَيَّرَ اللهُ بَغْيَهُ عَلَى نَفْسِهِ وَصَارَتْ نُصْرَةُ اللهِ لِمَنْ بُغِيَ عَلَيْهِ وَمَنْ نَصَرَهُ اللهُ غَلَبَ وَأَصَابَ الظَّفَرَ مِنَ اللهِ وَإِيَّاكُمْ أَنْ يَحْسُدَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَإِنَّ الْكُفْرَ أَصْلُهُ الْحَسَدُ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُعِينُوا عَلَى مُسْلِمٍ مَظْلُومٍ فَيَدْعُوَ اللهَ عَلَيْكُمْ وَيُسْتَجَابَ لَهُ فِيكُمْ فَإِنَّ أَبَانَا رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) كَانَ يَقُولُ إِنَّ دَعْوَةَ الْمُسْلِمِ الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ وَلْيُعِنْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَإِنَّ أَبَانَا رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) كَانَ يَقُولُ إِنَّ مَعُونَةَ الْمُسْلِمِ خَيْرٌ وَأَعْظَمُ أَجْراً مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَاعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِيَّاكُمْ وَإِعْسَارَ أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِكُمُ الْمُسْلِمِينَ أَنْ تُعْسِرُوهُ بِالشَّيْ‏ءِ يَكُونُ لَكُمْ قِبَلَهُ وَهُوَ مُعْسِرٌ فَإِنَّ أَبَانَا رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) كَانَ يَقُولُ لَيْسَ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُعْسِرَ مُسْلِماً وَمَنْ أَنْظَرَ مُعْسِراً أَظَلَّهُ اللهُ بِظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ وَإِيَّاكُمْ أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ الْمَرْحُومَةُ الْمُفَضَّلَةُ عَلَى مَنْ سِوَاهَا وَحَبْسَ حُقُوقِ اللهِ قِبَلَكُمْ يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ وَسَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ فَإِنَّهُ مَنْ عَجَّلَ حُقُوقَ اللهِ قِبَلَهُ كَانَ اللهُ أَقْدَرَ عَلَى التَّعْجِيلِ لَهُ إِلَى مُضَاعَفَةِ الْخَيْرِ فِي الْعَاجِلِ وَالآجِلِ وَإِنَّهُ مَنْ أَخَّرَ حُقُوقَ اللهِ قِبَلَهُ كَانَ اللهُ أَقْدَرَ عَلَى تَأْخِيرِ رِزْقِهِ وَمَنْ حَبَسَ اللهُ رِزْقَهُ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَرْزُقَ نَفْسَهُ فَأَدُّوا إِلَى اللهِ حَقَّ مَا رَزَقَكُمْ يُطَيِّبِ اللهُ لَكُمْ بَقِيَّتَهُ وَيُنْجِزْ لَكُمْ مَا وَعَدَكُمْ مِنْ مُضَاعَفَتِهِ لَكُمُ الأضْعَافَ الْكَثِيرَةَ الَّتِي لا يَعْلَمُ عَدَدَهَا وَلا كُنْهَ فَضْلِهَا إِلا اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَقَالَ اتَّقُوا اللهَ أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ وَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لا يَكُونَ مِنْكُمْ مُحْرِجُ الإمَامِ فَإِنَّ مُحْرِجَ الإمَامِ هُوَ الَّذِي يَسْعَى بِأَهْلِ الصَّلاحِ مِنْ أَتْبَاعِ الإمَامِ الْمُسَلِّمِينَ لِفَضْلِهِ الصَّابِرِينَ عَلَى أَدَاءِ حَقِّهِ الْعَارِفِينَ لِحُرْمَتِهِ وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ نَزَلَ بِذَلِكَ الْمَنْزِلِ عِنْدَ الإمَامِ فَهُوَ مُحْرِجُ الإمَامِ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ عِنْدَ الإمَامِ أَحْرَجَ الإمَامَ إِلَى أَنْ يَلْعَنَ أَهْلَ الصَّلاحِ مِنْ أَتْبَاعِهِ الْمُسَلِّمِينَ لِفَضْلِهِ الصَّابِرِينَ عَلَى أَدَاءِ حَقِّهِ الْعَارِفِينَ بِحُرْمَتِهِ فَإِذَا لَعَنَهُمْ لإحْرَاجِ أَعْدَاءِ اللهِ الإمَامَ صَارَتْ لَعْنَتُهُ رَحْمَةً مِنَ اللهِ عَلَيْهِمْ وَصَارَتِ اللَّعْنَةُ مِنَ اللهِ وَمِنَ الْمَلائِكَةِ وَرُسُلِهِ عَلَى أُولَئِكَ وَ اعْلَمُوا أَيَّتُهَا الْعِصَابَةُ أَنَّ السُّنَّةَ مِنَ اللهِ قَدْ جَرَتْ فِي الصَّالِحِينَ قَبْلُ وَقَالَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ وَهُوَ مُؤْمِنٌ حَقّاً حَقّاً فَلْيَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلْيَبْرَأْ إِلَى اللهِ مِنْ عَدُوِّهِمْ وَيُسَلِّمُ لِمَا انْتَهَى إِلَيْهِ مِنْ فَضْلِهِمْ لأنَّ فَضْلَهُمْ لا يَبْلُغُهُ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مَنْ دُونَ ذَلِكَ أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا ذَكَرَ اللهُ مِنْ فَضْلِ أَتْبَاعِ الأئِمَّةِ الْهُدَاةِ وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ قَالَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً فَهَذَا وَجْهٌ مِنْ وُجُوهِ فَضْلِ أَتْبَاعِ الأئِمَّةِ فَكَيْفَ بِهِمْ وَفَضْلِهِمْ وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يُتِمَّ اللهُ لَهُ إِيمَانَهُ حَتَّى يَكُونَ مُؤْمِناً حَقّاً حَقّاً فَلْيَفِ للهِ بِشُرُوطِهِ الَّتِي اشْتَرَطَهَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ فَإِنَّهُ قَدِ اشْتَرَطَ مَعَ وَلايَتِهِ وَوَلايَةِ رَسُولِهِ وَوَلايَةِ أَئِمَّةِ الْمُؤْمِنِينَ إِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَإِقْرَاضَ اللهِ قَرْضاً حَسَناً وَاجْتِنَابَ الْفَوَاحِشِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ فَلَمْ يَبْقَ شَيْ‏ءٌ مِمَّا فُسِّرَ مِمَّا حَرَّمَ اللهُ إِلا وَقَدْ دَخَلَ فِي جُمْلَةِ قَوْلِهِ فَمَنْ دَانَ اللهَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ مُخْلِصاً للهِ وَلَمْ يُرَخِّصْ لِنَفْسِهِ فِي تَرْكِ شَيْ‏ءٍ مِنْ هَذَا فَهُوَ عِنْدَ اللهِ فِي حِزْبِهِ الْغَالِبِينَ وَهُوَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ حَقّاً وَإِيَّاكُمْ وَالإصْرَارَ عَلَى شَيْ‏ءٍ مِمَّا حَرَّمَ اللهُ فِي ظَهْرِ الْقُرْآنِ وَبَطْنِهِ وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى‏ ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ إِلَى هَاهُنَا رِوَايَةُ الْقَاسِمِ بْنِ رَبِيعٍ يَعْنِي الْمُؤْمِنِينَ قَبْلَكُمْ إِذَا نَسُوا شَيْئاً مِمَّا اشْتَرَطَ اللهُ فِي كِتَابِهِ عَرَفُوا أَنَّهُمْ قَدْ عَصَوُا اللهَ فِي تَرْكِهِمْ ذَلِكَ الشَّيْ‏ءَ فَاسْتَغْفَرُوا وَلَمْ يَعُودُوا إِلَى تَرْكِهِ فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِ اللهِ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى‏ ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ.
