المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تصحيح معلومة فقط


حيــــــــــدرة
16-08-2009, 12:57 AM
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ الفـُـلـْـكِ الجَارِيَةِ فِي اللُّجَجِ الغَامِرَةِ يَأمَنُ مَن رَكِبَهَا وَيَغــْرَقُ مَن تَـرَكَهَا المـُـتـَـقـَدِمُ لَهُمْ مَارِقٌ وَالمُـتـَـأخِرُ عَنـْهُم زَاهِقٌ واللاّزِمُ لَهُمْ لاحِقٌ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
اَللّـهُمَّ الْعَنْ اَوَّلَ ظالِم ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَآخِرَ تابِع لَهُ عَلى ذلِكَ



الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ




سأل أحد الناس الامام الرضا ( عليه السلام ) فقال له : يابن رسول الله لم سمي النبي الأمي ؟
فقال عليه السلام : مايقول الناس ؟
فقال الرجل : يقولون أنه سمي الأمي لأنه لم يحسن أن يكتب
فقال عليه السلام : كذبوا عليهم لعنة الله ، كيف و الله يقول في محكم كتابه(( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة)) ، فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن؟ والله لقد كان رسول الله يقرأ ويكتب بثلاث و سبعين لسانا ، وأنما سمي( الامي) لأنه كان من أهل مكة، ومكة من أمهات القرى ، وذلك قول الله عزوجل ((ولينذر أم القرى ومن حولها))



اللهم هل ذكرت اللهم فأشهد




__( حيـــدرة )__

النجف الاشرف
16-08-2009, 01:25 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
أحسنتم ......
وهذا ما نقوله لمخالفينا وهم مصرين على ان الرسول لا يقرا ولا يكتب وبدون اي دليل صحيح

القناص الاول
16-08-2009, 01:26 AM
بارك الله بك اخي الكريم

معلومة جدا قيمه

شيعي هويتي
16-08-2009, 04:17 AM
بارك الله فيك أخي حيدرة

قنوان دانية
16-08-2009, 09:33 AM
شكرًا لك اخي حيدرة عالتوضيح
وجزاك الله خيرا

البتول قدوتي
16-08-2009, 10:15 AM
تسلم يا حيدرة على التوضيح القيم

متيمة بحب علي
16-08-2009, 08:50 PM
جزاك الله خيرا حيدرة على هذا التوضيح
صحيح جنة فاهميها بالخطا

دعبل
16-08-2009, 08:54 PM
احسنت ورحم الله والديك

chocolata
16-08-2009, 09:13 PM
شكرا اخوي حيدره على التوضيح للمخالفيين

اخوي النجف انت نسييت انه نبيهم و ربهم

يختلفون عن نبينا و ربنا احنا الحمد لله نبينا

متعلم مو مثل نبيهم ما يقرأ و لا يكتب

كفووهم هالنبي الامي

تشاااااااااااااو

امين الصندوق
16-08-2009, 11:01 PM
مشكور اخي حيدرة على التوضح وجعله الله في ميزان حسناتكم
تقبل خالص تحياتي

وسام المحبة
16-08-2009, 11:29 PM
احسنتم وجزاكم الله خيرا

الرايق
17-08-2009, 12:04 AM
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ الفـُـلـْـكِ الجَارِيَةِ فِي اللُّجَجِ الغَامِرَةِ يَأمَنُ مَن رَكِبَهَا وَيَغــْرَقُ مَن تَـرَكَهَا المـُـتـَـقـَدِمُ لَهُمْ مَارِقٌ وَالمُـتـَـأخِرُ عَنـْهُم زَاهِقٌ واللاّزِمُ لَهُمْ لاحِقٌ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
اَللّـهُمَّ الْعَنْ اَوَّلَ ظالِم ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَآخِرَ تابِع لَهُ عَلى ذلِكَ



الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ




سأل أحد الناس الامام الرضا ( عليه السلام ) فقال له : يابن رسول الله لم سمي النبي الأمي ؟
فقال عليه السلام : مايقول الناس ؟
فقال الرجل : يقولون أنه سمي الأمي لأنه لم يحسن أن يكتب
فقال عليه السلام : كذبوا عليهم لعنة الله ، كيف و الله يقول في محكم كتابه(( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة)) ، فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن؟ والله لقد كان رسول الله يقرأ ويكتب بثلاث و سبعين لسانا ، وأنما سمي( الامي) لأنه كان من أهل مكة، ومكة من أمهات القرى ، وذلك قول الله عزوجل ((ولينذر أم القرى ومن حولها))




اللهم هل ذكرت اللهم فأشهد







__( حيـــدرة )__



حيدره هدانا الله واياك
الرسول صلى الله عليه وسلم امي بنص القرآن الكريم قال تعالى : (( وماكنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون ))
ثم تستدل بحديث : ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ ويكتب بثلاثة وسبعين لسانا 0
ومن منطقك هذا نقول لك : ايهما افضل رسول الله صلى الله عليه وسلم ام الحسن بن علي رضي الله عنه ؟ فقد تكلم الحسن رضي الله عنه سبعين الف الف لغة اي سبعين مليون لغة

وهذا بناء على ماجاء في الكافي ج1 باب مولد الحسن بن علي عليهما السلام ص462
{أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن رجاله، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الحسن عليه السلام قال: إن لله مدينتين إحداهما بالمشرق والاخرى بالمغرب، عليهما سور من حديد وعلى كل واحد منهما ألف ألف مصراع وفيها سبعون ألف ألف لغة، يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبها وأنا أعرف جميع اللغات وما فيهما وما بينهما، وما عليهما حجة غيري وغير الحسين أخي. }

رافضي عنواني
17-08-2009, 12:15 AM
اخي العزيز

بعضهم يقول انه يعرف يقرأ ويكتب
وبعضهم يقول انه لا يقرأ ولا يكتب
وبعضهم يقول انه عرف القرأة والكتابة بعد البعثة

ففي كل الحالات انه الانسان الكامل انا وانت نحتاج للقرأة والكتابة لكنه علمه لدني هو منبع العلم
ففي كل الحالات هو الانسان الكامل ولا يحق لأحد ان يقدح به بسبب هذه الشبهه

اما هذه الية فقد تكون لا لعدم القدرة قد يكون معناها كثرة القرأة والكتابة يعني يمارسها فهو ما كان كذلك

الرايق
17-08-2009, 12:23 AM
اخي العزيز

بعضهم يقول انه يعرف يقرأ ويكتب
وبعضهم يقول انه لا يقرأ ولا يكتب
وبعضهم يقول انه عرف القرأة والكتابة بعد البعثة

ففي كل الحالات انه الانسان الكامل انا وانت نحتاج للقرأة والكتابة لكنه علمه لدني هو منبع العلم
ففي كل الحالات هو الانسان الكامل ولا يحق لأحد ان يقدح به بسبب هذه الشبهه

اما هذه الية فقد تكون لا لعدم القدرة قد يكون معناها كثرة القرأة والكتابة يعني يمارسها فهو ما كان كذلك
ياسيدي والله الذي لااله الا هو ان الأمية في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم معجزة وليست نقصا أو عيبا 0

رافضي عنواني
17-08-2009, 12:35 AM
لكن ما المشكلة اذا قلت هو يعرف يقرأ ويكتب
هل ينافي المعجزة؟
فالله سبحانه وتعالى تحدى كل الناس والتحدي قائم الى يوم القيامة على ان يأتوا بأية واحدة مثل القران؟
فهل اتى بها احد؟
هل سيأتي بها احد؟

أين الحق؟
17-08-2009, 12:39 AM
قال الله تعالى : (( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون )) ... سورة العنكبوت ، الآية :48

لن أفسر الآية .... لأنه لا حياة لمن تنادي !

