مشاهدة النسخة كاملة : قد افلح من زكّاها ...
Dr.Zahra
07-08-2009, 10:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"ونفس وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها"
ويروى عن الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله
انه قال لقوم رجعوا من ساحة المعركة:
"مرحبا بقوم قضوا الجهاد الاصغر .. وبقي عليهم الجهاد الاكبر"
الجهاد الاكبر اخوتي واخواتي هو جهادنا لانفسنا
لنكون من اهل الاخلاق قولا وفعلا
ونكون على مستوى رسالة نبيّنا صلى الله عليه وآله الذي قال:
"انما بُعثت لأتمم مكارم الاخلاق"
وعنه صلى الله عليه وآله:
"ان احبُكم الى الله أحاسنكم اخلاقا .. الموطئون اكنافا .. الذين يألفون ويؤلفون"
"ان العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرف المنازل وانه لضعيف العبادة"
"ان اثقل ما يوضع في ميزان المؤمن يوم القيامة خلق حسن"
وعلى حب أهل البيت عليهم السلام
سنبدأ معا بقراءة سلسلة مواضيع تحت عنوان "جهاد النفس"
قام باعدادها لفيف من العلماء الافاضل
طبعا هذه المواضيع مختصرة ولا تف الحاجة
انما تساعدنا كخطوة اولى
وما لا يُدرك كلّه لا يُترك جله
هذا ونسألكم الدعاء لنكون واياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه
ودمتم محاطين بالالطاف المهدويه..
Dr.Zahra
07-08-2009, 10:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
افلح من صلّى على محمد وآل محمد
الدرس الاول
اهمية علم الاخلاق
ما هو علم الاخلاق؟
الاخلاق هي مجموعة من الصفات النفسية والباطنية التي يتصّف بها الانسان كالتواضع والشجاعة ..
ويُطلق كذلك على الاعمال التي تعتبر آثارا لهذه الصفات كالتصدّق على الفقير ومساعدة المحتاج والصدق وفعل الكرم ..
ومن هنا يمكن تقسيم الاخلاق الى قسمين اساسيين هما: صفات نفسية واعمال.
*************************
لا بد ان ينتبه الانسان الى هم الآخرة
ولا يكون ذلك الا بالتصميم على تهذيب النفس
لأن تهذيبها هو الذي يحقق الهدف الاسمى لخلق الانسان وبعثة الانبياء عليهم السلام
"انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق"
المراد من علم الاخلاق ان يدرك الانسان ما يحمله من الصفات السلبية والايجابية
ليعزّز الحميد منها ويطرد الرديء
ويسيطر من خلال عقله على رغباته التي لا تنتهي
فيسلك الجادة الوسطى التي ارادها الله تعالى لأمة نبيّه محمد صلى الله عليه وآله
اكدّت الكثير من الروايات عن النبي الاكرم واهل بيته عليهم افضل الصلاة والسلام على اهمية حسن الخلق.
وكما قلنا فانه يمكن تقسيم الاخلاق الى قسمين اساسيين هم: صفات نفسية واعمال
وسيكون كلامنا في البداية في جانب الصفات النفسية ثم بعد ذلك في مجال الاعمال.
قوى النفس الانسانية هي:
1. العقلية
2. الغضبية
3. الشهوية
4. الوهمية
ان النفس اذا تبعت القوة الشهوية سمّيت نفسا "بهيمية" .. لأن البهيمة لا يهمها سوى علفها وملذاتها
واذا تبعت القوة الغضبية سميّت "سبعية" لأن فيها طبع السباع الضارية
واذا تبعت القوة العقلية سميّت "ملكية الهية"
ان قوى النفس التي سبق الحديث عنها لها حدان متراميان
الاول حد الافراط والثاني حد التفريط
ولا بد لسالك درب الاخلاق وتهذيب النفس من ان يسلك بين هذين الحدين .. اي في الوسط
ولأن كلا من هذه القوى تسعى لتحقيق رغباتها بغض النظر عن مصالح الاخرى
كانت النفس الانسانية ساحة لأكبر المعارك
وكان الجهاد فيها هو الجهاد الاكبر
والى لقاء قريب
نستودعكم الله ونسألكم الدعاء
ودمتم محاطين بالإلطاف المهدويه..
/أخت رجال/
14-08-2009, 05:42 PM
مشكورة اخيتي
Dr.Zahra
15-08-2009, 09:18 PM
مشكورة اخيتي
http://dc01.arabsh.com/i/00220/bfr5wrb31y8o.gif
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
الشكر لله حياك الباري
وفقتم
دمتم محاطين بالالطاف المهدويه
المـقـصـره:خادمة السيد الفالي
http://dc01.arabsh.com/i/00220/bfr5wrb31y8o.gif
Dr.Zahra
15-08-2009, 09:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على هامش الدرس الاول
التوازن في قوى النفس
ان قوى النفس التي سبق الحديث عنها لها حدان متراميان
الاول حد الافراط والثاني حد التفريط
ولا بد لسالك درب الاخلاق ان يلتزم الوسط
والاعتدال في القوى الشهوية هو ان يكون الانسان عفيفا عقلا وشرعا..