وَ اعْلَمُوا أَنَّهُ إِنَّمَا أَمَرَ وَنَهَى لِيُطَاعَ فِيمَا أَمَرَ بِهِ وَلِيُنْتَهَى عَمَّا نَهَى عَنْهُ فَمَنِ اتَّبَعَ أَمْرَهُ فَقَدْ أَطَاعَهُ وَقَدْ أَدْرَكَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ مِنَ الْخَيْرِ عِنْدَهُ وَمَنْ لَمْ يَنْتَهِ عَمَّا نَهَى اللهُ عَنْهُ فَقَدْ عَصَاهُ فَإِنْ مَاتَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ أَكَبَّهُ اللهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ اللهِ وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مَنْ دُونَ ذَلِكَ مِنْ خَلْقِهِ كُلِّهِمْ إِلا طَاعَتُهُمْ لَهُ فَاجْتَهِدُوا فِي طَاعَةِ اللهِ إِنْ سَرَّكُمْ أَنْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ حَقّاً حَقّاً وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ وَقَالَ وَعَلَيْكُمْ بِطَاعَةِ رَبِّكُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ فَإِنَّ اللهَ رَبُّكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ الإسْلامَ هُوَ التَّسْلِيمُ وَالتَّسْلِيمَ هُوَ الإسْلامُ فَمَنْ سَلَّمَ فَقَدْ أَسْلَمَ وَمَنْ لَمْ يُسَلِّمْ فَلا إِسْلامَ لَهُ وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْلِغَ إِلَى نَفْسِهِ فِي الإحْسَانِ فَلْيُطِعِ اللهَ فَإِنَّهُ مَنْ أَطَاعَ اللهَ فَقَدْ أَبْلَغَ إِلَى نَفْسِهِ فِي الإحْسَانِ وَإِيَّاكُمْ وَمَعَاصِيَ اللهِ أَنْ تَرْكَبُوهَا فَإِنَّهُ مَنِ انْتَهَكَ مَعَاصِيَ اللهِ فَرَكِبَهَا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الإسَاءَةِ إِلَى نَفْسِهِ وَلَيْسَ بَيْنَ الإحْسَانِ وَالإسَاءَةِ مَنْزِلَةٌ فَلأهْلِ الإحْسَانِ عِنْدَ رَبِّهِمُ الْجَنَّةُ وَلأهْلِ الإسَاءَةِ عِنْدَ رَبِّهِمُ النَّارُ فَاعْمَلُوا بِطَاعَةِ اللهِ وَاجْتَنِبُوا مَعَاصِيَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ يُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ شَيْئاً لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مَنْ دُونَ ذَلِكَ فَمَنْ سَرَّهُ أَنْ تَنْفَعَهُ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ عِنْدَ اللهِ فَلْيَطْلُبْ إِلَى اللهِ أَنْ يَرْضَى عَنْهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ أَحَداً مِنْ خَلْقِ اللهِ لَمْ يُصِبْ رِضَا اللهِ إِلا بِطَاعَتِهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ وَطَاعَةِ وُلاةِ أَمْرِهِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَمَعْصِيَتُهُمْ مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ وَلَمْ يُنْكِرْ لَهُمْ فَضْلا عَظُمَ أَوْ صَغُرَ وَاعْلَمُوا أَنَّ الْمُنْكِرِينَ هُمُ الْمُكَذِّبُونَ وَأَنَّ الْمُكَذِّبِينَ هُمُ الْمُنَافِقُونَ وَأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ لِلْمُنَافِقِينَ وَقَوْلُهُ الْحَقُّ إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً وَلا يَفْرَقَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ أَلْزَمَ اللهُ قَلْبَهُ طَاعَتَهُ وَخَشْيَتَهُ مِنْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ مِمَّنْ أَخْرَجَهُ اللهُ مِنْ صِفَةِ الْحَقِّ وَلَمْ يَجْعَلْهُ مِنْ أَهْلِهَا فَإِنَّ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ مِنْ أَهْلِ صِفَةِ الْحَقِّ فَأُولَئِكَ هُمْ شَيَاطِينُ الإنْسِ وَالْجِنِّ وَإِنَّ لِشَيَاطِينِ الإنْسِ حِيلَةً وَمَكْراً وَخَدَائِعَ وَوَسْوَسَةً بَعْضِهِمْ إِلَى بَعْضٍ يُرِيدُونَ إِنِ اسْتَطَاعُوا أَنْ يَرُدُّوا أَهْلَ الْحَقِّ عَمَّا أَكْرَمَهُمُ اللهُ بِهِ مِنَ النَّظَرِ فِي دِينِ اللهِ الَّذِي لَمْ يَجْعَلِ اللهُ شَيَاطِينَ الإنْسِ مِنْ أَهْلِهِ إِرَادَةَ أَنْ يَسْتَوِيَ أَعْدَاءُ اللهِ وَأَهْلُ الْحَقِّ.