ولكن أسأل أصحاب العقول الحية ....
ما معنى ما كنت تتلو ؟؟
ما معنى و لا تخطه بيمينك ؟؟

السؤال لأصحاب العقول الحية فقط

رافضي عنواني
17-08-2009, 12:42 AM
تعال ناقش واحد قافل من الرئيسي
من قال ان هذه الاية تدل على عدم القدرة فيمكن انها تدل على عدم الممارسة وليست لنفي القدرة

عبد محمد
17-08-2009, 12:46 AM
وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون

من قبله أي قبل أن ينزل القرآن

أي أن قومه لم يروه يقرأ أو يكتب قبل التنزيل

حتى لا يرتابوا

لأنهم لو رأوه من قبل يقرأ ويكتب لقالوا هذا من تاليفه

وعلى فرض أن الرسول ص كان أمي لا يقرأ ولا يكتب

أليس الله سبحانه وتعالى قادرا أن يجعله يقرأ ويكتب في طرفة عين؟

أم أن هذا يصعب على الله؟

أم أن هذا غلو يعتبر؟

أين الحق؟
17-08-2009, 12:47 AM
أحسنت....

يؤكد النفي قول الله تعالى : إذا لارتاب المبطلون

فالهدف من عدم قدرته على الكتابة أو القراءة حتى لا يشك كفار قريش أنه كان ينقل القرآن من الكتب السابقة !!

أين الحق؟
17-08-2009, 12:49 AM
من قبله أي قبل أن ينزل القرآن

أي أن قومه لم يروه يقرأ أو يكتب قبل التنزيل

حتى لا يرتابوا

لأنهم لو رأوه من قبل يقرأ ويكتب لقالوا هذا من تاليفه

وعلى فرض أن الرسول ص كان أمي لا يقرأ ولا يكتب

أليس الله سبحانه وتعالى قادرا أن يجعله يقرأ ويكتب في طرفة عين؟

أم أن هذا يصعب على الله؟

أم أن هذا غلو يعتبر؟


ليس صعبا على الله قط ...

ولكن المعجزة تكمن في ذلك .. أن من لا يعرف القراءة و الكتابة يأتي بكلام أعجز فصحاء و بلغاء العرب

لو كان يعلم القراءة و الكتابة لقالوا إنما كان ينقل هذا الكلام من كتب سابقة أو كتبه من أساطير السابقين....

لا بد أن يكون هناك إعجاز....

وليس كلمة أمي فيه تقليل من مقامه الشريف - بأبي هو و أمي - ، بل هو إعجاز بحد ذاته

رافضي عنواني
17-08-2009, 12:49 AM
وهناك شواهد كثيرة منها عندما طلب منهم كتف ودواة ليكتب لهم كتاب لن يضلوا بعده ابدا
لكن قال من قال ولنعة الله على من قال واتهمه بالهجران او غلبة الوجع

حيــــــــــدرة
17-08-2009, 11:16 PM
السلام على الجميع


الشكر موصول لكل من حضر وأطلع وأعتبر

والى المتفلسفون - أعداء ما جهلوا - الذين يُنقصون نبيهم الأمين من كل كمال فقط أستنصاراً للباطل والباطلين ويلصقون فيه كل ما ينهون عنه آباءهم وأجدادهم وسادتهم الباطلين نرد عليهم ببحثين رائعين من بحوث بني قومهم وكتابهم بهذا الخصوص ونكتفي بهذين البحثين لكل عاقل ومنصف ومحباً لرسول الله صلى الله عليه وآله ليعلم من يعلم منهم ويريد أن يعلم والله المستعان :

أولا : من أبحاث د. محمد شحرور

نريد في هذا البحث أن نضع النقاط على الحروف حول معنى لفظة "الأمي". لقد وردت هذه اللفظة في الكتاب في ستة مواقع وهي:

- (فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالبعاد) (آل عمران 20).

- (ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم ن إن تأمنه بدينارٍ لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائماً ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون) (آل عمران 75).

- (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون) (الأعراف 158).

- (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم .. الآية) (الأعراف 157).

- (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) (الجمعة 2).

- (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا بظنون) (البقرة 78).

أولاً: لنعرف ما معنى كلمة الأمي التي وردت في الآيات السابقة. لقد أطلق اليهود والنصارى على الناس الذين لا يدينون بدينهم أي ليسوا يهوداً ولا نصارى لفظ الأمي (وجاءت من كلمة غوييم العبرية "الأمم"). وهو ما نعبر عنه اليوم بالدهماء أو الغوغاء أو العامة، لأن هؤلاء الناي كانوا جاهلين ولا يعلمون ما هي الأحكام في كتاب اليهود والنصارى، والنبوات التي جاءت لهم. ومن هنا جاء لفظ الأمي التي تعني:

1- غير اليهودي والنصراني.

2- الجاهل بكتب اليهود والنصارى.

وبما أن التوراة والإنجيل هما نبوتا موسى وعيسى لذا جاء التبشير بنبوة محمد في التوراة والإنجيل وليس في الكتاب لقوله (الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل) (الأعراف 157). وهذا واضح في الآية رقم 20 من آل عمران (وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين) فالذين أوتوا الكتاب هم اليهود والنصارى والباقي من الناس هم الأميون.

وهذا المعنى واضح أيضاً في الآية رقم 75 من آل عمران عندما ذكر أهل الكتاب اليهود والنصارى فمنهم أي اليهود (من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك) ومنهم أي النصارى (من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك). فلماذا لا يؤدي اليهود الأمانات لغيرهم؟ لأنهم يعتبرون "الغوييم" الأمم خدماً لهم وأنهم الدهماء، وهؤلاء الأميون لا تنطبق عليهم وصايا الرب حيث قال (ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل).

وفي سورة الأعراف الآية 157. (الذين يتبعون الرسل النبي الأمي). أمي لأنه ليس منهم لأنه قال: (الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل).

وكذلك جاءت في الآية 158 حيث أتبعها بأن محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول الله إلى الناس جميعاً اليهود والنصارى والأميين علماً بأنه لم يكن أصلاً يهودياً ولا نصرانياً بل من الفئة الثالثة وهي الأميون.

وبمعنى الجهل في الكتاب قال: (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني) (البقرة 78) أي الذين لا يعلمون الكتاب ومحتوياته هم أميون بالكتاب ولذا أتبعها (وإن هم إلا يظنون) (البقرة 78).

فإذا قلنا: إن فلاناً أمي دون التعريف .. أمي بماذا؟ وأراد أن يمحوا أميته فيدخل مدرسة محو الأمية تحت اسم محمد بن سعيد ويخرج تحت اسم هارون. أما إذا قلنا فلان أمي وعرفناه بماذا، فهذا صحيح ونكون قد استعملنا المعنى الوارد في الآية (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني). فكاتب هذا الكتاب هو أمي بعلم البحار مع أنه دكتور مهندس في الهندسة المدنية. أي هو لا يعلم في علم البحار إلا اللمم وعندما يتكلم عن علم البحار فمعلوماته ظنية غير يقينية: (وإن هم إلا يظنون).

