نسايم
15-08-2009, 07:56 AM
--------------------
علم ابنك كيف يسأل بماذا وكيف؟نهتم كثيراً بتربية أبنائنا على العبادات وحفظ القرآن وتطبيق تعاليم الإسلام، وهذا أمر
مطلوب وضروري، ولكننا في المقابل نهمل التربية العقلية للطفل، وهي الأساس في عمار الأرض واستثمارها.. مع كثرة
العباد والمساجد في أرضنا إلا أننا ما زلنا عالة على الغرب في كثير من أمور حياتنا من المسمار الصغير إلى الطائرة
الكبيرة. والقرآن الكريم يوجهنا إلى الاستفادة مما حولنا، فقد سخر الله لنا كل شيء: البحر والبر والحديد والمعادن
والأرض والحيوان، كل ذلك وغيرها كثير سخرها الله للإنسان لو أحسن السؤال (بلماذا، وكيف).. اكتشف نيوتن قانون
الجاذبية عندما أحسن السؤال بلماذا بعدما رأى التفاحة سقطت من الشجرة إلى الأرض، وابن القيم ألف كتاباً كاملاً هو
(الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) عندما سأله أحد الطلبة، وهكذا كانت لهفتنا العلمية الأولى بسبب حسن
الإجابة على سؤال لماذا حصل هذا؟ وكيف حدث هذا؟ ولو دربنا أبناءنا على حسن السؤال عند مشاهدة الأحداث لخرجوا
لنا باكتشافات واختراعات عظيمة جداً، ولهذا فإن الغرب اليوم يملكون الدنيا لأنهم أحسنوا السؤال عند رؤية الأشياء
وعرفوا القوانين الكونية واكتشفوها بعدما كانت معجزات أصبحت اليوم منجزات. والقرآن الكريم يحثنا على ذلك، فنوح -
عليه السلام - صنع السفينة، وداود - عليه السلام - صنع الدروع الواقية، وذو القرنين بنى السد العظيم، فكان أساس
صناعة السدود وهندسة الطرقات، وأول غواصة بحرية ركبها نبي الله يونس في بطن الحوت، وأول طائرة طار بها نبي
الله سليمان، وأول بث فضائي كان على يد إبراهيم عندما أذن للحج، وأول رائد فضاء كان النبي محمد [، وأول حادثة
نقل بضائع ثقيلة كانت مع سليمان عندما نقل عرش «بلقيس»، ولكن لو كنا نحسن السؤال ونحن نقرأ القرآن ونحفظه
لأبنائنا ونتأمل ونفكر لوصلنا إلى مثل هذه المكتشفات التكنولوجية الحديثة. فنحن بحاجة إلى حسن السؤال وأن ندرب
أبناءنا على ذلك حتى لا يتعاملوا مع الأحداث وكأنها شيء مفروض عليهم، بل يفكرون ويتأملون حتى يخرجوا لنا
مكتشفاً جديداً يخدم الأمة ويرفع من مكانتها. إن حسن السؤال علم ومهارة، وهو سبب من أسباب زيادة دخل كثير من
مقدمي البرامج الفضائية، وزيادة نسبة مشاهدة البرامج، بل إن حسن السؤال هو سبب تميّز ابن عباس - رضي الله عنه -
عندما سئل عن غزارة علمه وتميّز تفكيره، فقال: إنما أوتيت (لسان سؤول وقلب عقول). والسؤال الذي نطرحه على
أنفسنا اليوم: ما هو منهج الوالدين في تربية أبنائهما على حسن السؤال؟ وما هو منهج المدارس في تعليم أبنائنا حسن
السؤال؟ بل قد يكون الواقع خلاف ذلك، فالوالدان والمربون يتضايقون من كثرة الأسئلة وتفرعها، وأحياناً يوجهون
الأبناء نحو السكوت والصمت، وهذا خلاف التميّز والريادة، فإذا أردنا النهوض بأمتنا وتأسيس جيل من العلماء الصغار،
فلنعلم أبناءنا كيف يسألون بلماذا وكيف؟ وهي أول خطوة نحو التميّز والريادة الحضارية.
بقلم /جاسم المطوع (مجلة
ولدي)
علم ابنك كيف يسأل بماذا وكيف؟نهتم كثيراً بتربية أبنائنا على العبادات وحفظ القرآن وتطبيق تعاليم الإسلام، وهذا أمر
مطلوب وضروري، ولكننا في المقابل نهمل التربية العقلية للطفل، وهي الأساس في عمار الأرض واستثمارها.. مع كثرة
العباد والمساجد في أرضنا إلا أننا ما زلنا عالة على الغرب في كثير من أمور حياتنا من المسمار الصغير إلى الطائرة
الكبيرة. والقرآن الكريم يوجهنا إلى الاستفادة مما حولنا، فقد سخر الله لنا كل شيء: البحر والبر والحديد والمعادن
والأرض والحيوان، كل ذلك وغيرها كثير سخرها الله للإنسان لو أحسن السؤال (بلماذا، وكيف).. اكتشف نيوتن قانون
الجاذبية عندما أحسن السؤال بلماذا بعدما رأى التفاحة سقطت من الشجرة إلى الأرض، وابن القيم ألف كتاباً كاملاً هو
(الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) عندما سأله أحد الطلبة، وهكذا كانت لهفتنا العلمية الأولى بسبب حسن
الإجابة على سؤال لماذا حصل هذا؟ وكيف حدث هذا؟ ولو دربنا أبناءنا على حسن السؤال عند مشاهدة الأحداث لخرجوا
لنا باكتشافات واختراعات عظيمة جداً، ولهذا فإن الغرب اليوم يملكون الدنيا لأنهم أحسنوا السؤال عند رؤية الأشياء
وعرفوا القوانين الكونية واكتشفوها بعدما كانت معجزات أصبحت اليوم منجزات. والقرآن الكريم يحثنا على ذلك، فنوح -
عليه السلام - صنع السفينة، وداود - عليه السلام - صنع الدروع الواقية، وذو القرنين بنى السد العظيم، فكان أساس
صناعة السدود وهندسة الطرقات، وأول غواصة بحرية ركبها نبي الله يونس في بطن الحوت، وأول طائرة طار بها نبي
الله سليمان، وأول بث فضائي كان على يد إبراهيم عندما أذن للحج، وأول رائد فضاء كان النبي محمد [، وأول حادثة
نقل بضائع ثقيلة كانت مع سليمان عندما نقل عرش «بلقيس»، ولكن لو كنا نحسن السؤال ونحن نقرأ القرآن ونحفظه
لأبنائنا ونتأمل ونفكر لوصلنا إلى مثل هذه المكتشفات التكنولوجية الحديثة. فنحن بحاجة إلى حسن السؤال وأن ندرب
أبناءنا على ذلك حتى لا يتعاملوا مع الأحداث وكأنها شيء مفروض عليهم، بل يفكرون ويتأملون حتى يخرجوا لنا
مكتشفاً جديداً يخدم الأمة ويرفع من مكانتها. إن حسن السؤال علم ومهارة، وهو سبب من أسباب زيادة دخل كثير من
مقدمي البرامج الفضائية، وزيادة نسبة مشاهدة البرامج، بل إن حسن السؤال هو سبب تميّز ابن عباس - رضي الله عنه -
عندما سئل عن غزارة علمه وتميّز تفكيره، فقال: إنما أوتيت (لسان سؤول وقلب عقول). والسؤال الذي نطرحه على
أنفسنا اليوم: ما هو منهج الوالدين في تربية أبنائهما على حسن السؤال؟ وما هو منهج المدارس في تعليم أبنائنا حسن
السؤال؟ بل قد يكون الواقع خلاف ذلك، فالوالدان والمربون يتضايقون من كثرة الأسئلة وتفرعها، وأحياناً يوجهون
الأبناء نحو السكوت والصمت، وهذا خلاف التميّز والريادة، فإذا أردنا النهوض بأمتنا وتأسيس جيل من العلماء الصغار،
فلنعلم أبناءنا كيف يسألون بلماذا وكيف؟ وهي أول خطوة نحو التميّز والريادة الحضارية.
بقلم /جاسم المطوع (مجلة
ولدي)