فِي الشَّكِّ وَالإنْكَارِ وَالتَّكْذِيبِ فَيَكُونُونَ سَوَاءً كَمَا وَصَفَ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ مِنْ قَوْلِهِ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً ثُمَّ نَهَى اللهُ أَهْلَ النَّصْرِ بِالْحَقِّ أَنْ يَتَّخِذُوا مِنْ أَعْدَاءِ اللهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً فَلا يُهَوِّلَنَّكُمْ وَلا يَرُدَّنَّكُمْ عَنِ النَّصْرِ بِالْحَقِّ الَّذِي خَصَّكُمُ اللهُ بِهِ مِنْ حِيلَةِ شَيَاطِينِ الإنْسِ وَمَكْرِهِمْ مِنْ أُمُورِكُمْ تَدْفَعُونَ أَنْتُمُ السَّيِّئَةَ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ تَلْتَمِسُونَ بِذَلِكَ وَجْهَ رَبِّكُمْ بِطَاعَتِهِ وَهُمْ لا خَيْرَ عِنْدَهُمْ لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تُظْهِرُوهُمْ عَلَى أُصُولِ دِينِ اللهِ فَإِنَّهُمْ إِنْ سَمِعُوا مِنْكُمْ فِيهِ شَيْئاً عَادَوْكُمْ عَلَيْهِ وَرَفَعُوهُ عَلَيْكُمْ وَجَهَدُوا عَلَى هَلاكِكُمْ وَاسْتَقْبَلُوكُمْ بِمَا تَكْرَهُونَ وَلَمْ يَكُنْ لَكُمُ النَّصَفَةُ مِنْهُمْ فِي دُوَلِ الْفُجَّارِ فَاعْرِفُوا مَنْزِلَتَكُمْ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ أَهْلِ الْبَاطِلِ فَإِنَّهُ لا يَنْبَغِي لأهْلِ الْحَقِّ أَنْ يُنْزِلُوا أَنْفُسَهُمْ مَنْزِلَةَ أَهْلِ الْبَاطِلِ لأنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْ أَهْلَ الْحَقِّ عِنْدَهُ بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ الْبَاطِلِ أَلَمْ يَعْرِفُوا وَجْهَ قَوْلِ اللهِ فِي كِتَابِهِ إِذْ يَقُولُ أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ أَكْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْ أَهْلِ الْبَاطِلِ وَلا تَجْعَلُوا اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَلَهُ الْمَثَلُ الأعْلَى وَإِمَامَكُمْ وَدِينَكُمُ الَّذِي تَدِينُونَ بِهِ عُرْضَةً لأهْلِ الْبَاطِلِ فَتُغْضِبُوا اللهَ عَلَيْكُمْ فَتَهْلِكُوا فَمَهْلا مَهْلا يَا أَهْلَ الصَّلاحِ لا تَتْرُكُوا أَمْرَ اللهِ وَأَمْرَ مَنْ أَمَرَكُمْ بِطَاعَتِهِ فَيُغَيِّرَ اللهُ مَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَحِبُّوا فِي اللهِ مَنْ وَصَفَ صِفَتَكُمْ وَأَبْغِضُوا فِي اللهِ مَنْ خَالَفَكُمْ وَابْذُلُوا مَوَدَّتَكُمْ وَنَصِيحَتَكُمْ [لِمَنْ وَصَفَ صِفَتَكُمْ] وَلا تَبْتَذِلُوهَا لِمَنْ رَغِبَ عَنْ صِفَتِكُمْ وَعَادَاكُمْ عَلَيْهَا وَبَغَى لَكُمُ الْغَوَائِلَ هَذَا أَدَبُنَا أَدَبُ اللهِ فَخُذُوا بِهِ وَتَفَهَّمُوهُ وَاعْقِلُوهُ وَلا تَنْبِذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ مَا وَافَقَ هُدَاكُمْ أَخَذْتُمْ بِهِ وَمَا وَافَقَ هَوَاكُمْ طَرَحْتُمُوهُ وَلَمْ تَأْخُذُوا