دلال
14-08-2009, 05:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة عن تركستان":
مصطلح تاريخي يتكون من مقطعين، "ترك" و"ستان"، ويعني أرض الترك، وتنقسم إلى "تركستان الغربية" أو آسيا الوسطى التي تشغل الثلث الشمالي من قارة آسيا، ويحدها من الشرق جبال "تيان شان"، ومن الغرب "جبال الأورال" و"بحر قزوين"، ومن الشمال سلاسل جبلية قليلة الارتفاع، ومن الجنوب هضبة. أما تركستان الشرقية الخاضعة الآن للصين، وتعرف باسم مقاطعة "سكيانج"، فيحدها من الشمال الغربي ثلاث جمهوريات إسلامية هي: كازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيستان، ومن الجنوب: أفغانستان، وباكستان، ومن الشرق أقاليم التبت الصينية.
وتبلغ مساحة تركستان الشرقية حوالي (1.8) مليون كم2، أي خُمس مساحة الصين، وهي تعد أكبر أقاليم الصين، ويزيد عدد سكانها على (25) مليون نسمة، ويتكون سكانها المسلمون من أجناس مختلفة: كالأجور وهم يشكلون غالبية الإقليم، والتركمان، والقازاق، والأوزبك، والتتار، والطاجيك، ونسبة المسلمين بها حوالي 95%.
وقد أطلق الصينيون على تركستان الشرقية اسم "سكيانج"، وتعني الوطن الجديد، أو المستعمرة الجديدة، وكانت تتمتع قديمًا بأهمية كبيرة في التجارة العالمية؛ فكان طريق الحرير المشهور يمر بها ويربط الصين ببلاد العالم القديم والدولة البيزنطية.
أما حديثًا فهي غنية بموقعها الجغرافي وثرواتها الطبيعية، فتمتلك احتياطيا ضخما من البترول ينافس احتياطي دول الشرق الأوسط، وتمتلك من الفحم ما يعادل (600) مليون طن، وبها أجود أنوع اليورانيوم في العالم، ويستخرج من ستة مناجم بها؛ لذا فهي عصب اقتصاد الصين وعصب صناعاتها الثقيلة والعسكرية، فالصواريخ الصينية النووية، والصواريخ البالستية عابرة القارات تنتج في تركستان الشرقية.
الإسلام في تركستان
وقد عرفت تركستان الشرقية الإسلام عن طريق التجار المسلمين الذين كانوا يحملون بضائعهم ومعها الإسلام إلى أي مكان يسافرون إليه، فقد كان طريق تجارتهم ودعوتهم طريقا واحدًا، فتوثقت العلاقات التجارية بين العرب والصين، وحصل بعض التجار المسلمين على ألقاب صينية رفيعة.
وتشجيعًا للتجارة التي كانت مقصورة على المسلمين في عهد أسرة "سونج" في القرن العاشر الميلادي- سنّت هذه الدولة قانونًا يقضي بعقاب كل من يسيء إلى التجار الأجانب؛ لذا وجدت جاليات إسلامية كبيرة في عدد من المدن، بالإضافة إلى وحدود بذور إسلامية في الصين عندما تعرض الإمبراطور الصيني "سو" لثورة وتمرد.
وتوطد الإسلام في تركستان الشرقية، سنة (322هـ = 934م)، بعدما اعتنق الخان "ستاتول بوجرا"، الذي أصبح حاكمًا للإقليم الإسلام، وأسلم لإسلامه معظم السكان، وبمرور الوقت أصبح شرق تركستان مركزًا رئيسيًا من مراكز الإسلام في آسيا.
