هيهات منا الذلة
25-03-2007, 02:41 PM
عذرا ……. فتاتي الصغيرة
طفلة متسولة استغلت فرصة توقف المركبات لإشارة المرور فسارت ببطء متجهة نحو المركبات الواحدة تلو الأخرى تستجدي السائقين بنظر بائسة ملؤها الحزن والانكسار، تطلب العطف والعون والشفقة، وهي تجر جسدها الصغير لتقف أمام شاب طارقة زجاج سيارته فيشير لها بالتحرك وهي ترفع يدها مكررة الطلب وفي هذه المرة لم يجد بداً من فتح باب السيارة باتجاهها ليدفعها بقوة دون أن يتحدث، وقد نطقت جوارحه غضباً من هذه البراءة محدثاً لها ألماً نفسياً وجسدياً جعلها تنسحب وسط الشارع نحو الرصيف.
عنفها ذلك الشاب فقط لأنها طفلة لم تتجاوز السابعة من ربيع العمر، تقطع الشارع بثياب رثة وقد أجبرتها ظروف الحياة وقسوة الأهل على هذا الحال والمصير.
كم شعرت بالحزن وأنا أراقب الموقف وتذكرت قوله تعالى: ((أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها))، نعم أقفال وأي أقفال هذه التي تعنف البراءة بكل هذه السهولة والجفاء.
سألت نفسي كثيراً أيجهل هذا الشاب قوله تعالى: (وأما السائل فلا تنهر) أم أنه لم يستحضر الآية ولم يتدبرها وهي تنهانا بوضوح تام عن نهر المسكين، أم أن هذه الأقفال نزعت الرحمة والعطف من قلب مسلم لم يستطع أن يترجم إسلامه إلى سلوك حقيقي واقعي ملموس؟.. لا يتغير مع تغير الزمان ولا مع اشتداد المواقف لأنه جوهر محفور لا تمحوه الأيام ولا تزيفه أوهام الحياة الجديدة التي تصطبغ بالعولمة والحضارة والتقدم.
فالقرآن ربانا وعلمنا والسنة أنارت لنا الطرق وهذبتنا لنسمو بأخلاقنا ونعلو ونتقن سبل التعامل مع الآخرين في كل حال وحين على اختلاف المستويات والطبقات، ولكن كثيراً ما أشعر بالأسف عندما أجد من بيننا ممن لم يهذب سلوكه ويقوم تصرفاته.
بل يتفنن في ارتداء الأقنعة فلكل مقام مقال ولكل طبقة من الناس قناع وطريقة مختلفة في التعامل فللأصدقاء وجه وللأسرة وجه وتتكاثر الوجوه والأقنعة لشخصية مزيفة لا تخجل من التمثيل في كل المسارح المكشوفة ولا نمتلك نحن سوى الحسرة على مثل هذه النماذج، وتستمر الحياة.. فعذرا فتاتي الصغيرة لا نستطيع إنصافك لأننا انصرفنا إلى دورات فن التعامل مع الآخرين التي لم تضعك في الحسبان
طفلة متسولة استغلت فرصة توقف المركبات لإشارة المرور فسارت ببطء متجهة نحو المركبات الواحدة تلو الأخرى تستجدي السائقين بنظر بائسة ملؤها الحزن والانكسار، تطلب العطف والعون والشفقة، وهي تجر جسدها الصغير لتقف أمام شاب طارقة زجاج سيارته فيشير لها بالتحرك وهي ترفع يدها مكررة الطلب وفي هذه المرة لم يجد بداً من فتح باب السيارة باتجاهها ليدفعها بقوة دون أن يتحدث، وقد نطقت جوارحه غضباً من هذه البراءة محدثاً لها ألماً نفسياً وجسدياً جعلها تنسحب وسط الشارع نحو الرصيف.
عنفها ذلك الشاب فقط لأنها طفلة لم تتجاوز السابعة من ربيع العمر، تقطع الشارع بثياب رثة وقد أجبرتها ظروف الحياة وقسوة الأهل على هذا الحال والمصير.
كم شعرت بالحزن وأنا أراقب الموقف وتذكرت قوله تعالى: ((أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها))، نعم أقفال وأي أقفال هذه التي تعنف البراءة بكل هذه السهولة والجفاء.
سألت نفسي كثيراً أيجهل هذا الشاب قوله تعالى: (وأما السائل فلا تنهر) أم أنه لم يستحضر الآية ولم يتدبرها وهي تنهانا بوضوح تام عن نهر المسكين، أم أن هذه الأقفال نزعت الرحمة والعطف من قلب مسلم لم يستطع أن يترجم إسلامه إلى سلوك حقيقي واقعي ملموس؟.. لا يتغير مع تغير الزمان ولا مع اشتداد المواقف لأنه جوهر محفور لا تمحوه الأيام ولا تزيفه أوهام الحياة الجديدة التي تصطبغ بالعولمة والحضارة والتقدم.
فالقرآن ربانا وعلمنا والسنة أنارت لنا الطرق وهذبتنا لنسمو بأخلاقنا ونعلو ونتقن سبل التعامل مع الآخرين في كل حال وحين على اختلاف المستويات والطبقات، ولكن كثيراً ما أشعر بالأسف عندما أجد من بيننا ممن لم يهذب سلوكه ويقوم تصرفاته.
بل يتفنن في ارتداء الأقنعة فلكل مقام مقال ولكل طبقة من الناس قناع وطريقة مختلفة في التعامل فللأصدقاء وجه وللأسرة وجه وتتكاثر الوجوه والأقنعة لشخصية مزيفة لا تخجل من التمثيل في كل المسارح المكشوفة ولا نمتلك نحن سوى الحسرة على مثل هذه النماذج، وتستمر الحياة.. فعذرا فتاتي الصغيرة لا نستطيع إنصافك لأننا انصرفنا إلى دورات فن التعامل مع الآخرين التي لم تضعك في الحسبان