بِهِ وَإِيَّاكُمْ وَالتَّجَبُّرَ عَلَى اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ عَبْداً لَمْ يُبْتَلَ بِالتَّجَبُّرِ عَلَى اللهِ إِلا تَجَبَّرَ عَلَى دِينِ اللهِ فَاسْتَقِيمُوا للهِ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ أَجَارَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ التَّجَبُّرِ عَلَى اللهِ وَلا قُوَّةَ لَنَا وَلَكُمْ إِلا بِاللهِ وَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلام) إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَانَ خَلَقَهُ اللهُ فِي الأصْلِ أَصْلِ الْخَلْقِ مُؤْمِناً لَمْ يَمُتْ حَتَّى يُكَرِّهَ اللهُ إِلَيْهِ الشَّرَّ وَيُبَاعِدَهُ عَنْهُ وَمَنْ كَرَّهَ اللهُ إِلَيْهِ الشَّرَّ وَبَاعَدَهُ عَنْهُ عَافَاهُ اللهُ مِنَ الْكِبْرِ.
أَنْ يَدْخُلَهُ وَالْجَبْرِيَّةِ فَلانَتْ عَرِيكَتُهُ وَحَسُنَ خُلُقُهُ وَطَلُقَ وَجْهُهُ وَصَارَ عَلَيْهِ وَقَارُ الإسْلامِ وَسَكِينَتُهُ وَتَخَشُّعُهُ وَوَرِعَ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ وَاجْتَنَبَ مَسَاخِطَهُ وَرَزَقَهُ اللهُ مَوَدَّةَ النَّاسِ وَمُجَامَلَتَهُمْ وَتَرْكَ مُقَاطَعَةِ النَّاسِ وَالْخُصُومَاتِ وَلَمْ يَكُنْ مِنْهَا وَلا مِنْ أَهْلِهَا فِي شَيْ‏ءٍ وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا كَانَ اللهُ خَلَقَهُ فِي الأصْلِ [أَصْلِ الْخَلْقِ] كَافِراً لَمْ يَمُتْ حَتَّى يُحَبِّبَ إِلَيْهِ الشَّرَّ وَيُقَرِّبَهُ مِنْهُ فَإِذَا حَبَّبَ إِلَيْهِ الشَّرَّ وَقَرَّبَهُ مِنْهُ ابْتُلِيَ بِالْكِبْرِ وَالْجَبْرِيَّةِ فَقَسَا قَلْبُهُ وَسَاءَ خُلُقُهُ وَغَلُظَ وَجْهُهُ وَظَهَرَ فُحْشُهُ وَقَلَّ حَيَاؤُهُ وَكَشَفَ اللهُ سِتْرَهُ وَرَكِبَ الْمَحَارِمَ فَلَمْ يَنْزِعْ عَنْهَا وَرَكِبَ مَعَاصِيَ اللهِ وَأَبْغَضَ طَاعَتَهُ وَأَهْلَهَا فَبُعْدٌ مَا بَيْنَ حَالِ الْمُؤْمِنِ وَحَالِ الْكَافِرِ سَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ وَاطْلُبُوهَا إِلَيْهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ صَبِّرُوا النَّفْسَ عَلَى الْبَلاءِ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ تَتَابُعَ الْبَلاءِ فِيهَا وَالشِّدَّةَ فِي طَاعَةِ اللهِ وَوَلايَتِهِ وَوَلايَةِ مَنْ أَمَرَ بِوَلايَتِهِ خَيْرٌ عَاقِبَةً عِنْدَ اللهِ فِي الآخِرَةِ مِنْ مُلْكِ الدُّنْيَا وَإِنْ طَالَ تَتَابُعُ نَعِيمِهَا وَزَهْرَتِهَا وَغَضَارَةُ عَيْشِهَا فِي مَعْصِيَةِ اللهِ وَوَلايَةِ مَنْ نَهَى اللهُ عَنْ وَلايَتِهِ وَطَاعَتِهِ فَإِنَّ اللهَ أَمَرَ بِوَلايَةِ الأئِمَّةِ الَّذِينَ سَمَّاهُمُ اللهُ فِي كِتَابِهِ فِي قَوْلِهِ وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَهُمُ الَّذِينَ أَمَرَ اللهُ بِوَلايَتِهِمْ وَطَاعَتِهِمْ وَالَّذِينَ نَهَى اللهُ عَنْ وَلايَتِهِمْ وَطَاعَتِهِمْ وَهُمْ أَئِمَّةُ الضَّلالَةِ الَّذِينَ قَضَى اللهُ أَنْ يَكُونَ لَهُمْ دُوَلٌ فِي الدُّنْيَا عَلَى أَوْلِيَاءِ اللهِ الأئِمَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ يَعْمَلُونَ فِي دُولَتِهِمْ بِمَعْصِيَةِ اللهِ وَمَعْصِيَةِ رَسُولِهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) لِيَحِقَّ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ وَلِيَتِمَّ أَنْ تَكُونُوا مَعَ نَبِيِّ اللهِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَالرُّسُلِ مِنْ قَبْلِهِ فَتَدَبَّرُوا مَا قَصَّ اللهُ عَلَيْكُمْ فِي كِتَابِهِ مِمَّا ابْتَلَى بِهِ أَنْبِيَاءَهُ وَأَتْبَاعَهُمُ الْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ سَلُوا اللهَ أَنْ يُعْطِيَكُمُ الصَّبْرَ عَلَى الْبَلاءِ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ مِثْلَ الَّذِي أَعْطَاهُمْ وَإِيَّاكُمْ وَمُمَاظَّةَ أَهْلِ الْبَاطِلِ وَعَلَيْكُمْ بِهُدَى الصَّالِحِينَ وَوَقَارِهِمْ وَسَكِينَتِهِمْ وَحِلْمِهِمْ وَتَخَشُّعِهِمْ وَوَرَعِهِمْ عَنْ مَحَارِمِ اللهِ وَصِدْقِهِمْ وَوَفَائِهِمْ وَاجْتِهَادِهِمْ للهِ فِي الْعَمَلِ بِطَاعَتِهِ فَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا ذَلِكَ لَمْ تُنْزَلُوا عِنْدَ رَبِّكُمْ مَنْزِلَةَ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً شَرَحَ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ فَإِذَا أَعْطَاهُ ذَلِكَ أَنْطَقَ لِسَانَهُ بِالْحَقِّ وَعَقَدَ قَلْبَهُ عَلَيْهِ فَعَمِلَ بِهِ فَإِذَا جَمَعَ اللهُ لَهُ ذَلِكَ تَمَّ لَهُ إِسْلامُهُ وَكَانَ عِنْدَ اللهِ إِنْ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ الْحَالِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَقّاً وَإِذَا لَمْ يُرِدِ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْراً وَكَلَهُ إِلَى نَفْسِهِ وَكَانَ صَدْرُهُ ضَيِّقاً حَرَجاً فَإِنْ جَرَى عَلَى لِسَانِهِ حَقٌّ لَمْ يُعْقَدْ قَلْبُهُ عَلَيْهِ وَإِذَا لَمْ يُعْقَدْ قَلْبُهُ عَلَيْهِ لَمْ يُعْطِهِ اللهُ الْعَمَلَ بِهِ فَإِذَا اجْتَمَعَ ذَلِكَ عَلَيْهِ حَتَّى يَمُوتَ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ كَانَ عِنْدَ اللهِ مِنَ الْمُنَافِقِينَ وَصَارَ مَا جَرَى عَلَى لِسَانِهِ مِنَ الْحَقِّ الَّذِي لَمْ يُعْطِهِ اللهُ أَنْ يُعْقَدَ قَلْبُهُ عَلَيْهِ وَلَمْ يُعْطِهِ الْعَمَلَ بِهِ حُجَّةً عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَاتَّقُوا اللهَ وَسَلُوهُ أَنْ يَشْرَحَ صُدُورَكُمْ لِلإسْلامِ وَأَنْ يَجْعَلَ أَلْسِنَتَكُمْ تَنْطِقُ بِالْحَقِّ حَتَّى يَتَوَفَّيكُمْ وَأَنْتُمْ عَلَى ذَلِكَ وَأَنْ يَجْعَلَ مُنْقَلَبَكُمْ مُنْقَلَبَ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَمَنْ سَرَّهُ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللهَ يُحِبُّهُ فَلْيَعْمَلْ بِطَاعَةِ اللهِ وَلْيَتَّبِعْنَا أَلَمْ يَسْمَعْ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهِ لا يُطِيعُ اللهَ عَبْدٌ أَبَداً إِلا أَدْخَلَ اللهُ عَلَيْهِ فِي طَاعَتِهِ اتِّبَاعَنَا وَلا وَاللهِ لا يَتَّبِعُنَا عَبْدٌ أَبَداً إِلا أَحَبَّهُ اللهُ وَلا وَاللهِ لا يَدَعُ أَحَدٌ اتِّبَاعَنَا أَبَداً إِلا أَبْغَضَنَا وَلا وَاللهِ لا يُبْغِضُنَا أَحَدٌ أَبَداً إِلا عَصَى اللهَ وَمَنْ مَاتَ عَاصِياً للهِ أَخْزَاهُ اللهُ وَأَكَبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
الكافي

Dr.Zahra
13-09-2009, 05:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِ على محمد وآل محمد

من وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام لأبنته السيدة فاطمة الزهراء :


يا 'فاطمة'! ما من إمرأة طحنت بيديها إلا كتب الله لها بكل حبة حسنة ومحا عنها بكل حبة سيئة.

يا 'فاطمة'! ما من إمرأة عرقت عند خبزها، إلا جعل الله بينها وبين جهنم سبعة خنادق من الرحمة.


يا 'فاطمة'! ما من إمرأة غسلت قدرها، إلا وغسلها الله من الذنوب والخطايا

يا 'فاطمة'! ما من إمرأة نسجت ثوباً، إلا كتب الله لها بكل خيط واحد مائة حسنة، ومحا عنها مائة سيئة.

يا 'فاطمة'! ما من إمرأة غزلت لتشتري لأولادها أو عيالها، إلا كتب الله لها ثواب من أطعم ألف جائع وأكسى ألف عريان.

يا 'فاطمة'! ما من إمرأة دهنت رؤوس أولادها، وسرحت شعورهم، وغسلت ثيابهم وقتلت قملهم إلا كتب الله لها بكل شعرة حسنة، ومحا عنها بكل شعرة سيئة، وزينها في أعين الناس أجمعين.

يا 'فاطمة'! ما من إمرأة منعت حاجة جارتها إلا منعها الله الشرب من حوضي يوم القيامة.

يا 'فاطمة'! خمسة من الماعون لا يحل منعهن: الماء، والنار، والخمير، والإبرة، ولكل واحد منهن آفة، فمن منع الماء بلي بعلة الإستسقاء، ومن منع الخمير بلي بالغاشية، ومن منع الرحى بلي بصدع الرأس، ومن منع الإبرة بلي بالمغص.

يا 'فاطمة'! أفضل من ذلك كله رضا الله ورضا الزوج زوجته.

يا 'فاطمة'! والذي بعثنـي بالحق بشيراً ونذيراً لو متِ، وزوجك غير راضٍ عنكِ ما صليت عليكِ.

يا 'فاطمة'! أما علمت أن رضا الزوج من رضا الله، وسخط الزوج من سخط الله؟

يا 'فاطمة'! طوبى لإمرأة رضي عنها زوجها، ولو ساعة من النهار.

يا 'فاطمة'! ما من إمرأة رضي عنها زوجها يوماً وليلة، إلا كان لها عند الله أفضل من عبادة سنة واحدة صيامها وقيامها.

يا 'فاطمة'! ما من إمرأة رضي عنها زوجها ساعة من النهار، إلا كتب الله لها بكل شعرة في جسمها حسنة، ومحا عنها بكل شعرة سيئة.

يا 'فاطمة'! إن أفضل عبادة المرأة في شدة الظلمة أن تلتزم بيتها.

يا 'فاطمة'! إمرأة بلا زوج كدار بلا باب، إمرأة بلا زوج كشجرة بلا ثمرة.

يا 'فاطمة'! جلسة بين يدي الزوج أفضل من عبادة سنة، وأفضل من طواف.

إذا حملت المرأة تستغفر لها الملائكة في السماء والحيتان في البحر، وكتب الله لها في كل يوم ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيئة.

فإذا أخذها الطلق كتب الله لها ثواب المجاهدين وثواب الشهداء والصالحين، وغسلت من ذنوبها كيوم ولدتها أمها، وكتب الله لها ثواب سبعين حجة.

فإن أرضعت ولدها كتب لها بكل قطرة من لبنها حسنة، وكفر عنها سيئة، واستغفرت لها الحور العين في جنات النعيم.

يا 'فاطمة'! ما من إمرأة عبست في وجه زوجها، إلا غضب الله عليها وزبانية العذاب.

يا 'فاطمة'! ما من إمرأة قالت لزوجها أُفاً لك، إلا لعنها الله من فوق العرش والملائكة والناس أجمعين.

يا 'فاطمة'! ما من إمرأة خففت عن زوجها من كآبته درهماً واحداً، إلا كتب الله لها بكل درهم واحد قصر في الجنة.

يا 'فاطمة'! ما من إمرأة صلت فرضها ودعت لنفسها ولم تدع لزوجها، إلا رد الله عليها صلاتها، حتى تدعو لزوجها.

يا 'فاطمة'! ما من إمرأة غضب عليها زوجها ولم تسترض منه حتى يرضى إلا كانت في سخط الله وغضبه حتى يرضى عنها زوجها.

يا 'فاطمة'! ما من إمرأة لبست ثيابها وخرجت من بيتها بغير إذن زوجها إلا لعنها كل رطب ويابس حتى ترجع إلى بيتها.