حال المسلمين بعد سيطرة الصين على تركستان :
وكان عدد المسلمين بتركستان الشرقية عندما سيطر الشيوعيون عليها حوالي 2.3 مليون مسلم، وعدد المساجد يزيد على الألفي مسجد، وقد بدأ الشيوعيون منذ احتلالهم بارتكاب مذابح رهيبة، أعقبها استقدام مهاجرين صينيين بأعداد ضخمة في عملية احتلال استيطاني واسعة؛ وذلك للتقليل من عدد أهل البلاد المسلمين، وألغى الصينيون الملكية الفردية، واسترقوا الشعب المسلم، وأعلنوا رسميًا أن الإسلام خارج على القانون، ويعاقب كل من يعمل به، ومنعوا خروج التركستانيين الشرقيين خارج البلاد، كما منعوا دخول أي أجنبي إليهم، وألغوا المؤسسات الدينية وهدموا أبنيتها، واتخذوا المساجد أندية لجنودهم، وغيروا الأبجدية الوطنية بحروف أجنبية، وجعلوا اللغة الصينية اللغة الرسمية، واستبدلوا بالتاريخ الإسلامي تعاليم "ماوتسي تونج"، وأرغموا المسلمات على الزواج من الصينيين، ولم يتوقف هذا الحقد الأسود الدفين تجاه المسلمين الذين تعرضوا لجهود دولة كبرى لاسترقاقهم وطمس الإيمان في قلوبهم، ولما قامت الثورة الثقافية في الصين زاد الأمر سوءا، وزادت حدة اضطهاد المسلمين، وكان ضمن شعارات الثورة: "ألغوا تعاليم القرآن".
ورغم هذا الكبت والاضطهاد فقد استمرت ثورات المسلمين العنيفة التي تعمل الصين على إخفاء أبنائها عن العالم، ومنها ثورة (1386 هـ = 1966م) في مدينة "كاشغر"، التي حاول فيها المسلمون أداء صلاة عيد الأضحى داخل أحد المساجد، فاعترضتهم القوات الصينية وارتكبت في حقهم مذبحة بشعة، وانتشرت الثورة في الإقليم، وقام المسلمون بحرب عصابات ضد الصينيين، واستشهد في هذه الثورة- خلال أحد شهورها- حوالي 75 ألف شهيد، ولا تكف الأخبار عن تناقل أنباء انتفاضات للمسلمين في تركستان الشرقية ضد الاحتلال الصيني الدموي اللاإنساني.
مستقبل الإسلام في شينج يانغ
من صور التعليم الديني في منطقة شينج يانغ الكتاتيب الصغيرة، والمدارس الملحقة ببعض المساجد الكبيرة. إنها تشبه إلى حد كبير التعليم الإسلامي في دول آسيا الوسطى من حيث الطرق الإدارية والتعليمية وكذلك مواد التدريس.
بدأ تعليم الإسلام في البيوت بمواد التدريس متفرقة وغير موحدة، وعملية التدريس غير منتظمة. ثم تطور الأمر، وانتقل التدريس إلى داخل المسجد، حيث تتسع ساحة التعليم لعدد أكبر من طلاب العلم، والأئمة، وأضحت ساحة التعليم الديني جزءا لا يتجزأ من التخطيط المعماري للمسجد، حيث توجد عادة في كل مسجد قاعتان ملحقتان تقع إحداهما في جنوب قاعته الرئيسية والأخرى في شمالها، وهما مخصصتان للتعليم الديني.
خلال القرون الثلاثة الماضية كان التعليم في المساجد يتم على مرحلتين؛ الأولى مخصصة للأطفال الذين يبدأون دراستهم من تعلم الحروف العربية قراءة وكتابة، حتى يمكنهم تلاوة القرآن بالعربية بلغة صحيحة. وفضلا عن ذلك يدرسون الأحكام الإسلامية الأساسية وأداء الصلاة بالحركات والتعبيرات السليمة، وقراءة كتابات دينية عامة، وتستغرق هذه المرحلة ثلاث أو أربع سنوات. وعندما يكمل التلميذ دراسته في المسجد يصبح مسلما مخلصا أمينا. أما المرحلة الثانية للتعليم في المساجد فتستمر ست أو سبع سنوات، وعلى الطالب أن يبذل جهودًا شاقة في دراسته الطويلة، وتحت إرشاد الأئمة يتعلم نوعين من المحتويات المدرسية: المواد الأساسية مثل اللغة العربية واللغة الفارسية وعلم الفلسفة وعلم البلاغة، وكذلك المواد الدينية التي يبلغ عددها ثلاث عشرة مادة، منها القرآن الكريم وتفسيره، والحديث النبوي، وعلم الكلام، وعلم السنة، ومذهب الصوفيين وغيرها. وبعد أن يُتم دراسته في المسجد، ويقر الأئمة تخرجه يصبح مؤهلا ليكون إماما يقود الأعمال الدينية والتعليمية في المساجد. ولكن هذه صورة من الماضي، بعد أن اجتذبت المعاهد الرسمية - التي لها حق التأهيل - الراغبين في دراسة التعليم الإسلامي. المستقبل قد يكون غامضا إذا لم تول العناية الكافية لهؤلاء، وغيرهم من أبناء المسلمين، فمنطقتهم تملك الكثير، ولكن لا يحصلون في معيشتهم إلا على القليل.
"إقليم شينغيانغ"
بدا للكثيرين أن الأحداث الأخيرة التي شهدها "إقليم شينغيانغ" الواقع غربي الصين ذو الأغلبية المسلمة مفاجأة من نوع مختلف، فهم لم يتوقعوا أن يكون هناك من يشاركهم الدين في ذلك الاتجاه من الدنيا، وهو ما يدلل على عمق حالة الجهل العربي والإسلامي بواقع الأقليات المسلمة في أنحاء العالم المترامي.. ذلك الجهل أو لنقل "حالة اللا معرفة" (بتعبير مهذب) هو نفسه ما يدعو بعمق لتحقيق تواصل حضاري وثقافي، تواصل يهدف إلى مد جسور مع من يتشابهون معنا بالدين وبالإنسانية أيضا، بهدف إعادة اكتشاف أنفسنا وامتدادنا وعمقنا...
وقد قامت مجلة "العربي الكويتية"باستطلاع في - عددها في سبتمبر 2008- أشرف أبو اليزيد ل"إقليم شينغيانغ"جاء في بعض فقراته :
ينتشر الإسلام تدريجيا في أنحاء البلاد خلال الفترات التاريخية التالية، من أسرة سونغ (960-1279م)، وأسرة يوان (1206- 1368م) حتى أوائل أسرة مينغ (1368- 1644م). وهو تاريخ طويل تعرض المسلمون خلاله لتقلبات السياسة وتغيرات المجتمع وتبدلات الاقتصاد. ويتحول المسلمون إلى أقليات متفرقة نتيجة لهذه الصراعات، تشكل مجموعتين، إحداهما تتكون من ست قوميات تتناثر في منطقة شينج يانغ ذات الحكم الذاتي في شمال غرب الصين، والأخرى تتكون من أربع قوميات تعيش في مختلف الأماكن داخل الصين.
رجع تاريخ قومية الأويغور إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وكلمة أويغور تعني «التضامن» أو «الاتحاد» باللغة الأويغورية، وهم يتوزعون في منطقة شينج يانغ الأويغورية الذاتية الحكم رئيسيا وعددهم نحو ثمانية ملايين نسمة.
أوزبك وطاجيك
يقول دليلنا عن «الأوزبك» حين نسأله في طريق العودة عن باقي القوميات المسلمة في شينج يانغ إنهم موزعون بين أورومتشي، وقشغر، ويينينغ، وتاتشنغ، وإنهم قومية بدوية استوطنت الصين في القرن الخامس عشر، واعتنقت الإسلام، وتشبه لغتهم اللغة الأوزبكية نطقًا وكتابة، مما يسَّر عليهم فهم الإسلام وقبوله. أنشأ الأوزبكيون مساجد كبيرة في قاشر وييلي ويارقند وتشتاي، ويبلغ عددهم نحو خمسة عشر ألف نسمة، يشتغل معظمهم بالتجارة، وهم في جنوب شينج يانغ ينسجون الحرير، وفي شمالها يمارسون تربية المواشي.
نتوقف عند أبناء قومية أخرى، يقطنون بيوتا من الحجر، وهم من أبناء قومية الطاجيك، الذين يبلغون نحو 33 ألف نسمة في الصين. نعرف أنه في القرن الحادي عشر اعتنق أسلاف الطاجيك مذهب الطائفة الإسماعيلية والجدير بالذكر ان نحو 62 في المائة من الشعب في طاجكستان من العرق الطاجكي، و23 في المائة من الأوزبك، ونحو 9 في المائة من الروس، وهناك مجموعات عرقية أخرى هي التتار والكيرجيس (القرغيز) والقازان والتركمان.
ومعظم الطاجيكيين مسلمون، وتعيش الفئات المسلمة في مناطق جبلية معزولة، وهناك مجموعات صغيرة تعيش في البامير، وهي سلسلة جبلية تقع في جنوب طاجكستان يطلق عليها الطائفة الخوجية الاسماعيلية المسلمة.. وهم يشتغلون بتربية المواشي والزراعة، وعندهم ملاحم شعرية مثلما تعرف عندهم ملحمة الشعر التاريخية الفارسية القديمة «وانغتشوو»، كما يحلق الصقر، الذي يسكن الهضاب مثلهم، في أعمالهم الأدبية.
وفي تقرير لوكيبيديا الموسوعة الحرة جاء فيه :
يبلغ عدد أبناء قومية الطاجيك حوالي 33 ألف نسمة، ويقطنون رئيسيا في داخل محافظة تاشيكوركان الذاتية الحكم لقومية الطاجيك الواقعة بهضبة البامير، ويسكن قليل منهم في يارقند ويهتشنغ وتسهبو وآكتاو.. في القرن الحادي عشر اعتنق أسلافهم مذهب الطائفة الإسماعيلية الشيعي، وحتى اليوم يحافظون على هذا المذهب. يشتغل أبناء قومية الطاجيك بتربية المواشي والزراعة. والأعمال الأدبية والفنية لهم ذات تقاليد تاريخية عريقة، ومازالت تنتشر بينهم ملحمة الشعر التاريخية الفارسية القديمة ((وانغتشوو))، ونظرا لأنهم يقطنون في الهضبة فيربتط معظم أعمالهم الأدبية بالصقر.معظم أعمالهم الأدب
الإيغور.. مسلمون في الصين
الإيغور اعتنقوا الإسلام منذ القرن العاشر الميلادي (الفرنسية-أرشيف)
الإيغور قومية من آسيا الوسطى ناطقة باللغة التركية وتعتنق الإسلام يعيش أغلبها في إقليم سنغيانغ الذي كان يسمى تركستان الشرقية قبل ضمه من قبل الصين.
أصل الإيغور: قبل الاستقرار في تركستان الشرقية بغرب الصين (إقليم سنغيانغ حاليا) كان الإيغور قبائل متنقلة تعيش في منغوليا, وقد وصلوا إلى هذا الإقليم بعد سيطرتهم على القبائل المغولية وزحفهم نحو الشمال الغربي للصين في القرن الثامن الميلادي.
ويقدر عدد الإيغور حسب إحصاء سنة 2003 بنحو 8.5 ملايين نسمة يعيش 99% منهم داخل إقليم سنغيانغ ويتوزع الباقون بين كزاخستان ومنغوليا وتركيا وأفغانستان وباكستان وألمانيا وإندونيسيا وأستراليا وتايوان والسعودية.
بعض مسلمي الإيغور
يصل عدد المسلمين في الصين حاليا إلى أكثر من 100 مليون نسمة أي حوالي 7%من السكان ويتوزع المسلمون في الصين على عشر قوميات هى الإيغور والقازاق وهوىوالقرغيز والطاجيك والأوزبك والتتار ودونغشيانغ وسالار وباوآن ، ومعظم مسلمي الصين من أهل السنة ويتبعون المذهب الحنفي ، بينما يتبع المسلمونمن قومية الطاجيك المذهب الشيعي.
وفي تقرير لقناة الجزيرة جاء فيه :كان الإيغور يعتنقون عددا من الديانات على غرار البوذية والمسيحية (النصطورية) والزرادشتية إلى حدود القرن العاشر الميلادي حيث دخلوا في الإسلام ويتوزعون اليوم على أغلبية سنية حنفية وأقلية شيعية إسماعيلية.
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة عن تركستان":
مصطلح تاريخي يتكون من مقطعين، "ترك" و"ستان"، ويعني أرض الترك، وتنقسم إلى "تركستان الغربية" أو آسيا الوسطى التي تشغل الثلث الشمالي من قارة آسيا، ويحدها من الشرق جبال "تيان شان"، ومن الغرب "جبال الأورال" و"بحر قزوين"، ومن الشمال سلاسل جبلية قليلة الارتفاع، ومن الجنوب هضبة. أما تركستان الشرقية الخاضعة الآن للصين، وتعرف باسم مقاطعة "سكيانج"، فيحدها من الشمال الغربي ثلاث جمهوريات إسلامية هي: كازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيستان، ومن الجنوب: أفغانستان، وباكستان، ومن الشرق أقاليم التبت الصينية.
وتبلغ مساحة تركستان الشرقية حوالي (1.8) مليون كم2، أي خُمس مساحة الصين، وهي تعد أكبر أقاليم الصين، ويزيد عدد سكانها على (25) مليون نسمة، ويتكون سكانها المسلمون من أجناس مختلفة: كالأجور وهم يشكلون غالبية الإقليم، والتركمان، والقازاق، والأوزبك، والتتار، والطاجيك، ونسبة المسلمين بها حوالي 95%.
وقد أطلق الصينيون على تركستان الشرقية اسم "سكيانج"، وتعني الوطن الجديد، أو المستعمرة الجديدة، وكانت تتمتع قديمًا بأهمية كبيرة في التجارة العالمية؛ فكان طريق الحرير المشهور يمر بها ويربط الصين ببلاد العالم القديم والدولة البيزنطية.
أما حديثًا فهي غنية بموقعها الجغرافي وثرواتها الطبيعية، فتمتلك احتياطيا ضخما من البترول ينافس احتياطي دول الشرق الأوسط، وتمتلك من الفحم ما يعادل (600) مليون طن، وبها أجود أنوع اليورانيوم في العالم، ويستخرج من ستة مناجم بها؛ لذا فهي عصب اقتصاد الصين وعصب صناعاتها الثقيلة والعسكرية، فالصواريخ الصينية النووية، والصواريخ البالستية عابرة القارات تنتج في تركستان الشرقية.
الإسلام في تركستان
وقد عرفت تركستان الشرقية الإسلام عن طريق التجار المسلمين الذين كانوا يحملون بضائعهم ومعها الإسلام إلى أي مكان يسافرون إليه، فقد كان طريق تجارتهم ودعوتهم طريقا واحدًا، فتوثقت العلاقات التجارية بين العرب والصين، وحصل بعض التجار المسلمين على ألقاب صينية رفيعة.
وتشجيعًا للتجارة التي كانت مقصورة على المسلمين في عهد أسرة "سونج" في القرن العاشر الميلادي- سنّت هذه الدولة قانونًا يقضي بعقاب كل من يسيء إلى التجار الأجانب؛ لذا وجدت جاليات إسلامية كبيرة في عدد من المدن، بالإضافة إلى وحدود بذور إسلامية في الصين عندما تعرض الإمبراطور الصيني "سو" لثورة وتمرد.
وتوطد الإسلام في تركستان الشرقية، سنة (322هـ = 934م)، بعدما اعتنق الخان "ستاتول بوجرا"، الذي أصبح حاكمًا للإقليم الإسلام، وأسلم لإسلامه معظم السكان، وبمرور الوقت أصبح شرق تركستان مركزًا رئيسيًا من مراكز الإسلام في آسيا.
حال المسلمين بعد سيطرة الصين على تركستان :
وكان عدد المسلمين بتركستان الشرقية عندما سيطر الشيوعيون عليها حوالي 2.3 مليون مسلم، وعدد المساجد يزيد على الألفي مسجد، وقد بدأ الشيوعيون منذ احتلالهم بارتكاب مذابح رهيبة، أعقبها استقدام مهاجرين صينيين بأعداد ضخمة في عملية احتلال استيطاني واسعة؛ وذلك للتقليل من عدد أهل البلاد المسلمين، وألغى الصينيون الملكية الفردية، واسترقوا الشعب المسلم، وأعلنوا رسميًا أن الإسلام خارج على القانون، ويعاقب كل من يعمل به، ومنعوا خروج التركستانيين الشرقيين خارج البلاد، كما منعوا دخول أي أجنبي إليهم، وألغوا المؤسسات الدينية وهدموا أبنيتها، واتخذوا المساجد أندية لجنودهم، وغيروا الأبجدية الوطنية بحروف أجنبية، وجعلوا اللغة الصينية اللغة الرسمية، واستبدلوا بالتاريخ الإسلامي تعاليم "ماوتسي تونج"، وأرغموا المسلمات على الزواج من الصينيين، ولم يتوقف هذا الحقد الأسود الدفين تجاه المسلمين الذين تعرضوا لجهود دولة كبرى لاسترقاقهم وطمس الإيمان في قلوبهم، ولما قامت الثورة الثقافية في الصين زاد الأمر سوءا، وزادت حدة اضطهاد المسلمين، وكان ضمن شعارات الثورة: "ألغوا تعاليم القرآن".
ورغم هذا الكبت والاضطهاد فقد استمرت ثورات المسلمين العنيفة التي تعمل الصين على إخفاء أبنائها عن العالم، ومنها ثورة (1386 هـ = 1966م) في مدينة "كاشغر"، التي حاول فيها المسلمون أداء صلاة عيد الأضحى داخل أحد المساجد، فاعترضتهم القوات الصينية وارتكبت في حقهم مذبحة بشعة، وانتشرت الثورة في الإقليم، وقام المسلمون بحرب عصابات ضد الصينيين، واستشهد في هذه الثورة- خلال أحد شهورها- حوالي 75 ألف شهيد، ولا تكف الأخبار عن تناقل أنباء انتفاضات للمسلمين في تركستان الشرقية ضد الاحتلال الصيني الدموي اللاإنساني.
مستقبل الإسلام في شينج يانغ
من صور التعليم الديني في منطقة شينج يانغ الكتاتيب الصغيرة، والمدارس الملحقة ببعض المساجد الكبيرة. إنها تشبه إلى حد كبير التعليم الإسلامي في دول آسيا الوسطى من حيث الطرق الإدارية والتعليمية وكذلك مواد التدريس.
بدأ تعليم الإسلام في البيوت بمواد التدريس متفرقة وغير موحدة، وعملية التدريس غير منتظمة. ثم تطور الأمر، وانتقل التدريس إلى داخل المسجد، حيث تتسع ساحة التعليم لعدد أكبر من طلاب العلم، والأئمة، وأضحت ساحة التعليم الديني جزءا لا يتجزأ من التخطيط المعماري للمسجد، حيث توجد عادة في كل مسجد قاعتان ملحقتان تقع إحداهما في جنوب قاعته الرئيسية والأخرى في شمالها، وهما مخصصتان للتعليم الديني.
خلال القرون الثلاثة الماضية كان التعليم في المساجد يتم على مرحلتين؛ الأولى مخصصة للأطفال الذين يبدأون دراستهم من تعلم الحروف العربية قراءة وكتابة، حتى يمكنهم تلاوة القرآن بالعربية بلغة صحيحة. وفضلا عن ذلك يدرسون الأحكام الإسلامية الأساسية وأداء الصلاة بالحركات والتعبيرات السليمة، وقراءة كتابات دينية عامة، وتستغرق هذه المرحلة ثلاث أو أربع سنوات. وعندما يكمل التلميذ دراسته في المسجد يصبح مسلما مخلصا أمينا. أما المرحلة الثانية للتعليم في المساجد فتستمر ست أو سبع سنوات، وعلى الطالب أن يبذل جهودًا شاقة في دراسته الطويلة، وتحت إرشاد الأئمة يتعلم نوعين من المحتويات المدرسية: المواد الأساسية مثل اللغة العربية واللغة الفارسية وعلم الفلسفة وعلم البلاغة، وكذلك المواد الدينية التي يبلغ عددها ثلاث عشرة مادة، منها القرآن الكريم وتفسيره، والحديث النبوي، وعلم الكلام، وعلم السنة، ومذهب الصوفيين وغيرها. وبعد أن يُتم دراسته في المسجد، ويقر الأئمة تخرجه يصبح مؤهلا ليكون إماما يقود الأعمال الدينية والتعليمية في المساجد. ولكن هذه صورة من الماضي، بعد أن اجتذبت المعاهد الرسمية - التي لها حق التأهيل - الراغبين في دراسة التعليم الإسلامي. المستقبل قد يكون غامضا إذا لم تول العناية الكافية لهؤلاء، وغيرهم من أبناء المسلمين، فمنطقتهم تملك الكثير، ولكن لا يحصلون في معيشتهم إلا على القليل.
"إقليم شينغيانغ"
بدا للكثيرين أن الأحداث الأخيرة التي شهدها "إقليم شينغيانغ" الواقع غربي الصين ذو الأغلبية المسلمة مفاجأة من نوع مختلف، فهم لم يتوقعوا أن يكون هناك من يشاركهم الدين في ذلك الاتجاه من الدنيا، وهو ما يدلل على عمق حالة الجهل العربي والإسلامي بواقع الأقليات المسلمة في أنحاء العالم المترامي.. ذلك الجهل أو لنقل "حالة اللا معرفة" (بتعبير مهذب) هو نفسه ما يدعو بعمق لتحقيق تواصل حضاري وثقافي، تواصل يهدف إلى مد جسور مع من يتشابهون معنا بالدين وبالإنسانية أيضا، بهدف إعادة اكتشاف أنفسنا وامتدادنا وعمقنا...
وقد قامت مجلة "العربي الكويتية"باستطلاع في - عددها في سبتمبر 2008- أشرف أبو اليزيد ل"إقليم شينغيانغ"جاء في بعض فقراته :
ينتشر الإسلام تدريجيا في أنحاء البلاد خلال الفترات التاريخية التالية، من أسرة سونغ (960-1279م)، وأسرة يوان (1206- 1368م) حتى أوائل أسرة مينغ (1368- 1644م). وهو تاريخ طويل تعرض المسلمون خلاله لتقلبات السياسة وتغيرات المجتمع وتبدلات الاقتصاد. ويتحول المسلمون إلى أقليات متفرقة نتيجة لهذه الصراعات، تشكل مجموعتين، إحداهما تتكون من ست قوميات تتناثر في منطقة شينج يانغ ذات الحكم الذاتي في شمال غرب الصين، والأخرى تتكون من أربع قوميات تعيش في مختلف الأماكن داخل الصين.
رجع تاريخ قومية الأويغور إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وكلمة أويغور تعني «التضامن» أو «الاتحاد» باللغة الأويغورية، وهم يتوزعون في منطقة شينج يانغ الأويغورية الذاتية الحكم رئيسيا وعددهم نحو ثمانية ملايين نسمة.
أوزبك وطاجيك
يقول دليلنا عن «الأوزبك» حين نسأله في طريق العودة عن باقي القوميات المسلمة في شينج يانغ إنهم موزعون بين أورومتشي، وقشغر، ويينينغ، وتاتشنغ، وإنهم قومية بدوية استوطنت الصين في القرن الخامس عشر، واعتنقت الإسلام، وتشبه لغتهم اللغة الأوزبكية نطقًا وكتابة، مما يسَّر عليهم فهم الإسلام وقبوله. أنشأ الأوزبكيون مساجد كبيرة في قاشر وييلي ويارقند وتشتاي، ويبلغ عددهم نحو خمسة عشر ألف نسمة، يشتغل معظمهم بالتجارة، وهم في جنوب شينج يانغ ينسجون الحرير، وفي شمالها يمارسون تربية المواشي.
نتوقف عند أبناء قومية أخرى، يقطنون بيوتا من الحجر، وهم من أبناء قومية الطاجيك، الذين يبلغون نحو 33 ألف نسمة في الصين. نعرف أنه في القرن الحادي عشر اعتنق أسلاف الطاجيك مذهب الطائفة الإسماعيلية والجدير بالذكر ان نحو 62 في المائة من الشعب في طاجكستان من العرق الطاجكي، و23 في المائة من الأوزبك، ونحو 9 في المائة من الروس، وهناك مجموعات عرقية أخرى هي التتار والكيرجيس (القرغيز) والقازان والتركمان.
ومعظم الطاجيكيين مسلمون، وتعيش الفئات المسلمة في مناطق جبلية معزولة، وهناك مجموعات صغيرة تعيش في البامير، وهي سلسلة جبلية تقع في جنوب طاجكستان يطلق عليها الطائفة الخوجية الاسماعيلية المسلمة.. وهم يشتغلون بتربية المواشي والزراعة، وعندهم ملاحم شعرية مثلما تعرف عندهم ملحمة الشعر التاريخية الفارسية القديمة «وانغتشوو»، كما يحلق الصقر، الذي يسكن الهضاب مثلهم، في أعمالهم الأدبية.
وفي تقرير لوكيبيديا الموسوعة الحرة جاء فيه :
يبلغ عدد أبناء قومية الطاجيك حوالي 33 ألف نسمة، ويقطنون رئيسيا في داخل محافظة تاشيكوركان الذاتية الحكم لقومية الطاجيك الواقعة بهضبة البامير، ويسكن قليل منهم في يارقند ويهتشنغ وتسهبو وآكتاو.. في القرن الحادي عشر اعتنق أسلافهم مذهب الطائفة الإسماعيلية الشيعي، وحتى اليوم يحافظون على هذا المذهب. يشتغل أبناء قومية الطاجيك بتربية المواشي والزراعة. والأعمال الأدبية والفنية لهم ذات تقاليد تاريخية عريقة، ومازالت تنتشر بينهم ملحمة الشعر التاريخية الفارسية القديمة ((وانغتشوو))، ونظرا لأنهم يقطنون في الهضبة فيربتط معظم أعمالهم الأدبية بالصقر.معظم أعمالهم الأدب
الإيغور.. مسلمون في الصين
الإيغور اعتنقوا الإسلام منذ القرن العاشر الميلادي (الفرنسية-أرشيف)
الإيغور قومية من آسيا الوسطى ناطقة باللغة التركية وتعتنق الإسلام يعيش أغلبها في إقليم سنغيانغ الذي كان يسمى تركستان الشرقية قبل ضمه من قبل الصين.
أصل الإيغور: قبل الاستقرار في تركستان الشرقية بغرب الصين (إقليم سنغيانغ حاليا) كان الإيغور قبائل متنقلة تعيش في منغوليا, وقد وصلوا إلى هذا الإقليم بعد سيطرتهم على القبائل المغولية وزحفهم نحو الشمال الغربي للصين في القرن الثامن الميلادي.
ويقدر عدد الإيغور حسب إحصاء سنة 2003 بنحو 8.5 ملايين نسمة يعيش 99% منهم داخل إقليم سنغيانغ ويتوزع الباقون بين كزاخستان ومنغوليا وتركيا وأفغانستان وباكستان وألمانيا وإندونيسيا وأستراليا وتايوان والسعودية.
بعض مسلمي الإيغور
يصل عدد المسلمين في الصين حاليا إلى أكثر من 100 مليون نسمة أي حوالي 7%من السكان ويتوزع المسلمون في الصين على عشر قوميات هى الإيغور والقازاق وهوىوالقرغيز والطاجيك والأوزبك والتتار ودونغشيانغ وسالار وباوآن ، ومعظم مسلمي الصين من أهل السنة ويتبعون المذهب الحنفي ، بينما يتبع المسلمونمن قومية الطاجيك المذهب الشيعي.
وفي تقرير لقناة الجزيرة جاء فيه :كان الإيغور يعتنقون عددا من الديانات على غرار البوذية والمسيحية (النصطورية) والزرادشتية إلى حدود القرن العاشر الميلادي حيث دخلوا في الإسلام ويتوزعون اليوم على أغلبية سنية حنفية وأقلية شيعية إسماعيلية.
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين