دلال
14-08-2009, 05:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مايعانية الشيعة في الاردن من ظلم وملاحقة وتعسف وقال :
مصادر التخوف العربي لا تقف عند حدود "الأقليات الشيعية" العربية، أو ظاهرة التشيع (التحول من الطائفة السنية إلى الشيعية) وهي لا تزال ظاهرة محدودة، بل من "التشيع السياسي" والنفوذ الإقليمي الإيراني المتزايد في المنطقة، الذي يحسن تماماً توظيف الأقليات الشيعية في الدول العربية، كما يحسن بناء التحالفات السياسية ونشر شبكة تأثيره على كثير من المساحات العربية.
العشائر الأردنية الشيعية
قبل الولوج إلى استنطاق ظاهرة "التشيع" في الأردن، يجدر الوقوف عند وجود عشائر أردنية شيعية، في الأصل منذ بدايات تأسيس المملكة، بل تعود جذور بعضها إلى عام 1890، وأصل هذه العشائر من جنوب لبنان، وتحمل الجنسية الأردنية أباً عن جد، مثلها مثل باقي العشائر الأخرى.
ووفقاً لمصدر موثوق، من الشيعة الأردنيين، فإن تعدداهم يبلغ قرابة ثلاثة آلاف شخص، وهو الرقم الذي لا توجد إحصائية دقيقة تنفيه أو تثبته. وتقطن العشائر الشيعية الأردنية في عدة مناطق رئيسة: الرمثا، دير أبو سعيد، اربد وعمان، وأبرزها:
بيضون، سعد، ديباجة، فردوس، جمعة، الشرارة، حرب، برجاوي، البزة. لا تحتفظ هذه العشائر بأية عادات أو تقاليد خاصة، مخالفة للتقاليد الأردنية، وتندمج في المجتمع الأردني بشكل كامل، وتشاركه في مختلف المناسبات، وإن كان بعضها يحتفل رمزياً بالمناسبات الدينية الشيعية.
في منتصف التسعينيات برزت علاقة بين شخصيات من هذه العشائر وبين مؤسسة الخوئي في لندن، بمباركة من سمو الأمير الحسن، وقد كان حريصاً على حوار المذاهب والطوائف المختلفة، وكان ثمة تفكير بتأسيس مؤسسة خاصة بهم تحت اسم "أبو ذر الغفاري" إلاّ أن الدولة عادت وتراجعت عن دعم الفكرة فيما بعد.
يؤكد أحد وجوه الشيعة الأردنيين، عقيل بيضون، أن ولاءهم السياسي للحكم الهاشمي في الأردن، وأنه من "صميم حبهم وولائهم لآل البيت الأطهار"، وفي حال تجذرت سياسة المحاور في المنطقة وبرزت التناقضات بين الأردن وايران يؤكد الوجه الشيعي أن انحيازهم للأردن وللهاشميين، مع أنه يقر أن ثمة ازدواجية بين عقيدتهم الدينية التي تجعل ارتباطهم السياسي بالإمام الغائب أو من ينوب عنه "الفقيه الولي" وبين انتمائهم الوطني.
التشيع في الأردن
لا يمكن الجزم بأعداد المتشيعين الأردنيين، وإن كان هنالك اتفاق بين مختلف الأطراف الرسمية والقريبة من الشيعة على أنّ الظاهرة محدودة، لكنّها فاعلة في السنوات الأخيرة، وتصل وفق أغلب التقديرات الرسمية وغير الرسمية، ومنها مصادر من القريبين والراصدين لظاهرة التشيع، إلى مئات الأشخاص، سواء من رجال ونساء وعائلات.
معلومات رسمية، يؤكدها بعض المتشيعين، أنّ هنالك قرابة الثلاثين عائلة في مخيم البقعة تشيّعت في الآونة الأخيرة، كما أن هنالك ظاهرة محدودة للتشيع في مدينة السلط، بالإضافة إلى عائلة أو أكثر في مخيم مادبا وحالات في إربد والزرقاء وجرش والكرك، والانتشار الأبرز للظاهرة في عمان في ضواحي مختلفة منها.
هنالك اتفاق على أنّ المتشيعين يمتازون بمستوى ثقافي جيد، وأكثرهم من المتعلمين والدارسين. ويلفت أحد المسؤولين الانتباه إلى أنّ ذلك مدعاة للقلق، مقارنة بجماعات التكفير والقاعدة التي يتسم أفرادها بضعف التحصيل العلمي والمعرفي، ويتسمون في الأغلب الأعم بقلة الاطلاع والدراسة وضحالة الجدل والمحاججة.
ازدهرت ظاهرة التشيع في السنوات الأخيرة، بعد احتلال بغداد، ووفود مئات الآلاف من العراقيين إلى الأردن، وفق تقديرات غير رسمية هنالك عشرات الآلاف من الشيعة، شريحة واسعة منهم من الأثرياء والمثقفين.
ينشط الشيعة العراقيون بإقامة احتفالاتهم الدينية وإحياء المناسبات الشيعية، وقد حوّل عدد منهم منازلهم إلى حسينيات، يجتمعون فيها ويحضرها متشيعون أردنيون ويقرأون فيها سيرة الحسين وينشدون الأناشيد الدينية، إحدى هذه الحسينيات المعروفة كانت في جبل الجوفة، قبل أن تعتقل الأجهزة الرسمية إمام هذه الحسينية السيد علي السغبري، وتقوم باستجوابه ثم بترحيله.
وتؤكد مصادر متعددة أن عائلة شيعية- عراقية ثرية حاولت في آواخر العام المنصرم الحصول على ترخيص في بناء مسجد ملحق به حسينية، في ضاحية عبدون، المعروفة بأنها أرقى وأغنى أحياء عمان، وتأسيس جمعية تحمل اسم الإمام الحسين.
ورغم أن مصادر في وزارة الأوقاف تنفي أن هذا الطلب قد قدم بالفعل، تذكر مصادر رسمية ومقربون من الشيعة أن المؤسسة الرسمية استشيرت في الطلب وتم رفضه.
التشيع في المنظور الأمني
في الشهور الأخيرة نشطت الأجهزة الرسمية في متابعة الشيعة العراقيين ورصد ظاهرة التشيع وقامت بعدة مداهمات واعتقالات واستجوابات في صفوف الشيعة العراقيين والمتشيعين الأردنيين، ووضعت الظاهرة تحت المجهر، ما دفع بالشيعة والمتشيعين إلى حالة من الحذر الشديد في نشاطاتهم، والاعتماد على مبدأ "التقية" (عدم الإعلان عن عقيدتهم والتنكر لتشيعهم) في كثير من الأحيان، ما صعّب من مهمة هذا التحقيق، إذ رفض أكثر من التقيت بهم ذكر اسمه خوفا من المساءلة الأمنية.
أحد الأسئلة الرئيسة المطروحة: ما هو مصدر القلق الأمني من ظاهرة التشيع؟ ولماذا نشطت الأجهزة الأمنية في الآونة الأخيرة في تعقب المتشيعين؟ ثمة عدة مستويات أمنية في النظر إلى هذه الظاهرة. المستوى الأول الذي يتحدث عنه بعض المسؤولين الأمنيين يرتبط بالظاهرة في سياقها الأمني المحض، بعيداً عن المنطور السياسي الكلي، والإقليمي.
فوفقاً لبعض المسؤولين إن ظاهرة التشيع، وإن كانت محدودة، فهي مقلقة بحد ذاتها، فمن المعروف أن الأردن دولة سنية، لا يوجد فيها مشكلة طائفية أو مذهبية في الأصل، والتشيع الحالي وافد وجديد، ويدفع إلى التساؤلات عن أهدافه وأبعاده ومراميه، فمن واجب المؤسسة الأمنية أن تقلق، وأن تدرس الظاهرة، بخاصة أنها في انتشار، ربما تشكل حالياً بضع مئات، لكن إذا أصبحت مستقبلاً بالآلاف سيصعب التعامل معها، والحد منها، فالأولى متابعتها ومحاصرتها منذ الآن.
وقال:
إلاّ أنّ الهاجس الأمني الرئيس يأخذ بعداً استراتيجياً أخطر في قراءة ظاهرة التشيع والنفوذ الإيراني، فإذا تدهورت الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة على خلفية أزمة البرنامج النووي الإيراني، وفي ظل تحالف قوى إسلامية رئيسة مع إيران فإنّ هذا المعسكر سيرفع راية العداء لأميركا وإسرائيل، وهي الراية التي يمكن بسهولة أن تجمع وراءها شرائح واسعة من المجتمعات العربية، بخاصة المجتمع الفلسطيني، في سياق فراغ استراتيجي في المنطقة ناجم عن فشل المشروع الأميركي في العراق، وعجز النظام الرسمي العربي عن مواجهة التحديات الرئيسة في مقدمتها القضية الفلسطينية.
استراتيجية مواجهة التشيع
لا تزال الاستراتيجية الأمنية في التعامل مع الشيعة والمتشيعين تنطلق من المنظور الأمني المحض، بعيداً عن الأضواء، وإن كانت الجهود الأمنية شهدت طفرة حقيقية في الشهور الأخيرة. وينفي بعض المسؤولين الأمنيين أن تفكر المؤسسة الرسمية باللجوء إلى الحركة السلفية لمواجهة التشيع والحد منه، على الرغم أن عدة جماعات وحركات دينية عرضت القيام بهذا الدور، إلا أن المؤسسة الرسمية تفضل التعامل مع الظاهرة من خلال بناء قاعدة معلومات صلبة حول الشيعة العراقيين الناشطين في عمان، بخاصة أن هنالك تقارير أمنية مؤكدة تشير إلى انتماءات خطيرة لعدد منهم وارتباط وثيق بإيران، وأجهزتها الأمنية والعسكرية. وتؤكد مصادر أمنية أن من تثبت له علاقة بنشاط تبشيري شيعي يرحّل على الفور، وهو ما حدث بالفعل مع عدد من العراقيين، أما المتشيعون الأردنيون فيخضعون للتحقيق وتتم مراقبتهم للتأكد من عدم قيامهم بنشاطات تبشيرية. كما ذكر بعض أصحاب المكتبات في وسط البلد أنّ الأجهزة الأمنية قامت بتفتيش المكتبات في الآونة الأخيرة بحثاً عن الكتب التي تناصر التشيع أو تدعو له.
النخبة السياسية تختلف في تقييم الابعاد الأمنية والسياسية لظاهرة التشيع وخطر النفوذ الإيراني على الأردن. فالمحلل السياسي، جميل النمري، يوافق على أن ظاهرة التشيع، وإن كانت محدودة إلى الآن، فإنها تمثل أداة ورأس حربة إيرانيا في حال تجذرت حالة الاستقطاب ودخلت إيران والولايات المتحدة في مواجهات إقليمية. كما يميز النمري بين التشيع الديني والسياسي ويرى أنّ الحالة الأمنية ستكون مهددة بالفعل، إذا ما صحّت معلومات "أمنية" عن وجود خلايا تابعة لإيران في الأردن، ستكون فاعلة إذا ازداد التوتر في المنطقة وتعززت حالة الاستقطاب الإقليمي.
على الجهة المقابلة يقف المحلل السياسي، ومدير مركز القدس للدراسات، عريب الرنتاوي، فهو لا يرى أسباباً مقنعة في التخوف الرسمي الأردني من النفوذ الإيراني، ويرى أن ذلك يأتي مساوقةً واضحة للمشروع الأميركي في المنطقة، من خلال خلق ما يسمى بـ"إيران فوبيا"، والترويج أن الخطر الحقيقي هو إيران وليست إسرائيل. مع أن الحقيقة أن الخطر الذي يتهدد الدول العربية، في مقدمتها الأردن، هو من إسرائيل "فمشكلتنا مع ديمونا وليس مع بوشهر".
ويرى الرنتاوي أن الأردن غير معني بخطر التشيع والنفوذ الإيراني، فدون ذلك حواجز جغرافية وديمغرافية، وعلى دول عربية أخرى أن تقلق من هذه الظاهرة وتفكر فيها وليس الأردن، بل على النقيض من ذلك يرى الرنتاوي أن من الخطورة بمكان خلق مشكلة أمنية وسياسية مع إيران والقوى الشيعية في المنطقة، ووضع الأردن في مقدمة حالة الاصطفاف الإقليمي وفي المعسكر المقابل.
الطريق إلى التشيع: "المستبصرون"
ثمة مشكلة كبيرة في رصد ظاهرة التشيع، إذ أنه يمر بمراحل ودرجات مختلفة، وليس بالضرورة حدا صارما واحداً. فمن المتشيعين من يمشي خطوة ومنهم من يمشي أكثر وآخرين يكملون الطريق إلى نهاياته. أحد المقربين من المتشيعين يوضح أن الخطوة الأولى في التشيع تتمثّل بالانحياز لفكرة الإمامة (إمامة أهل البيت) مقابل فكرة الخلافة عند السنة. فالتشيع يعني ابتداءً إعلان الحب والولاء لذرية علي بن أبي طالب والإيمان بأنهم تعرّضوا لاضطهاد وظلم تاريخي كبير، من الصحابة والدول الإسلامية اللاحقة (الأمويين والعباسيين) وأن علي هو الأحق بوراثة الرسول من أبي بكر وعمر وباقي الخلفاء، وأن ذرية علي بن أبي طالب هم قادة الأمة الذين سُلب منهم الحُكم والسلطة، وأن الأئمة الشرعيين هم من ذرية علي بني أبي طالب.
ثم يبدأ من يقتنع بأحقية علي والظلم الذي تعرّضت له ذريته، وابنه الإمام الحسين، بدراسة العقيدة الشيعية والأحكام الفقهية. ويسمى المتشيعيون بالمستبصرين؛ اي الذين اهتدوا إلى الطريق الصحيح، وتبينت لهم مكانة آل البيت واستقر حبهم في قلوبهم. ويدرس المستبصر كتباً في العقيدة، وكتباً في الفقه الشيعي.
من يقف وراء التشيع؟
تقف أسباب متعددة وراء ازدياد ظاهرة التشيع في مقدمتها وجود عشرات الآلاف من الشيعة العراقيين الوافدين إلى الأردن، عدد كبير منهم حاصلون على تعليم جيد وملمّون بالمذاهب والجدل بينها، ويؤدي اختلاطهم بالمجتمع الأردني إلى تاثر أشخاص بهم، بخاصة أنّ شرائح واسعة من الأردنيين ليس لديها إلمام بالشيعة وبحججهم وبالتاريخ الإسلامي.
كما تذكر معلومات أمنية أن عددا من العلماء والمراجع الشيعة موجودون في الأردن، وأن لهم دوراً في التأثير على الشيعة العراقيين وفي نمو حركة التشيع في أوساط أردنية، أحد هؤلاء يقطن في حي الهاشمي الشمالي، وكان يقيم الدروس في بيته. يذكر مسؤول أن أحد الشيعة العراقيين قادم من دمشق، يدعى محمود خزاعي، حاول أن يؤسس قاعدة له من الشيعة، كانت هنالك معلومات مؤكدة حوله وعلى الفور تمّ إبعاده.
أحد مصادر التشيع هي القنوات الفضائية الشيعية، التي انطلقت بعد احتلال العراق، وقاربت العشرين فضائية، تبث المواعظ والروايات الشيعية، وتؤثر في الرأي العام. ومن أبرز هذه الفضائيات الفيحاء والأنوار، وهنالك وعاظ معروفون كمحمد الوائلي وعبد الحميد المهاجر. ومن القنوات التي أثرت في الرأي العام، في السنوات الأخيرة، قناة المنار التابعة لحزب الله، وعلى الرغم أن كثيرا من الناس يتابعونها حرصا على التواصل مع رواية حزب الله للمواجهات العسكرية التي كانت تدور في الحرب الأخيرة والصراع مع إسرائيل، إلا أن القناة لا تخلو من توجهات مبنية على الرؤى الشيعية. إذ يذكر أحد المواطنين أن زوجته كانت تتابع قناة المنار لإعجابها بحزب الله، وفي ساعات الليل الأخيرة كانت القناة تبث الأدعية والاناشيد المشبعة بالرؤى والروايات الشيعية المناقضة لمواقف السنة، ما جعله يحذرها من الاستمرار في مشاهدة القناة.
ومن مصادر التشيع في الأردن الطلاب الشيعة الوافدون من الخليج العربي، من السعودية والبحرين والإمارات وعُمان، وعلى الرغم أن علماءهم يحذرونهم من الجهر بعقائدهم، كما يذكر أحد المقربين، إلا أنهم في كثير من الأحيان يمارسون أسلوب الدعوة الفردية، ويؤثرون على أصدقائهم والمقربين منهم.
ويتفق، بعض المسؤولين، كل من رئيس قسم الفقه في الجامعة الأردنية، د. هايل عبد الحفيظ، والمتخصص بالفرق والمذاهب الإسلامية، د. رحيل غرايبة، على أنّ المجتمع الأردني غير محصن من خطر التشيع، إذ يرى عبد الحفيظ أنّنا يجب أن نفرق بين التشيع السياسي والديني، وإن كانت الظروف السياسية الحالية في المنطقة من أداء متميز لحزب الله والموقف الإيراني الصارم في البرنامج النووي يستقطب اهتماماً واعجابا من المجتمعات العربية، وبالتحديد الأردن، في سياق الضعف الواضح والمشهود لمواقف النظم العربية. بينما يحيل غرايبة خطورة وإمكانية التشيع إلى أن المجتمع الأردني لم يكن على اطلاع وتحصين ضد عقائد الشيعة ورواياتهم، إذ لم تكن لديه في الأصل أقلية أو احتكاك مباشر معهم. فهذا الضعف في المعرفة يمنح فرصة جيدة للتشيع في اختراق المجتمع والتأثير عليه.انتهى
هكذا ترى الحكومة الاردنية ان دخول التشيع الى الاردن خطر ولابد من مواجهته مع انها تدعم السلم والسلام مع اسرائيل وغيرها من الدول المعادية للاسلام والمسلمين.
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك ياارحم الراحمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مايعانية الشيعة في الاردن من ظلم وملاحقة وتعسف وقال :
مصادر التخوف العربي لا تقف عند حدود "الأقليات الشيعية" العربية، أو ظاهرة التشيع (التحول من الطائفة السنية إلى الشيعية) وهي لا تزال ظاهرة محدودة، بل من "التشيع السياسي" والنفوذ الإقليمي الإيراني المتزايد في المنطقة، الذي يحسن تماماً توظيف الأقليات الشيعية في الدول العربية، كما يحسن بناء التحالفات السياسية ونشر شبكة تأثيره على كثير من المساحات العربية.
العشائر الأردنية الشيعية
قبل الولوج إلى استنطاق ظاهرة "التشيع" في الأردن، يجدر الوقوف عند وجود عشائر أردنية شيعية، في الأصل منذ بدايات تأسيس المملكة، بل تعود جذور بعضها إلى عام 1890، وأصل هذه العشائر من جنوب لبنان، وتحمل الجنسية الأردنية أباً عن جد، مثلها مثل باقي العشائر الأخرى.
ووفقاً لمصدر موثوق، من الشيعة الأردنيين، فإن تعدداهم يبلغ قرابة ثلاثة آلاف شخص، وهو الرقم الذي لا توجد إحصائية دقيقة تنفيه أو تثبته. وتقطن العشائر الشيعية الأردنية في عدة مناطق رئيسة: الرمثا، دير أبو سعيد، اربد وعمان، وأبرزها:
بيضون، سعد، ديباجة، فردوس، جمعة، الشرارة، حرب، برجاوي، البزة. لا تحتفظ هذه العشائر بأية عادات أو تقاليد خاصة، مخالفة للتقاليد الأردنية، وتندمج في المجتمع الأردني بشكل كامل، وتشاركه في مختلف المناسبات، وإن كان بعضها يحتفل رمزياً بالمناسبات الدينية الشيعية.
في منتصف التسعينيات برزت علاقة بين شخصيات من هذه العشائر وبين مؤسسة الخوئي في لندن، بمباركة من سمو الأمير الحسن، وقد كان حريصاً على حوار المذاهب والطوائف المختلفة، وكان ثمة تفكير بتأسيس مؤسسة خاصة بهم تحت اسم "أبو ذر الغفاري" إلاّ أن الدولة عادت وتراجعت عن دعم الفكرة فيما بعد.
يؤكد أحد وجوه الشيعة الأردنيين، عقيل بيضون، أن ولاءهم السياسي للحكم الهاشمي في الأردن، وأنه من "صميم حبهم وولائهم لآل البيت الأطهار"، وفي حال تجذرت سياسة المحاور في المنطقة وبرزت التناقضات بين الأردن وايران يؤكد الوجه الشيعي أن انحيازهم للأردن وللهاشميين، مع أنه يقر أن ثمة ازدواجية بين عقيدتهم الدينية التي تجعل ارتباطهم السياسي بالإمام الغائب أو من ينوب عنه "الفقيه الولي" وبين انتمائهم الوطني.
التشيع في الأردن
لا يمكن الجزم بأعداد المتشيعين الأردنيين، وإن كان هنالك اتفاق بين مختلف الأطراف الرسمية والقريبة من الشيعة على أنّ الظاهرة محدودة، لكنّها فاعلة في السنوات الأخيرة، وتصل وفق أغلب التقديرات الرسمية وغير الرسمية، ومنها مصادر من القريبين والراصدين لظاهرة التشيع، إلى مئات الأشخاص، سواء من رجال ونساء وعائلات.
معلومات رسمية، يؤكدها بعض المتشيعين، أنّ هنالك قرابة الثلاثين عائلة في مخيم البقعة تشيّعت في الآونة الأخيرة، كما أن هنالك ظاهرة محدودة للتشيع في مدينة السلط، بالإضافة إلى عائلة أو أكثر في مخيم مادبا وحالات في إربد والزرقاء وجرش والكرك، والانتشار الأبرز للظاهرة في عمان في ضواحي مختلفة منها.
هنالك اتفاق على أنّ المتشيعين يمتازون بمستوى ثقافي جيد، وأكثرهم من المتعلمين والدارسين. ويلفت أحد المسؤولين الانتباه إلى أنّ ذلك مدعاة للقلق، مقارنة بجماعات التكفير والقاعدة التي يتسم أفرادها بضعف التحصيل العلمي والمعرفي، ويتسمون في الأغلب الأعم بقلة الاطلاع والدراسة وضحالة الجدل والمحاججة.
ازدهرت ظاهرة التشيع في السنوات الأخيرة، بعد احتلال بغداد، ووفود مئات الآلاف من العراقيين إلى الأردن، وفق تقديرات غير رسمية هنالك عشرات الآلاف من الشيعة، شريحة واسعة منهم من الأثرياء والمثقفين.
ينشط الشيعة العراقيون بإقامة احتفالاتهم الدينية وإحياء المناسبات الشيعية، وقد حوّل عدد منهم منازلهم إلى حسينيات، يجتمعون فيها ويحضرها متشيعون أردنيون ويقرأون فيها سيرة الحسين وينشدون الأناشيد الدينية، إحدى هذه الحسينيات المعروفة كانت في جبل الجوفة، قبل أن تعتقل الأجهزة الرسمية إمام هذه الحسينية السيد علي السغبري، وتقوم باستجوابه ثم بترحيله.
وتؤكد مصادر متعددة أن عائلة شيعية- عراقية ثرية حاولت في آواخر العام المنصرم الحصول على ترخيص في بناء مسجد ملحق به حسينية، في ضاحية عبدون، المعروفة بأنها أرقى وأغنى أحياء عمان، وتأسيس جمعية تحمل اسم الإمام الحسين.
ورغم أن مصادر في وزارة الأوقاف تنفي أن هذا الطلب قد قدم بالفعل، تذكر مصادر رسمية ومقربون من الشيعة أن المؤسسة الرسمية استشيرت في الطلب وتم رفضه.
التشيع في المنظور الأمني
في الشهور الأخيرة نشطت الأجهزة الرسمية في متابعة الشيعة العراقيين ورصد ظاهرة التشيع وقامت بعدة مداهمات واعتقالات واستجوابات في صفوف الشيعة العراقيين والمتشيعين الأردنيين، ووضعت الظاهرة تحت المجهر، ما دفع بالشيعة والمتشيعين إلى حالة من الحذر الشديد في نشاطاتهم، والاعتماد على مبدأ "التقية" (عدم الإعلان عن عقيدتهم والتنكر لتشيعهم) في كثير من الأحيان، ما صعّب من مهمة هذا التحقيق، إذ رفض أكثر من التقيت بهم ذكر اسمه خوفا من المساءلة الأمنية.
أحد الأسئلة الرئيسة المطروحة: ما هو مصدر القلق الأمني من ظاهرة التشيع؟ ولماذا نشطت الأجهزة الأمنية في الآونة الأخيرة في تعقب المتشيعين؟ ثمة عدة مستويات أمنية في النظر إلى هذه الظاهرة. المستوى الأول الذي يتحدث عنه بعض المسؤولين الأمنيين يرتبط بالظاهرة في سياقها الأمني المحض، بعيداً عن المنطور السياسي الكلي، والإقليمي.
فوفقاً لبعض المسؤولين إن ظاهرة التشيع، وإن كانت محدودة، فهي مقلقة بحد ذاتها، فمن المعروف أن الأردن دولة سنية، لا يوجد فيها مشكلة طائفية أو مذهبية في الأصل، والتشيع الحالي وافد وجديد، ويدفع إلى التساؤلات عن أهدافه وأبعاده ومراميه، فمن واجب المؤسسة الأمنية أن تقلق، وأن تدرس الظاهرة، بخاصة أنها في انتشار، ربما تشكل حالياً بضع مئات، لكن إذا أصبحت مستقبلاً بالآلاف سيصعب التعامل معها، والحد منها، فالأولى متابعتها ومحاصرتها منذ الآن.
وقال:
إلاّ أنّ الهاجس الأمني الرئيس يأخذ بعداً استراتيجياً أخطر في قراءة ظاهرة التشيع والنفوذ الإيراني، فإذا تدهورت الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة على خلفية أزمة البرنامج النووي الإيراني، وفي ظل تحالف قوى إسلامية رئيسة مع إيران فإنّ هذا المعسكر سيرفع راية العداء لأميركا وإسرائيل، وهي الراية التي يمكن بسهولة أن تجمع وراءها شرائح واسعة من المجتمعات العربية، بخاصة المجتمع الفلسطيني، في سياق فراغ استراتيجي في المنطقة ناجم عن فشل المشروع الأميركي في العراق، وعجز النظام الرسمي العربي عن مواجهة التحديات الرئيسة في مقدمتها القضية الفلسطينية.
استراتيجية مواجهة التشيع
لا تزال الاستراتيجية الأمنية في التعامل مع الشيعة والمتشيعين تنطلق من المنظور الأمني المحض، بعيداً عن الأضواء، وإن كانت الجهود الأمنية شهدت طفرة حقيقية في الشهور الأخيرة. وينفي بعض المسؤولين الأمنيين أن تفكر المؤسسة الرسمية باللجوء إلى الحركة السلفية لمواجهة التشيع والحد منه، على الرغم أن عدة جماعات وحركات دينية عرضت القيام بهذا الدور، إلا أن المؤسسة الرسمية تفضل التعامل مع الظاهرة من خلال بناء قاعدة معلومات صلبة حول الشيعة العراقيين الناشطين في عمان، بخاصة أن هنالك تقارير أمنية مؤكدة تشير إلى انتماءات خطيرة لعدد منهم وارتباط وثيق بإيران، وأجهزتها الأمنية والعسكرية. وتؤكد مصادر أمنية أن من تثبت له علاقة بنشاط تبشيري شيعي يرحّل على الفور، وهو ما حدث بالفعل مع عدد من العراقيين، أما المتشيعون الأردنيون فيخضعون للتحقيق وتتم مراقبتهم للتأكد من عدم قيامهم بنشاطات تبشيرية. كما ذكر بعض أصحاب المكتبات في وسط البلد أنّ الأجهزة الأمنية قامت بتفتيش المكتبات في الآونة الأخيرة بحثاً عن الكتب التي تناصر التشيع أو تدعو له.
النخبة السياسية تختلف في تقييم الابعاد الأمنية والسياسية لظاهرة التشيع وخطر النفوذ الإيراني على الأردن. فالمحلل السياسي، جميل النمري، يوافق على أن ظاهرة التشيع، وإن كانت محدودة إلى الآن، فإنها تمثل أداة ورأس حربة إيرانيا في حال تجذرت حالة الاستقطاب ودخلت إيران والولايات المتحدة في مواجهات إقليمية. كما يميز النمري بين التشيع الديني والسياسي ويرى أنّ الحالة الأمنية ستكون مهددة بالفعل، إذا ما صحّت معلومات "أمنية" عن وجود خلايا تابعة لإيران في الأردن، ستكون فاعلة إذا ازداد التوتر في المنطقة وتعززت حالة الاستقطاب الإقليمي.
على الجهة المقابلة يقف المحلل السياسي، ومدير مركز القدس للدراسات، عريب الرنتاوي، فهو لا يرى أسباباً مقنعة في التخوف الرسمي الأردني من النفوذ الإيراني، ويرى أن ذلك يأتي مساوقةً واضحة للمشروع الأميركي في المنطقة، من خلال خلق ما يسمى بـ"إيران فوبيا"، والترويج أن الخطر الحقيقي هو إيران وليست إسرائيل. مع أن الحقيقة أن الخطر الذي يتهدد الدول العربية، في مقدمتها الأردن، هو من إسرائيل "فمشكلتنا مع ديمونا وليس مع بوشهر".
ويرى الرنتاوي أن الأردن غير معني بخطر التشيع والنفوذ الإيراني، فدون ذلك حواجز جغرافية وديمغرافية، وعلى دول عربية أخرى أن تقلق من هذه الظاهرة وتفكر فيها وليس الأردن، بل على النقيض من ذلك يرى الرنتاوي أن من الخطورة بمكان خلق مشكلة أمنية وسياسية مع إيران والقوى الشيعية في المنطقة، ووضع الأردن في مقدمة حالة الاصطفاف الإقليمي وفي المعسكر المقابل.
الطريق إلى التشيع: "المستبصرون"
ثمة مشكلة كبيرة في رصد ظاهرة التشيع، إذ أنه يمر بمراحل ودرجات مختلفة، وليس بالضرورة حدا صارما واحداً. فمن المتشيعين من يمشي خطوة ومنهم من يمشي أكثر وآخرين يكملون الطريق إلى نهاياته. أحد المقربين من المتشيعين يوضح أن الخطوة الأولى في التشيع تتمثّل بالانحياز لفكرة الإمامة (إمامة أهل البيت) مقابل فكرة الخلافة عند السنة. فالتشيع يعني ابتداءً إعلان الحب والولاء لذرية علي بن أبي طالب والإيمان بأنهم تعرّضوا لاضطهاد وظلم تاريخي كبير، من الصحابة والدول الإسلامية اللاحقة (الأمويين والعباسيين) وأن علي هو الأحق بوراثة الرسول من أبي بكر وعمر وباقي الخلفاء، وأن ذرية علي بن أبي طالب هم قادة الأمة الذين سُلب منهم الحُكم والسلطة، وأن الأئمة الشرعيين هم من ذرية علي بني أبي طالب.
ثم يبدأ من يقتنع بأحقية علي والظلم الذي تعرّضت له ذريته، وابنه الإمام الحسين، بدراسة العقيدة الشيعية والأحكام الفقهية. ويسمى المتشيعيون بالمستبصرين؛ اي الذين اهتدوا إلى الطريق الصحيح، وتبينت لهم مكانة آل البيت واستقر حبهم في قلوبهم. ويدرس المستبصر كتباً في العقيدة، وكتباً في الفقه الشيعي.
من يقف وراء التشيع؟
تقف أسباب متعددة وراء ازدياد ظاهرة التشيع في مقدمتها وجود عشرات الآلاف من الشيعة العراقيين الوافدين إلى الأردن، عدد كبير منهم حاصلون على تعليم جيد وملمّون بالمذاهب والجدل بينها، ويؤدي اختلاطهم بالمجتمع الأردني إلى تاثر أشخاص بهم، بخاصة أنّ شرائح واسعة من الأردنيين ليس لديها إلمام بالشيعة وبحججهم وبالتاريخ الإسلامي.
كما تذكر معلومات أمنية أن عددا من العلماء والمراجع الشيعة موجودون في الأردن، وأن لهم دوراً في التأثير على الشيعة العراقيين وفي نمو حركة التشيع في أوساط أردنية، أحد هؤلاء يقطن في حي الهاشمي الشمالي، وكان يقيم الدروس في بيته. يذكر مسؤول أن أحد الشيعة العراقيين قادم من دمشق، يدعى محمود خزاعي، حاول أن يؤسس قاعدة له من الشيعة، كانت هنالك معلومات مؤكدة حوله وعلى الفور تمّ إبعاده.
أحد مصادر التشيع هي القنوات الفضائية الشيعية، التي انطلقت بعد احتلال العراق، وقاربت العشرين فضائية، تبث المواعظ والروايات الشيعية، وتؤثر في الرأي العام. ومن أبرز هذه الفضائيات الفيحاء والأنوار، وهنالك وعاظ معروفون كمحمد الوائلي وعبد الحميد المهاجر. ومن القنوات التي أثرت في الرأي العام، في السنوات الأخيرة، قناة المنار التابعة لحزب الله، وعلى الرغم أن كثيرا من الناس يتابعونها حرصا على التواصل مع رواية حزب الله للمواجهات العسكرية التي كانت تدور في الحرب الأخيرة والصراع مع إسرائيل، إلا أن القناة لا تخلو من توجهات مبنية على الرؤى الشيعية. إذ يذكر أحد المواطنين أن زوجته كانت تتابع قناة المنار لإعجابها بحزب الله، وفي ساعات الليل الأخيرة كانت القناة تبث الأدعية والاناشيد المشبعة بالرؤى والروايات الشيعية المناقضة لمواقف السنة، ما جعله يحذرها من الاستمرار في مشاهدة القناة.
ومن مصادر التشيع في الأردن الطلاب الشيعة الوافدون من الخليج العربي، من السعودية والبحرين والإمارات وعُمان، وعلى الرغم أن علماءهم يحذرونهم من الجهر بعقائدهم، كما يذكر أحد المقربين، إلا أنهم في كثير من الأحيان يمارسون أسلوب الدعوة الفردية، ويؤثرون على أصدقائهم والمقربين منهم.
ويتفق، بعض المسؤولين، كل من رئيس قسم الفقه في الجامعة الأردنية، د. هايل عبد الحفيظ، والمتخصص بالفرق والمذاهب الإسلامية، د. رحيل غرايبة، على أنّ المجتمع الأردني غير محصن من خطر التشيع، إذ يرى عبد الحفيظ أنّنا يجب أن نفرق بين التشيع السياسي والديني، وإن كانت الظروف السياسية الحالية في المنطقة من أداء متميز لحزب الله والموقف الإيراني الصارم في البرنامج النووي يستقطب اهتماماً واعجابا من المجتمعات العربية، وبالتحديد الأردن، في سياق الضعف الواضح والمشهود لمواقف النظم العربية. بينما يحيل غرايبة خطورة وإمكانية التشيع إلى أن المجتمع الأردني لم يكن على اطلاع وتحصين ضد عقائد الشيعة ورواياتهم، إذ لم تكن لديه في الأصل أقلية أو احتكاك مباشر معهم. فهذا الضعف في المعرفة يمنح فرصة جيدة للتشيع في اختراق المجتمع والتأثير عليه.انتهى
هكذا ترى الحكومة الاردنية ان دخول التشيع الى الاردن خطر ولابد من مواجهته مع انها تدعم السلم والسلام مع اسرائيل وغيرها من الدول المعادية للاسلام والمسلمين.
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك ياارحم الراحمين