يا 'فاطمة'! ما من إمرأة نظرت إلى زوجها ولم تضحك له، إلا غضب عليها في كل شيء.

يا 'فاطمة'! ما من إمرأة كشفت وجهها بغير إذن زوجها، إلا أكبها الله على وجهها في النار.

يا 'فاطمة'! ما من إمرأة أدخلت إلى بيتها ما يكره زوجها، إلا أدخل الله في قبرها سبعين حية وسبعين عقربة، يلدغونها إلى يوم القيامة.

يا 'فاطمة'! ما من إمرأة صامت صيام التطوع ولم تستشر زوجها، إلا رد الله صيامها.

يا 'فاطمة'! ما من إمرأة تصدقت من مال زوجها، إلا كتب الله عليها ذنوب سبعين سارقاً.

فقالت له 'فاطمة' الزهراء :

يا أبتاه متى تدرك النساء فضل المجاهدين في سبيل الله تعالى؟ فقال لها: ألا أدلك على شيء تدركين به المجاهدين، وأنت في بيتك؟ فقالت: نعم يا أبتاه.

فقال: تصلين في كل يوم ركعتين تقرئين في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، و'قل هو الله أحد' ثلاث مرات، فمن فعل ذلك كتب الله له ولها ثواب المجاهدين في سبيل الله تعالى

صراط علي حق نمسكه ..
14-09-2009, 12:03 AM
اللهم صلي على محمد وال محمد

بأذن الله نتبع ..
وصاياهم عليهم السلام

بارك الله فيكم :)

(رقية بنت الحسين)
14-09-2009, 12:10 AM
http://img147.imageshack.us/img147/9913/3d1aadc9c2ax9.gif

Dr.Zahra
14-09-2009, 04:32 AM
اللهم صلي على محمد وال محمد

بأذن الله نتبع ..
وصاياهم عليهم السلام

بارك الله فيكم :)
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ

الَلَّهٌمَّ صَلَ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat3c549d3afe.gif (http://www.nsaayat.com/up/)
أحسنتم لكم خالص شكري




http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat3c549d3afe.gif (http://www.nsaayat.com/up/)

ودمتم محاطين بالالطاف المهدويهhttp://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat5313ba3b00.gif (http://www.nsaayat.com/up/)
المقصره: خادمة السيد الفاليhttp://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat5313ba3b00.gif (http://www.nsaayat.com/up/)

Dr.Zahra
14-09-2009, 04:34 AM
http://img147.imageshack.us/img147/9913/3d1aadc9c2ax9.gif

بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ

الَلَّهٌمَّ صَلَ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat3c549d3afe.gif (http://www.nsaayat.com/up/)
أحسنتم لكم خالص شكري




http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat3c549d3afe.gif (http://www.nsaayat.com/up/)

ودمتم محاطين بالالطاف المهدويهhttp://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat5313ba3b00.gif (http://www.nsaayat.com/up/)
المقصره: خادمة السيد الفاليhttp://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat5313ba3b00.gif (http://www.nsaayat.com/up/)

فخرية
14-09-2009, 05:48 AM
بارك الله بكم وجزاكم خير الجزاء بحق محمد وال محمد

Dr.Zahra
14-09-2009, 06:25 AM
بارك الله بكم وجزاكم خير الجزاء بحق محمد وال محمد

بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ

الَلَّهٌمَّ صَلَ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat3c549d3afe.gif (http://www.nsaayat.com/up/)
أحسنتم شاكره لكم مروركم
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat3c549d3afe.gif (http://www.nsaayat.com/up/)

ودمتم محاطين بالالطاف المهدويهhttp://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat5313ba3b00.gif (http://www.nsaayat.com/up/)
المقصره: خادمة السيد الفاليhttp://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat5313ba3b00.gif (http://www.nsaayat.com/up/)

القلب الصبور
14-09-2009, 08:06 AM
بارك الله فيكم

Dr.Zahra
14-09-2009, 11:02 AM
بارك الله فيكم

http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat73a01ec58d.gif (http://www.nsaayat.com/up/)
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat1308ac21f8.gif (http://www.nsaayat.com/up/)
ألف شكر لج اختي نسالكم خالص الدعاء
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat1308ac21f8.gif (http://www.nsaayat.com/up/)


ودمتم محاطين بالالطاف المهدويه
المقصره: خادمة السيد الفالي
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat73a01ec58d.gif (http://www.nsaayat.com/up/)