وحد الافراط هو ان تكون الشهوة شديدة لا ترى امامها رادعا للوصول الى مآربها
وحد التفريط في خمودها بحيث تبطل الفائدة منها
فان فائدة شهوة البطن ان يقيم بها الانسان عوده ويستمر في الحياة
والشهوة الجنسية لبقاء النسل
فلو كانت خامدتين لما عمر العالم وانتفت مظاهر الحياة فيه
ولو كانت متفجرتين كبركان يجتاح امامه كل ما يمر به لذابت الارض بجرائم اهلها وفسادهم
وحد الاعتدال في الغضبية ان يكون المرء شجاعا لا يخاف
وحد الافراط في التهور والاقدام على المكاره دون دراسة ونظر
وحد التفريط في الجبن والخنوع
ومن هنا فعلى الانسان السالك الى الله تعالى بتهذيب نفسه
ان لا يدع ايا من قواه يميل به عن الجادة الوسط الى حدي الافراط والتفريط
لأن كلا من هذه القوى تسعى لتحقيق رغباتها بغض النظر عن مصالح الاخرى
ومن هنا كانت النفس الانسانية ساحة لاكبر المعارك
واكبر الجهاد ان يجاهد الانسان هذه القوى التي تتصارع يمينا وشمالا لتخرج به من حد الوسطية والفضيلة الى الانحراف والرذيلة
ولذلك ورد في الحديث عن الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله انه قال لقوم رجعوا من ساحة المعركة:
"مرحبا بقوم قضوا الجهاد الاصغر، وبقي عليهم الجهاد الاكبر"
والى لقاء قريب باذنه تعالى ونسألكم الدعاء
عاشق النجف الاشرف
17-08-2009, 05:24 PM
وفقكم الله لكل خير اختي
Dr.Zahra
17-08-2009, 05:55 PM
وفقكم الله لكل خير اختي
http://dc01.arabsh.com/i/00220/bfr5wrb31y8o.gif
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
رحم الله والديكم خويه شاكره لكم
وفقتم
دمتم محاطين بالالطاف المهدويه
المـقـصـره:خادمة السيد الفالي
http://dc01.arabsh.com/i/00220/bfr5wrb31y8o.gif
Dr.Zahra
17-08-2009, 06:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدرس الثاني
اقسام النفس في القرآن
اهمية معرفة النفس
ان الحديث عن نفس الانسان حديث له عدة جوانب
فمن جهة لا بد الحديث عن خصائص هذه النفس، ومن جهة يمكن الحديث عن قواها التي اودعها الله فيها، ومن جهة اخرى عن سبل اصلاحها
وسنتحدث عن هذه النقاط الثلاث بشيء من التفصيل
اذ ان معرفة هذه النقاط الثلاث امر اساسي في علم الاخلاق
ففي الحديث الشريف عن الامام علي عليه السلام: "من عرف نفسه عرف ربه"
وفي حديث عن الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام:
"ليس بينه وبين خلقه حجاب غير خلقه، احتجب بغير حجاب محجوب، واستتر بغير ستر مستور، لا اله الا هو الكبير المتعال"
اذ يوضح الحديث هذا بشكل واضح ان الحاجب الاساسي بين الانسان والله تعالى هو نفس الانسان
فما دام الانسان يرى نفسه متصرفا وينسب الى نفسه كل امر يقوم به
وما دامت نفس الانسان هي مدار الرحى التي يبني عليها معتقداته وتصرفاته
فان هذه النفس ستكون الحجاب الكبير الذي لا يسهل اختراقه.
ولذا كانت النفس واصلاحها من اهم الامور في علم الاخلاق،
بل ان علم الاخلاق هو تهذيب النفس بالدرجة الاولى للوصول بها الى الكمال المرجو لها،
ولا ادلّ على ذلك من حديث الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله حين دخل عليه رجل اسمه مجاشع،
فقال: "يا رسول الله! كيف الطريق الى معرفة الحق؟"
قال صلى الله عليه وآله: "معرفة النفس"
فقال: "يا رسول الله! فكيف الطريق الى موافقة الحق؟"
فقال صلى الله عليه وآله: " مخالفة النفس"
فقال: "يا رسول الله! فكيف الطريق الى رضا الحق؟"
قال صلى الله عليه وآله: "سخط النفس"
فقال: "يا رسول الله! فكيف الطريق الى وصل الحق؟"
قال صلى الله عليه وآله: "هجر النفس"
فقال: "يا رسول الله! فكيف الطريق الى طاعة الحق؟"
قال صلى الله عليه وآله: "عصيان النفس"
فقال: "يا رسول الله! فكيف الطريق الى ذكر الحق؟"
قال صلى الله عليه وآله: "نسيان النفس"
فقال: "يا رسول الله! فكيف الطريق الى قرب الحق؟"
قال صلى الله عليه وآله: "التباعد من النفس"
فقال: "يا رسول الله! فكيف الطريق الى انس الحق؟"
قال صلى الله عليه وآله: "الوحشة من النفس"
قال: "يا رسول الله! فكيف الطريق الى ذلك؟
قال صلى الله عليه وآله: "الاستعانة بالحق على النفس"
ومن المناسب ان نذكر ههنا سؤالا استنكاريا سأله امير المؤمنين عليه السلام فقال:
"كيف يعرف غيره من يجهل نفسه؟"
يتبع باذن الله ...
ما هي النفس؟
حالات النفس: النفس اللوامة – النفس الامارة بالسوء – النفس المطمئنة
الحذر من النفس الامارة
اصلاح النفس
نسألكم الدعاء
مريم محمد
22-08-2009, 05:52 AM
أختي الكريمه /
وفقتي لما تجتهدين فيه
كتاب جهاد النفس جدير بالقراءة
.
.
تحياتي
Dr.Zahra
20-05-2010, 10:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله خالق الخلق جاعل الملائكة رسلا أولي بئس شديد
أكرمنا بحب أهل بيت النبوة وجعلنا لهم برحمته لنا من التابعين
وصلاة وسلاما عليهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
http://www.jannatalhusain.info/2010/uploads/fbf7cf7d23.gif
...
http://www.jannatalhusain.info/2010/uploads/ec9809aa30.gif
...
حياكم الله اختي الطيبه
http://www.jannatalhusain.info/2010/uploads/ec9809aa30.gif
...
http://www.jannatalhusain.info/2010/uploads/180a3ce8d4.gif
ودمتم محاطين بالألطاف المهدويه..
Dr.Zahra
20-05-2010, 10:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدرس الثاني - تابع
ما هي النفس؟
تتميّز النفس التي اكرم الله تعالى بها الانسان عن غيره من المخلوقات بأنها جمعت العقل مضافاً الى الغريزة والشهوة،
خلافا للحيوانات التي وضع الله فيها الغريزة والشهوة فقط،
او الملائكة التي اكرمها الله بعقل دون غريزة وشهوة.
ومن هنا فان الانسان لا بد وان يستخدم العقل في تعديل المتطلبات التي تمليها الشهوة والغريزة حتى يسلك حد الاعتدال الذي اشرنا اليه فيما سبق.
قال الله تعالى:
"ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها"
وعندما نطالع الآيات القرآنية التي تحدثت عن النفس نراها قد تحدثت عن ثلاثة حالات من حالات النفس، كما انها وصفتها بصفات مختلفة منها:
الامارة بالسوء:
يقول الله تعالى في محكم كتابه:
"وما أبرىء نفسي ان النفس لأمّارة بالسوء الا ما رحم ربي ان ربي غفور رحيم"،
فالنفس الامارة بالسوء هي التي تتبع هواها بحيث لا ترى امامها سوى ما تتمنى الحصول عليه من الشهوات بدون اي التفات للشريعة او للمفاسد الدنيوية الاخروية،
ولذا فان اتباع النفس الأمارة بالسوء يجلب الظلم والضلال،
يقول الله تعالى:
"فان لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون اهواهم ومن اضلّ ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ان الله لا يهدي القوم الظالمين"
النفس اللوامة:
يقول الله تعالى في محكم كتابه:
"لا اقسم بيوم القيامة * ولا اقسم بالنفس اللوامة"
والمراد بالنفس اللوامة، نفس الانسان المؤمن التي تلومه في الدنيا على المعصية، والتثاقل في أداء الطاعات.
وقد يطلق علماء النفس عليها اسم الضمير الذي يؤّنب الانسان على ما فعله من القبائح.
النفس المطمئنة:
يقول الله تعالى:
"يا ايتها النفس المطمئنة * ارجعي الى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي وادخلي جنتي"
والنفس المطمئنة كما وصفها العلامة الطباطبائي في تفسيره هي
"التي تسكن الى ربها وترضى بما رضي فترى نفسها عبدا لا يملك لنفسه شيئا من خير او شر او نفع او ضرّ،
ويرى الدنيا دار مجاز وما يستقبله فيها من غنى او فقر او اي نفع وضرّ ابتلاءً وامتحاناً الهياً، فلا يدعوه تواتر النعم عليه الى الطغيان واكثار الفساد والعلو والاستكبار،
ولا يوقعه الفقر والفقدان في الكفر وترك الشكر،
بل هو في مستقرّ العبودية لا ينحرف عن مستقيم صراطه بافراط او تفريط ...
وتوصيفها بالراضية لأن اطمئنانها الى ربها يستلزم رضاها بما قدّر وقضى تكويناً او حكم به تشريعاً، فلا تسخطها سانحة ولا تزيغها معصية،
واذا رضي العبد من ربه رضي الرب منه، اذ لا يسخطه تعالى الا خروج العبد من زيّ العبودية،
فاذا لزم طريق العبودية استوجب ذلك رضا ربه ولذا عقب قوله "راضية" بقوله "مرضية"
يتبع باذن الله
والله وليّ التوفيق
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024