ومن ها هنا نرى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أمياً بمعنى أنه غير يهودي وغير نصراني، وكان أمياً أيضاً بكتب اليهود والنصارى وكانت معلوماته عن كتبهم هي بقدر ما أوحي إليه بعد بعثته صلى الله عليه وسلم.

أما إسقاط هذا المعنى على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أمياً أي لا يقرأ ولا يكتب فهذا خطأ، فكما قلت: إن الكتابة هي تجميع الأشياء بعضها إلى بعض لإخراج معنى مفيد "موضوع" فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم عاجزاً عن تأليف جملة مفيدة أو كتابة كتاب "تأليف"؟ إنّ الكتاب الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى هو كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لأنه هو الذي أملاه وصاغه. والقراءة تعني العملية التعليمية "تتبع المعلومات" ثم القدرة على استقراء نتائج منها ومقارنتها بعضها ببعض. فالاستقراء والمقارنة جاءا من القراءة، فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقرأ؟

قد يقول البعض-وهذه هي الحجة التي يوردها كثير من الناس-إنه عندما جاء الوحي إلى محمد صلى الله عليه وسلم قال له: اقرأ، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: ما أنا بقارئ، واستنتجوا أنه لا يقرأ. وأقول إنه إذا أمر سعيد زيداً أن يذهب، فقال زيد "ما أنا بذاهب" فهل هذا يعني بالضرورة أن زيداً مشلول أو بلا أقدام. هل هذا يعني أن زيداً لا يستطيع الذهاب أو أنه لا يريد الذهاب. ثم هل يعني أن جبريل قدم للنبي صلى الله عليه وسلم مادة مخطوطة لكي يقرأها خطاً. فهنا خلطنا بين إرادة النبي صلى الله عليه وسلم للقراءة وبين عدم استطاعته، وظننا أن جبريل قدم له مادة مخطوطة على قرطاس ليقرأها، لأنه عندما قال له في المرة الثالثة: اقرأ فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: ما أنا بقارئ. فقال جبريل: (اقرأ باسم ربك الذي خلق) (العلق). 1. فسكت النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآيات ولم يقل ما أنا بقارئ.

قد يقول البعض: ألم يكن النبي صلى الله عليه وسلم أمياً بمفهومنا الخاطئ للقراءة والكتابة؟ أقول: نعم لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من أول حياته إلى وفاته أمياً بالخط أي كان لا يخط ولا يقرأ المخطوط وجاء هذا المعنى في قوله تعالى (وما كنت تتلوا من قبله من كتابٍ ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون) (العنكبوت 48). (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون) (العنكبوت 49).

لقد وضحت أمية النبي صلى الله عليه وسلم في شيئين: أولهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتكلم في حياته قبل البعثة عن أي موضوع من مواضيع القرآن، ولو فعل ذلك لقال له العرب: لقد كنت تتحدث إلينا عن هذه المواضيع قبل أن تكون نبياً. أي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أمياً في مواضيع القرآن تماماً؛ وقوله (من كتاب) منكرة، وتعني القرآن لأنه أتبعها بقوله (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم) أما مواضيع أم الكتاب فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم أمياً بها كلها فمثلاً: الصدق والأمانة والوفاء بالكيل والميزان من مواضيع أم الكتاب، أو لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم صادقاً وأميناً ويوفي الكيل والميزان قبل البعثة؟ والناحية الثانية التي تقولها الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أمياً بالخط، وأميته بالخط استمرت إلى أن توفى صلى الله عليه وسلم.

إن السر الأكبر في أمية النبي صلى الله عليه وسلم من ناحية الخط وقراءة المخطوط هي أن أساس الكلام الإنساني هو الأصوات وليس الخطوط، أي أن اللغة بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم كانت لساناً وأذناً "كلام وسمع". لأن أي قوم إذا غيروا أبجديتهم فلا يتأثرون أبداً في كلامهم بين بعضهم وفهمهم للغتهم بل يتأثرون بقراءة المخطوط. علماً بأن الكتاب جاء إلى النبي وحياً ، أي جاءه بصيغة صوتية غير مخطوطة وسماه الكتاب.


فإذا سألني سائل: ما معنى قوله تعالى وكتبنا له في الألواح)
(الأعراف 145)؟ الألواح هنا قرطاسية أي ما يخط عليه. فأقول: لو قال "وخططنا له فالسؤال هنا: ماذا كتب؟ ويأتي الجواب مباشرة (من كل شيء موعظةً وتفصيلاً لكل شيء). (الأعراف 145) فهنا بعد فعل كتبنا ذكر الموضوع مباشرة.

وإذا سأل سائل: ما معنى فعل كتب في آية المداينة في سورة البقرة وهي آية حدودية. (يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدينٍ إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل .. الآية) (البقرة 282) هنا "فاكتبوه" بمعنى تسجيل العقود حسب الموضوع كأن نقول فريق أول وفريق ثانٍ وموضوع العقد هل هو مال أو بيت أو تنفيذ أعمال .. مع ذكر الأجل .. الخ حيث أن بنود العقد تشمل كل صغيرة وكبيرة لذا قال. "فاكتبوه" وهنا ليس بالضرورة أن يكون الكتاب بالعدل خطياً أو العقد خطياً فيمكن أن يكون العقد شفهياً أي أن هذه الآية تشمل العقود الخطية أو الاتفاقات الشفهية. لذا قال عن الشهادة (فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى) (البقرة 282).

فكيف نفهم هذا الشرط في حالة توثيق العقد في كاتب العدل كما نفعل الآن لأنه في حالة العقد الخطي بوجود الكاتب بالعدل لا داعي أصلاً أن تضل إحداهما لتذكرها الأخرى لأن محتويات العقد الخطية الموثقة في كاتب العدل لا تحتاج بعد مدة من الزمن إلى أي مراجعة، وهذا الشرط صحيح للكتابة الشفهية للعقد "شروط العقد" لأن أساس التعامل بين الناس والدول هو الاتفاقات الشفهية أولاً ثم تنسخ أو لا تنسخ "توثق أولاً توثق".

ومن ناحية أخرى عندما يتم عقد نكاح بين رجل وامرأة فكتابة عقد النكاح هو اكتمال شروط العقد "الكتاب" بالإيجاب والقبول والشهود وتحديد الصداق … الخ. فإذا تمت هذه الشروط قلنا لقد تم كتاب فلان على فلانة. هذه الشروط لا تعني الخط مطلقاً. فبعد ذلك يتم تسجيل عقد النكاح. ولكن إذا سجل هذا العقد أم لم يسجل فشروطه صحيحة ويبقى صحيحاً، وإذا لم يكن الأمر كذلك وفهمنا الكتابة على أنها التسجيل، فإذا سجل العقد خطياً ففي هذه الحالة يصبح جماع الرجل والمرأة نكاحاً شرعياً. وإذا لم يسجل خطياً فيصبح زنا؟؟!!
وأعتقد بأن كل زيجات النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن خطية ومع ذلك فهي شرعية والكتاب فيها أي شروط عقد النكاح مستوفاة. والله أعلم.

المصدر : كتاب / الكتاب والقرآن - قراءة معاصرة - لمؤلفه الدكتور محمد شحرور .





ثانياً : من أبحاث د. محمد عابد الجابري - جريدة الاتحاد الغماراتية - بتاريخ 9/4/2006

النبي الأمِّيُّ... والأمة الأمِّية

د. محمد عابد الجابري

طرحنا في المقال السابق مسألة ما إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف القراءة والكتابة؟ وبدأنا في مناقشة هذا الموضوع من خلال ما روي حول الظروف التي رافقت بدء الوحي وبالخصوص جواب النبي على طلب جبريل: "اقرأْ". وقد أبرزنا الاختلاف، بين عبارة "ما أقرأ"، أو "ماذا أقرأ" الواردة في جواب النبي حسب رواية ابن إسحق والطبري وغيرهما، وبين عبارة "ما أنا بقارئ" الواردة في البخاري وغيره. وبعد تحليل الروايتين تبيَّن لنا أن عبارة رواية ابن إسحاق أقرب إلى ما يفيده منطق النص، نص الحديث. وغني عن البيان القول إن منطق نص من النصوص، أياً كان راويه، لا يقوم بديلاً عن معطيات الواقع. وإذن فالجواب عن السؤال السابق يحتاج إلى مزيد من البحث والتقصي.
بدأنا –كما قلنا- بأول واقعة من السيرة النبوية تتصل بالموضوع، واقعة بدء الوحي. وعلينا الآن أن ننتقل إلى ما ورد بعد ذلك في الوحي نفسه، منذ ابتداء النزول إلى نهايته. أعني بذلك القرآن الكريم.
هناك آيات تصف الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه "أمي"، وتصف العرب بـ"الأميين". وقد وردت هذه الآيات متسلسلة كما يلي، حسب ترتيب النزول:
1- قوله تعالى: "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنجِيلِ" (الأعراف 157)، والمقصود: النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
2- وقوله: "وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَظُنُّونَ" (البقرة 78). ومعنى الآية، حسب ما ذكره الطبري نقلا عن ابن عباس، كما يلي: "الأميون قوم لـم يصدّقوا رسولاً أرسله الله، ولا كتابـاً أنزله الله، فكتبوا كتابـاً بأيديهم، ثم قالوا لقوم سفلة جهال: هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ". ومعنى ذلك أن لفظ "الأميين" ليس معناه الذين يجهلون الكتابة والقراءة، بل معناه: الذين ليسوا من أهل الكتاب (اليهود والنصارى) وكتبوا كتاباً مزَّورا متمنين أن يصدقهم الناس وينسبوهم لأهل الكتاب.
3- وقوله: "وَقُلْ (يا محمد) لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدْ اهْتَدَوا" (آل عمران 20). الذين أوتوا الكتاب: هم اليهود والنصارى، وفي مقابلهم "الأميون" الذين ليس لديهم كتاب منزّل وهم العرب.
4- وقوله: "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ (اليهود) قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأمِّيِّينَ سَبِيلٌ" (75 آل عمران). والمقصود بـ"الأميين" هنا هم الذين لا يدخلون في عداد أهل الكتاب وبالتحديد العرب. ومعنى العبارة: ليس علينا في غش العرب من حرج، لأنهم ليسوا من أهل الكتاب، لا يطبقون شريعة سماوية!
5- وقوله: "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ..." (الجمعة 2). والمقصود العرب ككل، وليس فقط الذين لا يعرفون القراءة والكتابة منهم وحدهم.
واضح أن التقابل في هذه الآيات (3، 4، 5) هو بين طرف هو "الأمي" و"الأميون" من جهة، وبين طرف آخر هم "أهل الكتاب". وما به يفترق الطرفان هو أن الطرف الثاني لديه "كتاب" هو التوراة والإنجيل، والطرف الأول ليس لديه كتاب. فالأميون إذن هم الذين ليس لديهم كتاب سماوي. وقد جاء القرآن ليكون لهم كتاباً خاصاً بهم.
نعم هناك حديث نبوي مرفوع يروى بصيغة: "إنّا أُمَّةٌ أُمِّيةٌ لا نَكتُبُ ولا نَحسُبُ، الشهرُ هٰكذا وهٰكذا. يَعني مرَّةً تسعةً وعشرينَ ومرَّةً ثلاثين"، وفي حديث آخر: "صُوموا لِرُؤْيتهِ وأفطِروا لرُؤيته، فإن غُبِّيّ عليكم فأكملوا عِدَّةَ شَعبانَ ثلاثين". الموضوع إذن هو تحديد مدة الشهر، للصيام والإفطار في رمضان. ويتفق أصحاب الحديث على القول إن معنى "لا نكتب ولا نحسب" هو أننا لسنا ممن يستعمل حساب النجوم والأفلاك لتحديد وقت ظهور الهلال، فنحن أمة أمية، أي غير معنية بعلوم الحساب، ولذاك فالشهر يتحدد عندنا برؤية العين المجردة.
هل يكفي ما تقدم؟ كلا. إننا ما زلنا في بداية الطريق!
لنواصل إذن التماس الشواهد، ولنتجه هذه المرة إلى المعاجم.
تمدنا المعاجم العربية بما تعتبره المعنى الأولي الأصل للفظ "أمي"، فنقرأ فيها: "الأمي، الذي علـى خِلْقَة الأُمَّةِ، لم يَتَعَلَّم الكِتاب فهو على جِبِلَّة أمه، أَي لا يَكتُبُ... فكأَنه نُسِب إِلى ما يُولد عليه أَي على ما وَلَدتْه أُمُّهُ عليه". وبهذا الاعتبار: "قيل للعرب: "الأُمِّيُّون"، لأَنَ الكِتابة كانت فـيهم عَزيزة أَو عَدِيمة". وقيل أيضاً: والأُمِّيُّ: العَيِيّ الجِلْف الجافي القَلـيلُ الكلام؛ قيل له أُمِّيٌّ لأَنه على ما وَلَدَتْه أُمُّه عليه من قِلَّة الكلام وعُجْمَة اللِّسان" (لسان العرب).
واضح من هذا أن تعريف "الأمي" بـ"الذي لا يقرأ ولا يكتب" تعريف لا أصل له في العربية. أما نسبته إلى "الأم" فهو اجتهاد من علماء اللغة في إيجاد أصل لهذه الكلمة في لغة العرب. وهذا الاجتهاد فيه تكلف واضح: فلما ذا ننسب الجاهل بالقراءة والكتابة إلى "أمه"، وحده دون الذي يقرأ ويكتب؟ ولماذا نربط الأم، دون الأب، بـ"عجمة اللسان والعي والجفاء"؟ ثم هل تليق هذه الصفات بمقام النبي محمد عليه الصلاة والسلام ومقام أمه، خصوصاً وقد اختاره الله واصطفاه؟!
الواقع أن لفظ "أمي" لفظ مُعَرَّب، لا أصل له في اللغة العربية. فما أصله إذن؟
يرى كثير من اللغويين والمتكلمين والمفسرين أن لفظ "الأميين" يعني الذين ليس لهم كتاب ديني سماوي، فهم إذن في مقابل "أهل الكتاب"، وبالتحديد اليهود أصحاب التوراة والنصارى أصحاب الإنجيل. ذكر الراغب الإصبهاني نقلاً عن الفرا: الأميون: "هم العرب الذين لم يكن لهم كتاب"، وفي هذا المعنى يقول الشهرستاني: "وأهل الكتاب‏ كانوا ينصرون دين الأسباط ويذهبون مذهب بني إسرائيل، والأميون كانوا ينصرون دين القبائل ويذهبون مذهب بني إسماعيل".
ويرى كثير من المؤرخين الأوروبيين أن اليهود كانوا يطلقون لفظ "الأمم" على غيرهم من الشعوب، أي على "الوثنيين" من عبدة الأصنام وغيرهم، وأن "الأمي" بهذا الاعتبار منسوب إلى "الأمم". فكما كان الرومان ("المتحضرون") يطلقون على غيرهم من الأمم اسم "باربار" بمعنى: "المتوحشون"، وكما كان العرب ("أصحاب الفصاحة") يطلقون على غيرهم من الشعوب لفظ "العجم" لكون كلامهم (بالنسبة للعربي) فيه عجمة لا يفهم، فكذلك كان اليهود (أصحاب الكتاب) يطلقون على غيرهم من الشعوب لفظ: "الأميون"، أي المنسوبون إلى "الأمم" الأخرى التي ليس لها كتاب منزل.
بهذا المعنى الاصطلاحي يمكن فهم العبارات التي وردت فيها كلمة "أمي" و"أميين"، في الآيات السابقة: فـ"الأميون" في سياق الخطاب في تلك الآيات هم "العرب" وبالتحديد القبائل العربية في مكة. يشهد لهذا المعنى ما ورد في القرآن من آيات تربط "القرآن" بالعرب إلى جانب أخرى تربط "الكتاب" –والتوراة تحديداً- ببني إسرائيل، وذاك مثل قوله تعالى: "وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا" (الشورى7)، وهم المقصودون بـ"الأميين" في الآيات السابقة. وقوله: "وَمِنْ قَبْلِهِ (القرآن) كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا (القرآن) كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا، وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ" (الأحقاف 12). والمقصود مشركو مكة من جهة، والمؤمنون من جهة أخرى، سواء كانوا يعرفون القراءة والكتابة أم لا!
هناك آيات أخرى تتحدث عن "المؤمنين" كطرف مقابل لـ"أهل الكتاب" أو"الذين أوتوا الكتاب" مثل قوله تعالى: "وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ (اليهود والنصارى) وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا (بمحمد) إِيمَانًا وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُون، وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ (مشركو مكة) مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا (المدثر 31).
تلك هي النصوص القرآنية التي لها علاقة بالسؤال الذي نحن بصدد البحث عن جواب له: "هل كان النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ ويكتب"، ومن خلالها تبين لنا أن كونه صلى الله عليه وسلم "نبياً أمياً" معناه من أمة لا كتاب لها، لا يعني بالضرورة أنه لم يكن يعرف القراءة والكتابة، كما أن وصف القرآن للعرب بكونهم "أميين" لا يفيد بالضرورة أنهم كانوا لا يقرؤون ولا يكتبون.
يبقى بعد ذلك قوله تعالى: "وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ" (العنكبوت 48)، وهي الآية التي يستدل بها جل المفسرين، إن لم نقل جميعهم، على أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن يعرف القراءة والكتابة. وسنعود إلى هذه الآية بتفصيل في مقال لاحق.




------- أنتهى -------




__( حيـــدرة )__

شيعي هويتي
17-08-2009, 11:53 PM
114 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنِى ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِى يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا اشْتَدَّ بِالنَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - وَجَعُهُ قَالَ « ائْتُونِى بِكِتَابٍ أَكْتُبُ لَكُمْ كِتَابًا لاَ تَضِلُّوا بَعْدَهُ » . قَالَ عُمَرُ إِنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَنَا كِتَابُ اللَّهِ حَسْبُنَا فَاخْتَلَفُوا وَكَثُرَ اللَّغَطُ . قَالَ « قُومُوا عَنِّى ، وَلاَ يَنْبَغِى عِنْدِى التَّنَازُعُ » . فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَبَيْنَ كِتَابِهِ . أطرافه 3053 ، 3168 ، 4431 ، 4432 ، 5669 ، 7366 - تحفة 5841

لا حياة لمن تنادي لا نلومكم إذا تتبعوا أبن الصهاك عمر

النبي أمي ويطلب كتااااااااب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هههههه وش يريد من الكتاب يا من تحجر دماغه على ما يعملوه

أبن المعلم
18-08-2009, 05:21 AM
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ الفـُـلـْـكِ الجَارِيَةِ فِي اللُّجَجِ الغَامِرَةِ يَأمَنُ مَن رَكِبَهَا وَيَغــْرَقُ مَن تَـرَكَهَا المـُـتـَـقـَدِمُ لَهُمْ مَارِقٌ وَالمُـتـَـأخِرُ عَنـْهُم زَاهِقٌ واللاّزِمُ لَهُمْ لاحِقٌ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَالْعَنْ أَعْدَائَهُمْ
اَللّـهُمَّ الْعَنْ اَوَّلَ ظالِم ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَآخِرَ تابِع لَهُ عَلى ذلِكَ

بارك الرحمن بك أخي العزيز حيـــــــدره

ورفع الله قــــدرك في الدنيــا والاخـــره

حيــــــــــدرة
12-09-2009, 12:07 AM
السلام على الجميع


وأستطراداً للموضوع وتفصيلاً فيه
وهديةً لكل باحث بخصوصه نضيف ما يلي قربة إلى الله تعالى

والله المستعان

سؤال أحدهم :
هل كان النبي(ص) يقرأ قبل البعثة أم أنه كان جاهلاً بالقراءة والكتابة؟


الجـــواب بالتفصيل :


أولاً ... :
اننا لا نستطيع وصف رسول الله [صلى الله عليه وآله] بالجهل، فإنه تعبير مرفوض ومدان..
وليكن التعبير في السؤال كما يلي: هل كان رسول الله [صلى الله عليه وآله] يقرأ ويكتب قبل البعثة، أم لم يكن يقرأ ويكتب؟



ثانياً ... :
قال تعالى: (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ)..
إن هذه الآية الشريفة تعطي: أن الله سبحانه وتعالى يريد أن يقطع دابر أية فرصة للإساءة إليه [صلى الله عليه وآله]، وإلى نبوته، فيزيل أي ريب أو شبهة يمكن أن تثار حول نبوة نبيه الأكرم [صلى الله عليه وآله]، وتتأثر بها نفوس الضعفاء.
وما يوجب الريب هو أن يكون [صلى الله عليه وآله] قد قرأ كتب السابقين عند البشر، أو تعلم منهم، وأخذ عنهم.. فإذا تحقق لدى الناس أنه لم يقرأ قبل بعثته عند أحد، فإذا جاء بهذا الدين، وصار يعرف القراءة والكتابة بصورة إعجازية، من دون معلم، فإن ذلك يضطرهم إلى الإيمان والتسليم..

فالمهم إذن هو أن لا يكون قد تعلم شيئاً عند أحد، فإذا حصلت له هذه العلوم كفى ذلك لتحقق مصداق قوله تعالى: (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ)، ولا بد لهم في هذه الحالة من الإيمان والتصديق به بمجرد أن يبعث، ويرونه قد أصبح عارفا بالقراءة والكتابة، وبكل هذه العلوم والمعارف والتشريعات، التي يعجز البشر عن نيلها.

ولا حاجة بعد ذلك إلى أن يبقى النبي [صلى الله عليه وآله] عاجزاً عن القراءة والكتابة بنظرهم وإلى أن يموت، فإن ذلك سيكون من حالات النقص في شخصيته عندهم. وقد ثبت بالبراهين والأدلة العقلية والنقلية، أنه منزه عن كل عيب ونقص.
ثالثاً: إن من الواضح: ان القراءة والكتابة لا تقصد لذاتها، وإنما هي من العلوم الآلية التي يكون القصد إليها للتوصل إلى غيرها. وهو نيل المعارف عن طريقها..

فإذا كانت المعارف والعلوم حاضرة لدى الرسول [صلى الله عليه وآله] ويراها رأي العين. وهو يخبرهم بها، ويرون صدقه بصدقها، فإن البحث عن وسيلة أخرى عاجزة عن إحضارها لديه، وعن إراءتها له.. بل هي توجد له حالة تخيل وتصور لها لا أكثر، قوله تعالى: ( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) ـ إن البحث عن هذه إشارة إلى الوجود اللفظي والكتبي الذي يلزم منه حضور صورة الشيء في الذهن، لا حضور نفس الشيء لدى العالم.


وإشارة إلى ذلك حالة التخيل لأمور يسمع بها، ولم يكن قد رآها. فهي حاضرة حضوراً تخيلياً لا يصل إلى درجة حضور صورة الشيء في الذهن، فضلاً عن حضور نفس الشيء لدى العالم.

ولكي نوضح ما نرمي إليه نقول ... :
إنه ليس كل عدم نقصاً، وليس كل وجدان كمالاً..
فإن معرفتنا نحن بالأمور والعلم بها كمال بالنسبة لنا، فإذا توقف ذلك على امتلاك أدوات وعلوم، فإن حصولنا على العلوم الآلية والأدوات الموصلة لها كمال لنا أيضاً، وفقدانها نقص، لأنه يوجب حرماننا من كثير من المعارف التي نعجز عن الوصول إليها بدونها. أما إذا كانت المعارف حاضرة بنفسها لدى العالم، ولا يحتاج إلى تلك الآلات الموصلة، كان ذلك عين الكمال..

الوسيلة العاجزة ـ، يصبح سفها غير مقبول.. ويكون بذلك كالذي يجد حبيبه إلى جنبه، ثم يطلب النوم لعله يراه في عالم الرؤيا. أما الأدلة على أنه [صلى الله عليه وآله] لم يكن يقرأ ويكتب، فهي غير دالة على مطلوبهم، ونحن نذكر أجوبتها فيما يلي:

الدليل الأول:

إن الاستدلال بالآية: لا يصح لأنها إنما تدل على أنهم كانوا فمن يستطيع الوصول إلى أي مكان في العالم بمجرد إرادته، فإن ركوبه للدابة، والسعي إلى ذلك المكان، وتحمل المتاعب، وصرف الساعات والأيام، أو الأشهر في الطريق، يعد سفهاً.
فعدم اقتنائه للدابة أو السيارة لا يعد عيباً ولا نقصاناً، ما دام أن عدم اقتنائه لها لا لأجل عجزه عن اقتنائها، بل لغناه عنها مع توفر القدرة عليها في كل حين.

وهذا هو حال الأنبياء والأوصياء [عليهم السلام] في ما يرتبط بعلومهم، فهم يعلمون بالأمور من خلال حضورها عندهم، ورؤيتهم لها بما أعطاهم الله من تفضلات ومزايا، فلا يحتاجون إلى قراءة النقوش المكتوبة ليمكنهم الحصول على صورة ذهنية لها، وهذا هو عين الكمال لهم، وسواه هو النقص.
يعلمون أنه لم يتعلم القراءة والكتابة عند أحد قبل أن يبعث، وأنه لم يكن يقرأ كتباً، ولا كتب شيئاً منها، أو عنها..
وهذا لا يمنع من أن يبعثه الله نبيا فيفاجئهم بعلوم الأولين والآخرين، وهو لم يطلع على كتب أحد..

ويفاجئهم بأنه في نفس هذه اللحظة قد أصبح يعرف القراءة والكتابة بكل الألسن واللغات، ومن جملتها منطق الطير، وتسبيح الحصى، وغير ذلك مما ذكر في الروايات الآتية، هذا.. مع علمهم به، ومشاهدتهم له، وعيشهم معه طيلة حياتهم، بصورة جعلتهم عالِمين بعدم اتصاله بأحد، وأنه لم يتعلم شيئاً عند أي كان من الناس..

فطريق حصوله على المعارف والعلوم منحصر بالطريق الغيبي والوحي، وسيكون هذا الأمر من أظهر الشواهد على نبوته، واتصاله بالغيب.

فيقينهم بعدم معرفته بالقراءة والكتابة قبل النبوة، وسام عظيم له. وهو خير وأوضح دليل على نبوته، ولكن علمهم باستمرار عجزه عن القراءة والكتابة حتى بعد النبوة، سيجعلهم ينظرون له بعين النقص، وسيرى الكتّاب والعارفون بالقراءة أن لهم عليه امتيازا وفضلا ظاهراً..

وسيكون علمه بالقراءة والكتابة بصورة إعجازية وعن طريق جبرائيل أدعى للطمأنينة، وأوفق وأشد أثراً في رسوخ اليقين والإيمان.


الدليل الثاني:

إن الآيات القرآنية قد وصفت النبي [صلى الله عليه وآله] بالأمي، قال تعالى:
(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ)
وقال: (فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ)
والأمي هو الذي بقي كما ولدته أمه، لا عهد له بعلم، ولا بقراءة، ولا كتابة.


ونقول في جوابه:

ألف: إن نفس ما أوردناه لرد الاستدلال بالآية السابقة يرد به الاستدلال بهذه الآية. وأما وصفه بالأمية واعتبارها وساماً له، فإنما هو بلحاظ ما قبل البعثة، أما بعدها فلعل العكس هو الصحيح، أي أن استمرار الأمية هو الذي يعد نقصاً بنظر الناس.
ب: إن كلمة أمي كما تأتي بمعنى من لا يعرف القراءة والكتابة، كذلك هي تأتي لبيان الانتساب إلى أم القرى، وهي مكة.
وسيأتي عن أبي جعفر [عليه السلام] أن المقصود بالأمي هو هذا المعنى..

ولهذه الكلمة أيضاً معان أخر، لا تلائم معنى عدم معرفته القراءة والكتابة، مثل كونه منسوباً إلى أمة لم تنزّل عليها كتب سماوية، ونحو ذلك.


الدليل الثالث:

ما جرى في الحديبية:
بقي أن نشير إلى أن ما جرى في الحديبية قد يعتبره البعض صالحا للاستدلال به على استمرار أمية الرسول [صلى الله عليه وآله]، على اعتبار أن النبي [صلى الله عليه وآله] طلب من علي أن يمحو وصف «رسول الله» من الكتاب، فلم يرض [عليه السلام] بذلك، فقال له الرسول [صلى الله عليه وآله]: ضع يدي عليها. فوضعها، فمحاها [صلى الله عليه وآله] بيده(راجع: كشف الغمة للاربلي ج1ص210 والإرشاد للمفيد ج1 ص120 واعلام الورى ص97 وبحار الأنوار ج20 ص359 و363 وراجع ص357).


فلو كان [صلى الله عليه وآله] عارفا بالقراءة لقرأ هو [صلى الله عليه وآله] الكتاب، ووجد الكلمة، ومحاها من دون الحاجة إلى الاستعانة بعلي..

ويروى أن تميم بن جراشة قدم على النبي [صلى الله عليه وآله] في وفد ثقيف وسألوه أن يكتب لهم كتاباً يحل فيه لهم الربا والزنى، فكتب لهم خالد بن سعيد بن العاص كتاباً، ثم ذهبوا به إلى النبي [صلى الله عليه وآله]، فقال للقارئ: اقرأه.
فلما انتهى إلى الربا قال: ضع يدي عليها في الكتاب، فوضع يده فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا)( سورة البقرة الآية 277) الآية، ثم محاها.
وألقيت علينا السكينة فما راجعناه. فلما بلغ الزنى وضع يده عليها وقال:
(وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً) الآية. ثم محاه(أسد الغابة ج1 ص216).


ونقول في الجواب:

إن هذا الاستدلال لا يصح، وذلك لما يلي:

أولاً: روى النجدي ما جرى في الحديبية فقال: «فأخذ رسول الله [صلى الله عليه وآله] الكتاب فكتب: هذا ما قاضى محمد بن عبد الله»( صحيح البخاري ج2 ص73 ط سنة 1309).

وفي نص آخر قالوا: «فأخذ النبي [صلى الله عليه وآله] الكتاب، وليس يحسن أن يكتب، فكتب مكان رسول الله: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله: أن لا يدخل الخ..»( صحيح البخاري ج3 ص37 ط سنة 1309 هـ. ق. ومسند أحمد ج4 ص 298 والكامل في التاريخ ج2 ص204. وخصائص علي بن أبي طالب [عليه السلام] للنسائي ص150و151 والأموال ص233 وسنن الدارمي ج2 ص238 والسنن الكبرى ج8 ص5 وراجع: التراتيب الإدارية ج1 ص173).

فهذه الرواية تدل على أن النبي [صلى الله عليه وآله] قد كتب بنفسه ذلك، على سبيل الإعجاز.. لا أنه طلب من علي [عليه السلام]، أن يضع يده على الكلمة،
فمحاها، ثم كتب علي، كما ذكرته الرواية الأخرى.


ثانياً: قد ذكرنا في بحث لنا سابق(البحث هو بعنوان: «موقف علي [عليه السلام] في الحديبية»، صادر عن المركز الإسلامي للدراسات) عدم صحة قولهم: إن علياً [عليه السلام] قد امتنع عن محو اسم النبي [صلى الله عليه وآله] من الصحيفة. بل النصوص تدل على أنه [عليه السلام] قد امتثل كل ما أمره به الرسول [صلى الله عليه وآله], فراجع.

لكن قد ذكرت الروايات أن علياً [عليه السلام] إنما واجه ذلك المشرك الذي اعترض وحاول أن يفرض أمرا غير مرضي ولا مقبول. وقد كان موقف النبي [صلى الله عليه وآله] هو التأييد لعلي [عليه السلام] والتسديد له في موقفه هذا، فراجع ذلك البحث تجد تفصيل ذلك..

وبذلك يكون ما ذكروه من أن النبي [صلى الله عليه وآله] قد طلب منه أن يضع يده على الكلمة التي يريد أن يمحوها ليس له أساس يصح التعويل عليه..
ثالثاً: إن قوله [صلى الله عليه وآله]: ضع يدي عليها، لا يستلزم عدم معرفته بالقراءة والكتابة، إذ قد يكون مجلسه بعيداًَ عن مجلس علي بحيث لا يتمكن من قراءة ما في الصحيفة بصورة مباشرة، فيقول له من بعيد: ضع يدي عليها، لأن علياً [عليه السلام] هو المتمكن من قراءة الصحيفة.
ولو قيل: لماذا لم يستعمل النبي [صلى الله عليه وآله] في هذه الحالة أيضاً قدراته الغيبية والإعجازية.. فالجواب هو أن ذلك يتبع المصالح التي تقتضي ذلك، وهو [صلى الله عليه وآله] أعلم بها وأعرف بمواقعها.


رابعاً: روي عن ابن عباس: أنه قال للحرورية [الخوارج] في جملة حديث له معهم وهو يحتج عليهم بفعل رسول الله [صلى الله عليه وآله] في الحديبية؛ ويحدثهم بما جرى: «قالوا: لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك, ولكن اكتب اسمك واسم أبيك.
فقال: اللهم إنك تعلم أني رسولك. ثم أخذ الصحيفة، فمحاها بيده، ثم قال: يا علي اكتب: هذا ما صالح عليه الخ»( الرياض النضرة ج2 ص277 وإحقاق الحق [الملحقات] ج8 ص522. وراجع: مسند أحمد ج1 ص342 وخصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب للنسائي ص148 و149 وغير ذلك..).

خامساً:
لنفترض: أن ذلك لم يقنع الباحث، فإنه سيجد نفسه غير قادر على الاستدلال بهذه الرواية التي رويت بصور مختلفة ومتناقضة نعلم بتعمد التصرف فيها، والتلاعب بمضامينها، فلا بد له من البحث عن أدلة أخرى، وهي متوفرة ولله الحمد، وسيطلع القارئ الكريم على شطر منها في ضمن الفقرات التالية في هذا البحث..
آراء علمائنا:


وبعدما تقدم نقول:
إننا إذا رجعنا إلى ما قاله علماؤنا الأبرار فإننا نلاحظ: أن عددا منهم رضوان الله تعالى عليهم قد صرح بأنه [صلى الله عليه وآله] كان يعرف القراءة والكتابة بعد بعثته.


ويظهر من الشيخ الطوسي [رحمه الله]: أن ذلك هو مذهب علمائنا. رحمهم الله كافة؛ فإنه قال: «والنبي عليه وآله السلام ـ عندنا ـ كان يحسن الكتابة بعد النبوة، وإنما لم يحسنها قبل البعثة»( ج8 ص120 وراجع تفسير التبيان ج8 ص216).


وقال السيد جواد العاملي: «والنبي معصوم مؤيد بالوحي: وكان عالماً بالكتابة بعد البعثة، كما صرح به الشيخ، وأبو عبدالله الحلي، واليوسفي، والمصنف في التحرير. وقد نقل أبو العباس، والشهيد في النكت، عن الشيخ، وسبطه أبي عبد الله الحلي الساكتين عليه»( مفتاح الكرامة ج10 ص10).


وعلى كل حال، فإن الأدلة قد دلت على أن النبي [صلى الله عليه وآله] كان يقرأ ويكتب، قبل البعثة وبعدها.


أما بالنسبة لعدم قراءته وكتابته [صلى الله عليه وآله] قبل البعثة بصورة فعلية، فإن ذلك لا يعني عدم قدرته على ذلك، بل كان قادراً على ذلك، لكنه لم يظهر ذلك للمشركين ولا لغيرهم بصورة فعلية؛ وذلك كي تقوم الحجة عليهم، وليدركوا الإعجاز الإلهي في ذلك..


ولعل علماءنا الأبرار قد استندوا في ما ذهبوا إليه في هذا الأمر إلى ما صرحت به بعض النصوص من أنه [صلى الله عليه وآله] قد مارس القراءة أحيانا والكتابة أحياناً، فلاحظ مايلي:

فما دل على أن النبي [صلى الله عليه وآله] كان يقرأ:
1 ـ ما رواه الشعبي من أنه [صلى الله عليه وآله] قد قرأ صحيفة لعيينة بن حصن، وأخبر بمضمونها(المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج8 ص98 عن تفسير النقاش).

2 ـ عن أنس قال: قال [صلى الله عليه وآله]: رأيت ليلة أسري بي مكتوبا على باب الجنة: الصدقة بعشر أمثالها، والقرض بثمانية عشر(سنن ابن ماجة ج2 ص812 والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج8 ص97 عنه).
ومما دل على أن النبي [صلى الله عليه وآله] كان يقرأ ويكتب:
ولكن نصوصاً أخرى قد صرحت بأنه [صلى الله عليه وآله] كان يقرأ ويكتب بعد بعثته، وذلك مثل:

3 ـ ما روى الصدوق [رحمه الله] بسنده عن جعفر بن محمد الصوفي، عن أبي جعفر الجواد[عليه السلام]: « فقلت: يابن رسول الله، لم سمي النبي الأمي؟!
فقال: ما يقول الناس؟
قلت: يزعمون: أنه إنما سمي الأمي؛ لأنه لم يحسن أن يكتب.
فقال [عليه السلام]: كذبوا عليهم لعنة الله، أنّى ذلك، والله يقول في محكم كتابه: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)( سورة الجمعة الآية3).
فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن؟. والله، لقد كان رسول الله [صلى الله عليه وآله] يقرأ ويكتب باثنين وسبعين لساناً، أو قال: بثلاثة وسبعين لساناً، وإنما سمي الأمي، لأنه كان من أهل مكة. ومكة من أمهات القرى، وذلك قول الله عز وجل: (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا)» (علل الشرايع ص124 والبحار ج16 ص132 وبصائر الدرجات ص245 والبرهان [تفسير] ج4 ص332 ونور الثقلين ج2 ص 78 وج5 ص322 ومعاني الأخبار والإختصاص).


4 ـ عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قال أبو عبد الله [عليه السلام]: إن النبي [صلى الله عليه وآله] كان يقرأ ويكتب، ويقرأ ما لم يكتب(البحار ج16 ص134 وبصائر الدرجات ص247 والبرهان ج4 ص333 ونور الثقلين ج5 ص322).
5 ـ وروى الصدوق بسنده عن علي بن اسباط وغيره، رفعه عن أبي جعفر [عليه السلام] قال: قلت: إن الناس يزعمون: أن رسول الله [صلى الله عليه وآله] لم يكتب ولا يقرأ.
فقال: كذبوا لعنهم الله أنّى يكون ذلك، وقد قال الله عز وجل: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ
مُبِينٍ)( سورة الجمعة الآية2).
فكيف يعلمهم الكتاب والحكمة وليس يحسن أن يقرأ ويكتب؟!
قال: فلم سمي النبي الأمي؟
قال: لأنه نسب إلى مكة، وهو قول الله عز وجل: (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا)، فأم القرى مكة، فقيل أمي لذلك(البحار ج16 ص133 وعلل الشرايع ص125 وتفسير البرهان ج2 ص332 وج2 ص40 ونور الثقلين ج5 332 وبصائر الدرجات ص246 وتفسير العياشي ج2 ص78).


6 ـ وعن الشعبي أنه قال: ما مات النبي [صلى الله عليه وآله] حتى كتب(الجامع لأحكام القرآن ج13 ص352 والتراتيب الإدارية ج1 ص173 والبحار ج16 ص135).
وقال المجلسي: قال الشعبي وجماعة من أهل العلم: ما مات رسول الله [صلى الله عليه وآله] حتى كتب وقرأ. وقد اشتهر في الصحاح وكتب التواريخ قوله [صلى الله عليه وآله]: ايتوني بدواة وكتف اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبداً (البحار ج16 ص135).
ونقول: إن استدلاله [رحمه الله] بالفقرة الأخيرة غير خال عن النظر والمناقشة فإن قوله: اكتب لكم يتلاءم مع أمره لبعض من حضر بذلك..


7 ـ ونقل السيوطي عن ابي الشيخ، من طريق مجالد، قال: حدثني عون بن عبدالله بن عتبة, عن أبيه قال: ما مات النبي [صلى الله عليه وآله] حتى قرأ وكتب. فذكرت هذا الحديث للشعبي. فقال صدق. سمعت أصحابنا يقولون ذلك(الدر المنثور ج3 ص131).


8 ـ عن أبي عبدالله [عليه السلام] قال: «كان علي [عليه السلام] كثيرا ما يقول: اجتمع التيمي والعدوي عند رسول الله [صلى الله عليه وآله]، وهو يقرأ: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ) بتخشع وبكاء، فيقولان: ما أشد رقتك لهذه السورة.
فيقول رسول الله [صلى الله عليه وآله]: لما رأت عيني، ووعى قلبي، ولما يرى قلب هذا من بعدي.
فيقولان: وما الذي رأيت، وما الذي يرى؟!
قال: فيكتب لهما في التراب: تنزل الملائكة والروح الخ..( الكافي ج1 ص249 ونور الثقلين [تفسير] ج5 ص323 و633).

فإن ظاهر هذه الرواية أنه [صلى الله عليه وآله] قد مارس الكتابة فعلاً..
وقد ظهر مما تقدم: أنه لا مجال للقول بأنه [صلى الله عليه وآله] لم يكن يقرأ ويكتب. وأن الصحيح هو خلاف ذلك، سواء قبل بعثته [صلى الله عليه وآله] أو بعدها. ولكن ذلك قد كان بصورة إعجازية، على النحو الذي أوضحناه في ثنايا هذا البحث..

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.




__ أنتهى النقل __




_( حيــــــــــــــدرة )_

فضايل القطيف
30-09-2009, 04:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
سأل أحد الناس الامام الرضا ( عليه السلام ) فقال له : يبن رسول الله لم سمي النبي الأمي ؟
فقال عليه السلام : مايقول الناس ؟
فقال الرجل : يقولون أنه سمي الأمي لأنه لم يحسن أن يكتب
فقال عليه السلام : كذبوا عليهم لعنة الله ، كيف و الله يقول في محكم كتابه(( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة)) ، فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن؟ والله لقد كان رسول الله يقرأ ويكتب بثلاث و سبعين لسانا ، وأنما سمي( الامي) لأنه كان من أهل مكة، ومكة من أمهات القرى ، وذلك قول الله عزوجل ((ولينذر أم القرى ومن حولها))

محمد المياحي
30-09-2009, 05:31 PM
اللهم صلي على محمد وال محمد

احسنتم كثيرا
النبي الامي لئنه كان من ام القرى
رفع الله قدركم يا موالين
تحياتي

غموض
30-09-2009, 05:44 PM
اللهم صلي على محمد وآل محمد

زهرة الزهراء
30-09-2009, 06:30 PM
مشكور أخ فضايل القطيف على هذا الطرح
جعله الله في ميزان حسناتك

و للمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع يمكنكم الرجوع لوضوع الأستاذ حيــــــــدرة على هذا الرابط:
http://www.imshiaa.net/vb/showthread.php?t=72085

سلام

لبيك داعي الله
30-09-2009, 11:06 PM
احـــــــــــــــسنتم

اللهم صل على محمد وآل محمد

ابن المملكة
30-09-2009, 11:14 PM
جزاك الله خيراً

اللهم صل على محمد وآل محمد

زهراء الرافدين
09-07-2012, 05:12 PM
_( حيــــــــــــــدرة )_
بارك الله بيك ..
وجعلها في ميزان حسناتك..,,
وشكراً على التوضيح ..,,،،
دمتَ بِ حفظ الرحمن ..,,،
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف